→ الجزء السادس | كتاب السنة للخلال الجزء السابع المؤلف: أبو بكر الخلال |
1954- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : ثنا عباس بن غالب الوراق ، قال : ثنا أبو النضر ، قال : ثنا بكر بن خنيس ، عن ليث بن أبي سليم ، عن زيد بن أرطاة ، عن أبي أمامة قال : قال النبي ﷺ : (ما تقرب العباد إلى الله تبارك وتعالى بمثل ما خرج منه - يعني القرآن - ) .
1955- أخبرنا أبو بكر ، قال : ثنا أبو عبد الله ، قال : ثنا يحيى بن غيلان ، قال : ثنا رشدين بن سعد ، قال : حدثني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب : أن عمر - رحمه الله - قال : هذا القرآن كلام الله .
1956- وأخبرنا أبو بكر قال : ثنا أبو المنذر ابن خال ابن عيينة ، قال : ثنا جرير ، عن ليث ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي الزعراء ، قال : قال عمر – رحمه الله - : إن هذا القرآن إنما هو كلام الله فضعوه على موضعه .
1957- أخبرنا أبو بكر قال : حدثني أبو إبراهيم الترجماني ، قال : ثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني ، عن عمرو بن قيس الملائي ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله ﷺ : (إن فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه) .
1958- قال : وحدثنا محمد بن المنهال الضرير ، قال : ثنا يزيد بن زريع ، قال : ثنا داود بن أبي هند ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : بينما نفر بباب رسول الله ﷺ إذ قال بعضهم إلم يقل الله كذا وكذا ، وقال بعضهم لم يقل الله كذا وكذا فسمع النبي ﷺ فخرج فكأنما فقيء في وجهه حب الرمان ، فقال : (أبهذا أمرتم أم بهذا بعثتم أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض ؟ إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا ، إنكم لستم مما ها هنا في شيء انظروا ما أمرتم به فاعملوا به ، وما نهيتم عنه فانتهوا) .
1959- أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني ، قال : ثنا يحيى بن عثمان ، قال : ثنا ابن حمير ، قال : حدثني شعيب بن أبي شعيب ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله ﷺ أنه. قال : (مراء في القرآن كفر) .
1960- أخبرني حرب قال : ثنا أحمد بن حنبل ، وعمرو بن العباس ، قالا : ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال : ثنا معاوية بن صالح ، عن العلاء بن الحارث ، عن زيد بن أرطاة ، عن جبير بن نفير ، قال : قال رسول الله ﷺ : (إنكم لن ترجعوا إلى الله عز وجل بشيء أفضل مما خرج منه -يعني القرآن-) .
1961- أخبرني حرب قال : ثنا أحمد بن حنبل ، وبشار بن موسى ، قالا : ثنا جرير ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن فروة بن نوفل الأشجعي ، قال : كنت جارا لخباب ، فقال : يا هناه تقرب إلى الله ما استطعت فإنك لن تقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه.
1962- أخبرني حرب قال : ثنا بشر بن حجر ، قال : ثنا صالح المري قال : قال الحسن : القرآن كلام الله إلى القوة والصفاء ، والأعمال : أعمال بني آدم إلى الضعف والتقصير فاعمل وأبشر .
1963- وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : حدثنا هارون بن عبد الله قال : ثنا عبد الأعلى بن سليمان الزراد قال : ثنا صالح المري قال : أتى رجل إلى الحسن فقال له : يا أبا سعيد إني قرأت كتاب الله فذكرت شروطه وعهوده ومواثيقه قطع بي ، فقال له الحسن : ابن أخي إن القرآن كلام الله إلى القوة والمتانة وإن الأعمال أعمال بني آدم إلى الضعف والتقصير ولكن سدد وقارب وأبشر.
1964- قال : وحدثني أبو بكر قال : ثنا معاوية بن هشام ، عن سفيان ، عن عبد العزيز بن عمر - يعني ابن عبد العزيز - ، عن عمر بن عبد العزيز قال : من جعل الدين غرضا للخصومة أكثر التنقل .
1965- قال : وحدثني أبو بكر قال : ثنا معاوية بن هشام قال : ثنا سفيان ، عن عمرو بن قيس قال : قلت للحكم : ما اضطر الناس إلى هذا ؟ قال : الخصومة .
1966- قال : وحدثني أبو بكر قال : ثنا أبو أسامة ، عن شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { لا حجة بيننا وبينكم } قال : لا خصومة بيننا وبينكم .
1976- أخبرنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري ، قال : ثنا بكار بن محمد السدوسي ، قال : ثنا عبد الله بن عون ، أن رجلا دخل على محمد بن سيرين في بيته فذكر له شيئا من القدر فقال محمد : { إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون } قال : وأخذ بأصبعيه في أذنيه فقال : يا أبا بكر ، لو سمعت من الرجل ، فقال محمد : إن قلبي ليس بيدي وإني خفت أن ينفث في قلبي شيئا لا أستطيع أن أخرجه من قلبي فكان أحب إلي ألا أسمع كلامه .
1968- أخبرني عبيد الله بن حنبل قال : ثنا أبي حنبل بن إسحاق ، قال : حدثني أبو عبد الله ، قال : ثنا أبو سلمة ، قال : وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : ثنا ابن علية ، عن أيوب ، عن أبي قلابةقال : لا تجالسوا أهل الأهواء . أو قال : أهل الخصومات . قال : لا آمن أن يغمسوكم في ضلالهم أو يلبسوا عليكم بعض ما تعرفون .
1969- أخبرنا أبو بكر المروذي قال : أنبأ أبو عبد الله قال : ثنا أبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعي قال : ثنا سليمان بن بلال قال : حدثني يزيد بن خصيفة قال : أخبرني بسر بن سعيد قال : أخبرني أبو جهم ، أن رجلين اختلفا في آية من القرآن فقال هذا : تلقيتها من رسول الله ، وقال الآخر : تلقيتها من رسول الله ، فسألا رسول الله ﷺ فقال : (إن القرآن يقرأ على سبعة أحرف ، لا تماروا في القرآن فإن مراء فيه كفر) .
1970- أخبرني محمد بن عبيد بن هارون النوا الكوفي ، قال : سمعت أيوب الأصبهاني وكان من خيار المسلمين ، قال : كان لي جار يهودي وكنت أدعوه إلى الإسلام فيأبى فمات فرأيته في النوم فقلت : إلى أي شيء صرت ؟ قال : إلى النار ، فقلت له : قد كنت أدعوك إلى الإسلام فتأبى ، قال : فترون أن ليس في النار من أشر منا من يقول القرآن مخلوق أسفل منا بدرجة .
1971- أخبرنا محمد بن سليمان الحمصي الكوفي ، قال : ثنا فطر بن حماد بن واقد قال : سألت المعتمر بن سليمان قلت : يا أبا محمد ، إمام القوم يزعم أن القرآن مخلوق ، قال : أرى أن تضرب عنقه ، قال : وسألت حماد بن زيد فقال : والله لأن أصلي خلف مسلم أحب إلي ، قال : وسألت يزيد بن زريع فقال : لا تصل خلفه ولا كرامة .
1972- أخبرنا محمد بن سليمان ، قال : ثنا عباس العنبري قال : ثنا رويم بن يزيد المقري ، قال : حدثني عبد الله بن عباس الخزاز ، عن يونس ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، سئل علي بن الحسن عن القرآن ، فقال : ليس بخالق ولا مخلوق وهو كلام الله الخالق .
1973- أخبرنا محمد بن سليمان ، قال : ثنا عثمان ، قال : ثنا جرير ، قال : سألت منصورا عن القرآن ما لا أحصى ، فقال : هو كما قال الله .
1974- أخبرنا محمد بن سليمان ، قال : ثنا عباس العنبري ، قال : سمعت أبا الوليد وسئل عن القرآن ، فقال : القرآن كلام الله ، وكلام الله ليس بمخلوق ومن لم يعقد قلبه على أن القرآن ليس بمخلوق فهو عندي خارج من الإسلام .
1975- أخبرنا محمد بن سليمان ، قال : ثنا عباس ، قال : سمعت سليمان بن حرب يقول : القرآن ليس بمخلوق ، والقرآن لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم فكلامه ونظره سواء .
1976- أخبرنا محمد بن سليمان ، قال : ثنا محمد بن عثمان العنبري ، قال : ثنا عمر أبو حفص ، عن قيس بن الربيع ، قال : قال جعفر بن محمد : من قال : القرآن مخلوق قتل ولم يستتب .
1977- أخبرنا محمد بن سليمان ، قال : سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يقول : القرآن كلام الله وليس بمخلوق ، ومن قال إنه مخلوق فقد كفر ، والواقفة شر ممن يقول القرآن مخلوق لأن هؤلاء قد بان أمرهم وهؤلاء يوهمون الناس .
1978- أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني عباس بن عبد العظيم بن إسماعيل بن توبة العنبري في سنة ست وعشرين ، قال : سمعت سليمان بن حرب يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق ، قال : قلت : يا أبا أيوب ، ما كنت تقول هذا فما بدا لك ؟ قال : إني استخرجت من كتاب الله عز وجل ، قال الله عز وجل { ألا له الخلق والأمر } فأخبر أن الخلق غير الأمر .
1979- حدثنا عبد الله ، قال : ثنا عباس ، قال : سمعت أبا الوليد هشام بن عبد الملك ، وعلي بن المديني ، وإسماعيل بن عرعرة ونحن قاعدين معه وهو يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق ، فقال علي : كيف قلت ؟ إنما نتعلمه منك يا أبا وليد .
1980- أخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : ثنا موسى بن داود ، قال : ثنا سعيد أبو عبد الرحمن ، قال : إني قد رأيت معبدا وكان معبد يقول بقول ابن أبي ليلى ، عن معاوية بن عمار الدهني قال : سألت جعفر بن محمد ، عن القرآن ، فقال : ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله .
1981- وأخبرنا عبد الله ، قال : ثنا الحسين بن الصباح ، قال : ثنا معبد أبو عبد الرحمن ، عن معاوية بن عمار ، عن جعفر مثله .
1982- قال عبد الله : حدثني أحمد بن إبراهيم ، قال : حدثني يحيى بن يوسف الزمي ، قال : حضرت عبد الله بن إدريس فقال له رجل : يا أبا محمد ، إن قبلنا ناسا يقولون القرآن مخلوق ، فقال : من اليهود ؟ قال : لا ، قال : فمن النصارى ؟ قال لا ، قال : فمن المجوس ، قال : لا ، قال : فمن ؟ قال : من الموحدين ، قال : كذبوا ليس هؤلاء بموحدين هؤلاء زنادقة ، من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن الله تبارك وتعالى مخلوق ، ومن زعم أن الله مخلوق فقد كفر.
1983- قال : وحدثني أبو الحسن أحمد بن الحسن الترمذي ، قال : سمعت مليح بن وكيع يقول : سمعت وكيعا يقول : من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أنه محدث ، يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه .
1984- قال : حدثني أبو الحسن الميموني عبد الملك بن عبد الحميد ، قال : حدثني أبو إسحاق صاحب الأشجعي ، قال : سمعت وكيعا يقول : من قال إن القرآن مخلوق فهو كافر ، فحدثت به أبا عبد الله أحمد بن حنبل فقال لي : ها هنا جماعة يروونه عن وكيع ؟ قلت : لا .
1985- حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال : سمعت شاذ بن يحيى وأثنى عليه خيرا ، قال : حلف لي يزيد بن هارون في بيته { هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم } من قال القرآن مخلوق فهو زنديق .
1986- قال : وحدثني محمد بن سهيل بن عسكر ، قال : سمعت ابن أبي مريم يقول : من زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر .
1987- قال : وسمعت عمرو بن الربيع بن طارق يقول : القرآن كلام الله من زعم أنه مخلوق فهو كافر .
1988- قال : وسمعت أبا الأسود النضر بن عبد الجبار يقول : القرآن كلام الله من قال القرآن مخلوق فهو كافر هذا كلام الزنادقة .
1989- قال : وذكر أبو بكر الأعين قال : سمعت محمد بن يوسف الفريابي يقول : من قال القرآن مخلوق فهو كافر .
1990- قال : وحدثني محمد بن يعقوب الغساني الدمشقي ، قال : سمعت أبا مسهر يقول : ما أدركنا أحدا من أهل العلم إلا وهو يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق وكان ينكر على من قال القرآن مخلوق .
1991- قال : وثنا محمد بن إسحاق ، قال : ثنا العلاء بن عمرو الحنفي قال : ثنا ابن أبي زائدة ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عبد الله ، قال : القرآن كلام الله فمن رد منه شيئا فإنما يرد على الله .
1992- قال : وحدثني إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن سلمة بن كهيل ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن عبد الله بن مسعود قال : من كان يحب أن يعلم أنه يحب الله عز وجل فليعرض نفسه على القرآن فإن أحب القرآن فإنه يحب الله ، فإنما القرآن كلام الله .
