أنسي لويس الحاج(1937 -إلى الان) شاعر لبناني معاصر
- بدأ ينشر قصصاً قصيرة وأبحاثاً وقصائد منذ عام 1954 في المجلاّت الادبية وهو على مقاعد الدراسة الثانوية.
- عمل في الصحافة اليومية (جريدة "الحياة" ثم "النهار") منذ عام 1956، كمسؤول عن الصفحة الادبية. ولم يلبث ان استقر في "النهار" حيث حرر الزوايا غير السياسية سنوات، ثم حوّل الزاوية الادبية اليومية إلى صفحة أدبية يومية.
- عام 1957 ساهم مع يوسف الخال وأدونيس في تأسيس مجلة"شعر" وعام 1960 اصدر في منشوراتها ديوانه الاول "لن"، وهو أول مجموعة قصائد نثر في اللغة العربية.
- عام 1964 أصدر "الملحق" الثقافي الاسبوعي عن جريدة "النهار" وظلّ يصدره حتى 1974. وعاونه في النصف الاول من هذه الحقبة شوقي ابي شقرا.
- تولى رئاسة تحرير العديد من المجلات إلى جانب عمله الدائم في "النهار" ، وبينها "الحسناء" 1966 و "النهار العربي والدولي" بين 1977 و 1989.
- تولى رئيس تحرير "النهار" من 1992 إلى 30 ايلول 2003
- له ولدان: لويس والشاعرة ندى الحاج.
-يكتب حالياً زاوية أسبوعية في جريدة الأخبار اللبنانية.
يعتبر أنسي الحاج من رواد " قصيدة النثر " في الشعر العربي المعاصر.
- ديوان " ماذا صنعت بالذهب، ماذا فعلت بالوردة؟"/1970
- ديوان "الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع"/ 1975
- ديوان "الوليمة"/ 1994
- كتاب "كلمات كلمات كلمات" / ثلاثة اجزاء/مقالات/ 1978
- كتاب "خواتم"/جزآن/1991 و 1997
- أنطولوجيا "الابد الطيّار" بالفرنسية في باريس عن دار "أكت سود" عام 1997
- أنطولوجيا " الحب والذئب الحب وغيري" بالالمانية مع الاصول العربية في برلين عام 1998.
- تُرجمت مختارات من قصائده إلى الفرنسية والانكليزية والالمانية والبرتغالية والارمنية والفنلندية.
- في نيسان 2007 صدرت الأعمال الكاملة لأنسي الحاج في طبعة شعبية ، في ثلاثة مجلدات ضمن سلسلة “الأعمال الكاملة” عن “هيئة قصور الثقافة”. ضمّ المجلد الأوّل: “لن”، و“الرأس المقطوع”، و“ماضي الأيام الآتية”. والثاني: “ماذا صنعت بالذهب، ماذا فعلت بالوردة؟” و“الرسولة بشعرها الطويل حتى الــــــــينابيع” و“الوليمة”. فــــــــيما حـــــوى الثالث كتاب “خواتم” بجزأيه.
- ترجم إلى العربية أكثر من عشر مسرحيات لشكسبير ويونيسكو ودورنمات وكامو وبريخت وسواهم، وقد مثلتها فرق مدرسة التمثيل الحديث (مهرجانات بعلبك)، ونضال الاشقر وروجيه عساف وشكيب خوري وبرج فازليان.
*مختارات من شعره:
سوف يكون ما سوف يكون
سوف هناك يكون حُبّنا
أصابعه مُلتصقة بحجار الأرض
ويداه محفورتان على العالم.
أُنقلوني إلى جميع اللّغات لتسمعني حبيبتي
أُنقلوني إلى جميع الأماكن لأحْصرَحبيبتي
لترى أنّني قديمٌ وجديد
لتسمَعَ غنائي وتُطفىء خوفي.
لقد وَقعْتُها وتهتُها
لقد غِرْتُها
أعيروني حياتكم لأنتظر حبيبتي
أعيروني حياتكم لأُحبّ حبيبتي
لأُلاقيها الآن والى الأبد.
لَكُم أنتم لتدقَّ الساعات
من سراجكم ليؤخذْ نور الصباح
فأنا بريءٌ وحبيبتي جاهلة
آه ليُغدَق علينا
لنُوفَّرْ لنُجْتنَبْ
وليُغدَقْ علينا
فحُبّي لا تكفيه أوراقي وأوراقي لا تكفيها أغصاني
وأغصاني لا تكفيها ثماري وثماري هائلةٌ لشجرة.
أنا شعوبٌ من العُشّاق
حنانٌ لأجيالٍ يقطر منّي
فهل أخنق حبيبتي بالحنان وحبيبتي صغيرة
وهل أجرفها كطوفانٍ وأرميها؟
آه من يُسعفني بالوقت من يُؤلّف ليَ الظلال مَن يوسّع الأماكن
فإنّي وجدتُ حبيبتي فلِمَ أتركها...
(من ديوان "ماذا صنعتَ بالذّهب، ماذا فعلتَ بالوردة؟")
تُسكتينني كي لا يسمعونا
ويملأُ الخوفُ عينيكِ
مُدَلّهاً مختلجاً بالرعب
كطفلٍ وُلد الآن.
