L'Aquila لاكويلا مدينة وسط إيطاليا ، عاصمة لإقليم أبروتسو و مقاطعة لاكويلا عدد سكانها 71.989 نسمة ، محاطة بأسوار من القرون الوسطى على تلة في وادي نهر أتيرنو الواسع ، و تحيط بها جبال الأبينيني مع صخرة إيطاليا الكبرى Gran Sasso d'Italia من جهة الشمال الشرقي ، واقعة على جانب تلة وسط وادي ضيق ، مرتفعات الصخرة الكبرى المكسوة بالثلوج على جانب المدينة ، متاهة شوارعها الضيقة مخططة بمباني إما بالأسلوب الباروكي أو بأسلوب عصر النهضة و تؤدي إلى ساحات أنيقة ، و يوجد بلاكويلا جامعة نشطة و لديها العديد من المؤسسات الثقافية : مسرح ذخائر و أوركسترا سيمفونية و أكاديمية فنون جميلة و معهد الموسيقي و معهد للسينما.
بدء بناء المدينة إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة فريدريك الثاني ، و ملك صقلية من أصل العديد من القرى الموجودة بالفعل (تسع و تسعين ، طبقا للرواية المحلية) كحصن ضد القوة البابوية . اسم أكويلاAquila (و تعني "نسر" باللغة الايطالية) قد اختير لها بعد إعطاءها نسر هوهنشتاوفن على شعارها . اكتمل البناء في عام 1254 أيام ابن فريدريك كونراد الرابع . تحول الاسم إلى أكويلا ديلي أبروتسي Aquila degli Abruzzi عام 1861 و لاكويلا L'Aquila في عام 1939 .
بعد وفاة كونراد ، دمر المدينة شقيقه مانفريد في عام 1259 ، لكن سرعان ما أعاد بناءها شارل الأول من أنجو خليفته كملك صقلية . استكمل بناء الأسوار في عام 1316 .
وسرعان ما أصبحت المدينة الثانية في مملكة نابولي ، و كانت مدينة ذات حكم ذاتي ، تحكمها حكومة ثنائية تتألف من مجلس المدينة (الذي تغيرت أسماءه و تكوينه على مدى القرون) و قائد الملك . سقطت في البداية تحت حكم نيكولو ديليزولا بتعيينه من قبل الشعب كفارس الشعب ، ثم قتل بعدما أصبح طاغية . و في وقت لاحق اتنضوت تحت بييترو "لالي" كامبونيسكي كونت مونتوريو ، الذي أصبح الجانب الثالث في الحكومة الثلاثية مع المجلس و قائد الملك . أصبح كامبونيسكي و هو أيضا مستشار كبير في مملكة نابولي قويا جدا ، فقتل بأمر من الأمير لويجي تارانتو . و قاتلت ذريته مع عائلة بريتاتي على السلطة لعدة أجيال ، و لكنهم لم يبلغوا أبدا ما كانت عليها سلطة كبيرهم . آخر حاكم حكم لوحده لاكويلا كان لودوفيكو فرانكي الذي تحدى سلطة البابا بإعطاءه ملجأ لألفونسو إستي دوق فيرارا السابق و لأولاد جامباولو باليوني المخلوع موقع سيادة بيرودجا. و لكن في النهاية كان الأكويلانيين دائما توقين لحريتهم ، و فتم عزله و سجنه من قبل ملك نابولي .
قوة لاكويلا تقوم على الارتباط الوثيق بين المدينة و القرى الأم ، التي وضعت المدينة في شكل إتحادي ، و لكل منها حي فيها اعتبر انه جزء من القرية الأم . و هو ما جعل العدد 99 مهم جدا في عمارة لاكويلا ، من خلال نافورة النصب التذكاري للتسع و تسعين أبوب (Fontana delle 99 Cannelle) و التي منحت اسمها لمهرجان المدينة العريق الأصيل . كان مجلس المدينة يتألف من رؤساء بلديات القرى ، و لم يكن للمدينة أي وجود قانوني حتى أنشأ الملك كارلو الثاني من نابولي من عنده منصب كاميرلينغو و هو المسئول عن ضريبة المدينة (سابقا تدفع منفصلة من كل القرى الأم) . و في وقت لاحق أخذ الكاميرلينغو السلطة السياسية و صار رئيسا لمجلس المدينة .
