الرئيسيةبحث

بديوي الوقداني

بديوي الوقداني شاعر نبطي من بادية الحجاز، ينتمي إلى قبيلة عتيبة. سكن الطائف و توفي سنة 1296 هـ. الشاعر بديوي الوقداني

من شعره:

ذللت بالروح لين ارخصت واجبها وانا عتيبي عريب الجد والخالي قوم تدوس الأفاعي مع عقاربها والها عوايد تهد الشامخ العالي ويا رب توبة وروحي لا تعذبها بيوم القيامة اذا ماضاقت اعمالي وازكى صلاة على المختار نوهبها شفيعنا يوم حشر فيه الأهوالي

من أشهر شعره:

أيامنا والليالي

أيامنــا والليالــي كــم نعاتبهـا شبنـا وشابت وعفنـا بعض الأحوالـي

تاعد مواعيــد والجاهـل مكذبهـا

واللي عرف حدهـا من همهـا سالـي

إن أقبلـت يوم ما تصفـى مشاربهـا

تقفـي وتقبـل وما دامـت على حالي

في كــل يوم تورينـا عجايبهـا

واليوم الأول تراه احسـن من التالـي

أيـام فـي غلبهـا وايـام نغلبهـا

وايام فيهـا ســوا والدهـر ميالـي

جربت الأيام مثلـي من يجربهـا

تجريب عاقل وذاق المــر والحالـي

نضحك مع الناس والدنيا نلاعبـها

نمشي مع الفي طوع حيـث ما مالـي

كم من علومٍ وكــم آدب نكسبهــا

والشعر مازون مثقــالٍ بمثقالــي

اعرف حروف الهجاء بالرمز واكتبها

عاقل ومجنون حاوى كـل الأشكالي

لكن حظــي ردي والروح متعبهـا

ما فادني حسن تاديبي مـع أمثالـي

إن جيت ابي حاجـةٍ عزت مطالبها

العفو ما واحدٍ فــي الناس يا والي

قومٍ الـى جيتهـم رفـت شواربهـا

بالضحك واقلوبها فيها الردا كالـي

وقومٍ إلى جيتها صكـت حواجبهـا

وابدات لي البغض في مقفاي واقبالي

ما كنــي إلا حــال مغضبهــا

والكل في عشرتـه ماكر ودجالـي

يا حيف تخفي أموراً كنت حاسبهـا

واللي على بالهـم كلـه على بالـي

الجار جافـي وكـم قومٍ محاربهـا

والأهل وأصحابنا والدون والعالــي

والروح ويش عذرها في ترك واجبها

راح الحسب والنسب في جمع الأموالي

نفسي تبى العز والحاجات تغصبهـا

ترمي بها بيـن أجاويـد وانذالــي

المال يحــي رجالاً لا حيـاة ابها

كالسيل يحي الهشيـم الدمدم البالــي

عفت المنازل وروحـي يوم اجنبها

منها غنيمـه وعنها البعـد أولا لـي

لا خير في ديرةٍ يشقـى العزيز ابها

يمشي مع الناس في هـمٍ وإذلالـي

دارٍ بها الخــوف دومٍ ما يغايبهـا

والجوع فيها ومعها بعض الاحوالي

جوعى سراحينها شبعـى ثعالبهـا

الكلـب والهـر يقـدم كل ريبالـي

عز الفتى راس ماله من مكاسبهـا

يا مرتضي الهون لا عزٍّ ولا مالي

دللت بالروح لين ارخصت جانبهـا

وانا عتيبي عريب الجـد والخالـي

قومٍ تدوس الافاعـي مع عقاربهـا

ولها عزايم تهــد الشامـخ العالـي

خل المنازل وقل للبيــن يندبهــا

يبكي عليها بدمـع العيـن هطالـي

لا تعمـر الدار والقالات تخربهــا

بيع الردي بالخساره واشتر الغالـي

ما ضاقت الأرض وانسدت مذاهبها

فيها السعــه والمراجــل والتفتالِ

