بنو عقيل أخبرنا ابن دريد، قال: أخبرنا أبو عثمان الأشنانداني عن التوزي عن أبي عبيدة، قال: كانت ريا بنت الأعرف إحدى بني عقيل، عند ثروان بن السميع، وهو رجل من قومها. وكان شيخاً أعشى كثير شعر الرأس والوجه. فرقد يوماً في بيتها وهي قاعدة بين يديه فأنشأت تقول:
من يشتري مِني زوجاً خَبا أخبّ من ضبٍّ يداهي ضبا كأنّ منه الحاجِبَ الأزبَّا قنَيْفِذ بقنْفذٍ أدَبّا كأنّ خصْيَيْهِ إذا أكبا فرّوجتان تلقطان حَبا فأجابها ثروان فقال: أوسعتني عرامةً وَسَبا يا ربِّ أركسه لها يا رَبا فاقدر لها أربد مسْلحِبا تخالُ ما استقْدم منه ضبّا وما سواه وَرَلاً مُهْتبا يفرِغ في عرقوبِها المكْرَبا مجاجَ نابين إذا ما أكرَبا في جسمها زايل إربٌ إربا
أخبرني محمد بن يحيى، قال: حدثنا المغيرة بن محمد المهلبي سنة أربع وسبعين ومائتين، قال: حدثنا عبد الله بن محمد التوزي، قال: أنشدني أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري لامرأة من بني عقيل، قال محمد: وغير أبي زيد ينشده لغيرها:
أخبرتني يا قلب أنَّك ذاهل لليلى فذقْ ما كنتَ قبل تقول ومنيتني حتى إذا ما تقطعتْ قوىً من قوىً اعوَلتَ دامَ عويل
وغير التوزي ينشده على الاقواء: أي عويل.
وإن سأل الواشون عنها فقل لهم وذاك عطاء للوشاةِ جزيل ملمُّ بليلى ساعةً ثم إنه لهاجِر ليلى بعدها فمطيل
أخبرنا ابن دريد، قال: أخبرنا أبو الحاتم عن الأصمعي، قال: تزوج رجل من بني عقيل امرأة منهم، فدخل يوماً وهي تمثل بيت عزل فقال لها: ما هذا الذي تتمثلين به، لعلك عاشق؟ قالت: لا، ولكن أبيات حضرتني. فقال: لئن سمعتك إلى مثل هذا لأوجعن ظهرك وبطنك. فأنشأت تقول:
فإنْ تضربُوا ظهري وبطني كليهما فليس لقلبٍ بين جنبيَّ ضارب يقولون: عَزِّ النفسَ عمنْ توده وكيف عزاء النفس والشوق غالب
فطلقها. أخبرني أبو عبد الله الحكيمي، قال: حدثنا أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي، قال: قالت امرأة من بني عقيل كانت نازلة في عكل فهجت قوماً غزوهم أو رجلاً غزاهم.
يا بنَ الدَعي إنهم عكل فقِفْ لتعلمنَّ اليومَ إنْ لم تنصرفْ
إن اللئيمَ والكريمَ مختلِفْ حدثني محمد بن أحمد الكاتب، قال: حدثني أحمد بن أبي خيثمة، قال: أخبرنا مصعب بن عبد الله الزبيري، قال محمد: وحدثنا محمد بن يحيى بن الزبير بن بكار: أن امرأة من بني عقيل كان أهلها مجاورين لبني نمير، وكان لها تربان قد ألفتهما، فلما أراد أهلها الترحل أنشأت تقول:
أتِرْبيَّ من عليا نميرِ بنِ عامرٍ أجدّا البكا أن التفرُّقَ باكِر أتربيَّ عاقتنا نوىً عن نواكم وشِعْب نوىً قد بان لي متشاجِر ألا تريان البرقَ بانَ كأنه دواضِحِ شُعْرٌ تُتقى بالحوافر فما مكثنا دامَ الجمال عليكما بثهلانَ إلا أنْ تزَمَّ الأباعر
وحدثني أبو عبد الله الحكيمي، قال: حدثنا أحمد بن أبي خيثمة، قال: أخبرني مصعب بن عبد الله، قال: جاءني زبير يدعونني من غداة يومنا، فقلت له: اجلس نستمع منك، فأني ذكرت أبيات العقيلية:
أتربيَّ من عليا نمير بن عامرٍ أجدّا البكا أن التفرق باكر
قال: فقال لي زبير: قد ذكرتني هذه أيضاً فراقنا بالبيت الرابع من شعرها:
فما مكثنا دام الجمال عليكما بثهلانَ إلا أنْ ترَدَّ الأباعِر
أخبرني الصولي، قال: حدثنا علي بن الصباح، قال: أنشدنا أبو محلم لهنيدة الخفاجية في ابنها المضاء:
يا رَب من عابَ المضاء أبدا فاحرِمه أمثالَ المضاءِ وَلدا كأنَّ عينيه إذا توَقّدا وأخَذَ المُنصلَ ثم استأسدا عيْنا قطامي من الطير غدا يَنفض عنه بجناحيه الندى
القطامي: الصقر، وهو أحد الجوراح نظراً وأبعده، ومنه قول امرئ القيس:
رمتني بعيني جؤذر وَرَميتها بعيني قطاميٍّ على مرقبٍ عالِ
وجدت بخط حرمي: عن ابن المرزبان لماوية العقيلية في ابن عم لها يقال له كثير وكانت تحبه:
ألمَّ كثير لمةً ثم شمرَتْ به خِلة يطلبن برْقاً يمانيا ألا ليتنا والنفس تصبر بالمنى يمانونَ إذ أضحى كثير يمانيا