فيزبا ( إيطالية:Vespa) نوع من الدراجات النارية. صنعت للمرة الأولى في بونتديرا بإيطاليا عام 1946، من قبل بياجيو و شركاه.
مازالت بياجيو تصنع الفيزبا إلى حد الآن. إلا أن الانتشار الكبير للفيزبا كان في خمسينيات و ستينيات القرن الماضي، حيث أعتمدها الشباب في بريطانيا و أصبحت جزء من الموضة التي عرفت في ذلك الوقت باسم مودز. يتم تصنيع الهيكل لنموذج الفيزبا الكلاسيكي من الفولاذ لحماية المكينة من المطر و الطين.
فهرس |
بعد الحرب العالمية الثانية، و هزيمة إيطاليا أمام قصف الطيران التابع للحلفاء، شددت إيطاليا على عملية صناعة الطيران، و فرضت عليها قيود رقابية شديدة. و كان مصنع الطيران في بونتديرا، قد تعرض لتدمير كامل. كما أن الحالة الاقتصادية للبلاد لم تكن تسمح بتطوير سوق السيارات. قرر إنريكو بياجيو، ابن مؤسس الشركة رونالد بياجيو، بتحويل مجال الشركة من بناء الطيرات، إلى وسيلة نقل، أرادها أقل كلفة. و جائت الفكرة بتصميم مركب رخيص، يستطيع أن يستخدمه الجمهور.
ساعدت الطلبات الكبيرة من قبل واشنطن لدرجات الفيزبا ذات اللون الزيتوني على زيادة الحافز لدى المصنعين، فالجيش الأمريكي طلب كميات كبيرة لسلاح الجو و البحر الإمريكيين، حتى يتمكنوا من مطاردة فلول النازيين الهاربيين إلى الحدود النمساوية.
طلب من مهندس الطيران، كورادينو دي آسكانيو، و الذي صمم أول طائرة عامودية، أن يصمم مركبة، غير معقدة، يمكن لكلا الجنسين استخدامها، و يمكنها تحمل أوزان ثقيلة نسبيا، كما أنها لا تلوث الملابس.
قام دي أسكيانو، الذي كان يكره الدراجات النارية، بتصميم مركبة ثورية، فالتصميم الذي حمل الكثير من الاختلافات التقنية، صمم أيضا لكي يتفادى المشاكل التي تلاقيها المرأة المرتدية فستان أو تنوره لركوب الدراجة النارية.
أتى الاسم عندما شاهد أنريكو بياجيو التصميم و قال: "Sembra una vespa!" "سيمبرا أونا فيزبا" (إنها تذكرني بالدبور). حيث أن الدبور يسمى في كل من الإيطالية و اللاتينية فيزبا.
صدر تصميم آخر منها سمي بـ آباي "ape" و هي تعني النحلة بالإيطالية، حيث أن هذا الطراز يحمل ثلاث عجلات بدل من اثنتين.
طلب بياجيو براءة اختراع في أبريل من عام 1946، حيث قدمها كمركبة غير مكلفة، و آمنة، و أنيقة. و تمكن من الحصول على شهادة البراءة من نفس العام في شهر ديسمبر.
تم إطلاق النماذج الثلاثة عشر الأولى، في ربيع 1946، حيث ظهر تأثير تقنية الطيران فيها من خلال الهيكل، و كذلك طريقة التشغيل، كما أن موخرتها بدت شبيهة بالطائرات العامودية.
أرادت الشركة تسويق عدد كبير من إنتاجها، فقدمتها للصحفيين في نادي الغولف بروما. المركبة التي أثارت استغارب الصحفيين بألواتها، و شكلها، لم تلبث مدة وجيزة، قبل أن تكسب إعجابهم، فقد بدت سلسة القيادة، و حتى أكثر أمانا من الدرجات النارية التقليدية.
باع بياجيو حوالي 2,500 فيزبا في عام 1947، و أكثر من 10,000 في عام 1948، و 20,000 في عام 1949، و أكثر من 60,000 في عام 1950.
لقد كانت أكبر المبيعات، عندما قامت هوليوود بإنتاج فيلم عطلة رومانية، حيث تنزهت أودري هابيرون و غروغري بيك على متنها في شوارع روما، و قد بيع في ذلك العام 1952 أكثر من 100,000 فيزبا.
في نهاية عام 1952 كانت العديد من أندية الفيزبا قد أنشئت في أرجاء أوروبا، و وصل أعضائها إلى 50,000 عضو. في الخمسينيات أصبحت الفيزبا تصنع في عدد من دول العالم بموجب ترخيص من الشركة الأم، حيث صنعت في ألمانيا، بريطانيا، فرنسا، بلجيكا و إسبانيا. في الستينات بدأت تنتج في كل من الهند، البرازيل و إندونيسيا. بحلول 1956 كانت قد بيعت مليون فيزبا. و في عام 1960 بلغ عدد الفيزبا المباعة مليونان. ما ساعد على انتشار الفيزبا هو تسويقها كرمز للابداع و الحرية، حيث أن مبيعاتها وصلت بحلول عام 1970 أربعة ملايين، و كانت قد بيعت 10 ملايين في آواخر الثمانينيات بين عامي 1957 و 1961 صدرت في الإتحاد السوفيتي نسخة من الفيزبا أطلق عليها اسم فاتكا- في بي 150.
في عام 1948 أدخلت العديد من التحسينات التقنية، كما تم تصنيع العديد من الطرز، واحدة لذوي الدخل المحدود.
