كلوديون الملتحي أو الكثيف الشعر {٣٩٥ - ٤٤٧.م} و ملك على الفرانك {428 - 447.م} . كلوديون من الملوك الفرنسيين الأوائل الذين تحوم حولهم الشكوك و الأساطير ،فهو حسب القصص الفرانكية القديمة يعتبر ابن الدوق {فاراموند :٤١٠ – ٤٢٦.م} من الملكة {آرجوتّا الثورنجية} ،و هو والد الملك ميروفيوس :{٤٤٧ – ٤٥٨.م} .
سلالة الميروفينجين كانت سلالة من قبائل السليان من الفرنكيين هم أول من حكم الفرنكيين إلى حد كبير في المنطقة المقابلة لفرنسا من منتصف الخامس إلى منتصف القرن الثامن. كانت سياسة الميروفينجين تنطوي على تكرار الحرب المدنيه بين فروع الأسرة. و من المتفق عليه أن كلوديون هو أوّل من اتخذ لقب ملك الفرانك الساليين و هو ينتمي إلى الأسرة الميروفينية التي ظلّ الحكم في البلاد بيدها حتى عام ٧٤٩.م ،و كانت فرنسا قبل القرن الخامس واقعة تحت الاحتلال الروماني و كانت تجبى منها الضرائب كأيّ مقاطعة رومانية و كانت المناطق المستقلة في الغرب و الشمال تتقاسمها النزاعات نتيجة ضعف السيطرة الرومانية في المنطقة آنذاك ،فكان لا بدّ من يقظة الفرنسيين و التنبّه لأحوالهم فكان نتاج ذلك أن اختاروا كلوديون ابن الدوق فاراموند ابن الدوق ماركومير ملكا على الفرانك الساليين .
فهرس
|
ولد كلوديون عام 395 م ولقي تربيته في قلعة أبيه في ديسبارجوم Dispargum والتي كان يتّخذها آباءه وأجداده مركزا لهم في مواجهة الرومان وغزواتهم، وحين توفّي والده الدوق فاراموند عام 426 م كان ابنه الأكبر كلوديون البالغ الحادية والثلاثين من عمره قد أصبح الدوق على القلعة.
لم يمض وقت طويل حتى ملّ كلوديون الخضوع لسلطة الرومان فأعلن استقلاله التام وتتويجه ملكا في قلعته عام ٤٣١.م و قد قبل به سكّان المنطقة ووضعوا أملهم فيه لدحر سيطرة الرومان عن المنطقة، فإن ذلك خطرا على الوجود الروماني الغنامالتي توفرها لهم القبائل الغالية التي قد تحاول الالتحاق بجيش كلوديون الذي عزم على المسير للقاء الرومان.
كانت أعمال كلوديون مجيدة في تاريخ الفرنسيين القديم إذ كان المخلّص من سيطرة الرومان في الشمال و الممهّد للقضاء عليهم نهائيا فيما بعد على يد أحفاده ،فقد لحق بالفرنسيين ظلم كثير من الرومان الذين كانت امبراطوريتهم قد شاخت و آن أوان زوالها
توفيّ كلوديون في عاصمته الجديدة تورنيه Tournai عام 447 م عن عمر يناهز الثانية والخمسين. بعد وفاة كلوديون خلفه على الملك في تورنيه ابنه ميروفيوس الذي وسّع سيطرة مملكته على حساب المقاطعات الرومانية و ذلك استمرارا لهدف كلوديون في دحر الرومان.