الخاتمة
وهي في نتائج هذه الخمسة أبواب، بوجه الاختصار، وبعض ملحقات لها مفيدة.
أقول: إنني أكتفي الآن بما قد كتبته في مؤلفي هذا، حيث إن نتائجه صريحة، ويقبلها العلماء والفقهاء وذوي العقول السليمة، إذ أني ابتدأت فيه بالاستدلال من الإنجيل والتوراة على نقض ما ابتدعه النصارى من ألوهية عيسى عليه السلام، وبينت عدم مساواته لله تعالى في الجوهر، وأن النعوت المقولة عنه ووصفه: بأنه إله وابن الاله ورب قد وصف بها في التوراة والانجيل غيره من الأنبياء والملائكة ومن العلماء الصالحين، وعلى أن آياته وعجائبه لا تثبت مساواته لله عز وجل، المشروحة في مذهبهم، لأن الأنبياء عليهم السلام سلفا قد عملوا مثلها، وما يعلوها ويفوقها.
ثم يينت تنزيه سيدنا محمد ﷺ مما ظنوا به أنه عمل أمورا منافية وقاصرة غير حسنة، وبينت أن الأنبياء سلفا قد عملوا مثلها، ولم تحسب عليهم بأنها غير حسنة.
وقد أقمت البينات والأدلة بالشهادات المنطبقة والواردة على نبينا ﷺ من التوراة والإنجيل والزبور، أنه هو النبي الوعود به، والمشار إليه كعيسى المسيح عليه السلام مثلا، مصداقا لقوله تعالى ﴿اسمه أحمد﴾، ﴿مكتوبا عندهم فى التوراة والإنجيل﴾.
وبنوع خصوصي أظهرت في الباب الخامس تلك الشكوك المشتملة على التناقض والنقص والظلم والقصور والركاكة، التي جعتها من كتاب التوراة والإنجيل تطبيقا لقوله تعالى: ﴿يحرفون الكلم عن مواضعه﴾، وقوله ﴿كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب﴾، مختصرا إياها حذرا من ملل القارئ، إذ أني أعرف جيدا أن الرجل الفهيم يقنع بالقليل، وإذا قابل صحة الشهادات المشروحة يستدل منها أيضا بأني قد جمعتها بسنين كثيرة وعرق غزير.
فيا أيها الغافلون التفتوا من كتابي هذا إلى كتاب الله السامي المنيف، الذي هو القرآن الشريف، الذي أنزل على المصطفى، ذو اللب الحصيف، وانظروا هل يوجد فيه مثل هذه التزاوير والشكوك والركاكة والقصور والظلم المباين لعدل الله تعالى، واعلموا أيها الأحباب أن الذي حملني على جمعها ثلاثة أسباب:
الأول: هو محبتي لأصحاب الكتابين، من كونهم مشاركين لي في الطبيعة.
والثاني: أن هذه الشكوك موجودة عندهم، وهي متفرقة، فلا يكترث فيها ولا تعتبر أنها تحريف.
والثالث: أني قصدت راحة مطالعيها، وأن يقرؤوها من دون تعب ولا عناء، إذ أني عينت محل الشهادات ومواضعها، لأن القارئ إذا قرأ في هذه الكتب، ويمر عليه مشكل من هذه التزاوير، فإنه يظن أنه مشكل مثل باقي المشاكل التي يحلها المفسرون فيتركه ويجوزه، وبعد مدة من الزمان إذا وقع في شك آخر غيره يكون قد نسي الشك الأول فيتركه ويقنع ضميره بأن علماء ديانته يعرفون حله، وهكذا يقع بين كل مدة ومدة في شك آخر من الشكوك فيتكلم فيه مثل تكلمه في الأول والثاني بتللك الإقناعات البسيطة، وبهذه الوجوه المشروحة لا يتحرك شيء من ضميره ينبهه أن كتبه مزورة ومحرفة من قديم الزمان.