في مطلع التسعينات و بحلول عام 1992، كانت فيزبا تواجه أزمة حقيقية، مع ظهور الدراجات الآسيوية، التي كانت تتمتع بخفة أكثر، و سعر أرخص، تراجعت مبيعات الشركة بشكل كبير، و أصبحت بحاجة لمعجزة لإعادة هيبتها ليس في العالم فحسب، بل في أوربا و حتى في إيطاليا.
سعت فيزبا لتحديث طرازها، و إعادت هيكلة المركبة من جديد، فتمكنت من صناعة مركبة جديدة، ساعدتها في استعادة مكانتها، خصوصا أنها سعت لتصغير حجمها، و إظهارها كبديل مناسب للطرق الأوربية المزدحمة، و كانت أفضل النجاحات للشركة، عندما تمكنت في عام 2001 من العودة للسوق الأمريكية من جديد.
في عام 1996 كانت فيزبا تحتفل بمرور 50 عاما على إطلاقها، و بلوغ مبيعاتها 15 مليون دراجة، حيث أعتبرت الدراجة الأكثر نجاحا، رغم أن العدبد من الشركات صنعت نماذج مقلدة، إلا أن السمعة التي اكتسبتها فيزبا و الطابع الرومانسي الذي صاحبها، جعلها بعيدة عن خطر المنافسة، إلا أن هذا لا يعني أن فيزبا كانت بعيدة عن الخسائر.
في عام 2003، وجدت الشركة نقسها مهدد بالإفلاس، فالعديد من الخطط، و إعادة الهيكلة لم تجد في تقليص الديون، و تهديد الانتاجات الآسيوية الرخيصة جعلها تواجه خطر الإغلاق.
في عام 1959 كانت عائلة بياجيو قد باعت جزء من حصتها لعلامة فيات المملوكة لعائلة آنيللي، حققت فيزبا مبيعات جيدة حتى عام 1992 حيث كان المدير التنفيذي لها جيوفاني ألبرتو أنيللي، لكنه لم يعد قادرا على مساعدة الدراجة بسبب إصابته بمرض السرطان و توفي بعدها في عام 1997. في عام 1999 فشلت صفقة مع شركة صينية مما زاد متاعب القائمين على الشركة.
أتى روبريرتو كولانينو الذي قال: "الكثير من الناس قالوا أنني مجنون. بياجيو لم تمت أنها فقط تحتاج لتسوق بشكل أفضل". كانت خزائن بياجيو فارغة تقريبا. لكن الفيزبا مازالت تتمتع بسمعة عالمية، و الفضل يعود لهوليوود التي عرضت الفيزبا في العديد من أفلامها.
في عام 2003 ضخ كولانينو قرابة 100 مليون يورو، من خلال تجارته في المنتجعات، و اشترط أن تؤول إدارة الشركة له، و بقاء الثلث فقط بيد عائلة بياجيو قام الرئيس التنفيذي روكو سابيلي، و من خلال تقنية يابانية، بجعل تصنيع الفيزبا ممكن على أي خط انتاج.
أحدث كولانينو ثورة في الشركة، حيث سعى لتأمين الحد الأقصى من الراحة بالنسبة للعمال في المصنع، و شجع على زيادة الإنتاج بزيادة الحوافز المالية، و تحويل بيئة العمل لبيئة أكثر أمانا.
العودة لأمريكا الشمالية مرة أخرى يعني العديد من التحسينات، سعت بياجيو للتقليل من الإنبعاثات الصادرة من المركبة، كما أدخلت تحسنات على التصميم و زادت من عرض الإطارات.
تعتبر فيزبا مثالا للأناقة الإيطالية، بألوانها، و خطوطها المنتظمة، و أعتبر حجمها الذي يسهل عملية توقيفها بالنسبة للسيارت، من أكثر عوامل الجذب. كما أنها أصبحت جزء من ثقافة بعض البلدان كأمريكا و كندا و أجزاء من أوربا و اليابان. يوجد من الفيزبا أحجام (عائلية) تنتج في عدد من البلدان الآسيوية، و كذلك المكسيك.
على مر تاريخ الفيزبا كانت إيطاليا السوق الأكبر لها، و باعتبار أنها كانت جزء من ثقافة المودز في بريطانيا في الستينات. فإن بريطانيا هي البلد الثاني بعد إيطاليا، في عدد المستخدمين للفيزبا.
واجهت الفيزبا العديد من المتعب في أمريكا، فبعد أن دخلتها كجزء من معدات الجيش، أصبحت مطلوبة، لكن المشاكل التي واجهتها الشركة الأم جعلت فيزبا تنقطع عن السوق الأمريكية، و استخدمت أثناء انقطاعها دراجات شبيهة من اليابان، لكن الدراجة عادت مرة أخرى في الألفية الجديدة، و الآن هناك العديد من المنتجات الخاصة بالفيزبا، كالنظارات الشمسية، و الخوذة، كما أنه افتتح محل خاص يحمل العلامة التجارية لهذه الدراجة.
لدى الفيزبا شعبية كبيرة خارج أمريكا و أوروبا، ففي دولة مثل الهند تعتبر الفيزبا وسيلة شعبية رائجة.
هناك العديد من المشاهير الذين يمتلكون فيزبا، أو حتى أكثر من واحدة:
لعل أشهر الشخوص هم غريغوري بيك و أودري هابيرون في فيلم العطلة الرومانية. ركبت العديد من الشخصيات درجات الفيزبا في السينما، و المجلات المصورة مثل:
ظهرت الفيزبا في العديد من الأفلام، مثل: