الرئيسيةبحث

إسلام في بلغاريا

إحدي دول البلقان ، ومن دول أوروبا الشرقية ، خضعت لحكم العثمانين من سنة ( 799 هـ - 1396 م ) واستمر حكم الأتراك لها قرابة خمس قرون وأنشئت إمارة بلغارية عقب اتفاقية برلين سنة 1878 م ، وكان الأتراك يشكلون حوالي ثلث سكانها ، ثم توسعت على حساب الدولة العثمانية وتكونت بها مملكة في سنة ( 1326 هـ - 1908 م) وفي الحرب العالمية الأولى اشتركت مع ألمانيا وتقلصت مساحتها ، وفي الحرب العالمية الثانية انضمت إلى ألمانيا مرة أخرى ، فهزمت للمرة الثانية ، وفي سنة 1960 صدر قانون تسجيل السكان . ويتحتم على المسلمين أن يتخدوا أسماء بلغارية واحتجت على ذلك تركيا فمعظم المسلمين البلغار من أصول تركية ،ثم تغير الوضع بعد سقوط النظام الشيوعي في شرقي أوروبا .


فهرس

كيف وصل الإسلام إلى بلغاريا

تقدم الإسلام نحو شبه جزيرة البلقان في بداية النصف الثاني من القرن الثامن الهجري ، وذلك مع توسعات العثمانيين للبلقان ، فاستولى العثمانيون على مدينة بلوفديف في سنة ( 765هـ - 1363م ) ثم استولوا على صوفيا في سنة ( 765هـ - 1385م ) ،وتوالت توسعات الأتراك العثمانيين لبلغاريا ، وتم الاستيلاء على جميع أراضيها في سنة ( 796 هـ - 1393 م ) وظل الأتراك يحكمونها أكثر من خمسة قرون ، وفي نهاية القرن التاسع عشر الميلادي تدخلت روسيا ضد تركيا ، ومنحت بعض المناطق حكماً ذاتياً ، وتكونت إمارة بلغاريا عقب معاهدة برلين سنة 1878 م ، وفي سنة ( 1362 هـ - 1908 م ) أعلن عن قيام مملكة بلغاريا ،وعقدت معاهدة استانبول سنة 1909 م مع الحلفاء على أن تحترم حقوق الأتراك البلغار ، وانحازت بلغاريا إلى جانب الألمان في الحرب العالمية الثانية ، ثم تحولت إلى الشيوعية بعد أن غزاها الروس ،وهاجر العديد من المسلمين من بلغاريا نتيجة إلى ظلم الاضطهاد ، وحل محلهم العنصر البلغاري الذي استقدم من البلدان المحيطة بها ، وقل عدد المسلمين في بلغاريا ، ويوجد في بلغاريا حوالى مليون مسلم ، يشكل المسلمين الأتراك 60% ،ثم يليهم المسلمون البلغار 25%، ثم المسلمين الغجر 15% ، ثم التتار الذين يشكلون حصة ضئيلة من المسلمين المقدونين ، وينتشر المسلمين في المناطق القريبة من الحدود اليوغسلافية والحدود اليونانية ، والحدود التركية ويتركزون في مناطق دورويس الشرقية ،وكنرلوا ،ولودوغوريا وسلانيك ، ويعاني المسلمين في بلغاريا من الاضطهاد ، فليس لهم حق ممارسة شعائرهم الدينية ، ومنع دخول مصاحف القرآن، والكتب الدينية ، وأجبر المسلمين على تغير أسمائهم الإسلامية ، وعلى السكن في مناطق شبه معزوله ، ويحرم على المسلمين لبس الزي الإسلامي وخاصة النساء ،ويمنع المسلمين من الاحتفال بأعيادهم أو صوم رمضان ،ولا يدفن المسلمين موتاهم في مدافن خاصة بهم ، وحرمت المناطق الإسلامية من التطور الاقتصادي وتبدل المحاولات لتدويب المسلمين في المجتمع البلغاري ،[بحاجة لمصدر] وقد تحسنت أوضاع المسلمين بعد انهيار النظام الشيوعي .