دارٍ بدار وجيــرانٍ نقاربهــا

وارضٍ بأرض وأطلالٍ بأطلالـي

والناس اجانيب لين إنك تصاحبهـا

تكون منهــم كما قالوا بالأمثالـي

الارض لله نمشــي فـي مناكبهـا

والله قدر لنـا أرزاق وآجالـــي

حث المطايـا وشرِّقهـا وغرِّبهــا

واقطع بها كل فـجٍّ دارسٍ خالــي

واطعن انحور الفيافـي في ترايبهـا

وابعد عن الهم تمسي خالي البالـي

من كل عمليـةٍ تقطــع براكبهـا

فدافد البيــد درهـامٍ وزرفالــي

تبعدك عـن دار قـومٍ ودار تقربها

واختر لنفسـك للمنزال منزالــي

لو مـتّ فـي ديرةٍ قفراً جوانبهــا

فيها لوطـى السباع الغبس مدهالي

اخير مـن ديرةٍ يجفـاك صاحبهـا

كم ذا الجفا والتجافـي والتعلالـي

دوس المخاطر ولا تخشى عواقبهـا

الموت واحد وبعد العـز يجلالـي

ان المنايــا إذا مـدت مخالبهــا

تدركك لو كنت في جو السما العالي

ما قرت الاسد في عالـي مراقبهـا

تسعى على الرزق ما حنت للاشبالي

والشمس في برجها والغيـم يحجبها

تقفي وتقبـل لها في العرش مجدالِ

رب السماوات يا محصي كواكبهـا

يا مجري السفن في لجات الأهوالي

ضاقت بنا الأرض واشتبت شبايبهـا

والغيث محبوس يا معبـود يا والي

يا الله من مزنــةٍ هبـت هبايبهـا

رعادها بات له في البحر زلزالي

ريح العوالي من المنشـا تجاذبهـا

جذب الدلى من جباء مطوية الجالي

ديمومةٍ سبلـت وأرخت ذوايبهــا

وانهل منها غزير الوبـل همالـي

تسقي دياراً شديد الوقـت حاربهـا

ما عاد فيها لبعض الناس منزالـي

يا جاهل اسمـع تماثيـلاً مرتبهـا

فيها معاني جميـع القيل والقالـي

مثـل المحابيـب زادت في قوالبها

في صرفها زايده عن قرش واريالي

يا ربي توبه وروحي لا تعذبهــا

يوم القيامه إذا ما ضاقت اعمالـي

وازكى صلاةٍ على المختار نوهبها

شفيعنا يوم حشرٍ فيه الأهوالــي

بديوي الوقداني

هذه الاضافة تمت من قِبل الفريدي الحربي


اذا كان للشجاعة والفروسية شعراءها فإن للحكمة والموعظة والأمثال شاعرها الأوحد ومبدعها الأول اعترفت له مجالس الشعر ودواوينه في داخل الجزيرة وخارجها بانه فارس الكلمة ومبدع الحكمة * كتب أشعاره في العامية والفصحى ووصلنا منها الكثير وسقط منها الكثير. اطلع ( طه حسين ) على أشعاره وهو يبحث عن الموروث الأدبي في العصر الحديث في منطقة الحجاز وعندما قرأ بعض قصائده قال : ( لو أن هذا الشاعر البدوي الأصيل كتب أشعاره بالفصحى لنسي الناس المتنبي ). وقال عنه الشاعر الكبير ( حسين سرحان ) رحمه الله بأنه شاعر الحكمة ومتنبي الشعر الشعبي. يمتاز شعره بالحكمة والصدق وعدم التعصب لفكر او عنصر معين يخرج شعره من قلبه كما يخرج الماء العذب الصافي لا يكدره تكلف أو فخر زائف أو فجور في غزله كلماته سهلة ليس بها صعوبة أو غرابة * في اسلوبه نعومة وفي كلماته رشاقة وعذوبة وان من