1993- قال : وحدثني حسن بن حماد الوراق الكوفي ، قال : ثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد ، عن عمرو بن قيس ، عن عطية ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله ﷺ : (يقول الله تبارك وتعالى : من شغله قراءة القرآن عن ذكري وعن مسألتي أعطيته أفضل ثواب الشاكرين ، وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله عز وجل على خلقه).
1994- قال : وذكر يوسف بن موسى قال : ثنا عمر بن حمران ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ : (إن فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرحمن على خلقه) .
1995- قال : وحدثني أحمد بن خالد الخلال ، قال : ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ، عن نافع بن عمر ، عن ابن أبي مليكة ، قال : كانت أسماء إذا سمعت القرآن جزعت ، وقالت : كلام ربنا كلام ربنا عز وجل .
1996- قال : وحدثني محمد بن إسحاق ، قال : ثنا هارون بن حاتم الملائي ، قال : ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ، عن ابن أبي ذئب ، عن الزهري ، قال : سألت علي بن حسين عن القرآن فقال : كتاب الله وكلامه .
1997- قال : وحدثني أبو بكر بن زنجويه ، قال : ثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة ، عن إسحاق الأزرق ، عن أبي بشر - أظنه يعني ورقاء - ، عن مجاهد { لا يملكون منه خطابا } قال : كلام الله.
1998- قال : وحدثني محمد بن إسحاق الصاغاني ، قال : سمعت إسحاق بن إسماعيل ، قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : لا نحسن غير هذا القرآن كلام الله { فأجره حتى يسمع كلام الله } و { يريدون أن يبدلوا كلام الله } .
1999- قال : وحدثني محمد بن وزير الواسطي ، قال : سمعت أبا بكر أحمد بن محمد العمري يقول : سمعت ابن أبي أويس يقول : سمعت خالي مالك بن أنس وجماعة العلماء بالمدينة وذكروا القرآن فقالوا : كلام الله وهو منه وليس من الله شيء مخلوق .
2000- قال : وحدثني أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن شبويه ، قال : ثنا أبو بشر بن خالد ، قال : أنبأ معمر بن بشر ، قال : ثنا أبو بكر بن عياش ، قال : من زعم أن القرآن مخلوق فقد افترى على الله .
2001- قال : وحدثني أحمد بن إبراهيم ، قال : حدثني علي بن أبي الربيع ، قال : حدثني بشر بن الحارث ، قال : سألت عبد الله بن داود عن القرآن ، فقال : { العزيز الجبار المتكبر } يكون هذا مخلوقا ؟ .
2002- قال : وحدثني عباس بن عبد العظيم العنبري ، قال : حدثني أبو الوليد هشام بن عبد الملك ، قال : قال لي يحيى بن سعيد : كيف تصنعون بـ { قل هو الله أحد } ، كيف تصنعون بهذه الآية : { إني أنا الله } ؟ يكون مخلوقا .
2003- قال : وحدثني محمد بن إسحاق الصاغاني ، قال : سمعت الحسن بن موسى الأشيب يقرأ : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم { إياك نعبد وإياك نستعين } فقال الحسن : أمخلوق هذا ؟ .
2004- قال : وحدثني محمد بن عبد الله ، قال : سمعت أبا جعفر يقول : القرآن كلام الله ، فقلت : إن عندنا قوما يقولون كلام الله ، ونقف فضرب إحدى يديه على الأخرى ، وقال : كذبوا أعداء الله القرآن كلام الله غير مخلوق .
2005- قال : وسمعت محمد بن سليمان لوين يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق ، وما رأيت أحدا يقول : القرآن مخلوق ، أعوذ بالله .
2006- قال : وحدثني أبو الحسن بن العطار ، قال : سمعت إبراهيم بن زياد سبلان يقول : سمعت أبا معاوية الضرير يقول : الكلام فيه بدعة وضلالة ، ما تكلم فيه النبي ولا الصحابه ولا التابعين ولا الصالحين - يعني القرآن مخلوق - .
2007- حدثني أبو الحسن بن العطار قال : سمعت هارون بن الفروي يقول : سمعت عبد الملك الماجشون يقول : من قال القرآن مخلوق فهو كافر .
2008- قال : وحدثني أبو عمران موسى بن عبد الله بن عبد الرحمن السلمي صاحب السلعة ، قال : ثنا عمر بن سعيد الأبح ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة بن الأشعث الأعمى ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ﷺ : ( فضل القرآن على ما سواه من الكلام كفضل الرحمن على خلقه) .
2009- قال : وحدثني أبي ، قال : ثنا هاشم بن القاسم ، قال : ثنا أبو عقيل عبد الله بن عقيل الثقفي ثقة ، قال : ثنا مجالد ، عن عامر بن شهر الهمداني وكان وافد همدان إلى النبي ﷺ قال : سمعت كلمتين فحفظتهما كلمة من النبي ﷺ وكلمة من النجاشي ، سمعت رسول الله ﷺ يقول : (انظروا قريشا اسمعوا من قولهم ودعوا فعلهم) . قال : وكنت عند النجاشي فأتاه بنون له غلمان بألواح يقرؤون عليه من الأنجيل يقولون لحماية فضحكت ، فقال له النجاشي : أتضحك من كلام الله ؟ قال : لا ولكن أضحك عجبا.
2010- قال عبد الله : وحدثني محمد بن منصور الطوسي ، قال : حدثني علي بن مضاء مولى لخالد ، قال : ثنا هشام بن بهرام ، قال : سمعت معافا بن عمران يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق ، قال هشام : وأنا أقول كما قال المعافا .
2011- قال : وحدثني محمد بن منصور ، قال : ثنا علي بن مضاء ، قال : سألت عتاب بن بشر عن القرآن فقال : سألت خصيفا عن القرآن فقال : القرآن كلام الله وليس بمخلوق ، قلت : أي شيء تقول أنت ؟ قال : أقول كما قال .
2012- حدثني محمد بن منصور ، قال : ثنا علي ، قال : سألت محمد بن سلمة الحراني فقال : القرآن كلام الله وليس بمخلوق .
2013- أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم إمام مسجد طرسوس ، قال : ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام ، قال : ثنا علي بن إبراهيم أبو عبد الرحمن المروزي ، قال : ثنا عبد الله بن المبارك ، قال : أنبأ معمر ، عن علي بن نديمة الحراني أنه حدثه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قدم على عمر بن الخطاب – رحمه الله – رجل فجعل عمر يسأله عن الناس ، فقال : يا أمير المؤمنين ، قرأ منهم القرآن كذا وكذا ، فقال ابن عباس : والله ما أحب أن يتسارعوا يومهم هذا في القرآن هذه المسارعة ، قال : فزبرني عمر ثم قال لي : مه ، فانطلقت إلى منزلي مكتئبا حزينا فقلت : قد كنت نزلت من هذا الرجل منزلة ما أرى إلا أني قد سقطت من نفسه ، قال : فرجعت إلى منزلي فاضطجعت على فراشي حتى عادني نسوة اهلي وما بي من وجع وما هو إلا الذي ثقلني به عمر ، فبينا أنا كذلك إذ جاءني رجل فقال : أجب أمير المؤمنين ، فخرجت فإذا هو قائم قريبا ينتظرني فأخذ بيدي ثم خلا بي ، فقال : ما كرهت مما قال الرجل ؟ قال : فقلت : يا أمير المؤمنين ، إن كنت أسأت فأستغفر الله وأتوب إليه وأنزل حيث أحببت . قال : لتحدثني ما كرهت مما قال الرجل ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، متى ما تسارعوا هذه المسألة يحتقوا ومتى ما يحتقوا يختصموا ومتى ما يختصموا يختلفوا ومتى ما يختلفوا يقتتلوا ، فقال : لله أبوك والله لقد كنت أكاتمها الناس حتى جئت بها .
2014- أخبرني عبد الرحمن ، أن عبد الرحمن بن محمد بن سلام حدثهم ، قال : ثنا حجاج الأزرق ، عن عبد الله بن وهب ، عن أبي صخر ، عن معاوية البجلي ، عن سعيد بن جبير ، قال : بينا أنا ومجاهد أبو الحجاج جالسين عند ابن عباس في دار الزف التي هي من حجارة فقال ابن عباس : ألا أحدثكم عن عمر بن الخطاب ، بينما أنا عنده جالس يوما إذ جاءه رجال من أهل العراق فقالوا : يا أمير المؤمنين ، لنا البشرى ، فقال : نعم قبلت ، قالوا : خرجنا من مصرنا هذا وقد تركنا وراءنا سبعين رجلا قد قرؤوا القرآن عن ظهر قلوبهم ، فالتفت إلى المغيرة بن شعبة
فقلت : اقتتل القوم ، فلما قمنا نماها المغيرة بن شعبة إلى عمر ، فلما جئت إلى البيت فما وضعت ردائي حتى أتاني رسوله فقال : أجب عمر ، فقلت : اذهب فقل له لم أجده ، فقال : لا والله لا أرجع إليه بكذبة ما حييت ، فلما أن رأيت أن لابد من الذهاب إليه أخذت ثوبي فدخلت عليه وأنا متخوف منه وكنا نبصبص من عمر بصبصة ، فلما رأيته سلمت ولم أر في وجهه غضبا ، فقال : ما الحديث الذي قلت يا ابن عباس آنفا حين جاءني البشير ؟ والله ما كنت أظن أن القرآن يفاسد بين الناس ، ولكن كنت أرجو أن يصلح بين الناس ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، أرأيت أن كانت كلمة زالت عن لساني لم أجد لها قرارا أخذتني أنت بها ؟ فقال : ما هذا حين انفلات ، لتخرجن مما قلت ، قال : ولا يقول ابن عباس كلمة إلا قال : وكنا نبصبص من عمر بصبصة ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، إنه سيأتي زمن يقوم ناس يتكلمون عن المنابر كلاما يخالف كلامهم عملهم ، ويقول لهم ناس من أهل القرآن : اتقوا يا هؤلاء ما أحسن قولكم وأقبح عملكم ، ما لقولكم لا يوافق أعمالكم ، فيقولون : كنا رؤساءكم ، وكنا قادتكم فلم تنكرون علينا خذوا هذا اجلدوا هذا ، فقال ناس من أهل الصلاح : سبحان الله أمروا بمعروف ونهوا عن منكر فما ذنبهم ؟ قال : فاختلفوا في ذلك فاقتتلوا ، فقال : هذا قولك بلسانك فأين القرآن ؟ فقلت له : {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا } إلى قوله { لا يحب الفساد * وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد } قال : هذا الصنف الذي قلت ، فأين الآخر ؟ قلت : {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رءوف بالعباد} فحرك يده ثم قال : بارك الله فيك عص عواص مرارا يا ليتني حي للقوم يومئذ .
2015- أخبرنا أحمد بن حماد القرشي ، قال : ثنا محمد بن إسحاق الصيني ، قال : سمعت زكريا بن عدي يقول : سمعت أبا بكر بن عياش ، وحفص بن غياث ، وابن إدريس الأودي ، ووكيع بن الجراح كلهم يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال مخلوق فهو كافر ، قال ابن إدريس : يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه .
2016- أخبرنا عبد الله ، عن محمد بن سعيد بن الأسود القرشي الكوفي ، قال : حدثني إبراهيم بن قتيبة ، ومسلم الأنصاري ، قال : ثنا حسن بن الربيع ، قال : لما أن دار في الناس ووقع فيهم ذكر القرآن مضيت أنا وحسن الحلبدي ، وكان من أفضل المسلمين إلى أبي بكر بن عياش فقلنا لإبراهيم ابنه : استأذن لنا عليه ، فقال : ادخلوا فدخلنا ، فقلنا : يا أبا بكر ، ما ترى ما قد دار في الناس ووقع فيهم ؟ فقال : وما هو ؟ قال : قلنا : يقولون القرآن مخلوق ، فقال : ولم جئتموني ولم أخبرتموني بهذا ؟ من قال هذا فهو كافر بالله ، قال : ثم مضينا من عنده فأتينا وكيع بن الجراح فقلنا : يا أبا سفيان ، ما ترى ما قد دار في الناس ووقع فيهم ؟ فقال : وما هو ؟ قال : فقلنا : يقال القرآن مخلوق ، فقال : ولم جئتموني ولم ألقيتم هذافي خلدي ؟ من قال بهذا فهو كافر بالله ، فمضينا من عنده وأتينا حفص بن غياث وكان جالسا على داكن فقلنا : يا أبا عمر ، ما ترى ما قد دار في الناس ووقع فيهم ؟ فقال : وما هو ؟ قال : قلنا : قوم يقولون القرآن مخلوق ، قال : فشمر ثيابه وقال : ما أراكم إلا رسل شيطان ، من قال بهذا فهو كافر بالله ، قال : فمضينا من عنده فأتينا عبد الله بن إدريس فصعدنا إليه إلى مسجده وكان رجلا مهيبا فقلنا : يا أبا محمد ، ما ترى ما قد دار في الناس ووقع فيهم ؟ فقال : وما هو ؟ قال : قوم يقولون القرآن مخلوق ، فقال : ولم جئتموني ولم أخبرتموني بهذا ؟ ولم ألقيتم هذا على قلبي ؟ من قال بهذا فهو كافر بالله العظيم ولا أعلمه إلا قال : ألا قوموا .
