الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب المعروفة باسم البوليساريو (بالإسبانية: Polisario) هي حركة تسعى إلى انفصال الصحراء الغربية عن المغرب وتأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. تأسست في 10 مايو 1973.
وكلمة البوليساريو هي المختصر الإسباني المكون من الحروف الأولى لاسم "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" والذي يظهر من خلال الاختصار الإسباني للاسم: Frente Popular de Liberación de Saguía el Hamra y Río de Oro.
تأسست جبهة البوليساريو في سبعينيات القرن الماضي حين احتضنتها الجزائر ومولتها ليبيا وتزايد الاعتراف بها دوليا في البداية بين الدول الاشتراكية خصوصا بسبب القطبية الثنائية، حيث كانت البوليساريو تمثل المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفياتي، بينما كان المغرب حليفا للمعسكر الغربي، ومع الثمانينيات استطاع المغرب أن يعزز وجوده العسكري في الصحراء مانعا هجمات البوليساريو العسكرية من اختراق جداره المنيع (الجدار الرملي: وهو جدار أقامه المغرب لمنع مقاتلي البوليساريو من التسلل إلى داخل الصحراء الغربية)، حيث كان مقاتلو البوليساريو يقومون من حين لآخر بهجمات سريعة على مدن الصحراء الغربية تحت شعار "تحرير الصحراء من المغرب" يستهدف فيها العديد من المغاربة بالاعتماد على حرب العصابات.
يعتبر المغرب أحيانا جبهة البوليساريو منظمة إرهابية ومنظمة كان يجب أن تنتهي بانتهاء الحرب الباردة، لكن تجري أخيرا مفاوضات مانهاست لحل نزاع الصحراء الغربية.
ولم تستطع منظمة الوحدة الأفريقية ولا منظمة الأمم المتحدة من الوصول بعد إلى حل سلمي لهذا المشكل الذي قارب عمره ثلاثة عقود وظل قيامه حائلا دون قيام اتحاد بين دول اتحاد المغرب العربي ومصدر توتر في المنطقة.
فهرس |
تأسست البوليساريو بعد انعقاد مؤتمرها التأسيسي في 20 مايو/ أيار 1973 وتهدف إلى إقامة دولة مستقلة منفصلة عن المغرب في إقليم الصحراء الغربية. بدأ النشاط العسكري للبوليساريو إبان الاستعمار الإسباني في 20 مايو/ أيار 1973 في الهجوم على الحامية الإسبانية بموضع الخنكة. وتكثف العون المادي والعسكري لجبهة البوليساريو من طرف ليبيا منذ 1973 ثم الجزائر منذ 1975، وقد انتشرت معسكرات تدريب أفراد البوليساريو في الدولتين إبان السبعينيات.
وقد كان المغرب يطالب أيضا بجلاء الاحتلال الإسباني من الإقليم، ويطالب باسترجاعها في المحافل الدولية والأمم المتحدة، وقام بالمسيرة الخضراء حيث توغل متطوعون مغاربة داخل الصحراء رغم الاحتجاجات الإسبانية على المسيرة وتهديدها برد عسكري، لكن الدعم العربي والدولي ونجاح المسيرة أدى بإسبانيا إلى التفاوض والتخلي عنها لصالح المغرب وموريتانيا بموجب معاهدة مدريد. كما اعترفت محكمة لاهاي الدولية بوجود روابط تاريخية بين سكان الصحراء والمغرب [1] [2]
نظرا للحدود التي خلفها الاستعمار الأوروبي في المنطقة، حيث كانت موريتانيا تشكل جزءا من الدولة المغربية السعدية، قبل تشكيلها دولة مستقلة في أواخر الخمسينيات، نشأ التساؤل حول حدود الصحراء الغربية، حيث اعتبرها المغرب جزءا منه حسب حدود ما قبل الاستعمار (الدولة السعدية)، بينما اعتبرت موريتانيا أن للسكان تقاليد صحراوية شبيهة بتقاليد الشعب الموريتاني، وتفاديا لحدوث نزاع، قررت إسبانيا تقسيمها بين المغرب وموريتانيا وقبل الطرفان، غير أن الأخيرة تخلت عن الجزء الخاص بها فيما بعد (1979). لكن البوليساريو رفضت وقامت بهجمات مسلحة قتل في العديد من المدنيون انطلاقا من تندوف الجزائرية الذي هو مقرها إلى هذا اليوم.
يعتقد البعض أن المشكل امتداد لحرب الرمال الحدودية بين المغرب والجزائر، حيث سعت هذه الأخيرة إلى خلق مشكل في الصحراء الغربية وحركات انفصالية لإضعاف المغرب، ومحاولة تحويل الرأي العام الجزائري عن التطرق للمشاكل الداخلية و "توحيد صفوفه لمواجهة العدو الخارجي".
