عيد الفصح اليهودي (بالعبرية: פֶּסַח پيسَح) هو أحد الأعياد الرئيسية في اليهودية، ويحتفل لمدة 7 أيام من 15 نيسان حسب التقويم اليهودي لإحياء ذكر خروج بني إسرائيل من مصر الفرعونية كما يوصف في سفر الخروج.
فهرس
|
في التقويم اليهودي يعتبر شهر نيسان أول أشهر الربيع وعيد الفصح نفسه يسمى أحيانا ب"عيد الربيع". ولكن لكون الأشهر اليهودية أشهر قمرية، يجب في بعض السنوات مضاعفة الشهر الذي يسبق نيسان، أي شهر أدار، كي لا يتراجع شهر نيسان إلى موسم الشتاء. يحل عيد الفصح في منتصف شهر نيسان اليهودي، أي عند اكتمال القمر الأول بعد الاعتدال الربيعي (20 أو 21 مارس) ولكن في بعد الأحيان يحل في نهاية أبريل عند اكتمال القمر الثاني بعد الاعتدال الربيعي لأن حساب التلاؤم بين السنة القمرية والشمسية ليس دقيقا بشكل تام. حسب الشريعة اليهودية يكون اليوم الأول واليوم الآخر من العيد يومي عطلة يحظر فيهما القيام بأي عمل، أما الأيام الخمسة بينهما فيوصى بها الاستراحة دون حظر كامل على العمل.
عيد الفصح هو من الأعياد المذكورة في التوراة، حيث يقال إنه ذكرى خروج بني إسرائيل من مصر الفرعونية بقيادة موسى بن عمران:
حسب سفر التكوين كان بني إسرائيل عباداً للمصريين فتمردوا على الفراعنة وخرجوا من مصر ليترحلوا في بادية سيناء لمدة 40 سنة حتى استقروا في بلاد كنعان. خلال ترحالهم في بادية سيناء سلموا وصايا الرب وأصبحوا شعباً. فلذلك يعزون الكثير من اليهود أهمية وطنية إلى عيد الفصح إلى جانب أهميته الدينية ويعتبرنه عيد الحرية أو عيد نشوء الشعب اليهودي.
معظم تقاليد العيد مأخوذة من وصفه في التوراة مع التفاسير التي أضيفت إليها عبر العقود. ومن أبرز مميزات العيد هو الامتناع عن أكل الخبز أو أي طعام مصنوع من العجين المختمر. وبدلاً من الخبز يؤكل الفطير غير المختمر المختبز للعيد بشكل خاص، ويسمى هذا الفطير ب"ماتْساه" (מַצָּה). ويشرح سفر الخروج هذا التقليد كرمز لاستعجال بني إسرائيل عند خروجهم من مصر حيث لم يتمكنوا من الانتظار لانتفاخ العجين عندما أعدوا مؤونتهم. حسب الشريعة اليهودية العصرية على كل يهودي التخلص من كل المأكولات المصنوعة من عجين مختمر قبل حلول العيد وأن يقوم بحرق ما يبقى من هذه المأكولات في طقس يقوم به عشية العيد عبارة عن استعداده لأداء وصايا العيد. في القرن ال-20 مع تطور الوسائل لتخزين الطعام، سمح بعض الحاخامين ببيع مخزونات الخبز والخمير التابعين ليهود لغير اليهود بتفاهم أن يعيد المشترون المخزونات لأصحابها الأصليين بعد العيد. شاعت هذه الحيلة حتى أصبحت من طقوس العيد، واليوم هناك احتفال رسمي في إسرائيل يقابل فيه الحاخامان الرئيسيان مواطناً غير يهودي لتوقيع على اتفاقية بيع جميع الخمير التابع للدولة بتفاهم أن يعيد المواطن الخمير للدولة بعد العيد.
هناك إجماع بين رجال الدين اليهود على حظر أكل الطعام المصنوع من عجين البر المختمر خلال أيام العيد، مثل الخبز المصنوع من القمح أو الشعير، ولكن هناك خلاف حول إمكانية طبخ القطانيات، حيث يمتنع اليهود الأشكناز من أكل القطانيات المطبوخة أيام العيد، أما باقي الطوائف اليهودية فلا تتبع هذا الحظر.
تعرف عشية العيد باسم "ليل هسيدر" (לֵיל הַסֵּדֶר "ليلة المنهاج") وفيه يجتمع أبناء العائلة والأقرباء للعشاء الاحتفالي المرافقة بصلوات وسلسلة من الطقوس الدينية. وتعرض تفاصيل منهاج الصلوات والطقوس في كتاب خاص يسمى ب"هچداه" (הַגָּדָה "سرد"). كتاب الهجداه هو من أكثر اكتب التقليدية انتشاراً لدى اليهود، وهو يحتوي على نصوص ذات علاقة بالعيد من التوراة، الميشناه والتلمود كما يحتوي على صلوات العيد والمزامير مع تعليمات عن الوقت الملائم لقراءة كل منها وطريقة أداء الطقوس المرافقة بالقراءة. من أهم الطقوس هو شرب أربع كؤوس من خمر العنب خلال قراءة نصوص ال"هجاداه". كذلك يغني أصغر أبناء العائلة ترنيمة بعنوان "ما نشتانا" (מָה נִשְתָּנָה "كيف يختلف"، أي كيف يختلف هذه الليلة عن باقي الليالي) فيها أسئلة عن العيد وأجوبة يغنيها جميع أفراد العائلة عبارة عن واجبهم لسرد قصة الخروج لأبناء الأجيال القادمة. في نهاية العشاء يفتح أحد الشيوخ مع أحد الأولاد باب البيت ويدعوان إيليا لينضم إلى العائلة عند شرب الخمر ويبارك أبناء العائلة.