الرئيسيةبحث

رمضان السويحلي

رمضان السويحلي (1297-1338 ه‍ = 1880-1920م)

رمضان بن الشتيوي بن أحمد السويحلي : من زعماء الجهاد في ثورات طرابلس الغرب بليبيا على الإيطاليين . وقد يعرف برمضان الشتيوي (نسبة إلى أبيه) ولد وتعلم في زاوية المحجوب بمصراتة ولما ضرب الإيطاليون طرابلس الغرب قام مع مجاهدي مصراتة، واستشهد رئيسهم (الحاج أحمد المنقوش) في أواخر سنة 1329 ه‍، 24 أكتوبر 1911م) فتولى رمضان رياستهم، وكان ذلك بدء زعامته وبروزه . وجرح في صدره على مقربة من طرابلس، فعاد إلى مصراتة وعولج . وهاجمها الإيطاليون فاشترك في الدفاع عنها، وجرح في بطنه . واحتلوها صلحا (سنة 1912 م) فلزم بيته إلى أن كانت معركة القرضابية

معركة القرضابية

سنة 1333 ه‍ - 1915 م، حيث كان ضمن افراد الجيش الايطالي وفي وادى القرضابية وقع الصدام بين المجاهدين وجيش ميانى .. وحسم الموقف رمضان السويحلي الذي أمر من معه بإطلاق النار على الطليان فوقع الجيش الايطالي بين فكي الكماشة. وهنا، في لحظة رعب، سادت الفوضى صفوف الطليان وفـرّ من فر، وكانت مذبحة .. وبقيت في ميدان المعركة الجثث والإبل والخيل والأسلحة.

يروي الكاتب محمد المرزوقي في كتابه (عبد النبي بالخير داهية السياسة وفارس الجهاد) طبعة 1978م عدة روايات لرجال معاصرين لتلك الأحداث ومنهم من كان حاضرا لمعركة القرضابية:

ففي ( ص 78 )يقول احدهم:( كل من يقول أن محلة السويحلى حاربت ( يوم القرضابية ) فهو كاذب، إذ أنها لم تشاركنا قط في القتال، ولم تتحرك إلا عندما انهزم الجيش الايطالي أمام صدمة المجاهدين العنيفة..الخ )

وقال آخر:( أن المعركة ابتدأت حوالي الساعة السابعة صباحا ورمضان لم يدخل المعركة إلا الساعة الثانية بعد الظهر، أي حينما أدرك أن النصر محقق )

ويقول الكاتب بعد إثبات هذه الروايات عثرت على رواية الشيخ محمد بن حسن عبد الملك المصراتي قاضي مصراته في عهد رمضان في كتاب ( رفع الستار عما جاء في كتاب عمر المختار ) الذي تعرض لواقعة القرضابية في صفحات ( 20، 21 ، 22 ، 28، 29 ) يقول الشيخ القاضي:

اجتمعت به ( برمضان ) منفردا وكان لا يكتمني سرا ومن جملة كلامه قال لي : إنني اتفقت مع أحمد التواتي على أني أساعده بقدر ما يمكنني وقد جاءت هذه المسألة عرضا وفجأة، والخطة التى رسمتها لنا الحكومة ( حكومة إيطاليا ) هي أن نأمر السنوسيين بالبعد عن حدودنا، وإذا لم يرضوا بذلك نعمل معهم هدنة عدة أشهر ونتفق معهم على أن يكون ( قصر سرت ) سوقا للجميع بحيث نختلط معهم في سوق واحدة وبلد واحد والغرض من ذلك هو انحلال جيش السنوسيين بحيث يصعب عليهم جمعه مرة أخرى، فقلت له : وإذا امتنع السنوسيين من الأمرين، فقال لي رمضان بك : انأ أفضل أن أكون في جانب السنوسيين على إيطاليا ، فقلت له وماذا يكون حالنا نحن يعني أهل البلاد ؟ فقال لي : عندكم في البلد ما يقرب من أربعين مسلحا ونرسل لكم ما معنا من الخيل وقدرهم سبعون فارسا فتكون بينكم وبين العدو حتى تتمكنوا من إخراج أهليكم ، وقوة الطليان ضعيفة في البلد، وهذا ما في الإمكان ، وفي الغد سافر رمضان بك تصحبه جميع القوات الوطنية ما عدا عبد النبي بالخير وجيشه، وقد عرج رمضان على أهله حيث كانوا خارج البلد بمرحلتين تقريبا يتبعون المرعى لحيواناتهم فأمرهم بالرجوع إلى ضواحي البلد وقد رجعوا فعلا، ولم أدر ما السبب في ذلك ، ولما سمعت برجوعهم شككت في خطته حيث أمرنا بشيء وفعل خلافه وقد مر رمضان بك ومعه القائد العام الايطالي في طريقهما إلى سرت من الطريق السفلي ولما سمع بهما أحمد بك سيف النصر الذي كان يجمع جيشا من قبيلة ( الطبول ) لمعاونة السنوسيين على الطليان جد في السير بمن معه إلى المعسكر السنوسي من الطريق العليا حيث كانت له هجانه تأتيه بأخبار الجيش الايطالي وكان معه ما يقرب من ثمانمائة مسلح ، ولما وصل الجيشان إلى قرب قصر سرت خرج رمضان ومن معه على النقطة الايطالية ، وعرج احمد بك سيف النصر على المعسكر السنوسي، وعقب وصول رمضان انتخب من جيشه ثلاثين فارسا وأرسلهم بخطابات لوكيل المعسكر السنوسي وهو السيد أحمد التواتي : منهم عمر أبو دبوس ، وأخونا حسين بن الحاج حسن ، ومحمد احميده الأدغم وغيرهم ، ومضمون تلك الخطابات أن الحكومة الايطالية تطلب منك البعد عن هذا المكان ( سوكنه ) وان أبيتم فنتفق معكم على هدنة عدة شهور بحيث يكون سوق الجميع هو قصر سرت الخ.