لم تزد رئاسة الولي مصطفى السيد الرقيبي لجبهة البوليساريو على ثلاث سنوات أي منذ تأسيسها عام 1973 حتى مقتله في ظروف غامضة في 9 يونيو/ حزيران 1976 خلال هجوم على العاصمة الموريتانية نواكشوط، وقد أصبح محمد عبد العزيز أمينا عاما للجبهة ورئيسا لمجلس قيادة الثورة من أغسطس/ آب 1976 حتى اليوم.
رغم أن قياديي البوليساريو ينادون باستقلال الصحراء، إلا أن الكثير ممن يشغلون مناصب حساسة ويتحدثون باسم الصحراويين في الجبهة ليسوا من الصحراء [3] وهذا ما يستغله المغرب أحيانا لصالحه، وهذه لائحة بأسمائهم، مكان ولادتهم، مكان دراستهم:
حيث أن كل من: طانطان، طرفاية، كلميم يقعان خارج الإقليم المتنازع عليه (الصحراء الغربية) أي في المناطق المغربية الغير متنازع عليها، مما يضر ويشكك في بمصداقية الجبهة.
يرى البعض أن الجبهة "البوليساريو" تلقت ضربة قاضية بعد قرار مجموعة من الأطر والمنشقين عن هذه القيادة إنشاء حركة بديلة عنها (بوليساريو خط الشهيد) والتي اتهمت الجبهة بالفساد والمتاجرة في معاناة الصحراويين وقبلت بالتفاوض على الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب لإنهاء النزاع. واعتبرت يومية (لو ريبوبليكان) أن تأسيس جبهة جديدة يشكل ضربة قاضية ل"البوليساريو"، مشيرة إلى أن الحركة الجديدة تتبنى التفاوض كسبيل لحل قضية الصحراء. وأضافت الصحيفة أن تأسيس هذه الحركة يعكس الانقسامات والمعارضات التي تلغم جبهة "البوليساريو"، مذكرة بأن جبهة "البوليساريو" شهدت في السنوات الماضية عدة تصدعات وانقسامات.
كما يذكر أن عدة ضباط وأطر عليا ووزراء وكذا عدة وجهاء قد فروا من الحركة من أجل الالتحاق بالمغرب.
طرحت الأمم المتحدة عدة حلول في إطار جهودها لتسوية النزاع بين المغرب والبوليساريو ولم يكن أي حل منها موضع اتفاق بين الطرفين المغرب والبوليساريو حيث لا يقبل المغرب أي حل يضع وحدته الترابية عرضة للتقسيم بينما لا تريد البوليساريو أي حل لا يؤدي إلى انفصال الصحراء.
فالاستفتاء الذي كان مطروحا خلال عقد الثمانينات سيؤول حتما إلى خيارين، الأول الانضمام للمغرب وهو أمر ترفضه البوليساريو جملة وتفصيلا، والثاني الانفصال عنه وتكوين دولة الجمهورية الصحراوية الديمقراطية الشعبية المستقلة وهي مسألة لا يقبلها المغرب بل يرى فيها خرقا لسيادته.
ورغم تباعد وجهات نظر الطرفين فإن الأمم المتحدة قامت بوضع الترتيبات الكاملة لتنظيم عملية الاستفتاء في الصحراء الغربية، بدءا بإقرار وقف إطلاق النار بين الجانبين، لكن عملية الاستفتاء تعطلت بسبب عدم الاتفاق على من يحق له المشاركة في الاستفتاء.
وجاء خيار الحل الثالث المقترح من جيمس بيكر والقائم على منح الصحراء الغربية حكما ذاتيا واسعا تحت الإدارة المغربية، فرفضت البوليساريو الاقتراح وتضامنت معها الجزائر في حين وافق عليها المغرب واعتبرها آخر ما يمكن أن يقبل به في سبيل حل "النزاع المفتعل حول أراضيه".
وطرح كوفي أنان خيار التقسيم حلا رابعا عام 2002 على أن يكون للمغرب الثلثان وللبوليساريو الثلث، فسارع المغرب إلى الرفض القاطع، بينما قبلت كل من البوليساريو والجزائر، واتهم المغرب الجزائر المرحبة بهذا الحل بأنها بهذا قد كشفت بوضوح سبب دعمها اللامحدود لجبهة البوليساريو وفسره بأن الجزائر تريد أن تستحوذ على جزء من الصحراء.
رغم دعم الجزائر للجبهة فإن دورها على الصعيد العالمي في تناقص مستمر، حيث اعترفت عند نشأة الجبهة 75 دولة بما يعرف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وانخفض العدد إلى 40 بعد سحب الكثير من الدول اعترافها بالجمهورية المعلنة من طرف واحد. واليوم وتحت ضغط الدول الكبرى تتفاوض البوليساريو مع المغرب على حل مقبول بعد 30 عاما من رفض أي مبادرة للتفاوض.
أقيم في 16 ديسمبر 2007 بتفاريتي الواقعة ضمن الأراضي التي تركها المغرب كشريط عازل بينه و بين الجزائر و دام 7 أيام حضره كل رموز جبهة البوليساريو من أهم قراراته