→ باب الضيافة | الروضة الندية شرح الدرر البهية - كتاب الأطعمة باب آداب الآكل صديق حسن خان القنوجي |
كتاب الأشربة ← |
فقد علم النبي (ﷺ) آداباً يتأدبون بها في الطعام كما ستأتي
تشرع للآكل التسمية لحديث عائشة عند أحمد وأبو داود وابن ماجة والنسائي والترمذي وصححه قالت : قال رسول الله (ﷺ) : إذا أكل أحدكم طعاماً فليقل بسم الله فإن نسي في أوله فليقل بسم الله على أوله وآخره وأخرج مسلم وغيره من حديث جابر سمع النبي (ﷺ) يقول : إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت فإذا لم يذكر الله عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء وأخرج مسلم وغيره من حديث حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله (ﷺ) : إن الشيطان ليستحل الطعام الذي لم يذكر إسم الله عليه الحديث . وأخرج الترمذي عن عائشة قالت : كان رسول الله (ﷺ) يأكل طعاماً في ستة من أصحابه فجاء أعرابي فأكله بلقمتين فقال رسول الله (ﷺ) : إما أنه لو سمى لكفى لكم وقال حسن صحيح . وفي الباب أحاديث قلت وعليه أهل العلم . قال النووي : الأفضل أن يقول بسم الله الرحمن الرحيم فإن قال بسم الله حصلت السنة .
والأكل باليمين لحديث ابن عمر عند مسلم وغيره أن النبي (ﷺ) قال : لا يأكل أحدكم بشماله ولا يشرب بشماله فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله قلت : وعليه أهل العلم
ومن حافتي الطعام لا من وسطه لحديث ابن عباس عند أحمد وابن ماجة والترمذي وصححه أن النبي (ﷺ) قال : البركة تنزل في وسط الطعام فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه وأخرجه أبو داود بلفظ إذا أكل أحدكم طعاماً فلا يأكل من أعلى الصحفة ولكن ليأكل من أسفلها فإن البركة تنزل من أعلاه
ومما يليه لحديث عمر بن أبي سلمة في الصحيحين وغيرهما قال : كنت غلاماً في حجر النبي (ﷺ) وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي : يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك
ويلعق أصابعه والصحفة لحديث أنس عند مسلم وغيره أن النبي (ﷺ) كان إذا طعم طعاماً لعق أصابعه الثلاث وقال : إذا وقعت لقمة أحدكم ، فليمط عنها الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان ، وأمرنا أن نسلت القصعة ، وقال : إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة وفي الصحيحين من حديث ابن عباس أن النبي (ﷺ) قال : إذ أكل أحدكم طعاماً فلا يمسح يده حتى يلعقها وأخرج مسلم من حديث جابر أن النبي (ﷺ) أمر بلعق الأصابع والصحفة وقال : إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة قال في الحجة البالغة وقد اتفق لنا أنه زارنا ذات يوم رجل من أصحابنا فقربنا إليه شيئاً فبينا يأكل إذا سقطت كسرة من يديه وتدهدهت في الأرض ، فجعل يتبعها وجعلت تتباعد عنه حتى تعجب الحاضرون بعض العجب وكابد هو في تتبعها بعض الجهد ، ثم أنه أخذها فأكلها فلما كان بعد أيام تخبط الشيطان إنساناً وتكلم على لسانه فكان فيما تكلم إني مررت بفلان وهو يأكل فأعجبني ذلك الطعام فلم يطعمني منه شيئاً فخطفته من يده فنازعني حتى أخذه مني . وبينا يأكل أهل بيتنا أصول الجزر إذ تدهده بعضها ، فوثب إليه إنسان فأخذه وأكله ، فأصابه وجع في صدره ومعدته ثم تخبطه الشيطان . فأخبر على لسانه أنه كان أخذ ذلك المتدهده . وقد قرع أسماعنا شئ كثير من هذا النوع حتى علمنا أن هذه الأحاديث ليست من باب إرادة المجاز وإنما أريد به حقيقتها فمن العلم الذي أعطاه الله نبيه (ﷺ) حال الملائكة والشياطين وإنتشارهم في الأرض انتهى .
والحمد عند الفراغ والدعاء لحديث أبي أمامة عند البخاري وغيره أن النبي (ﷺ) كان إذا رفع مائدته قال : الحمد لله كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغني عنه ربنا وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة والنسائي والبخاري في التاريخ من حديث أبي سعيد قال : كان النبي (ﷺ) إذا أكل وشرب قال الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين وأخرج أحمد وابن ماجة والترمذي وحسنه من حديث معاذ بن أنس قال : قال رسول الله (ﷺ) : من أكل طعاماً فقال الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وأخرج أبو داود من حديث ابن عباس أن النبي (ﷺ) قال : إذا أكل أحدكم طعاماً فليقل اللهم بارك لنا فيه ، وأطعمنا خيراً منه . وإذا سقي لنباً ، فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه فإنه ليس شئ يجزي من الطعام والشراب إلا اللبن وأخرجه الترمذي بنحوه وحسنه ولكن في إسناده علي بن زيد بن جدعان وفيه ضعف وقد رواه عن محمد بن حرملة . قال أبو حاتم بصري لا أعرفه .
ولا يأكل متكئاً لحديث أبي جحيفة عند البخاري وغيره قال : قال رسول الله (ﷺ) : أما أنا فلا آكل متكئاً قلت : لأن النبي (ﷺ) بعث في العرب وعاداتهم أوسط العادات ولم يكونوا يتكلفون تكلف العجم والأخذ بها أحسن ، ولا أحسن لأصحاب الملة من أن يتبعوا سيرة إمامها في كل نقير وقطمير ، وما أكل رسول الله (ﷺ) على خوان ولا في سكرجة ولا خبز له مرقق ولا رأى شاة سميطاً بعينه قط ، وما رأى منخلاً كانوا يأكلون الشعير غير منخول