الرئيسيةبحث

كتاب السنة للخلال/الجزء السادس


بسم الله الرحمن الرحيم



الرد والإنكار على من قال القرآن مخلوق أبتدي تكفير من قال القرآن مخلوق

1826- أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني ؛ قال : سمعت أبا عبد الله وذكر عنده كلام الناس في القرآن أنه مخلوق . فقال : كفر ظاهر كفر ظاهر .

1827- أخبرني حرب قال : سألت إسحاق بن راهويه قلت : يا أبا يعقوب ! أليس تقول : القرآن كلام الله تكلم الله به ليس بمخلوق ؟ قال : نعم القرآن كلام الله ليس بمخلوق ، ومن قال أنه مخلوق فهو كافر .

1828- أخبرنا أبو بكر المروزي ؛ قال : سمعت أبا عبد الله يقول : من قال القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم واليوم الآخر .

1829- أخبرنا سليمان بن الأشعث وأحمد بن الحسين ، ويوسف بن موسى ، وإسماعيل بن إسحاق الثقفي - المعنى واحد - أنهم سمعوا عبد الله يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق . ومن قال أنه مخلوق فهو كفر .

1830- وأخبرني يعقوب بن يوسف أبو بكر المطوعي ؛ قال : سمعت أحمد وقال له رجل : القرآن كلام الله غير مخلوق ؟ قال أحمد : كذا نقول . قال الرجل : يا أبا عبد الله هذا هو الحق ؟ قال : كذا نقول .

1831- أخبرني محمد بن الحسين ، أن الفضل حدثهم ؛ قال : سمعت أبا عبد الله قال له رجل : رأيت بالبصرة قد كتب على مسجد فيها القرآن مخلوق . ففزع أبو عبد الله من ذلك وجعل يقول : لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله .

1832- أخبرني محمد بن علي ؛ قال : ثنا صالح ، وأخبرني محمد بن علي ؛ قال : ثنا الحسن بن إبراهيم ... وأخبرني أحمد بن بحر الصفار ؛ قال : سمعت الحسن بن البزار ، وأخبرني الحسن بن جحدر ، ومحمد بن أبي هارون ، أن الحسن بن ثواب حدثهم . وأخبرني محمد بن أبي هارون ، أن إسحاق بن إبراهيم حدثهم - المعنى قريب - كلهم سمع أبا عبد الله أنه قال : القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال أنه مخلوق فهو كافر .

1833- أخبرني عبد الله بن محمد ؛ قال : ثنا علي بن عبد الله بن أبي يعقوب ؛ قال : ثنا محمد بن يوسف بن الطباع ؛ قال : حدثني أبو بكر بن زياد ؛ قال : قلت لبشر بن الحارث : يا أبا بكر ما تقول في القرآن ؟ قال : كلام الله وليس بمخلوق . قال : فقلت : لم لا تكلم بهذا ؟ قال : أخاف السلطان . قلت له : فلثقاتك ؟ قال : إن لكل ثقة ثقة .

1834- أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ؛ قال : حدثني الحسين بن علي بن يزيد الصدائي ؛ قال : سمعت يحيى بن معين يقول : من قال القرآن مخلوق فهو كافر.

1835- أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني ؛ قال : ثنا محمد بن المصفى ؛ قال : ثنا عبد الله بن محمد ، عن عمرو بن جميع ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس ؛ قال : لما حكم علي-رحمه الله- الحكمين . قالت الخوارج : حكمت مخلوقا . قال : ما حكمت مخلوقا إنما حكمت القرآن .

1836- أخبرنا عبد الله بن أحمد ؛ قال : حدثني العباس العنبري ؛ قال : سمعت سليمان بن حرب يقول : القرآن ليس بمخلوق . قلت له : أنك كنت لا تقول هذا فما بدا لك ؟ قال : استخرجته من كتاب الله عز وجل . قول الله : { لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم } ، والكلام والنظر واحد .

1837- أخبرنا محمد بن علي ؛ قال : ثنا صالح أن أباه قيل له : أفأحد من العلماء قال ليس بمخلوق ؟ قال : جعفر بن محمد . حدثني أبي ؛ أملاه علي إملاء من كتابه ؛ قال : ثنا موسى بن داود ؛ قال : ثنا أبو عبد الرحمن معبد . فذكر الحديث . قال أبي : وقد رأيت معبدا .

1838- أخبرنا أبو داود السجستاني ؛ قال : ثنا الحسن بن الصباح ؛ قال : ثنا معبد أبو عبد الرحمن - ثقة - ، عن معاوية بن عمار ؛ قال : سألت جعفر بن محمد عن القرآن ؟ فقال : ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله . قال أبو داود وهو معبد بن راشد الكوفي : سمعت الحسن بن الصباح ؛ قال : قال أحمد بن حنبل :/ كان يفتي-يعني معبد- بقول ابن أبي ليلى.

1839- وأخبرنا أبو داود ؛ قال : سمعت أبا عبد الله وذكر القرآن . فقال : سمعت أبا النضر يقول : ليس بمخلوق .

1840- وأخبرنا عبد الله ؛ قال : سمعت أبي يقول : وأخبرنا أبو بكر المروذي ؛ قال : قال أبو عبد الله : بلغني أن إبراهيم بن سعد ، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي ، ووكيع بن الجراح ، ووهب بن جرير ، وسليمان بن حرب قالوا : إن القرآن ليس بمخلوق . زاد المروذي وكيعا .

1841- أخبرنا يزيد بن عبد الله الأصبهاني ؛ قال : ثنا يحيى بن الربيع ؛ قال : قال سفيان : لا تفقهون أبدا حتى لا يكون شئ تسمعونه بآذانكم أحب إليكم من كلام الله عز وجل .

1642- أخبرنا يزيد بن عبد الله الأصبهاني قال : سمعت أحمد بن إسماعيل ؛ قال : ثنا الحسن بن عبد الرحمن الفزاري ؛ قال : قال سفيان بن عيينه : والله لا يفقه العبد كل الفقه حتى لا يكون شئ يسمعه بأذنه أحب إليه من كلام الله . إن كلام الله - عز وجل - ارتفع عن عقول العباد وتطأطت عقولهم عنه.

بيان كفرهم لأن القرآن من الله عز وجل ولا يكون من الله شئ مخلوق

1843- أخبرني علي بن عيسى ، أن حنبلا حدثهم ؛ قال : سمعت أبا عبد الله قال : من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن الله مخلوق . ثم قال أبو عبد الله : لا إله إلا الله . ما أعظم هذا القول وأشده هذا الذي كنا نحذره أن يكون . قال أبو بكر الخلال : ومعنى قول أبي عبد الله عندي والله أعلم ( هذا الذي كنا نحذر ) ما روي عن النبي ﷺ : هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله ؟ لأن هذا معنى ذاك .

1844- وأخبرني عبد الملك بن عبد الحميد الميموني أنه قال لأبي عبد الله : ما تقول فيمن قال إن أسماء الله عز وجل محدثه ؟ فقال : كافر . ثم قال لي . ( الله ) من أسمائه فمن قال أنها محدثة فقد زعم أن الله تبارك تعالى مخلوق . فأعظم أمرهم عنده وجعل يكفرهم وقرأ علي : { الله ربكم ورب آبائكم } وقرأ آية أخرى .

1845- أخبرنا محمد بن سليمان أنه قال لأبي عبد الله أحمد بن حنبل : ما تقول في القرآن ؟ قال : عن أي شئ تسأل ؟ قلت : كلامه . قال : كلام الله وليس بمخلوق ولا تجزع أن تقول ليس مخلوق فإن كلام الله من الله عز وجل . من الله ومن ذات الله وتكلم الله به وليس من الله شئ مخلوق .

1846- وأخبرني محمد بن أبي هارون ، ومحمد بن جعفر ، أن الحارث حدثهم ؛ قال : سمعت أبا عبد الله يقول : القرآن كلام الله ليس بمخلوق ومن زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر . قلت : يا أبا عبد الله ! أي شئ قلت لأبي العباس ؟ فقال : قال : لا أقول غير مخلوق إلا أن يكون في كتاب الله . قلت له : فتقول إن وجه الله ليس بمخلوق ؟ فقال : لا إلا أن يكون في كتاب الله نص . فارتعد أبو عبد الله وقال : استغفر الله سبحان الله هذا الكفر بالله . أحد يشك أن وجه الله ليس مخلوق ؟ فقلت : يا أبا عبد الله أن الجهمية لم تقل هذا . قال : أيش الجهمية هؤلاء أشر من جهم وأخبث هذا الكفر الذي لا شك فيه .

1847- أخبرني حنبل بن إسحاق بن حنبل ؛ قال : سمعت أبا عبد الله يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق . بكل جهة وعلى كل تصريف وليس من الله شئ مخلوق ولا يخاصم في هذا ولا تكلم فيه ولا أرى الجدال والمراء فيه .

1848- أخبرني محمد بن يحيى ، ومحمد بن المنذر ، وأحمد بن يحيى الصفار قالوا : ثنا أحمد بن الحسين الترمذي ؛ قال : سألت أحمد فقلت : يا أبا عبد الله : قد وقع من أمر القرآن ما وقع فإن سئلت عنه ماذا أقول ؟ فقال لي : ألست مخلوقا ؟ قلت : نعم . فقال : أليس كل شئ منك مخلوقا ؟ قلت : نعم . قال : فكلامك أليس هو منك وهو مخلوق . قلت : نعم . قال : فكلام الله عز وجل أليس هو منه ؟ قلت : نعم . قال : فيكون من الله شئ مخلوق ؟.

1849- أخبرني أحمد بن حمدويه الهمداني ؛ قال : حدثني محمد بن أبي عبد الله الهمداني ؛ قال : ثنا عيسى بن علي ؛ قال : ثنا المثنى – يعني : الإنباري - ؛ قال : قال أبو الحسين - يعني عبد الوهاب - : سألني أبو طالب عن من حلف أن لا يتكلم وأكبر حفظي بالطلاق فقرأ القرآن . فقلت : لا يحنث . قال : فأخبرني أبو عبد الله – يعني أحمد بن حنبل - فأعجبه .

1850- وأخبرنا أبو بكر المروذي ؛ قال : سئل أبو عبد الله ما تقول في رجل حلف أن لا يتكلم فقرأ شيئا من القرآن ؟ فقلت : إن عبد الوهاب قال : لا يحنث . فتبسم وقال عافا الله عبد الوهاب......... قيل لأبي عبد الله كلما أجاب عبد الوهاب بشئ تقول به . قال : سبحان الله . الناس يختلفون في الفقه هو موضع .

1851- وأخبرني أحمد بن محمد بن مطر ؛ قال : ثنا أبو طالب أنه سأل أبا عبد الله عن رجل حلف أن لا يتكلم يوما إلى الليل فقرأ القرآن ؟ قلت : بلغني عن أبي عبيد... يحنث . قال : من أبو عبيد ؟ قلت : المحدث . ما تقول أنت ؟ قال : ما أحب أن أتكلم في المسألة ولا تحنث من سألك عنها ولا تكلمه . قلت : عبد الوهاب أخبرني أن له جارا كان يقول : أن من حلف أن لا يتكلم ثم قرأ القرآن وهو يصلي لم يحنث . وإن كان قرأ في غير الصلاة حنث . قال : إن قرأ القرآن في الصلاة وغير الصلاة لم يحنث . فقلت لأبي عبد الله : سألتك فسكت ولم تخبرني فتبسم وقال : ما احب أن أتكلم في الشئ الذي لم يتكلم فيه فأكره أن ابتدع فيه .

1852- وأخبرني علي بن الحسن بن هارون ؛ قال : حدثني محمد بن هارون ؛ قال : حدثني أبو بكر بن صالح ؛ قال : سمعت عبد الوهاب وسئل عن رجل حلف أن لا يتكلم فقرأ شيئا من القرآن ؟ فقال : قال أبو عبيد : لم يحنث . قيل لعبد الوهاب : هو كما قال ؟ قال : نعم . وذكر عبد الوهاب أن أبا عبد الله أحمد بن حنبل قال : لا يحنث .

1853- وأخبرنا أبو بكر المروذي ؛ قال : كتبت إلى أبي بكر الأثرم فكان في كتابه كلام أبي عبد الله ومن يحتج بقول أبي عبد الله من حلف بالطلاق أن لا يتكلم فقرأ أنه لا يحنث لأنه لا يتكلم .

1854- وأخبرنا سليمان بن الأشعث ؛ قال : سمعت أبا عبد الله وذكر القرآن فقيل له ما تقول أراه في شئ قد مضى فقال : لا يكون من الله شئ مخلوق .

1855- أخبرنا سليمان بن الأشعث ؛ قال : ثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة ، حدثنا أبو الوزير محمد بن أعين ؛ قال : سمعت النضر بن محمد يقول : من قال أن هذه الآية : { إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني} مخلوق فهو كافر . فجئت إلى عبد الله بن المبارك فأخبرته بما قال النضر . فقال : صدق النضر عافاه الله ما كان الله ليأمر أن نعبد مخلوقا.

1856- أخبرني أبو بكر المروذي ؛ قال : حدثني أبو بكر السالمي ؛ قال : حدثني ابن أبي أويس ؛ قال : سمعت مالك بن أنس يقول : القرآن كلام الله عز وجل وليس من الله شئ مخلوق .

1857- أخبرني علي بن عيسى أن حنبلا حدثهم ؛ قال : سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول : أدركت الناس ما يتكلمون في هذا ولا عرفنا هذا إلا بعد. منذ سنتين . القرآن كلام الله منزل من عند الله لا يؤول إلى خالق ولا مخلوق فيه منه بدأ وإليه يعود . هذا الذي لم نزل عليه ولا نعرف غيره . قال : وسمعت شريكا يقول : كفر بالله عز وجل الكلام في ذات الله.

1858- أخبرني عبيد الله بن حنبل ؛ قال : حدثني أبي حنبل ؛ قال : سمعت أبا عبد الله يقول : قال الله عز وجل في كتابه : { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ..} فجبريل سمعه من الله وسمعه النبي من جبريل عليهما السلام وسمعه أصحاب النبي من النبي - عليه السلام - والقرآن كلام الله غير مخلوق ولا نشك ولا نرتاب فيه وأسماء الله في القرآن وصفاته في القرآن من علم الله وصفاته منه فمن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر . والقرآن كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود . فقد كنا نهاب الكلام في هذا حتى أحدث هؤلاء ما أحدثوا وقالوا ما قالوا دعوا الناس إلى ما دعوهم إليه فبان لنا أمرهم وهو الكفر بالله العظيم . ثم قال أبو عبد الله : لم يزل الله عالما متكلما نعبد الله بصفاته غير محدودة ولا معلومة إلا بما وصف بها نفسه . سميع عليم غفور رحيم عالم الغيب والشهادة علام الغيوب فهذه صفات الله تبارك وتعالى وصف بها نفسه ولا تدفع ولا ترد وهو على العرش بلا حد كما قال . استوى على العرش كيف شاء . والمشيئة إليه والاستطاعة له { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} لا يبلغ وصفه الواصفون وهو كما وصف نفسه . نؤمن بالقرآن محكمه ومتشابهه كل من عند ربنا قال الله عز وجل : { وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا...} الآية / فنترك الجدال والمراء في القرآن ولا نجادل ولا نماري فيه ونؤمن به كله ونرده إلى عالمه إلى الله تبارك وتعالى فهو أعلم به . منه بدأ وإليه يعود . قال أبو عبد الله : وقال لي عبد الرحمن بن إسحاق : كان الله ولا قرآن . فقلت مجيبا : كان الله ولا علم ؟ فالعلم من الله وله وعلم الله منه والعلم غير مخلوق ، فمن قال أنه مخلوق فقد كفر بالله وزعم أن الله مخلوق فهذا الكفر الصراح.

1859- وسمعت عبد الله بن أحمد ؛ قال : ذكر أبو بكر الأعين ؛ قال : سئل أحمد بن حنبل عن تفسير قوله : ( القرآن كلام الله منه خرج وإليه يعود ) فقال أحمد : منه خرج هو المتكلم به وإليه يعود .

1860- أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني ؛ قال : ثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم - يعني ابن راهويه - ، عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ؛ قال : أدركت الناس منذ سبعين سنة أدركت أصحاب النبي ﷺ ومن دونهم يقولون : الله خالق وما سواه مخلوق إلا القرآن فإنه كلام الله منه خرج وإليه يعود .

1861- أخبرني محمد بن العباس القطيعي ؛ قال : حدثني محمد بن أحمد بن مهنا ؛ قال : سألت عبد الوهاب الوراق عن شئ من القرآن ؟ فقال : أخبرني المروذي ؛ قال : قال أبو عبد الله أو قال أحمد : من طعن في القرآن بسوء فهو جهمي.

1862- أخبرني عبد الله بن أحمد ؛ قال : حدثني محمد بن إسماعيل الصاغاني ؛ قال : حدثني أبو حاتم الطويل ؛ قال : قال وكيع : من قال أن كلام الله ليس منه فقد كفر ، ومن قال منه شئ مخلوقا فقد كفر .

1863- وأخبرني عبد الله بن أحمد ؛ قال : حدثني محمد بن إسحاق الصاغاني ؛ قال : حدثني هارون بن أبي هارون ؛ قال : ثنا حبان بن موسى ، عن ابن المبارك ، عن سفيان ؛ قال : من قال إن {قل هو الله أحد * الله الصمد} مخلوق فهو كافر.

بيان كفرهم لأن القرآن فيه أسماء الله ومن علم الله

1864- أخبرني أبو النضر إسماعيل بن عبد الله بن ميمون العجلي ؛ قال : سمعت أبا عبد الله يقول : من قال أن أسماء الله عز وجل مخلوقة وإن علم الله مخلوق فهو كافر .

1865- أخبرني محمد بن أبي هارون ، ومحمد بن جعفر ، أن ابا الحارث حدثهم ؛ قال : سمعت أبا عبد الله يقول : القرآن كلام الله ليس بمخلوق ، ومن زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر لأنه يزعم أن علم الله مخلوق ، وأنه لم يكن له علم حتى خلقه.

1866- وأخبرني عبد الملك أنه سأل أبا عبد الله ؛ قال : قلت : من قال أن الله كان ولا علم ؟ فتغير وجهه تغيرا شديدا وكثر غيظه ثم قال : كافر وقال لي : إن كل يوم أزداد في القوم بصيرة . قال : وقال لي أبو عبد الله : علمت أن بشر المريسي كان يقول العلم علمان : فعلم مخلوق وعلم ليس بمخلوق . فهذا أيش يكون هذا؟ قلت : يا أبا عبد الله كيف يكون إذا ؟ قال : لا أدري أيكون علمه كله مخلوق وبعضه ليس بمخلوق لا أدري كيف ذا ؟ بشر كذا كان يقول وتعجب أبو عبد الله تعجبا شديدا .

1867- وأخبرنا سليمان بن الأشعث ؛ قال : سمعت أبا عبد الله ذكر له أن رجلا قال : إن أسماء الله مخلوقة . فقال : كفر بين .

1868- وأخبرني أحمد بن أصرم المزني ؛ قال : سمعت هارون الحمال يقول : سمعت أحمد بن حنبل . وأخبرني محمد بن أبي هارون ، أن إسحاق بن إبراهيم حدثهم ؛ قال : سمعت أبا عبد الله يقول : من زعم أن أسماء الله مخلوقة فقد كفر.

1869- أخبرني موسى بن محمد الوراق ؛ قال : ثنا عبد الله بن محمد الحلبي ؛ قال : سمعت أبا عبد الله يقول : من قال اسم الله مخلوق فهو كافر وأسماءه في القرآن .

1870- أخبرنا أبو محمد عبيد بن شريك البزار ؛ قال : ثنا محمد بن إبراهيم الأشمي بن الكردية ؛ قال : دخلت على أحمد بن حنبل أنا وأبي فقال لي أبي : يا أبا عبد الله ما تقول في القرآن ؟ قال : القرآن من علم الله ومن قال من علم الله شئ مخلوق فقد كفر .

1871- أخبرني محمد بن موسى ، أن حبيش بن سندي ، وإسحاق بن إبراهيم حدثاه ، قال حبيش : سمعت أبا عبد الله يقول : من زعم أن علم الله مخلوق فهو كافر .

1872- وأخبرنا أبو بكر المروذي ؛ قال : قال أبو عبد الله : قلت لابن الحجام - يعني يوم المحنة – ما تقول في علم الله ؟ فقال : مخلوق . فنظر ابن رباح إلى ابن الحجام نظر المنكر عليه لما أسرع فقلت لابن رباح : أيش تقول أنت فلم يرض ما قال ابن الحجام فقلت له : كفرت ، قال أبو عبد الله : يقول أن الله كان لا علم له وهذا الكفر بالله وقد كان المريسي يقول : إن علم الله وكلامه مخلوق وهذا الكفر بالله

1873- وأخبرني عبد الله بن أحمد ؛ قال : سمعت أبي يقول : من قال القرآن مخلوق فهو عندنا كافر لأن القرآن من علم الله وفيه أسماء الله قال الله : { فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم} .

1874- وكتب إلي أحمد بن الحسين الوراق من الموصل ؛ قال : ثنا بكر بن محمد ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله وسمعه يقول : من قال إن علم الله مخلوق فهو كافر ، ومن زعم أن علمه مخلوق فكأنه لم يكن يعلم حتى خلق العلم ، ومن قال أن أسماء الله مخلوقة فكأن أسماء الله لم تكن حتى خلقت وإن كل مخلوق .... فهذا عندي كافر إذا قال هذا .

1875- وأخبرنا أحمد بن محمد بن مطر ؛ قال : ثنا أبو طالب ؛ قال : قال أبو عبد الله : ليس شئ أشد عليهم مما أدخلت على من قال القرآن مخلوق. قلت :علم الله مخلوق ؟ قالوا : لا . قلت : فإن علم الله هو القرآن . قال الله { فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم} .

1876- أخبرني منصور بن الوليد ، أن جعفر بن محمد حدثهم ؛ قال : قلت لأبي عبد الله القرآن من علم الله ؟ فقال : القرآن من علم الله . قال الله عز وجل : { فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم} وهو في القرآن في أربع مواضع .

1877- أخبرني أحمد بن محمد بن جامع الرازي ؛ قال : ثنا أبو زرعة الرازي ؛ قال : ثنا أحمد بن حنبل ؛ قال : ثنا أبو أسامة ، عن مجالد ، عن أبي الوداك ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله ﷺ : (لتغلبن مضر عباد الله حتى لا يبقى لله اسم يعبد وليغلبهم الله حتى لا يمنعوا ذنب تلعة ) . قال أبو زرعة : قال أحمد بن حنبل : أسماء الله غير مخلوقة أما ترى أنه قال : ( حتى لا يبقى لله اسم يعبد ).

1878- أخبرنا عبد الملك الميموني ؛ قال : ثنا ابن حنبل ؛ قال : ثنا عباد بن عباد ، عن مجالد بن سعيد ، عن أبي الوداك ، عن أبي سعيد الخدري ؛ قال : قال رسول الله ﷺ : ( لتضربن مضر عباد الله حتى لا يعبد لله اسم وليضربنهم المؤمن حتى لا يمنعوا ذنب تلعة ).

1879-/ أخبرنا محمد بن علي أبو بكر ، أن يعقوب بختان سأل أبا عبد الله عن من قال القرآن مخلوق ؟ فقال : كنت أهاب أن أقول كافر. ..............فرأيت قول الله عز وجل : { فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم}.

1880- وأخبرنا محمد بن داود ؛ قال : ثنا حنبل ؛ قال : سمعت أبا عبد الله وسأله ابن الدورفي فقال : قد كنا نهاب الكلام في هذا ثم بان لنا الحكم يقول الله في كتابه : { فمن حاجك} .

1881- وأخبرنا أحمد بن محمد بن مطر ، أن أبا طالب حدثني أنه قال لأبي عبد الله . وأخبرني محمد بن علي ؛ قال : ثنا صالح أنه قال لأبيه : قوم يقولون من إمامك في هذا ومن أين قلت أنه ليس بمخلوق . قال أبو طالب : قال لي : الحجة ما أخبرتك . قال الله تعالى : { فمن حاجك فيه} وقال صالح : قال أبي : الحجة قول الله عز وجل : {فمن حاجك فيه} .

1882- وأخبرنا أبو بكر المروذي ؛ قال : سمعت أبا عبد الله يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق ، ومن قال القرآن مخلوق فهو كافر بالله واليوم الآخر والحجة فيه : { فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم} الآية ، وقال : {ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير} ، {ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين} ، وقال : {ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق} ، والذي جاء النبي ﷺ القرآن والذي جاءه العلم غير مخلوق والقرآن من العلم وهو كلام الله . وقال : {الرحمن (1) علم القرآن (2) خلق الإنسان} وقال : {ألا له الخلق والأمر} فأخبر أنه خلق الخلق والأمر غير الخلق وهو كلام الله وأن الله عز وجل لم يخل من العلم وقال :{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} والذكر هو القرآن وأن الله لم يخل منهما ولم يزل الله متكلما عالما. وقال في موضع آخر : وأن الله لم يخل من العلم والكلام وليسا من الخلق لأنه لم يخل منهما فالقرآن من علم الله وهو كلامه . عن أبي عبد الله وأخرج المروذي الفعل من الكلام . وزاد المروذي قال : وقال ابن عباس أول ما خلق الله القلم فقال له أكتب فقال : يا رب وما أكتب ؟ قال : أكتب القدر فجرى بما هو كائن من ذلك اليوم إلى قيام الساعة . رواه الأعمش ، عن أبي طبيان ، عن ابن عباس . وأبو الضحى ، عن ابن عباس . ورواه منصور بن زاذان ، ورواه مجاهد ، عن ابن عباس . ورواه عروة بن عامر ، عن ابن عباس . وحدث به الحكم ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس كان أول ما خلق الله عز وجل القلم . وفي هاتين الآيتين الرد على الجهمية {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام}{وجاء ربك والملك صفا صفا}وقال : { لا مبدل لكلماته}. وهؤلاء يقولون أنه مخلوق وفي هذه الآيات أيضا دليل على أن الذي جاء هو القرآن لقوله {ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم}.

1883- وأخبرني محمد بن أبي هارون ، ومحمد بن جعفر ، أن أبا الحارث حدثهم ؛ قال : سمعت أبا عبد الله يقول : قول ابن عباس حجة عليهم ، أول ما خلق الله القلم . وكلام الله قبل أن يخلق القلم .

1884- وأخبرني أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة ؛ قال : سمعت لوينا يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق ما أنا قلته ولكن ابن عباس قاله حدثنا هشيم ؛ قال : ثنا منصور بن زاذان ، عن الحكم ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس ؛ قال : أول ما خلق الله القلم . قال لوين : فأخبر ابن عباس أن أول ما خلق الله القلم .وقال الله عز وجل : {إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} فإنما خلق الخلق بكن وكلامه قبل الخلق . قال أبو بكر بن صدقة : قال الفضل بن زياد : فدخلت على أبي عبد الله أحمد بن حنبل وقد كنت حضرت مجلس لوين فقال لي : يا أبا العباس حضرت مجلس هذا الشيخ ؟ قلت : نعم . قال : سمعت ما قال الشيخ في القرآن ؟ فقلت : نعم . قال : سبحان الله كأنما كان على وجهي غطاء فكشفته عنه أما سمعت قوله : أول ما خلق الله القلم وإنما خلق القلم بكلامه وكان كلامه قبل خلقه . ثم قال لي : تعلم أن واحد الكوفيين واحد – يعني أن لوين أصله كوفي-.

1885- أخبرني عبد الكريم بن الهيثم العاقولي ، أن الحسن بن الصباح حدثهم ، أن أبا عبد الله قيل له : أن لوينا قال : أول ما خلق الله عز وجل القلم فأول الخلق القلم وكلام الله قبل الخلق القلم فاستحسنه أبو عبد الله وقال : أبلغ منهم بما حدث .

1886- وأخبرنا عبد الله بن أحمد إن أبي قيل له : إن لوينا [1]

1887- وأخبرني عبد الله في موضع آخر ؛ قال : قلت لأبي : إن لوينا محمد بن سليمان الأسدي يقول : أول ما خلق الله والله عز وجل لم يزل متكلما قبل أن يخلق الخلق فأعجبه هذا واستحسنه .

1888- حدثني العباس بن محمد الدوري ؛ قال : سمعت يحيى بن معين يقول : بيننا وبين الجهمية كلمتان يسألون كان الله وكلامه أو كان الله ولا كلام ؟ فإن قالوا : كان الله وكلامه فنثبت عليهم ذلك وإن قالوا : كان الله ولا كلام . فيقال لهم : كيف خلق الأشياء وهو قال : { إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} ؟

1889- وقال : حدثني أبي ؛ قال : ثنا هشيم ؛ قال : ثنا منصور - يعني ابن زادان - ، عن الحكم بن عتبة ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس ؛ قال : إن أول ما خلق الله القلم قال : فأمره فكتب ما هو كائن فكتب ما هو كائن { تبت يدا أبي لهب وتب } .

1890- قال : وحدثني أبي ؛ قال : ثنا وكيع ؛ قال : ثنا الأعمش ، عن أبي ظبيان ؛ قال وكيع : هو حصين بن جندب ، عن ابن عباس ؛ قال : إن أول ما خلق الله من شئ القلم . فقال له : أكتب . فقال : يا رب وما أكتب ؟ فقال : أكتب القدر . قال : فجرى بما هو كائن من ذلك اليوم إلى قيام الساعة . ثم خلق النون فدحا الأرض عليها فارتفع بخار الماء ففتق منه السماوات فاضطرب النون فمالت أو فمادت الأرض فأثبتت بالجبال فإن الجبال لتفخر على الأرض يوم القيامة .

1891- قال : وحدثني أبي ؛ قال : ثنا عبد الرزاق ؛ قال : ثنا معمر ، والثوري ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس ؛ قال : إن أول ما خلق الله القلم فقال له : أكتب . قال : يا رب ما اكتب ؟ قال : أكتب القدر . فجرى القلم لما هو كائن في ذلك اليوم إلى قيام الساعة ثم طوى الكتاب ورفع القلم ثم رفع بخار الماء ففتقت السماوات ثم خلقت النون ثم بسط عليها الأرض والأرض على ظهر النون فاضطرب النون فمادت الأرض ثم خلق الله الجبال فأثبتها فإن الجبال لتفخر على الأرض إلى يوم القيامة ثم قرأ ابن عباس : { ن والقلم وما يسطرون} إلى {بمجنون }.

1892- قال : وحدثني أبي ؛ قال : ثنا عتاب ؛ قال : ثنا هاشم ؛ قال : ثنا عطاء بن السائب ؛ قال : حدثني أبو ظبيان ، عن عطية ، وابن عباس ؛ قالا : إن أول شئ خلقه الله القلم وأمره أن يكتب فالناس يجرون فيما كتب إلى يوم القيامة .

1893- قال : حدثني أبي ؛ قال : ثنا جرير ، عن عطاء ، عن أبي الضحى ، عن ابن عباس ؛ قال : أول ما خلق الله القلم ثم قال له : أكتب . قال : ما أكتب ؟ قال : أكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة .

1894- قال : وحدثني أبي ؛ قال : ثنا محمد بن جعفر ؛ قال : ثنا شعبة ، عن سليمان – يعني الأعمش - ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس ؛ قال : إن أول ما خلق الله من شئ القلم فجرى بما هو كائن ثم رفع بخار الماء ففتقت منه السموات ثم خلقت النون فبسط الأرض على النون فتحركت النون فمادت الرض فأثبتت بالجبال . فإن الجبال لتفخر على الأرض ثم قرأ { ن والقلم وما يسطرون * ما أنت بنعمة ربك بمجنون}.

1895- حدثني أبي ؛ قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن شعبة ، عن الأعمش ؛ قال : سمعت أبا ظبيان يحدث عن ابن عباس فذكر الحديث .

1896- حدثني أبي ؛ قال : ثنا أبو معاوية ، وابن نمير ، وأسباط ؛ قالوا : ثنا الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس ؛ قال : أول ما خلق الله القلم قال له : أكتب . قال : يا رب وما أكتب ؟ قال : أكتب القدر . قال : فجرى بما يكون من ذلك اليوم إلى يوم القيامة . فذكر الحديث .

1897- وحدثني أبي ؛ قال : ثنا يحيى بن سعيد ، عن الأعمش ، عن هشام – يعني الدستوائي – قال : ثنا القاسم بن أبي بزة ، عن عروة بن عامر ؛ قال : سمعت ابن عباس يقول : أول ما خلق الله القلم فأمره أن يكتب ما يريد أن يخلق . قال كتاب عنده ثم قرأ . { وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم}.

1898- وأخبرني صالح بن علي النوفلي المرخي من آل ميمون من مهران ؛ قال : سألت أحمد بن حنبل عن من قال : القرآن مخلوق . فقال : من قال القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم ثم التفت إلي وقال : لعلك تسأل كيف كفر ؟ قلت : لا. قال : إن القرآن من علم الله . ومن جعل علم الله مخلوقا فهو كافر بالله العظيم . ألم تسمع إلى قول الله عز وجل {علام الغيوب} و {عالم الغيب} وفي غير موضع من القرآن ذكر الغيب.

1899- أخبرنا الحسن بن ثواب المخرمي أنه قال لأبي عبد الله : من أين أكفرتهم ؟ قال : قرأت في كتاب الله غير موضع : { ولئن اتبعت أهواءهم بعدما جاءك من العلم } فذكر الكلام ، قال الحسن بن ثواب : ذاكرت ابن الدورقي فذهب إلى أحمد ثم جاء فقال لي كما قال لك إلا أنه زادني أنزله يعلمه ، قال قال لي أحمد : إنما أرادوا الإبطال .

1900- أخبرني محمد بن أبي هارون ، أن حبيش بن سندي حدثهم ، عن أبي عبد الله ، قال : قال الله { الرحمن * علم القرآن * خلق الإنسان } ففرق بين العلم والخلق .

1901- وأخبرني عبد الله بن أحمد قال : سمعت أبي يقول : قال(1) الله عز وجل : {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم } ، وقال الله تبارك وتعالى : { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير} وقال : { ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده } ، وقال : { ومن الأحزاب من ينكر بعضه قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به إليه أدعو وإليه مآب} .

1902- وأخبرني أحمد بن محمد بن مطر ، أن أبا طالب حدثهم قال : مسعت أبا عبد الله ، قال : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } وقال : قال : { ص والقرآن ذي الذكر } فالذكر هو القرآن وليس بمخلوق ، وقال : هذا شيء فتح لي .

1903- أخبرنا محمد بن العباس ، قال : سمعت أبا علي الصائغ وكان من كبار أصحاب إدريس الحداد المقري ، قال : سمعت عمران التمار يقول : قال أحمد بن حنبل : قال الله تبارك وتعالى { ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون} فمن زعم أن دعوة الله عز وجل مخلوقة فقد كفر .

1904- أخبرني عباس بن محمد بن عبد الكريم ، ثنا جعفر ؛ قال : سمعت يحيى يقول : بيننا وبين الجهمية كلمتان . يسألون : كان الله وكلامه ، أو كان الله ولا كلام . فإن قالوا : كان الله وكلامه فليست لهم حة ، وإن قالوا كان الله ولا كلام ، يقال لهم : كيف خلق الله الأشياء وهو قال : {إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} ؟

1905- وأخبرنا أبو بكر المروذي ؛ قال : حدثني أبو عبد الله محمد بن سفيان بن أبي الزرد الأيلي ؛ قال: ذكروا أنه كتب إلى البصرة أن يحمل إليه عبد الله بن سور القاضي العنبري في أمر المحنة . فاغتم بذلك واغتم أهله وأصحابه غما شديدا.

فأخبرني ابنه سوار بعد ذلك وبعد وفاة أبيه ؛ قال : دخلت على أبي بعدما ورد الكتاب بإشخاص أبي وقد هيأنا له كل شئ حتى ........ونحن مكروبون فدخلت عليه .......بين يديه . فقلت : يا أبه : أراك اليوم مسرورا بعدما كنت أرى بك من الغم ما عرفت فقد ورد خير هل كان شئ ؟ قال : يا بني قرأت اليوم هذه الآية - فسري عني - قوله تبارك وتعالى : {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.......من يحفظه لا يضيعه فسري عني ما أنا فيه من الغم وأرجو قال ....... فوالله ما مضت بنا ثلاثة أيام حتى ورد موته .

1906- أخبرنا أبو بكر المروذي ؛ قال : هذا ما احتج به أبو عبد الله على الجهمية في القرآن . كتب بخطه وكتبته من كتابه . فذكر المروذي آيات كثيرة دون ما ذكر الخضر بن أحمد ، عن عبد الله وقال : وفيه سمعت أبا عبد الله يقول في القرآن عليهم من الحجج في غير موضع يعني الجهمية.

1907- وأخبرنا الخضر بن أحمد بن المثنى الكندي ؛ قال : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل ؛ قال : وجدت هذا الكتاب بخط أبي فيما يحتج به على الجهمية وقد ألف الآيات إلى الآيات من السورة وأول ما ذكر عبد الله : {بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} ، { ما شاء الله لا قوة إلا بالله} ، {وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين} يا الله ......... يا رحمن يا رحيم يا راحم يا مالك يا ملك يا مليك .......... يا حي يا قيوم .......... يا غفار يا تواب يا حكيم يا عزيز يا وهاب يا ودود ........... يا محيط يا فاطر يا فاصل يا فالق يا مولى يا بصير يا واسع يا قابض يا باسط ....... يا محيي يا مميت يا مغيث يا حسيب يا رقيب يا شهيد يا بر يا ...... يا علي يا ولي يا فتاح يا منان يا جواد يا متين يا قدوس يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا جبار يا متكبر يا بارئ يا مصور يا من له الأسماء الحسنى يا خير الحاسبين يا أرحم الراحمين يا أحكم الحاكمين يا أحسن الخالقين يا كبير يا متعال يا علي يا عظيم يا حليم يا قيوم يا ذا الطول لا إله إلا أنت يا ذا الجلال والإكرام ، يا قيوم ، يا قائم على كل نفس بما كسبت ، يا ذاري يا رفيع ، يا ماجد ، يا جواد ، يا مدبر ، يا خير الرازقين ، يا إله العالمين ، ثم ولفت ما روى المروذي وعبد الله من ها هنا في سورة البقرة : {الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين} {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم} {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه}{يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه } {ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم} ، {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}.

وقال : {بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون} ، {وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم} ، وقال : {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا} ، وقال : {إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم} . {يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة} . و{قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون } ، و قال :{إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون} ، {الحق من ربك فلا تكونن من الممترين} ، وقال : {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم }. وقال في سورة النساء : {وكلم الله موسى تكليما}

وقال : {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا} ، وقال : {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه} ، وقال : {رسلا مبشرين ومنذرين} ، وقال : {من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة وكان الله سميعا بصيرا } ، وقال في سورة المائدة : {ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام} ، {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء}.

وقال : {إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب}. وفي الأنعام : {قل لله كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة}. وقال : {فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة}. وقال : {حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله}. {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم} ، وقال : {من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم}. وقال : {وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا}.{وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات}. {قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين }. وقال : {وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون}.

وقال : {وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها}. وقال : {وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق ويوم يقول كن فيكون قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور}. الأعراف : {كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين}. {وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل}.

{ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}. {إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي}. {النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون} ، {وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين} . وقال : {واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح}. وقال : {واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد}. {قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة} . {فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين}. وقال : {ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين}.

{ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين} . {فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء}. وقال : {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون} . {واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين} . {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني} .{وكن من الشاكرين} . الأنفال : {ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين} . التوبة : {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}. وقال : {وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا }.

وقال : {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر } . يونس: وقال : {الر تلك آيات الكتاب الحكيم} . { ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون} . {كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا} . {لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله} . {ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون}.{إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون}. وقال : {فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا} . وقال : {فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين}. وقال : {وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة} . وقال : {أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس}.

وقال : {قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا} . وقال : {وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون} . وقال : {جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين * فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق} . هود: {الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير} . {ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب} . {وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين}. وقال : {فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها} . سورة يوسف : {الر تلك آيات الكتاب المبين * إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون * نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين}.{ قال اجعلني على خزائن الأرض} .وقال :{فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه}.

{وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم}. {وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا}. الرعد: {أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم} .وقال :{وجعلوا لله شركاء قل سموهم أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض} . إبراهيم - عليه السلام - : {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا} . وقال : {فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم}. وقال : {رب اجعلني مقيم الصلاة} . وقال : {وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله} . الحجر : {الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين} . {الذين جعلوا القرآن عضين} . وقال : {فأخذتهم الصيحة مشرقين * فجعلنا عاليها سافلها} . {إنا كفيناك المستهزئين * الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون} .النحل : قال : {ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا}. وقال : {ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون} . {ويجعلون لله ما يكرهون} . وقال : {ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده}. وقال : {وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا}. {وجعل لكم من الجبال أكنانا}.{ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا}. {والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا} . {والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا}. وقال : {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}. وقال : {قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا} . الإسراء : {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}.{وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا}.

{ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم } . {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك} وقال : {وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا} . وقال : {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا} . الكهف : {فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا} .{قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا}. {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} . {واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا} . قال : {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه}. مريم : وقال : {عبده زكريا * إذ نادى ربه نداء خفيا * قال رب إني وهن العظم مني} . {يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا} . طه : {فلما أتاها نودي يا موسى * إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى * وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى * إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري} . وقال : {إنني معكما أسمع وأرى} . {وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني} . {واصطنعتك لنفسي * اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري * اذهبا إلى فرعون إنه طغى * فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى * قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى * قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى * فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى}. {ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما}. الأنبياء : {وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين * فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم} . وقال : {وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين} . وقال : {ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا}. وقال : {فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين}. وقال: {وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين * فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر}. وقال : {وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين * فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين * وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين * فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا}. وقال في السورة التي يذكر فيها الحج . وقال في السورة التي يذكر فيها المؤمنون: {ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون}. الفرقان: {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا} . {وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية}

{وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا}. {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما}. {ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا }. {قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما }.{الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا}. الفرقان : {وأنزلنا إليكم نورا مبينا} . {إنه لقرآن كريم} . {وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم} . {وإنه لكتاب عزيز} . {حم * والكتاب المبين}. الشعراء : {نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين}. {قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين}.

وقال :{واجعل لي لسان صدق في الآخرين * واجعلني من ورثة جنة النعيم} . النمل : {طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين * هدى وبشرى للمؤمنين} . {فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين * يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم * وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون}. {ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض} . {إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة}. القصص : {إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا}. {سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون} . {فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين}. {كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون}. {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين}. وقال : {إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين}

وقال : {فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا}. وقال : {وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار} . وقال : {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين} . العنكبوت : قال : {فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين} .وقال : {ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله} .{فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون}. الروم : {وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون} . {الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا} . لقمان : {الم * تلك آيات الكتاب الحكيم * هدى ورحمة للمحسنين}.

{ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة إن الله سميع بصير} . {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم} . {وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور} . السجدة : {الم * تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين * أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون} .الأحزاب : {وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل} . سبأ : {وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق} . قال : {وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا} . وقال : {إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا}. سورة الملائكة : يس : {يس * والقرآن الحكيم} . {أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون}

{إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون * فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون} . الصافات : {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين} . وقال {فألقوه في الجحيم * فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين }. وقال {وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون}. ص : {أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار} . وقال : {وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب * أجعل الآلهة إلها واحدا} . {قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين} . الزمر : {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون}. وقال : {وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادا}. وقال : {ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما}.

وقال :{ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون * قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون} . المؤمن : {هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون} . {والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير} . { وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا}.{رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده}. وقال {وما يتذكر إلا من ينيب * فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون}. وقال : {هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين} . {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} . {إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير}.

حم فصلت : {حم * تنزيل من الرحمن الرحيم * كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون * بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون}. وقال : {ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى} . {وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا} . {قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين} . وقال : {وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض} . {وإنه لكتاب عزيز * لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}. عسق : {يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}. وقال : {ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب} . {ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم} . {ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور} .

{وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب} . {وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا} . {وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها}. الزخرف : وقال : {حم * والكتاب المبين * إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون * وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم} . {فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين * فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين} . وقال : {ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون} . {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم} . الجاثية والشريعة . والدخان : {ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون} . وقال : {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات} . سورة الفتح : {سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل }.

وقال : {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه} . الذاريات : {وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم * ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم}. وقال {ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين}. والطور : {واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك} . النجم : {فأوحى إلى عبده ما أوحى * ما كذب الفؤاد ما رأى * أفتمارونه على ما يرى * ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى} . الواقعة : {أفرأيتم ما تحرثون * أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون * لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون} . وقال : {نحن المنزلون * لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون}. وقال : {أفبهذا الحديث أنتم مدهنون * وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون}. الرحمن : {كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}.

قد سمع : {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير} . وقال في التحريم :{وصدقت بكلمات ربها وكتبه}. سورة الملك : {قل هو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون * ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين * قل إنما العلم عند الله وإنما أنا نذير مبين * فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا}. القلم : قال : {أفنجعل المسلمين كالمجرمين} . وفي القيامة : {كلا بل تحبون العاجلة * وتذرون الآخرة * وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة}. ويل للمطففين : {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون * ثم إنهم لصالو الجحيم}. وقال : {إن الأبرار لفي نعيم * على الأرائك ينظرون}. وقال : {بل هو قرآن مجيد} . وقال في ألم ترى : {فجعلهم كعصف مأكول} . وقال في اقرأ : {ألم يعلم بأن الله يرى * كلا لئن لم ينته لنسفعن بالناصية}.

وقال في لم يكن : {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين} .

قال أبو بكر الخلال : أسماء الله عز وجل التي خرجها أبو عبد الله - رضي الله عنه - وهذه الآيات والأحرف في القرآن بين - رضي الله عنه - في ذلك أنه لا يكون القرآن مخلوقا بوجه ولا سبب ولا معنى من المعاني . وهذا نقض لفتوى الجهمية الضلال . لأن هذه الآيات الأخرى وهذه الأسماء تبين أنه لا يكون من القرآن شئ مخلوق . وأما أسماء الله تبارك وتعالى فقد وجدت أيضا من أخرجها من كتاب أحمد وبين مواضعها من القرآن . وهذا تصديق لما ذكره أبو عبد الله عنه في هذا الموضع من القرآن والأسماء

1908- أخبرنا أبو بكر عبيد الله بن أحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز بن عبيد الله بن عبد الله بن عمران - رضي الله عنهم - بطرسوس سنة إحدى وسبعين قال : ثنا أبو طاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله السراج ؛ قال : ثنا حيان بن نافع ، عن جويرية بن أسماء ، قال : ثنا سفيان بن عيينة ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة : أن رسول الله ﷺ قال : ( إن لله تسعة وتسعين اسما مائة اسم إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة ) . قال حبان : قال داود بن عمر : سألنا سفيان بن عيينة أن يملي علينا التسعة وتسعين التي لله عز وجل في القرآن ، فوعدنا أن يخرجها فلما أبطأ علينا أتينا أبا زيد فأملى علينا هذه الأسماء فأتينا سفيان فعرضناها عليه فنظر فيها أربع مرات قال : نعم هي هذه فقلنا له اقرأها علينا . فقرأها علينا سفيان في فاتحة الكتاب خمسة أسماء : يالله ، يارب ، يا رحمن ، يا رحيم ، يا ملك . وفي البقرة ستة وعشرون اسما : يا محيط ، يا قدير ، يا عليم ، يا حكيم ، يا تواب ، يا بصير ، يا واسع ، يا بديع ، يا سميع ، يا كافي يا رؤف ، يا شاكر ، يا قيوم ، يا علي ، يا عظيم ، يا ولي ، يا غني ، يا حميد . وفي آل عمران أربعة أسماء : يا قائم ، يا واهب ، يا سريع ، يا خبير . وفي النساء ستة أسماء : يا رقيب ، يا حسيب ، يا شهيد ، يا غفور ، يا معين ، يا وكيل . وفي الأنعام خمسة أسماء : يا فاطر ، يا ظاهر ، يا قادر ، يا لطيف ، يا خبير . وفي الأعراف اسمان : يا محيي ، يا مميت . وفي الأنفال اسمان : نعم المولى ، ويا نعم النصير . وفي هود سبعة أسماء : يا حفيظ ، يا قريب ، يا قوي ، يا مجيب ، يا ودود ، يا فعال . وفي الرعد اسمان : يا كبير ، يا متعال . وفي إبراهيم : يا منان . وفي الحجر اسم : يا خلاق . وفي الحج اسم : يا باعث . وفي مريم اسمان : يا صادق ، يا وارث ، وفي المؤمنين اسم : يا كريم . وفي النور ثلاثة أسماء : يا حق ، يا مبين ، يا نور . وفي الفرقان اسم : يا هادي . وفي سبأ اسم : يا فتاح . وفي المؤمن أربعة أسماء : يا غافر ، يا قابل ، يا شديد ، يا ذا الطول . وفي الذاريات ثلاثة أسماء . يا رزاق ، يا ذا القوى ، يا متين . وفي الطور اسم : يا باري . وفي اقتربت اسم : يا مقتدر . وفي الرحمن ثلاثة أسماء : يا باقي ، يا ذا الجلال ، ياذا الإكرام . وفي الحديد أربعة أسماء : يا أول ، يا آخر ، يا ظاهر، يا باطن . وفي الحشر عشرة أسماء : يا قدوس ، يا سلام ، يا مؤمن ، يا مهيمن ، يا عزيز ، يا جبار ، يا متكبر ، يا خالق ، يا بارئ ، يا مصور . وفي البروج اسمان : يا مبدئ ، يا معيد . وفي قل هو الله أحد : صمد.

جامع الرد على من قال القرآن مخلوق

1909- أخبرنا أحمد بن محمد بن الحجاج أبو بكر المروذي ؛ قال : أمرني أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل أن أكتب إلى رجل بلغه عنه الشك ؛ قال : وكتبت ما يقوله وبينت ما جرى فيه .

1910- وأخبرنا ؛ قال : أمرني أبو عبد الله أن أكتب إلى محمد بن حمدون الأنطاكي مواعظ في بعض الكتاب . وكتبت الكتاب فعرضته عليه فصححه بيده قال : وكانت له معرفة بالحديث وكان يحتاب أبي فهو ذا أكتب أنا وانظر ما عندك من المشيخة ممن قال القرآن غير مخلوق فصيره معه واكتب به أنت إليه . اكتبها نسختين فإني لا آمن أن لم أن يكتمها ، واكتب إلى عيسى الفتاح نسخة وإليه نسخة . قال أبو بكر المروذي : وزاد أبو عبد الله فيه ونقص ثم أمرني أن أوجه به إليه وهذه نسخته

(أحسن الله إلينا وإليك في الأمور كلها برحمته وأعاذنا وإياك من الأهواء المردية والفتن المضلة بقدرته ومن عليه وعليك بالتمسك بكتابه والعمل بطاعته . الذي حملني على الكتاب إليك وإن لم يجر بيني وبينك خلطة ما أوجبه الله تبارك وتعالى على المؤمنين من النصح بعضهم لبعض وما رأيته من اغتمام أبي عبد الله بأمرك للمكان الذي كنت فيه من قلبه ومذهبك في اتباعك الآثار وتركك من خالفها ومجانبتهم بلغه عنك الشك في القرآن وأنك لا تقول القرآن غير مخلوق . وأبو عبد الله يقول .: القرآن كلام الله غير مخلوق وأنه من الله ويحتج لذاك بغير شئ . قال الله عز وجل : {ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير} . {ولئن اتبعت أهواءهم بعدما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق} . وقال : {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون * الحق من ربك فلا تكن من الممترين}. وقال : {ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم}. الآية فالقرآن من العلم الذي جاء ، وقال : {ألا له الخلق والأمر}. فأخبر أن الخلق غير الأمر . وقال تبارك وتعالى . {ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره} . وقال : {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون}. وقال {إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون}. فأخبره أن أمره هو القول وفرق بين خلقه وأمره . فقال : {الرحمن * علم القرآن * خلق الإنسان * علمه البيان}. وقال أبو ذر عن النبي ﷺ : (عطائي كلام وعذابي كلام ) . فأخبر تبارك وتعالى أن الخلق يكون بكلامه وفرق بين الخلق والأمر . وقال ابن عباس : إن أول ما خلق الله عز وجل القلم فقال له أكتب . فقال : يا رب وما أكتب ؟ قال : اكتب القدر . فجرى بما هو كائن إلى قيام الساعة . ورواه الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس .

ورواه وكيع ، وأبو معاوية ، والثوري ، وشعبة وحدث به ، عن الحكم ، عن أبي ظبيان . رواه منصور بن زاذان . ورواه مجاهد ، عن ابن عباس . وعروة بن عامر ، عن ابن عباس . وأبو الضحى ، عن ابن عباس . فكان أول ما خلق الله القلم . فالله لم يخل من العلم والكلام وليسا من الخلق لأنه لم يخل منها . فالقرآن كلام الله ومن علم الله وليس بمخلوق . ولم يزل الله عالما متكلما. وعنده جماعة من العلماء أنهم قالوا : غير مخلوق . فاتق الله وانظر لنفسك فإن هذا أمر قد بان لأهل الإسلام أنه ضلالة وأنه أحيا رأي جهم وإنما يضلكم في هذه المقالة رجلان وهما القائلان بها . أحدهما قد عرف الناس أمره كيف كان وأنه قد كان تجهم وصحب بشر المريسي ثم جاء إلى الناس فأظهر تكفير الجهمية بالنفاق منه عدو الله لما رأى من الذلة حتى إذا ظن أنه قد تمكن أظهرها ثانية . وآخر قد عرف الناس جهله وإن كان قد سمع الحديث فقد عرف أهل العلم بأنه ليس من أهل المعرفة بمعاني الأخبار ولا بأحكامها ولا بالتفقه فيها ولا بالتمييز لضعيفها من قويها وانه صاحب لجاج وخفة وقلة فهم بحمد الله ونعمته وإلا فهل يشتبه أمر هؤلاء على أحد له في الله عز وجل نصيب . أن قوما قصدوا إلى جعل جهم ، وضرار ، وأبي بكر الأصم ، وبشر المريسي رؤساء الضلالة والكفر . وإلى مثل عبد الله بن المبارك ، وابن عيينة ، ووكيع ، ويزيد بن هارون فقالوا هؤلاء وهؤلاء سواء ، أحكامهم واحدة . هؤلاء فيما أحدثوا من التكذيب بكتاب الله وقول رسول الله ﷺ إذ جحدوا كلام الله وصفاته . وقالوا: إن أسماءه مخلوقة . فلم يثبتوا شيئا حتى قال حماد بن زيد : إنما يحاولن أن لا شئ في السماء . رواه عنه سليمان بن حرب .

ورواه إبراهيم بن سعد . إنما يعبدون صنما . ورواه عنهم هارون بن معروف فسووا بينهم وبين الذين قاموا بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ . وقد بين الله لنا أمرهم بأئمتنا الذين أدركناهم وبما نقل إلينا الثقات عن من مضى من سلفنا مثل :جعفر بن محمد ، وحماد بن زيد ، وابن عيينة ، وإبراهيم بن سعد ، ووكيع ، ويزيد بن هارون ، وابن المبارك ، ويحيى بن عبد الرحمن ، وأبو بكر بن عياش ، وحفص ، وابن إدريس وخلق من خلق الله كثير ممن أكفرهم وضللهم . فبين الله لنا بهم وبما بين في كتابه أنه متكلم عالم سميع بصير . كل هذه صفاته وقد بين ذلك أيضا على لسان نبيه ﷺ إذ أخبر أن المؤمنين ينظرون إلى ربهم في القيامة ويكلمونه ويسابلهم ويضحك إليهم وأنهم يعاينون ذلك منه وينظرون إليه ويسمعون منه . ولقد أكد ذلك فقال : ( ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان ولا حاجب ) رواه ابو أسامة قال : ثنا الأعمش ؛ قال : ثنا خيثمة ، عن عدي بن حاتم ؛ قال : (ليس بينهم وبينه ترجمان) . وحدثناه الحكم بن موسى ؛ قال : ثنا عيسى بن يونس ؛ قال : ثنا الأعمش ، عن خيثمة ، عن عدي بن حاتم ؛ قال : قال رسول الله ﷺ : ( ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان ).

1911- وحدثونا عن عبد الواحد أيضا ، عن الأعمش وحنا قال رسول الله ﷺ : ( يدنو المؤمن من الله عز وجل يوم القيامة فيضع عليه كنفه فيقول : هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : رب أعرف . فيقول : هل تعرف؟ فيقول رب أعرف . فيقول : أنا سترتها عليك في الدنيا وانا أغفرها لك اليوم ) .

1912- حدثناه أبو المنهال الضرير ؛ قال : ثنا يزيد بن زريع ؛ قال : ثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن صفوان بن محرز ؛ قال : بينا ذات يوم مع ابن عمر إذ عرض له شيخ فقال له : يا ابن عمر ! هل سمعت من النبي ﷺ في النجوى شيئا ؟ قال : نعم . سمعت رسول الله ﷺ يقول : وذكر القصة وحتى قال عبد الله بن مسعود : وليس أحد إلا يخلو الله به .

1913- حدثونا به عن شريك ، عن هلال الوزان ، عن عبد الله بن عكيم ، عن عبد الله بن مسعود . ثم ما بينه من الزيادة والدنو والقرب على قدر التسارع إلى الجماعات . وفي ذلك من الأخبار أمر عظيم لا يجهلها أحد من أهل العلم رد على أعداء الله المكذبة الرادة على رسول الله ﷺ بقوله أنهم يعاينون ذلك من ربهم ويسمعون ، ولقد قال محمد بن عبد الله بن نمير من شك في القرآن فهو شر من الجهمية . وقال : هذا الوقف زندقة . ولقد أخبرني شيخ أنه سمع ابن عيينة يقول : القرآن خرج من الله .

1914- وحدثنا أبو عبد الله ؛ قال : ثنا ابن مهدي ، عن معاوية بن صالح ، عن العلاء بن الحارث ، عن زيد بن أرطاه ، عن جبير بن نفير ؛ قال : قال رسول الله ﷺ : ( إنكم لن ترجعوا إلى الله عز وجل بشئ أفضل مما خرج منه - يعني القرآن -).

1915- وحدثنا عباس الوراق وغيره يعني ، عن أبي النضر هاشم بن القاسم قال : ثنا بكر بن خنيس ، عن ليث بن أبي سليم ، عن زيد بن أرطاه ، عن أبي امامة ؛ قال : قال رسول الله ﷺ : ( ماتقرب العباد إلى الله عز وجل بمثل ما خرج منه ) . يعني القرآن في الجنة .

1916- وحدثني عثمان بن أبي شيبة ؛ قال : ثنا وكيع ، عن موسى ، عن عبيدة ؛ قال : سمعت محمد بن كعب القرظي يقول : إذا سمع القرآن من في الرحمن كانهم لم يسمعوا.

1917- وحدثني أبو علي الحسن بن الحباب المقري ؛ قال : ثنا عثمان بن أبي شيبة ، ثنا وكيع ، عن موسى بن عبيدة ، عن محمد بن كعب القرظي ؛ قال : إذا سمع الناس القرآن يوم القيامة من في الرحمن تبارك وتعالى كأنهم لم يسمعوا قبل ذلك قط . وفي أحاديث الرؤية الصحاح التي قالها رسول الله ﷺ ما يبين هذا إن المؤمنين يعاينون ذلك من الله إذا تكلم وهم ينظرون وإذا ضحك إليهم . ولقد قال النبي ﷺ للحسن والحسين : ( أعيذكم بكتاب الله ) .

1918- حدثنا ابن أبي شيبة ؛ قال : ثنا أبو حفص الأبار ، قال : ثنا منصور ، والأعمش ، عن المنهال - يعني ابن عمرو - عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ؛ قال : كان النبي ﷺ يعوذ الحسن والحسين : ( أعيذكم بكلمات الله التامة ) وذكر الحديث . ورواه سفيان الثوري أيضا ، عن منصور .

1919- وحدثونا أيضا عن جعفر بن سليمان ؛ قال : ثنا أبو التياح ؛ قال : سأل رجل عبد الرحمن بن خنيس كيف صنع رسول الله ﷺ حين كادته الشياطين ؟ قال : (تحدرت عليه الشياطين من الجبال والأودية يريدون رسول الله ﷺ قال : وفيهم شيطان معه في يده شعلة من نار يريد أن يحرق رسول الله ﷺ فأتاه جبريل- عليه السلام – فقال : يا محمد قل .قال : ما أقول؟ قال : قل : أعوذ بكلمات الله التامات) وذكر الحديث .

1920- وحدثونا عن عفان ، عن وهيب ، عن ابن عجلان ، عن يعقوب بن عبد الله ، عن سعيد بن عبد الله ، عن سعيد بن المسيب ، عن سعيد بن مالك ، عن خولة بنت حكيم أن النبي ﷺ قال : ( لو أن أحدكم إذا نزل منزلا قال : أعوذ بكلمات الله التامات ) وذكر الحديث .

1921- وحدثونا عن يزيد بن هارون ، عن محمد بن إسحاق ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي ﷺ قال : ( إذا أصاب أحدكم فزع عند النوم فليقل : أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه ).

1922- وحدثونا عن جرير بن حازم ، عن سهل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة / ، عن النبي ﷺ قال : ( من قال حين يمسي : اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ) . وذكر الحديث . ولا يجوز أن يقال : اعيذك بالنبي أو بالجبال أو بالأنبياء أو باالملائكة أو بالعرش أو بالأرض أو بشئ مما خلق الله . لا يتعوذ إلا بالله أو بكلماته . وقوله : أوجبوا على من حلف بالقرآن بكل آية يمين.

1923- حدثونا عن هشيم ؛ قال : ثنا أبو بشر ، وعون ، عن الحسن ؛ قال : قال رسول الله ﷺ : ( من حلف بسورة من القرآن فبكل آية يمين ) .

1924- وحدثونا عن هشيم ؛ قال : ابنا مغيرة ، عن إبراهيم أنه كان يقول : من حلف بسورة من القرآن بكل آية يمين .

1925- وقد روى الأعمش ، عن عبد الله بن مرة ، عن أبي كنف ، عن عبد الله بن مسعود أنه سمع رجلا يحلف بسورة البقرة . فقال : أما إن عليه بكل آية يمينا . فهذا خلاف ما قاله هؤلاء الجهمية الشكاك . هؤلاء إذا قالوا إنه مخلوق وهؤلاء إذا شكوا فيه . وقد سمعت وهب بن بقية الواسطي يقول : سمعت وكيعا وكتبته عنه - يعني وكيعا - وسألوه عن القرآن ؟ فقال ؟ كلام الله وليس بمخلوق .

1926- وحدثونا عن معاوية بن عمار الذهبي ؛ قال : سئل جعفر بن محمد عن القرآن فقال : ليس بخالق ولا مخلوق .

1927- وأخبرني من سمع يزيد بن هارون يقول : القرآن كلام الله وليس بمخلوق.

1928- وأخبرني عباس العنبري قال : أخبرني عمرو بن هارون المقري ؛ قال : سمعت ابن عيينة وسئل عن القرآن ؟ فقال : القرآن كلام الله وليس بمخلوق .

1929- وأخبرنيه أيضا أبو بكر الأعين أنه ، سمع من عمرو بن هارون هذا . قال : سمعت ابن عيينة يقول هذا . وسمعت جعفر بن مكرم يقول : سمعت وهب بن جرير يقول : القرآن كلام الله والله ليس بمخلوق . وسمعت أبا عبد الله يقول هذا . ويقول : بلغني هذا عن جعفر بن محمد الجمحي ، وإبراهيم بن سعد ، وأبو النضر ، ووهب بن جرير ، ووكيع وغيرهم أنهم كانوا يقولون : القرآن كلام الله غير مخلوق . وأنه من من يقول غير مخلوق . فهل يحل عنده محل الجهمية النافية وقد سمعت من يقول : وقع بيني وبين مثنى الأنماطي كلام ونحن في طريق مكة فأتيت وكيعا وسألته عن من قال : القرآن مخلوق ؟ فقال : هذا كفر . هذا كفر . هذا كفر كفر.

1930- وسمعت فضل الأنماطي يقول : سمعت يزيد بن هارون ، والفريابي يقولان : من قال القرآن مخلوق فهو كافر .

1931- وأخبرني محمد بن غيلان ، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة المروزيين ، أنهما سمعا علي بن الحسن بن شقيق يقول : سمعت عبد الله بن المبارك يقول : القرآن كلام الله وليس بمخلوق . وهاذان من فضلا أهل خراسان.

1932- وأخبرني أبو سعيد بن أخي حجاج الأنماطي أنه سمع عمه يقول : القرآن كلام الله وليس من الله شئ مخلوق وهو منه وليس مختلف عندنا .

1933- عن أبي النضر ، وعفان ، وعاصم أنهم كانوا يقولون : القرآن كلام الله وليس بمخلوق

1934- وسمعت عباس العنبري يقول : سمعت أبا الوليد يقول : القرآن كلام الله وليس بمخلوق ومن لم يعقد عليه قلبه أنه ليس بمخلوق فهو كافر.

1935- وحدثنا حسن بن عيسى مولى ابن المبارك قال : سمعت ابن المبارك يقول : الجهمية كفار .

1936- وحدثني أبو عمر الدوري المقري قال : ثنا عفان قال : شهدت سلام أبا المنذر قارئ أهل البصرة وقد جاءه رجل جهمي والمصحف في حجره فقال له : ما هذا يا أبا المنذر ؟ قال : قم يا زنديق هذا كلام الله غير مخلوق .

1937- وسمعت محمد بن يحيى بن سعيد القطان يقول : كان أبي ، وعبد الرحمن بن مهدي يقولان : الجهمية تدور أن ليس في السماء شئ .

1938- وحدثني العباس العنبري قال : سمعت شاذا يقول : سمعت يزيد بن هارون يقول : من قال القرآن مخلوق والله الذي لا إله إلا هو زنديق .

1939- وقال عمرو بن عثمان الواسطي ابن أخي علي بن عاصم قال : سألت هشيما ، وجريرا ، والمعتمر ، ومرحوما ، وعمي علي بن عاصم ، وأبا بكر بن عياش ، وأبا معاوية ، وسفيان ، والمطلب بن زياد ، ويزيد بن هارون عن من قال القرآن مخلوق ؟ فقالوا : زنادقة . قال أبو بكر : زنادقة يقتلون . قلت ليزيد بن هارون : يقتلون يا أبا خالد بالسيف ؟ قال : بالسيف .

1940- وأخبرنا من سمع يعقوب بن إبراهيم بن سعد يقول : جاء سعد ابن عبد الرحمن الجمحي فسأل أبي عن رجل يقول : القرآن مخلوق ؟ فقال : هذا كافر بالله تضرب عنقه من ها هنا وأشار بيده إلى عنقه . فقلت ليعقوب : أي شئ تقول أنت ؟ قال : القرآن كلام الله وليس بمخلوق .

1841- وأخبرني فطر بن حماد قال : سألت المعتمر ، وحماد بن زيد عن من قال القرآن مخلوق ؟ فقالا : كافر . قال : وسألت يزيد بن زريع صليت خلف من يقول القرآن مخلوق ؟ فقال : خلف رجل مسلم أحب إلي . وسمعت حسينا يقول : سمعت قبيصة يقول : من قال محدث فهو يقول إنه مخلوق ومن قال إنه مخلوق فهو كافر بالله . سمعته من وكيع وقد أخبرتك من ينصب في هذا الأمر ويقوم به في تكفير من مضى لهم بيان ذلك حتى تكلموا في استتابتهم وموارثتهم ولو كان هذا الأمر الذي جاءت به الجهمية أمرا يرتاب في أو شك فيه لما سمع أهل العلم التكذيب به ولا إخراج أهله من الحق ولا إثبات ما جحدوه من صفات الله عز وجل وأسمائه وانتحالهم خلق القرآن ولا جاز لهم مباينتهم إذا استتابوا بشرا وأصحابه . ولوجب عليهم الإمساك عنهم وترك الرد عليهم والخلاف لهم ولكنهم كانوا والله أعلم وأشد في أمره في أن يشكوا فيما قد وضح لهم من الحق . وبان لهم من ........ فاتق الله وانظر لنفسك فإني قد نصحتك وأحببت لك ما أحببت لنفسي ودعوتك إلى ما عليه شيخ الإسلام أبو عبد الله وأهل العلم قبلنا ..........وانقاد للحق وتواضب عليه وعظم أمره وبين ذلك وأكشفه فإني أرجو أن.......... الله عز وجل إليك بقلوب المؤمنين ويشرح صدرك بالذي شرح به صدورهم إذا علم منك الصدق والتواضع والاستكانة والتضرع إليه فإن كان قوم قد نازعوك هذا وأنكروه عليك فألن لهم جانبك وتواضع للحق والفهم وبين ذلك

فقد كان من ابن عليه كلام في ....... ومجالسته أيوب ، ويونس ، وابن عون ، والتيمي فما منعه ذلك أن كشفه على رؤوس الناس ورجع عنه فرفعه الله بذلك .

فإن الله عز وجل كافيك ما تحذر . فإني قد رأيت أبا عبد الله يحب أن يوفقك الله .

ورأيته معنى بأمرك يحب أن يسددك الله للذي أجمع عليه أصحابك من أهل السنة وأهل الحديث فإن هذا عنده مثل رأي الجهمية عصمنا الله وإياك وبالله التوفيق وجمع لنا ولك خير الدنيا والآخرة . وقد بلغني أن زكريا أظهر كتابا بحضرتك حكى فيه حكايات في الوقف عن مشيخة عرفها الناس عندنا أنها كذب . قال أبو بكر المروذي : هذا آخر الكتاب الذي سطر أبو عبد الله فيه وصححه بخطه .

1942- أخبرنا محمد بن علي أبو بكر ، أن يعقوب بن بختان حدثهم ؛ قال : قلت لأبي عبد الله : أن رجلا جاء إلى سجادة . وأخبرني عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي قال : حدثني الحسين بن البزار قال : قيل لأبي عبد الله أحمد بن حنبل أن سجادة سئل عن رجل قال : امرأته طالق ثلاثا إن كلم زنديقا . فكلم رجلا يقول القرآن مخلوق . فقال سجادة : طلقت امرأته . فقال أبو عبد الله : ما أبعد .

1943- أخبرنا علي بن الحسن بن هارون الحربي قال : ثنا أبو الفضل الوراق قال : سألت أبا علي الحسن بن حماد سجادة فقلت : بلغنا أنك قلت : لو أن رجلا حلف بالطلاق أن لا يكلم زنديقا فكلم رجلا يقول القرآن مخلوق حنث . فقال : نعم من حلف أن لا يكلم كافرا فكلم رجلا يقول القرآن مخلوق حنث . قال الفضل : وحدثني أبو بكر بن زنجوية أن هذا ذكر لأحمد بن حنبل فقال : ما أبعد .

1944- أخبرني علي بن الحسن بن هارون قال : حدثني محمد بن أبي هارون قال : حدثني أبو بكر بن زنجوية قال : سئل عبد الوهاب عن رجل حلف بالطلاق أن لايكلم كافرا ، فكلم رجلا يقول : القرآن مخلوق . قال حنث . وقال : إذا حلف بالقرآن فحنث عليه بكل آية كفارة يمين . فهذا حجة قوية على الجهمية .

1945- أخبرنا عبد الله بن أحمد قال : حدثني محمد بن إسحاق الصنعاني ؛ قال : سمعت ابا عبيد يقول : من قال القرآن مخلوق فقد افترى على الله . وقال على الله ما لم يقله اليهود ولا النصارى .

1946- أخبرني محمد بن هارون قال : ثنا إبراهيم بن إياس قال : سمعت أبا عبيد سلام بن مسكين يقول : من قال : القرآن مخلوق فليس شئ من الكفر إلا هو دونه . فقد قال هذا على الله ما لم يقله اليهود ولا النصارى وإنما مذهبهم التعطيل .

رسالة المتوكل رحمه الله إلى أبي عبد الله في أمر القرآن وجواب كتاب أبي عبد الله إليه في ذلك

1947- أخبرني أبو بكر المروذي قال : قال أبو عبد الله : قد كتب إلي - يعني المتوكل - يسألني عن القرآن . فكتبت إليه أنه ليس بمخلوق . واحتججت من القرآن فقرأه علي أبو عبد الله .

1948- وأخبرنا المروذي في موضع آخر قال : قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل أجبت في القرآن غير مخلوق في الرسائل التي وردت عليك من الخليفة . قال : نعم . قد كتبت إليه - يعني إلى عبيد الله بن يحيى بن خافان فقرأ علي أبو عبد الله كتبت إليك بالذي سأل عنه أمير المؤمنين من أمر القرآن بما حضرني . وقد كان الناس في خوض من الباطل واختلاف شديد ينغمسون فيه . فانجلى عن الناس ما كانوا فيه من الذل وضيق المحابس فصرف الله ذلك وذهب به ووقع على المسلمين موقعا عظيما ، ودعوا الله عز وجل لأمير المؤمنين . وقد روي عن ابن عباس أنه قال : لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم . وذكر عن عبد الله بن عمرو أن نفرا كانوا جلوسا فإذا النبي ﷺ فقال بعضهم : ألم يقل الله عز وجل كذا ؟ وقال بعضهم : ألم يقل الله كذا ؟ فسمع ذلك النبي عليه الصلاة والسلام فخرج وكأنما فقئ في وجهه حب الرمان فقال :( أبهذا أمرتم أن تضربوا كتاب الله عز وجل بعضه ببعض ؟ إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا . إنكم لستم فيما ها هنا في شئ . انظروا الذي أمرتم به فاعملوا به وانظروا الذي نهيتم عنه فانتهوا ) . وروي عن أبي هريرة ، عن النبي ﷺ قال : ( مراء في القرآن كفر ) . وروي عن أبي جهيم رجل من أصحاب النبي ﷺ قال :( لا تماروا في القرآن فإن مراء في القرآن كفر ) قال ابن عباس قدم على عمر بن الخطاب - رحمه الله - رجل فجعل عمر يسأل عن الناس . فقال : يا أمير المؤمنين ! قد قرأ القرآن منهم كذا وكذا . فقال ابن عباس : فقلت : والله ما أحب أن يسارعوا يومهم هذا في القرآن هذه المسارعة قال : فزبرني عمر وقال : مه . قال : فانطلقت إلى منزلي مكتئبا حزينا فبينما أنا كذلك إذ أتاني رجل فقال :أجب أمير المؤمنين فخرجت وإذا هو بالباب ينتظرني فأخذ بيدي فخلا بي فقال : ما الذي كرهت مما قال الرجل آنفا ؟ قلت : يا أمير المؤمنين : متى ما يتسارعون هذه المسارعة يحتقوا ومتى يحتقوا يختصموا ، ومتى ما يختصموا يختلفوا ، ومتى ما يختلفوا يقتتلوا . قال : فقال : لله أبوك إن كنت لأكاتم به الناس حتى جئت بها .

وروي عن جابر بن عبد الله قال : كان النبي ﷺ يعرض نفسه على الناس بالموقف فيقول :( هل من رجل يحملني إلى قومي فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي ) .

وروي عن جبير بن نفير قال : قال رسول الله ﷺ : ( إنكم لن ترجعوا إلى الله أفضل مما خرج منه ) - يعني القرآن - . وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال : جردوا القرآن ولا تكتبوا فيه شيئا إلا كلام الله عز وجل .

وروي عن عمر بن الخطاب-رحمه الله- أنه قال : إن هذا القرآن كلام الله فضعوه على مواضعه . وقال رجل للحسن البصري : يا أبا سعيد ! إني إذا قرأت كتاب الله وتدبرته ونظرت في عملي كدت أن آيس وينقطع رجائي . فقال له الحسن : إن القرآن كلام الله وإن أعمال بني آدم إلى الضعف والتقصير فاعمل وأبشر، وقال فروة بن نوفل الأشجعي : كنت جارا لخباب وهو من أصحاب النبي ﷺ فخرجت معه يوما من المسجد وهو آخد بيدي فقال : يا هناه تقرب إلى الله عز وجل بما استطعت فإنك لن تقرب إلى الله عز وجل بشئ أحب إليه من كلامه . وقال رجل للحكم بن عتيبة : ما حمل أهل الأهواز على هذا ؟ قال : الخصومات . وقال معاوية بن قرة وكان أبوه ممن أتي النبي - عليه السلام- إياكم وهذه الخصومات فإنها تحبط الأعمال . وقال أبو قلابة وكان قد أدرك غير واحد من أصحاب رسول الله ﷺ : لا تجلسوا أهل الأهواء أو قال : أصحاب الخصومات فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم بعض ما تعرفون.

ودخل رجلان من أهل الأهواء على محمد بن سيرين فقالا : يا أبا بكر ! نحدثك بحديث ؟ قال : لا . قالا : فنقرأ عليك آية من كتاب الله ؟ قال : لا . لتقومان عني أو لأقومن . فقام الرجلان فخرجا . فقال بعض القوم : يا أبا بكر وما كان عليك أن قرءا عليك آية من كتاب الله ؟ قال محمد بن سيرين : إني خشيت أن يقرأ علي آية فيحرفانها فيقر ذلك في قلبي ولو أعلم أني أكون مثل ما أكون الساعة لتركتهما .

وقال رجل من أهل البدع لأيوب السختياني : يا أبا بكر : أسألك عن كلمة ؟ فولى وهو يقول : ولا نصف كلمة . وقال طاووس لابن له وتكلم رجل من أهل البدع : يا بني أدخل أصبيعك في أذنيك ولا تسمع ما يقول . ثم قال : اشدد اشدد . وقال عمر بن عبد العزيز : من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل . وقال إبراهيم النخعي : إن القوم لم يدخر عنهم شئ خبئ لكم لفضل عندكم . وقال الحسن البصري : شر داء خلط قلبا - يعني الهوى - . وقال حذيفة بن اليمان وكان من أصحاب النبي ﷺ : اتقوا الله معاشر القراء وخذوا طريق من كان قبلكم والله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيد ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا أو قال مبينا . قال أبي : وإنما تركت ذكر الأسانيد لما تقدم من اليمين التي حلف بها مما قد علمه أمير المؤمنين ولولا ذلك لكتبتها بأسانيدها . وقال الله عز وجل ثناؤه : {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} . {ألا له الخلق والأمر} . فأعلم عز وجل أن الخلق غير المر . وقال تبارك وتعالى : {الرحمن * علم القرآن * خلق الإنسان * علمه البيان} . فأخبر تبارك وتعالى أن القرآن من علمه إذ قال : {الرحمن * علم القرآن} . وقال : {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير} . وقال : {ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين}. وقال :{وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعدما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق}. فالقرآن من علم الله عز وجل . وفي هذه الآيات دليل على أن الذي جاءه ﷺ هو القرآن لقوله {ولئن اتبعت أهواءهم بعدما جاءك من العلم} وقد روى عن غير واحد من سلفنا أنهم كانوا يقولون القرآن كلام الله وليس بمخلوق وهذا الذي أذهب إليه ولست بصاحب كلام ولا أرى الكلام في شئ إلا ما كان في كتاب الله أو حديث عن النبي ﷺ أو عن أصابه رحمهم الله أو عن التابعين فأما غير ذلك فالكلام فيه غير محمود .

1949- وأخبرنا عبد الله بن أحمد قال : أملى علي أبي عبيد الله بن يحيى بن خافان . وأخبرنا محمد بن علي قال : ثنا صالح قال : أملى علي أبي إلى عبيد الله بن يحيى بن خافان قال أبو بكر الخلال : وهما صادقان فأرجو أن يكون أملي عليهما جميعا كما قالا . وذاك أن أبا بكر المروذي على أبي عبد الله فكتبت إليك بالذي سأل عنه أمير المؤمنين على صالح الكتاب الذي بين يدي أبيه الجواب وعبد الله أملاها عليه على أبي بكر المروذي وكان قال حنبل : قال إسحاق في [2]

فدل على أن القوم كلهم صدقوا فيما قالوا وهم أهل صدق كلهم والحمد لله ولكنني بينت هذا لأن يعلم من يسمع قول واحد منهم فيشك فيه فيلبسه لأن لا يشك في قلوبهم ، وقد كانوا زادوا فيها الدعاء فعرضوه على أبي عبد الله فوجدته عند أبي مزاحم موسى بن عبيد بن يحيى بن خافان كيف كان وجواب كتاب أبي عبد الله إلى عبيد الله خاصة .

1950- فأخبرنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خافان قال : حدثني عبد الله بهذه الرسالة قال : أملا علي أبي عبيد الله بن يحيى أحسن الله عاقبتك أبا الحسن في الأمور كلها ودفع عنك مكاره الدنيا والآخرة برحمته . وقد كتبت إليك رضي الله عنك بالذي سأل عنه أمير المؤمنين أيده الله من امر القرآن بما حضرني وإني أسأل الله أن يديم توفيق أمير المؤمنين أعزه الله وتأييده فقد كان الناس في خوض من الباطل واختلاف شديد ينغمسون فيه حتى أفضت الخلافة إلى أمير المؤمنين أيده الله فنفى الله بأمير المؤمنين - أعزه الله - كل بدعة ، وانجلى عن الناس ما كانوا فيه من الذل وضيق المحابس فصرف الله ذلك بأمير المؤمنين كله وذهب أعز الله نصره ووقع ذلك من المسلمين موقعا عظيما ودعوا الله عز وجل لأمير المؤمنين أدام الله عزه فأسأل الله أن يجيبهم في أمير المؤمنين صالح الدعاء وأن يتمم ذلك لأمير المؤمنين أدام الله عزه وأن يزيد في نيته ويعينه على ما هو عليه ، وقد ذكر عن ابن عباس وفي آخر الرسالة ، وإني أسأل الله أن يطيل بقاء أمير المؤمنين وأن يمده وأن يثيبه منه بمعونة إنه على كل شيء قدير .

قال أبو مزاحم : قال عبد الله بن أحمد بن حنبل جئنا بهذه الرسالة إلى أبي محمد بن العباس المعروف بابن سارة ، وكان صاحب أبي عبيد الله يحيى بن خاقان بغداد فزاد فيما دعا لأمير المؤمنين ، قال عبد الله : ثم عرضها على أبي فأجازها .

قال أبو مزاحم : وهذه نسخة كتاب أحمد بن حنبل بجواب كتاب إليه في رسالة القرآن .

أحسن الله إليك أبا الحسن في الأمور كلها إليها ودفع عنك مكاره الدنيا والآخرة برحمته وطوله ، فإنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصل كتابك رضي الله عنك ، والذي أنهيت إلى فيه من سلامة أمير المؤمنين أعزه الله بطاعته فسرني ما ذكرت من عافية الله إياه فأدام الله لأمير المؤمنين عافيته وسلم له دينه ، وجعل ما أنعم به عليه موصولا برضوانه ، فإنه على كل شيء قدير ، وفهمت ما ذكرت مما أمر به أمير المؤمنين أيده الله من كتابك إلي ومسألتك إياي عن القرآن وقد كتبت إليه بما حضرني من ذلك وإني أسأل الله أن يحسن جزاءك عنا ، فالذي نعرف منك البر والعافية وحسن محبتك للمرفق بنا فلا سلبك الله ما أنعم به عليك ، وجعل ذلك مذخورا لك ، ولعلك أن تكون قد عرفت بعض الذي أحب ، فإن رأيت أدام الله لك العافية المدافعة عنه بالذي يمكن ونقدر عليه ، وإن كان قد استقر عندي أنك تحب ذلك وأحب الأشياء إلي أن لا أهلج لشيء وقد كبرت السن وضعف البدن وقد أجد عللا لم أكن أجدها فالحمد لله على ذلك وعلى ما أنعم به علينا كثيرا ، وأحسن الله إليك في الأمور كلها ، ودفع عنك مكاره الدنيا والآخرة بمنه وطوله ، فإنه ولي ذلك والقادر عليه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

1951- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : ثنا أبو عبد الله ، قال : ثنا أسود بن عامر ، قال : ثنا إسرائيل ، عن عثمان بن المغيرة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن جابر بن عبد الله ، قال : (كان النبي ﷺ يعرض نفسه على الناس بالموقف ، فيقول : هل من رجل يحملني إلى قومه ؟ فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي) .

1952- أخبرني محمد بن معاذ البصري ، قال : ثنا محمد بن كثير ، قال : ثنا إسرائيل ، عن عثمان بن المغيرة ، عن سالم ، عن جابر ، قال : (كان رسول الله ﷺ بالموقف فقال : ألا رجل يحملني إلى قومه ؟ فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي) .

1953- أخبرنا محمد بن جعفر بن سفيان الرقي ، قال : ثنا عبيد بن حبان ، قال : ثنا ابن المبارك ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : لا تضربوا القرآن بعضه ببعض فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم .

آخر الجزء السادس ، وأول الجزء السابع من الأصل .


هامش

  1. [طمس بقدار سطر ونصف ، ورواته ثقات ، ولعله مثل الذي سبقه فيكون فيه متابعة عبد الله بن أحمد للحسن بن الصباح والله أعلم. ]
  2. [كلام غير واضح]