2017- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : حدثني محمد بن عباس صاحب الشامة ، قال : حدثني إسحاق بن إسماعيل ، عن أحمد بن يونس ، قال : سمعت الفضيل بن عياض يقول : من قال القرآن مخلوق فهو كافر.
2018- أخبرنا أبو بكر ، قال : حدثني عاصم الواسطي ، قال : سمعت أخي عمر بن عثمان ، قال : سألت هشيما ، وجريرا ، والمعتمر ، ومرحوما ، وعمي علي بن عاصم ، وأبا بكر بن عياش ، وأبا معاوية ، وسفيان ، والمطلب بن زياد ، ووكيعا ، عن من قال : القرآن مخلوق ، فقالوا : زنادقة ، قال أبو بكر : زنادقة يقتلون . قال : قلت ليزيد بن هارون : يقتلون أبا خالد بالسيف ؟ قال : بالسيف .
2019- وأخبرنا أبو بكر ، قال : حدثني محمد بن عباس صاحب الشامة ، قال : قلت لأبي زكريا الزمي : سألت أحدا عن القرآن ؟ فقال : قلت لعبد الله بن إدريس : إن قوما يقولون القرآن مخلوق ، فقال : يهود ؟ فقلت : لا ، قال : فنصارى ؟
قلت : لا ، قال : فمجوس ؟ قلت : لا مسلمين ، قال : فقال : معاذ الله ما هؤلاء مسلمين هؤلاء كفرة ضلال . من زعم أن القرآن مخلوق فهو يزعم أن الله مخلوق ، ومن قال : {بسم الله الرحمن الرحيم} مخلوق فهو يقول : إن الله عز وجل مخلوق .
2020- أخبرنا أبو بكر ، قال : ثنا سعيد بن أحمد ، قال : ثنا إبراهيم بن شماس ، قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق ، فمن قال هو مخلوق فقد كفر بما أنزل الله على محمد ﷺ .
2021- أخبرنا أبو بكر ، قال : حدثني أبو بكر السالمي ، قال : حدثني ابن أبي أويس ، قال : حدثني مالك بن أنس يقول : القرآن كلام الله وليس من الله شيء مخلوق .
2022- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : ثنا مطر بن حماد بن واقد ، قال : سألت معتمرا ، وحماد بن زيد ، عن من قال القرآن مخلوق فقالا : كافر ، وسألت يزيد بن زريع أصلي خلف من يقول القرآن مخلوق ؟ فقال : خلف رجل مسلم أحب إلي .
2023- أخبرنا أبو بكر ، قال : سمعت هارون بن عبد الله البزار ، قال : سمعته عن هارون بن معروف يقول : من قال القرآن مخلوق فقد عبد صنما .
2024- أخبرنا أبو بكر ، قال : حدثني عبد الله بن معبد بن إبراهيم ، قال سمعت هارون بن معروف يقول : سمعت إبراهيم بن سعد يقول : من قال القرآن مخلوق فهو يعبد صنما .
2025- أخبرنا أبو بكر ، قال : ثنا أبو عمر الدوري المقري ، قال : حدثني عفان ، قال : شهدت سلاما أبا المنذر قارئ أهل البصرة وقد جاءه رجل والمصحف في حجره فقال : ما هذا يا أبا المنذر ؟ فقال له : قم يا زنديق هذا كلام الله غير مخلوق .
2026- أخبرنا أبو بكر ، قال : حدثني هارون بن عبد الله ، قال : حدثني إبراهيم سبلان ، قال : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : لو وليت شيئا من أمر المسلمين لوقفت على الجسر وأشهرت سيفي فلا يمر أحد يقول القرآن مخلوق إلا ضربت عنقه .
2027- أخبرنا أبو بكر ، قال : ثنا الفضل بن نوح الأنماطي ، قال : سمعت يزيد بن هارون ، والفريابي يقولان : من قال القرآن مخلوق فهو كافر .
2028- أخبرنا أبو بكر ، قال : حدثني محمود بن قديد أبو غيلان الوراق ، قال : سمعت يزيد بن هارون يقول : من قال القرآن مخلوق فهو كافر.
2029- أخبرنا أبو بكر ، قال : حدثني أبو بكر الأعين ، قال : ثنا الفريابي ، قال : من قال القرآن مخلوق فهو كافر ، قال : قلت له : سمعت هذا من الثوري ؟ قال : سمعته من العلماء .
2030- أخبرنا أبو بكر ، قال : سمعت أحمد بن إبراهيم الدورقي يقول لمحمد بن مقاتل ، وقد سأله عن القرآن فقال ابن الدورقي : لا يستتابون ، أقول كما قال ربيعة ومالك ، إذا ظهر على الزنديق من قبل أن يقد عليه يقتل إلا أن يجيء تائبا.
فقال محمد بن مقاتل : وفقك الله لهذا القول .
2031- أخبرنا أبو بكر ، قال : حدثني محمد بن عباس صاحب الشامة ، قال : حدثني أحمد بن إسماعيل ، عن مليح بن وكيع ، قال : سمعت أبي يقول : من زعم أن القرآن مخلوق يستتاب ، فإن تاب وإلا ضربت عنقه .
2032- أخبرنا أبو بكر ، قال : حدثني مسروق بن المرزبان ، قال : جاءني مليح بن وكيع يعزيني فقال : وردت على أبي رسالة من بغداد فيها أن القرآن مخلوق ، فقال أبي : زنادقة أو كما قال .
2033- أخبرنا أبو بكر ، قال : حدثني علي بن مضاء البجلي ، قال : سألت عيسى بن يونس عن القرآن فقال : القرآن كلام الله وليس بمخلوق ، قال : وسألت محمد بن سلمة عن القرآن ، فقال : كلام الله ليس بمخلوق ، قال : وسألت معتمر بن سليمان عن القرآن ؟ فقال : كلام الله وليس بمخلوق ، قال : وسألت عبد الله بن المبارك بالمصيصة وهو في مجلس أبي إسحاق الفزاري ، ويحيى بن الصامت ، وعبد الله يقرأ عليهم الأشربة ، فقلت له : يا أبا عبد الرحمن ، ما تقول في القرآن ؟ فقال : القرآن كلام الله وليس بمخلوق ، قال : وقلت لأبي إسحاق الفزاري : وتقول مثل قول أبي عبد الرحمن ؟ قال : نعم ، القرآن كلام الله وليس بمخلوق ، قال : فقلت لعبد الله بن المبارك : أي شيء كان يقول المعافا بن عمران في القرآن ؟ فقال عبد الله : سألت المعافا بن عمران ما كان يقول سفيان في القرآن ؟ فقال : يا معافا ، لا تجادل في القرآن ، القرآن كلام الله وليس بمخلوق ، وقال علي : سألت قاسم الجرمي ، وعبيد الله بن سالم ، فقالا : القرآن كلام الله و ليس بمخلوق.
2034- أخبرنا أبو بكر ، قال : سألت وهب بن بقية عن القرآن فقال : أنا أحدث بحديث وكيع وتسألني عن هذا ؟ لو كنت لا أقول هذا ما حدثت حديث وكيع ، وذكر عن وكيع أنه قال : القرآن كلام الله وليس بمخلوق .
2035- أخبرنا أبو بكر ، قال : ثنا وهب بن بقية ، قال سمعت وكيع بن الجراح وكتبته عنه كتابا قال : القرآن كلام الله وليس بمخلوق .
2036- أخبرنا أبو داود السجستاني ، قال : ثنا عباس بن عبد العظيم ، قال : حدثني عمرو بن هارون ، قال : سمعت ابن عيينة وسئل عن القرآن فقال : هو كلام الله وليس بمخلوق .
2037- أخبرنا أبو داود ، قال : ثنا محمد بن يونس النسائي وكان ثقة ، قال : سمعت وهب بن جرير يقول : القرآن ليس بمخلوق .
2038- أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، قال : سمعت أبا النضر يقول : القرآن كلام الله وليس بمخلوق .
2039- أخبرنا أبو داود قال : سمعت أبا عبد الله ، وذكر القرآن فقال : سمعت أبا النضر يقول : ليس بمخلوق .
2040- أخبرنا أبو داود ، قال : ثنا عباس العنبري ، وأحمد بن عبدة ، قال سمعنا أبا الوليد يقول : القرآن كلام الله ، وكلام الله ليس بمخلوق .
2041- أخبرنا أبو بكر ، قال : ثنا عباس العنبري ، قال : سمعت أبا الوليد يقول : القرآن كلام الله ليس ببائن من الله .
2042- أخبرنا أبو داود ، قال : ثنا عباس ، وأحمد بن عبدة ، قالا : سمعنا أبا الوليد يقول : من لم يعقد قلبه على أن القرآن كلام الله ليس بمخلوق فهو خارج من الإسلام .
2043- أخبرنا أبو داود ، قال : ثنا وهب بن بقية ، قال : سمعت وكيع بن الجراح يقول : ليس بمخلوق ، معناه أنه حدثهم بحديث موسى بن عبيدة .
2044- أخبرنا أبو داود ، قال : سمعت إسحاق بن راهويه ، وهناد بن السري ، وعبد الأعلى بن حماد ، وعبيد الله بن عمر بن ميسرة ، وحكيم بن سيف الرقي ، وأيوب بن محمد الرقي ، وسواد بن عبد الله بن سوار ، والربيع بن سليمان صاحب الشافعي ، وعبد الوهاب بن عبد الحكم ، ومحمد بن الصباح بن سفيان ، وعثمان بن أبي شيبة ، ومحمد بن بكار الربان ، وأحمد بن جواس الحنفي ، ووهب بن بقية ، ومن لا أحصيهم من علمائنا كل هؤلاء سمعتهم يقولون : القرآن كلام الله وليس بمخلوق ، وبعضهم قال : القرآن غير مخلوق .
2045- أخبرنا أبو داود ، قال : ثنا حمزة بن سعيد المروزي ، قال : سألت أبا بكر بن عياش قلت : يا أبا بكر ، قد بلغك ما كان من أمر ابن علية في القرآن ، فما تقول فيه ؟ فقال : اسمع إلي ويلك ، من زعم أن القرآن مخلوق فهو عندنا كافر زنديق عدو لله ، لا تجالسه ولا تكلمه .
2046- أخبرنا أبو بكر ، قال : ثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة ، قال : قال عبد الرحمن بن مهدي : لو كان الأمر إلي لقمت على الجسر فلا يمر في أحد يقول القرآن مخلوق إلا ضربت عنقه وألقيته .
2047- أخبرنا أبو داود ، قال : سمعت عبيد الله بن عمر بن ميسرة قال : قال وكيع : يستتاب .
2048- أخبرنا أبو داود ، قال : ثنا عباس بن عبد العظيم ، أن محمد بن يحيى بن سعيد حدثه ، قال : سمعت معاذ بن معاذ يقول : من قال القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم .
2049- أخبرنا أبو داود ، قال : ثنا عباس العنبري ، قال : ثنا شاذ بن يحيى ، قال : سمعت يزيد بن هارون يقول : من قال القرآن مخلوق فهو والله الذي لا إله إلا هو زنديق أو قال : عندي زنديق.
2050- أخبرنا أبو داود ، قال : سمعت الربيع بن سليمان صاحب الشافعي - رحمه الله - قال : سمعت أبا يعقوب البويطي يقول : من قال القرآن مخلوق فهو كافر .
2051- أخبرنا أبو داود ، قال : سألت أحمد بن صالح عن من قال القرآن مخلوق ؟ فقال : كافر ، وسألت أحمد بن يونس ؟ فقال : لا تصل خلف من يقول القرآن مخلوق .
2052- أخبرنا أبو بكر ، قال : ثنا محمد بن غيلان ، وابن أبي رزمة ، قالا : سمعنا علي بن الحسن بن شقيق يقول : سمعت ابن المبارك يقول : القرآن كلام الله ليس بمخلوق.
2053- أخبرنا أبو بكر ، قال : حدثني غياث بن إبراهيم ، قال : سمعت ابن عيينة يقول : القرآن كلام الله وليس بمخلوق .
2054- أخبرنا أبو بكر ، قال : ثنا جعفر بن مكرم ، قال : سمعت وهب بن جرير يقول : القرآن كلام الله وليس بمخلوق .
2055- أخبرنا أبو بكر ، قال : ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، قال : سمعت أبا النضر يقول : القرآن كلام الله وليس بمخلوق .
2056- أخبرنا أبو بكر ، قال : حدثني عبد الرحمن بن واقد ، قال : سمعت يزيد بن هارون يقول : القرآن كلام الله وليس بمخلوق .
2057- أخبرنا أبو بكر ، قال : حدثني عوام ، قال : سمعت علي بن عاصم يقول : القرآن كلام الله وليس بمخلوق .
2058- أخبرنا أبو بكر ، قال : حدثني عباس بن عبد العظيم ، وأبو بكر الأعين ، قالا : ثنا عمرو بن هارون المقرئ ، قال : سمعت ابن عيينة يقول : القرآن كلام الله وليس بمخلوق .
2059- أخبرنا أبو بكر ، قال : حدثني أبو سعيد ابن أخي حجاج الأنماطي ، قال : سألت عمي حجاجا عن القرآن ؟ فقال : القرآن كلام الله وليس من الله شيء مخلوق .
