القصيدة ضرب شعري من ضروب الادب العربي الذي لطالما قسم إلى شعر ونثر إلى عصرنا هذا الذي بدا الحديث فيه عن ضرب ثالث لا هو بالشعر ولا بالنثر -ياتي الحديث عنه لاحقا-.
فالقصيده في تعريفها الكلاسيكي هي موضوع شعري مكون من ابيات قلت او كثرت ، و قد تغيرت خصائصها الشكلية في عدد من العصور فاخذ شكل المربعات و المسدسات و الموشحات لكنها لم تتغير تغيرا كبيرة منذ اقدم نصوصها المعروفة منذ ما يقارب الالفين عام ، حيث يلتزم فيها بعنصرين اساسيين هما : الوزن والقافية . اما خصائصها الموضوعية فقد تغيرت تبعا للعصور المتتالية التي عاشها الشاعر العربي، بدءا بالعصر الجاهلي فالاسلامي فالأموي فالعباسي ..الخ ففي العصر الجاهلي كانت القصيده أعظم الفنون السائدة وأهمها على الإطلاق، وكان لصاحب القصائد وهو الشاعر مكانة لا تضاهيها مكانة. وقد عرفت في ذاك الوقت بانها شعر غنائي: اي تدور حول موضوعات عاطفيه، مديح لشيخ قبيلة او مضيف كريم ، فخر بعز قبيلة واخلاقها ، رثاء لاحباء التهمتهم نيران الحروب السائدة ، غزل عفيف للحبيبة وبكاء على الأطلال او وصف لمحيطهم من بوادي وخيل وابل وسماء.
في العصر الحديث مرت القصيدة العربية بعدد من التغيرات بداية، بكسر القافيه على يد عدد من الشعراء العرب منهم بدر شاكر السياب و نازك الملائكة فيما عرف بعد ذلك بقصيدة التفعيلة و التى أخذت مساحة واسعة من الانتشار في منتصف القرن العشرين.
و مع السبعينات ظهر نوع جديد من القصيدة هو قصيدة النثر و ان كنت معروفة منذ القدم في التراث العربي، لكنها أكدت وجودها و انتشرت في السبعينات على يد جيل ممن عرفوا بالشعراء الحداثيين منهم : أدونيس ، أنسي الحاج ، محمد الماغوط ، حلمى سالم
و في التسعينات ازداد بقوة وجود قصيدة النثر خصوصاً مع ظهور جيل جديد من الشعراء الشبان الذين ابتعدوا في شعرهم عن الهم العام، و كتبوا قصيدتهم الخاصة معتمدين على التفاصيل اليوميه و الحياتيه و هو ما لاقي نقداً شديداً من النقاد الكلاسيكين