→ سورة الحج | مجموع فتاوى ابن تيمية – التفسير فصل في بيان المكي والمدني من السورة ابن تيمية |
تفسير قوله تعالى ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ← |
فصل في بيان المكي والمدني من السورة
وَقاَل الشيخ رَحِمَهُ الله:
[1] فيها مكي ومدني، وليلي ونهاري، وسفري وحضري، وشتائي وصيفي، وتضمنت منازل المسير إلى الله، بحيث لا يكون منزلة ولا قاطع يقطع عنها. ويوجد فيها ذكر القلوب الأربعة: الأعمى والمريض، والقاسى والمخبت الحى المطمئن إلى الله.
وفيها من التوحيد والحِكَم والمواعظ على اختصارها ما هو بَيِّنٌ لمن تَدَبَّرَه، وفيها ذكر الواجبات والمستحبات كلها توحيدًا وصلاة وزكاة وحجًا وصيامًا، قد تضمن ذلك كله قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [2]، فيدخل في قوله: { وَافْعَلُوا الْخَيْرَ } كل واجب ومستحب؛ فخصص في هذه الآية وعمم، ثم قال: { وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِه } [3]، فهذه الآية وما بعدها لم تترك خيرًا إلا جمعته ولا شرًا إلا نفته.
هامش