2060- أخبرنا أبو بكر ، قال : حدثني أبو عثمان سعيد بن أحمد الموصلي ، قال : ثنا هشام بن بهرام المدائني ، قال : ثنا أبو وكيع جراح بن مليح وسمعته يقول : القرآن كلام الله وليس بمخلوق .
2061- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : حدثني أبو بكرة الشامي ، قال : حضرت إبراهيم بن المنذر الحزامي وهو يموت فقال : أشهد الله وأشهدك يا أبا بكر وأشهد من حضر أني أقول : القرآن كلام الله وليس بمخلوق وسمعته من المشائخ والمحدثين من أهل الفضل ومن مشيخة أهل المدينة وعلمائهم ، ثم لم يلبث بعد ذلك إلا شيئا يسيرا ثم مات - رحمه الله - .
2063- أخبرنا أبو بكر ، قال : حدثني العباس العنبري ، قال : سألنا أبا الوليد فقال لنا : القرآن كلام الله وليس بمخلوق .
2063- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت أبا طالب المشكاني ، قال : سمعت عاصم بن علي يقول : القرآن كلام الله وليس بمخلوق .
2064- أخبرنا أبو بكر ، قال : ثنا محمد بن العباس صاحب الشامة ، قال : حدثني إسحاق بن إسماعيل ، قال : حدثني سعيد بن سليمان ، قال : حججت أنا وعبيد بن أبي قرة فمررنا بالمدينة فدخلنا على حاتم بن إسماعيل وهو مريض ، قال : فما أدري قلت له أنا أو عبيد : يا أبا إسماعيل ، إنه قد حدث ببغداد قوم يزعمون أن القرآن مخلوق فما تقول أنت ؟ فاستوى جالسا وقال : زنادقة ، لا تعودوهم إن مرضوا ولا تشهدوا جنائزهم إن ماتوا .
2065- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت إسماعيل بن إبراهيم الترجماني يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق وأدركت الناس منذ سبعين سنة على هذا .
2066- أخبرنا أبو بكر ، قال : سألت شجاع بن مخلد ، وأحمد بن إبراهيم ، وأحمد بن منيع ، ويحيى بن عثمان عن القرآن فقالوا : كلام الله وليس بمخلوق ، وسمعت داود بن رشيد يقول : القرآن كلام الله ليس بمخلوق.
وسمعت أبا الطيب ابن أخي الهيثم بن خارجة يقول : سمعت الهيثم يقول : القرآن كلام الله ليس بمخلوق . وسألت ابن نمير ، وأبا بكر بن أبي شيبة ، وأبا عامر بن نزار الأشعري ، وعثمان بن أبي شيبة ، وأبا كريب ، وسفيان بن وكيع ، ومسروق المرزبان ، وابن عبدة بن سليمان ، وهارون بن إسحاق الهمداني ، وأبا سعيد الأشج ، وأبا هشام الرفاعي بالكوفة ، وسريح بن يونس ، وأبا عثمان سعيد بن يحيى الأموي ، وعبد الواحد القنطري ، وعباس النرسي ، فقالوا : القرآن كلام الله وليس بمخلوق.
2067- أخبرنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن الأسود القرشي ، قال : حدثني عمر ، قال : ثنا ابن الأصبهاني ، قال : لما أن مات أيوب التيموري فرأيت في النوم فقلت : أيوب إلى أي شيء صرت ؟ قال : إلى النار ، قال : قلت : كنت أدعوك للإسلام فتأبى ثم قلت : أين أنت منها ؟ قال : في الدرك الأسفل . قال : قلت : فهل أحد أسفل منكم ؟ قال : نعم ، قال : قلت : ومن هم ؟ قال : قوم منكم ، قال : قلت : منا ؟ قال : نعم ، قال : قلت : ومن هم ؟ قال : الذين يقولون القرآن مخلوق .
2068- أخبرنا أبو بكر ، قال : حدثني أبو محمد عوام ، قال : سمعت ابن عيينة يقول : القرآن كلام الله منه خرج.
2069- أخبرنا أبو بكر ، قال : حدثني أبو إسحاق الغنوي ، قال : ثنا إسحاق بن سليمان ، عن الجراح الكندي ، عن علقمة بن مرثد ، عن أبي عبد الرحمن ، عن عثمان ، عن النبي ﷺ قال : (إن فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه) .
2070- أخبرنا أبو بكر ، قال : ثنا سويد ، قال : سمعت محمد بن صالح بن مسعود الكلاعي يقول : سمعت طاوسا فاض بأعلى صوته في الحرم : أن فضل القرآن على الكلام كفضل الله على خلقه .
2071- أخبرنا أبو بكر المروذي ، عن أبي عبد الله ، عن موسى بن داود ، قال : ثنا أبو عبد الرحمن معبد ، عن معاوية بن عمار الدهني ، قال : قلت لجعفر بن محمد إنهم يسألوننا عن القرآن مخلوق هو ؟ فقال : ليس بخالق ولا مخلوق ، ولكن كلام الله .
2072- أخبرنا أبو بكر ، قال : سمعت مردويه الصانع يقول : سمعت الفضيل يقول : هذا القرآن ليس هو كلام جبريل ولا ميكائيل ولكنه كلام رب العالمين .
2073- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : حدثني محمد بن أبي عتاب أبو بكر الأعين ، قال : ثنا عمرو بن سفيان القطعي ، قال : حدثني الحسن بن عجلان ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن عائشة قالت : قال رسول الله ﷺ : (يا عائشة ، ويل للشاكين في الله كيف يضغطون في قبورهم كضغطة البيضة على الصخرة).
2074- أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني ، قال : ثنا محمد بن مصفى ، قال : ثنا بقية ، قال : ثنا عيسى بن إبراهيم ، عن موسى بن أبي حبيب ، عن الحكم بن عمير الثمالي ، قال : قال النبي ﷺ : (القرآن هو كلام الله) .
2075- أخبرني حرب ، قال : ثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم يعني ابن راهويه ، عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، قال : أدركت الناس منذ سبعين سنة أدركت أصحاب النبي ﷺ فمن دونهم يقولون : الله الخالق وما سواه مخلوق إلا القرآن فإنه كلام الله منه خرج وإليه يعود .
2076- أخبرني حرب ، قال : ثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : ثنا أكثم بن محمد ، قال : ثنا موسى بن عبيدة الربذي ، عن محمد بن كعب القرظي ، قال : كأن الناس لم يسمعوا القرآن إلا حين يستمعون من في الرحمن يتلوه عليهم .
2077- أخبرني حرب ، قال : ثنا المسيب بن واضح ، قال : ثنا عبد الله بن المبارك ، عن حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن عكرمة بن أبي جهل أنه كان يقرأ في المصحف ويبكي ويضعه على وجهه ويقول : كلام ربي ، كلام ربي .
2078- أخبرني حرب ، قال : ثنا عمارة بن زرارة ، قال : ثنا محمد بن يزيد الواسطي ، قال : ثنا نافع بن عمر ، عن ابن أبي مليكة، قال : كانت أسماء بنت أبي بكر إذا سمعت القرآن قالت : كلام ربي ، كلام ربي .
2079- أخبرني حرب بن إسماعيل ، قال : ثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرني محمد بن أعين ، أنه شهد ابن المبارك وقيل له : إن النضر بن محمد يقول : من قال : { إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني } مخلوق فهو كافر ، فقال ابن المبارك : صدق النضر .
2080- وأخبرني حرب ، قال : ثنا أحمد بن حنبل ، قال : ثنا يحيى بن سعيد ، عن مالك بن أنس ، قال : حدثني نافع ، قال : كان ابن عمر لا يقرأ القرآن إلا وهو طاهر .
2081- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : ثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا محمد بن الأصبهاني ، قال : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : من قال القرآن مخلوق فلا يصلي خلفه وإن مرض فلا تعده وإن مات فلا تشهد جنازته .
2082- أخبرنا أبو بكر ، قال : ثنا سلمة بن شبيب ، قال : سمعت الفريابي يقول : لا تصلوا خلفهم - يعني من قال القرآن مخلوق - .
2083- أخبرنا أبو بكر ، قال : ثنا عباس بن أبي عمران البخاري ، قال : سألت ابن المبارك عن من قال القرآن مخلوق ، فقال : كافر لا يصلى خلفه .
2084- أخبرني حرب ، قال : ثنا أحمد بن يونس ، قال : ثنا ليث بن سعد ، عن نافع ، عن ابن عمر أنه كان لا يقرأ القرآن إلا وهو طاهر .
2085- أخبرني حرب بن إسماعيل ، قال : ثنا أبو تقي هشام بن عبد الملك ، قال : ثنا عثمان بن سعيد ، قال : حدثني سلم بن سالم ، عن نوح بن أبي مريم ، عن أبي شيبة ، عن مكحول ، عن ابن عباس أنه رأى رجلا يمحو لوحا برجله فنهاه ، وقال ابن عباس : لا تمح القرآن برجلك .
2086- أخبرني حرب ، قال : ثنا أحمد بن سعيد ، قال : ثنا إسماعيل بن أبان ، قال : ثنا عثمان بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عمر بن (1) ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : (نهى رسول الله ﷺ أن يكتب القرآن في الأرض) .
2087- أخبرني حرب ، قال : ثنا أبو معين الرقاشي ، قال : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا سفيان الثوري ، عن محمد بن الزبير ، أن عمر بن عبد العزيز رأى رجلا يكتب في الحائط من القرآن فنهاه وضربه .
2088- أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني ، قال : قلت لإسحاق - يعني ابن راهويه - الصبي يكتب القرآن على اللوح يمحوه بالبزاق ؟ قال : يمحوه بالماء ، ولا يعجبني أن يبزق عليه ، وكره أن يمحوه بالبزاق .
2089- أخبرني علي بن عيسى ، أن حنبلا حدثهم ، قال : سمعت أبا عبد الله يقول : من قال القرآن مخلوق لم يجالس ولا أرى لمن كان له قال بهذه المقالة إلا أن يجانبه ويظهر له الجفاء .
2090- أخبرني محمد بن جعفر ، ومحمد بن موسى ، أن أبا الحارث حدثهم ، قال : قال أبو عبد الله : لا يكلمون ولا يجالسون .
2091- أخبرني يعقوب بن يوسف أبو بكر المطوعي ، قال : سمعت محمود بن غيلان قال لأحمد بن حنبل : أن يحيى بن يحيى النيسابوري ، قال : من قال القرآن مخلوق فهو كافر لا يكلم ولا يجالس ، فقال أحمد : ثبت الله قوله .
2092- أخبرنا أحمد بن محمد بن حازم ، قال : ثنا إسحاق بن منصور أنه قال لأبي عبد الله : من قال القرآن مخلوق ، قال : الحق به كل بلية قال : فقال : كافر ؟ قال إي والله ، قلت : فنظهر لهم العداوة أن نجانبهم؟ قال : أهل خراسان لا يقوون بهم .
2093- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت أبا عبد الله يقول : من قال القرآن مخلوق فإن مرض فلا تعده.
2094- أخبرني محمد بن جعفر ، ومحمد بن موسى ، أن أبا الحارث حدثهم أن أبا عبد الله ، قال : لا يعادون .
2095- أخبرنا أبو بكر ، قال : سمعت أبا عبد الله يقول : من قال القرآن مخلوق فلا تشهد جنازته .
2096- أخبرني محمد بن جعفر ، ومحمد بن موسى ، أن أبا الحارث حدثهم قال : قال أبو عبد الله : لا يصلى عليه .
الرد على من قال : لفظي بالقرآن مخلوق من كتاب الله وسنة رسوله عليه السلام وأصحابه
2097- أخبرني أبو يحيى زكريا بن يحيى الناقد ، قال : ثنا أبو طالب ، قال : قلت لأبي عبد الله كتب إلي من طرسوس أن الشراك يزعم أن القرآن كلام الله فإذا تلوته فتلاوته مخلوقة ، قال : قاتله الله هذا كلام جهم بعينه . قلت : رجل قال القرآن كلام الله وليس بمخلوق ولكن لفظي به مخلوق ، قال : من قال هذا فقد جاء بالأمر كله ، إنما هو كلام الله على كل حال ، الحجة فيه كلام أبي بكر : {الم * غلبت الروم} فقيل له : هذا مما جاء به صاحبك ، فقال : لا والله ولكنه كلام الله هذا وغيره إنما هو كلام الله ، قلت : بسم الله الرحمن الرحيم { الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون }.
هذا الذي قرأت الساعة كلام الله ؟ قال : أي والله هو كلام الله ومن قال : لفظي بالقرآن مخلوق فقد جاء بالأمر كله ، أين يبقى إذا قال لفظي؟ إن لم يرجع هذا فاجتنبه ولا تكلمه ، هذا مثل ما قال الشرك أخزاه الله ، قال : تدري من كان خاله ؟ قلت : لا ، قال : عبدك الصوفي كان صاحب كلام ورأي سوء ،كل من كان صاحب كلام فليس ينزع إلى خير ، واستعظم ذلك واسترجع وقال : إلى ما صار الناس ؟ ثم قال لي بعد ذلك : إن فلانا بلغني عنه أنه كان يقول : إن ابن نوح قال : الورق والحبر والكتاب مخلوق وأبو عبد الله يستمع فلم ينكر وكذب ما سمعت من هذا قال : قلت : يا أبا عبد الله ، إني احتججت عليهم بالقرآن والحديث . قال الله عز وجل {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله }
أليس من محمد سمع كلام الله ؟ وقال الله عز وجل { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } وقال الله تبارك وتعالى { يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه } ، وقال : { وإذا قرأت القرآن }
وقال { واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته }.