تنسحب الكلمات عن جسدكِ
كغطاءٍ ورديّ.
يَظهر عُريكِ في الغرفة
ظهورَ الكلمة الأوحد
بلا نهائيّةِ السراب في قبضة اليد.
مَن يحميني غابَ النهار
مَن يحميني ذَهَبَ الليل.
ليس أيَّ شوقٍ بل شوقُ العبور
ليس أيَّ أملٍ بل أملُ الهارب إلى نعيم التلاشي.
فليبتعد شَبَحُ الخطأ
ولا يقتحْمنا باكراً
فيخطف ويطفىء
ويَقتل ما لا يموت
لكي يعيش بعد ذلك قتيلاً.
الحبّ هو خلاصي أيّها القمر
الحبّ هو شقائي
الحبّ هو موتي أيّها القمر.
(من ديوان " الوليمة")
يا حبيبتي
أُقسِمُ أنْ أكون لُعبتكِ ومغلوبكِ
أُقسِمُ أنْ أحاول استحقاق نجمتكِ على كتفي
أُقسِمُ أنْ أسمع نداء عينيكِ فأعصي حكمةَ شفتيكِ
أُقسِمُ أن أنسى قصائدي لأحفظكِ
أُقسِمُ أن أركض وراء حبّي وأُقسم أنّه سيظلّ يسبقني
أُقسِمُ أن أنطفىء لسعادتكِ كنجوم النهار
أُقسِمُ أنْ أسْكُن دموعي في يدكِ
أُقسِمُ أن أكون المسافة بين كلمتَي أُحبّكِ أحبّكِ
أُقسِمُ أن أرميَ جسدي إلى الأبد لأُسودِ ضجركِ
أُقسِمُ أنْ أكون بابَ سجنكِ المفتوح على الوفاء بوعود الليل
أُقسِمُ أنْ تكون غرفةُ انتظاريَ الغَيْرة ودخوليَ الطاعةَ وإقامتي الذوبان
أُقسِمُ أنْ أكون فريسة ظلّكِ
أُقسِمُ أنْ أظلّ أشتهي أنْ أكون كتاباً مفتوحاً على رِكبتيكِ
أُقسِمُ أنْ أكون انقسام العالم بينكِ وبينكِ لأكون وحْدَتَه فيكِ
أُقسِمُ أنْ أُناديَكِ فتلتفت السعادة
أُقسِمُ أنْ أحمل بلاديَ في حُبّكِ وأنْ أحمل العالم في بلادي
أُقسِمُ أنْ أحبّكِ دون أن أعرف كم أُحبّكِ
أُقسِمُ أن أمشي إلى جانبي وأُقاسمكِ هذا الصديقَ الوحيد
أُقسِمُ أنْ يطير عمري كالنّحل من قفير صوتكِ
أُقسِمُ أن أنزل من برقِ شَعْرِكِ مطراً على السهول
أُقسِمُ كُلّما عثرتُ على قلبي بين السّطور أن أهتف:
وَجَدْتُكِ! وَجَدْتُكِ!
أُقسِمُ أن أنحني من قمم آسيا لأعبدكِ كثيراً.
يا ليلُ يا ليل
إحملْ صلاتي
أصغِ يا ربُّ إليّ
أغرسْ حبيبتي ولا تَقْلَعْها
زوّدها أعماراً لم تأتِ
عزّزها بأعماريَ الآتية
أبقِ ورقها أخضر
لا تُشتِّت رياحها
أبقِ خيمتها عالية فعُلوُّها سهلٌ للعصافير
عَمِّرْها طويلاً كأرْزَة فتمرّ مواكب الأحفاد تحت يديها الشّافيتين
عَمِّرْها طويلاً كأرْزَة فتجتازأُعجوبتُها مراكزَ حدودٍ بعيدة
عَمِّرْها طويلاً كأرزةٍ فتتبعها مثل توبتي شُعوبٌ كثيرة
أبقِ بابها مفتوحاً فلا يبيتُ الرجاءُ في العراء
بارِكْها إلى ثلج السنين فهي تَجْمَعُ ما تَفَرَّق
أُحرسْ نجوم عينيها فَتَحْتَها الميلاد
(من "الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع")
*قالوا عنه:
- الشاعر أدونيس : "إنه الأنقى بيننا".
- الشاعر عبد المنعم رمضان: " في شعر أنسي هاجس يصدم شعراء جدداً كثيرين بات شائعاً لديهم هذه الأيام تمجيد البراءة، براءة المعرفة. أنسي يرفض تلك البراءة، كأنها أتربة علقت بجسد من الأفضل أن يغتسل لنراه عارياً. شعر أنسي سيرينا هذا العري، ولغة شعره ليست كساءً شفافاً، ليست غيمةً، ليست وسيلةً ولا غايةً. إنّها الجسد العاري نفسه حيث عريه معرفة، وحيث معرفته عري”.
- الشاعر إبراهيم داوود: " أنسي مع الماغوط وسعدي يوسف هم الآباء الشعريون للقصيدة الجديدة في مصر، وهم الأقرب إلى ذائقتنا”.