الصداقة هي علاقة اجتماعية بين شخصين أو أكثر على أساس المودة والتعاون بينهم, ويمكن تمييزها بثلاثة خصائص هي:
1- الاعتمادية المتبادلة التي تبرز من خلال تأثير كل طرف على مشاعر ومعتقدات وسلوك الطرف الآخر
2- الميل إلى المشاركة في نشاطات واهتمامات متنوعة مقارنة بالعلاقات السطحية التي تتركز في أغلب الأحوال حول موضوع أو نشاط واحد
3- قدرة كل طرف من أطراف العلاقة على استثارة انفعالات قوية في الطرف الآخر وهي خاصية مترتبة على الاعتمادية, إذ تعد الصداقة مصدرا لكثير من المشاعر الإيجابية السارة أو غير السارة
وفي التراث اليوناني يعرف أرسطو الصداقة بأنها حد وسط بين خلقين, فالصديق هو الشخص الذي يعرف كيف يكون مقبولا من الأخرين كما ينبغي, أما الشخص الذي يبالغ حتي يكون مقبولا من الجميع للدرجة التي تجعله لا بعارض أي شئ فهو المساير وعلى الضد فالشخص الذي لا يكترث بالقبول من الأخرين فهو الشرس والصعب في المعيشة ويضيف أرسطو إلى تعريف الصداقة إلى أنها عطف متبادل بين شخصين حيث يريد كل منهما الخير للأخر
ويميز أرسطو بين ثلاثة أنواع للصداقة وهي صداقة المنفعة وصداقة اللذة وصداقة الفضيلة, ويبين أن صداقة المنفعة هي صداقة عرضية تنقطع بأنقطاع الفائدة, أما صداقة اللذة فنتعقد وتنحل بسهولة بعد إشباع اللذة أو تغير طبيعتها, وأما صداقة الفضيلة فهي أفضل صداقة وتقوم على أساس تشابه الفضيلة وهي الأكثر بقاء ويعتقد أرسطو أن الصداقة أكمل ما تكون عندما تتوافر لها الأسس الثلاثة (المنفعة-اللذة-الفضيلة)[1]
ومن التعريفات الحديثة للصداقة ان الصداقة علاقة اجتماعية وثيقة تقوم على مشاعر الحب والجاذبية المتبادلة بين شخصين أو أكثر, ويميزها عده خصائص منها: الدوام النسبي والاستقرار والتقارب العمري في معظم الحالات, مع توافر قدر من التماثل فيما يتعلق بسمات الشخصية و القدرات والاهتمامات والظروف الاجتماعية
فهرس |
أهتم الإسلام بأمر الصداقة, فقد قال القرآن الكريم
وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم | ||
—سورة الحجرات أية 13 |
وقد قال النبي محمد بن عبد الله أنها من الخصال التي بتذوق بها المرء حلاوة الإيمان في الحديث
وقد قال النبي أيضا تشبيها للفرق بين الصديق الصالح والصديق السوء
ويعتبر الإسلام الحب في الله هو أعظم أنواع الصداقة بين الناس, والحب في الله هو أن تكون المحبة خالصة لله, فيكون خالٍ من أي غرض من أغراض الدنيا، ولا يقوم على الإعجاب بشخص لموهبة أو هيئة جميلة أو حديث ممتع أو مصلحة ما، بل يقوم على التقوى والصلاح, ويخبر النبي ان من احب شخصا يخبره أنه يحبه لقوله :" إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره أنه يحبه" [4]
تحدث الكثير من الأدباء عن الصداقة من أبرز الكتب الأدبية التي تناولت موضوع الصداقة :
من منظور علم النفس تؤدي الصداقة إلى وظيفتين أساسيتين :
وهناك أربع آليات رئيسية تتحقق من خلالها وظيفة خفض التوتر ودعم الشاعر الإيجابية الإيجابية وهي:
فالصداقة تيسر اكتساب عدد من المهارات والقدرات والسمات الشخصية الرغوب فيها اجتماعيا. ويشير عالم النفس ابشتين إلى أن صداقات الأطفال تسهم إسهاما بارزا في ارتقاء المهارات الاجتماعية والقيم الأخلاقية وزيادة على هذا تمد الصداقة الأطفال بإدراك واقعي لذواتهم بالمقارنة بالآخرين كما تبصرهم بمعايير السلوك الاجتماعي الملائم في مختلف اواقف, أما عند المراهقين فقد تنهض الصداقة بوظائف مختلفة فمن خلالها يتعلمون كيفية الشاركة مع الآخرين في الاهتمامات والإفصاح عن المشاعر والأفكار وتكوين علاقات تتسم بالثقة المتبادلة مع أقرانهم ومن وظائف الصداقة الأساسية إتاحة الفرصة أمام الأطفال لتعليم المهارات الاجتماعية إذ تقتضي المهارة الاجتماعية توافر القدرة على التخاطب الناجح مع الأطفال الآخرين. يستلزم بدوره قدرة الطفل على تخيل نفسه كما يراه أقرانه في موقف التفاعل.ولكن الأسرة قد لا تهيئ فرص تعلم تلك المهارات لأنها تجعل التخاطب أبسط ما ينبغي لأطفالها حيث يدرك الوالدان بحكم خبرتهما مع الطفل حاجاته ومطالبه ثم يقومان بتلبية تلك الحاجات قبل أن يعبر الطفل لفظيا عنها. وبالطبع لا يكون التفاعل بتلك السهولة في جماعات الأطفال حيث لا يجد الطفل أمامه إلا محاولة التعبير عن رغباته بصورة يفهمها أقرانه. ولا تقتصر حدود تأثير الصداقة على المهارات الاجتماعية بل تتسع لتشمل عددا آخر من السمات والقدرات فتشير البحوث إلى وجود علاقة الصداقة والسلوك الغيري في مرحلة ما قبل المراهقة وتكشف أيضا عن تأثير الأصدقاء في تحس مستوى التحصيل الدراسي [5]
ومن أهم الكتب التي تاولت موضوع الصداقة من منظور علم النفس كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس
يشير عالم النفس دافيز (davis) إلى أن الحب والصداقة يتشابهان في وجوه عديدة, غير أنهما يختلفان في مظاهر أساسية تجعل من الحب علاقة أعمق إلا أنها أقل استقرارا ويعبر دافيز عن العلاقة بين المفهومين في جملة موجزة يشير فيها إلى أن الحب صداقة (إذ يستوعب كل مكونات الصداقة) ولكنه يزيد عليها بمجموعتين من الخصائص وهما الشغف والعناية, والخصائص المشتركة بين الحب والصداقة هي :
1- الاستمتاع برفقة الطرف الآخر.
2- تقبل الطرف الآخر كما هو.
3- الثقة في حرص كل طرف على مصالح الطرف الآخر.
4- احترام الصديق أو الحبيب والاعتقاد في حسن تصرفه.
5- الساعدة عند الحاجة.
6- فهم شخصية الطرف الآخر واتجاهاته وتفضيلاته ودوافع سلوكه.
7- التلقائية وشعور كل طرف بأنه على طبيعته في وجود الآخر.
8- الإفصاح عن الخبرات والشاعر الشخصية.
أما عن مجموعتي الخصائص اللتي تنفرد بهما علاقة الحب فهما: أ- مجموعة الشغف: وتشمل ثلاث خصائص وهي:
ب- مجموعة العناية: وتحوي خاصيتين هما:
وقد أظهرت بحوث دافيز نتائج منها أن الاستمتاع برفقة المحبوب يفوق الاستمتاع بصحبة الصديق مع يميز الحب بقدرته على استثارة الانفعالات الإيجابية السارة في طرفي العلاقة غير أن الحب في الوقت نفسه قد يكون مصدرا لقدر أعلى من النغصات والمعاناة والصراع والتناقض الوجداني والنقد التبادل [6]
في دراسة أمريكية أجريت عام 2006 أكدت تراجع في عدد ونوعية الصداقات عند الأمريكيين [7], و أظهرت الدراسة أن 25% من الأمريكيين ليس عندهم أصدقاء مقربون يثقون بهم, ومتوسط عدد الأصدقاء للشخص تراجع إلى أثنان فقط
اقرأ اقتباسات ذات علاقة بصداقة، في ويكي الاقتباس. |