وقال { وأن أتلو القرآن } وقال { وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا } وقال {فاقرءوا ما تيسر منه} ، فعلى كل حال هو قرآن ، وقال النبي ﷺ في حديث جابر : (أن قريشا منعوني أن أبلغ كلام ربي) ، وقال النبي عليه السلام لمعاوية بن الحكم : (إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الأدميين إلا القرآن) ، فالقرآن غير الكلام ، وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : لا ولكنه كلام الله وقوله ، قال أبو عبد الله : ما أحسن ما احتججت به ، جبريل جاء النبي ﷺ بمخلوق والنبي عليه الصلاة والسلام جاء إلى الناس بمخلوق - قلت : يحزنني أن أقول : هذا كلام جهم - وعلى كل حال هو كلام الله عز وجل ؟ قال : نعم ، ثم أتيته بعد ذلك فقال : قد وجدت فيه غير آية : { وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس } وفي سورة الجمعة : { بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته }
2098- وأخبرني محمد بن علي ، قال ثنا يعقوب بن بختان ، قال : ذكرت لأبي عبد الله أمر الشراك وما جاء فيه من طرسوس فقال : تحذر عنه ولا يجالس ويجفا من دفع عنه وجالسه إذا كان يخبر أمره إلا أن يكون رجلا جاهلا .
2099- وأخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : قلت لأبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل : جاءنا كتاب ابن حبان النجار من طرسوس وفيه كلام الشراك وما شهدوا عليه ، فقال أبو عبد الله : يحذر عنه ، وكان قال : لفظي بالقرآن مخلوق .
2100- وأخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : قلت لأبي عبد الله إني قلت لأبي ثور سألته عن الشرك ؟ فقال : هذه بدعة ، فغضب غضبا شديدا وقال : هكذا أراد أن يقول بدعة ، هذا كلام جهم بعينه ، قلت : فقد جاءني كتاب من طرسوس يذكرون فيه أم الشراك وما نقل عنه ، قال : يحذر عنه ، قلت : أخبرني رجل من أصحاب الشراك ممن يدفع عنه أنه تكلم بطرسوس إنسان يقال له أبو حنيفة بهذا الكلام - يعني لفظي بالقرآن مخلوق - ثم جاء بعد هذا الكلام غلام فتكلم هذا الكلام وكانوا يرونه يلزم الشراك فجاءوا إليه فقال : هذا يجوز في كلام العرب وحسن قول الغلام فقالوا له : عن من أخذت هذا ؟ قال : بيني وبينكم أحمد الشراك ، فجاءوا إليه فقال : هذا يجوز في كلام العرب وحسن قول الغلام، وقلت : وهو يحلف أني لم أقل فأي شيء تقول ؟ قال : يجفا ، قلت ك ومن دفع عنه ؟ قال : يجفا ، وأمرني أبو عبد الله أن أحذر عنه وأهجر من جلس إليه ، فأخبرت أبا عبد الله بقدومه إلى بغداد فأمرني أن أحذر عنه وعن كل من جلس إليه حتى يظهر توبة صحيحة ، قلت : فإن الشراك يقول : لم أقل ، فكيف أتوب ؟ فقال أبوعبد الله : كذب ، هؤلاء يحكون عنه ويشهدون - يعني الذين شهدوا عليه بطرسوس - قلت : فيجفا من جلس إليه ودفع عنه ؟ قال : نعم ، إلا رجل جاهل لا يدري فيحذر عنه ، قلت لأبي عبد الله : إن رجلا من أصحاب الشراك قال : الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل ، فقال أبو عبد الله : أخزاه الله أو قاتله الله أبوا إلا أن يظهر الكفر.
قال أبو بكر المروذي : وقال لي إسحاق بن حنبل عم أبي عبد الله : لما قدم الشراك من طرسوس جاءني فانكب على رأسي فقبله وقال : إن أبا عبد الله غليظ علي ، فقلت : قد حذر عنك ، قال : فأكتب رقعة وتعرضها على أبي عبد الله ؟ قال : فكتب رقعة بخطه فأخذتها ، فأي شيء لقيت من أبي عبد الله من الغلظة ؟ وأريت أبا عبد الله كتابا جاءني من طرسوس في الشراك أنهم احتجوا عليه بقول الله عز وجل { بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم } وفي حديث أبي أمامة : (هو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقلها) وحديث ابن أشعث الباهلي : (القرآن - وفيه الذي في صدورنا - غير مخلوق) فقال أبو عبد الله : ما أحسن ما احتجوا عليه .
2101- أخبرنا الحسن بن عبد الوهاب ، قال : ثنا أبو بكر - يعني ابن حماد ، قال : سمعت هارون الجمال يقول : سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن أحمد الشراك ؟ فقال : لا يكلم ولا يجالس ويهجر ويحذر عنه .
2102- أخبرني محمد بن أبي هارون ، ومحمد بن جعفر ، أن أبا الحارث حدثهم ، أنه سأل أبا عبد الله عن أحمد الشراك ، فقال : تبين أمره وتحذر عنه ولا يجالس ولا يكلم ، وسمعت أبا عبد الله يقول لأبي يوسف عمه : لم أردت أن تقعد معهم أو تكلمهم ؟ لا يقربنك منهم أحمد - يعني الشراك ومن كان معه - قلت له : يا أبا عبد الله ، إنه يدفع عن نفسه هذه المقالة ، فقال : لقد قرأت كتابا جاءني في أمره فيه كلام سوء لا أخبرك ، لا أدري ما هو ، لا أخبرك لا أدري ما هو (1) ، وذاكرته أمر رجل فقال : جهمية صراح - يعني لفظي بالقرآن مخلوق - .
2103- وأخبرني الحسين بن عبد الله ، قال : سألت أبا بكر المروذي عن قصة أحمد الشرك ، قال : خرج إلى طرسوس ففرح قومه بخروجه إليهم للزومه لأبي عبد الله ومذهبه في التقشف والنسك ، وقد كنا نختلف إليه ها هنا ببغداد ولقد دخلت منزله وكانت له أم ضريرة وكان ينزل في الربض فما رأيته في بيته بارية ولا حصير ولا مرفقة ولا مخدة إلا قماطر الكتب ، فلقد دخل علينا داخل بحجة فطرحها تحته ثم أظهر لفظي بالقرآن مخلوق وذكر قصته بطولها .
قال أبو بكر المروذي : ثم انكشف أمره وارتجت عليه ناحيته حتى صار أمره إلى السلطان فخرج هاربا إلى عبادان ، قال أبوبكر : فمسعت بعبادان في دور السبيل ينادي بأمر السلطان ، لا يجالس أحمد البغدادي .
2104- أخبرني عباس العنبري بعبادان أنه قال للسلطان : ينادي فنادى .
2105- وأخبرني محمد بن يحيى الكحال ، قال : مر بنا الشراك فسلم علي وحكى لي كيف فعل ، وقلت : نهانا أبوعبد الله عنك وأمر بهجرانك أو كما قال محمد بن يحيى قال : فقال : بيننا وبينكم يوم القيامة .
2106- أخبرني أحمد بن محمد بن مطر ، قال : ثنا أبو طالب ، قال : قلت لأبي عبد الله : قال أحمد بن إبراهيم الدورقي أن الكرابيسي كان إلى جنبه فسمعه يقول : أخرجوا أحمد البائس - يعني الشراك - من عبادان واستعدوا عليه السلطان حتى أخرجوه ، هؤلاء الكفار بالله هم أعظم من اليهود والنصارى ، فقال أبو عبد الله : رجع أمره إلى أصل الجهمية لما كفر وأظهر الجهمية قلت : كان هذا عقده فأظهره ؟ قال : نعم .
2107- أخبرنا محمد بن جعفر ، ومحمد بن موسى ، أن أبا الحارث حدثهم أنه قال لأبي عبد الله : إذا قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ، قال :فأين بقى إذا؟ قال لفظي بالقرآن مخلوق .
2108- أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : سألت أبي عن من قال لفظي بالقرآن مخلوق ، قال : يقال لمن قال هذه المقالة : لا إله إلا الله هو مخلوق هو يلزمه في مقالته هذه ، هذا ويقال له لفظ جبريل به مخلوق ، ولفظ محمد به مخلوق . قال : هذا كلام سوء رديء وهو كلام الجهمية ، قال : وبلغني أنهم أنحلوه نعيم وكذبوا عليه وما نعلم يضع كتابا يقرأه على الناس هذه الكتب بدعة وضعها .
2109- سمعت أبا بكر المروزي يقول : أتيت أبا عبد الله ليلة في جوف الليل فقال لي : يا أبا بكر ، بلغني أن نعيما كان يقول : لفظي بالقرآن مخلوق، فإن كان قاله فلا غفر الله له في قبره .
2110- أخبرني محمد بن عبد الله الرحبي بالرحبة ، قال : سمعت مؤملا - يعني ابن أهاب - يقول : قلت لنعيم بن حماد : ما حملك على هذه الكلمة أن قلت لفظي بالقرآن مخلوق ؟ فقال : والله ما أرى بها إلا الاحتجاج عليهم ، فقلت : لا تعد ، فقال : أنا أستتغفر الله منها ما أردت إلا الاحتجاج بها .
2111/أ- وأخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : سئل أبي وأنا أسمع عن اللفظية ، فقال : من كان منهم جاهلا ليس بعالم فيسأل ويتعلم .
2111/ب- و سمعت أبي مرة أخرى وسئل عن اللفظية ، فقال : من كان منهم يحسن الكلام بالقرآن فهو جهمي ، وقال مرة أخرى : هم أشر من الجهمية، وقال مرة أخرى : هو الجهمية.
2112- وسألت أبي عن من قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، فقال : قال الله عز وجل : { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله } ، وقال النبي ﷺ : (حتى أبلغ كلام ربي) ، وقال النبي ﷺ : (هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس) .
2113- قال : وسمعت أبي يقول : من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي .
2114- قال : وسمعت أبي يقول : كل من قصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك فهو جهمي .
2115- وأخبرني محمد بن الحسن بن هارون ، قال : سألت أبا عبد الله فقلت : يا أبا عبد الله ، أنا رجل من أهل الموصل وقد سمعت فيهم مسألة الكرابيسي فأفتنهم قول الكرابيسي : لفظي بالقرآن مخلوق ، فقال لي : إياك إياك - أربعا أو خمسا - لا تكلم الكرابيسي ولا تكلم من يكلمه ، فقلت : يا أبا عبد الله ، هذا القول عندك وما تشعب منه يرجع إلى قول جهم ، قال : هذا كله من قول جهم .
2116- أخبرنا سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني ، قال : ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي .
وأخبرني أحمد بن محمد بن مطر ، قال : ثنا أبو طالب أنه سمع أبا عبد الله سأله يعقوب الدورقي .
وأخبرنا محمد بن علي ، قال : ثنا صالح ، قال سمعت أبي سألة يعقوب الدورقي .
وأنبأ محمد بن علي ، قال : ثنا محمد بن إسحاق ، قال : ثنا يعقوب الدورقي .
وأخبرنا عثمان بن صالح الأنطاكي ، قال ثنا الدورقي ، قال : قلت لأحمد بن حنبل المعنى قريب . ما تقول في من زعم أن لفظه بالقرآن مخلوق ؟ قال : فاستوى أحمد لي جالسا ثم قال : يا أبا عبد الله ، هؤلاء عندي أشر من الجهمية ، من زعم هذا فقد زعم أن جبريل هو المخلوق وأن النبي صلى الله عيله وسلم تكلم بمخلوق وإن جبريل جاء إلى نبينا بمخلوق ، هؤلاء عندي أشر من الجهمية ، لا تكلم هؤلاء ولا تكلم في شيء من هذا ، القرآن كلام الله غير مخلوق على كل جهة وعلى كل وجه تصرف وعلى أي حال كان ، لا يكون مخلوقا أبدا ، قال الله تبارك وتعالى : { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله } ولم يقل : حتى يسمع كلامك يا محمد ، وقول النبي ﷺ : (لا يصلح في الصلاة شيء من كلام الناس) وقال النبي عليه السلام : (حتى أبلغ كلام ربي) ، هذا قول جهم على من جاء بهذا غضب الله ، قلت له : إنما يريدون هؤلاء على الإبطال؟ قال : نعم ، عليهم لعنة الله .
2117- وأخبرنا سليمان ، قال : سألت أحمد قلت : هؤلاء الذين يقولون ألفاظنا بالقرآن مخلوقة ، قال هذا شر من قول الجهمية من زعم هذا فقد زعم أن جبريل عليه السلام جاء بمخلوق ، وأن النبي ﷺ تكلم بمخلوق.