شعره لحكمة وسحرا . ورد في كتاب ( نزهة الفكر فيما مضى من الحوادث والعبر ) لأحمد الحضراوي الهـاشمي الذي التقى ببديوي وتعرف عليه عن قرب وكتب عنه مـا نصه : اسمه : ( بديوي بن جبران بن جبر بن هنيدي بن جبـر بن صـالح بن محمد بن مسفر الوقداني السعدي – نسبة إلى بني سعـد – العتيبي ) وعتيبـة بطن من هوازن القبيلة المشهورة * نزيل الطائف المأنوس * ولد بوادي النمـل وهو محـل على فرسخ من الطائف سنة 1244هـ ( 1829م ) وتربى به ثم سكن الطائف لتحصيل العلم والمعاش * وكانت له قريحة بالعربية ثم نظـم القريـض ولقّب بـشـاعر الحجاز * فهــو شاعـر لطيف ومغـوار غطريف . تخضع لشعره بلابل الأغصان وتنصت لغزله مسامع كل إنسان * اجتمعت بحضـرته بالطائف المأنوس سنة 1287هـ وقبل هذه السنة لنا معه اجتماع كثير ومحاضرات لطيفة . ومن الأبيات الجميلة بالفصحى التي أوردها الحضراوي في كتابه :


سواجع الشوق باتت في أغانيها

تتلو فنون الهوى والوجد يمليها


توفي بديوي الوقداني في الطائف عام1296هـ - 1853م وعمره اثنان وخمسون عاما حسب ما ورد في بعض المصادر. أما المصادر التي حفظت أشعاره فهي بعض الشعراء الحفاظ الذين تناقلوا اشعاره من جيل إلى آخر وبعض الموروثات الموجوده عند بعض الشعراء القدماء من جماعته ومن قبيلته. أما المصدر الثاني الذي حفظ بعض قصائد هذا الشاعر فهو كتاب ( الأزهار النادية ) لمؤلفه الأستاذ ( محمد سعيد كمال ) الذي يقول عنه : بديوي الوقداني من قبيلة وقدان التي تسكن ضاحية " نخب " بالطائف خرج هذا الشاعر في عصره حاملاً لواء الشعر . إذا غرد أسكت البلابل * وإذا غنى أطرب المحافل فارس الميــدانين : القريض والحميني ( الفصيح والنبطي ) مدح وجهاء عصره ونال جــوائزهم * وبز أقرانه فلم يلحق له غبار . كان في بدء أمره مشهوراً بنظم " الحميني " ثم قرأ قليلاً من النحو والأدب فنظم القريض وأجاد فيه.

و "وقدان " جزء من بني سعد أضار الرسـول (ص) من قبيلة " عتيبة " وقد أكد "بديوي " نسبه إليها أكثر من مرة في شعره حيث يقول :


دللّت بالروح لين ارخصت جانبها

وأنا عتيبي عريب الجد والخالـي

وللشاعر بديوي الوقداني قصائد بالفصحى ومنها :

9)- قصيدة رثاء



المـلـك لله والدنـيـا مـداولــةٌ

ومـا لحـيٍّ علـى الأيـام تخليـد

والناس زرع الفنا والموت حاصدهم

وكـل زرع اذا ماتـم محـصـود

النـاس ذا فاقـد يبـكـي أحبـتـه

وذاك يبكـى عليـه وهـو مفقـود

وذاك أبـدت لـه الأيـام زينتـهـا

وذاك ايـامـه هــم وتنـكـيـد

ان سالمت غدرت أو وههبت رجعت

ظل يـزول ومـا تعطيـه مـردود

والدهر وجـه عبـوس فـي تقلبـه

وللمنايـا سهـام صيدهـا الصيـد

تصطاد ما لا تكاد الأسـد تنظـره

وحيلهـا لاصطيـاد الكـل ممـدود

لو يمنـع المـوت سلطانـا بقوتـه

لكـان حيـا سليمـان بــن داود