منذ نشأتها شكلت المدينة سوقا مهمة للأرياف المجاورة ، و وفرت لها الإمدادات الغذائية العاديه : من الوديان الخصيبة جاء الزعفران الثمين ؛ و وفرت المراعي الجبلية المحيطة الرعي الصيفي لقطعان الأغنام المترحلة العديدة ، مما أدى بدوره إلى وفرة المواد الخام المصدرة ، و إلى حد أقل الصناعات الصغيرة المحلية والتي أحضرها الحرفيين والتجار من خارج المنطقة .
في غضون بضعة عقود أصبحت لاكويلا في مفترق الطرق في علاقاتها بين المدن داخل و خارج المملكة ، و ذلك بفضل ما يسمى "via degli Abruzzi" "طريق عبر الأبروتسي" ، و الذي امتدت من فلورنسا إلى نابولي عن طريق بيرودجا ، رييتي ، لاكويلا ، سولمونا ، إزيرنيا ، فينافرو ، تيانو ، و كابوا .
مفاوضات خلافة إدموند ابن هنري الثالث ملك انكلترا على عرش مملكة صقلية ضمت لاكويلا في شبكة مصالح الرابطة بين الإدارة البابوية و الحكم الإنكليزي . في 23 ديسمبر 1256 رقى البابا ألكسندر الرابع كنيستي القديسين ماسيمو و جورجو إلى صفة كاتدرائيات بمثابة مكافاة لمواطني لاكويلا لمعارضتهم الملك مانفريد ،و الذي أقدم في تموز يوليو من عام 1259 على تسوية المدينة بالأرض في محاولة لتدمير المفاوضات . و قام بإصلاحها كارلو الأول أنجو ، و لكن في الحقيقة باتت المدينة معروفة خارج حدود المملكة نتيجة للحدث الاستثنائي المهم الذي وقع في 29 أغسطس آب 1294 ، عندما أصبح الناسك بييترو دل موروني البابا سيلستين الخامس في كنيسة سانتا ماريا دي كوليمادجو .
بابوية سيلستين أعطت قوة دفع جديدة لتطوير البناء ، كما يتبين من قوانين المدينة . بالاضافة إلى منح الملك روبيرتو أنجو في عام 1311 إمتيازات و التي كان لها تأثير حاسم في تنمية التجارة . هذه الامتيازات حمت جميع الأنشطة المتعلقة بتربية الأغنام ، مع الإعفاء من الرسوم الجمركية على الواردات و الصادرات . و في هذه الفترة اشترى تجار من توسكانا (سكالي ، بوناكورسي) و من رييتي منازل في المدينة . لذلك فإن الظروف السياسية شهدت تجديدا جذريا : عام 1355 جيئ بالنقابات التجارية لعمال الجلود و عمال المعادن و التجار و المتعلمين إلى حكومة المدينة ، و شاركوا في المجلس الجديد . و قبل أحد عشر عاما ، في عام 1344 منح الملك المدينة دار سك عملة خاصة بها .
في منتصف القرن الرابع عشر مرت فترة بلاكويلا أزمة كبيرة كما هو الحال لأوروبا بأسرها . و عانت المدينة من وباء الطاعون عامي 1348 و 1363 و من الزلازل عام 1349 و أعطاها هذا مظهر المدينة الهجورة . و لكن سرعان ما بدأ التعمير . و زادت أهمية لاكويلا و تطورت خلال القرنين الرابع عشر و الخامس عشر .
و انتهت هذه الفترة في القرن السادس عشر ، عندما دمر الوالي الإسباني فيليبيرت فان أورانخي لاكويلا و أسس إقطاعية إسبانية في ريفها ، و فصلت المدينة من جذورها ولم تطور بعد مرة أخرى أبدا . و قد دمرت للمرة الثالثة (و كانت الاولى في عام 1258 عل يد مانفريدي ملك صقلية) من جراء زلزال وقع في 1703 . أعقبه الزلازل متتالية على المدينة دمرت الكاتدرائية .
و احتلت القوات الفرنسية المدينة أيضا مرتين في عام 1799.
و في القرن العشرين ، أصبحت لاكويلا واحدة من أكثر المدن المحافظة في إيطاليا ، ثارت ضجة في إيطاليا في السبعينات كل من إيطاليا عندما صُدِرت رواية لألبرتو مورافيا باعتبارها فاحشة ، فيما احتج أسقف كاثوليكي محلي على تعري تمثال لشاب الذي ظل على النافورة أمام الكاتدرائية على مدى قرون ، و أكثر الجماعات المحافظة في المدينة طلبت وقف التعامل بقطعة النقود ذات 50 ليرة لظهور رجل عاري عليها .