وأيضا أقول عن القارئ، لهذه الكتب، واعتذاره أن هذه الكتب هي كتب ديانته، وتربى فيها وصاحبها منذ صباه، فهي على كل محبوبة، والمحب لا يتبصر في غلطات محبوبه، إذا كانت متفرقة، لأنه مثلا إذا درس محب الإنجيل في سلسلة متى الإنجيلي وقرأ أن فلانا أولد فلانا، فلا يظن أن في التوراة موجودة هذه السلسلة، وأنها تناقض أقوال متى، فضلا عن أن الكثير من علمائهم لايعرف في أسفار التوراة أين يوجد هذا التناقض. [1]
حتى أنك ترى كبار مفسريهم كرجل يقال له الذهبي - الذي يسمونه سلطان المفسرين - قد أعرض عن ذكر بعض هذه الشكوك، لأنه لم يذكر الشك الثاني مطلقا في تفسيره، ولا تعرض له بوجه من الوجوه، وتارة كان يذكر البعض، لكنه لم يشرحها لأنه لم يجد لها شرحا، كما فعل بالشك الأول الذي ذكره وأنه نقص، إلا أنه تركه لغيره وجازه، وغيرها من الشكوك قد ذكرها وأخذ في شرح معناها، إلا أنه لم يتنبه للتزوير والغلط فيها، كالشك السابع عشر الذي فيه ذمّ الاهتمام، حيث أنه لم يتبعر في أن المزور لهذه الجملة قد جعل الممكن ممتنعا والممتنع ممكنا. وباقي الشكوك تراها على هذه الوجوه مصنوعة ومزورة. [2]
ثم إني أقول: وإذا وجد في النادر رجل من هؤلاء القوم وكان خبيرا، وجمع بعضها من هذه التزاوير في فكره وفهم عجز المفسرين لها، فقد يمنعه عن إظهارها ورفض كتبها موانع كثيرة، وأخصها الذي هو المانع الأعظم: أنه لا يعرف شرف الدين المحمدي، ولا فهم شرائعه ولا طالع في كتابه الذي هو القرآن الشريف، وفهم معاني آياته حتى يستنير به ويتبع طريقه الهادي، ولا يعلم أن الانبياء في التوراة والإنجيل قد تنبؤا عن نبيه الهادي محمد ﷺ، وأشاروا عنه، كما أنهم أشاروا عن عيسى عليه السلام. وإنما يعرف القذف والشتيمة عليه من المتعصبين في دينهم، ومن جراء ذلك قد يبقى في تيار هذه الأمور والمشاكل غارقا. وانسداد هذه الطرقات قد عرفته وتحققته من معاشرتي لأفراد منهم، لأني رأيتهم واقفين عند أبواب هذه الشكوك ومبهوتين، لا يمكنهم الدخول فيها ولا الخروج منها.
فهذا وأمثاله هو الذي حركني - كما قررت - على تأليف هذا الكتاب الذي سميته "البحث الصريح في (أيما هو) الدين الصحيح"، لكي يطالعه العلماء فيهم والفقهاء، حتى إذا صار فرصة لأحدهم، وتحرك الحق في قلبه، ونظر تورط نفسه، ينفر من هذا الشرك نفور الغزال، وينصح غيره إن أمكنه ذلك، ويؤمن ويشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، الإيمان الذي لا يعتري العقول فيه شك، ولا لذوي الأفكار الثاقبة بهت، وليس هو متطرفا ومعرضا للسقوط، كتطرف مذاهب بعض الهنود والنصارى.
أما مذهب بعض الهنود فهو التطرف باعتقاد خالق موجود فاثق الأوصاف، ولكنه قد ترك اعتناءه بمخلوقاته وانعزل وسلمها إلى بعض مخلوقاته كالشمس والقمر والكواكب وباقي الأفلاك والعناصر. ولذلك يقدمون لها العبادة والإكرام كأنها الله، وتتوجه ضمائرهم إلى ترك العبادة والإكرام للخالق سبحانه وتعالى، حتى إنهم مع تداول الأزمنة قد نسوا عبادة الله، التي هي الأصل لديانتهم، وصاروا يعبدون المخلوقات، واعتبروها خالقة وليست مخلوقة، وهذه الملة تسمى سينتو، وكثير منها في جزائر آسيا.
وأما بعض النصارى فقد تطرفوا حيث بالغوا في اعتنائه تعالى بالبشر، وغلوا حتى إنهم قد قعدوا قاعدة لهذه المبالغة والغلو، [3] وأخذوها عن رجل عندهم اسمه بولص، مؤولين كلامه ومفسرينه أن جميع البشر هالكين بخطيئة جدهم آدم، حتى سيدنا إبراهيم وسيدنا موسى وباقي النيين عليهم السلام هم في الأسر تحت يد إبليس وسلطانه وأنهم مفتقرون لإله يخلصهم حتى غلوا في دينهم. لأنهم لما سمعوا من كتابهم أن عيسى إله وابن الإله لم يدركوا أن هذه أسماء ونعوت، وقد تسمى بها غيره من الأنبياء والملائكة والصالحين، بل اعتقدوا أن هذه النعوت حقيقية وليست مجازية وأن عيسى ابن الله بالطبيعة ومساو له في الجوهر - تعالى الله عن ذلك - حتى ألجأه الحال إلى أنه أنزله من السماء، وأسكنه في رحم مريم تسعة أشهر، وأخرجه من باب رحمها - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - وأعوذ به من هذا الاعتقاد، وليس ناسوتا من دمها، وأنه صلب ومات ونزل إلى جهنم، حتى يخلص إبراهيم وموسى والأنبياء مع جنس البشر الهالكين.
