الرئيسيةبحث

الكفاية في علم الرواية

الكفاية في علم الرواية كتاب في علم الحديث ألفه الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي المتوفى سنة (463هـ=1070م)، وفيه استوفى البحث في قوانين الرواية، وأبان فيها أصولها وقواعدها الكلية.

   
الكفاية في علم الرواية
كانت علوم مصطلح الحديث وأصوله مفرقة في ثنايا الكتب، وبطون الأسفار، فجاء الخطيب البغدادي فجمع شتاتها، ونسق بينها, وميز معالمها, ورتب قضاياها، وصنف في ذلك عدة كتب، فهو بحق صاحب الأيادي البيضاء، على أهل الحديث خاصة، وعلى المسلمين عامة, في رسم معالم هذا العلم، وبيان حدوده.
وهذا الكتاب واحد من هذه الكتب التي ألفها الخطيب في هذا المقصد ، بل هو واحد من أهم هذه الكتب ـ إن لم يكن أهمها على الإطلاق ـ عرض فيه الخطيب لغالب مباحث هذا العلم
   
الكفاية في علم الرواية

[1]

فهرس

فهرس الكتاب وأهم ما جاء فيه

((وما ءاتاكم الرسول فخذوه))

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال نا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم الخراساني قال ثنا إبراهيم بن الهيثم قال ثنا عفان قال ثنا سعيد بن زيد قال حدثنا الحسن ان رجلا قال لعمران بن الحصين ما هذه الأحاديث التي تحدثوناها وتركتم القرآن قال أرأيت لو أبيت أنت واصحابك إلا القرآن من أين كنت تعلم ان صلاة الظهر عدتها كذا وكذا وصلاة العصر عدتها كذا وحين وقتها كذا...

الرد على من رد خبر الآحاد

وصفهم الحديث بأنه مسند يريدون ان إسناده متصل بين روايه وبين من اسند عنه الا ان أكثر استعمالهم هذه العبارة هو فيما اسند عن النبي صلى الله عليه وسلم خاصة واتصال الإسناد فيه ان يكون واحد من رواته سمعه من فوقه حتى ينتهى ذلك إلى آخره وان لم يبين فيه السماع بل اقتصر على العنعنة واما المرسل فهو ما انقطع إسناده بان يكون في رواته من لم يسمعه ممن فوقه الا ان أكثر ما يوصف بالإرسال من حيث الاستعمال ما رواه التابعى عن النبي صلى الله عليه وسلم واما ما رواه تابع التابعى عن النبي صلى الله عليه وسلم فيسمونه المعضل وهو اخفض مرتبة من المرسل والمرفوع ما أخبر فيه الصحابي عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم أو فعله والموقوف ما أسنده الراوي إلى الصحابي ولم يتجاوزه والمنقطع مثل المرسل الا ان هذه العبارة تستعمل غالبا في رواية من دون التابعى عن الصحابة مثل أن يروى مالك بن أنس عن عبد الله بن عمر أو سفيان الثوري عن جابر بن عبد الله أو شعبة بن الحجاج عن أنس بن مالك وما أشبه ذلك وقال بعض أهل العلم بالحديث الحديث المنقطع ما روى عن التابعى ومن دونه موقوفا عليه من قوله أو فعله والمدلس رواية المحدث عمن عاصره ولم يلقه فيتوهم انه سمع منه أو روايته عمن قد لقيه ما لم يسمعه منه هذا هو التدليس في الإسناد فأما التدليس للشيوخ فمثل ان يغير اسم شيخه لعلمه بان الناس يرغبون عن الرواية عنه أو يكنيه بغير كنيته أو ينسبه إلى غير نسبته المعروفة من أمره ووصفهم لمن روى عنه انه صحابي يريدون انه ممن ثبتت صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعى من صحب الصحابي فأما أقسام العبارات بالأخبار عن أحوال الرواة فأرفعها ان يقال حجة أو ثقة وأدونها ان يقال كذاب أو ساقط