2118- قال : وسمعت أبا عبد الله تكلم في اللفظية وينكر عليهم كلامهم قال له هارون المستملي : يا أبا عبد الله ، هم جهمية ؟ فجعل يقول : هم وهم فلم يصرح بشيء ولم ينكر عليه ما قال من قوله .
2119- أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : سألت أبي قلت : إن قوما يقولون : لفظنا بالقرآن مخلوق ، قال : هم جهمية ، وهم شر ممن يقف ، هذا قول جهم وأعظم الأمر عنده في هذا وقال : قال الله عز وجل : { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله } ، وقال النبي ﷺ : (حتى أبلغ كلام ربي) ، وقال النبي ﷺ : (إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس).
2120- أخبرنا عثمان بن خرزاد الأنطاكي ، قال : حدثني عبد الله بن عبد الملك ، قال : وقف رجل على نعيم بن حماد فقال : يا أبا عبد الله ، ما تقول في كلام الله ؟ قال : غير مخلوق ، قال : فكلام جبريل ؟ قال : ما كان من كلام الملك فمخلوق ، فإذا حمل الوحي أدى كلاما غير مخلوق . قال : وكلام النبي ﷺ؟ قال : مخلوق ، فإذا تكلم بالقرآن أدى كلاما غير مخلوق . ثم قال : {بسم الله الرحمن الرحيم} هذا كلام غير مخلوق ، فإذا انقطع الوحي بيننا وبينك كلمناك بكلام مخلوق ؟ قال : يا أبا عبد الله ، من أين ؟ قال : لأن النبي ﷺ قال : (صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس) . هذا إنما هو القرآن ، قال نعيم بن حماد : أول من قال القرآن مخلوق الوليد بن المغيرة .
2121- أخبرني حنبل بن إسحاق بن حنبل ، أنه سمع أبا عبد الله قيل له : فمن قال : لفظي بالقرآن مخلوق يكلم ؟ قال : وأي شيء بقي ؟ هذا لا يكلم ، ولا يصلى خلف من قال : القرآن مخلوق ، ولا خلف من يقف ولا خلف من قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، وإن صلى خلف رجل منهم وهو لا يعلم ثم علم أعاد الصلاة ، ثم قال أبو عبد الله : وأي شيء بقي إذا وقف وشك ؟ إن كلام الله غير مخلوق ، أو قال : لفظه بالقرآن مخلوق فكيف تتم به الصلاة ؟ لا تتم الصلاة بمخلوق والقوم قد جهلوه أو هم لا يعلمون.
2122- أخبرنا أحمد بن الفرج بن سليمان الكندي أبو عتبة الحمصي ، قال : ثنا محمد بن حمير ، قال : ثنا الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن ابن أبي ميمونة ، عن عطاء بن يسار ، قال : حدثني معاوية بن الحكم السلمي ، قال : (بينا أنا مع رسول الله ﷺ في الصلاة إذ عطس رجل من القوم فقلت : يرحمك الله . فحدقني القوم بأبصارهم ، فقلت : واثكل أمياه ، ما لكم تنظرون إلي ؟ قال : فضربوا بأيديهم على أفخاذهم ، فلما رأيتهم يسكتوني لكني سكت ، قال : فلما فرغ رسول الله ﷺ من الصلاة دعاني فبأبي وأمي رسول الله ﷺ ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه والله ما كهرني ولا ضربني ولا سبني ، قال : إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هو التكبير والتسبيح ، وتلاوة القرآن).
2123- وأخبرني حنبل بن إسحاق ، قال : سمعت أبا عبد الله وذكر هذا الحديث - يعني حديث معاوية بن الحكم السلمي - فقال : فقه حجة أن كلام الله عز وجل ليس بمخلوق ، ون الصلاة تتم به ، وكلام الآدميين لا يصلح في الصلاة ، ففرق رسول الله ﷺ بين الكلام بالقرآن والكلام بغيره في الصلاة لما قال : (لا يصلح فيها شيء من كلام الآدميين) فلو كان كذلك لم تتم الصلاة به كما لا تتم بغيره من كلام الناس ، فبين قراءة القرآن وكلام الناس فرق ، ولا تتم الصلاة إلا بقراءة القرآن ، وقراءة الآدميين في الصلاة ليس مثل كلامهم بغيره . وجعل كلامهم بالقرآن تتم وكلامهم بغير القرآن لا تتم ، وقال : (إنما هي التسبيح ، والتكبير ، وقراءة القرآن) فبين النبي ﷺ في هذا أنها بقراءة القرآن تتم وبغير القرآن لا تتم ، والتهليل والتسبيح من القرآن وبه تتم الصلاة ، ثم قال أبو عبد الله : لا أحب الخوض في هذا ولا الكلام فيه .
2124- أخبرني محمد بن أحمد بن جامع الرازي ، قال : سمعت محمد بن مسلم ، قال : سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل قلت له : أحب أن تتحمل لي استفتاء عما أريد في اللفظية ، قال : هم شر من هؤلاء من الواقفة يلبسون لى الناس ، وقال الله عز وجل : {حتى يسمع كلام الله} ، وقال : {يسمعون كلام الله ثم يحرفونه} ممن كانوا يسمعون ، قال أحمد : القرآن حيث تصرف كلام الله .واللفظية جهمية ، قلنا : هل علمت أن أحدا من الجهمية كان يقوله ؟ قال : بلغني أن المريسي كان يقوله .
2125- أخبرني معاذ بن المثنى العنبري ، أن هارون بن عبد الله البزار حدثهم ، قال : قلت لأبي عبد الله : إنه قد ظهر قوم يتكلمون بكلام تشمئز منه القلوب ، وأن قوما يسألوننا فنخبرهم ، وأحب أن أزداد برأيك بصيرة ، قوم يقولون : لفظنا بالقرآن مخلوق ، فقال قولا بغضب : هذا كلام سوء خبيث ، فقلت : أليس نقول : القرآن كلام الله غير مخلوق على كل حال وعلى كل وجه ؟ قال : نعم .
2126- أخبرني الحسين بن إسحاق الشتري ، أن أبا عبد الله سئل عن هؤلاء اللفظية ، فقال : هم الجهمية .
2127- وأخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : سمعت أبي يقول : من قصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد مخلوقا فهو جهمي .
2128- أخبرنا إسماعيل بن إسحاق الثقفي ، وأحمد بن الحسين قال : إسماعيل : سألت أحمد قلت : من يقول لفظي بالقرآن مخلوق ؟ قال : هو جهمي . زاد أحمد بن الحسين : لا يشك فيه .
2129- أخبرني أحمد أبو بكر قال : حدثنا محمد بن علي ، أن يعقوب بن بختان حدثهم . وأخبرني علي بن عيسى أن حنبلا حدثهم قال : سمعت أبا عبد الله ، قال : الذين قالوا لفظنا بالقرآن مخلوق هذا كلام الجهمية .
2130- أخبرني محمد بن سليمان الجوهري ، قال : قال لي أبو عبد الله : وإياك ومن أحدث حدثا ثالثا فقال باللفظ : الكلام فيه لا يحل ، القرآن كلام الله غير مخلوق من جميع الجهات .
2131- أخبرني أحمد بن الحسين ، أن أبا عبد الله قال له الطالقاني : يا أبا عبد الله ، اللفظية ما تقول فيهم ؟ قال : الله المستعان نحن نطلب العافية وليس شرك ، جهمية لا يشك فيهم ، قال له كيف قلت يا أبا عبد الله في اللفظية ؟ قال : جهمية لا يشك فيهم .
2132- أخبرني أبو بكر، قال : حدثنا محمد بن علي ، أن يعقوب بن بختان حدثهم أنه سأل أبا عبد الله عن من قال : أقول كلامي ولفظي وكلام الله غير مخلوق ، فقال : هذا قول سوء ، هؤلاء شر من الجهيمة .
2133- أخبرني منصور بن الوليد ، أن جعفر بن محمد حدثهم ، قال : قلت لأبي عبد الله : أيش ترى أنا أقول من قال لفظه بالقرآن مخلوق كافر ؟ قال : هو كلام جهم ، هو كلام جهم ، هو كلام جهم ، والجهمية يكفرون .
2134- وأخبرني محمد بن أبي هارون ، أن إسحاق حدثهم ، قال : سمعت أبا عبد الله يقول : من زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ، قال : أرأيت حيث جاء جبريل إلى النبي صلى لله عليهما فتلا عليه القرآن ، فتلاوة جبريل على النبي ﷺ بالقرآن أكان مخلوقا ؟
2135- أخبرني جعفر بن محمد العطار ، قال : ثنا خطاب بن بشر ، قال : أتينا أحمد بن حنبل بن حنبل في النصف من رجب سنة ثمان وثلاثين أنا ، وأبو عثمان الشافعي ، فسئل عن هؤلاء الذين يقولون : لفظنا بالقرآن مخلوق فكره المسألة وأعرض عنه ، ثم قال : هؤلاء جهمية ، هؤلاء جهمية .
2136- سمعت عبد الله بن أحمد يقول : سمعت أبي يقول : وقيل له إن لوينا . وأخبرني عبد الكريم بن الهيثم ، أن الحسن بن البزار ، حدثهم أن أبا عبد الله قيل له : إن لوينا احتج على اللفظية : {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله } ، قال أبو عبد الله : وهل هذا إلا في الدنيا ممن سمع كلامه ؟ وقال : قد أبلغ منهم بما حدث . وهذا على لفظ ابن البزار .
2137- أخبرني أبو بكر قال : حدثنا محمد بن علي ، أن يعقوب بن بختان حدثهم أنه سمع أبا عبد الله يقول : صاروا طبقات اللفظية ثم قال : قال الله عز وجل { فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين } ، فقلت : يقول الله عز وجل : {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله } . سمعوا كلام الله عز وجل من النبي ﷺ ؟ قال نعم ، وسئل عن من يقول : لفظي بالقرآن مخلوق ، هو جهمي ، ما هم عندي مسلمين والجهمية كفار .
2138- وأخبرني أبو بكر قال : حدثنا محمد بن علي ، أن يعقوب بن بختان حدثهم أنه قال لأبي عبد الله : قال عبدوس الرازي : إذا قرأت القرآن فأردت به الصلاة والأجر فهو مخلوق ، وإذا قرأت القرآن أريد الله به فهو غير مخلوق ، فقال : لا فرج الله عن هذا ، هذا كلام سوء ، ما أقل ما يفلح صاحب كلام .
2139- ذكر محمد بن عبيد الرحبي ، قال : سمعت على بن المصري يقول : رأيت النبي ﷺ في النوم وعلى يمينه أبو بكر وعلى يساره عمر - رضي الله عنهما - فقلت : يا رسول الله : هؤلاء اللفظية ؟ فقال : هم الجهمية ، فقال ﷺ ولا صلاة لهم ، فقلت : يا رسول الله ، ومن يبين لي ذلك ؟ ومن يشهد لي بذلك ؟ قال : أحمد بن محمد بن حنبل ، وأومأ بيده إلى رجل مغطى الرأس جالس ناحية ، فجئت فكشفت الخرقة عن وجهه فإذا هو أحمد بن حنبل - رحمه الله - وإذا أثر الحناء قد نصل في لحيته ، ويده على خده كهيئة الحزين فلما أصبحت غدوت عليه ، فقلت : هؤلاء اللفظية ، فقال : هم الجهمية .
2140- أخبرني الحسين بن عبد الله ، قال : سألت أبا بكر المروذي عن قصة هشام بن عمار أيش أنكر عليه أبو عبد الله ؟ فقال : ورد علي كتاب من دمشق فيه : سل لنا أبا عبد الله فإن هشام بن عمار قال : لفظ جبريل ومحمد عليهما السلام بالقرآن مخلوق ، فسألت أبا عبد الله عما كتبوا به ؟ فقال : قاتله الله ، الكرابيسي لم يجترئ أن يدخل جبريل ولا محمدا ﷺ هذا قد تجهم قاتله الله .
2141- أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني ، قال : سمعت أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم - يعني ابن راهويه - وسئل عن رجل قال : القرآن ليس بمخلوق ولكن قراءتي أنا له مخلوقة ، قال لا يقار على هذا حتى يرجع ويدع قوله هذا .
2142- أخبرني أحمد بن الحسين بن حسان سمع أبا عبد الله يقول : اللفظية جهمية لا تكلمه ولا تجالسه .
أخبرني أبو بكر المروذي ، أن أبا عبد الله سئل عن من قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، قال : جهمي.
2144- أخبرني الحسين بن محمد أنه قال لأبي عبد الله : فمن قال هذه المقالة يحذر عنه ؟ قال : أشد التحذير .
2145- أخبرني حنبل بن إسحاق بن حنبل ، قال : سمعت أبا عبد الله قيل له : من قال لفظي بالقرآن مخلوق يكلم ؟ فقال : وأي شيء بقي؟ هذا لا يكلم .