فهذان الرأيان المتطرفان المهلكان قد نفر منهما الدين المحمدي، واعتقد بما قد أوحى له الله تعالى في الكيفيات التي تجب العبادة وفقها، والمصحوب بشرائع مهندمة، منزلة على نبيه الهادي، بكتاب سام ترى فيه كلما تطلب من الصالحات، مشروحا بتلك الألفاظ اللطيفة، والجمل الظريفة والمعاني الفائقة المنيفة، والأخبار بالأمثال الشريفة، والأحكام العادلة اللطيفة.
وقولي عن أحكام القرآن إنها عادلة لطيفة، لأنك لا ترى فيها قساوة، كما حكمت التوراة بالموت على من قرب قربانا خارج المذبح والهيكل، ولا رخاوة كما وجد في الإنجيل، إذ أنه ترك الزانية من غير قصاص ولا نصيحة وارتداد إلى معرفة طريق التوبة، لأنه قال لها: أين هم الذين دانوك؟ اذهبي ولا أنا أدينك - يعني إنهم ما رجموك بحيث أنهم نظروا أنفسهم خطاة - وأنا أيضا مثلهم، اذهبي.
وينتج من هذا الجواب إبطال الشرائع والأحكام لأنه لا يوجد أحد من البشر بغير خطيئة، فلا يطبق شيئا من الأحكام. وكذلك إباحته السكر في عرس قانا الجليل عند تحويل الماء خمرا للسكرانين، وذلك مما يثبت التزوير في التوراة والإنجيل.
وغلاقة هذه الخاتمة أقول:
إن سيدنا عيسى عليه السلام قد أعطى على صحة الانتساب إلى دينه الشريف دلالتين محكمتين صريحتين لا تقبلان تحريفا ولا تصحيفا، وهاتان الدلالتان قد وجدتا في الأزمنة الأولى فعليا حسيا، وبسببهما قامت الديانة النصرانية ونمت. وحيث يوجد الدليل يوجد مدلوله معه، والدلالتان هما:
الأولى: هي فعل العجائب والآيات المعجزات بالتتابع، خلفا عن سلف من المؤمنين بالله، الواردة في إنجيل مرقص، في أواخر إنجيله على لسان عيسى عليه السلام عن أن الآيات تتبع المؤمنين بقوله: «وهذه الآيات تتبع المؤمنين باسمي، يخرجون الشياطين ويتكلمون بألسنٍ جديدة ويحملون الحيات بأيديهم، وإن شربوا شيئا مميتا فلا يضرهم، ويضعون أيديهم على المرضى فيبرؤون».
والثانية: هي شرف الطريقة الممتلئة هدى ونورا، لتصديق قوله تعالى: ﴿وقفينا على أثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وأتيناه الإنجيل فيه هدى ونور﴾، مثل محبة الأعداء، وعدم مقاومة الشر بالشر، ورفض الاهتمام للدنيا، والقناعة بثوب واحد، المبني على قوله: أحبوا أعداءكم ولا تقاوموا الشر ولا تهتموا بالغد ولا تكنزوا لكم كنوزا في الأرض ولا تقتنوا ثوبين. وأمثال ذلك كثير مما تفيده هذه المعاني، المطابقة لدلالته الثانية بقوله: «بهذه يعرف الناس أنكم تلاميذي إن عملتم وصاياي».
فلنفحص الآن هاتين الدلالتين أقله عند خلف الحواريين في كامل طوائف النصارى من البابوات والبطاريك والمطارين والمبشرين، هل يوجد فيهم من يعمل آية أو أعجوبة معينة واحدة كبيرة أو صغيرة من الذين ذكرهم مرقص في إنجيله؟
وهل يوجد رئيس من الرؤساء المذكورين المدعى أنه سليل الحواريين محبا لأعدائه وغير مقاوم الشر، وإذا ضرب على الخد الأيمن يحول له الآخر، أو غير مهتم بالغد أو أنه لا يوجد عنده ثوبان؟
وهل يوجد قاض في كامل ملل وطوائف النصارى يجري هذه الشرائع؟
نعم أقول: إنه لم يوجد شيء من كل ما ذكرت، بل يوجد عكسه [4] عوض الثوبين أثواب، وتحف من أموال الناس جمعوها بعلة تطويل صلواتهم، وكنوز بليغة، وموائد منمقة بالأطعمة اللذيذة، ومنازل مزرقة بالألوان الظريفة وفضة كثيرة، وكذلك مقاومة الشر بالشر، وهذه وأمثالها تنظر علانية، غير قابلة الإنكار والجحود. [5]
فإذا ينتج أن هذه الدلالات الدالة على دين عيسى الصحيح المشار إليها فيما سبق من عيسى نفسه عليه السلام غير موجودة، أعني الشرائع والآيات، فيقتضي أن يكون مدلولها غير موجود؛ لأنه إذا كان الدال باطلا فيبطل بالضرورة مدلوله.
