أحمد بن علي بن ثابت المعروف بالخطيب البغدادي (24 جمادى الثاني 392هـ = 1 ديسمبر 1534م - 462هـ=1069م) مؤرخ عربي. له مصنفات كثيرة تبلغ ستة وخمسون مصنفا، ومن أشهر مؤلفاته هي كتابه تأريخ بغداد الذي جمع فيه ترجمة العلماء الذين عاشوا فيها حتى أواسط القرن الخامس الهجري. قام العديد من الكتاب بعده باقتفاء أثره وتأليف كتب مشابهة لهذا الكتاب ككتاب تاريخ دمشق لابن عساكر وبغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديم.
ولد أحمد بن علي بن ثابت في غزية من قرى الحجاز يوم الخميس الموافق 24 جمادى الثاني 392 هـ، ونشأ في درزيجان، وهي قرية تقع جنوب غرب بغداد. كان أبوه خطيب وإمام درزيجان لمدة عشرين عاما.
أهتم أبوه به أهتماما كبيرا فكان شديد الحرص على إرساله لمن يعلمه القرآن والآداب المختلفة وعندما أنتهى من تعلم مبادئ العلم في قريته صار يتردد على حلقات العلم في بغداد والتي كانت في ذلك الوقت منار العلم ومركزه في العالم الإسلامي. وألتزم حلقة أبي الحس بن رزقوية، وكان محدثا عظيما، وله حلقة في جامع المدينة ببغداد، وتردد على حلقة أبي بكر البرقاني، وكان مبرزًا في علم الحديث، فسمع منه وأجازه، وأتصل بالفقيه الشافعي الكبير أبي حامد الإسفرائيني، وتتلمذ على يديه.
بعد أن انتهى الخطيب البغدادي من التعلم في بغداد أنتقل للبصرة وهو في العشرين من عمره والتقى بعلمائها الكبار وأخذ عنهم، ثم عاد إلى بغداد في السنة نفسها، وفي تلك الأثناء كان اسمه قد بدأ في الانتشار والشيوع، ثم عاود الرحلة بعد مضي ثلاث سنوات على رحلته الأولى، واتجه إلى نيسان بمشورة شيخه أبي بكر البرقاني عام 415 هـ، وفي طريقه إليها مر بمدن كثيرة كانت من مراكز الثقافة وحواضر العلم، فنزل بها وأخذ عن شيوخها، حتى إذا استقر بنيسابور بدأ في الاتصال بعلمائها وشيوخها، فأخذ عن أبي حازم عمر بن أحمد العبدوي، وأبي سعيد بن محمد بن موسى بن الفضل بن ساذان، وأبي بكر أحمد بن الحسن الحرشي، وصاعد بن محمد الاستوائي وغيرهم، ثم عاد إلى بغداد.
وبعدها عاود الرحلة إلى أصبهان سنة (421 هـ=1030م)، وأتصل بأبي نعيم الأصبهاني صاحب "حلية الأولياء"، فلازمه وروى عنه، كما روى عن عدد من العلماء والمحدثين، وأخذ عنهم رواياتهم، وكر راجعًا إلى بغداد، وأستقر فيها مدة طويلة.
وتنقل بعدها بين دمشق وصور وبيت المقدس والعديد من مدن بلاد الشام. وبعد عودته من الشام إلى بغداد قام بالتدريس في حلقته بجامع المنصور، وأجتمع حوله طلابه وأصحابه حتى توفي فيها عام 463 هـ.
وأشتهر الخطيب بكثرة مروياته وسعة علمه؛ فروى عنه كثيرون، بعضهم كان من شيوخه، مثل:
وكذلك روى عنه بعض زملائه وأقرانه: