إنهم تحديدا العرب المسلمون سواء كانوا من العرب الحضر أي اللذين يقطنون في المدينة، أو العرب البدو أي اللذين يعيشون في البادية وبأسلوب يفتقر إلى مقومات الرفاهية المدنية، فقد قاموا بإنشاء هذه الإمبراطورية الواسعة التي إمتدت من المحيط الأطلسي على الغرب، عبر شمال أفريقيا و الشرق الأوسط، إلى وسط آسيا على الشرقِ، بهذا أصبح العرب حُكَاما على العديد من الشعوب وحتى المتخلفين منهم، وبعد ذالك تدريجيا قامت حضارة عربية رهيبة لم يشهدها التاريخ على الإطلاق، وذالك لحنكة الحكام العرب، فقد قام أيضا العرب بتعيين بعض الأشخاص اللذين لم يكونون عربا بالأصل ولا حتى مسلمين بالديانة وإنما فقط كانوا يجيدون اللغة العربية، والغرض من ذالك هو الدمج بين الأعراق القليله الموجودة داخل الإمبراطورية وإذابة التعصب العرقي والديني لأن بعض هؤلاء القواد كانوا من المسيح و اليهود وكان المغزى الأسمى من هذا التصرف هو إرتقاء الشعب العربي بجميع أطيافه وإحلال مبادئ الإسلام التسامحية مع الديانات الأخرى. إن ما قام به الحكام من إذابة للعرقية والتعصب الديني ساعد كثيرا في بناء الإمبراطورية فإنعكس هذا على قيم حضارة العروبة وعاداتها وتقاليدها. وبعد فترة وجيزه إزدهر التعليم والأدب و الفلسفة و الطب و الرياضيات في جميع أنحاء الإمبراطورية العربية، وأيضا مِمَا قام به العرب في مجال العلوم هو ترجمة الكتب اليونانية و الفارسية و الهندية وغيرها من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية ومن ثم إعادة التأكد من النظريات الموجودة فيها، فقاموا بإكتشاف الأخطاء وإعادة صياغتها وتحذير هذه الشعوب من الأخطاء التي وقعوا فيها ليقوموا بتعديلها، بعد ذالك يقوم العرب بتدريس هذه النظريات للطلاب في المدارس، بعد كل ما حدث إستشعرت الشعوب الأخرى مدى تفوق العرب فإزدات اللغة العربية قوة فأصبحت هذه الشعوب تتعلم العربية لتكسب من علم وحنكة العرب، فكان اليونانيون والأربيون والفرس وبعض الشعوب الأخرى تدخل إلى أراضي الإمبراطورية العربية لتنهل من مختلف العلوم فيها، ويعلم الجميع أيضا أن الحياة في أوروبا كانت تنتهي بعد السادسة في مساءً بينما كانت المدن العربية تضاء في الليل بالإضافة إلى طرقها المعبدة لتسهيل عملية الحركة والتنقل. بعد فترة كانت هناك أطماع عربية في زيادة حجم الدولة، فعندما قامت موجات الغزو العربي إلى أوروبا إستفاد الأوربيون من هذا الدخول فقاموا بتوسيع حضارتهم بعد أن تعلموا التقنيات العربية وكل هذا ساهم في التطور العالمي، وفي أوروبا إستطاع العرب إنشاء دولة الأندلس فكانت هذه الدولة قائمة على بعض الأجزاء من ثلاثة دول أوروبية وهي إسبانيا و إيطاليا و البرتغال وأجزاء صغيره من دول أخرى، قد فكر العرب في دخول فرنسا أيضا لكن حدثت بعض المشاكل في العائلة الحاكمة أعاقت هذه الفكرة، واليوم نرى الكثير من أهل هذه الثلاث دول (الأندلس) يمتلكون الكثير من الصفات العربية وأيضا التشابه في ملامح الوجه، حتى أن اللغات الموجوده فيها اليوم أصبحت تحتوي على كلمات عربية بفعل التأثير العربي عليها، ومن هنا لقد إستفاد العلماء المسيحيون في الأندلس الكثير من المعلومات بسبب العرب فقاموا بنشرها في جميع أنحاء أوروبا، وما نراه اليوم من علوم الغرب الحديث قد إشتقت أصلا من العرب، فكما يقال بدء الغرب علومهم من حيث توقف العرب.
