الرئيسيةبحث

عبد الإله بن علي الهاشمي

الامير عبد الاله الوصي على العرش
الامير عبد الاله الوصي على العرش

الأمير عبد الاله بن الملك علي بن الشريف حسين الهاشمي (1913 - 1958)، ولد في مدينة الطائف في الحجاز. ابن ملك الحجاز علي بن حسين شقيق الملك فيصل الأول ، التجأ وعاش مع عائلته في مصر بعد تولي العائلة السعودية المنافسة للعائلة الهاشمية لمقاليد االأمور في الحجاز وشبه الجزيرة العربية. كان عبد الاله قد تزوج من أحد بنات فيصل الأول, وبعد وفاتها اقترن من سيدة مصرية، الأميرة عابدية من عائلة الطرابلسي المعروفة، وتلقى علومه في كلية فكتوريا في الاسكندرية بمصر ، مما ادى إلى تاثره بالثقافة المصرية واسلوب حياة العائلة الملكية في مصر ، وكانت له علاقات وطيدة بالبلاط الملكي للملك فاروق . وبعد الاطاحة بالحكم الملكي في مصر حاول مرارا توطيد علاقاته باللواء محمد نجيب ورئيس وزرائه جمال عبد الناصر ثم عاد بعدها إلى بغداد ملحقاً بالبلاط الملكي ووزارة الخارجية. وفي عام 1941م، أختير وصيا على عرش العراق ولغاية 1953م, وذلك بعد مقتل الملك غازي الاول في حادثة سيارة لأن ابن غازي فيصل الثاني، الوريث للعرش لم يبلغ بعد سن الرابعة من عمره وأن عبد الاله يرتبط بصلة الخال للملك حيث إنه شقيق أم فيصل الثاني الملكة عالية. ثم نودي به وليا للعهد بعد إنتهاء الوصاية عام 1953 وتتويج الأمير فيصل الثاني ملكاً على العراق.

لم يلقى عبد الإله تاييدا شعبيا ولم يلقى تأييد من النخب السياسية الوطنية أيضا، بسبب بعض سلوكياته وثقافته المحدودة وميله الجارف للسياسة البريطانية.

تقلد عبد الاله منصبه كوصي على العرش عام 1941 بعد إخماد حركة الكيلاني بدعم من القوات العسكرية الإنكليزية وإقصاء الشريف شرف عن الوصاية بعد أن شهدت الملكة عالية على أن الملك غازي قد أوصى بابن عمه عبدالإله وصيا على ابنه فيصل الثاني أمام مجلس الأعيان والوزراء. واتت شهادة الملكة عالية بعد عامين من مقتل الملك غازي. ومع أن العراقيين لم يصدقوا هذه الشهادة ، حيث كان معروفا في الأوساط العراقية عدم التوافق بين الملك غازي وابن عمه الأمير عبدالإلهـ إلا أن هذه الشهادة وكونها أتت من الملكة عالية، اعتمدت وتم تعيين الأمير عبدالإله وصيا على ابن اخته فيصل الثاني عام 1941. وتنازل عبد الإله عن وصايته للعرش عام 1953م عندما بلغ فيصل الثاني 18 عاما من عمره ولكنه بقي كأحد مستشاري الملك فيصل الثاني حيث عرف عبد الاله بميوله نحو الغرب. قتل عبد الاله في قصر الزهور في بغداد مع فيصل الثاني في 14 تموز 1958 ضمن الإنقلاب الذي قاده عبد الكريم قاسم.

عبد الإله في مونت فرنون في أمريكا
عبد الإله في مونت فرنون في أمريكا

واثناء تأزم الوضع السياسي المحلي والدولي في منتصف عام 1940م وأوائل سنة 1941م على اعقاب قيام الحرب العالمية الثانية وقيام ثورة مايو/ مايس 1941م التحررية بزعامة رشيد عالي باشا الكيلاني، حيث أظهر عبد الاله تأييده للسياسة البريطانية، وعداءه لقادة الثورة، فغادر بغداد سراً إلى الحبانية ومنها إلى البصرة، فحدثت أزمة خطيرة، مما أضطر حكومة الدفاع الوطني التي قامت في البلاد يومئذ، إلى دعوة مجلس الأمة إلى الإجتماع في العاشر من ابريل/ نيسان 1941م، وتعيين الشريف شرف وصياً على العرش بدلا من عبد الاله. فقررت الحكومة البريطانية دخول العراق لإحتلاله بسبب استراتيجيات الحرب العالمية الثانية بذريعة إعادة عبد الاله إلى منصب الوصاية لاسيما وإن قادة الثورة قد طلبوا دعم دول المحور ألمانيا وإيطاليا، خصوم بريطانيا في الحرب، فأصطدم الجيشان العراقي والبريطاني في معارك دامية بدأت في الثاني من آيار 1941م، وإنتهت في الثلاثين منه، وحيث أعيد الوصي المعزول وأعتقل وفصل الكثير من الضباط والموظفين وغيرهم، كما أوقفت صدور الصحف، وبقي مسيطراً على شؤون الدولة حتى بعد تولي الملك فيصل الثاني سلطاته الدستورية وإنتهاء مدة وصايته عام 1953م. وكان قد أصبح ولياً للعهد إضافة إلى منصب الوصاية في قرار مجلس الوزراء بتاريخ 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 1943م. وفي اثناء مدة حكمه قام بزيارة بلدان كثيرة منها زيارته إلى الولايات المتحدة الامريكية في صيف 1945م. وفي أثناء عودته زار بريطانيا حيث مهّد إلى تعديل المعاهدة العراقية البريطانية إلى معاهدة "بورت سموث" في كانون الثاني وبعد زيارته لانكلترا زار فرنسا ومن ثم ذهب إلى تركيا، ووصل بغداد يوم 20 أيلول/سبتمبر 1945م وفي 15 تموز/يوليو 1947م سافر إلى لندن حيث بحث مع المسؤولين البريطانيين في تعديل المعاهدة العراقية-البريطانية والتي أدت إلى وثبة كانون الثاني 1948م، وبالتالي إلى إلغائها، وقد أخذ عبد الاله يمعن في التدخل في شؤون البلاد، حتى سعى إلى عقد حلف بغداد 1955م وتكوين الإتحاد الهاشمي مع الأردن 1958م، فظهرت الاحتجاجات والانتقادات من الجهات الوطنية والاحزاب، ضد السياسة المتبعة في العراق، حتى قيام الحركة الثورية في 14 يوليو/ تموز 1958م وقتل عبد الاله والملك فيصل وألغيت بذلك الملكية في العراق، واُعلن نظام الحكم الجمهوري.

تاريخ وسمعة الوصي عبد الآله لم تكن مشرفه بنظر الكثيرين فقد كان غير محبوبا وخصوصآ من العامة من الشعب العراقي مماتسبب بمقتله على يد أحد العسكرين الماركسيين التابعين للثكنة المجاورة للقصر الملكي والذين تداخلوا مع الكتيبة المكلفة بالسيطرة على قصر الرحاب أثناء قيام حركة 14 يوليو/تموز 1958م.

أنظر أيضا