فرفض السيد أحمد التواتي الأمرين وقال لهم : نحن نريد التقدم لا التأخر ولا يمكننا أن نتأخر عن مكاننا هذا شبرا واحدا إلا ونحن مغلوبين على أمرنا، وفي هذا الوقت حضر السيد صفي الدين السنوسي الذي هو القائد العام للجيش السنوسي من الجهة الشرقية ، فعرض عليه وكيله الأمر فرفضه بتاتا ، ووافق على ما قرره وكيله قبل قدومه ، فسقط في يد رمضان، حيث لم ينجح في مهمته ، ولما فهم جماعة مصراته الموجودين بالمعسكر السنوسي من قبل ، أن الحرب واقعة ما بين الطرفين لا محالة ، كتبوا جوابات إلى أهلهم بمصراته ليأخذوا حذرهم وسلموها لحسين بن عبد الملك ، فعلم بها رمضان فأخذها منه ومنعه من الذهاب !

وترتب على هذا المنع أن قبض الطليان على أخويه، وعلى أخينا عمر ، وعلى محمد بك الادغم وغيرهم، بما يقارب المائتين ، وعقب ذلك مباشرة وقعت المعركة بين الطرفين ولما حمي ألوطيس تقدم أحمد بك سيف النصر بمن معه وضيق كثيرا على الجيش الايطالي من الجهة الغربية ، وبعد ذلك حمل عليه الجيش الايطالي حملة قوية صبر لها هو ومن معه صبر الكرام ، ومع هذا كله لم يلتفت رمضان بك ومن معه إلى جهة من الجهات ، وحصلت لهم دهشة وحيرة ، ففي هذا الحالة أمر رمضان من معه أن يضربوا الجيش السنوسي بدعوى أنهم يدافعون عن أنفسهم وحيواناتهم ، ولما اشتدت الحالة وبلغت القلوب الحناجر أتى الله بالنصر من عنده ، وزلزل الجيش الايطالي زلزالا شديدا وحينئذ التفت رمضان ومن معه إلى الجيش الايطالي وضربه من ورائه مع من ضرب وانهزم الجيش الايطالي شر هزيمة ...

وجمعت الغنائم الهائلة كلها وسلمت للسيد صفي الدين ، وقد استشهد من جماعة أحمد بك سيف النصر ما يقرب من مائة ، ومن جماعة رمضان أربعة أنفار لا غير حيث أنهم لم يشتركوا في المعركة إلا بعد انهزام الطليان ، وكانت هذه الموقعة بتاريخ 29 ابريل 1915 م

بعد المعركة، أمسى رمضان السويحلى ، صاحب القرار النافذ في مصراتة وأنشأ بها حكومة وطنية برياسته . وأنشئت بها في أيامه مدرسة لتخريج صغار الضباط، ومصانع ذخيرة لملء الخرطوش وإصلاح القطع الحربية الصغيرة، وأصبحت محطة للغواصات، ومحورا للثورة . ولما تألفت حكومة الجمهورية الطرابلسية ( سنة 1918 م) كان رمضان في مقدمة العاملين لانجاحها، وبعد توقيع صلح (بني آدم) مع الايطاليين سنة 1919 م، انتقل إلى (مسلاتة) واتخذها مركزا ثانيا له بعد مصراتة .السويحلى اعترض قافلة المساعدة المرسلة من نوري باشا إلى المجاهد احمد الشريف ونهب ما فيها من أموال وأسلحة وقتل حراسها

وفاته

ان السويحلى، رغم شجاعته .. إلا أنه افتقد المرونة ونزع إلى الحدة والعنف والتسلط [بحاجة لمصدر] وإن كانت بعض تلك الصفات من سمات الزعامة آنذاك. وقاده طموحه وبتحريض من المحيطين به إلى السعي إلى غزو ورفله ،

يقول غراسياني في كتاب( نحو فزان ص 29 ): ( كان رمضان الشتيوي يرى فشل أطماعه في السيطرة على ورفلة وحكمها، وكانت هذه المنطقة في حيازة عبد النبي بلخير الذي كان رغما من وقوفه بعيدا، وعدم قبوله الدستور، يبدي علامات واضحة على عدم ائتلافه بنا ، ولم يكن قد قبل الخضوع للزعيم الشتيوي )

وقد جهز رمضان جيشة وأتجه به إلى ورفلة مع عدم رضا بعض مناصريه لحرمة الشهر الذي اراد رمضان ان يغزو فيه ورفله. يقول الكاتب محمد المرزوقي :( فقد كان اغلب الجيش وخاصة الخيالة ( في حملة رمضان على ورفله ) من الجيش النظامي الذي يشرف الطليان علي تمويله بالأسلحة، والذخائر ويدفعون مرتباته) !!!

وكان أن قتل رمضان في بنى وليد بدون قتال عندما كان قاصدا إحدى الآبار طلباً للماء لجيشه, حيث قبض عليه وقتل بأمر من عبد النبى بلخير صباح يوم عيد الأضحى 24 أغسطس 1920 [بحاجة لمصدر]ولا يزال قبر رمضان السويحلي غير معروف حتى الان لان امرأة من نفس مدينة رمضان كانت متزوجه من أحد رجال ورفله قامت بدفن جثته حتى لا يمثل بها[بحاجة لمصدر].

المصادر