جميل صدقي الزهاوي شاعر وفيلسوف عراقي كبير كردي الأصل، يرجع نسبه إلى أسرة بابان وهي من الأسر المشهورة في شمال العراق، التي يرجع نسبها للقبيلة العربية بني مخزوم، وولد جميل الزهاوي في عام 1863م، ونظم الشعر بالعربية والفارسية منذ نعومة أضفاره فأجاد وأشتهر به.
وكان له مجلس يحفل بأهل العلم والأدب، وأحد مجالسه في مقهى الشط وله مجلس آخر يقيمه عصر كل يوم في قهوة رشيد حميد في الباب الشرقي من بغداد، وأتخذ في آخر أيامه مجلسا في مقهى أمين في شارع الرشيد وعرفت هذه القهوة فيما بعد بقهوة الزهاوي، ولقد كان مولعا بلعبة الدامة وله فيها تفنن غريب، وكان من المترددين على مجالسه الشاعر معروف الرصافي، والأستاذ إبراهيم صالح شكر، والشاعر عبد الرحمن البناء، وكانت مجالسه لا تخلو من أدب ومساجلة ونكات ومداعبات شعرية، وكانت له كلمة الفصل عند كل مناقشة ومناظرة، ولقد قال فيه الشيخ إبراهيم أفندي الراوي وفي قرينه الرصافي:
مقال صحيح إن في الشعر حكمة ...وما كل شعر في الحقيقة محكم
وأشعر أهل الأرض عندي بلا مرا ... جميل الزهاوي والرصافي المقدم
كان الزهاوي معروفا على مستوى العراق والعالم العربي وكان جريئاً وطموحاً وصلبا في مواقفه، فاختلف مع الحكّام عندما رآهم يلقون بالأحرار في غياهب السجن ومن ثم تنفيذ أحكام الإعدام بهم فنظم قصيدة في تحيّة الشهداء مطلعها:
على كل عود صاحب وخليل | وفي كل بيت رنة وعويل |
وفي كل عين عبرة مهراقة | وفي كل قلب حسرة وعليل |
كأن الجدوع القائمات منابر | علت خطباء عودهن نقول |
دافع الزهاوي عن حقوق المرأة وطالبها بترك الحجاب وأسرف في ذلك.
وكتب فيه طه حسين: "لم يكن الزهاوي شاعر العربية فحسب ولا شاعر العراق بل شاعر مصر وغيرها من الأقطار.. لقد كان شاعر العقل.. وكان معري هذا العصر.. ولكنه المعري الذي اتصل بأوروبا وتسلح بالعلم.."
وهناك شارع سمي بأسمه يقع في الأعظمية قرب البلاط الملكي وهذا الشارع يربط بين الطريق إلى جامع الإمام الأعظم ومنطقة الوزيرية العريقة في بغداد.
وكانت العداوة بينه وبين معروف الرصافي شديدة (حيث قال الرصافي أشياء كثيرة في النيل من الزهاوي) ولكن فرصة مواتية للزهاوي جاءت للرد الصاع صاعين للرصافي عندما سألوه عن رأيه في أحمد شوقي (وهذا مجال لعداوة أخرى) فأجابهم قائلا بلهجته البغدادية:
هذا شنو أحمد شوقي، ولا شيء! تلميذي معروف الرصافي ينظم شعرا أحسن منه!
في الوقت الذي كان كلاهما أستاذ بأدبه وشعره. هذا ما وثقه خالد القشطيني بمذكراته الطريفة عن هذا الصراع بين الشاعرين القمتين.
وتوفي الزهاوي عام 1354هـ،1936م، ودفن بمشهد حافل في مقبرة الخيزران بالأعظمية.
أخذ الزهاوي العلوم العقلية والنقلية على يد علماء بغداد ونبغ في مختلف المجالات العلمية والفلسفية، وكان نبوغه باللغة العربية والشعر العربي طاغيا على بقية تحصيلاته العلمية. وله مؤلفات علمية وأدبية منها:
اقرأ اقتباسات ذات علاقة بجميل صدقي الزهاوي، في ويكي الاقتباس. |