كان أول وصول للإسلام في سنة 1850 ، ووراء قدوم الإسلام إلى هذه المنطقة قصة غريبة أساسها (الإبل) ، ففي سنة 1849 استقدمت السلطات الاسترالية 12 جمالا و 120 جملا ، وكان هذا لاكتشاف مجاهل الصحراء الاسترالية ، ولما كان الأفغانيون من أوائل القادمين لذا أطلق الإستراليون اسم (الأفغان ) على كل من يأتي مع الإبل ، هذا على الرغم من أنهم استقدموا الإبل والأبالة من باكستان والهند وإيران ، ثم اختصر الإسم إلى (غان ) بدلا من (أفغان ) ، وكان في استراليا الغربية 400 جمل تستعمل في النقل والكشوف في أواخر القرن التاسع عشر ، بل استوردت استراليا الغربية 6600 جمل بين سنتي 1894 و 1897 ، واستخدم الأفغان مع الجمال . استمر استقدام الجمال والجمالين ، واستطاع أحد المسلمين (عبد الودود ) أن يستقدم 500 جمل وعدداً كبيراً من الجمالية دفعة واحدة ،وهكذا أخد عدد المسلمين يزداد في استراليا في منتصف القرن الثالث عشر الهجري ، وإلى جانب مهمتهم الكشفية عملوا في التجارة ولأمانتهم كانوا محل ثقة وتقدير الاستراليين ، وبلغ عدد المسلمين في سنة (1299 هـ ) 5003 ، وفي سنة (1319 ) وصل العدد إلي 6599 مسلماً .
شيد المسلمون الأوائل العديد من المصليات عبر طريق القوافل التي سلكوها داخل استراليا في مدن ادليد ، وفرينا ، ومرى ، وبلغ عدد المساجد التي شيدوها عشره ، وكانت طرق القوافل التي تحرك فيها المسلمون تعبرالقارة من الجنوب قرب ميناء اليزبث إلى وسط استراليا وحتى حدود الولاية الشمالية ومن شرق الصحراء الاسترالية قرب مناطق التعدين (بروكن هل ) إلى غرب استراليا ، وأقام العديد منهم في مدينة برث ، وشيدوا بها مسجداً في سنة 1905 وفي مدينة بروم ، وفي كولجاردي . اصطحب ثلاثة من المستكشفين الاستراليين عددأً من رجال القوافل المسلمين في رحلة من مدينة أليس في الشرق إلى برث في الغرب ، وذلك لمد أول (خط برقي ) يعبراستراليا من الشرق إلى الغرب ، وكذلك من الجنوب إلى الشمال ، وفي سنة 1314 هـ ، أسهم رجال القوافل من المسلمين في مد أول خط حديدي عبر القارة الاسترالية ، بين ادليد وأليس سيرنج ، وأطلق عليه اسم (غان ) وهو اختصار لكلمة أفغان تخليداً لذكرى قوافل المسلمين ولما ترك استخدام الإبل وتقدمت وسائل المواصلات اشتغل المسلمون بحرف أخري كالتجارة والتعدين ، واندمجوا في المجتمع الاسترالي أوعادوا إلى بلادهم ، وبدأ عددهم في التناقص منذ سنة 1920 وكان هذا الرافد الاول الذي وصل الإسلام عن طريقه إلى استراليا ، ووصل عدد المسلمين في سنة 1901 إلى 6011 مسلماً .
أما الرافد الثاني وهو الاقوي تأثيراً ، فيتمثل في هجرة المسلمبن من أقطار عديدة إلى استراليا كالهجرة من المناطق القريبة ، مثل غنيا الجديدة والببوان ومن أندونسيا ، والهجرة من باكستان والهند ، وكذلك الهجرة من تركيا ، ولبنان ، وقبرص ، ومصر ، وألبانيا ، ويوغسلافيا ، ولقد بدأت هذه الهجرات في سنة 1334 هـ واستمرت حتي بداية الحرب العالمية الثانية ، ثم توقفت ، وعادت بعدها ، وكانت العناصر المسلمة المهاجرة على درجة عالية من التأهيل المهني ، وبدأت هجرات أحدث منذ سنة 1954 ، عندما سمح لعدد من المسلمين الأتراك والألبان واليوغسلاف وغيرهم من الشعوب العربية والإسلامية من جنوب شرق آسيا ، ووفد إليها عدد كبير من الطلاب الآسيويين وزاد عدد المسلمين نتيجة الهجرة . التوزيع الجغرافي للمسلمين باستراليا . قدر عدد المسلمين في سنة 1400 هـ ب250,000 مسلم ، يتكونون من 23جنسية ، 120,000 في ولاية نيوسوث ويلز ، 190,000 في مدينة سدني ، 80,000 في ولاية فيكتوريا ، 70,000 في مدينة ملبورن ، وباقي المسلمين في جهات مختلفة من استراليا .
في استراليا حوالي 60 مسجداً ، بني أولها سنة 1314 هـ ، ويوجد مراكز ومساجد إسلامية في دارون ، وأليس ونيوكاسل وملبورن ويوجد مسجدان في جزيرة تسمانيا .ويطالب المسلمون قي استراليا بالاشتراك قي المؤتمرات الإسلامية الدولية وإرسال زائرين من علماء المسلمين ومدهم بالكتب الإسلامية وبالأئمة اللذي يجيدون اللغة الإنجليزية ، وتوجد مدرستين اسلامتين في مدينة سدني ومدينة ملبورن.
يصدر الاتحاد الإسلامي الاسترالي عدة مجلات ونشرات بالعربية والإنجليزية والاردية ، منها مجلة المنار وتصدر كل شهرين بأربع لغات هي العربية والإنجليزية والتركية واليوغسلافية ، وتصدر مجلة النور ، كما تصدر مجلة شهرية عن اتحاد الطلاب المسلمين اسمها (الإسلام ) ، وقد ظهرت هيئة متطرفة قي استراليا وهي هيئة (مكافحة انتشار الإسلام باستراليا ) وتشن حملات مسعوره ضد المسلمين .