قال الشافعي قال لي قائل احدد لي أقل ما تقوم به الحجة على أهل العلم حتى يثبت عليهم خبر الخاصة فقلت خبر الواحد عن الواحد حتى ينتهى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو من انتهى به اليه دونه ولا تقوم الحجة بخبر الخاصة حتى يجمع أمورا منها ان يكون من حدث به ثقة في دينه معروفا بالصدق في حديثه عاقلا بما يحدث به عالما بما يحيل معاني الحديث من اللفظ أو ان يكون ممن يؤدى الحديث بحروفه كما سمعه لايحدث به على المعنى لأنه إذا حدث به على المعنى وهو غير عالم بما يحيل معناه لم يدر لعله يحيل الحلال إلى الحرام وإذا اداه بحروفه فلم يبق وجه يخاف فيه احالته للحديث حافظا ان حدث من حفظه حافظا لكتابه ان حدث من كتابه إذا شرك أهل الحفظ في الحديث وافق حديثهم بريئا من ان يكون مدلسا يحدث عمن لقى ما لم يسمع منه ويحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بما يحدث الثقات خلافه عن النبي صلى الله عليه وسلم ويكون هكذا من فوقه ممن حدثه حتى ينتهى الحديث موصولا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى من انتهى به اليه دونه لان كل واحد منهم مثبت لمن حدثه مثبت على من حدث عنه فلا يستغنى في كل واحد منهم عما وصفت

أجمع أهل العلم على انه لا يقبل الا خبر العدل كما انه لا تقبل الا شهادة العدل ولما ثبت ذلك وجب متى لم تعرف عدالة المخبر والشاهد أن يسأل عنهما أو يستخبر عن احوالهما أهل المعرفة بهما

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سئل عن علم يعلمه فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار

(باب ما جاء في تعديل الله ورسوله للصحابة)

((لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا)) وقول القرآن ((والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه)) وقول القرآن ((والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم)) وقوله ((يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين)) وقول القرآن ((للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون))

عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير أمتى قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجىء قوم تسبق ايمانهم شهادتهم ويشهدون قبل ان يستشهدوا

سمعت أبا زرعة يقول: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم انه زنديق وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق وانما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة

(باب القول في معنى وصف الصحابي انه صحابي والطريق إلى معرفة كونه صحابيا) قال محمد بن إسماعيل البخاري ومن صحب النبي صلى الله عليه وسلم أو رآه من المسلمين فهو من اصحابه

المجهول عند أصحاب الحديث هو كل من لم يشتهر بطلب العلم في نفسه ولا عرفه العلماء به ومن لم يعرف حديثه الا من جهة راو واحد

وأقل ما ترتفع به الجهالة أن يروى عن الرجل اثنان فصاعدا من المشهورين بالعلم

(فصل ومما يستدل به على كذب المحدث في روايته عمن لم يدرك معرفة تاريخ موت المروي عنه ومولد الراوي)

قال سفيان الثوري لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ

قال يحيى بن سعيد القطان آتمن الرجل على مائة الف ولا آتمنه على حديث

سمعت الأعمش يقول كان هذا العلم عند أقوام كان أحدهم لأن يخر من السماء احب اليه من ان يزيد فيه واوا أو الفا أو دالا وإن أحدهم اليوم يحلف على السمكة انها سمينة وانها لمهزولة

سمعت يحيى بن معين يقول إذا خفت ان تخطىء في الحديث فانقص منه ولا تزد

عن هشام بن عروة عن أبيه انه كان يقول كتبت فأقول نعم عرضت كتابك قلت لا قال لم تكتب

سمع أنس بن مالك يقول بينما نحن جلوس في المسجد دخل رجل على جمل وأناخه في المسجد ثم عقله ثم قال لهم أيكم محمد ورسول الله صلى الله عليه وسلم متكئ بين ظهرانيهم فقلنا له هذا الرجل الأبيض المتكىء فقال له الرجل يا بن عبد المطلب فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أجبتك قال له الرجل يا محمد إني سائلك فمشدد عليك في المسئلة فلا تجدن على في نفسك فقال له سل ما بدا لك فقال الرجل نشدتك بربك ورب من قبلك آلله أرسلك إلى الناس كلهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم نعم فقال أنشدك الله آلله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم نعم قال فأنشدك الله آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم نعم قال أنشدك الله آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم نعم فقال الرجل آمنت بالذي جئت به وأنا رسول من ورائي وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر

كذلك طالب العلم يسأل العالم أن يجيزه وعلمه فيجيزه إياه والطالب مستجيز والعالم مجيز

وصلات خارجية

مراجع

  1. ^ * تقديم الكتاب في مكتبة مشكاة

انظر أيضًا