فهرس |
إن إشتقاق كلمة العرب غير واضحة السبب، وقد تغير معنى الكلمة عدة مرات على مر التاريخ، فمثلا الأب قحطان معروف أنه من جنوب الجزيرة العربية بما يعرف اليمن حاليا، ولكن هذا الشعب لم يدعى بالشعب العربي في تلك الفترة، أيضا إذا نظرنا إلى شمال الجزيرة العربية بما تعرف العراق حالياً فسوف نجد النقوش الأشورية في السنة التاسعة قبل الميلاد أشارت إلى العرب البدو في شمال الجزيرة، وما هذا إلى إثبات قاطع على إختلاف المسميات، وفي العصر الكلاسيكي تم إطلاق مصطلح العرب على جميع الشعب السامي الذي يقطن أرجاء الجزيرة العربية (السعودية، العراق، اليمن، عمان، الإمارات، الكويت، قطر، و البحرين)، وصحراء الشرق الأوسط. وأما في العصور الوسطى ومع الإزدياد الكبير في الإنتشار العربي أصبح يطلق هذا المصطلح على جميع من يتكلم اللغة العربية كلغة أم بحكم إختلاطهم بالدم السامي العربي واليوم لا فرق بين أي من هؤلاء فجميعهم مواطنون عرب، وتنتشر هذه الدول من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي ويعتبر هذا توسع عظيم للدوله العربية فهو من أعظم الحضارات الإنسانية لأن الشعب العربي عندما دخل إلى هذه الأراضي قد تزوج منها وبهذا إختلط العرب الأصليون بأهل الأرض فأصبحوا يستعملون اللغة العربية إما لعدم وجود لغة سائدة في المنطقة وإما حبا في أخلاق العرب ولغتهم، وفي هذه الدول توجد بعض الفئات التي لم تختلط بالعرب ولكنها قليلة وأيضا جميع هذه الفئات تتكلم اللغة العربية كلغة أم، ولهذا السبب أصبحت هذه الشعوب عربية بحته لإختلاط الدم العربي السامي بها، و كما يعلم الجميع أنه كانت توجد هجرات عربية على نطاق واسع سواء قبل الإسلام أو بعده، إن أحد هذه الأمثله ما نراه جليا اليوم في المغرب العربي الكبير من القبائل البربرية التي يرجع نسبها إلى "بر بن قيس بن عيلان" فقد هاجرت هذه القبائل من اليمن إلى المغرب العربي بسبب المشاكل الإجتماعية وأهمها إنهيار سد مأرب والدليل على ذالك وجود نسبة من اليهود في المنطقة لأن الشعب اليمني خصوصا والعربي عموما كانوا معتنقين للديانه اليهودية في هذه الفترة من الزمن (أي أن الهجرات العربية كانت موجودة قبل الإسلام).
إن العرب يؤمنون بثلاثة ديانات منذ القدم وحتى الآن، وتتلخص فيما يلي
عندما قامت الإمبراطورية العثمانية إستغلت اسم الدين الإسلامي لإكتساب الشعوب وقامت بالسيطره على معظم أرضي الإمبراطورية العربية وضمها تحت الحكم العثماني فعندما قامت هذه الإمبراطورية إستغل العثمانيون ذالك فقاموا بمحاولات عديدة لإضعاف لغة القرآن وتتريكها (جعل اللغة التركية تحل محل العربية)، وظلت السيطرة لعقود طويلة ضاق بها العرب من أسلوب العثمانيين وسيطرتهم على أرجاء الأراضي العربية بسبب فترة السقوط العربي التي شهدته فترة ماقبل العثمانيين، بعد ذالك كانت هناك خطة مدبرة من الغرب لتفكيك الإمبراطورية العثمانية، فقاموا بدعم العرب وأهم مافي الأمر إرسال شخص يسمى بــ لورانس العرب ليقوم بقيادة الجيش العربي الموحد لغزوا العثمانيين، وفعلا قد إستطاع العرب إسقاط العثمانيين وهز عرشهم، كان الهدف قبل الإسقاط هو إقامة كيان عربي موحد لإحياء الإمبراطورية العربية، لكن قامت المناحرات بين القبائل على تولي الحكم لهذه البلاد، تم ذالك و قسمت الأراضي العربية إلى مجموعة من الدول ثم قام الغربيون بإستغلال هذا التفكك والإنقضاض على الأراضي العربية واحدة تلو الأخرى وكان النصيب الأكبر من هذه الكعكة للبريطانيين ويليهم الفرنسيون وغيرهم، ضلت الدول تحت الإحتلال لفترة من الزمن حتى إستطاع العرب التخلص من كابوس الإحتلال وقاموا بإعادة البناء الجديد، لكن للأسف حصلت بعض الحروب الأهلية التي قام بإشعالها بعض الغربيون قبل تركهم للأراضي العربية وظل العرب في حالة تذبذب بين تحسن وهبوط.
حاول العرب إنشاء أمة عربية موحدة لإنهم بعد النظر إلى الوراء قاموا بإدراك أن التفكك السابق هو اللذي أدى بهم إلى ماهم فيه من تذبذب، وبما أن جميع الدول العربية تملك من المقاومات الطبيعية ما يجعلها في مقدمة الدول العالمية الأولى فيجب إستغلال هذه الثروات بالتوحيد الجزئي للأراضي العربية، ففي عام 1945 للميلاد إتفق الحكام العرب على إنشاء جامعة الدول العربية للإهتمام بالمصالح العربية عموما، كالأمور السياسية على سبيل المثال وعلى رأسها الإستعمار الصهيوني لدولة فلسطين، ومن المعلوم أن البداية لهذه الدول كانت تدريجية في الإنضمام فدخلت الـ 19 دولة أخيراً تحت لواء الجامعة، وفي منتصف التسعينات قد أصبح عدد الدول 22 دولة لرغبة بعض الدول الغير عربية في الإنضمام لهذا الصرح الرهيب لشعورهم بأن هذا الإتحاد سوف يشكل مصدر قوة مستقبلا و كان للدول العربية شرط واحد على الدول الراغبة بالإنضمام ألا وهو استخدام اللغة العربية على نطاق واسع، الآن العرب يحاولون تقوية هذه الوحدة العربية بين دول الجامعة لربط هذا الشعب ببعضه البعض أكثر كما كانوا سابقا في عصر إمبراطوريتهم لإعادة المجد العربي، لقد كان العامل الإقتصادي والإكتشافات و تطوير الصناعة النفطية أثر كبير لذالك بالإضافة إلى إمتلاك العرب أكثر من ثلثي الإحتياطي العالمي للبترول.
كانت هناك محاولات عديدة في إقامة اتحاد بين بعض الدول العربية ومثال على ذالك مايلي: