الرئيسيةبحث

كتاب السنة للخلال/الجزء الثاني


بسم الله الرحمن الرحيم



ذكر خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه

365- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : قيل لأبي عبد الله : قول النبي ﷺ : (يؤم القوم أقرؤهم) ، فلما مرض رسول الله ﷺ قال : (قدموا أبا بكر يصلي بالناس) ، وقد كان في القوم من أقرأ من أبي بكر ؟ فقال أبو عبد الله : إنما أراد الخلافة.

366- أخبرني منصور بن الوليد ، قال : حدثنا علي بن سعيد ، أنه سأل أبا عبد الله عن الإمامة ، من أحق ؟ قال : أقرؤهم ، فإذا استووا فالصلاح عندي ، والله أعلم ، قدم النبي ﷺ أبا بكر يصلي بالناس ، ولم يكن أقرأهم ، وابن مسعود أعلمهم بكتاب الله عز وجل ؟ فقال : هذا يختلف . فقال : من شاء ؟ قال : إنما قدمه من أجل الخلافة ، وهذا موضع تأويل.

367- أخبرني محمد بن علي ، قال : حدثنا الأثرم ، قال : قلت لأبي عبد الله : حديث النبي ﷺ : (قدموا أبا بكر يصلي بالناس) ، هو خلاف حديث أبي مسعود عن النبي ﷺ : (يؤم القوم أقرؤهم) ، فقال : إنما قوله لأبي بكر عندي يصلي بالناس للخلافة ، إنما أراد الخلافة بذلك ، وقد كان لأبي بكر فضل بين على غيره ، وإنما الأمر في القراءة ، فأما أبو بكر ، فإنما أراد به الخلافة ، ثم قال أبو عبد الله : ألا ترى أن سالما مولى أبي حذيفة كان مع خيار أصحاب رسول الله ﷺ ، فكان يؤمهم ؛ لأنه جمع القرآن ، وحديث عمرو بن سلمة أمهم للقرآن.

368- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت هارون بن عبد الله يقول لأبي عبد الله : جاءني كتاب من الرقة أن قوما قالوا : لا تقل : إن أبا بكر خليفة رسول الله استخلفه ؟ فغضب ، وقال : ما اعتراضهم في هذا ، يجفون حتى يتوبوا ، قال له أبو موسى : أليس أبو برزة يقول لأبي بكر : يا خليفة رسول الله ؟ قال : نعم هذا وغيره.

369- أخبرني محمد بن أبي هارون ، ومحمد بن جعفر ، أن أبا الحارث حدثهم في هذه المسألة ، قال أبو عبد الله : يجانبون ، ولا يجالسون ، ويبين أمرهم للناس.

370- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت أبا عبد الله ، يقول : يتكلمون في خلافته ، أو قال : خير البرية بعد النبي ﷺ.

371- أخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي قال : حدثتنا أم عمر ابنة حسان بن زيد ، قال أبي : عجوز صدق ، قالت : حدثني سعيد بن يحيى بن قيس بن عبس ، عن أبيه ، قال : بلغني أن حفصة بنت عمر قالت لرسول الله ﷺ : (إذا أنت مرضت قدمت أبا بكر ؟ قال : لست أنا الذي قدمته ، ولكن الله يقدمه )

372- أخبرني عبد الملك الم‍يموني ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله ، عن التليد بن سليمان ، عن أبي الجحاف ، عن علي ، قال : قام أبو بكر بعدما استخلف بثلاث يقول : من يستقيلني بيعتي فأقيله ؟ فأقول : والله لا يقيلك ولا يستقيلك ، من ذا الذي يؤخرك ، وقد قدمك رسول الله ﷺ ؟

373- أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي قال : سمعت سفيان بن عيينة ، يقول : وأنعما : وأهلا ، يعني حديث النبي ﷺ : إن أبا بكر وعمر منهم وأنعما.

374- أخبرني الحسن بن محمد ، قال : حدثنا أحمد بن أبي عبدة ، قال : قال أحمد : قال ابن عيينة في حديث النبي ﷺ : وأنعما : وأهلا ، قال : رواه عن مالك بن مغول.

375- وأخبرني زكريا بن الفرج ، عن أحمد بن القاسم ، أن أبا عبد الله سأله داود بن عمرو : إن أبا بكر وعمر منهم وأنعما ، ما يعني وأنعما ؟ قال : نعم ، سمعت سفيان بن عيينة يقول : وأنعما : وأهلا.

376- أخبرنا محمد بن إسماعيل الأحمسي ، قال : حدثنا أسباط ، قال : حدثنا عمرو بن قيس ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، قال الأحمسي : قال : قال رسول الله ﷺ : إن أهل الدرجات العلى يراهم من أسفل منهم ، كما يرى الكوكب الطالع في الأفق من آفاق السماء ، وإن أبا بكر وعمر منهما وأنعما.

377- أخبرنا ( . . . ) حدثنا محمد بن داود ، ( . . ) قال : قال رسول الله ﷺ : (أبو بكر وعمر خير أهل السماء ، وخير أهل الأرض ، وخير الأولين ، وخير الآخرين ، إلا النبيين والمرسلين).

378- أخبرني محمد بن عمرو بن مكرم ، قال : حدثنا إبراهيم بن هانئ ، قال : سمعت بشر بن الحارث ، يقول : رفع الخطأ عن أبي بكر ، وعمر.

379- أخبرني عبد الملك ، قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن ابن يخامر ، أن النبي ﷺ قال : (اللهم صل على أبي بكر ؛ فإنه يحبك ويحب رسولك).

380- أخبرنا محمد ، قال : أنبأ وكيع ، عن ابن أبي خالد ، عن قيس ، عن عمرو بن العاص ، قال : قلت : (يا رسول الله ، من أحب الناس إليك ؟ قال : عائشة قال : إنما أعني من الرجال ؟ قال : أبوها).

381- أخبرني عبد الملك الميموني ، قال : حدثنا أبو النضر ، قال : حدثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، قال : سمعت عبد الله بن سلمة ، قال : سمعت عليا ، يقول : ألا أخبركم بخير الناس ، بعد رسول الله ﷺ : أبو بكر ، وبعد أبي بكر عمر.

382- سمعت أحمد بن يحيى النحوي ثعلب سئل عن قوله : أنا جذيلها المحكك ، قال : الخشبة تنصب للإبل تحتك بها ، قلت له : فقوله : وعذيقها المرجب ، قال : يعني النخلة المرجب إذا خيف على النخلة يحوط حولها ، يعني حول العذق ، والعذق : النخلة ، والعذق عذق من أعذاق النخلة ، قلت له : فلم سمى نفسه بهذين ؟ قال : نعم ، يعني أنا جذيلها : أنا أشفي داءكم ، وأنا عذيقها ، قال : يعني أنا كريم الأصل فيكم.

383- أخبرني عبد الملك ، قال : حدثنا شبابة ، قال : حدثنا الفرات ، قال : قلت لميمون بن مهران : أبو بكر كان أول إسلاما أو علي ؟ فقال : والله لقد آمن أبو بكر بالنبي زمن بحيرا الراهب ، واختلف فيما بينه وبين خديجة حتى أنكحها إياه ، وذلك قبل أن يولد علي رحمهما الله.

384- سمعت أحمد بن يحيى النحوي ثعلب ، سئل عن حديث عائشة يوم الجمل : تذكرت أباها قلده وهف الإمامة ، قال : تعني الزلل ، فقيل له : قلده الزلل ؟ قال : قلده ، أي يقوم بالزلل ، وقال : وهف يهف إذا زل.

385- أخبرنا محمد ، قال : أنبأ وكيع ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي حمزة مولى الأنصار ، قال : أول من أسلم مع رسول الله ﷺ علي ، فقال عمرو بن مرة : فأتيت إبراهيم ، فذكرت ذلك له فأنكره ، وقال : أبو بكر رحمهما الله.

ذكر خلافة أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه

386- أخبرنا علي بن حرب ، قال : حدثنا القاسم بن يزيد ، عن المسعودي ، عن القاسم ، عن أبي وائل ، عن عبد الله ، قال : قال النبي ﷺ : (اللهم أيد الإسلام بعمر).

387- أخبرني محمد بن علي ، قال : حدثنا صالح ، أن أباه قال : حديث عائشة أن النبي ﷺ قال : (كان في الأمم محدثون ، فإن يكن في أمتي فعمر بن الخطاب ، كأنه يلهم الشيء من الحق). وقوله : (السكينة تنطق على لسان عمر).

388- أخبرنا محمد بن علي ، قال : حدثنا مهنى ، قال : سألت أحمد ما قوله : سبق رسول الله ﷺ ، وصلى أبو بكر ، وثلث عمر ، هو في سباق الخيل ؟ قال : لا . قلت : في أي شيء هو ؟ قال : في الإسلام.

389- أخبرنا أحمد بن محمد بن حازم ، قال : حدثنا إسحاق ، قال : سئل أحمد ، عن أبي بكر ، وعمر ، فقال : ترحم عليهما ، وتبرأ ممن يبغضها . قال إسحاق بن راهويه كما قال.

390- أخبرنا أحمد بن محمد بن مطر ، قال : حدثنا أبو طالب ، أنه سأل أبا عبد الله عن العمرين ؟ قال عمر بن الخطاب ، وعمر بن العزيز ، رحمهما الله.

391- أخبرنا محمد بن علي السمسار ، قال : حدثنا مهنى ، قال : سألت أبا عبد الله ، قلت : من العمرين ؟ قال : عمر بن الخطاب ، وعمر بن عبد العزيز ، قلت : إن أبا عبيد فيما حدثوني عنه ، قال : العمرين : أبا بكر وعمر ؟ فقال : ما نعرف العمرين إلا عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز.

392- أخبرنا عبد الملك ، قال : أنبأ أبو النضر ، قال : حدثنا سعيد ، عن عمرو بن مرة ، قال : سمعت عبد الله بن سلمة قال ، قال عبد الله : إذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر. 393- وأخبرني عبد الملك ، قال : حدثنا أبو النضر ، قال : حدثنا شعبة ، عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهاب ، عن عبد الله يعني إذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر سمعت ثعلبا النحوي سئل عن قوله : حي هلا بعمر ؟ فقال : يقال : فحي هل ، وحي أهل ، وحي هلا ، قال : ابدؤوا بذكر عمر رحمه الله ، وسمعت إبراهيم الحربي سئل عن قوله حتى ضرب الناس بعطن ؟ قال : يعني الموضع الذي فيه الإبل ، قال : فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه ، قال : عبقر أرض بالحجاز ، وقال : عبقر أرض باليمن يعمل فيها البسط ، يفري فريه ، قال : لم أر أحدا يقدر أن يعمل عمله.

394- أخبرنا الدوري ، قال : حدثنا محمد بن بشر العبدي ، قال : حدثنا مسعر ، عن عبد الملك بن عمير ، عن الصقر بن عبد الله ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : بكت الجن على عمر قبل أن يقتل بثلاث فقالت:

أبعد قتيل بالمدينة أصبحت ... له الأرض تهتز العضاة بأسوق

جزى الله خيرا من أمير وباركت ... يد الله في ذاك الأديم الممزق

قضيت أمورا ثم غادرت بعدها ... بوائق في أكمامها لم تفتق

فما كنت أخشى أن تكون وفاته ... بكفي سبنتى أخضر العين مطرق

فمن يسع أو يركب جناحي نعامة ... ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق.

395- أخبرنا محمد ، قال : أنبأ وكيع ، عن مسعر ، عن بيان بن بشر ، عن قيس بن أبي حازم ، قال : رأى عمر رجلا يشتكي رجليه ، به هذا الداء ، يعني النقرس ، فقال : كذبتك الطهاين ، قال : فبري في العام المقبل ما يشتكي شيئا.

396- أخبرنا محمد ، قال : أنبأ وكيع ، عن أسامة بن زيد ، عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، قال : كان قوم من أهل الكوفة يسعون بسعد إلى عمر ، فقال عمر : لا أبدلنكم حتى ترضون ، ولو هلك حمل من ولد الضأن على شاطئ الفرات ضايعا لخشيت أن يسألني الله عنه.

397- أخبرنا محمد ، قال : حدثنا وكيع ، عن ابن أبي خالد ، عن قيس ، قال : لما قدم عمر الشام استقبله الناس وهو على بعيره ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، لو ركبت برذونا حتى يلقاك عظماء الناس ووجوههم ، قال : فقال عمر : لا أراكم هاهنا ، إنما الأمر من ها هنا ، وأشار بيده إلى السماء ، خلوا سبيل جملي.

398- أخبرنا محمد ، قال : حدثنا وكيع ، عن شيخ من أهل البصرة ، عن معاوية بن قرة ، عن أبيه ، أن عمر ركب برذونا ، فهزه فنزل عنه ، وقال : مطية الشيطان.

399- أخبرنا محمد ، قال : وكيع ، عن سفيان ، عن الشيباني ، عن يسير بن عمرو ، أن عمر ركب برذونا ، فهزه ، فنزل عنه ، وقال : قبح الله من علمك ما أرى.

400- أخبرنا محمد ، قال : حدثنا وكيع ، عن مسعر ، عن أبي صخرة ، عن رجل لم يسميه ، قال : قال عمر : اللهم إني غليظ فليني ، وضعيف فقوني.

401- أخبرنا محمد ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن يحيى بن سعيد ، عن شيخ لهم ، قال : خرج عمر بن الخطاب إلى مكة ، فما ضرب له فسطاط حتى رجع ، وكان يستظل بالنطع.

خلافة عثمان بن عفان أمير المؤمنين رحمه الله

402- أخبرني محمد بن أبي هارون ، أن إسحاق بن إبراهيم بن هاني حدثهم قال : سمعت أبا عبد الله ، يقول : لو لم تسمع من أبي همام إلا حديث عثمان بن عفان رحمه الله كان حسبك ، وكان أبو همام حدثنا ، عن ضمرة بن ربيعة ، عن عبد الله بن شوذب ، عن عبد الله بن القاسم ، عن كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة ، عن عبد الرحمن بن سمرة ، قال : جاء عثمان في جيش العسرة بألف دينار ، فصبها في حجر النبي ﷺ ، فجعل يدخل يده فيها ويقول : (ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم ، ما ضر ابن عفان ما فعل بعد اليوم).

403- أخبرنا أحمد بن عبد الله بن زكريا السليحي ، قال : حدثنا يزيد بن قبيس ، قال : حدثنا ضمرة بن ربيعة الرملي ، عن ابن شوذب ، عن عبد الله بن القاسم ، قال : سمعت مولى عبد الرحمن بن سمرة ، عن عبد الرحمن بن سمرة ، قال : جاء عثمان يوم جهز النبي ﷺ جيش العسرة بألف دينار في ثوبه حتى نثرها في حجر رسول الله ﷺ ، فقال عبد الرحمن : سمعت رسول الله ﷺ وهو يقلب تلك الدنانير ، ويقول : (لا يضر عثمان ما عمل بعد اليوم).

404- أخبرني محمد بن أبي هارون ، ومحمد بن جعفر ، أن أبا الحارث حدثهم قال : قال أبو عبد الله : وهل يقدر أحد أن يطعن على خلافة عثمان ، وما رويت له من السوابق ، وقال عبد الله : ولينا أعلاها ذا فوق.

405- أخبرني محمد بن أبي هارون ، قال : قال حمدان بن علي : سمعت أبا عبد الله ، قال : ما كان في القوم أوكد بيعة من عثمان ، كانت بإجماعهم.

406- أخبرني محمد بن الحسين ، أن الفضل حدثهم : سمع أبا عبد الله ، وذكر نوح بن حبيب ، فقال : إن كان الذي قيل في نوح بن حبيب أنه يقدم عليا على عثمان ، فهذا أيضا بلاء ، أو نحو هذا ، ثم قال : كيف يقدم عليا على عثمان ؟ وهل كانت بيعة أوثق من بيعته ، ولا أصح منها ؟ وخليفة قتل ظلما لم يبهش إليهم بقصبة ، فجعل يقول هذا الكلام وهو مغضب شديد الغضب.

407- أخبرني عبد الملك الميموني ، قال : قال أبو عبد الله : قد أرادوه على ذلك ، يعني في حديث عثمان : فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه.

408- وأخبرني عبد الملك ، قال : سمعت أبا سلمة التبوذكي ، يقول : كان عثمان خيرهم يوم استخلفوه ، وكان يوم قتل خيرا منه يوم استخلفوه ، وكان في جمعه القرآن كأبي بكر في الردة.

409- أخبرني أحمد بن محمد بن منصور ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن نوح ، قال : سمعت محمد بن عيسى ، يقول : قال ابن إدريس : ما كان في القوم أثبت عقدا في الخلافة من عثمان ، كانت خلافته بمشورة ستة من أهل بدر.

410- أخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي قال : قال سفيان : أهل المدينة لما وثبوا على عثمان فقتلوه ، قال لهم سعد : أمعاوية خير عندكم من عثمان ؟ قالوا : لا ، بل عثمان ، قال : فلا تقتلوه ، قالوا : نكله إلى الله . قال : كذبة والله.

411- أخبرني محمد بن الحسين ، أن الفضل حدثهم قال : كتبت إلى أبي عبد الله أسأله عن قول ابن سيرين : كانوا لا يختلفون في الأهلة حتى قتل عثمان ما معناه ؟ فأتاني الجواب : لا أدري ، دعه.

412- أخبرني عبد الملك ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن إسماعيل ، قال : أخبرني قيس ، قال : سمعت سعيد بن زيد ، يقول لقوم حوله : لو أن أحدا انقض فيما فعلتم بابن عفان كان محقوقا بأن ينقض.

413- وذكره يحيى بن جعفر قال : حدثنا إبراهيم بن بكر أبو إسحاق الشيباني ، قال سعيد بن أبي عروبة قال : كان المشيخة الأول إذا مر بهم الرجل قالوا : هذا عثماني يعجبهم ذلك ، قال : فقلت لسعيد : كيف هذا ؟ قال : إنه إذا قدم عثمان لم يبغض عليا.

414- سألت ثعلبا عن حديث إسماعيل ، عن قيس ، قال : قال سعيد بن زيد : لو أن أحدا ارفض فيما صنعتم بابن عفان كان حقيقا أن يرفض ، قال : ارفض بكسر ، وسألت إبراهيم الحربي ؟ فقال : ارفض : يعني تفرق.

415- أخبرنا أحمد بن أبي خيثمة ، قال : حدثنا قطبة بن العلاء بن المنهال ، قال : حدثني أبي قال : قال لي سعيد بن أبي عروبة : والله إني لأروي في عثمان بن عفان ما لا أروي في أبي بكر وعمر ، إني لأروي فيه نحوا من خمسين حديثا ، كلها موجبة.

416- أخبرني الم‍يموني ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبيه ، عن ابن الحنفية ، عن علي ، قال : لو سيرني عثمان إلى ضرار لسمعت وأطعت.

417- أخبرني عبد الملك ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا إسحاق بن سليمان ، قال : حدثنا أبو جعفر ، عن قتادة ، عن الحسن ، أن عثمان بن عفان جاء بدنانير فنثرها في حجر النبي ﷺ ، فجعل النبي يقلبها ، ويقول : (ما على عثمان ما عمل بعد هذا).

418- وأخبرني عبد الملك ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا ابن مهدي ، قال : ثنا معاوية بن صالح ، عن ربيعة بن يزيد ، عن عبد الله بن قيس ، أن النعمان بن بشير حدث ، عن عائشة ، قالت : يا بني ، ألا أحدثك بشيء سمعته من رسول الله ﷺ ؟ قال : قلت : بلى . قالت : (فإني كنت أنا وحفصة يوما من ذاك عند النبي ﷺ فقال : (و كان عندنا رجل يحدثنا فقلت : يا رسول الله ، ألا أبعث لك إلى أبي بكر ؟ فسكت ، ثم قال : لا ثم قال : لو كان عندنا رجل يحدثنا ، فقالت حفصة : ألا أرسل لك إلى عمر ؟ فسكت ، ثم قال : لا ، ثم دعا رجلا فساره بشيء فما كان إلا أن أقبل عثمان ، فأقبل عليه بوجهه وحديثه ، فسمعته يقول : إن الله لعله يقمصك قميصا ، فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه ، ثلاث مرات ، قال : قلت : يا أم المؤمنين ، وأين كنت عن هذا الحديث ، قالت : يا بني ، والله لقد أنسيته حتى ما ظننت أن سمعته.

419- أخبرنا عبد الملك ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله ﷺ في مرضه الذي مات فيه : (وددت أن عندي بعض أصحابي ، قلنا : يا رسول الله ، ألا ندعو لك أبا بكر ؟ فسكت ، قلنا : يا رسول الله ، ألا ندعو لك عمر ؟ فسكت ، قلت : يا رسول الله ، ألا ندعو لك عليا ؟ فسكت ، قلنا : ألا ندعو لك عثمان ؟ قال : بلى قالت : فأرسلنا إلى عثمان ، فجاء ، فخلا به ، فجعل يكلمه ، ووجه عثمان يتغير) ، قال قيس : فحدثني أبو سهلة أن عثمان قال يوم الدار حين حصر : (أن رسول الله ﷺ عهد إلي عهدا ، فأنا صابر عليه) ، قال إسماعيل : قال قيس : فكانوا يرونه ذلك اليوم.

420- أخبرني عبد الملك ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا وكيع ، عن مسعر ، عن عمران بن عمير ، عن كلثوم الخزاعي ، قال : سمعت ابن مسعود يقول : ما أحب أني رميت عثمان بسهم ، وإن لي مثل أحد ذهبا ، قال مسعر : أراه قال : أريد قتله.

421- أخبرني عبد الملك ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن منذر ، عن ابن الحنفية ، قال : كان علي عند أحجار الزيت ، قال : فقيل له : هذا الرجل مقتول ، قال : فذهب فضبطنا ، قال : فقلنا : إن القوم يريدون أن يرتهنوك ، فأخذ عمامة له سوداء فرمى بها إليهم ، ثم قال : اللهم لم أقتل ولم أمال.

422- أخبرني عبد الملك ، قال حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا وهب بن جرير ، قال : حدثني أبي قال : سمعت يعلى بن حكيم يحدث ، عن نافع ، أن ابن عمر قال : ما زال ابن عباس ينهى عن قتل عثمان ويعظم شأنه حتى جعلت ألوم نفسي ، ألا أكون قلت مثل ما قال.

423- أخبرني عبد الملك ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا أبو المغيرة ، قال : حدثنا صفوان ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه : أن رسول الله ﷺ قال لعثمان بن عفان : (إن غشاك الله يوما قميصا ، فأرادك المنافقون أن تخلعه ، فلا تخلعه) . قال أبو عبد الله : قد أرادوه على ذلك ، يعني هذا الحديث.

424- أخبرني عبد الملك ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، أنه سمع أباه يحدث ، أنه سمع عثمان بن عفان ، يقول : هاتان رجلاي ، إن وجدتم في كتاب الله عز وجل أن تضعوهما في القيود فضعوهما.

425- أخبرني عبد الملك ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا أيوب ، عن أبي قلابة ، قال : لما قتل عثمان قام خطباء بإلياء ، فقام من آخرهم رجل من أصحاب النبي ﷺ يقال له مرة بن كعب ، فقال : لولا حديث سمعته من رسول الله ﷺ ما قمت ، إن رسول الله ﷺ ذكر فتنة _ أحسبه قال : فقربها _ الشك من إسماعيل ، فمر رجل مقنع ، فقال : (هذا وأصحابه يومئذ على الحق ، فانطلقت فأخذت بمنكبه ، فأقبلت بوجهه إلى رسول الله ﷺ ، قلت : هذا ؟ قال : نعم قال : وإذا هو عثمان بن عفان).

426- أخبرني عبد الملك ، قال : حدثني ابن حنبل ، قال : حدثنا سويد ، قال : حدثنا حماد ، قال : حدثنا الزبير ، في الحديث عن أبي لبيد ، قال : قام خطيبهم يوم الجمل ينعي على عثمان ، قال : جلد فلان بن فلان خمسة أسواط ، وما استطاع أن يقول عشرة أسواط.

427- أخبرنا عبد الملك ، قال : حدثنا حنبل ، قال : حدثنا مؤمل ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، قال : حدثنا أيوب ، عن أبي قلابة ، أن رجلا من أصحاب أنس يقال له ثمامة ، فذكر الحديث.

428- أخبرني عبد الملك ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا هشيم ، عن منصور ، عن ابن سيرين ، قال : قالت نايلة بنت الفرافصة : أن تقتلوه ، أو تدعوه ، فقد كان يحيي الليل في ركعة يجمع فيها القرآن ، يعني عثمان.

429- أخبرني عبد الملك ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا وكيع قال : حدثنا مسعر ، وأخبرنا الأحمسي ، قال : حدثنا وكيع ، عن مسعر ، عن عبد الملك بن ميسرة ، عن النزال بن سبرة ، قال : سمعت عثمان ، يقول : أنا أتوب إلى الله إن كنت ظلمت ، أو إن كنت ظلمت.

430- أخبرنا عبد الملك ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا عبد الله بن إدريس ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن عبد الله بن عامر ، قال يوم الدار : يعني عثمان : إن أعظمهم عني غناء رجل كف يده وسلاحه.

431- أخبرني عبد الملك ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا عبد الله بن إدريس ، عن هشام ، عن ابن سيرين ، قال : جاء زيد إلى عثمان فقال : قد جاءني الأنصار ، وهم يقولون : نحن أنصار الله مرتين ، فقال : أما القتال فلا.

432- أخبرني عبد الملك ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا ابن عون ، عن محمد ، قال : كان مع عثمان في الدار يومئذ سبعمائة ، لو يدعوهم لضربوهم إن شاء الله حتى يخرجهم من أقطارها ، ولكن ، منهم ابن عمر ، والحسن بن علي ، وابن الزبير.

433- أخبرني عبد الملك ، قال : حدثنا ابن حنبل ، حدثنا إسماعيل ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، أن ثمامة بن حزن ، رجل من قريش كان على صنعاء ، فلما جاءه قتل عثمان بكى فأطال البكاء ، فلما أفاق قال : اليوم انتزعت النبوة ، قال أيوب إذ قال : خلافة النبوة من أمة محمد ﷺ ، وصارت ملكا وجبرية ، فمن غلب على شيء أكله.

434- أخبرني عبد الملك ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا ابن عون ، عن عمران الخياط ، عن أبي سليمان زيد بن وهب قال : أنا لمع حذيفة في هذا المسجد ، قال : وذاك حين استنفر علي الناس وهو بذي قار ، فذكر حديثا فيه طول ، قال : ثم تكلم حذيفة كلمة ضعيفة فقال : أرأيتم يوم الدار أسرا ، كانت فتنة على المسلمين عامة ، فقال الأعرابي : وما فينا حي يومئذ غيره ، أي دار ؟ أي دار ؟ فقال حذيفة : دار عثمان بن عفان . فقال : سبحان الله ، سبحان الله ، خليفة الله ، وقتلوه مظلوما ، قال : فإنها كانت أول الفتن ، وآخرها فتنة المسيح.

435- أخبرني عبد الملك ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا عبد الله ، عن حمير ، عن سعيد بن عبيد : أن أبا عبد الرحمن كان يظلم قتلة عثمان.

436- حدثنا عبد الملك ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا وكيع ، عن فطر ، عن زيد بن علي ، قال : كان زيد يوم الدار يبكي على عثمان.

437- أخبرني عبد الملك ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : زعم ليث ، عن طاووس ، قال : قال عبد الله بن سلام : إن عثمان يحكم يوم القيامة في القاتل والخاذل.

438- أخبرني عبد الملك ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : قال أبو موسى : إن قتل عثمان لو كان هدى لاحتلبت به الأمة لبنا ، ولكنه كان ضلالة ، فاحتلبت به الأمة دما.

439- أخبرني عبد الملك ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، قال : قال ابن سلام : لا تقتلوا عثمان ، فوالله لئن قتلتموه لا تصلوا جميعا أبدا.

440- أخبرنا الدوري ، قال : سمعت يحيى بن معين ، يقول : قال رجل لطاوس : ما رأيت أجرأ على الله من فلان ، فقال : لم ير قاتل عثمان.

441- أخبرنا محمد ، قال : أنبأ وكيع ، عن الأعمش ، عن ثابت بن عبيد الأنصاري ، عن أبي جعفر الأنصاري ، قال : رأيت عليا محتني بسيفه وهو جالس ، قال علي : ما صنع بالرجل ؟ قلت : قتل ، قال : تبا لكم سائر الدهر.

442- أخبرنا علي بن حرب ، قال : حدثنا هشام بن علي ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن أبي ليلى الكندي ، قال : رأيت عثمان رحمه الله أشرف على الناس يوم الدار ، فقال : يا قوم ، لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح ، أو قوم هود أو قوم صالح ، يا قوم ، لا تقتلوني ، يا قوم ، إن تقتلوني تكونوا هكذا ، وشبك بين أصابعه.

443- أخبرنا عبد الملك ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا أيوب ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن عبد الله بن الزبير ، قال : قلت لعثمان : يا أمير المؤمنين ، إن معك في الدار عصابة ينصر الله عز وجل بأقل منهم ، فأذن فنقاتل ، فقال : أذكر الله رجلا ، أو قال : أنشد الله رجلا أهراق في دمه ، قال أيوب : أو قال : أهراق في دما.

444- أخبرنا عبد الملك ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا وهب بن جرير ، قال : حدثنا أبي قال : سمعت يعلى بن حكيم يحدث ، عن نافع ، أن ابن عمر قال : ما زال ابن عباس ينهى عن قتل عثمان ويعظم شأنه ، حتى جعلت ألوم نفسي أن لا أكون قلت مثل ما قال.

445- أخبرني عبد الملك ، قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن ابن يخامر ، أن النبي ﷺ قال : اللهم صل على عثمان فإنه يحبك ، ويحب رسولك.

446- أخبرنا الدوري ، قال : حدثنا أبو عاصم النبيل ، قال : أنبأ عثمان بن مرة ، عن أمه ، قالت : سمعت الجن تنوح على عثمان رحمه الله ، فقالت:

ليلة الحصبة إذ يرمون ... بالصخر الصلاب

ثم جاؤوا بكرة ينعون ... صقرا كالشهاب

زينهم في الحي ... والمجلس فكاك الرقاب.

447- أخبرنا محمد بن إسماعيل الأحمسي ، قال : أنبأ وكيع ، عن أبيه ، عن قيس بن مسلم الجدلي ، عن أم الحجاج الجدلية ، قالت : كنت

عند عائشة رحمهما الله في سرادقها في قبة لها حمراء ، فجاء الأشتر فقال : يا أم المؤمنين ، ما تقولين في قتل هذا الرجل عثمان ، قال : فتكلمت امرأة شديدة الصوت ، فقالت : معاذ الله أن آمر بسفك دماء المسلمين ، واستحلال حرماتهم ، وهتك حجابهم . فقال لها الأشتر : كتبتن إلينا تأمرننا ، حتى إذا قامت الحرب على ساق أنشأتن تنهيننا ، قال وكيع : قال أبي : وزاد فيه الأعمش : فحلفت عائشة يومئذ بيمين لم يحلف بها أحد قبلها ولا بعدها ، فقالت : لا والذي آمن به المؤمنون ، وكفر به الكافرون ، ما كتبت إليهم بسوداء في بيضاء في أمر عثمان إلى يومي هذا.

قال أبو بكر الخلال : صدقت أم المؤمنين رضوان الله عليها ، المبرأة من عند الله عز وجل.

خلافة أبي الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه

448- أخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا أبو محمد الهلالي سفيان بن عيينة ، عن ابن إسحاق ، قال : قال المخزومي : قلت لجدتي أسماء : ما لي أرى عليا يجالسه الأكابر من أصحاب رسول الله ﷺ ؟ قالت : يا بني ، وكم لعلي من ضرس قاطع ، فذكرت له القرابة ، والقدم في الإسلام ، والبذل للماعون والسماحة والصهر وأشياء.

449- أخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي يعني ختن سلمة قال : حدثنا سلمة بن الفضل ، قال : حدثني محمد بن إسحاق ، عن عبد الرحمن بن الحارث ، عن خالد بن سلمة ، عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص ، قال : قلت لعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة : ألا تخبرني عن أبي بكر ، وعلي بن أبي طالب ؟ قال : إن أبا بكر رحمه الله كانت له السن والسابقة مع رسول الله ﷺ ، توفي رسول الله ﷺ وهو ابن ستين سنة ، وعلي ابن أربع وثلاثين سنة . قلت : الناس صاغية إلى علي قال : أي ابن أخي ، كان له والله ما شاء ، من ضرس قاطع ، السطة في النسب ، وقرابته من رسول الله ، ومصاهرته ، والمسابقة في الإسلام ، والعلم بالقرآن ، والفقه في السنة ، والنجدة في الحرب ، والجود في الماعون ، وكان له والله ما شاء من ضرس قاطع.

450- أخبرنا محمد ، قال : أنبأ وكيع ، عن علي بن صالح ، عن أبيه ، عن سعيد بن عمرو القرشي ، قال : قلت لعبد الله بن عياش الزرقي : أخبرني عن هذا الرجل ، علي بن أبي طالب ، فإنا قوم لنا أخطار ، ولنا أحساب ، ونحن نكره أن نقول كما يقول هؤلاء . قال : فقال : علي إذا قرع قرع إلى ضرس حديد . قلت : وما ضرس الحديد ؟ قال : قراءة القرآن ، وفقه في الدين ، وشجاعة ، وسماحة.

451- أخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثنا محمد بن يزيد ، قال : حدثنا يحيى بن يمان ، قال : حدثنا سفيان ، عن جحدر ، قال أبو عبد الرحمن : فقال ابن حرعة ، عن عطاء ، قال : سمعت عائشة ، رضي الله عنها تقول : علي أعلم الناس بالسنة.

452- وأخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثنا داود بن عمرو الضبي ، وانتخبه أبي عليه ، قال : حدثنا علي بن هاشم ، قال : حدثنا أبو الجحاف ، عن معاوية بن ثعلبة ، قال : جاء رجل أبا ذر وهو في مسجد الرسول ، فقال : يا أبا ذر ، ألا تخبرني بأحب الناس إليك ، فإني أعرف أن أحبهم إليك أحبهم إلى رسول الله ؟ قال : إي ورب الكعبة ، إن أحبهم إلي أحبهم إلى رسول الله ﷺ ، وهو ذاك الشيخ ، وأشار بيده إلى علي ، وهو يصلي أمامه.

453- أخبرني محمد بن أبي هارون ، أن إسحاق بن إبراهيم حدثهم قال : قرأت على أبي عبد الله محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة ، عن المغيرة ، عن إبراهيم ، أنه كان يحدث أن عليا سئل عن امرأة افتضت جارية كانت في حجر زوجها خشية أن يتزوجها ، وقالت : إنها قد زنت ، فقال : قل يا حسن ، قال : عليها الصداق والحد . قال علي : لو كلفت إبلا طحنا لطحنت . قال : فسمعت أبا عبد الله يقول : زعموا أنه منذ تكلم به علي كلفت الإبل الطحن منذ يومئذ.

454- قرئ على عبد الله بن أحمد وأنا أسمع ، عن أبيه ، قال : حدثني عبد الصمد ، قال : حدثنا أبو هلال ، قال : حدثنا قتادة ، أن رجلا قال لأبي السوار : أدخلك الله مدخل علي . قال : أنت تحس ولا تشعر.

455- أخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا سليمان بن داود ، قال : حدثنا شعبة ، عن منصور بن عبد الرحمن الغداني ، قال : سمعت الشعبي ، قال : أدركت أكثر من خمسمائة من أصحاب النبي ﷺ ، قالوا : إن عثمان ، وعليا ، وطلحة ، والزبير في الجنة.

456- أخبرني محمد بن أبي هارون ، أن إسحاق حدثهم أن أباه قال لأبي عبد الله في أحاديث جاءت عن علي في الفضائل ، فقال : على ما جاءت ، لا نقول في أصحاب محمد ﷺ إلا خيرا.

457- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سئل أبو عبد الله عن الرجل يقول للرجل : أنت مولى النبي ﷺ ، فأيش نقول ؟ قال : دعها.

458- وأخبرني زكريا بن يحيى ، أن أبا طالب حدثهم ، أنه سأل أبا عبد الله عن قول النبي ﷺ لعلي : (من كنت مولاه فعلي مولاه) ، ما وجهه ؟ قال : لا تكلم في هذا ، دع الحديث كما جاء.

459- أخبرني محمد بن أبي هارون ، أن مثنى حدثهم ، أنه سأل أبا عبد الله قال : قلت : ما تقول في رجل يقول للرجل : أنت مولى النبي ﷺ ، فإيش تقول ؟ قال : دعها.

460- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سألت أبا عبد الله عن قول النبي ﷺ لعلي : (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) ، أيش تفسيره ؟ قال : اسكت عن هذا ، لا تسأل عن ذا ، الخبر كما جاء.

461- وأخبرنا أحمد بن محمد بن مطر ، أن أبا طالب حدثهم قال : سألت أبا عبد الله عن قول النبي ﷺ لعلي : (من كنت مولاه فعلي مولاه) ، ما وجهه ؟ قال : لا تكلم في هذا ، دع الحديث كما جاء.

462- أخبرنا محمد بن سليمان الحضرمي ، قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا الحارث بن منصور ، قال : سألت الحسن بن صالح عن قوله : (من كنت مولاه فعلي مولاه) ، قال : في الدين.

463- أخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبو الحسن العقيلي ، قال : كنت آتي أبا عبد الله فيقبل علي ويلقاني لقاء جميلا ، فأتيته يوما فأنكرت لقاءه ، فقلت في نفسي قد دهيت سبعت عنده ، فقلت : يا أبا عبد الله ، بلغك عني شيء ، فقد أنكرت لقاءك اليوم ، فقال : وأومأ إلى شاب ناحية تحت درجة المسجد ، فقال : أخبرني ذاك ، وكان من أهل اليمامة ، أنك سببت ، أو ذكرت بعض الصحابة ، فقلت : لا والله ما سببت أحدا من الصحابة قط ، ولا ذكرت أحدا منهم بسوء ، ولكن سمعت هذا ذكر عليا ومعاوية فسوى بينهما ، أراه قال : فرددت عليه ، فقال : قد بين الله عز وجل هذا في كتابه ، ثم قال : قد قبلت منك ، ولا تعد تكلم في هذا.

464- أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني ، قال : قلت لإسحاق يعني ابن راهويه : قول النبي ﷺ لعلي : (أنت عونا لي على عقر حوضي) ، قال : هو في الدنيا ، يذود عنه ، ويدعو إليه ، ويبين لهم ، ونحو ذلك من الكلام ، إلا أنه في الدنيا.

465- أحمد بن الفرج أبو عتبة الحمصي قال : حدثنا جعفر بن عون ، قال : حدثنا الفضل بن مرزوق ، قال : سمعت الحسن بن حسن وسأله رجل : ألم يقل رسول الله ﷺ : (من كنت مولاه فإن عليا مولاه) ، قال : بلى ، أما والله لو يعني بذلك رسول الله ﷺ الإمارة والسلطان لأفصح لهم ، وما كان أحد أنصح للمسلمين من رسول الله ﷺ ، لقال لهم : أيها الناس ، إن هذا ولي أمركم ، والقائم لكم من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا ، والله ما كان وراء هذا شيء ، والله إن كان الله ورسوله اختارا عليا لهذا الأمر والقيام للمسلمين به من بعده ، ثم ترك علي ما اختار الله له ورسوله أن يقوم به حتى يعذر فيه إلى المسلمين إن كان أحد أعظم ذنبا ولا خطية من علي إذ ترك ما اختار الله له ورسوله حتى يقوم فيه كما أمره الله ورسوله.

466- أخبرنا العباس بن محمد الدوري ، قال : حدثنا يحيى بن معين ، قال : حدثنا غندر ، قال : حدثنا شعبة ، قال : سمعت أبا إسحاق يحدث ، أنه سمع معدي كرب يحدث ، أن عليا مر على قوم مجتمعين ورجل يحدثهم ، فقال : من هذا ؟ قالوا : الحسن ، فقال : طحن إبل لم تعود طحنا.

467- أخبرنا محمد ، قال : أنبأ وكيع ، عن سفيان ، عن مجمع التيمي ، عن شيخ لهم قال : رأيت عليا خرج بسيفه إلى السوق ، فقال : من يشتريه مني ، أما والله لو كان عندي ثمن إزار ما بعته.

468- أخبرنا الدوري ، قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثنا القاسم بن مالك ، عن إسماعيل بن سميع ، عن أبي رزين ، قال : إن أفضل ثوب رأيته على علي لقميص من قهز وبردين فطرس.

469- أخبرنا محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا جعفر بن عون ، عن مسعر ، عن ابن جحادة ، عن أبي سعيد ، قال : كان علي إذا أتى السوق فيقول : يا أهل السوق ، اتقوا الله ، إياكم والحلف ، فإن الحلف ينفق السلعة ويمحو البركة ، وإن التاجر فاجر ، إلا من أخذ الحق ، وأعطى الحق ، والسلام عليكم ، ثم ينصرف ، ثم يعود إليهم فيقول لهم مثل مقالته ، قال : فإذا جاء إليهم يقولون : قد جاء البوذشكم ، أيش يعنون بذاك ؟ قال : فجاء إلى سريته فقال : إني إذا جئت أهل السوق يقولون : قد جاء بوذشكم أيش يعنون بذاك ؟ قالت : يقولون : عظيم البطن ، قال : أسفله طعام ، وأعلاه علم.

470- أخبرنا هارون بن زياد ، قال : حدثنا ابن أبي عمر ، قال : حدثنا سفيان ، عن مسعر ، عن عقبة ، قال : كان علي يأتينا في السوق فيقولون إذا اطلع : قد جاءكم بوذشكم ، يعنون عظيم البطن ، فيقول لهم : إن أسفله شحم ، وإن أعلاه علم.

471- أخبرنا محمد ، قال : أنبأ وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن حبيشي ، قال : خطبنا الحسن بن علي بعد موت علي رحمه الله فقال : لقد فارقكم بالأمس رجل لم يسبقه الأولون بعلم ، ولم يدركه الآخرون ، كان رسول الله ﷺ يعطيه الراية ، فلا ينصرف حتى يفتح الله له ، ما ترك صفراء ولا بيضاء ، إلا سبعمائة درهم من عطائه ، كان يرصد بها خادما لأهله.

472- أخبرنا محمد ، قال : أنبأ وكيع ، عن معاذ بن العلاء أبي غسان ، عن أبيه ، عن جده ، قال : خطبنا علي بالكوفة وعليه نعلان وسراويل وعمامة ، وفي يده قارورة ، فقال : ما أصبت بها منذ دخلتها غير هذه القارورة ، أهداها لي دهيقان.

473- أخبرنا محمد ، قال : أنا وكيع ، عن مسعر ، عن أبي بحر ، عن شيخ لهم ، قال : رأيت في ثوب علي دارهم مصرورة ، فقال : هذه بقية نفقتنا من ينبع ، وعليه إزار غليظ ، قال : اشتريته بخمسة دراهم. الشهادة للعشرة بالجنة ، رضي الله عنهم.

474- أخبرني محمد بن الحسن بن هارون ، قال : سألت أبا عبد الله عن الشهادة للعشرة ، قال : نعم ، أشهد للعشرة بالجنة.

475- وأخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت أبا عبد الله ، يقول : حجتنا في الشهادة للعشرة أنهم في الجنة حديث طارق بن شهاب : قرأ عليه محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة ، عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهاب قال : لما صالح أبو بكر أهل الردة قال : صالحهم على حرب مجلية أو سلم مخزية . قال : قالوا : قد عرفنا الحرب المجلية ، فما السلم المخزية ؟ قال : أن تشهدوا أن قتلانا في الجنة وأن قتلاكم في النار ، فذكر الحديث.

476- وأخبرنا عبد الله بن أحمد ، عن أبيه ، في هذه المسألة قال : فلم يرض منهم إلا بالشهادة ، وفي حديث وفد بزاخة ، وليس بين الشهادة والقول فرق.

477- أخبرنا محمد بن أبي هارون ، أن إسحاق حدثهم قال : سألت أبا عبد الله عن الشهادة للعشرة المبشرين بالجنة ، فقال : أليس قال أبو بكر لأهل الردة : لا ، حتى تشهدوا أن قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار ، فقد كان أصحاب أبي بكر أكثر من عشرة.

478- وأخبرنا الحسن بن عبد الوهاب ، قال : حدثنا أبو بكر بن حماد المقري ، أنه سأل أبا عبد الله في هذه المسألة ، قال : تفرق بين العلم وبين الشهادة ؟ قال : لا ، إذا قلت أعلم فأنا أشهد ، قال الله : {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون} وقال : {وما شهدنا إلا بما علمنا}.

479- وأخبرني عبد الملك بن عبد الحميد ، أنه قال لأبي عبد الله : أليس تشهد لعشرة من قريش في الجنة ؟ قال : أقول : عشرة من قريش في الجنة ، قال : هؤلاء يستطيعون الشهادة ، وهل معنى القول والشهادة إلا واحد ، قلت : ما تقول أني أشهد ؟ قال : اشهد.

480- وأخبرني أحمد بن محمد بن مطر ، وأبو يحيى ، أن أبا طالب حدثهم في هذه المسألة ، قال : العلم الشهادة ؟ فقال أبو عبد الله : نعم ، إذا علم أنه فلان ابن فلان ، وعبد فلان ، ودار فلان ولا يعلم غيره ، وكذلك تشهد أن العشرة في الجنة ، قال : والرجل يشهد دار فلان ، وعبد فلان ، وابن فلان ، هذا كله بالمعرفة وعلمه بالشيء.

481- وأخبرنا أبو بكر المروذي ، في هذه المسألة قال : قلت لأبي عبد الله : أشهد أن فلانة امرأة فلان ، وأنا لم أشهد النكاح ؟ قال : نعم ، إذا كان الشيء مستفيضا فاشهد به ، وأشهد أن دار بختان هي لبختان ولم يشهدني ؟ قال : هذا أمر قد استفاض ، اشهد بها له . قال أبو بكر : وأظن أني سمعته يقول : هذا كمن يقول : إن فاطمة بنت رسول الله ﷺ : ولا أشهد إنها بنت رسول الله ﷺ ، أما طارق بن شهاب يقول ، عن أبي بكر : إنه قال لهم : تشهدون أن قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار وما رضي ، يعني أبا بكر حتى شهدوا . قال أبو عبد الله : وهذا أثبت وأصح ما روي في الشهادة.

482- أخبرنا أحمد بن محمد بن مطر ، وزكريا بن يحيى ، أن أبا طالب حدثهم في هذه المسألة ، قال : وقال عمر : قتلانا في الجنة ، أحياء يرزقون ، لا دية لهم ، وقتلاهم في النار يعذبون فقد شهد لهم ، ونحن نشهد لهم.

483- وأخبرنا أبو بكر المروذي ، في هذه المسألة قال : قلت لأبي عبد الله : إن ابن الهيثم المقرئ قد حكي عنه أنه قال : لا أشهد للعشرة أنهم في الجنة ، قال : لم يذاكرني بشيء ، قلت له : فلا يجانب صاحب هذه المقالة ؟ قال : قد جفاه قوم ، وقد لقي أذى . وقال محمد بن يحيى الكحال في هذه المسألة : سألت أبا عبد الله عمن لا يشهد لأبي بكر وعمر وعثمان بالجنة ، فقال : هذا قول سوء ، وقد كان عندي منذ أيام من هو ذا يخبر عنه بهذا ، ولو علمت لجفوته ، قلت له : ابن الهيثم ؟ قال : نعم ، قد أخبروني أنه وضع في هذا كتابا ، وقال : والله ما رضي أبو بكر الصديق من أهل الردة حتى شهدوا أن قتلانا في الجنة ، وقتلاهم في النار ، ثم رجعت إلى مسألة المروذي ، قلت : إن ابن الدورقي أحمد قال لي : إنه ناظرك على باب إسماعيل فقمت تجر ثوبك مغضبا ؟ قال : لا أدري.

484- أخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : قال أبي : اختلفنا فيها على باب إسماعيل بن علية فقال : أظنه أسود بن سالم : لم خلاف بهذا ، وقلنا نحن بالشهادة.

485- وأخبرنا محمد بن علي ، قال : حدثنا أبو بكر الأثرم ، قال : سمعت أبا عبد الله ونحن على باب عفان ، فذكروا الشهادة للذين جاء عن النبي ﷺ أنهم في الجنة ، فقال أبو عبد الله : نعم نشهد ، وغلظ القول على من لم يشهد ، واحتج بأشياء كثيرة ، واحتج عليه بأشياء فغضب حتى قال : صبيان نحن ليس نعرف هذه الأحاديث ، واحتج عليه بقول عبد الرحمن بن مهدي ، فقال ، عبد الرحمن بن مهدي من هو ؟ أي مع هذه الأحاديث.

486- وأخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : قال أبو عبد الله في المسألة وقوم يحتجون بابن الحنفية ، قال : لا أشهد لأحد ، ويحتجون بالأوزاعي قال أبو عبد الله : واحتججت عليهم بحديث ابن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس أن النبي ﷺ قال : (اسكن ، فما عليك إلا نبي ، وصديق ، وشهيد) ، واحتججت بحديث أبي عثمان ، عن أبي موسى : (افتح الباب ، وبشره بالجنة).

487- وأخبرني محمد بن أبي هارون ، أن أبا الحارث حدثهم ، فأخبرنا عبد الله بن أحمد ، جميعا في هذه المسألة ، قال أبو عبد الله : واحتججت عليهم ، قال : وحديث جابر أن النبي ﷺ قال : (دخلت الجنة فرأيت قصرا ، فقلت : لمن هذا ؟ قالوا : لعمر).

488- حدثنا ابن عيينة ، عن عمرو ، وابن المنكدر ، سمعا جابرا ، ورواه حميد ، عن أنس ، عن النبي ﷺ نحوه ، والزهري ، عن سعيد ، عن أبي هريرة ، عن النبي ﷺ . ورواه صالح بن كيسان أو غيره . وما يروى عن النبي ﷺ ، (أن أبا بكر استأذن ، فقال : ائذن له ، وبشره بالجنة) ، لأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، فيكون بشره ألا وروى أنس وسهل بن سعد عن النبي ﷺ في أحد : (اسكن ، فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان).

489- وأخبرنا أبو بكر المروذي ، في هذه المسألة أنه قال لأبي عبد الله : قال ابن الدورقي في حديث عبد الله بن ظالم شيء ، قال أبو عبد الله : قال لكم : لا أقول إنهم في الجنة ولا نشهد ؟ هذا كلام سوء ، قال أبو عبد الله : علي بن المديني قدم إلى ها هنا ، وأظهر هذا القول ، وتابعه قوم على ذا ، فأنكرنا ذلك عليهم ، وتابعني أبو خيثمة ، وقلنا : نشهد.

490- وأخبرنا محمد بن علي أبو بكر ، أن يعقوب بن بختان حدثهم في هذه المسألة ، قال أبو عبد الله : وقال النبي ﷺ : (أشهد على عشرة من قريش أنهم في الجنة) ، فقيل له : إن رجلا يقول : هم في الجنة ولا أشهد ، فقال : هذا رجل جاهل ، أيش الشهادة إلا القول.

491- وأخبرنا أحمد بن محمد بن مطر ، وأبو يحيى أن أبا طالب حدثهم في هذه المسألة ، قال : حدثنا أبو عبد الله ، قال : حدثنا إسماعيل ، عن سعيد ، عن قتادة ، قال : قال سعيد بن المسيب : لو شهدت لأحد حي لشهدت لعبد الله بن عمر . هذا يدلك أنه يشهد بذلك أنه في الجنة ، ولا يشهد للحي ؛ لأنه لا يدري ما يحدث.

492- وأخبرني حمزة ، قال : حدثنا حنبل ، قال : حدثني أبو عبد الله ، قال : حدثنا إسماعيل ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، قال : سمعت سعيد بن المسيب ، يقول : لو شهدت لأحد حي أنه من أهل الجنة لشهدت لعبد الله بن عمر ، فرأيت أبا عبد الله يستحسنه قال : لأحد حي ، لأحد حي ، يردد الكلام ، ويعجبه ذلك.

493- وأخبرني محمد بن أبي هارون ، أن إسحاق بن إبراهيم حدثهم في هذه المسألة ، قال أبو عبد الله : فما قال ابن المسيب : لأحد حي ، إلا ويعلمك أن من قد مات قد يشهد له بالجنة.

494- أخبرني محمد بن أبي هارون ، أن أبا الحارث حدثهم قال : كتبت إلى أبي عبد الله أسأله ، وأخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : سألت أبي عن الشهادة لأبي بكر وعمر ، هما في الجنة ؟ قال : نعم ، واذهب إلى حديث سعيد بن زيد أنه قال : اشهد أن النبي ﷺ في الجنة.

495- وأخبرنا محمد بن علي ، والحسن بن عبد الوهاب ، أن محمد بن أبي حرب حدثهم قال : قال أبو عبد الله : وسعيد بن زيد في بعض حديثه يقول : أشهد . ثم رجعت إلى مسألة عبد الله وأبي الحارث ، قال عبد الله : قال أبي : وكذلك أصحاب النبي ﷺ التسعة ، والنبي ﷺ عاشرهم ، وقال الله تبارك وتعالى : {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ، رضي الله عنهم ورضوا عنه ، وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار ، خالدين فيها} ، {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم} الآية.

496- وأخبرنا أحمد بن محمد بن مطر ، وزكريا بن يحيى ، أن أبا طالب حدثهم في هذه المسألة ، قال أبو عبد الله : {ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار} وقال : {والسابقون السابقون ، أولئك المقربون ، في جنات النعيم} .

497- وأخبرني أبو بكر محمد بن علي ، أن يعقوب بن بختان حدثهم في هذه المسألة وقال : {رضي الله عنهم ورضوا عنه} ، ويروي عن النبي ﷺ : (أهل الجنة عشرون ومئة صف ، أمتي منها ثمانون) . فإذا لم يكن أبو بكر وعمر رحمهما الله منهم فمن منهم ؟ ثم رجعت إلى مسألة عبد الله وأبي الحارث ، قال عبد الله : قلت لأبي : فإن قال : أنا أقول : إن أبا بكر وعمر في الجنة ، ولا أشهد ؟ قال : يقال له : هذا الذي تقول حق ؟ فإن قال : نعم ، فيقال له : ألا تشهد على الحق ، والشهادة هي القول ، ولا يشهد حتى يقول ، وإذا قال شهد ، وقال النبي ﷺ : (أهل الجنة عشرون ومئة صف ، ثمانون منها من أمتي) فإذا لم يكن أصحاب رسول الله ﷺ منهم فمن يكون ؟.

498- وأخبرنا أحمد بن محمد بن مطر ، وزكريا بن يحيى ، أن أبا طالب حدثهم في هذه المسألة ، قال أبو عبد الله : وأشهد أن أبا لهب ، في النار ، هم لا يقولون أبو لهب في النار ، ليس في أبي لهب حديث أنه في النار ، هو في الكتاب ، ونحن نشهد أن أبا لهب وأبا جهل في النار.

499- وأخبرني محمد بن أبي هارون ، قال : حدثنا مثنى الأنباري ، أنه قال لأبي عبد الله : وهل ترى أن تشهد لغير هؤلاء ممن شهد له النبي ﷺ ؟ قال : نعم ، كل من شهد له النبي ﷺ يشهد له ، واحتج بحديث معاذ أنه قال : والله ، أشهد أن عمر حبي أنه من أهل الجنة.

500- وأخبرنا أحمد بن محمد بن حازم ، قال : حدثنا إسحاق ، أنه قال لأبي عبد الله : قلت : سأل سعيد بن زيد ابن مسعود : قبض النبي ﷺ فأين هو ؟ قال : لا أدري ، ما هذا الحديث ؟.

501- وأخبرنا محمد بن علي ، قال : حدثنا صالح ، أنه قال لأبيه : قول سعيد بن زيد لابن مسعود : قبض النبي ﷺ فأين هو ؟ والأحاديث عنه في العشرة ما قد علمت ؟ قال : هذا يروى عن أبي عبيدة أن ابن مسعود قال هذا القول ، والذي يروى عن سعيد بن زيد في العشرة أحب إلي.

502- أخبرنا الدوري ، قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن ابن المبارك ، عن معمر ، عن عبد الكريم الجزري ، عن أبي عبيدة ، قال : سأل سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل : عبد الله ، مات رسول الله ﷺ فأين هو ؟ قال : في الجنة ، قال : فأبو بكر ؟ قال : الأواه عند كل خير يبتغى ، قال : فعمر ؟ قال : إذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر.

503- أخبرنا العباس بن محمد الدوري ، قال : سمعت سليمان بن حرب الواشحي ، يقول : خير هذه الأمة أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم يسكت ، ثم يقول : علي ، وطلحة ، والزبير ، وسعد ، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة ، كما قال النبي ﷺ.

504- وأخبرني عبد الله بن محمد بن عبد الحميد ، قال : حدثنا بكر بن محمد بن الحكم ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله : أنه سأله عن الرجل يقول : أشهد أن أبا بكر ، في الجنة ، وأشهد أن عمر في الجنة ، أو يقول : أشهد أن عثمان في الجنة ، أو علي في الجنة ؟ قال : لا بأس به ، إذا قال رسول الله ﷺ قولا فأنا أشهد عليه قال : وفي حديث زائدة قال : حدثنا معاوية بن عمرو ، عن زائدة ، عن حصين ، عن هلال في حديث سعيد بن زيد ، قال : أشهد أن عليا في الجنة . قال : حدثنا علي بن عاصم ، عن حصين أيضا قال : أشهد أن عليا في الجنة.

505- وأخبرني محمد بن علي ، والحسن بن عبد الوهاب ، أن محمد بن أبي حرب حدثهم قال : سألت أبا عبد الله في دهليزه عن الشهادة للعشرة ؟ فقال : نحن نشهد ، أبو بكر يقول : تشهدون أن قتلانا في الجنة ، وكانوا خلقا كثيرا ، وسعيد بن زيد في بعض حديثه يقول : أشهد ، وسعيد بن المسيب يقول : لو شهدت لأحد حي لشهدت لابن عمر ، قلت : فمن لم يشهد يهجر ؟ قال : يقول : ماذا ؟ قلت : يقول كما قال رسول الله ﷺ : ولا أشهد ، فسكت.

506- وأخبرني محمد بن أبي هارون ، أن مثنى الأنباري حدثهم أنه قال لأبي عبد الله : رجل محدث يكتب عنه الحديث قال من شهد أن العشرة في الجنة فهو مبتدع فاستعظم ذلك وقال لعله جاهل لا يدري يقال له.

السنة في التفضيل

507- أخبرنا محمد بن علي ، قال : حدثنا صالح ، أنه سأل أباه : عمن لا يفضل أبا بكر وعمر على غيرهما ؟ قال : السنة عندنا في التفضيل ما قال ابن عمر : كنا نعد ورسول الله ﷺ حي : (أبا بكر وعمر وعثمان ونسكت).

508- أخبرني محمد بن أبي هارون ، أن إسحاق حدثهم ، أن أبا عبد الله قال : لا أذهب إلى ما روى الكوفيون إبراهيم وغيره ، ولا إلى ما روى أهل المدينة ، لا يفضلون أحدا على أحد.

509- أخبرني أحمد بن الحسين بن حسان ، أن أبا عبد الله ، سئل عن رجل يحب أصحاب رسول الله ﷺ ، ولا يفضل بعضهم على بعض وهو يحبهم ؟ قال : السنة أن يفضل أبا بكر وعمر ، وعثمان ، وعليا من الخلفاء.

من فضل أبا بكر وعمر ووقف

510- أخبرنا عبد الملك بن عبد الحميد ، أنه قال لأبي عبد الله : من قال : أبو بكر وعمر وسكت ، ولم يقل عثمان يكون تاما في السنة ؟ فأقبل يتعجب ، وقال : يكون تاما في السنة . يعني لا يكون تاما في السنة.

511- أخبرني زكريا بن يحيى ، قال : حدثنا أبو طالب ، قال : قال أبو عبد الله : بلغني أن يحيى كان يقف عند ذكر عمر ، وكان يأخذه من سفيان ، فبلغ عبد الرحمن ، فأنكره على يحيى ، وقال : بمن تقتدي في هذا ؟ وأهل البصرة ليس هذا قولهم.

512- وأخبرني يزيد بن الهيثم بن طهمان قال: قال يحيى بن معين : قال يحيى بن سعيد : كان رأي سفيان الثوري ، أبو بكر وعمر ثم يقف ، قال يحيى بن معين وهو رأي يحيى بن سعيد.

513- أخبرني محمد بن موسى ، قال : قال أبو جعفر حمدان بن علي أنه سمع أبا عبد الله ، قال : وكان يحيى بن سعيد يقول : عمر وقف ، وأنا أقف ، قال أبو عبد الله : وما سمعت أنا هذا من يحيى . حدثني به أبو عبيد عنه وما سألت أنا عن هذا أحد ، أو ما أصنع بهذا ؟ قال أبو جعفر ، فقلت : يا أبا عبد الله ، من قال : أبو بكر وعمر هو عندك من أهل السنة ؟ قال : لا توقفني هكذا ، كيف نصنع بأهل الكوفة ، قال أبو جعفر : وحدثني عنه أبو السري عبدوس بن عبد الواحد ، قال : إخراج الناس من السنة شديد.

قال أبو بكر الخلال : الإنكار على من قدم عليا على أبي بكر ومن بعده.

514- أخبرني محمد بن الحسن الدوري بالمصيصة إملاء من كتابه قال : حدثنا محمد بن عوف الحمصي قال : سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن التفضيل ، فقال : من قدم عليا على أبي بكر فقد طعن على رسول الله ﷺ ، ومن قدمه على عمر فقد طعن على رسول الله ﷺ وعلى أبي بكر ، ومن قدمه على عثمان ، فقد طعن على أبي بكر وعلى وعمر ، وعلى أهل الشورى ، وعلى المهاجرين والأنصار.

515- أخبرنا الحسين بن صالح ، قال : حدثنا محمد بن حبيب ، قال : حدثني حاتم بن أبي حاتم الجوهري ، قال : حدثنا قبيصة ، عن سفيان ، قال : من قدم عليا على أبي بكر وعمر فقد أزرى على اثني عشر ألفا من أصحاب رسول الله ﷺ ، وأخاف ألا ينفعه مع ذلك عمل.

516- فحدثنا عباس بن محمد الدوري ، ومحمد بن عبد الله بن نوفل ، وأبو أمية ، قالوا : حدثنا قبيصة بن عقبة ، قال : سمعت سفيان الثوري يقول : من قدم على أبي بكر وعمر أحدا فقد أزرى على المهاجرين والأنصار ، ولا أحسبه ينفعه مع ذلك عمل.

517- وحدثنا الدوري ، حدثنا عبد العزيز بن أبان القرشي : سمعت سفيان الثوري ، قال : من قدم على أبي بكر وعمر أحدا فقد أزرى على اثني عشر ألفا من أصحاب رسول الله ﷺ ، توفي رسول الله ﷺ وهو عنهم راض.

518- وأخبرنا الدوري ، سمعت يحيى بن معين ، يقول : قال شريك : ليس يقدم أحد على أبي بكر وعمر فيه خير.

519- وحدثني الحسين بن صالح ، حدثنا محمد بن حبيب ، حدثنا الفضل بن موسى ، حدثنا إبراهيم بن بشار ، عن سفيان ، قال : قلت لشريك : أرأيت من قدم عليا على أبي بكر وعمر ؟ قال : إذا والله يفتضح.

520- وحدثنا علي بن حرب الطائي ، حدثنا إسماعيل بن أبان ، قال : قال رجل لشريك في شيء من أمر علي ، فقال شريك : يا جاهل ، ما علمنا بعلي حين صعد المنبر ، وما سألناه ، قال : تعلمون من خير هذه الأمة بعد نبيها ؟ قال : أبو بكر ، ثم عمر ، يا جاهل ، فنقول له : كذبت ؟ قلنا له : صدقت.

521- أخبرني الحسين ، قال : حدثنا محمد ، قال : حدثنا الفضل بن موسى ، قال : حدثنا إبراهيم بن بشار ، عن سفيان ، قال : قلت لشريك : أرأيت من قدم عليا على أبي بكر وعمر ؟ قال : إذن والله يفتضح.

522- أخبرنا الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي ، قال : حدثنا جرير ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، قال : أول من أسلم أبو بكر الصديق.

523- وأخبرنا أحمد بن الفرج أبو عتبة الحمصي ، قال : حدثنا ضمرة ، قال : حدثنا ابن عطاء ، عن أبيه ، قال : أول من أسلم من الرجال أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

524- أخبرني علي بن عيسى ، أن حنبلا حدثهم قال : سمعت أبا عبد الله ، يقول : من زعم أن عليا أفضل من أبي بكر فهو رجل سوء ، لا نخالطه ، ولا نجالسه.

525- أخبرنا منصور بن الوليد ، أن جعفر بن محمد النسائي ، حدثهم قال : سمعت أبا عبد الله ، يسأل عن رجل يفضل عليا على أبي بكر ، وعمر رحمهما الله ؟ قال : بئس القول هذا.

الإنكارعلى من قدم عليا على عثمان رحمهما الله

526- أخبرني محمد بن أبي هارون ، أن إسحاق بن إبراهيم حدثهم قال : سألت أبا عبد الله عمن قدم عليا على عثمان ؟ فقال : هذا رجل سوء ، نبدأ بما قال أصحاب النبي ﷺ ، ومن فضله النبي ﷺ.

527- كتب إلي أحمد بن الحسن الوراق من الموصل ، قال : حدثنا بكر بن محمد ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله ، وسأله عمن قال : أبو بكر وعمر وعلي وعثمان ؟ فقال : ما يعجبني هذا القول ، قلت : فيقال : إنه مبتدع ؟ قال : أكره أن أبدعه ، البدعة الشديدة ، قلت : فمن قال : أبو بكر وعمر وعلي وسكت فلم يفضل أحدا ؟ قال : لا يعجبني أيضا هذا القول ، قلت : فيقال : مبتدع ؟ قال : لا يعجبني هذا القول ، قال أبو عبد الله : يروى عن عدة من أصحاب رسول الله ﷺ أنهم فضلوا عثمان ، قال ابن مسعود : ، خير من بقي ، وقالت عائشة : أصبح عثمان خيرا من علي ، وقال الدوري : سمعت يحيى يقول : قال شريك : ليس يقدم أحد عليا على أبي بكر وعمر فيه خير.

528- وحدثنا قبيصة بن عقبة ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : من قدم على أبي بكر وعمر أحدا فقد أزرى على المهاجرين والأنصار ، ولا أحسبه ينفعه مع ذلك عمل قال : وحدثنا عبد العزيز بن أبان القرشي قال : سمعت سفيان الثوري قال : من قدم على أبي بكر وعمر أحدا ، فقد أزرى على اثني عشر ألفا من أصحاب رسول الله ﷺ ، توفي رسول الله ﷺ وهو عنهم راض.

529- أخبرني الم‍يموني ، قال : حدثنا شبابة ، قال : حدثنا الفرات ، قال : قلت لميمون بن مهران : أبو بكر وعمر عندك أفضل أو علي ؟ قال : فارتعد حتى سقطت عصاه من يده ، ثم قال : ما كنت أظن أني أبقى إلى زمان يعدل بينهما ، إنهما كانا رأس الإسلام ، ورأس الجماعة.

530- وأخبرني زهير بن صالح بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي قال : سئل أبي وأنا أسمع ، عن من يقدم عليا على عثمان مبتدع ؟ قال : هذا أهل أن يبدع ، أصحاب النبي ﷺ قدموا عثمان.

531- وأخبرني علي بن عيسى ، أن حنبلا حدثهم قال : سمعت أبا عبد الله ، وسئل عن من يقدم عليا على عثمان هو عندك مبتدع ؟ قال : هذا أهل أن يبدع ، أصحاب رسول الله ﷺ قدموا عثمان بالتفضيل ، وقال حنبل في موضع آخر : سألت أبا عبد الله : من قال : علي ، وعثمان ، قال : هؤلاء أحسن حالا من غيرهم ، ثم ذكر عدة من شيوخ أهل الكوفة ، وقال : هؤلاء أحسن حالا من الروافض ، ثم قال أبو عبد الله : إن أولئك ، يعني الذين قدموا عليا على عثمان ، قد خالفوا من تقدمهم من أصحاب رسول الله ﷺ . من قال : علي ثم عثمان ، وأنا أذهب إلى أن عثمان ، ثم علي رحمهما الله.

532- وأخبرني علي بن عبد الصمد ، قال : سمعت هارون الديك ، يقول : سمعت أحمد بن حنبل ، يقول : من قال : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان فهو صاحب سنة ، ومن قال : أبو بكر ، وعمر ، وعلي ، وعثمان فهو رافضي ، أو قال : مبتدع.

533- قال أخبرني محمد بن علي ، قال : حدثنا صالح ، أن أباه قال : أهل أن يبدع ، أصحاب النبي ﷺ قدموا عثمان.

534- أخبرني زكريا بن يحيى ، قال : سمعت أبا عبد الله ، قال له رجل : من قدم عليا على عثمان ؟ قال : ذا قول سوء.

535- قال أبو بكر الخلال : لا نرى في هذا الباب مع توقف أبي عبد الله في غير موضع يكره أن يقول : مبتدع ، فكأنه لم ير بأسا لو قال له : مبتدع ، ترى لم أره في هذا الباب أجزم أنه مبتدع ؛ لأن المسألة التي رواها علي بن عبد الصمد ، عن هارون قد رواها أبو بكر بن صدقة ، عن هارون ، وقد صيرها في آخر الأبواب ؛ لأنه زاد فيها زيادة ، وقال فيها : هذا الآن شديد ، هذا الآن شديد ، ولم يقل ما قال علي بن عبد الصمد ، وشك علي بن عبد الصمد أيضا في اللفظ ، فاستقر القول من أبي عبد الله أنه يكره هذا القول ، ولم يجزم في تبديعه ، وإن قال قائل : هو مبتدع ، لم ينكر عليه ، وبالله التوفيق.

536- أخبرني يوسف بن موسى ، أن أبا عبد الله ، قيل له : الرجل يكتب فيجئ الحديث علي وعثمان ، أيكتب هو عثمان وعلي ؟ قال : لا بأس.

537- أخبرنا عمران بن بكار الكلاعي الحمصي ، قال : حدثنا أبو الفضل يزيد بن عبد ربه قال : سمعت أبا عدي اليمان بن عدي ، يقول : رأيت أرطأة إذا أتي بكتاب فيه : قال علي وعثمان محاه ، وكتب : عثمان وعلي.

538- أخبرني الحسن بن علي المصيصي ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي عون ، قال : سمعت شعيب بن حرب ، يقول : لو جعلت لي الدنيا بحذافيرها أن أقول الزبير وطلحة ما قلت ، ولكن طلحة والزبير.

الحجة في تقديم عثمان على علي رضي الله عنهما

539- أخبرنا محمد بن أبي هارون ، أن إسحاق حدثهم قال : سمعت أبا عبد الله ، وقيل له : إن رجلا يقول : نفضل أبا بكر وعمر ، وعلي معهم ، ونترك عثمان ، فغضب ثم قال : قال ابن مسعود : أمرنا خيرنا ولم نأل عن أعلاها ، ذا فوق ، وبيعته سابقة ، هذا رجل سوء ، ثم أخرج لي كتابا فيه هذه الأحاديث ، فقرأتها عليه.

540- منصور بن سلمة الخزاعي قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : كنا في زمن النبي ﷺ لا نعدل بأبي بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم نترك فلا نفاضل بينهم.

541- وقرأت عليه : أبو معاوية قال : حدثنا سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن ابن عمر ، قال : كنا نعد ورسول الله ﷺ حي ، وأصحابه متوافرون : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، ثم نسكت.

542- وقرأت عليه : يحيى ، ووكيع ، عن مسعر ، قال وكيع : عن عبد الملك بن ميسرة ، عن النزال ، قال وكيع : سمعت ابن مسعود لما استخلف عثمان ، قال : أمرنا خير من بقي ولم نأل.

543- وقرأت عليه : أبو معاوية قال : حدثنا الأعمش ، عن عبد الله بن سنان قال : قال عبد الله حين استخلف عثمان : ما ألونا عن أعلاها ذا فوق.

544- وأخبرنا الم‍يموني ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا أبو معاوية ، قال : حدثنا الأعمش ، عن عبد الله بن سنان ، قال : قال عبد الله حين استخلف عثمان : ما ألونا عن أعلاها ذا فوق.

545- وقرأت عليه : أبو المغيرة قال : حدثنا صفوان ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : كان القوم يختلفون إلي في عيب عثمان ، ولا أرى إلا أنها معاتبة ، وأما دمه ، فأعوذ بالله من دمه ، والله وددت أني عشت في الدنيا برصاء صالخا ، وإني لم أذكر عثمان بكلمة قط ، فذكرت كلاما فضلت عثمان على علي.

546- وقرأت عليه : بشر بن شعيب قال : حدثني أبي ، عن الزهري ، قال : أنبأ سالم بن عبد الله ، أن عبد الله بن عمر قال : جاءني رجل من الأنصار في خلافة عثمان فكلمني ، فإذا هو يأمرني في كلامه بأن أعيب على عثمان ، فتكلم كلاما طويلا وهو امرؤ في لسانه ثقل ، ولم يكن يقضي كلامه في سريح ، فلما قضى كلامه ، قلت : إنا كنا نقول ورسول الله ﷺ حي : أفضل أمة رسول الله ﷺ بعده : أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، وإنا والله ما نعلم عثمان قتل نفسا بغير حق ، ولا جاء في الكبائر شيئا ، ولكن هو هذا المال ، فإن أعطاكموه رضيتم ، وإن أعطاه أولي قرابته سخطتم ، إنما تريدون أن تكونوا كفارس و الروم ، لا يتركون لهم أميرا إلا قتلوه ، قال : ففاضت عيناه بأربع من الدمع ، ثم قال : اللهم لا نريد ذلك.

547- حدثنا محمد بن خالد بن خلي ، حدثنا بشر ، عن أبيه ، عن الزهري ، بأربع ، أخبرني سالم بن عبد الله ابن عمر ، فذكر مثله سواء.

548- وحدثنا داود بن أحمد بن حبان الأنطاكي ، حدثنا يحيى بن صالح ، حدثنا إسحاق بن يحيى ، مثله سواء.

549- وحدثنا عمران بن بكار ، حدثنا أبو تقي ، حدثنا عبد الله بن سالم ، عن الزبيدي ، أخبرني الزهري ، أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر ، أن عبد الله بن عمر قال : جاءني رجل من الأنصار في خلافة عثمان يكلمني ، فإذا هو يأمرني في كلامه أن أعيب على عثمان ، فتكلم كلاما طويلا ، وهو امرؤ في لسانه ثقل ، فلم يكد يقضي كلامه في سريح قال : فلما قضى كلامه ، قلت : إنا كنا نقول ورسول الله ﷺ حي : أفضل أمة رسول الله ﷺ بعده : أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، وإنا والله ما نعلم عثمان قتل نفسا بغير حق ، ولا جاء من الكبائر شيئا ، ولكن هو هذا المال إن أعطاكموه رضيتم ، وإن أعطاه أولي قرابته سخطتم ، إنما تريدون أن تكونوا كفارس والروم ، لا يتركون لهم أميرا إلا قتلوه ، قال : ففاضت عيناه بأربع من الدمع ، قال : اللهم لا نريد ذلك.

550- وحدثنا أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه ، أخبرنا الوليد بن مسلم ، عن ثور بن يزيد ، عن سالم ، عن أبيه ، قال : لقيني رجل من أصحاب النبي ﷺ ، بلسانه ثقل ، ما يبين كلامه ، فذكر عثمان فقال عبد الله : فقال : والله ما أدري ما تقول ، غير أنكم تعلمون معشر أصحاب محمد ، إنا كنا نقول على عهد رسول الله ﷺ : أبو بكر ، وعمر وعثمان ، وإنما هو هذا المال ، فإن أعطاه وذكر الحديث.

551- حدثنا أبو أسامة الحلبي ، حدثنا أبي ، حدثنا مبشر : سألت الأوزاعي ، قلت له : عثمان أو علي ؟ فقال : أما الحسن فقال : عثمان ، يعني أحب إليه من علي رحمه الله.

552- حدثنا عثمان بن صالح الأنطاكي ، بن جابر بن الهذيل إمام مسجد هناك ، قال : سمعت ابن المبارك ، وسأله رجل : أيما أفضل ، علي أو عثمان ؟ قال : قد كفانا ذاك عبد الرحمن بن عوف.

553- وأخبرني عبد الملك ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا بشر ، قال : حدثني أبي ، عن الزهري ، قال : أخبرني سالم ، أن عبد الله بن عمر قال : جاءني رجل من الأنصار ، فذكر هذا الحديث إلى آخره ، وسألت إبراهيم الحربي عن قول ابن عمر في الأنصاري : ما يقضي كلامه في سريح ، قال : يعني في سهولة.

554- وقرأت عليه : عفان قال : حدثنا حماد يعني ابن سلمة ، قال : حدثنا عاصم ابن بهدلة ، عن أبي وائل ، أن عبد الله بن مسعود ، سار من المدينة إلى مكة ثمانيا حين استخلف عثمان فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، فإن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قد مات رحمه الله ، فلم نر يوما أكثر نشيجا من يومئذ ، وإنا اجتمعنا أصحاب محمد ﷺ ، فلم نأل غير خيرنا ذا فوق ، فبايعنا أمير المؤمنين عثمان ، فبايعوه.

555- وقرأت عليه : محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة ، عن حبيب بن الزبير ، قال : سمعت عبد الرحمن بن الشرود ، قال : سمعت عليا ، يخطب ، فقال : إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان كما قال الله عز وجل : {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين}.

556- وقرئ على عبد الله بن أحمد ، وأنا أسمع ، قال : سمعت أبي يقول : حدثتنا أم عمر ابنة حسان ، عن أبيها ، قالت : دخلت المسجد الأكبر ، فإذا علي بن أبي طالب رحمه الله على المنبر وهو يقول : إنما مثلي ومثل عثمان كما قال الله : {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين} .

557- وقرأت عليه : يحيى بن آدم قال : حدثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن حارثة ، قال : جاءت بيعة عثمان إلى الكوفة ، فقام ابن مسعود فحمد الله وأثنى عليه ، فقال : ما ألونا عن أعلاها ذا فوق ، وبايعناه.

558- وأخبرني عبد الملك الميموني ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا أبو معاوية ، قال : حدثنا الأعمش ، عن عبد الله بن سنان ، قال : قال عبد الله حين استخلف عثمان : ما ألونا عن أعلاها ذا فوق ، سألت إبراهيم الحربي عن قوله : أمرنا خير من بقي أعلاها ذا فوق ؟

فقال : قد قلت للمهلب بن أبي صفرة : ما معناكم ، أعلاها ذا فوق ؟ قال : ما نعلم أن أحدا أغلق بابه على ابنتي نبي إلا عثمان رحمه الله ، ثم رجعت إلى مسألة إسحاق ، قال أبو عبد الله : فكل من قدم عليا على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار.

559- وأخبرنا محمد بن أبي هارون ، قال : حدثنا إسحاق ، أن أبا عبد الله سئل عن الرجل لا يفضل عثمان على علي ؟ قال : ينبغي أن نفضل عثمان على علي ، لم يكن بين أصحاب رسول الله اختلاف أن عثمان أفضل من علي رحمهما الله ، ثم قال : نقول : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، ثم نسكت هذا في التفضيل ، وفي الخلافة : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وهذا في الخلفاء على هذا الطريق ، وعلى ذا كان أصحاب النبي ﷺ.

560- أخبرني محمد بن أحمد بن منصور ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن نوح ، قال : سمعت محمد بن عيسى ، يقول : لئن قلت : إن عليا أفضل من عثمان ، لقد قلت : إن القوم خانوا.

561- وأخبرني محمد ، قال : حدثنا جعفر ، قال : سمعت محمد بن عيسى ، يقول : قال شريك : من زعم أن أصحاب محمد ﷺ قدموا عثمان ، وليس هو أفضلهم في أنفسهم ، فقد خون أصحاب محمد ﷺ.

562- حدثنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت إسماعيل بن أبي الحارث ، قال : حدثنا ابن الدورقي ، قال : حدثني البيتوني قال : سمعت بشر بن الحارث ، رحمه الله يقول : قلت لأبي بكر بن عياش : إن قوما يقولون : أبو بكر ، وعمر ، وعلي ، فقال أبو بكر : لعنة الله على من قال ذا.

563- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : ذكرت لأبي عبد الله ، عن بعض الكوفيين أنه كان يقول في التفضيل : أبو بكر وعمر وعلي ، فعجب من هذا القول ، قلت : إن أهل الكوفة يذهبون إلى هذا ، فقال : ليس يقول هذا أحد إلا مزكوم ، واحتج بمن فضل عثمان على علي فذكر ابن مسعود ، وقال : قال ابن مسعود : أمرنا خير من بقي ، ولم نأل ، وذكر قول ابن عمر ، وقول عائشة رحمها الله في قصة عثمان : أنها فضلته على علي.

564- أخبرنا محمد بن موسى ، قال : قال أبو جعفر حمدان بن علي : سمعت أبا عبد الله ، يقول : وكان يزيد بن هارون يقول : لا تبالي من قدمت ، علي على عثمان ، أو عثمان على علي قال أبو عبد الله : وهذا الآن لا أدري كيف هو ، وكان عامة أهل واسط يتشيعون.

565- أخبرني عبد الملك ، أنه سأل أبا عبد الله قال : قلت : أليس تقول : أبو بكر وعمر وعثمان ؟ قال : أما في التخيير فأبو بكر وعمر وعثمان ، قلت : فإنه حكي لي عنك أنك تقول : إذا قال : أبو بكر وعمر وعلي وعثمان ، وأبو بكر وعمر ، إن هذا عندك قريب بعضه من بعض . فتغير لونه ثم قال لي : لا والله ما قلت هذا قط ، ولا دار بيني وبين أحد من هذا قول هكذا ، وأنا لم أزل أقول : أبو بكر وعمر وعثمان وأسكت . واغتم بما حكيت له من القول.

566- أخبرنا محمد بن عوف بن سفيان الحمصي ، قال : قال أحمد بن حنبل في حديث أبي المغيرة قصة عائشة في عثمان ، قال أحمد بن حنبل : ثم ذكرت عائشة حديثا فضلت به عثمان على علي.

567- سمعت أبا بكر المروذي ، يقول : سمعت أبا عبد الله ، يقول : لم تخرج الكوفة إلا رجلين : طلحة بن مصرف ، وعبد الله بن إدريس.

568- فأخبرني محمد بن علي ، قال : حدثنا صالح بن أحمد ، قال : سمعت أبي يقول : أهل الكوفة كلهم يفضلون.

569- وأخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : قال أبي : أهل الكوفة يفضلون عليا على عثمان إلا رجلين : طلحة بن مصرف وعبد الله بن إدريس ، قلت : ولا زبيد ؟ قال : لا ، كان يحب عليا ، يعني يفضل عليا على عثمان.

570- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت أبا عبد الله ، يقول : إذا أصبت الكوفي صاحب سنة فهو يفوق الناس.

571- أخبرنا أبو بكر ، قال : سمعت أبا عبد الله ، يقول : إذا أصبت الكوفي عاقلا دينا تراه واحد الناس ، قد فاق الناس ، وقال : هم أصحاب قرآن.

اتباع السنة في تقديم أبي بكر وعمر وعثمان في التفضيل ، على حديث ابن عمر

572- أخبرنا أبو بكر المروذي ، وسليمان بن الأشعث ، وأبو عبد الرحمن بن أحمد بن حنبل ، ومحمد بن أحمد بن واصل ، ومحمد بن الحسن بن هارون بن علي بن صالح الحلبي من آل ميمون بن مهران ، ويعقوب بن يوسف المطوعي ، أنهم سمعوا أبا عبد الله يقول : أبو بكر وعمر وعثمان ، قول ابن عمر : كنا نعد ورسول الله ﷺ حي فنقول : أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم نسكت.

573- أخبرني الحسن بن صالح العطار ، قال : حدثنا هارون بن يعقوب الهاشمي ، قال : سمعت أبا يعقوب بن العباس ، قال : سألت

أبا عبد الله عن حديث التفضيل حديث ابن عمر ، وقال له أبو جعفر : قول ابن عمر فيبلغ النبي ﷺ ، فلا يقول شيئا ، فقال أحمد : ذاك رواه يزيد بن أبي حبيب ، والذي نذهب إليه حديث ابن عمر : كنا نفاضل فنقول : أبو بكر وعمر وعثمان ، وإليه ذهب.

574- أخبرني محمد بن يحيى ، ومحمد بن المنذر ، قالا : حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي ، قال : سمعت أبا عبد الله ، يقول : نحن نقول : أبو بكر وعمر وعثمان ، ونسكت ، على حديث ابن عمر.

575- سمعت أبا بكر بن أبي خيثمة ، يقول : قيل ليحيى بن معين وأنا شاهد : إن أحمد بن حنبل يقول : من قال : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي لم أعنفه ، فقال يحيى : خلوت بأحمد على باب عفان فسألته : ما تقول ؟ فقال : أقول : أبو بكر وعمر وعثمان ، لا أقول : علي.

576- وأخبرنا محمد بن علي ، قال : حدثنا مهنا ، قال : سألت يحيى بن معين في التقدمة ، قال : أنا أقول : أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان.

577- وأخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا حجين بن المثنى ، قال : حدثنا الماجشون ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ، كنا نقول على عهد رسول الله ﷺ : أبو بكر وعمر وعثمان ، ويبلغ ذلك النبي ﷺ فلا ينكره علينا.

578- وأخبرني محمد بن أبي هارون ، قال : حدثنا أبو الصقر الوراق ، قال : حدثنا أبو عبد الله ، قال : حدثنا أبو سلمة الخزاعي ، وشاذان ، عن عبد العزيز بن أبي سلمة ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ، في التفضيل ، يريد أبا بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان.

579- وأخبرنا عبد الله ، قال : حدثنا محمود ، قال : حدثنا العلاء بن عبد الجبار ، قال : حدثنا ابن عمير وهو الحارث بن عمير ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : كنا نقول على عهد النبي ﷺ : أبو بكر وعمر وعثمان.

580- أخبرنا عبد الله ، قال : حدثنا سلمة بن شبيب ، قال حدثنا مروان الطاطري قال : حدثنا سليمان بن بلال ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : كنا نفضل على عهد رسول الله ﷺ أبا بكر وعمر وعثمان ، ولا نفضل أحدا على أحد.

581- أخبرنا عبد الله ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا وكيع ، عن هشام بن سعد ، عن عمر بن أسيد ، عن ابن عمر ، قال : كنا نقول في زمن النبي ﷺ : خير الناس أبو بكر ثم عمر.

582- أخبرنا عبد الله ، قال : حدثني أبو همام ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، قال : حدثني حسن بن الحسين ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : كنا نفضل أبا بكر وعمر وعثمان ، ولا نفضل أحدا على أحد.

583- أخبرنا العباس بن محمد الدوري ، قال : سمعت محمد بن عبيد ، يقول غير مرة : خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر وعثمان ، اتقوا ، لا يخدعكم هؤلاء الكوفيون.

584- أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد ، قال : حدثني أبو محمد الصبحي ، قال : سمعت أحمد بن عبد الملك بن واقد ، يقول : سمعت زهير بن معاوية ، يقول : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، لولا أن نبينا محمدا ﷺ لتمنيت أن يحشرني الله مع عمر.

585- أخبرني علي بن الحسن بن هارون ، قال : قرأت على محمد بن موسى قال : حدثني ابن جميل المضرب ، قال : حدثني أبو بكر الأندلسي كهلا قد كتب وكتب عنه ، قال : سمعت أبا حفص حرملة بن يحيى التجيبي قال : سمعت عبد الله بن وهب يقول : سألت مالك بن أنس : من أفضل الناس بعد رسول الله ﷺ ؟ قال : أبو بكر وعمر ، قلت : ثم من ؟ قال : أمسك ، قلت : يا أبا عبد الله ، إنك إمام أقتدي بك في ديني ، قال : أبو بكر وعمر ، ثم عثمان.

586- أخبرني محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أبو العباس المزني يعني أحمد بن أصرم ، قال : حدثني أبو بكر عبد الله بن محمد بن النعمان بن عبد السلام صاحب سفيان الثوري قال : سمعت أبي محمد بن النعمان يذكر ، عن شعيب بن حرب ، قال : سمعت سفيان ، يقول :أبو بكر وعمر وعثمان . قال : سمعت يوسف بن أسباط ، يقول : كان سفيان يقول : أبو بكر وعمر وعثمان.

587- أخبرني عبيد الله بن حنبل ، قال : حدثني أبي قال : سمعت أبا عبد الله وسئل عن التفضيل ، قال : أذهب إلى حديث ابن عمر ، قال : كنا نفاضل على عهد النبي ﷺ فنقول : أبو بكر وعمر وعثمان . قال أبو عبد الله : ولا نتعدى الأثر والاتباع . فالاتباع لرسول الله ﷺ ، ومن بعده لأصحابه ، فإذا رضي أصحابه بذلك كانوا هم يفاضلون بعضهم على بعض ، ولا يعيب بعضهم على بعض ، فعلينا الاتباع لما مضى عليه سلفنا ، ونقتدي بهم قال حنبل : وسمعت سليمان بن حرب وسأله خياط السنة عن التفضيل ، فقال : قبض رسول الله ﷺ وكان أفضل الناس بعده أبو بكر ، ثم قبض أبو بكر فكان أفضل الناس بعده عمر ، ثم قبض عمر فكان أفضل الناس بعده عثمان . قال : قال سليمان : أبو بكر وعمر وعثمان ، وسكت.

588- أخبرني محمد بن علي ، قال : حدثنا أبو بكر الأثرم ، قال : حدثنا محمد بن المنهال ، قال : سمعت يزيد بن زريع ، يقول : خير هذه الأمة بعد رسول الله ﷺ : أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم نقف . قال : وسمعت موسى بن إسماعيل يقول : هكذا تعلمنا ونبتت عليه لحومنا ، وأدركنا الناس عليه : تقديم أبي بكر وعمر وعثمان ، ثم السكوت.

589- أخبرني عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا علي بن عبد الله بن أبي يعقوب ، قال : حدثنا محمد بن يوسف بن الطباع ، قال : حدثني أبو بكر بن زياد ، أنه قال لبشر بن الحارث : ما تقول في التفضيل ؟ قال : أبو بكر وعمر وعثمان.

590- أخبرنا عمران بن بكار الكلاعي الحمصي ، قال : حدثنا العباس بن طالب ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، قال : حدثنا أيوب ، قال : دخلت المدينة والناس متوافرون ، القاسم بن محمد وسليمان وغيرهما ، فما رأيت أحدا يختلف في تقديم أبي بكر وعمر وعثمان.

591- أخبرنا محمد بن علي السمسار ، قال : حدثنا مهنا ، قال : قال لي يحيى بن معين : أي شيء يقول أحمد بن حنبل في التقدمة ؟ قلت : لا أدري ، فسألت يحيى بن معين فقلت : أي شيء تقول أنت ؟ قال : أنا أقول : أبو بكر ثم عمر ثم عثمان.

التبعة على من قال : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي في التفضيل والحجة فيه أن عليا أفضل من بقي بعد عثمان بإجماع أصحاب محمد ﷺ

592- أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : سمعت أبي يقول في التفضيل : أبو بكر وعمر وعثمان ، ولا نعيب من ربع بعلي لقرابته ، وصهره ، وإسلامه القديم ، وعدله.

593- وأخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت أبا عبد الله ، وذكر التفضيل ، فقال لي : كلمني عاصم في التفضيل وأبو عبيد حاضر ، فقلت : أبو بكر وعمر وعثمان . وأراه قال : احتججت بحديث ابن عمر ، فقال عاصم : نقول : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، ووافقه أبو عبيد . قال : فقلت لأبي عبيد : لست أدفع ما تقول يا أبا عبيد . قال : ففرح بها.

594- وأخبرني محمد بن الحسين ، أن الفضل حدثهم ، سمع أبا عبد الله وقال له رجل : لم يزل الناس نعرفهم : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، فقال : ما يرد هذا شيء.

595- أخبرنا علي بن سهل بن المغيرة ، قال : حدثني من حضر مجلس عاصم ، فقال أحمد : فإن قال قائل : من بعد عثمان ؟ قلت : علي.

596- وأخبرنا صالح بن علي الحلبي من آل ميمون بن مهران قال : قلت : يا أبا عبد الله ، فتعنف من قال : الإمامة والخلافة ؟ قال : لا.

597- وأخبرني الحسن بن صالح ، قال : حدثنا محمد بن حبيب ، قال : قلت لأبي عبد الله : من قال : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ؟ قال : أذهب إليه ، ويعجبني أن أقول : أبو بكر وعمر وعثمان وأسكت ، وإن قال رجل : وعلي ، لم أعنفه ، ولا يعجبني هذا القول . قال ابن عمر : أبو بكر وعمر وعثمان ، ونترك أصحاب رسول الله ﷺ لا نفضل بينهم.

598- أخبرني محمد بن موسى ، عن حمدان بن علي ، ومحمد بن موسى ، عن إسحاق بن إبراهيم ، ومحمد بن موسى ، ومحمد بن جعفر ، عن أبي الحارث ، ومحمد بن الحسين ، عن الفضل ، وأبو داود السجستاني ، عن محمد بن يحيى بن فارس ، المعنى قريب ، قال : سألت أحمد بن حنبل ، فقال : أبو بكر وعمر وعثمان ، ولو قال قائل : وعلي ، لم أعنفه.

599- وأخبرني محمد بن موسى ، أن حبيش بن سندي حدثهم ، سمع أبا عبد الله وقال له الذي سأله ، وكان غريبا : لا أدري ما تقول : ومن قال : علي لم أعنفه . فقال له : قل أنت : وعلي.

600- أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد ، أن أبا عبد الله سئل عمن قال : أبو بكر وعمر ، فسمعته يقول : ما يعجبني ، قالوا له : فمن قال : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ؟ قال : أرجو أن لا يكون به بأس.

601- وأخبرني محمد بن موسى ، والحسن بن جحدر ، أن الحسن بن ثواب حدثهم قال : قلت لأبي عبد الله : فمن قال في أصحاب رسول الله ﷺ : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ؟ قال : نعم ، قلت : إن قوما يقولون : أبو بكر وعمر وعلي وعثمان ؟ قال : هؤلاء أهل بدر رضي الله عنهم ، يقدمون أبا بكر وعمر وعثمان وعليا ، لا يقدمون عليا على عثمان ، إلا أن يكون في حديث يحيى تقديم وتأخير ، فأما الحديث : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، قلت : حديث ابن عمر : كنا نقول ورسول الله ﷺ حي : أبو بكر وعمر وعثمان ، ثم نسكت ، أفليس من قال بهذا فقد أصاب ؟ ومن قال بأبي بكر وعمر وعثمان وعلي فقد أصاب ؟ قال : نعم قد أصاب ، من قال أي هذين القولين فقد أصاب ، ومن قال : أبو بكر وعمر وعلي وعثمان فقد أخطأ ، قلت : نتهمه في دينه ؟ فرأيت قد أحب ما قلت له.

602- أخبرني محمد بن علي بن محمود الوراق ، قال : حدثني أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم البغوي يعني لؤلؤ ابن عم أحمد بن منيع قال : قلت لأحمد : يا أبا عبد الله ، من قال : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، أليس هو عندك صاحب سنة ؟ قال : بلى ، لقد روي في علي رحمه الله ما تقشعر ، أظنه الجلود ، قال ﷺ : (أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي).

603- أملى علي أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة قال : سمعت هارون بن سفيان ، قال : قلت لأحمد بن حنبل : يا أبا عبد الله ، ما تقول فيمن قال : أبو بكر وعمر وعثمان ؟ قال : فقال : هذا قول ابن عمر ، وإليه نذهب ، قلت : من قال : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ؟ قال : صاحب سنة ، قلت : فمن قال : أبو بكر وعمر ؟ قال : قد قاله سفيان وشعبة ومالك ، قلت : فمن قال : أبو بكر وعمر وعلي ؟ فقال : هذا الآن شديد ، هذا الآن شديد.

604- أخبرني محمد بن أحمد بن جامع الرازي ، قال : حدثنا أبو حاتم الرازي ، قال : سمعت أحمد بن أبي الحواري ، قال : سألت أحمد بن حنبل بحمص عن التفضيل ، وقال نفر من أهل حمص : إن أبا الحسن صاحب سنة ، يعني نفسه ، فقال أحمد : أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم قال أحمد بن أبي الحواري : فذكرت ذلك ليحيى بن معين ، فقال : صدق أبو عبد الله ، وهو مذهبي.

605- أخبرني محمد بن إسماعيل الأطروش ، قال : حدثنا محمد بن الفضل أبو بكر القسطاني الرازي ، قال : سمعت أبا حاتم الرازي ، يقول : سمعت أحمد بن أبي الحواري ، يقول : قدم علينا أحمد بن حنبل ، فأتيته فسألته عن التفضيل ، فصاح بي أصحابه ، فقال : دعوه ؛ فإنه من أهل السنة ، ما تريد ؟ قال : قلت : ما تقول في التفضيل ؟ قال : على حديث سفينة في التفضيل والخلافة.

606- أخبرني أحمد ، قال : حدثنا محمد بن الفضل ، قال : سمعت سلمة بن شبيب ، يقول : آخر ما فارقت عليه أبا عبد الله أحمد بن حنبل في التفضيل قال : اذهب إلى حديث سفينة في التفضيل والخلافة.

607- أخبرني محمد بن إدريس المصيصي ، قال : سمعت حامد بن يحيى البلخي ، يقول : كان أحمد بن حنبل يذهب في التفضيل : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي.

608- قال أبو بكر الخلال : مذهب أحمد بن حنبل رحمه الله الذي هو مذهبه : أبو بكر وعمر وعثمان ، وهو المشهور عنه ، وقد حكى المروذي رحمه الله ، وغيره أنه قال لعاصم وأبي عبيد : لست أدفع قولكم في التربيع بعلي . وحكى بعد هذا أيضا جماعة رؤساء أجلة كبار في سنه وقريب من سنه ، أنه قال : ومن قال : علي ، فهو صاحب سنة ، وحكى عنه أحمد بن أبي الحواري أنه قال : وعلي ، وإنما هذا عندي أنه لم يحب أن يأخذ عنه أهل الشام ما يتقلدونه عنه في ذلك ، لأنه إمام الناس كلهم في زمانه ، لم ينكر ذلك أحد من الناس ، فلم يحب أن يؤخذ عنه إلا التوسط من القول ، لأن أهل الشام يغالون في عثمان كما يغالي أهل الكوفة في علي ، وقد كان من سفيان الثوري رحمه الله نحو هذا لما قدم اليمن ، قال : في أي شيء هم مشتهرون به ؟ قيل : في النبيذ وفي علي ، فلم يحدث في ذلك بحديث إلى أن خرج من اليمن . فالعلماء لها بصيرة في الأشياء ، وتختار ما تراه صوابا للعامة ، وكل هذا القول صحيح جيد . ويحيى بن معين رحمه الله ، وبشر بن الحارث ، ففي الرواية عنهما كنحو الرواية عن أبي عبد الله ، يكرر عنه ، مرة يقولون : وعثمان ، وحكى عنه مرة يقولون : عثمان وعلي ، وكل هذا صحيح على ما قالوا . والذي نذهب إليه من قول أبي عبد الله رضي الله عنه أنه : من قال : أبو بكر وعمر وعثمان فقد أصاب ، وهو الذي العمل عليه في رواية الأحاديث والاتباع لها ، ومن قال : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم فصحيح جيد لا بأس به

تثبيت خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمير المؤمنين حقا حقا

609- حدثنا العباس بن محمد مولى بني هاشم قال : حدثنا قراد ، قال : حدثنا سلام يعني ابن مسكين ، عن الحسن ، قال : لما قتل عثمان رضوان الله عليه جاء الناس إلى عبد الله بن عمر رضوان الله عليه ، فقالوا له : أنت سيد الناس ، وابن سيدهم ، فاخرج بنا حتى نبايع لك ، فقال ابن عمر : أما والله ما دام في روح فلن يهراق في محجمة من دم ، فعاودوه فقالوا : إن لم تخرج قتلناك على فراشك ، فأعاد لهم الكلام مثل ما قال في المرة الأولى . قال الحسن : اجتهد القوم فلم يستقلوا شيئا.

610- أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، وأبو بكر المروذي وعبد الملك الم‍يموني ، وحرب بن إسماعيل الكرماني ، وأبو داود السجستاني ، وأحمد بن الحسين ، ويوسف بن موسى ، ومحمد بن يحيى ، ومحمد بن أحمد بن واصل ، وصالح بن علي الحلبي ، ويعقوب بن يوسف المطوعي ، ومحمد بن الحسن بن هارون ، المعنى قريب ، كلهم سمع أحمد بن حنبل يقول : أبو بكر وعمر وعثمان في التفضيل ، وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي في الخلافة . قال عبد الله بن أحمد : على ما قال سفينة . وقال ابن عمر : وقال أحمد بن الحسين : الخلافة ثلاثون عاما . وقال محمد بن يحيى : قال : من زعم أن عليا ليس إماما : إلى أي شيء يذهب ؟ ألم يقم الحدود ؟ ألم يحج بالناس ؟ ألم ألم ، وأصحاب رسول الله ﷺ يقولون : يا أمير المؤمنين ؟ وقال صالح بن علي : لا يعجبني من يقف عن علي في الخلافة.....

611- أخبرنا محمد بن المنذر بن عبد العزيز ، وأخبرني محمد بن يحيى ، قالا : حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي ، قال : قيل لأبي عبد الله : تقول : علي خليفة ؟ قال : نعم ، وذكر حديث سفينة . قال : سمعت أبا عبد الله يقول : علي رحمه الله إمام عادل.

612- أخبرني الحسين بن الحسن ، قال : حدثنا إبراهيم بن الحارث ، أن أبا عبد الله يسأل ، وأخبرني محمد بن علي ، قال : حدثنا الأثرم ، قال : سمعت أبا عبد الله يسأل عن من يقول : أسوي بين الخمسة أصحاب الشورى بعد عثمان ، فقال : أما أنا فأقول : أبو بكر وعمر وعثمان في التقديم ، وفي الخلافة علي عندنا من الخلفاء.....

613- وأخبرني عصمة بن عصام ، قال : حدثنا حنبل ، قال : سمعت أبا عبد الله وذكر عليا وخلافته فقال : أصحاب رسول الله ﷺ رضوا به ، واجتمعوا عليه ، وكان بعضهم يحضر وعلي يقيم الحدود فلم ينكر ذاك ، وكانوا يسمونه خليفة ، ويخطب ويقسم الغنائم فلم ينكروا ذلك . قال حنبل : قلت له : خلافة علي ثابتة ؟ فقال : سبحان الله ، يقيم علي رحمه الله الحدود ، ويقطع ، ويأخذ الصدقة ، ويقسمها بلا حق وجب له ؟ أعوذ بالله من هذه المقالة ، نعم خليفة رضيه أصحاب رسول الله ﷺ وصلوا خلفه ، وغزوا معه ، وجاهدوا ، وحجوا ، وكانوا يسمونه أمير المؤمنين راضين بذلك غير منكرين ، فنحن تبع لهم ، ونحن نرجوا من الله الثواب باتباعنا لهم إن شاء الله ، مع ما أمرنا الله به والرسول ﷺ . قال حنبل : قال عمي أبو عبد الله : نقدم من قدمه الله ورسوله ، أبو بكر ، قدمه رسول الله ﷺ فصلى بالناس ورسول الله ﷺ حي ، فاختيار رسول الله ﷺ له فضل من بين أصحابه ، ثم قدم أبو بكر عمر فضلا لعمر بعد أبي بكر ، ثم اجتمع أصحاب رسول الله ﷺ في المشورة وهم الشورى فوقعت خيرتهم على خير من بقي بعد عمر عثمان ، فهؤلاء الأئمة ، وعلي رحمه الله إمام عدل بعد هؤلاء ، إمامته ثابتة ، وأحكامه نافذة ، وأمره جائز ، كان أحق الناس بها بعد عثمان ، فهؤلاء الأئمة أئمة الهدى ، رحمهم الله.

614- أخبرنا محمد قال : أنبأ وكيع ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبيه ، قال : جاءت دنانير لعلي من إعانات فوزعها على المسلمين.

615- أخبرنا محمد ، قال : أنبأ وكيع ، عن عبد الرحمن بن عجلان ، عن جدته ، قالت : قسم فينا علي الأبزار صررا ، والكنوز ، وكذا وكذا.

616- أخبرنا محمد ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن سعيد بن عبيد الطائي ، عن شيخ لهم : أن عليا رحمه الله أتي برمان فقسمه ، فأصاب مسجدنا سبع رمانات أو ثمان.

617- وأخبرنا أحمد بن محمد بن مطر ، قال : حدثنا أبو طالب ، أنه سمع أبا عبد الله قيل له : تحتج بحديث سفينة ؟ قال : وما يدفعه ؟ قيل له : خلافة علي غير مشورة ولا أمر ، قال : لا تكلم في هذا ، علي يحج بالناس ، ويقيم الحدود ، ويقسم الفيء ، لا يكون خليفة وأصحاب رسول الله ﷺ ينادونه يا أمير المؤمنين.

618- أخبرني الحسن بن صالح العطار ، قال : حدثنا هارون بن يعقوب الهاشمي ، قال : سمعت أبي يقول : قال أبو عبد الله : ما يدفع عليا من الخلافة وقد سماه جماعة من أصحاب رسول الله ﷺ أمير المؤمنين ، منهم عمار بن ياسر وابن مسعود.

619- وأخبرني محمد بن علي بن محمود ، قال : حدثنا أبو بكر الأثرم ، قال : سمعت أبا عبد الله ، يقول : علي عندي خليفة يقيم الحدود ، ويقال له أمير المؤمنين ولا ينكر . وقال لي أبو عبد الله : أكتب هذا ، فإنه يقوي من ذهب إلى أن عليا خليفة . وأملاه علينا من كتابه.

620- حدثنا أبو عبد الله ، قال : حدثنا إسحاق بن يوسف ، قال : حدثنا عبد الملك ، عن سلمة بن كهيل ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن محمد بن الحنفية ، قال : كنت مع علي رحمه الله وعثمان محصور ، قال : فأتاه رجل فقال : إن أمير المؤمنين مقتول ، ثم جاء آخر فقال : إن أمير المؤمنين مقتول الساعة . قال : فقام علي رحمه الله . قال محمد : فأخذت بوسطه تخوفا عليه ، فقال : خل لا أم لك . قال : فأتى علي الدار وقد قتل الرجل رحمه الله ، فأتى داره فدخلها وأغلق بابه ، فأتاه الناس فضربوا على الباب فدخلوا عليه فقالوا : إن هذا قتل ولا بد للناس من خليفة ، ولا نعلم أحدا أحق بها منك . قال لهم علي : لا تريدوني ، فإني لكم وزير خير مني لكم أمير ، فقالوا : لا والله ما نعلم أحدا أحق بها منك . قال : فإن أبيتم علي فإن بيعتي لا تكون سرا ، ولكن أخرج إلى المسجد ، فمن شاء أن يبايعني بايعني . قال : فخرج إلى المسجد فبايعه الناس . قال أبو عبد الله : ما سمعته إلا منه ، ما أعجبه من حديث.

621- وأخبرني الحسين بن الحسن ، قال : حدثنا إبراهيم بن الحارث ، قال : حدثنا أبو عبد الله ، قال : حدثنا إسحاق الأزرق ، مثله سواء إلى آخره.

622- وأخبرنا محمد بن سعيد أبو يحيى العطار ، قال : حدثنا إسحاق الأزرق ، قال : حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن سلمة بن كهيل ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن محمد بن الحنفية ، قال : كنت مع علي إذ أتاه رجل فقال : إن أمير المؤمنين مقتول الساعة ، فقام علي وقمت معه فأخذت بوسطه تخوفا عليه ، فقال لي : خل لا أم لك ، فانطلق حتى أتى الدار وقد قتل الرجل ، فرجع علي فأتى داره ، فدخل عليه الناس فقالوا : إن هذا الرجل قد قتل ولا بد للناس من خليفة ، ولا نعلم أحدا أحق بها منك . قال : إن أبيتم علي فإن بيعتي لا تكون سرا ، ولكن أخرج إلى المسجد ، فمن شاء أن يبايعني بايعني . قال : فخرج إلى المسجد فبايعه الناس.

623- أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي الحسين الكوفي قال : حدثنا عمرو بن حماد ، قال : حدثنا حسين بن عيسى بن زيد ، عن أبيه ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن سلمة بن كهيل ، عن سالم بن أبي الجعد الأشجعي ، عن محمد بن الحنفية ، قال : كنت مع علي حين قتل عثمان رضي الله عنهما ، فقام فدخل منزله ، فأتاه أصحاب رسول الله ﷺ فقالوا : إن هذا الرجل قد قتل ولا بد للناس من إمام ، ولا نجد أحدا أحق بهذا الأمر منك ، أقدم مشاهدا ولا أقرب من رسول الله ﷺ ، فقال علي : لا تفعلوا ، فإني وزير خير مني أن أكون أميرا ، فقالوا : لا والله ما نحن بفاعلين حتى نبايعك . قال : ففي المسجد ؛ فإنه لا ينبغي بيعتي أن تكون خفيا ، ولا تكون إلا لمن رضي من المسلمين . قال : فقام سالم بن أبي الجعد ، فقال عبد الله بن عباس : فلقد كرهت أن يأتي المسجد كراهية أن يشغب عليه ، وأبى هو إلا المسجد ، فلما دخل جاء المهاجرون والأنصار فبايعوا وبايع الناس.

624- أخبرني أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة ، قال : حدثنا العباس ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا الأوزاعي ، قال : حدثني الزهري ، قال : حدثني أبو سلمة ، والضحاك بن مزاحم ، كذا قال ، وإنما هو الضحاك المشرقي ، عن أبي سعيد الخدري ، الحديث طويل فيه قصة ذي الثدية ، وقول النبي ﷺ فيه ، قال أبو سعيد : أشهد لسمعت هذا من رسول الله ، وأشهد أني كنت مع علي حين قتلهم ، والتمس في القتلى فأتي به على النعت الذي نعت رسول الله ﷺ سمعت أبا بكر بن صدقة يقول : سمعت أبا القاسم بن الجبلي يقول : قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل : ليس شيء عندي في تثبيت خلافة علي أثبت من حديث أبي سلمة والضحاك المشرقي ، عن أبي سعيد ؛ لأن في حديث بعضهم : يقتلهم أولى الطائفتين بالحق.

625- وأخبرني محمد بن علي ، قال : حدثنا مهنى ، قال : سألت أحمد بن حنبل : عن الضحاك المشرقي حدث عنه الأوزاعي ، عن الزهري ، عن الضحاك المشرقي في حديث الخوارج ، قال : كوفي ، قلت : أيهما أقدم ، الضحاك بن مزاحم ؟ قال : الضحاك المشرقي ، ولكن الضحاك بن مزاحم أعرف ، قلت لأحمد : لا تعرف للضحاك المشرقي إلا حديثا واحدا ؟ قال : لا.

626- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : ذكرت لأبي عبد الله حديث سفينة ، فصححه ، وقال : قلت : إنهم يطعنون في سعيد بن جمهان ، فقال : سعيد بن جمهان ثقة ، روى عنه غير واحد ، منهم حماد ، وحشرج ، والعوام ، وغير واحد ، قلت لأبى عبد الله بن عياش : ابن صالح حكى عن علي بن المديني ذكر عن يحيى القطان أنه تكلم في سعيد بن جمهان ، فغضب وقال : باطل ، ما سمعت يحيى يتكلم فيه ، قد روى عن سعيد بن جمهان غير واحد ، وقال : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، هؤلاء أئمة العدل ، ما أعطوا فعطيتهم جائزة ، لقد بلغ من عدل علي رحمه الله أنه قسم الرمان والأبزار ، وأقام الحدود ، وكان أصحاب رسول الله ﷺ يقولون : يا أمير المؤمنين ، فهؤلاء يجمعون عليه ويقولون له : يا أمير المؤمنين ، وليس هو أمير المؤمنين ؟ وجعل أبو عبد الله يفحش على من لم يقل إنه خليفة ، وقال : أصحاب رسول الله ﷺ يسمونه أمير المؤمنين وهؤلاء ، يعني الذين لا يثبتون خلافته ، كأن يعني كلامه أن هؤلاء قد نسبهم إلى أنهم قد كذبوا.

627- أخبرني علي بن سليمان ، قال : حدثنا علي بن زكريا التمار ، سمع أبا عبد الله وذكر عليا فقال : أمير المؤمنين ، وتعجب ممن لا يقول أمير المؤمنين ، وقد رجم شراحة.

628- أخبرني محمد بن علي ، قال : سمعت محمد بن مطهر المصيصي ، قال : سألت أبا عبد الله عن التفضيل ، فذكر الجواب ، وذكر حديث حماد بن سلمة عن سعيد بن جمهان ، عن سفينة في الخلافة ، قال : علي عندنا من الراشدين والمهديين ، وحماد بن سلمة عندنا ثقة ، وما نزداد فيه كل يوم إلا بصيرة.

629- وكتب إلي يوسف بن عبد الله قال : حدثنا الحسن بن علي بن الحسن ، قال : سمعت أبا عبد الله يقول في التفضيل : أبو بكر وعمر وعثمان ، ومن قال : علي ، لم أعنفه ، ثم ذكر حديث حماد بن سلمة ، عن سعيد بن جمهان ، عن النبي ﷺ قال : ( الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ). وقال : يعني أبا عبد الله : علي عندنا من الأئمة الراشدين ، وحماد بن سلمة عندنا الثقة ، وما نزداد كل يوم فيه إلا بصيرة.

630- أخبرني الحسين بن حسان ، أن أبا عبد الله سئل عن السنة في أصحاب محمد ، فقال : أبو بكر وعمر وعثمان في حديث ابن عمر ، وعلي من الخلفاء في حديث سفينة ، علي من الخلفاء ، الخلافة ثلاثون عاما.

631- وأخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، حدثنا سريج بن النعمان ، قال : حدثنا حشرج ، قال : قلت لسعيد بن جمهان : أين لقيت سفينة ؟ قال : ببطن نخلة زمن الحجاج.

632- وأخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : قلت لأبي : سعيد بن جمهان هذا رجل مجهول ؟ قال : لا ، روى عنه غير واحد : حماد بن سلمة ، وحماد بن زيد ، والعوام بن حوشب ، وحشرج بن نباتة.

633- وأخبرنا محمد بن علي ، قال : حدثنا مهنى ، قال : سألت أحمد عن حشرج بن نباتة ، فقال : ليس به بأس ، قلت : بصري ؟ قال : لا أدري ، ولكن سعيد بن جمهان الذي حدث عنه بصري.

634- وأخبرني محمد بن علي ، في موضع آخر قال : حدثنا مهنى ، قال : سألت أحمد عن حشرج بن نباتة ، فقال : لا بأس به ، قلت : من أين كان ؟ قال : بصري . قلت : روى عن غير سعيد بن جمهان ؟ قال : لا.

635- وأخبرني محمد بن علي ، قال : حدثنا صالح ، قال : سألت أبي عن سعيد بن جمهان ، قال : بصري ، روى عنه البصريون.

636- سمعت أبا بكر بن صدقة ، يقول : سمعت غير واحد من أصحابنا ، وأبا القاسم بن الجبلي غير مرة أنهم حضروا أبا عبد الله سئل عن حديث سفينة ، فصححه ، فقال رجل : سعيد بن جمهان ، كأنه يضعفه ، فقال أبو عبد الله : يا صالح ، خذ بيده ، أراه قال : أخرجه ، هذا يريد الطعن في حديث سفينة.

637- وأخبرني يزيد بن الهيثم بن طهمان ، قال : قال يحيى بن معين : سعيد بن جمهان ليس به بأس.

638- أخبرني محمد بن أبي هارون ، ومحمد بن جعفر : أن أبا الحارث حدثهم قال : جاءنا عدد معهم رقعة قدموا من الرقة ، وجئنا بها إلى أبي عبد الله : ما تقول رحمك الله فيمن يقول : حديث سفينة حديث سعيد بن جمهان أنه باطل ؟ فقال أبو عبد الله : هذا كلام سوء رديء ، يجانبون هؤلاء القوم ، ولا يجالسون ، ويبين أمرهم للناس.

639- وأخبرني محمد بن علي ، قال : حدثنا صالح أنه قال لأبيه في هذه المسألة : فإن قال قائل : فينبغي لمن ثبت الخلافة على علي أن يربع به ؟ قال : إنما نتبع ما جاء ، وما قولنا نحن ؟ وعلي عندي خليفة ، قد سمى نفسه أمير المؤمنين ، وسماه أصحاب رسول الله ﷺ أمير المؤمنين ، وأهل بدر متوافرون يسمونه أمير المؤمنين . قلت : فإن قال قائل : نجد الخارجي يخرج فيتسمى بأمير المؤمنين ، ويسميه الناس أمير المؤمنين ؟ قال : هذا قول سوء خبيث ، يقاس علي رضي الله عنه إلى رجل خارجي ، ويقاس أصحاب رسول الله ﷺ إلى سائر الناس ، هذا قول رديء ، أفيقول إنما كان علي خارجيا ؟ إذا بئس القول هذا.

640- وأخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : سألت أبي عن الخلافة ، فذكر المسألة ، قال : وسمعت أبي يقول : والخلافة على ما روى سفينة ، عن النبي ﷺ : الخلافة في أمتي ثلاثون سنة.

641- حدثني يحيى بن محمد بن صاعد ، حدثنا يعقوب الدورقي ، قال : سألت أبا عبد الله عن قوله : أبو بكر وعمر وعثمان ، قال : هذا في التفضيل ، وعلي الرابع في الخلافة ، ونقول بقول سفينة : الخلافة في أمتي ثلاثون سنة.

642- وأخبرني محمد بن علي ، قال : حدثنا صالح بن أحمد في هذه المسألة : سمعت أبي يقول : فملك أبو بكر سنتين وشيئا ، وعمر عشرا ، وعثمان اثنتا عشرة ، وعلي ست.

643- وأخبرنا عبد الله بن أحمد ، أنه سمع أباه ، في هذه المسألة قال : أصحاب رسول الله ﷺ كانوا معه يسمونه أمير المؤمنين ، وأقام الحدود ، ورجم ، وحج بالناس ، ثم لم يعتب عليه في قسمته بالعدل ، وكل ما كان عليه من مضى من اتباعه الحق ، قلت : لأبي : إن قوما يقولون : ليس هو خليفة ، قال : هذا قول سوء رديء ، قد حج ، وقطع ، ورجم ، وأصحاب رسول الله يقولون له : يا أمير المؤمنين ، فيكون هذا إلا خليفة . قلت لأبي : من احتج بحديث عبيدة أنه قال لعلي : رأيك في الجماعة أحب إلي من رأيك في الفرقة ، كلام هذا معناه ، قال أبي : إنما أراه أمير المؤمنين بذلك يضع من نفسه ، قوله : خبطتنا فتنة ، تواضع بذلك.

644- وأخبرني محمد بن علي بن محمود بن قديد الوراق ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم البغوي ، قال : وذكر عند أحمد بن حنبل يوما ونحن عنده فقالوا : يا أبا عبد الله ، إن ها هنا من يقول : من قال : إن عليا إمام عدل فقد أهدر دم طلحة والزبير ، فقال له قوم عنده : يا أبا عبد الله : هذا كفر ؛ لأن هذا حكم رب العالمين تبارك وتعالى ، فمن قال هذا فكأنه حكم صير إليه ، وهذا طلحة بن عبيد الله انتزع له مروان بن الحكم سهما وهو معهم واقف يوم الجمل في الصف وقال : لا أطلب بدم عثمان أحدا غيرك ، فرماه بسهم فقتله ، وهذا الزبير بن العوام قتله ابن جرموز ، وعلي يقول : بشر قاتل ابن صفية بالنار . فهذه دماء تبرأ علي منها ، فألزمه إياها ، فما زاد أحمد على أن قال : هذا الحوري ، يعني أنه هو ، قال : ذا ، فقال : ما كان بصيرا بالحديث ولا بالرأي.

645- وأخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني ، قال : سألت أبا عبد الله عن أصحاب رسول الله ﷺ ، فقال : خير هذه الأمة بعد النبي ﷺ : أبو بكر ثم عمر ثم عثمان . على حديث ابن عمر . قال أحمد : وعلي في الخلفاء . قلت : أليس تقول : علي خير من بقي بعد الثلاثة في الخلافة ؟ قال : هو خليفة ، قلت : ولا يدخل في ذلك طلحة والزبير ؟ قال : لا ، أي شيء يدخل على طلحة والزبير ، ألا ترى أن عليا كان يقيم الحدود ، ويقسم الفيء ، ويجمع بالناس ، فإن قلت : ليس خليفة ففيه شناعة شديدة.

646- وأخبرني عبد الملك بن عبد الحميد الميموني ، أنه قال لأبي عبد الله : فإنا وبعض إخوتي هو ذا نعجب في إدخالك عليا في الخلافة ، قال لي : فأيش أصنع وأيش أقول بقول علي رحمه الله : أنا أمير المؤمنين ، ويقال له : يا أمير المؤمنين ، ويحج بالناس ، والموسم ، وتلك الأحكام ، والصلاة بالناس ، وما قطع ، وما قتل ، يترك ؟ قلت : فما تصنع وما تقول في قتال طلحة والزبير رحمهما الله إياه ، وتلك الدماء ؟ قال : ما لنا نحن وما لطلحة والزبير وذكر ذا ، ثم أعاد علي غير مرة : ما لنا نحن وما لقتال هؤلاء ، وما كان من تلك الدماء . وذكر حجه وحكمه أيضا . قال عبد الملك : وهذا آخر ما فارقني عليه سنة سبع وعشرين ونحن جلوس.

647- أخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشار الواسطي ، قال : حدثني أبو طلحة بن بنت سعيد بن جمهان ، قال : سمعت جدي أبا أمي سعيد بن جمهان يقول : سمعت سفينة ، يقول : قال رسول الله ﷺ : الخلافة بعدي ثلاثون سنة.

648- أخبرني الحسن بن صالح، : قال : حدثنا محمد بن حبيب ، قال : حدثنا محمد بن أبي حسان ، قال : قلت : يا أبا عبد الله ، كان علي إماما ؟ قال : نعم ، كان إماما عدلا ، رحمه الله . وكان عمه حاضرا ، فقال لي عمه بحضرة أبي عبد الله ، وأبو عبد الله يسمع : هؤلاء الفساق الفجار الذين لا يثبتون إمامة علي : رجل كان يقسم الفيء ، ويرجم ، ويقيم الحدود ، ويسمى أمير المؤمنين ، فكان خارجيا يكذب ؟ وأصحاب رسول الله ﷺ يكذبون ؟ . وأبو عبد الله ساكت يتبسم.

649- أخبرني الحسن بن صالح، : قال : حدثنا محمد بن حبيب ، قال : أخذته من فوزان وصححها ، عن أبي بكر الأحول المشكاني ، عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل ، وكتب إلي أحمد بن الحسن الوراق من الموصل قال : حدثنا بكر بن محمد بن الحكم ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله ، أنه قال له : أليس تثبت خلافة علي ؟ سبحان الله ، كان إماما من الخلفاء الراشدين المهديين . قال أبو عبد الله : سعيد بن جمهان روى عنه عدة ، وسألته عمن ضعف حديث سفينة من قبل سعيد بن جمهان ، فقال : بئس القول هذا ، سعيد بن جمهان رجل معروف ، روى عنه حماد بن سلمة ، وحماد بن زيد ، والعوام ، وعبد الوارث ، وحشرج بن نباتة ، هؤلاء خمسة أحفظ أنهم رووا عنه ، قلت : فما تقول فيمن لم يثبت خلافة علي ؟ قال : بئس القول هذا . زاد أحمد بن الحسن عن بكر عن أبيه : قلت : يكون من أهل السنة ؟ قال : ما أجترئ أن أخرجه من السنة ، تأول فأخطأ ، قلت : من قال : حديث ابن مسعود : تدور رحا الإسلام بخمس وثلاثين . وقال أحمد بن الحسن : لست وثلاثين ، إنها من مهاجر النبي ﷺ ، فقال : لقد اجترأ هذا وما علمه ، أيكون أن يصف النبي ﷺ الإسلام لسنين هو في الحياة ، إنما يصف ما يكون بعده من السنين قال : وسألت أبا عبد الله

قلت : أثبت شيء يروى عن النبي ﷺ في خلافة علي ؟ قال : من لم يثبت خلافة علي فيزعم أن أصحاب رسول الله ﷺ كانوا في رهج وفتنة وأبطل أحكامهم ؟ قال : فيروى عن النبي ﷺ حديث سفينة ، وحديث ابن مسعود . حديث العوام بن حوشب عن الشيباني ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن عبد الله ، عن النبي ﷺ : (تدور رحا الإسلام لخمس وثلاثين) . فكان النبي ﷺ يثبت أن أمر الناس خمس وثلاثون ، أمرهم على الحق قال : ويروى ، عن الزهري : أن معاوية كان أمره خمس سنين ، لا ينكر عليه شيء . قال : فكان هذا على حديث النبي ﷺ : (خمس وثلاثون) ، قال : ومنصور يروي ، عن ربعي ، عن البراء بن ناجية ، عن عبد الله : (ستزول رحا الإسلام بعد خمس وثلاثين) زاد أحمد بن الحسين عن بكر ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله قال : حدثنا يزيد بن هارون ، عن العوام ، عن الشيباني ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن عبد الله ، عن رسول الله ﷺ قال : (تزول رحا الإسلام بعد خمس وثلاثين) .

650- قال أبو بكر الخلال : لو تدبر الناس كلام أحمد بن حنبل رحمه الله في كل شيء وعقلوا معاني ما يتكلم به ، وأخذوه بفهم وتواضع ، لعلموا أنه لم يكن في الدنيا مثله في زمانه أتبع منه للحديث ، ولا أعلم منه بمعانيه وبكل شيء ، والحمد لله ، وقد تكلمت في هذا في غير موضع ، وبينت عنه معاني ما يتكلم به في غير شيء من العلوم ، فانظروا إلى ما تكلم فيه أيضا في الشهادة للعشرة أنهم في الجنة ، وما دفع قول عبد الرحمن بن مهدي ، وما رد قول الأوزاعي وغيره بالأحاديث عن النبي ﷺ ، وما أجهد نفسه مع العلماء في وقتهم حتى أوضح لهم أمر تثبيت الشهادة لهم بالجنة على معاني الحديث وقول رسول الله ﷺ والحجة به ، وما بين أيضا من تثبيت خلافة علي بن أبي طالب رحمه الله ، وكيف احتج بالأحاديث في تثبيتها وأنكر على من تكلم فيها ، وجاهدهم جهادا فيما تكلموا به من أمر طلحة والزبير وغيرهم ، وجواباته لهم على معاني النصح والشفقة للمسلمين ، والدعوة له إلى منهاج الحق ، وقبوله لقولهم ولآرائهم ، ولما كانوا عليه من ذلك حتى لا يخالفون في قول قالوه ، ولا فعل فعلوه ، فهم الأئمة الدالون على منهاج شرائع الدين ، فنسأل الله البر الرحيم أن يصلي على محمد عبده ورسوله ﷺ ، وأن يجزيه عنا من نبي خيرا ، وأن يجزي عنا أصحابه صلوات الله عليهم خيرا ، فقد أوضحوا السبيل ، ونصحوا للمسلمين ، ثم بعدهم فجزى الله العظيم أحمد بن حنبل عنا أفضل الجزاء ، المعلم المشفق ، الدال على ما يقرب من الله تبارك وتعالى من اتباعهم وذكرهم بالجميل ، ونسأل الله التوفيق.

651- وأخبرني محمد بن الحسين ، أن الفضل بن زياد حدثهم قال : سمعت أبا عبد الله يحدث ، عن عبد الرزاق ، عن محمد بن راشد ، عن عوف ، قال : كنت عند الحسن ، فكان ثم رجل انتقص أبا موسى باتباعه عليا ، فغضب الحسن ثم قال : سبحان الله ، قتل أمير المؤمنين عثمان ، فاجتمع الناس على خيرهم فبايعوه ، أفيلام أبو موسى وأتباعه.

ذكر أبي عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان وخلافته ، رضوان الله عليه

652- أخبرني أبو النضر العجلي ، أنه سأل أبا عبد الله عن حديث جابر بن سمرة : يكون بعدي اثنا عشر أميرا ، أو قال : خليفة ، فقال : قد جاء.

653- وأخبرني محمد بن علي ، أن مهنا حدثهم قال : سألت أحمد عن معاوية بن أبي سفيان ، فقال : له صحبة . قلت : من أين هو ؟ قال : مكي قطن الشام.

654- وأخبرني عبد الملك بن عبد الحميد الم‍يموني ، قال : قلت لأحمد بن حنبل : أليس قال النبي ﷺ : كل صهر ونسب ينقطع إلا صهري ونسبي ؟ قال : بلى ، قلت : وهذه لمعاوية ؟ قال : نعم ، له صهر ونسب . قال : وسمعت ابن حنبل يقول : ما لهم ولمعاوية ، نسأل الله العافية.

655- وأخبرني محمد بن علي ، قال : حدثنا أبو بكر الأثرم ، قال : حدثنا إسحاق بن محمد المدني ، عن عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة ، عن أم بكر بنت المسور بن مخرمة ، عن المسور بن مخرمة ، قال : قال رسول الله ﷺ : ينقطع كل نسب إلا نسبي وسببي وصهري.

656- وأخبرني محمد ، قال : حدثنا أبو بكر الأثرم ، قال : حدثنا عبد الله بن عمر ، قال : حدثنا أبو المحياة التيمي ، عن عمر بن بزيع ، قال : سمعت علي بن عبد الله بن عباس وأنا أريد أن أسب معاوية فقال لي : مهلا ، لا تسبه ؛ فإنه صهر رسول الله ﷺ.

657- أخبرني أحمد بن محمد بن مطر ، وزكريا بن يحيى ، أن أبا طالب حدثهم أنه سأل أبا عبد الله : أقول : معاوية خال المؤمنين ؟ وابن عمر خال المؤمنين ؟ قال : نعم ، معاوية أخو أم حبيبة بنت أبي سفيان ، زوج النبي ﷺ ورحمهما ، وابن عمر أخو حفصة زوج النبي ﷺ ورحمهما ، قلت : أقول : معاوية خال المؤمنين ؟ قال : نعم.

658- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت هارون بن عبد الله ، يقول لأبي عبد الله : جاءني كتاب من الرقة أن قوما قالوا : لا نقول : معاوية خال المؤمنين ، فغضب وقال : ما اعتراضهم في هذا الموضع ، يجفون حتى يتوبوا.

659- أخبرني محمد بن أبي هارون ، ومحمد بن جعفر ، أن أبا الحارث حدثهم قال : وجهنا رقعة إلى أبي عبد الله : ما تقول رحمك الله فيمن قال : لا أقول إن معاوية كاتب الوحي ، ولا أقول إنه خال المؤمنين ، فإنه أخذها بالسيف غصبا ؟ قال أبو عبد الله : هذا قول سوء رديء ، يجانبون هؤلاء القوم ، ولا يجالسون ، ونبين أمرهم للناس.

660- وأخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : قلت لأبي عبد الله : أيهما أفضل : معاوية أو عمر بن عبد العزيز ؟ فقال : معاوية أفضل ، لسنا نقيس بأصحاب رسول الله ﷺ أحدا . قال النبي ﷺ : (خير الناس قرني الذين بعثت فيهم).

661- أخبرني عصمة بن عاصم ، قال : حدثنا حنبل ، قال : سمعت أبا عبد الله وسئل : من أفضل : معاوية أو عمر بن عبد العزيز ؟ قال : من رأى رسول الله ﷺ ، وقال رسول الله ﷺ : (خير الناس قرني.)

662- أخبرني يوسف بن موسى ، وأحمد بن الحسين بن حسان ، أن أبا عبد الله ، قيل له : هل يقاس بأصحاب رسول الله ﷺ أحد ؟ قال : معاذ الله ، قيل : فمعاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز ؟ قال : إي لعمري ، قال النبي ﷺ : (خير الناس قرني).

663- سمعت أبا بكر بن صدقة ، يقول : حدثنا إبراهيم بن سعيد ، قال : سمعت أبا أسامة ، وذكروا له معاوية وعمر بن عبد العزيز ، فقال : لا يقاس بأصحاب النبي ﷺ أحد ، قال رسول الله ﷺ : (خير الناس قرني).

664- أخبرني أبو بكر المروذي ، قال : كتب إلينا علي بن خشرم قال : سمعت بشر بن الحارث ، يقول : سئل المعافى وأنا أسمع ، أو سألته : معاوية أفضل أو عمر بن عبد العزيز ؟ فقال : كان معاوية أفضل من ستمائة مثل عمر بن عبد العزيز.

665- أخبرنا يعقوب بن سفيان ، قال : حدثنا أبو عاصم ، عن ابن عجلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : سئل رسول الله ﷺ : أي الناس أفضل ؟ قال : (أنا ومن معي قيل : ثم من ؟ قال : الذين على الأثر . قيل : ثم من ؟ قال : الذي على الأثر . ثم رفضهم في الرابعة).

666- أخبرني محمد بن يزيد بن سعيد النهرواني ، قال : وجدت في كتاب أبي بخطه قال : حدثني الفضل بن جعفر ، قال : يا أبا عبد الله ، أيش تقول في حديث قبيصة ، عن عباد السماك ، عن سفيان : أئمة العدل خمسة : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز ، فقال : هذا باطل . يعني ما ادعى على سفيان ، ثم قال : أصحاب رسول الله ﷺ لا يدانيهم أحد ، أصحاب رسول الله ﷺ لا يقاربهم أحد . قال : وسألت أبا معمر الكرخي عن أصحاب النبي ﷺ ، فقال : أبو بكر وعمر وعثمان . قلت : إن عندنا إنسانا يقول : وعلي وعمر بن عبد العزيز . فقال أبو معمر : ما قال بهذا أحد ، ويحك من هذا ؟ لم تصحبون مثل هذا ؟ لم يخطأ معاوية ؟ أصحاب محمد عليه السلام خير الناس بعد رسول الله ، لو جاء من بعدهم بأمثال الجبال من الأعمال لكانوا أفضل منه ، لقول النبي ﷺ : (لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) . ولو أن رجلا في قلبه على أصحاب محمد ﷺ لكان كافرا ؛ لأن الله عز وجل يقول : {أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار} ، فمن كان في قلبه غيظ فهو كافر.

667- أخبرنا محمد بن علي ، قال : حدثنا أبو بكر الأثرم ، قال : حدثنا أحمد بن جواس أبو عاصم الحنفي ، قال : حدثنا أبو هريرة المكتب حباب قال : كنا عند الأعمش فذكروا عمر بن عبد العزيز وعدله ، فقال الأعمش : فكيف لو أدركتم معاوية ؟ قالوا : يا أبا محمد ، يعني في حلمه ؟ قال : لا والله ، ألا بل في عدله.

668- أخبرنا محمد بن علي ، قال : حدثنا أبو بكر الأثرم ، قال : حدثنا عمر بن جبلة ، قال : حدثنا محمد ابن مروان ، عن يونس ، عن قتادة ، قال : لو أصبحتم في مثل عمل معاوية لقال أكثركم : هذا المهدي.

669- أخبرنا محمد بن سليمان بن هشام ، قال : حدثنا أبو معاوية الضرير ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، قال : لو رأيتم معاوية لقلتم : هذا المهدي.

670- أخبرني محمد بن علي ، قال : حدثنا محمد بن العلاء ، عن أبي بكر بن عياش ، عن أبي إسحاق، : ما رأيت بعده مثله ، يعني معاوية.

671- أخبرنا محمد بن حصن ، قال : حدثنا محمد بن زنبور ، قال : قال الفضيل : أوثق عملي في نفسي حب أبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح ، وحبي أصحاب محمد عليه السلام جميعا ، وكان يترحم على معاوية ويقول : كان من العلماء من أصحاب محمد عليه السلام.

672- أخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبو سعيد الأشج ، قال : حدثنا أبو أسامة ، قال : حدثني الثقة ، عن أبي إسحاق ، أنه ذكر معاوية فقال : لو أدركتموه ، أو أدركتم زمانه كان المهدي.

673- أخبرنا أحمد بن الفرج أبو عتيبة الحمصي ، قال : حدثنا ضمرة ، قال : حدثنا علي بن أبي حملة ، عن أبيه ، قال : رأيت على معاوية قباء مرقوعا وهو على المنبر.

674- أخبرني عبد الملك الميموني ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا مروان بن شجاع ، قال : حدثني خصيف ، عن مجاهد ، وعطاء ، عن ابن عباس ، أن معاوية أخبره : أنه رأى رسول الله ﷺ قصر من شعره بمشقص ، قال : فقلت لابن عباس : ما بلغنا هذا إلا عن معاوية ، فقال : ما كان معاوية على رسول الله ﷺ متهما.

675- أخبرنا عبد الله ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا وكيع ، عن أبي المعتمر يعني الحسوي ، قال : واسمه يزيد بن طهمان ، عن ابن سيرين ، قال : كان معاوية لا يتهم في الحديث على رسول الله ﷺ.

676- أخبرنا عبد الله ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا أبو بكر ، عن أبي إسحاق ، قال : لما قدم معاوية عرض الناس على عطية آبائهم حتى انتهى إلي ، فأعطاني ثلاثمئة درهم. 677- أخبرني عبد الملك الميموني ، قال : حدثنا أبو سلمة ، قال : حدثنا عبد الله بن المبارك ، عن معمر ، عن همام بن منبه ، قال : سمعت ابن عباس ، يقول : ما رأيت رجلا كان أخلق للملك من معاوية ، إن كان الناس ليردون منه على وادي الرحب ولم يكن كالضيق الحصيص ، الضجر المتغضب.

سألت أحمد بن يحيى ثعلب عن حديث ابن عباس : لم يكن معاوية كالضيق الحصيص ، فقال : يضبط الأمور ، قلت لثعلب : يكون أنه يعني لم يكن ضيق الخلق ؟ قال : يكون في الخلق وغيره إلا أنه في المال أكثر ، ورأيت ما يغلب على ثعلب في قوله : إنه يضبط الأمور.

678- أخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : سمعت أبي يقول في حديث ابن عمر : ما رأيت أحدا بعد النبي ﷺ كان أسود من معاوية . قال : تفسيره : أسخى منه.

قال أبو بكر الخلال : وقد روى هذا التفسير عن أحمد بن حنبل غير واحد ثقة ، منهم : محمد بن المثنى صاحب بشر بن الحارث رحمه الله ، والدوري حكاه عن بعض أصحابه ، ولا أحسب إلا أنه سمعه من محمد بن المثنى ، لأنهما جميعا رويا الحديث عن نوح بن يزيد حدثناه الدوري قال : حدثنا نوح بن يزيد المؤدب قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : ما رأيت أحدا بعد رسول الله ﷺ كان أسود من معاوية . قال : قلت : هو كان أسود من أبي بكر ؟ قال : هو والله أخير منه ، وهو والله كان أسود من أبي بكر . قال : قلت : فهو كان أسود من عمر ؟ قال : عمر والله كان أخير منه ، وهو والله أسود من عمر . قال : قلت : هو كان أسود من عثمان ؟ قال : والله إن كان عثمان لسيدا ، وهو كان أسود منه . قال الدوري : قال بعض أصحابنا : قال أحمد بن حنبل : معنى أسودا أي أسخى.

679- وأخبرني محمد بن مخلد بن حفص العطار ، قال : حدثني محمد بن المثنى ، قال : حدثنا نوح بن يزيد بن سيار أبو محمد المؤدب ، قال : وسأل أحمد بن حنبل عنه ، فقال : اكتب منه ، فإنه كان مؤدب إبراهيم بن سعد ، وحج معه . قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، عن نافع ، عن عبد الله بن عمر قال : قلت : وهو كان أسود من أبي بكر ؟ قال : أبو بكر أفضل منه ، وكان هو أسود من أبي بكر . قال : قلت : أهو كان أسود من عمر ؟ قال : عمر كان أفضل منه ، وهو الله كان أسود من عمر . قال : قلت : هو كان أسود من عثمان ؟ قال : والله إن كان عثمان لسيدا ، ومعاوية والله كان أسود منه . قال : سألت أحمد بن محمد بن حنبل فقلت : يا أبا عبد الله ، أيش معنى السيد ؟ قال : السيد : الحليم ، والسيد : المعطي ، أعطى معاوية أهل المدينة عطايا ما أعطاها خليفة كان قبله.

680- أخبرني محمد بن مخلد ، قال : حدثني أبو منصور بن داود بن طوق الصغاني ، قال : حدثنا سعيد ابن منصور ، قال : حدثنا هشيم ، عن العوام بن حوشب ، عن جبلة بن سحيم ، قال : سمعت ابن عمر ، يقول : ما رأيت بعد رسول الله ﷺ أسود من معاوية ، فقيل : ولا أبوك ؟ قال : أبي عمر رحمه الله خير من معاوية ، وكان معاوية أسود منه.

681- أخبرني محمد بن مخلد ، قال : حدثني نصر بن داود ، قال : حدثنا محمد بن عبد الملك ، قال : حدثني أبو عاصم العباد أبي ، عن هشام ، عن محمد بن سيرين ، عن ابن عمر ، قال : كان معاوية أحلم الناس . قالوا : يا أبا عبد الرحمن ، أبو بكر ؟ قال : أبو بكر رحمه الله خير من معاوية ، ومعاوية من أحلم الناس ، قالوا : يا أبا عبد الرحمن ، عمر ؟ قال : عمر خير من معاوية ، ومعاوية من أحلم الناس.

682- أخبرنا علي بن حرب ، قال : حدثنا محمد بن بشر ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس ، قال : مرض معاوية مرضا عاوده فيه ، فجعل يقلب ذراعيه كأنهما عسيبا نخل ويقول : هل الدنيا إلا ما ذقنا أو جربنا ، والله لوددت أني لا أغبر فيكم فوق ثلاث . قالوا : إلى مغفرة الله ورحمته ؟ قال : إلى ما شاء الله من قضاء قضاه لي ، قد علم أني لم آل وما كره . والله عز وجل غير.

683- أخبرنا عبد الله بن محمد بن شاكر ، قال : حدثنا أبو أسامة ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن معمر ، عن الزهري ، قال : عمل معاوية بسيرة عمر بن الخطاب سنين لا يخرم منها شيئا.

684- أخبرنا محمد بن علي ، قال : حدثنا مهنا ، قال : سألت أحمد عن حديث ، وكيع ، عن هشام ، عن أبيه ، عن معاوية : لا حلم إلا

التجربة . فقال : ما أعجب هذا ؟ . قال مهنا : وسألت يحيى بن معين : هل سمع عروة بن الزبير من معاوية ؟ فقال : نعم ، قلت : ما هو ؟ قال : يقول عروة : سمعت معاوية يخطب يقول : لا حلم إلا التجربة ، قلت : من يقول : قال : هشام بن عروة يقول عن عروة.

685- أخبرني محمد بن علي ، قال : حدثنا الأثرم ، قال : حدثنا أحمد بن شبويه ، عن سليمان بن صالح ، عن ابن المبارك ، عن خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد ، قال : قال أبي : كان ابن الزبير يتشبه بمعاوية في الحلم.

686- أخبرني محمد بن علي ، قال : حدثنا الأثرم ، قال : حدثنا منجاب بن الحارث ، قال : حدثني أبو عامر الأسدي ، عن موسى بن عبد الملك بن عمير ، عن أبيه ، قال : كان معاوية بن أبي سفيان من أحلم الناس.

687- وأخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني سعدان بن يزيد البزار ، قال : حدثني أبو صالح الفراء ، قال : سمعت يوسف بن أسباط ، يقول : قال رجل لسفيان الثوري : بلغنا أنك تبغض عثمانا ؟ ففزع ، فقال : لا والله ، ولا معاوية ، رحمهما الله.

688- أخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا يحيى بن إسحاق ، قال : أنبأ الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن سويد بن قيس ، عن زهير بن قيس البلوي ، عن علقمة بن رمثة (أن رسول الله ﷺ بعث عمرو بن العاص ، فخرج رسول الله ﷺ في سرية فخرجنا معه فنعس رسول الله ﷺ فاستيقظ ، فقال : رحم الله عمرا قال : فتذاكرنا كل من كان اسمه عمرا ، قال : فنعس رسول الله ﷺ فقال : رحم الله عمرا . قال : ثم نعس الثالثة فاستيقظ ، فقال : رحم الله عمرا . قلنا : يا رسول الله ، من عمرو هذا ؟ قال : عمرو بن العاص قلنا : ما شأنه ؟ قال : كنت إذا ندبت الناس إلى الصدقة جاء فأجزل منها ، فأقول : يا عمرو أنى لك هذا ؟ فيقول : هذا من عند الله . قال : صدق عمرو إن له عند الله خيرا كثيرا . قال زهير بن قيس : فلما قبض النبي عليه السلام قلت : لألزمن هذا الذي قال رسول الله ﷺ : إن له عند الله خيرا كثيرا حتى أموت.

689- أخبرنا عبد الله بن محمد بن شاكر ، قال : حدثنا أبو أسامة ، قال : حدثنا نافع بن عمر الجمحي ، عن ابن أبي مليكة ، قال : قال طلحة بن عبيد الله : على ما أحدث به عن رسول الله ﷺ ، ألا إني سمعته يقول : (عمرو بن العاص من صالحي قريش).

690- أخبرني محمد بن الحسين ، أن الفضل بن زياد حدثهم قال : سمعت أبا عبد الله ، وسئل عن رجل انتقص معاوية وعمرو بن العاص ، أيقال له رافضي ؟ فقال : إنه لم يجترئ عليهما إلا وله خبيئة سوء ، ما انتقص أحد أحدا من أصحاب رسول الله ﷺ إلا له داخلة سوء . قال رسول الله ﷺ : (خير الناس قرني).

691- أخبرني أحمد بن محمد بن مطر ، قال : حدثنا أبو طالب ، قال : سألت أبا عبد الله : يكتب عن الرجل ، إذا قال : معاوية مات على غير الإسلام أو كافر ؟ قال : لا ، ثم قال : لا يكفر رجل من أصحاب رسول الله ﷺ.

692- أخبرني يوسف بن موسى ، أن أبا عبد الله سئل عن رجل شتم معاوية ، يصيره إلى السلطان ؟ قال : أخلق أن يتعدى عليه.

693- أخبرني محمد بن موسى ، قال : سمعت أبا بكر بن سندي قرابة إبراهيم الحربي قال : كنت ، أو حضرت ، أو سمعت أبا عبد الله وسأله رجل : يا أبا عبد الله ، لي خال ذكر أنه ينتقص معاوية ، وربما أكلت معه ، فقال أبو عبد الله مبادرا : لا تأكل معه.

694- أملى علي أبو القاسم بن الجبلي قال : حدثنا محمد بن حميد ، قال : حدثنا سلمة بن الفضل ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عبد الله بن الزبير ، ذكر من كتب للنبي ﷺ ، فذكر عبد الله بن الأرقم ، وذكر معاوية.

695- أخبرنا عبد الله ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن علي بن الحكم ، قال : حدثني أبو حسن ، أن عمرو بن مرة قال لمعاوية : يا معاوية ، إني سمعت رسول الله ﷺ يقول : (ما من إمام أو قال : وال يغلق بابه دون الحاجة ، والخلة ، والمسكنة ، إلا أغلق الله عليه أبواب السماوات دون خلته وحاجته ومسكنته) . قال : فجعل معاوية رجلا على حوائج الناس.

696- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : حدثنا أبو عبد الله ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن معاوية بن صالح ، عن يونس بن سيف ، عن الحارث بن زياد ، عن أبي رهم ، عن العرباض بن سارية ، قال : سمعت النبي ﷺ يقول في شهر رمضان يدعو إلى السحور يقول : (هلموا إلى الغداء المبارك) وسمعته يقول : )اللهم علم معاوية الحساب والكتاب ، وقه العذاب).

697- أخبرنا يعقوب بن سفيان أبو يوسف الفارسي ، قال : حدثنا محمود بن خالد الأزرق ، قال : حدثنا عمر بن عبد الواحد ، قال : حدثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن ربيعة ، عن يزيد : أن بعثا من أهل الشام كانوا مرابطين بآمد ، وكان على حمص عمير بن سعد فعزله عثمان وولى معاوية ، فبلغ ذلك أهل حمص فشق عليهم ، فقال عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني : سمعت رسول الله ﷺ يقول لمعاوية : (اللهم اجعله هاديا مهديا ، واهده واهد به).

698- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : حدثني أبو الفتح السمسار ، قال : حدثني بشر بن الحارث ، قال : حدثنا سليمان بن حرب ، قال : حدثنا أبو هلال ، عن جبلة بن عطية ، عن مسلمة بن مخلد ، قال : رأى معاوية يأكل ، أو حدثه مسلمة ، عن رجل ، قال : رأى معاوية يأكل ، قال : فقال لعمرو بن العاص : إن ابن عمك هذا المخضد ، قال : أما إني أقول وقد سمعت رسول الله ﷺ : (اللهم علمه الكتاب ، ومكنه في البلاد ، وقه العذاب).

699- وأخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : حدثنا أبو الفتح ، قال : قال أبو نصر يعني بشرا ، حدثني زيد بن أبي الزرقاء ، قال : حدثني الوليد بن مسلم ، قال : سمعت سعيد بن عبد العزيز ، عن يونس بن ميسرة بن حلبس ، عن عبد الرحمن ، أنه سمع رسول الله ﷺ وذكر معاوية فقال : (اللهم اجعله هاديا مهديا ، واهد به).

700- أخبرنا أبو بكر ، قال : حدثنا أبو الفتح ، قال : حدثنا أبو نصر ، حدثنا الوليد بن مسلم ، عن صفوان بن عمرو ، عن أبي اليمان أو غيره (أن رسول الله ﷺ ذكر فتح الشام فقال : كيف وإن منها لرجالا نحن أحقر في أعينهم من القردان في أستاه الإبل . وفي يدي رسول الله ﷺ محصرة فوضعها بين كتفي معاوية وقال : عسى الله أن يكفيهم بغلام من قريش . وقال بالعصا فثبتها بين كتفي معاوية).

701- أخبرني حرب ، قال : حدثنا أبو بكر حماد بن المبارك قال : حدثنا يعقوب بن الفرج ، عن عبد الله بن المبارك ، عن خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن شداد بن أوس ، قال : قال رسول الله ﷺ : (معاوية أحلم أمتي وأجودها) .

702- أخبرني حرب ، قال : حدثنا محمد بن مصفى ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن واقد ، عن بشير بن زاذان ، عن عمر بن صبح ، عن مكحول ، عن شداد بن أوس ، أن رسول الله ﷺ قال : (معاوية أحلم أمتي وأجودها).

703- وأخبرني حرب ، قال : حدثنا محمد بن مصفى ، عن إبراهيم بن زكريا ، عن مالك بن أنس ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر (أن جعفر بن أبي طالب أهدى إلى رسول الله ﷺ سفرجلا فأعطى معاوية ثلاث سفرجلات وقال : القني بهن في الجنة).

704- أخبرني حرب ، قال : حدثنا محمد بن مصفى ، عن عبد العزيز بن عمر ، قال : حدثني إسماعيل بن عياش ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، عن أبيه ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله ﷺ : (يا معاوية ، أنت مني وأنا منك ، لتزاحمني على باب الجنة كهاتين).

705- أخبرنا أحمد بن محمد بن حازم ، أن إسحاق بن منصور حدثهم ، أنه قال لأبي عبد الله ، قال : قريش ، والأنصار ، ومزينة ، وجهينة ، وأسلم ، وغفار ، وأشجع ، موالي ، ليس لهم مولى دون الله عز وجل ورسوله ؟ قال أحمد : أنعم الله تبارك وتعالى عليهم بالنبي ﷺ ، ليس لأحد عليهم نعمة . قال إسحاق بن منصور : قال إسحاق بن راهويه : كما قال.

706- أخبرنا يعقوب بن سفيان ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ، قال : حدثني أبي ، عن الوليد بن داود الأنصاري من آل عبادة بن الصامت ، عن ابن عمه عبادة بن الوليد أنه حدثه عن أبيه ، عن جده ، أن رسول الله ﷺ قال : (قريش ، والأنصار ، وأسلم ، وغفار ، وجهينة ، ومزينة ، وأشجع ، موالي من دون الناس ، ليس لهم من دون الله مولى).

707- حدثنا يعقوب ، قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ﷺ : (قريش ، والأنصار ، وغفار ، وأسلم ، ومزينة ، وجهينة ، وأشجع ، موالي ، ليس لهم مولى دون الله ورسوله).

708- أخبرنا محمد بن سعيد ، قال : حدثنا يحيى بن عباد ، قال : حدثنا إبراهيم ، قال : حدثني صالح بن كيسان ، عن ابن شهاب ، عن محمد بن أبي سفيان ، عن محمد بن سعد ، عن أبيه سعد بن أبي وقاص قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : (من يريد هوان قريش أهانه الله).

709- أخبرنا محمد ، قال : حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، قال : كان الحادي يحدو بعثمان وهو يقول : إن الأمير بعده عليا وفي الزبير خلفا رضيا قال : فقال كعب : لا ، ولكنه صاحب البغلة الشهباء . يعني معاوية ، فقيل لمعاوية : إن كعبا يسخر بك ، يزعم أنك تلي هذا الأمر ، فأتاه فقال : يا أبا إسحاق ، وكيف وها هنا علي والزبير وأصحاب رسول الله ﷺ ؟ قال : أنت صاحبها.

710- أخبرني بنان بن يحيى ، قال : حدثنا حسين بن عبد الله ، قال : حدثنا كثير بن عبد الله بن جعفر ابن أخي إسماعيل بن جعفر قال : حدثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : (أتيت رسول الله ﷺ وهو في بيت أم حبيبة وكان يومها من رسول الله ﷺ فقال : ما جاء بك يا حميراء ؟ . قالت : قلت : حاجة بدت ، قالت : دق الباب معاوية ، فقال : ائذنوا له ، قالت : فدخل يمطط في مشيته ، قال : كأني برجليه ترفلان في الجنة قالت : فجاء فجلس بين يدي رسول الله ﷺ ، قال : ما هذا القلم على أذنك يا معاوية ؟ . قال : قلم أعددته لله ورسوله ، قال : أما إنه جزاك الله عن نبيه خيرا ، فوالله ما استكتبتك إلا بوحي ، وما أعمل من صغيرة ولا كبيرة إلا بوحي ، فكيف إذا قمصك الله قميصك قالت : فوثبت أم حبيبة : ترى الله تعالى مقمصا قميصا يا رسول الله ؟ قال : نعم ، وفيه هنات وهنات قالت : فادع الله لأخي يا رسول الله . قال : جنبك الله الردى ، وزودك التقوى ، وغفر لك في الآخرة والأولى).

711- أخبرنا الدوري ، قال : حدثنا قراد ، قال : حدثنا سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال ، عن عبد الله بن مغفل ، قال : كان عبد الله بن سلام رحمه الله قريبا من المدينة ، وكان يدخل كل جمعة على حمار ، فإذا قضيت الصلاة انصرف ، قال : فلما هاج الناس لقتل عثمان رحمه الله جاء فقال : يا أيها الناس ، لا تقتلوا عثمان ، واستعتبوه ؛ فإنه ليس من أمة قتلت نبيها فيصلح الله أمرهم أبدا حتى يهريقوا دماء سبعين ألفا ، ولا قتلت أمة خليفتها فيصلح الله أمرهم أبدا حتى يهريقوا دماء أربعين ألفا منهم ، ولا هلكت أمة حتى يرفعوا القرآن على السلطان . قال سليمان : فقلت لحميد : ما يرفع القرآن على السلطان ؟ قال : ألم تر إلى أهل الأهواء كيف يتأولون القرآن على غير تأويله ، يطعنون به على السلطان ، فلا تقتلوا عثمان ، فأبوا ، فلما قتلوه جاء عبد الله بن سلام فجلس على طريق علي بن أبي طالب رحمه الله حتى أتى عليه ، فقال له : يا علي ، أين تريد ؟ قال : أريد العراق . قال : ارجع إلى منبر النبي ﷺ ، فإنك إن فارقته لم تره أبدا . فقال بعض من معه : دعنا فلنقتل هذا ، قال علي : مه ، هذا عبد الله بن سلام ، رجل منا صالح . قال عبد الله بن مغفل : كنت أستشيره في شراء أرض إلى جنب أرضه ، فقال : يا عبد الله اشتر تلك الأرض ؛ فإنها لم تكن أربعين سنة إلا كان فيها حدث . قال : فوقع صلح الناس واجتماعهم على رأس أربعين سنة من مهاجر النبي إلى المدينة.

712- أخبرنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد البلخي ، عن ليث ، عن سعد ، عن معاوية بن صالح ، عن يونس بن سيف ، عن الحارث بن زياد ، أن رسول الله ﷺ دعا لمعاوية فقال : (اللهم علمه الكتاب والحساب ، وقه العذاب).

ذكر صفين والجمل وذكر من شهد ذلك ومن لم يشهد

713- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : قيل لأبي عبد الله ونحن بالعسكر وقد جاء بعض رسل الخليفة وهو يعقوب فقال : يا أبا عبد الله ، ما تقول فيما كان من علي ومعاوية رحمهما الله ؟ فقال أبو عبد الله : ما أقول فيها إلا الحسنى ، رحمهم الله أجمعين.

714- أخبرنا محمد بن المنذر بن عبد العزيز ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي ، قال : سألت أبا عبد الله ، قلت : ما تقول فيما كان من أمر طلحة والزبير وعلي وعائشة ، وأظن ذكر معاوية ؟ فقال : من أنا ؟ أقول في أصحاب رسول الله ﷺ كان بينهم شيء ، الله أعلم.

715- أخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا سليمان بن حرب ، قال : حدثنا سلام بن مسكين ، قال : حدثنا عمران بن عبد الله بن طلحة الخزاعي ، عن سعيد بن المسيب ، قال : شهدت عليا وعثمان وكان بينهما نزغ من الشيطان ، فما ترك واحد منهما لصاحبه شيئا إلا قاله ، فلو شئت أن أقص عليكم ما قالا لفعلت ، ثم لم يبرحا حتى اصطلحا واستغفر كل واحد منهما لصاحبه.

716- أخبرنا عبد الله ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا سليمان ، قال : حدثنا عمارة بن مهران ، قال : حدثنا أبو نضرة ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : أول القصة فلا أنكرها ، فما صليت الظهر حتى دخل أحدهما آخذا بيد صاحبه كأنهما أخوان لأب وأم . يعني عثمان وعليا رحمهما الله.

717- أخبرنا هلال بن العلاء بن هلال أبو عمر الرقي ، قال : حدثني أبو يوسف محمد بن أحمد الرقي قال : حدثني أبو سلمة الخزاعي ، عن جحشفة بن العلاء ، قال : كان عمر بن عبد العزيز إذا سئل عن صفين ، والجمل ، قال : أمر أخرج الله يدي منه ، لا أدخل لساني فيه.

718- أخبرني يوسف بن موسى ، قال : سمعت أبا عبد الله ، وقيل له : روى سلمة بن كهيل ، عن بكير الطائي ، عن عدسة الطائي ، قال : سمعت عمار بن ياسر ، يقول : ما وجدنا إلا قتال أهل الشام أو دخول النار ، من بكير هذا ؟ قال : لا أعرفه.

719- وأخبرني العباس بن محمد بن أحمد بن عبد الكريم ، قال : حدثنا أبو إبراهيم الزهري ، قال : قال يحيى بن معين : عدسة الطائي عدسة بن عمرو ، وكان ينزل البادية بشراف.

720- أخبرنا أحمد بن محمد بن حازم ، وعبد الله بن العباس الطيالسي ، أن إسحاق بن منصور حدثهم ، أنه قال لأبي عبد الله : قول النبي ﷺ لعمار : (تقتلك الفئة الباغية) . قال : لا أتكلم فيه . زاد الطيالسي : تركه أسلم.

721- أخبرني إسماعيل بن الفضل ، قال : سمعت أبا أمية محمد بن إبراهيم يقول : سمعت في حلقة أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبا خيثمة والمعيطي ذكروا : (يقتل عمارا الفئة الباغية) فقالوا : ما فيه حديث صحيح.

722- سمعت محمد بن عبد الله بن إبراهيم ، قال : سمعت أبي يقول : سمعت أحمد بن حنبل ، يقول : روي في : تقتل عمارا الفئة الباغية ثمانية وعشرون حديثا ، ليس فيها حديث صحيح. [1]

723- أخبرني عصمة بن عاصم ، قال : قال حنبل : أردت أن أكتب كتاب صفين والجمل عن خلف بن سالم ، فأتيت أبا عبد الله أكلمه في ذاك وأسأله ، فقال : وما تصنع بذاك وليس فيه حلال ولا حرام ؟ وقد كتبت مع خلف حيث كتبه ، فكتبت الأسانيد وتركت الكلام ، وكتبها خلف ، وحضرت عند غندر واجتمعنا عنده ، فكتبت أسانيد حديث شعبة وكتبها خلف على وجهها ، قلت له : ولم كتبت الأسانيد وتركت الكلام ؟ قال : أردت أن أعرف ما روى شعبة منها . قال حنبل : فأتيت خلفا فكتبتها ، فبلغ أبا عبد الله فقال لأبي : خذ الكتاب فاحبسه عنه ، ولا تدعه ينظر فيه.

724- أخبرني الحسين بن الحسن ، أن محمدا حدثهم ، أن أبا عبد الله قال في حديث يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب : وقعت الفتنة . قال أبو عبد الله : سمعته من يحيى بن سعيد مرتين ، مرة قال : لم يبق من المهاجرين ، ومرة قال : لم يبق من أهل بدر.

725- قرئ على عبد الله بن أحمد وأنا أسمع ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، قال : وقعت الفتنة ولم يبق من أهل بدر أحد . وقال يحيى مرة : ولم يبق من المهاجرين أحد.

726- وأخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا أمية بن خالد ، قال : قيل لشعبة : إن أبا شيبة روى عن الحكم ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، أنه قال : شهد صفين من أهل بدر سبعون رجلا . فقال : كذب والله ، لقد ذاكرت الحكم بذلك وذكرنا في بيته فما وجدنا شهد صفين من أهل بدر غير خزيمة بن ثابت.

727- أخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا روح قال : كان شعبة ينكر أن يكون أبو الهيثم بن التيهان شهد صفين.

728- قرئ على عبد الله بن أحمد قال : حدثني أبي قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا أيوب ، عن محمد بن سيرين ، قال : هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله ﷺ عشرة آلاف ، فما حضر فيها مئة ، بل لم يبلغوا ثلاثين.

729- قرئ على عبد الله بن أحمد قال : حدثني أبي قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا منصور بن عبد الرحمن ، قال : قال الشعبي : لم يشهد الجمل من أصحاب النبي عليه السلام غير علي ، وعمار ، وطلحة ، والزبير ، فإن جاوزوا بخامس فأنا كذاب.

730- أخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا روح ، قال : حدثنا شعبة ، قال : كان أبو جحيفة مع علي يوم الجمل على أهل المدينة.

731- أخبرني محمد بن أبي هارون ، أن إسحاق حدثهم قال : قال لي أبو عبد الله : لم يشهد مسروق الجمل ، ولا مرة ، أما مرة فلحق بالديلم ولم يشهد الجمل ، ثم قال : أما أهل الكوفة فلو قدروا أن يلطخوا كل أحد لفعلوا.

732- أخبرني الحسين بن الحسن ، قال : حدثنا إبراهيم بن الحارث ، أن أبا عبد الله ذكر تليد بن سليمان فقال : أخبرنا تليد ، عن أبي الجحاف ، قال : سمعت أبي قال : ما مررت بدار القصارين إلا ذكرت يوم الجمل ، قيل لأبي عبد الله : كأنه يعني من أجل الصوت ؟ قال : نعم.

733- أخبرني الم‍يموني ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا حماد بن أسامة ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : قال قيس : رأيت إصبعي طلحة قد شلتا ، اللتين وقى بهما رسول الله ﷺ يوم أحد.

734- أخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي قال : سمعت سفيان ، يقول : الحواري : الناصر . يعني قوله : (الزبير حواري وابن عمتي).

735- أخبرنا عبد الله ، قال : حدثني أبي قال : سمعت سفيان يقول : كم من كربة قد فرجها السيف عن وجه رسول الله ﷺ بسيف الزبير ، بشر قاتله بالنار. 736- أخبرنا محمد بن علي ، قال : حدثنا مهنى ، قال : حدثنا يوسف بن يعقوب صاحب السلعة قال : حدثنا سليمان التيمي ، عن أبي مجلز ، عن قيس بن عباد ، قال : قال علي : إني من أول من يجثو للخصومة بين يدي الله عز وجل يوم القيامة.

737- وأخبرني حرب ، قال : حدثنا سعيد بن منصور ، قال : حدثنا صالح بن موسى الطائي ، عن معاوية بن إسحاق ، عن عائشة بنت طلحة ، عن عائشة أم المؤمنين ، قالت : إني لفي بيتي ، ورسول الله ﷺ وأصحابه في الفناء ، وبيني وبينهم الستر ، إذ أقبل طلحة ، فقال رسول الله ﷺ : (من سره أن ينظر إلى رجل يمشي على الأرض قد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة).

738- أخبرنا الدوري ، قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثنا وكيع ، عن إسماعيل ، عن قيس ، قال : رأيت يد طلحة شلاء ، وقى بها النبي ﷺ.

739- أخبرنا الم‍يموني ، قال : حدثنا أحمد بن محمد ، قال : حدثنا أبو أسامة ، قال : حدثنا هشام ، قال : أسلم الزبير وهو ابن ست عشرة سنة ، ولم يتخلف عن غزاة غزاها رسول الله ﷺ ، وقتل وهو ابن بضع وستين سنة ، رحمه الله.

740- أخبرنا الم‍يموني ، حدثنا أحمد ، حدثنا حماد بن أسامة ، قال : حدثنا هشام ، عن أبيه ، قال : أول رجل سل سيفه في الله عز وجل الزبير بن العوام ، نفخة نفخها الشيطان ، أخذ رسول الله ﷺ فجاء الزبير يشق بسيفه الناس ، والنبي عليه السلام بأعلى مكة ، قال : ما لك يا زبير ؟ . قال : أخبرت أنك أخذت . قال : فصلى عليه ودعا له ولسيفه.

741- أخبرنا محمد ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن يحيى بن هانئ بن عروة المرادي ، قال : قال رجل لعبد الله بن عمرو : خرجت مع معاوية ؟ قال : أما إني لم أضرب بسيف ، ولم أطعن برمح ، ولم أرم بسهم ، ولكن النبي ﷺ قال : (أطع أباك) ، فأطعته.

742- أخبرنا علي بن حرب ، قال : حدثنا محمد بن فضيل ، عن ابن أبي خالد ، عن عامر ، قال : قاتل علقمة مع علي حتى عرج بصفين.

743- أخبرنا محمد بن سعيد ، قال : أنبأ أبو معاوية الضرير ، قال : حدثنا هشام بن عروة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ، قال النبي ﷺ : (الزبير ابن عمتي ، وحواري من أمتي).

744- أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الثقفي ، قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، عن أنس بن مالك ، عن النبي ﷺ قال : (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام).

745- أخبرنا محمد بن سعيد ، قال : حدثنا الأسود بن عامر ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، رحمها الله قالت : قال رسول الله ﷺ : (يا أم سلمة ، لا تؤذيني في عائشة ؛ فإنه والله ما أتاني الوحي في لحاف امرأة منكن إلا هي).

746- أخبرنا محمد ، قال : ابنا أبو نعيم ، عن زكريا بن أبي زائدة ، قال : سمعت الشعبي ، يقول : حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن عائشة حدثته ، أن النبي ﷺ قال لها : (إن جبريل عليه السلام يقرئك السلام . قالت : فقلت : وعليك وعليه السلام ورحمة الله).

747- أخبرنا محمد بن جعفر بن سفيان الرقي ، قال : حدثنا عبيد بن جناد ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمرو ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن عائشة ، قالت : لأن أكون استقبلت من أمري ما استدبرت منه فلم أكن خرجت على علي كان أحب إلي من أن يكون لي عشرة من رسول الله ﷺ كلهم مثل أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.

748- أخبرنا جعفر بن هشام ، قال : حدثنا المعلى بن أسد ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن قيس بن عباد ، قال : قال علي يوم الجمل : يا حسن ، يا حسن ، ليت أباك مات منذ عشرين سنة.

749- أخبرنا الدوري ، قال : حدثنا قراد ، حدثنا سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال ، عن جندب ، قال : كنا مع سعد بن أبي وقاص في ركب فنزل سعد ونزلت ، واغتنمت نزوله ، قال : فجعلت أمشي إلى جانبه ، فحمدت الله ، وأثنيت عليه ، وقلت : إن معاوية طعن طعنا بيننا لا أراها إلا قاتلته ، وإن الناس قاتلون بقية أصحاب الشورى وبقية أصحاب رسول الله ﷺ ، فأنشدك الله إن وليت شيئا من أمرهم ، أو تشق عصاهم ، وأن تفرق جمعهم ، أو تدعهم إلى أمر هلكة . فحمد سعد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، فوالله لا أشق عصاهم ، ولا أفرق جمعهم ، ولا أدعهم إلى أمر هلكة حتى يأتوني بسيف . يقول : يا سعد ، هذا مؤمن فدعه ، وهذا كافر فاقتله . قال جندب : فعلمت أنه لا يدخل في شيء مما غيرا.

750- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت أبا عبد الله ، وذكر عائشة أم المؤمنين ، فذكر زهدها وورعها وعلمها ، فإنها قسمت مئة ألف كانت ترقع درعها ، وكانت ابنة ثمان عشرة سنة ، وكان الأكابر من أصحاب محمد عليه السلام يسألونها ، يعني عن الفقه والعلم ، مثل أبي موسى الأشعري وغيره يسألونها.

751- أخبرني عصمة بن عصام ، قال : حدثنا حنبل ، فذكر حديث جابر قال : قال رسول الله ﷺ : (من لكعب بن الأشرف ، قد آذى الله ورسوله) . قال حنبل : قال أبو عبد الله : كان قد ذكر بعض أزواج رسول الله ﷺ ، الخبيث ، لعنه الله.

752- أخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا أبو أسامة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عيسى جار لمسروق قال : قال مسروق : لولا بعض الأمر لأقمت على عائشة المناحة . قال أبو عبد الرحمن : قال أبي : وكانت عائشة يقال إنها شقراء بيضاء ، رحمها الله.

753- قرئ على عبد الله بن أحمد قال : وجدت في كتاب أبي : إبراهيم بن خالد قال : حدثنا رباح ، قال : حدثنا معمر ، عن الزهري ، أن النبي ﷺ قال : (لو جمع علم نساء هذه الأمة ، فيهن أزواج النبي ﷺ ، فإن علم عائشة أكثر من علمهن).

754- أخبرني الم‍يموني ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا علي بن صالح ، عن أبيه ، عن أبي بكر بن عمر ، قال : كان بين الجمل وصفين شهرين أو ثلاثة.

ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعليهم أجمعين

755- أخبرنا الحسين بن صالح العطار ، قال : حدثنا هارون بن يعقوب الهاشمي ، قال : سمعت أبي يعقوب بن العباس ، قال : كنا عند أبي عبد الله سنة سبع وعشرين ، أنا وأبو جعفر بن إبراهيم ، فقال له أبو جعفر : أليس نترحم على أصحاب رسول الله ﷺ كلهم : معاوية ، وعمرو بن العاص ، وعلى أبي موسى الأشعري ، والمغيرة ؟ قال : نعم ، كلهم وصفهم الله في كتابه فقال : {سيماهم في وجوههم من أثر السجود}.

756- وأخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت أبا عبد الله وذكر له أصحاب رسول الله ﷺ ، فقال : رحمهم الله أجمعين.

757- أخبرنا صالح بن علي الحلبي من آل ميمون بن مهران ، أنه سمع أبا عبد الله : ويترحم على أصحاب رسول الله ﷺ أجمعين.

758- أخبرني محمد بن أبي هارون ، ومحمد بن جعفر ، أن أبا الحارث حدثهم قال : سمعت أبا عبد الله ، يقول : قال ﷺ : (خير الناس قرني) . فلا يقاس بأصحابه أحد من التابعين . وقال أبو عبد الله : من تنقص أحدا من أصحاب رسول الله ﷺ فلا ينطوي إلا على بلية ، وله خبيئة سوء ، إذا قصد إلى خير الناس ، وهم أصحاب رسول الله ﷺ حسبك.

759- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : حدثني عبد الصمد ، قال : قال بشر : قال عبد الله بن إدريس : لو أن الروم سبوا من المسلمين من الروم إلى الحيلة ثم ردهم رجل في قلبه شيء على أصحاب محمد ﷺ ما قبل الله منه ذلك.

760- أخبرنا عبد الله بن محمد بن سهرة ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن عمر الزهري ، قال : حدثنا أبو عروة الزبيري ، قال : ذكر عند مالك بن أنس رجلا ينتقص ، فقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار} ، فقال مالك : من أصبح وفي قلبه غيظ من أصحاب محمد عليه السلام فقد أصابته الآية.

761- أخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : سمعت أبي يقول في حديث جبير بن مطعم : (أضللت بعيرا فذهبت أطلبه ، فإذا النبي ﷺ ، فقلت : هذا من الحمس ، قال : الحمس قريش ومن والأها.

762- أخبرني محمد بن أبي هارون ، أن إسحاق حدثهم قال : سألت أبا عبد الله ، قلت : الشراة يأخذون رجلا فيقولون له : تبرأ من علي وعثمان وإلا قتلناك ، كيف ترى له أن يفعل ؟ قال أبو عبد الله : إذا عذب وضرب فليصر إلى ما أرادوا ، والله يعلم منه خلافه.

763- أخبرنا أحمد بن محمد ، قال : حدثنا أبو طالب ، قال : سألت أبا عبد الله : البراءة بدعة ، والولاية بدعة ، والشهادة بدعة ؟ قال : البراءة أن تتبرأ من أحد من أصحاب رسول الله ﷺ ، والولاية أن تتولى بعضا وتترك بعضا ، والشهادة أن تشهد على أحد أنه في النار.

764- أخبرني عبد الملك الميموني ، قال : سمعت هارون بن معروف ، يقول : ما بيننا وبين أصحاب محمد عليه السلام إلا خير ، قاتلوا على دين الله عز وجل ، ما ينبغي ها هنا إلا الشكر لله عز وجل ، ثم لمحمد ﷺ ، ثم لأصحابه رضي الله عنهم.

765- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : حدثنا أبو الفتح السمسار ، قال : سمعت بشر بن الحارث ، يقول : خطأ أصحاب محمد عليه السلام موضوع عنهم.

766- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت زهيرا ، يقول : حدثنا عبد الرزاق ، قال : سمعت معمرا ، يقول : أصحاب محمد عليه السلام أصابتهم نفحة من النبوة.

767- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت يحيى الجلاء ، يقول : سمعت بشر بن الحارث ، يقول : أرجو أن أقدم على محمد ﷺ ولا أخزى في أصحابه غدا.

768- أخبرني عبيد الله بن حنبل بن إسحاق بن حنبل ، قال : حدثني أبي قال : سمعت أبا عبد الله ، يقول : الغلو في أصحاب محمد ، الغلو في ذكر رسول الله ﷺ ، لأن رسول الله ﷺ قال : (الله الله في أصحابي ، لا تتخذوهم غرضا) ، وقال : (إنما هم بمنزلة النجوم ، بمن اقتديتم منهم اهتديتم) . فالنبي عليه السلام قد نهى عن ذكر أصحابه وأن ينتقص أحد منهم ، وقد علم النبي ﷺ ما يكون بعده من أصحابه . كان رسول الله ﷺ ينبأ بذلك ، فالاقتداء برسول الله والكف عن ذكر أصحابه فيما شجر بينهم والترحم عليهم ، ونقدم من قدمه رسول الله ﷺ ، نرضى بمن رضي به رسول الله ﷺ في حياته وبعد موته . قال الله تبارك وتعالى : {تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون} وقال النبي ﷺ : (خير الناس قرني الذين بعثت فيهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم ، ثم) وقال ﷺ : (لو أنفق أحدكم ملء الأرض ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه) . فالفضل لهم ، ودع عنك ذكر ما كانوا فيه ، قال علي رحمه الله : إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان ممن قال الله عز وجل : {إخوانا على سرر متقابلين}

فعلي يقول هذا لنفسه ولطلحة والزبير ، ويترحم عليهم أجمعين ، ونحن فلا نذكرهم إلا بما أمرنا الله عز وجل به {اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان} . وقال عز وجل : {تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون} . ثم قال أبو عبد الله : هذا الطريق الواضح ، والمنهاج المستوي ، لمن أراد الله به خيرا وفقهه ، وعصمنا الله وإياكم من كل هلكة برحمته . قال : وسمعت أبا عبد الله يقول : من سلم ما عليه أصحاب محمد عليه السلام أرجو أن يسلم . قال أبو عبد الله : وما أجد في الإسلام أعظم منة على الإسلام بعد النبي ﷺ من أبي بكر رحمه الله لقتاله أهل الردة وقيامه بالإسلام ، ثم عمر بن الخطاب رحمه الله ورحم أصحاب النبي عليه السلام ، ونفعنا بحبهم . قال أبو عبد الله : أرجو لمن سلم عليه أصحاب النبي ﷺ الفوز غدا لمن أحبهم ، لأنهم كانوا عمادا للدين ، وقادة للإسلام ، وأعوان رسول الله ﷺ ، وأنصاره ، ووزارء على الحق ، واتباع أصحاب رسول الله ﷺ هي السنة ، ولا يذكرون إلا بخير ، ويترحم على أولهم وآخرهم قال : حدثنا حنبل ، وحدثنا أبو غسان قال : حدثنا الحسن بن صالح ، عن أبي بشر ، عن الحسن : {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه}

قال : أبو بكر وأصحابه . قال حنبل : قال أبو عبد الله : أبو بشر هذا هو الحلبي ، مر بهم بالكوفة فسمعوا منه.

769- أخبرنا يعقوب بن سفيان الفارسي ، قال : حدثنا الحسن بن سفيان المحاربي ، قال : أنبأ المحاربي عبد الرحمن بن محمد ، عن عبيدة الحذاء ، عن عمر أبي حفص ، عن أنس ، قال : قال رسول الله ﷺ : (إن الله اختارني واختار لي أصحابا ، فجعلهم أصحابي ، وأصهاري ، وأنصاري ، وسيأتي قوم من بعدكم يسبونهم ، أو قال : ينتقصونهم ، فلا تجالسوهم ، ولا تؤاكلوهم ، ولا تشاربوهم ، ولا تناكحوهم ، ولا تصلوا معهم ، ولا تصلوا عليهم).

770- أخبرنا الدوري ، قال : حدثنا يحيى بن معين ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن عبيد الله بن أبي أمية ، عن ابن عمر ، أنه ذكر أصحاب النبي ﷺ فقال : إنهم ينقصون من كثير ، وأنتم تنقصون من قليل.

771- أخبرني عبد الملك الميموني ، قال : حدثنا عبد الله بن كريم ، قال : حدثنا أبو المليح ، قال : كان ميمون بن مهران يقول لنا : لا تسبوا أصحاب رسول الله ﷺ.

772- أخبرنا علي بن حرب ، قال : حدثنا حسين بن علي ، عن مجمع بن يحيى ، عن سعيد بن أبي بردة ، عن أبيه ، عن أبي موسى ، قال : (صلينا مع النبي ﷺ صلاة المغرب فقلنا : لو انتظرنا حتى نصلي معه العشاء ، فخرج علينا فقال : ما زلتم هاهنا ؟ . قلنا : نعم ، نصلي معك العشاء . قال : أصبتم وأحسنتم . ثم رفع رأسه إلى السماء ، وكان كثيرا ما يرفع رأسه إلى السماء ، قال : النجوم أمنة لأهل السماء ، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد ، وأنا أمنة لأصحابي ، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون ، وأصحابي أمنة لأمتي ، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون).

773- أخبرنا الم‍يموني ، قال : أنبأ عمرو بن عون ، قال : حدثنا هشيم ، عن أبي يحيى عبد الجبار بن أبي حازم ، عن أبيه ، عن سهل بن سعد ، قال : قال رسول الله ﷺ : (اللهم اغفر للصحابة ، ولمن رآني ، ولمن رآني) . قال عمرو بن عون : لمن رأى ، بلا نون . قال : قلت : ما قوله : ولمن رأى ، ولمن رأي . ؟ قال : من رأى من رآهم.

جامع الفضل لأمة محمد ﷺ

774- أخبرني أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة ، قال : سمعت عمرو بن محمد الراسبي ثقة ، قال : قال أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل : ليس في القرن ومقداره ، قال : أبو بكر بن صدقة : وتفسيره ، شيء أثبت من حديث عبد الله بن بسر أن النبي ﷺ قال : (يعيش هذا الغلام قرنا) ، قال : فعاش مئة سنة.

775- أخبرنا أبو بكر بن صدقة ، قال : حدثنا داود بن رشيد ، قال : حدثنا أبو حيوة شريح بن يزيد الحضرمي قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن زياد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن بسر ، (أن النبي ﷺ وضع يده على رأسه فقال : ليعيش هذا الغلام قرنا) . قال : فعاش مئة سنة.

هذا آخر الجزء الثاني من أجزاء الأصل

هامش

  1. [في حاشية الأصل : قال ابن الفراء : وذكر يعقوب بن شيبة في الجزء الأول من مسند عمار : سمعت أحمد بن حنبل سئل عن حديث النبي ﷺ في عمار : تقتلك الفئة الباغية . فقال أحمد : كما قال رسول الله ﷺ ، قتلته الفئة الباغية . وقال : في هذا غير حديث صحيح عن النبي ﷺ ، وكره أن يتكلم في هذا بأكثر من هذا ، فهذا الكتاب يرويه أبو القاسم عبد العزيز الأزجي عن ابن حمة الخلال ، عن أبي بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، عن جده يعقوب. ]