ويجب قبل ختم القول أن نعلم بأن الله سبحانه وتعالى بعد انتهاء هذه الدلالات التي ذكرناها، وإبطال مدلولها، لم يترك خليقته بغير مرشد ولا هاد، لكنه أرسل الدلالة العظمى والآية الكبرى، التي هي ظهور وإشراق أنوار نبينا محمد ﷺ النبي الهادي، الأمين الصادق، الذي تتبأت عن وروده الأنبياء سلفا عليهم السلام، واتساع بهجة دينه ودوام سيادته وسلطانه، وتعميم شريعته حتى وفي المالك الأجنبية؛ هو من الدلالات الدالة على صدق نبوته.
وعدا أن كتابه السامي، الذي ليس له في الوجود مماثل، والذي قد جمع فيه كل كمال، وضم إليه أخص ما ورد في التوراة والإنجيل، يشهد له بذلك، وقد انتشرت أحكامه في البسيطة، وأكد على الشرف والذكر الحميد لعيسى وموسى وإبراهيم وباقي النبيين، وكان نزوله على سيد الأولين والآخرين، فعليه وعليهم الصلاة والصلام أجمعين، آمين.
(تم هذا الكتاب الذي هو: «البحث الصريح في الدين الصحيح» وهو الكتاب الأول للمرحوم الشيخ زيادة بن الراسي، ويتلوه كتابه الثاني الذي هو: «الأجوبة الجلية لدحض الدعوات النصرانية» وقد تمت نساخته في أواخر جماد الآخر سنة ألف ومائتين وثلاث وستين.)
هامش
- ↑ حاشية: اعلم أن السبب الأقوى لقلة المعرفة مع الذي ذكره المؤلف هو أنه لم يوجد في أزمنتنا هذه المتأخرة فضلا عن المتقدمة غير نسخة واحدة للتوراة عربية مأخوذة عن اللاتيني، ومشهود بها من علماء النصارى، وهي مع ذلك مليئة بالأغلاط، وقليلة الوجود، وكأنه في كل مدينة مشهورة لا يوجد فيها غير كتاب واحد أو اثنين بالنادر. إلا أنه بعد انتشار الإنجليز في بلاد العرب طبعوا هذه النسخة المغلوطة كتبا، وفرقوها. صح كلام صاحب الحاشية.
- ↑ حاشية: اعلم أن الذهبي أو خلافه من المفسرين كانوا يشرحون بعض هذه الشكوك بالوجه المجازي، حيث لم يكن لهم معرفة بالحقيقة نظرا لغرضهم. والحال أنه لا يجوز عند العلماء تفسيرها بالمجاز إذا كان لها وجها حقيقيا كما قال هذا المؤلف.
- ↑ حاشية: اعلموا أن ذلك الغلو الذي ذكره المؤلف قد أشار إليه تعالى في القرآن الشريف مناديا به وقائلا (يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق) النساء آية (171)
- ↑ حاشية: اعلم أن كل ما ذكره المؤلف رحمه الله تعالى في هذا المقطع يصنعونه مضادة لإنجيلهم ويتراؤون عنه لأجل إماتة اللذات وحفظ بتولية رهبانيتهم، وإني لأعرض عن ذكر تعريض وتعظيم أطراف ثيابهم تبيانا لعصاوتهم لسيدنا عيسى عليه السلام.
- ↑ حاشية: اعلم أن كل ما تراه من بطلان ومحو شريعة عيسى الفضلية لا شك أنه قدر وفعل إلهي، وهو دليل عظيم يعلم به انتهاء زمان أحكامها، لأنك لا ترى في كامل طوائف النصارى إنسانا إلا يخالفها وليس يخطر في ذهنه أو يتوجه في ضميره على أنه مخالفها. ولا ترى حاكما ولا ناموسا يوبخ على عدم إجرائها ويصنع لها قصاصا وقانونا، وهذا وحده يكفي لكل عاقل أن يدرك ويستدل على انتهائها أي انتهاء شريعة عيسى، وقد صادق على ذلك قوله تعالى (وأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة) المائدة 14 ، وقوله تعالى أيضا (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينمقونها في سيبل الله فبشرهم بعذاب أليم) التوبة 34، وقوله تعالى (ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها) الحديد 27.