الخط الأخضر هو الخط الفاصل الذي حددته الأمم المتحدة بعد الهدنة عام 1949 بعد الحرب التي خاضها العرب مع إسرائيل عام 1948. ويمثل الخط الاخضر المنطقة الجغرافية الفاصلة بين إسرائيل والدول العربية المجاورة (سوريا، الأردن، لبنان ومصر). وعملت إسرائيل بموجب الخط حتى حرب 1967. لقد استعملت إسرائيل مصطلح "الخط الأخضر" لتقنع المواطن الأمريكى والأوروبى والعرب فكل من سمعه عرف بأن الفلسطينى كسول متقاعس ترك بلاده صحراء حتى جاء اليهودى وحولها إلى جنة. فكل ما هو داخل إسرائيل فهو أخضر وكل ما هو خارجها هو قاحل. وهكذا استطاعت إسرائيل أن تجند الرأى العام العالمى إلى جانبها كونهم من الشعوب النشيطة غير الكسولة. السؤال لماذا يستعمل المفكرون العرب هذا المصطلح الذى يذم أجدادى الذين جعلوا من فلسطين جنة على الأرض واحيوا فيها الحياة من الصخور؟ ولماذا يوافقون على المقولة "شعب بلا أرض لارض بلا شعب" مروجين بذلك، دون معرفة، الدعاية الصهيونية. حول موقع اللغة يعلق يول دومان، في مقال له عن التجسيد، على تعريف نيتشه للحقيقة فيقول: "إن العبارات المجازية ليست صحيحة إو خاطئة، لكنها تجمع بين الصحة والخطأ. وينطوى تسميتها جيشا على معنى أن تأثيرها وفاعليتها لا يرجعان إلى التمييز العقلى بل إلى القوة. فإن ما يتصف به الجيش الجيد، بالتميز عن القضية العادلة، هو نجاحه غير المتعلق بعدالة واضحة، بل المتعلق، إلى حد كبير، بالاستعمال الاقتصادى السليم لقوته". ورغم أن دومان يسعى إلى قراءة للرموز المجازية في نص نيتشه ليوضح كيف أن تجسيداتها تفقدها قوة تأكيداتها، فإن تعليقاته تكشف عن القوة المزدوجة الكامنة في اللغة. ويسير دومان إلى تلك القوة على أنها قوة "إبستمية" و"استراتيجية"، ترتبط في ذات الوقت بإنتاج المعرفة بالحث والإقناع والتحريض على الأفعال. وبتعبير آخر فكنتاج لتكوين مؤسساتى مستمر، فإن اللغة تفرض، وتتحايل، وتقنع، لكن قوتها أكثر خبثا لأنها تكمن في مفاهيمها، أى في مادة الفكر نفسها. وتسبق هذه القوة، مفاهيميا، عملية التمييز والمقارنة، وتعمل باسم السطوة، مثلما لا يستطيع القاضى فعل شيء أكثر من تأكيده عدم تحيزه. فمصطلح "الخط الأخضر" جاء ليختزل مفاهيم تعنى "شعبا بلا ارض لأرض بلا شعب" وهو يستعمل كجيش يدفع المستعملين لهذا المصطلح اللغوى إلى أن ينتجوا معرفتهم وفقا لما أراده "خالقوه" ليحث مستعملوه على اتخاذ إجراءات التى بالتالى أرادت أن تعنى للأمريكى والأوروبى الحفاظ على هذا "الخط الأخضر" بما يعنى عدم تحقيق حق العودة وسلب الفلسطينيين حقوقهم. ويكون العرب باستعمالهم لهذا المصطلح كمن يستسلمون لهذا الجيش وجنوده. فكما حكم إدوارد سعيد بأن "اللغات الشرقية جزء من أهداف سياسية ما أو جزء من جهد إعلامى دعائى مستمر" وكيفما يقتبس سعيد إثباتات هارولد لاسْوِلْ الإعلامى القائلة "لا يهم إطلاقا ما يكونه البشر أو ما يعتقدونه، بل ما يمكن أن يُدفَعوا إلى أن يكونوه ويعتقدوه"، فإن مهمة رجل الإعلام الدعائى هى إختراع رموز هدفيَّة تؤدى وظيفة مزدوجة هى تسهيل التبنى وتسهيل التكيّف. وينبغى أن تكون الرموز قادرة على أن تستحث القبول تلقائيا....وينتج أن المثال الإدارى الأعلى هو السيطرة على موقف ما لا بالفرض والاكراه، بل بالكهانة" "الاستشراق 292" وهذا ما يؤكده نعوم تشومسكى في كتابة طموحات إمبريالية حيث أن " المنطقى جدا تطور صناعة العلاقات العامة في المجتمعات الديمقراطية...التى تهدف إلى السيطرة على مواقفة وأرائه لتطوير صناعة القبول والرضوخ". إذا كان الوصف المجازى لمادة تاريخية تحمل في خباياها دلالات سياسية تعمل وكأنها جيش، فأنا اقترح بأن نقرأ ما جاء في كتاب "المليون السابع" للمؤرخ الإسرائيلى توم سيغف: "بعد حرب 1967... ووفقا لرأى الأكثرية لكى يعطوا تبريرا لماذا يتوجب عليهم الاّ يرجعوا إلى الحدود السابقة. فقد اعتاد مناحيم بيغن أن يقتبس ما قاله أبا ايبان، الذى وصف خط الحدود ما قبل حرب الـ 1967 بـ"خط اوشفيتس". عليه، يكون إن استعمال مصطلح "خط اوسفيتس" بدلا من الخط الأخضر فيه من الدلالات السياسية المجازية التى تعمل على سحق جهاز صناعة المعرفة الصهيونية وأدوات الدعاية التى أرادت تشريع تشريد الشعب الفلسطينى والتى توحى بالتالى بأن قوة إسرائيل تكمن في اعتبارها "غيتو" يداروه للتكفير عن الآثام، كالثكالى، الأمر الذى لا يوحى إلى بطولات وكله على حساب الشعب الفلسطيني. وعلينا نحن كفلسطينيين، ولكى لا نسمح لأنفسنا بترسيخ المسلمات الصهيونية في فكر المقاومة الفلسطينية، علينا أن نسمى ذلك الخط: "خط التشريدة الأولى" أو "خط التهجير الأول" لما فيه من دلالات على التحدى لتحقيق عودة المهجرين. (خالد كساب محاميد )
المصطلح يشير أيضا إلى خط تقسيم الذي قسم عاصمة قبرص نيقوسيا إلى قسمين، شمالي تركي وجنوبي يوناني. وظهر هذا التقسيم بعد دخول القوات التركية شمال قبرص والتي - أي تركيا - تطلق عليه تسمية عملية سلام 1974 ، وأنشأ جمهورية شمال قبرص التركية.
الخط الأخضر يشار به أيضا إلى خط تقسيم في بيروت اثناء الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975 و 1990. وذلك كفاصل بين شرق بيروت وغربها الذان كانا يخضعان للأطراف المتصارعة ، وسمي بالخط الأخضر لنمو الحشائش الخضراء في المنطقة الغير مأهولة. وقد تعرضت الكثير من المباني المجاورة له لأضرار بالغة أثناء الحرب. وبعد إنتهاء الحرب تم إعادة بناء العديد من المباني هناك.