الرئيسيةبحث

خليفة بن عسكر

خليفة بن سعيد بن علي بن عسكر . أحد قادة الجهاد في ليبيا ضد الغزو الايطالي. توفي في يوليو 1922

من قبيلة العساكرة إحدى القبائل الكبيرة ببلدة لالوت ( نالوت ) بجبل نفوسة جنوب غرب طرابلس ليبيا.

فهرس

نشأته

نشأ ببلدته لالوت فتى غير مبال ميالا للتبذير و الإنفاق على رفاقه في الصبا . الأمر الذي جعل اخوته يقسمون له نصيبه من الأرض و الأشجار التي باع معظمها مخافة أن يتلف ممتلكاتهم ، ولقد كان يقضي معظم أوقاته في بساتين التين والزيتون بوادي الثلث خارج لالوت . كما كان الصيد هوايته المفضلة وخاصة صيد الودان بجبل لالوت . حفظ بعض قصار السور في مسجد نالوت كما هي عادة سكان القرى في تحفيظ أبنائهم القرآن الكريم . ولقد نشأ ثامن ثمانية من البنين ثلاثة ذكور وخمس بنات .

صفاته

ربع القامة . أميل إلى النحافة . أصفر ، وبعينيه ضيق ، وبه ميل قليل بعينه اليمنى حاد الطباع عصبي المزاج ، يتعصب لرأيه لأبعد الحدود يصبح الرأي عنده في كثير من الحالات عقيدة . فارسا بارعا في ركوب الخيل ، يختار خيوله بمهارة فائقة .

جهاده

عندما دخل الطليان نالوت في 12 أبريل 1913 م . آثر خليفة الابتعاد عنهم وإختار الإقامة بوادي الثلث بعيدا عن عيونهم مفضلا الصيد على جوارهم .

اتفق مع أصدقائه المخلصين على الثورة وتمركزوا بقصبة ( إيجوجن ) 4 كيلومتر غربي بلدة نالوت . وأقسموا على الثورة وتكونت أول مجموعة محاربة ضد الطليان في ناتلوت بقيادة خليفة بن عسكر وأنضم تحت قيادته عدد كبير من المجاهدين الليبيين كما كان يضم تحت قيادته كذلك عدد كبير من المجاهدين التونسيين والذين كانوا قد فرو من الاحتلال الفرنسي لوطنهم . وخاض عدة معارك أبلى فيها هو وجماعته أهمها معركة (امجزم) و معركة (سيناون) ومعركة (وازن) ومعركة (تكوت) وتمكن من تحرير بلدتي كاباو و لالوت (نالوت) من أيادي الإيطاليين . واستمرت انتصارات خليفة بن عسكر في أعالي جبال نفوسة وسهولها . ولم يتوقف خليفة عند حربه مع الإيطاليين ففتح جبهة أخرى مع الفرنسيين في الجنوب التونسي عبر الحدود الليبية وتمكن من تحرير عدد من الليبيين الذين كانوا معتقلين في السجون الفرنسية ومن ضمنهم أفراد من عائلة خليفة بن عسكر .

واستمرت معارك الجهاد بين كر وفر على عدة جبهات ، قادها خليفة بن عسكر و سليمان الباروني و محمد سوف المحمودي و عبد النبي بلخير واحمد المريض و رمضان السويحلي وآخرون غيرهم حتى حدث ما كان يتمناه الإيطاليون ( فتنة الجبل ) وهي الحرب الاهلية بين أمازيغ جبل نفوسة وجيرانهم من قبائل الرجبان بقيادة فكيني .

لقد كانت الفتنة التي حدثت في الجبل هي بداية النهاية للمقاومة الباسلة التي خاضهاالليبيون في غرب ليبيا ، أدت هذه الفتنة إلى انقسام الجبل إلى فريقين متصارعين هذا الجبل الذي وقف سد منيع في وجه الإيطاليين لسنوات تمكن الإيطاليين من تفرقة أهله وعملة على تسليح كلا الطرفين المتحاربين بالسلاح وأظهرت لكل طرف بأنها تقف معه ، لتتمكن من إشعال الحرب بينهم وكان لها ما تريد .

كانت الإيطاليون يراقبون الوضع عن كثب وكانوا يسعون إلى استمالت بن عسكر إليهم ، لأنه ما دامت العداوة قائمة بينه وبينهم فلا يمكن أن يصلوا إلى ما يأملونه من إثارة الفتنة في الجبل ، وهذا ما حصل بالفعل فقد آدت الحرب التي قامة في الجبل إلى التضييق على بن عسكر وأستغل الإيطاليون هذه الفرصة بالتوسط لدى بن عسكر وإصدار عفو عنه هو وجماعته وما كان من خليفة في ذلك الوقت إلا أن يقبل بتلك الوساطة .

القبض عليه

بات بن عسكر في أيدي الإيطاليين إلا أن الإيطاليين لم يتمكنوا من القبض عليه مباشرة وذلك لأن خليفة كان يرافقه الآلاف من رجاله المسلحين والمستعدين لفدائه بأرواحهم فبدأ الجنرال الإيطالي غراتسياني يعد العدة في سرية تامة للقبض على خليفة بن عسكر وقد أخذ الموافقة من الحاكم العام ويقول في كتابه ( نحو فزان ) :(( لم يكن من السهل خداع رجل حذق فن الخبث والمكر مثل هذا الرجل وكان نجاح هذا الأمر يتوقف على مراعاة السرية المطلقة )) .ويقول أيضا : (ولم يكن هذا كافيا للقبض عليه خوفا من أنصاره لأنهم كانوا يطيعونه طاعة عمياء ).

وهنا بدأ غراتسياني في تنفيذ خطته فعندما ذهبوا إلى الحصن (محل القيادة) لمقابلته كانت الأوامر أعطيت إلى الجيش بالقبض على أنصاره ، كما اتخذت التدابير للقبض عليه وعلى من معه داخل القيادة ، ونفذت الخطة ونجحت الحيلة .

وكانت هذه الحادثة 28 مايو سنة 1922 . وفي هذا اليوم أخذ إلى طرابلس حيث أودع السجن انتظارا للمحكمة . ولهذه المناسبة يقول قراسياني : ( وهكذا اختفى من الغرب رجل خطر جدا كرمضان السويحلي ).

استشهاده

آخر شهر يوليو 1922 حوكم خليفة بن عسكر . وحكم عليه بالإعدام شنقا . وعند نطق الحكم بلإعدام على مجموعة من الجاهدين كان بن عسكر من ضمنهم . أخرجوهم في قمصان ليضعوا على رؤوسهم لفائف سود استعدادا للشنق . رفض خليفة بن عسكر أن يلبس الغطاء الأسود وقال :- أنا لا أخاف الموت

ويقول من حضر عملية الاعدام من المواطنين الذين اجبروا على الحضور بسوق الزاوية :

(( كان من أشجع الذين واجهوا الموت . وكان يشتم الطليان ويسبهم ويبصق في وجوههم إلى أن التف حول عنقه حبل المشنقة عندها ضجت الساحة بالبكاء من المواطنين . كما بكى أيضا الجنود الإرتريون المسلمون ))

المصادر