تضم الجالية المسلمة في بلغاريا  : الأتراك ، المسلمون البلغار ، البوماك ، الغجر - الروما و تتار القرم وغيرهم وتعيش هذه الجاليات بشكل أساسي في شمال شرق بلغاريا و جبال الرودوبي .

مسجد بانيا باشي, في صوفيا – بناه في العام 1576 المعماري العثماني " سنان"  وهو المسجد  الوحيد المتبقي  في صوفيا شاهداً على سيطرة العثمانيين على العاصمة البلغارية لما يزيد عن 500 عام
مسجد بانيا باشي, في صوفيا – بناه في العام 1576 المعماري العثماني " سنان" وهو المسجد الوحيد المتبقي في صوفيا شاهداً على سيطرة العثمانيين على العاصمة البلغارية لما يزيد عن 500 عام

تعداد المسلمين في بلغاريا

يبلغ تعداد المسلمين في بلغاريا ، وحسب إحصاءات العام 2001 ميلادي 966,978 نسمة وبما يشكل 12,2% من عدد السكان . وبناء على الخلفية الإثنية تنقسم الجالية المسلمة إلى المجموعات التالية  :


يعتنق معظم المسلمون البلغار المذهب السني وهو المذهب الذي عزز انتشاره الأتراك العثمانيون خلال خمسة قرون من احتلال و حكم بلغاريا .

تتواجد في بلغاريا أيضا الفرق الشيعية الإثني عشرية مثل الـ طائفة الألفيي [1] [2] ( كزلباشي و بكتاشي ) ويبلغ تعدادهم ما يقرب من 80،000 نسمة يعيش معظمهم في مدن رازغراد و سليفن و توتراكان في المناطق الواقعة غرب مدينة روسه .من الجدير ذكره أن معظم هؤلاء ينحدرون من أصول بلغارية أرثودوكسية مسيحية ، تجمع المصادر البلغارية أن هؤلاء اعتنقوا الإسلام تجنباً لإظطهاد العثمانيين والسبب في إختيارهم المذهب الشيعي اعتقادهم بتسامحه مع محافظتهم على ممارسة الأعراف الدينية القومية . فعلى سبيل المثال تمكن الطائفة الكزلباشية معتنقيها من مزاولة الأعراف الأرثودوكسية مثل عيد الشكر ( أكل الخبز و النبيذ الذى يمثل جسد و دم المسيح ) ، الإعتراف و إجلال القديسين . إن هذا الدمج الغريب ما بين الأعراف الأرثدوكسية والإسلامية أوجد في بلغاريا هذه الفرق الدينية التوافقية البعيدة عن كلا الديانتين .

يعتبر جامع التومبولا [3] في مدينة شومن أكبر مسجد في بلغاريا وقد شيد في العام 1744 ميلادي .

كغيرهم من ممارسي طقوس العبادات وبما فيهم المسيحين الأثودوكس ، عانى المسلمون في بلغاريا من تقييد حرية العبادات إبان الحكم الشيوعي أما بعد ذلك وبعد انهيار النظام الشيوعي ، تمتع الجميع – بما فيهم المسلمين - بالحق بممارسة العبادات بحرية مكنت من التوسع في تمكين المسلمين من تنظيم حلقات الدرس لتعليم القرآن الكريم للناشئة وتمكن المسلمين من جديد من نشر المطبوعات الإسلامية باللغتان البلغارية و التركية

المؤسسات الإسلامية في بلغاريا

يوجد في بلغاريا عدد من المؤسسات الإسلامية :

يشرف المجلس الإسلامي الأعلى على شئون التعليم الإسلامي كما تتولى دار الإفتاء تثقيف المسلمين بأحكام واللهم و الدين وتدريب الأئمة على أعمال الخطابة.

من الجدير ذكره أن معهد تدريب أئمة المساجد التابع للأزهر قام يتدريب عدد من الأئمة البلغار


الأحزاب الإسلامية في بلغاريا

مع الانفتاح الديمقراطي شكل المسلمون في بلغاريا حركة الحقوق والحريات [4] [5] (Движението за права и свободи - ДПС ) ( Movement for Rights and Freedoms - MRF ) وهي حركة ليبرالية وسطية أسست في بلغاريا منذ العهد الشيوعي لحماية حقوق الأقليات في بلغاريا ومناطق أوروبية أخرى .

حركة الحقوق والحريات البلغارية هي عضو في الليبرالية الدولية ( Liberal International Party ) و الديمقراطية الليبرالية الإصلاحية الأوروبية ( European Liberal,Democrat and Reformist Party ) .

تأسست حركة الحقوق والحريات في العام 1990 لتمثل مصالح الأقلية الإثنية التركية و من بعد ذلك وسعت من أهدافها لتشمل الدفاع عن كل ما يتعلق بالحقوق المدنية في بلغاريا . تهدف حركة الحقوق والحريات للمساهمة في تعزيز وحدة الشعب البلغاري على قاعدة تساوي الحقوق والواجبات لجميع المواطنين من كافة الخلفيات الدينية والثقافية كما تعمل الحركة على تطوير و تعزيز الإجراءات اللازمة لمعالجة المشاكل الإقتصادية التي تواجه الأقليات في بلغاريا . حركة الحقوق والحريات الآن ، هي حزب يمثل كل البلغار وتعارض بشدة كافة مظاهر الشوفينية القومية ، الإنتقام ، التعصب و التطرف الديني .

حزب حركة الحقوق والحريات الآن هو ثالث أكبر حزب بلغاري متمثل في البرلمان ومشارك أساسي في السلطة الحاكمة .

المساجد

كان في بلغاريا 1200 مسجد والآن في صوفيا ثلاثة مساجد أحدها تحول إلى كنيسة ، والثاني تحول إلى متحف ، والثالث مغلق ،وتمول المساجد بالجهود الذاتية ، ويغلق المسجد الذي يتوفي أمامه ،ولاتبني مساجد جديدة ،وفي محاولة لبلغرة التعليم الإسلامي أغلقت السلطات 1500 مدرسة إسلامية ، كذلك ثم إغلاق 1300 من دور التربية الإسلامية .

الهيئات الإسلامية

يرعي شؤون المسلمين مفت أكبر ، ولاتوجد في بلغاريا مدارس إسلامية نظامية ، والمنظمات الإسلامية أو الجمعيات ممنوعه[بحاجة لمصدر] ، وهناك جهود مبذوله لدى الحكومة البلغارية لتحسين وضع المسلمين ، وإلغاء قوانين التميز ضد المسلمين ، وفتح مدارس إسلامية ، وبناء المساجد التى تهدمت ،واستعادة المساجد المسلوبة ،والسماح بدخول الكتب الإسلامية ، وإرسال بعثات من أبناء المسلمين إلى الدول الإسلامية ، وهناك مشروع إنشاء جامعة إسلامية في محافظة ازجراد في شمال شرق بلغاريا،وتقف وراء هذا المشروع الجمعية الخيرية العالمية لنشر الثقافة الإسلامية التي تأسست في صوفيا العاصمة البلغارية .وبعد سقوط النظام الشيوعي ، بدأ المسلمين يمارسون شعائر دينهم بحرية ، وتم بناء 4 مدارس ثانوية إسلامية ، وكلية شريعة والدراسات الإسلامية في العاصمة البلغارية ، وأصدرت مجلة تهتم بأحوال المسلمين ، وبدأ المسلمين الذين هجرتهم السلطات الشيوعية بالعودة ، فلقد عاد 150 ألف مسلم إلى بلغاريا .


المصادر

  1. الأقليات المسلمة في أوروبا – سيد عبد المجيد بكر
  2. المسلمون في المعسكر الشيوعي ، المسلمون في أوروبا و أمريكا - على المنتصر الكناني .
  3. أخبار العالم الإسلامي ، العدد .
  4. نشرة معهد الأقليات المسلمة .