2146- وأخبرني محمد بن علي ، أن يعقوب بن بختان حدثهم . وأخبرني محمد بن هارون ، أن إسحاق حدثهم . وأخبرنا محمد بن علي ، أن صالح بن أحمد حدثهم ، قال : قلت لأبي : من قال : لفظي بالقرآن مخلوق يكلم ؟ قال : وأيش بقي ؟ هذا لا يكلم ، قال يعقوب ، وإسحاق : ولا يجالس .
الإنكار على من قال بضد ذلك وما احتج عليهم به أبو عبد الله - رحمه الله -
2147- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : أنكر أبو عبد الله على من رد بشيء من جنس الكلام إذا لم يكن فيها إمام يقدم .
2148- وأخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : قيل لأبي عبد الله إن رجلا تكلم بكلام فرد عليه رجل من أهل السنة بعد ذلك بكلام محدث ، فغضب أبو عبد الله وأنكر عليهما جميعا ، وقال : يستغفر ربه الذي رد بمحدثة ، وقال : فلما ابتدع رجل بدعة اتسعوا في جوابها .
2149- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : حدثني أبو عبد الله محمد بن الوليد صاحب غندر ، قال : أخبرني أبو يعقوب البصري ، وكان من خيار المسلمين - رحمه الله - قال : تكلم معاذ بشيء فبلغ يحيى بن سعيد القطان فأرسل بابنه قد أدركت ابن عون ، ويونس ، هل سمعت أحدا منهم تكلم بمثل هذا ؟ فرجع معاذ وقال : أي شيء يقول يحيى حتى أقول : قال ابن الوليد ، فهؤلاء - يعني الجهمية اللفظية - الذين قالوا ألفاظنا بالقرآن مخلوقة ، ويزعمون أن إمامهم أحمد بن حنبل ويظهرون خلافه عن جهم ، من قال : لفظي القرآن مخلوق إلا أحمد بن حنبل حتى انشر في الآفاق وقبل الناس قوله ، فالذي جهم من قال لفظي بالقرآن مخلوق هو أنكر على من قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، وقال : ما سمعت عالما قال هذا .
2150- سمعت أبا بكر بن صدقة ، قال : سمعت يحيى بن حبيب بن عربي قال : سمعت رجلا يسأل معتمرا عن أن لنا إماما قدريا نصلي خلفه ، فقال له معتمر : يزعم أن لفظه غير مخلوق ؟ قال : نعم ، قال : فلا يصلى خلفه من زعم أن لفظه غير مخلوق بمنزلة من زعم أن أسماء الله غير مخلوقة.
2151- قال أبو بكر الخلال : وأما أبو داود السجستاني فقال : سمعت يحيى ابن حبيب بن عربي ، قال : قلت لمعتمر بن سليمان : إمام لنا قدري أصلي خلفه ؟ قال : من زعم أن الكلام (يعني كلام العباد) ليس بمخلوق كمن زعم أن السماء ليست بمخلوقة وأن الأرض ليست بمخلوقة ، لا يصلي خلفه .
2152- وأخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : ثنا محمد بن يحيى الأزدي ، قال : حدثني مسدد ، قال : كنت عند يحيى القطان ، وجاء يحيى بن إسحاق بن ثوبة العنبري ، فقال له يحيى بن سعيد : حدث هذا - يعني مسدد - كيف قال حماد بن زيد فيما سألته ؟ فقال : سألت حماد بن زيد عن من قال : كلام الناس ليس بمخلوق ؟ فقال : هذا كلام أهل الكفر ، قال يحيى بن إسحاق بن ثوبة العنبري : سألت معتمر بن سليمان عن من قال : كلام الناس ليس بمخلوق ؟ فقال : هذا كفر .
2153- أخبرنا المروذي ، قال : بلغ أبو عبد الله ، عن أبي طالب أنه كتب إلى أهل نصيبيين أن لفظي بالقرآن مخلوق ، قال أبوبكر : فجاءنا صالح بن أحمد فقال : قوموا إلى أبي فجئنا فدخلنا على أبي عبد الله ، فإذا هو غضبان شديد الغضب يبين الغضب في وجهه فقال : اذهب فجئني بأبي طالب ، فجئت به ، فقعد بين يدي أبي عبد الله وهو يرعد ، فقال : كتبت إلى أهل نصيبيين تخبرهم عني أني قلت : لفظي بالقرآن غير مخلوق ؟ فقال : إنما حكيت عن نفسي ، قال : فلا تحك هذا عنك ولا عني ، فما سمعت عالما قال هذا ، قال أبو عبد الله : القرآن كلام الله غير مخلوق كيف تصرف ، فقيل لأبي طالب : اخرج فأخبر أن أبا عبد الله قد نهى أن يقال : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، فخرج أبو طالب ، فلقى جماعة من المحدثين فأخبرهم أن أبا عبد الله نهى أن يقال لفظي بالقرآن غير مخلوق ، قال أبو بكر المروذي ، وقال حمدان بن علي الوراق : شكا إلي أبو طالب ما نزل به من أبي عبد الله ، قال : وثب علي كأنه أسد ، وقال أبو عبيدة : جاءني أبو طالب فقال لي : يا أبا عبيدة ، كان الوهم من قبلي وأخبر بنهي أبي عبد الله وما نزل به ، وقال الفضل بن زياد : كنت أنا والبستي عند أبي طالب قال : فأخرج إلينا كتابا وقد ضرب على المسألة ، وقال : الخطأ من قبلي وأنا أستغفر الله إنما قرأت على أبي عبد الله القرآن
فقال : هذا غير مخلوق وكان الوهم من قبلي يا أبا العباس .
وقال أبو بكر المروذي : وكاتبه جماعة من أهل نصيبيين ممن كان أبو طالب كتب بالمسألة إليهم ، فأخبرهم أبو طالب بإنكار أبي عبد الله أن يقال : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، قال أبو بكر المروذي : ورأيت كتاب أبي طالب بخطه إلى أهل نصيبيين بعد وفاة أبي عبد الله يخبرهم أن أبا عبد الله نهى أن يقال : لفظي بالقرآن غير مخلوق .
2154- أخبرني محمد بن علي الوراق ، قال : ثنا صالح ، قال : تناهي إلى أبي أن أبا طالب يحطي عن أبي أنه يقول : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، فأخبرت أبي بذلك ، فقال : من أخبرك ؟ قلت : فلان ، قال : ابعث إلى أبي طالب ، فجئت إليه ، فجاء وجاء فوران فقال له أبي : أنا قلت لك : لفظي بالقرآن غير مخلوق ؟ وغضب وجعل يرعد ، فقال له : قرأت عليك : {قل هو الله أحد} ، فقلت له : هذا ليس بمخلوق ، قال له : لم حكيت عني أني قلت لك لفظي بالقرآن غير مخلوق . وبلغني أنك وضعت ذلك في كتابك وكتبت به إلى قوم ، فإن كان في كتابك فامحه أشد المحو وأكتب إلى القوم الذين كتبت إليهم أني لم أقل لك هذا ، وغضب وأقبل عليه فقال : تحكي عني ما لم أقل لك ؟ فجعل فوران يعتذر إليه ، وانصرف من عنده وهو مرعوب ، فعاد أبو طالب فذكر أنه قد محا ذلك من كتابه وأنه كتب إلى القوم يخبرهم أنه وهم على أبي عبد الله في الحكاية
2155- وأخبرني أبو يحيى بن زكريا بن الفرج البزار ، قال : قال لي أبو محمد فوران . وأخبرني محمد بن علي الوراق ، قال : ثنا أبو محمد فوران ، قال : جاءني صالح وأبو بكر المروذي عندي ، فدعاني إلى أبي عبد الله وقال : إنه قد بلغ إلي أن أبا طالب قد حكى عنه أنه يقول : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، فقمت إليه وتبعني صالح ، فدار صالح من بابه فدخلنا على أبي عبد الله فإذا أبو عبد الله غضبان شديد الغضب يتبين الغضب في وجهه فقال لأبي بكر : اذهب فجئني بأبي طالب ، فجاء أبو طالب فجعلت أسكن أبا عبد الله قبل مجيء أبي طالب وأقول له حرمه فقعد بين يديه وهو متغير اللون ، فقال له أبو عبد الله : حكيت عني أني قلت : لفظي بالقرآن غير مخلوق ؟ فقال : أنا حكيت عن نفسي ، فقال له : فلا تحك هذا عنك ولا عني ، فما سمعت عالما قال هذا ، أو العلماء ، شك فوران ، وقال له : القرآن كلام الله غير مخلوق حيث تصرف ، فقلت لأبي طالب ، وأبو عبد الله يسمع : إن كنت حكيت هذا لأحد فاذهب حتى تخبره أن أبا عبد الله نهى عن هذا ، فخرج أبو طالب ، فأخبر غير واحد بنهي أبي عبد الله ، منهم أبو بكر بن زنجويه ، والفضل بن زياد القطان ، وحمدان بن علي الوراق ، وأبو عبيد ، وأبو عامر : وكتب أبو طالب بخطه إلى أهل نصيبيين بعد موت أبي عبد الله يخبرهم أن أبا عبد الله نهى أن يقال : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، وجاءني أبو طالب بكتابه وقد ضرب على المسألة من كتابه ، زاد زكريا بن الفرج قال : فمضيت إلى عبد الوهاب الوراق فأخذ الرقعة فقرأها ، فقال لي : من أخبرك بهذا عن أحمد ؟ فقلت له : فوران ، فقال : الثقة المأمون على أحمد . قال زكريا بن الفرج : وكان قبل ذلك قد أخبر أبو بكر المروذي ، عبد الوهاب ، فصار عند عبد الوهاب شاهدان قال أبو زكريا : وسمعت عبد الوهاب ، قال : من قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق يهجر ولا يكلم ، ويحذر عنه ، وكان قبل ذلك قال : هو مبتدع .
2156- أخبرني على بن عيسى أن حنبلا حدثهم ، قال : كان أبو طالب حكى عن أبي عبد الله أنه قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، فأخبر أبو عبد الله فبعث إلى أبي طالب فجاء وجاء معه فوران ، فقال له أبو عبد الله وغضب : أنا قلت لك لفظي بالقرآن غير مخلوق ؟ فقال له أبو طالب : قرأت عليك : {قل هو الله أحد} ، فقلت لي : هذا ليس بمخلوق ، قال : فلم حكيت عني أني قلت : لفظي بالقرآن غير مخلوق ؟ ووضعت في ذلك كتابا ، وكتبت به إلى قوم فإن كان كتابك فامحه أشد المحو ، واكتب إلى القوم أو من كتبت به إليه أني لم أقل هذا ، وغضب غضبا شديدا ، وإنما كره أبو عبد الله أنه حكى عن أبي عبد الله كلاما لم يقله أبو عبد الله ، فأنكر ذلك عليه وغضب من ذلك ، ثم قال أبو عبد الله : القرآن كلام الله بكل جهة غير مخلوق ، فأجمل الكلام فيه أنه على كل وجهة غير مخلوق .
2157- قال حنبل : وسمعت أبا عبد الله يقول : قد نهيتم أن تماروا في القرآن ، وأن تضربوا بعضه ببعض ، فما لكم وللجدال في القرآن ؟ القرآن كلام الله غير مخلوق على كل وجه وعلى كل حال وحيث تصرف ، ما أحب الكلام ولا المراء ينهى عن ذلك.
2158- وأخبرني محمد بن هارون الجرجاني بطرسوس ، قال : ثنا إبراهيم بن أبان الموصلي ، قال : سمعت أبا عبد الله وقد دخل عليه أبو طالب فقال له : بلغني أنك أخبرت عني في القرآن بشيء لم تسمعه مني ، سمعتني أقول إن لفظي بالقرآن غير مخلوق ؟ فقال : ما سمعت منك شيئا هذا شيء قلته عن نفسي ، فقال : ما كل ما تكلمت به إلا منسوب إلي لو لا أني أكره صرم المسلم أو قطعه ما كلمتك .
2159- وأخبرني أحمد بن محمد بن مطر ، قال : ثنا أبو طالب ، قال : سمعت أبا عبد الله يقول : وأبو محمد فوران حاضر فقال لي : حكيت عني أني قلت : لفظي بالقرآن غير مخلوق ؟ قلت : إنما حكيت عن نفسي ، قال : لا تحك عني ولا عنك هذا ، ما سمعت عالما قال هذا ، وقال : القرآن كلام الله ليس بمخلوق حيث تصرف وعلى كل جهة .
2160- وأخبرنا أبو بكر المروذي، قال : قال لي أبو عبد الله : قد غلظ قلبي على ابن شداد ، قلت : أي شيء حكى عنك في اللفظ ؟ فبلغ ابن شداد أن أبا عبد الله قد أنكر عليه ، فجاءنا حمدون بن شداد بالرقعة فيها مسائل فأدخلتها على أبي عبد الله ، فنظر فرأى فيها أن لفظي بالقرآن غير مخلوق مع مسائل فيها ، فقال أبو عبد الله : فيها كلام ما تكلمت به ، فقام من الدهليز فدخل فأخرج المحبرة والقلم وضرب أبو عبد الله على موضع : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، وكتب أبو عبد الله بخطه بين السطرين : القرآن حيث تصرف غير مخلوق ، وقال : ما سمعت أحدا تكلم في هذا بشيء ، وأنكر على من قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق .
قال أبو بكر المروذي : قال ابن الطبري : فجاءنا حمدون بن شداد بالرقعة فقال : الساعة جئت من عند أبي عبد الله ، وفيها : القرآن حيث تصرف غير مخلوق ، قال : وقال علي الحزاز : أنا أحضر عند ابن الطبري حين جاء شداد بالرقعة فيها : لفظي بالقرآن غير مخلوق مضروب عليه وبين السطرين : القرآن حيث تصرف غير مخلوق .
2161- وأخبرني أبو العباس ، ثنا محمد بن علي الوراق ، قال : ثنا أبو محمد فوران ، قال : جاءني شداد برقعة فيها مسائل وفيها : أن لفظي بالقرآن غير مخلوق ، فدفعتها إلى أبي بكر المرذوي وقلت له : اذهب بها إلى أبي عبد الله فأخبره أن ابن شداد ها هنا ، وهذه الرقعة قد جاء بها فما كرهت منها وأنكرت فاضرب عليه ، فجاءني بالرقعة قد ضرب على موضع : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، وكتب أبو عبد الله بخطه : القرآن حيث تصرف غير مخلوق ، قال فوران : وأعرف خط أبي عبد الله .
2162- أخبرني أحمد بن الحسن بن علي البزوري ، قال : سمعت أبا عبد الله حين سأله رجل عن اللفظ ؟ فقال له : يا أبا عبد الله ، حكوا عنك بالكرخ أنك قلت : لفظي بالقرآن غير مخلوق فوقف غضبان وقال : ما أكثر الكذب علي ما قلت في هذا شيئا ولا أقول إنما بلغني هذا الكلام فقلت : هذا كلام سوء أختبره الله المستعان ، ودخل إلى منزله مغضبا .
2163- أخبرني علي بن عيسى بن الوليد النيسابوري ، أن جعفر بن محمد النسائي ، قال : صح عندي في حياة أبي عبد الله أنه نهى أن يقال : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، قال جعفر بن محمد النسائي : من قال هذا فهوكلام محدث لم يقله أحد من العلماء .
2164- أخبرنا سليمان بن الأشعث ، قال : سمعت أبا عبد الله . وأخبرني محمد بن أبي هارون : أن إسحاق بن إبراهيم حدثهم ، قال : سمعت أبا عبد الله يقول : على كل حال من الأحوال ، القرآن غير مخلوق .
2165- وأخبرني محمد بن موسى ، ومحمد بن جعفر : أن الحارث حدثهم ، قال : سمعت رجلا يقول لأبي عبد الله : يا أبا عبد الله ، أليس تقول : القرآن كلام الله ليس بمخلوق لمعنى من المعاني وعلى كل حال وجهة ؟ قال أبو عبد الله : نعم .
2166- وأخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : قرأت على أبي عبد الله : {قل هو الله أحد} . فقال : هذا غير مخلوق.
2167- أخبرنا عبد الله بن محمود بن أفلح بغير زربة ، قال : سمعت أبا بكر زنجويه يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : من قال : لفظه بالقرآن مخلوق ، فهو جهمي ، ومن قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، فهو مبتدع لا يكلم .
2168- أخبرنا سليمان بن الأشعث ، قال : سمعت إسحاق – يعني ابن راهويه – ذكر اللفظية فبدعهم .
2169- وأخبرنا سليمان ، قال : سمعت أحمد بن صالح ذكر اللفظية فقال : هؤلاء أصحاب بدعة ، ويدخل عليهم أكثر من البدعة.
2170- أخبرني أحمد بن الحسين بن حسان ، أن أبا عبد الله سئل عن اللفظية ؟ فقال : لا تجالسه ولا تكلمه .
2171- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت أبا عبد الله ، قال : لا يصلى على اللفطية . قال أبو بكر الخلال : فهذا الذي ثبت عن أبي عبد الله في اللفظ الأخير . وأولها قصة أبي طالب ، وقد حكاها عن أبي عبد الله أصحابه الثقات ، وقصة حمدويه بن شداد ، وما أنكر عليهم أبو عبد الله ، فثبت عن أبي عبد الله الإنكار عليهم فيما حكوا عنه ، وثبت عنه من الجميع أنه أنكر عليهم أبو عبد الله ، فثبت عن أبي عبد الله الإنكار عليهم فيما حكوا عنه ، وثبت عنه من الجميع أنه أنكر على من قال هذه المقالة وأمر بهجرانهم ، وقال أبو بكر زنجويه خاصة : بدعهم ، فهؤلاء الكاذبين الذين يحكون عن أبي عبد الله غير هؤلاء الجهال الذين يقولون باللفظ بغير إمام ، فنسأل الله العافية ، ثم بعدها قول الشيوخ فالرجوع إلى الحق خير من الإقامة على الباطل .
2172- أخبرنا أبو بكر المروذي أحمد بن محمد بن الحجاج ، قال : سمعت أبا الحسين عبد الوهاب الوراق يقول : أبو عبد الله إمامنا وهو من الراسخين في العلم يقول : ما سمعت عالما يقول : لفظي بالقرآن غير مخلوق غير هؤلاء عند أبي عبد الله الذين خالفوا قوله ، إذا وقفت بين يدي الله عز وجل فسألني : بمن اقتديت ؟ أي شيء أقول ؟ وأي شيء ذهب على أبي عبد الله من أمر الإسلام ؟ وأبو عبد الله عالم هذه المسألة وقد بلى منذ عشرين سنة في الأمر فمن لم يصير إلى قول أبي عبد الله فنحن نظهر خلافه ونهجره ولا نكلمه ، إذا قلنا : أن القرآن غير مخلوق ، ومن قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، فهو جهمي ، وأي شيء بقي ، فإنما هذا من طريق أصحاب الكلام ، وأصحاب الكلام لا يفلحون .
2173- وأخبرنا أبو بكر المروذي ، قل : سمعت عبد الوهاب – يعني الوراق – يقول لإسحاق بن داود : ما رفع الله أخاك بما سمع ، يخالف أبا عبد الله ، فقال له إسحاق : قد كتبت إلى أخي : إنما ارتفعت بأبي عبد الله فإن أظهرت خلافه وضعك الله ، قال إسحاق : قد جاءني كتاب أخي بخطه : أما إذ صح عندك أن أبا عبد الله نهى عن هذا فنحن لأبي عبد الله ولمشيختنا هؤلاء تبع ، قال إسحاق بن داود : نحن نقتدي بمن مات ، أحمد بن حنبل إمامنا وهو من الراسخين في العلم يقول : ما سمعت عالما يقول : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، وأي شيء ذهب على أبي عبد الله من أمر الإسلام إذا قلنا من قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق فنحن نهجره ولا نكلمه وهذه بدعة وما غضب أحد في هذا الأمر إلا وهو دون غضب أبي عبد الله ، أبو عبد الله يغضب الغضب الشديد حتى جعلوا يسكنونه.
2174- وأخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت أبا الحسين على بن مسلم الطوسي ، يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق ، وهذا قول أبي عبد الله وبه نقتدي إذ كنا لم ندرك في عصره أحدا يقدمه في العلم والمعرفة والديانة وهو وإن كان مقدما عند من أدركنا من علمائنا ، فما علمت أحدا بلي بمثل ما بلي به فصبر ، فهو حجة وقدوة وحجة لأهل هذا العصر ومن بلي بعدهم فنحن متبعون لمقالته وموافقون له ، فمن قال : لفظي بالقرآن مخلوق قد ابتدع وليس هو من كلام العلماء ، وهذا مما أحدث أصحاب الكلام المبتدع ، وقد صح عندنا أن أبا عبد الله أنكر على من قال ذلك وغضب منه الغضب الشديد ، وقال : ما سمعت عالما قال هذا ، فمن خالف أبا عبد الله فيما ينهى عنه فنحن غير موافقين له منكرون عليه ، وقد أدركنا من علمائنا مثل أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك ، وهشيم بن بشير ، وإسماعيل بن علية ، وسفيان بن عيينة ، وعباد بن عباد ، وعباد بن العوام ، وأبو بكر بن عياش ، وعبد الله بن إدريس ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، ويحيى بن أبي زائدة ، ويوسف بن يعقوب الماجشون ، ووكيع ، ويزيد بن هارون ، وأبو أسامة ، وهؤلاء كلهم قد أدركوا التابعين وسمعوا منهم ورووا عنهم ما منهم أحد قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق والحمد لله ، فنحن لهم متبعون ولما أحدث بعدهم مخالفون .
2175- وأخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت إسحاق بن حنبل عم أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ومولده في السنة التي توفى فيها سفيان الثوري سنة أحدى وسبعين ومائة – رحمه الله – يقول : القرآن كلام الله وليس بمخلوق ومن قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، فقد ابتدع ، وقد نهى أبو عبد الله عن هذا وغضب وقال : ما سمعت عالما قال هذا – قال أبو يوسف : وأنا ما سمعت عالما قال هذا – أدركت العلماء مثل : هشيم ، وأبو بكر بن عياش ، وسفيان بن عيينة فما سمعتهم قالوا هذا ، وأبو عبد الله أعلم الناس في زمانه بالسنة ، لقد ذب عن دين الله عز وجل وأوذي في الله وصبر على السراء والضراء ، فمن حكى عن أبي عبد الله أنه قال لفظي بالقرآن غير مخلوق ، فقد كذب ، ما سمعت أبا عبد الله قال هذا ، إنما قال أبو عبد الله : اللفظية جهمية ، وأبو عبد الله أعلم الناس بالسنة في زمانه .
2176- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت أبا يوسف يعقوب الدورقي يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق ، فمن زعم أنه مخلوق فهو كافر ، ومن قال لفظه بالقرآن مخلوق ، فهو جهمي ، ومن قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع محدث يهجر ولا يكلم ولا يجالس لأن القرآن من صفات الله وأسماءه ، والقرآن كلام الله كيف تصرف غير مخلوق ، ومن حكى عني أني رجعت عن تبديع من قال هذا فهو كذاب.
2177- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت أبا بكر بن سهل بن عسكر صاحب عبد الرزاق يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق وحيث تصرف ، والقرآن من علم الله ، ومن زعم أنه ليس من علم الله فهو كافر ، ومن قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي كافر بالله ، ومن قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق فلم أر أحدا من العلماء قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، ونحن متبعون لأحمد بن حنبل في هذه المسألة ، فمن خالفه فنحن منه بريئون في الدنيا والآخرة . سمعت عبد الرزاق يقول : إن يعش هذا الرجل يكون خلفا من العلماء ، يريد أحمد بن حنبل – رحمه الله – .
2178- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت عبد الله بن أيوب المخرمي يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق ، ومن قال : إنه مخلوق فقد أبطل الصوم والحج والجهاد وفرائض الله ، ومن أبطل واحدة من هذه الفرائض فهو كافر بالله العظيم ، ومن قال : لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ، ومن قال : إن لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو ضال مبتدع ، أدركت ابن عيينة ، ويحيى بن سليم ، ووكيع بن الجراح ، وعبد الله بن نمير ، وجماعة من علماء الحجاز والبصرة والكوفة ، ما سمعت أحدا منهم.
قال : لفظي بالقرآن مخلوق ولا غير مخلوق ، وقد صح عندنا أن أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل نهى أن يقال : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، فمن خالف ما قال أبو عبد الله فقد صحت بدعته .
2179- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم الخراساني بن عمير منيع يقول : أدركت إسماعيل بن علية ، ومعاذ بن معاذ ، ويزيد بن هارون ، ووكيع بن الجراح ، وجماعة ما رأيت أحدا بلي بمثل ما بلي به فصبر ، قال حنبل : قد صح عندنا أنه نهى أن يقال : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، وقال : ما سمعت عالما قال هذا ، قال أبو يعقوب : القرآن كلام الله غير مخلوق ، ومن قال أنه مخلوق فهو كافر ، ومن قال : أن لفظه بالقرآن مخلوق فهو جهمي ، ومن قال :لفظه بالقرآن غير مخلوق ، فقد ابتدع وأحدث في الإسلام أمرا لا نعرفه ، أدركنا مشايخنا وأئمتنا مثل : معاذ ، ويزيد ، فما أدركنا أشد منهما على أهل البدع فما سمعناهما ولا غيرهما ممن شهدنا يقول هذا القول ، وقد صح عندنا عن إمامنا وإمام المسلمين في زمانه أحمد بن محمد بن حنبل أنه نهى أن يقال : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، وقال : ما سمعت عالما قال هذا ، قال يعقوب : ونحن لم نسمع عالما قال هذا ، ولا بلغنا عن عالم أنه قاله منذ بعث الله محمدا صلى الله عليه وإلى زماننا هذا وإنما نحن أصحاب اتباع وتقليد لأئمتنا وأسلافنا الماضين – رحمهم الله – لا نحدث بعدهم حدثا ليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قاله إمام ، فمن خالف أبا عبد الله في هذا هجرناه وحذرنا عنه حتى يرجع إلى قول أبي عبد الله والعلماء .
2180- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت علي بن شعيب صاحب شعيب بن حرب يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق ، ومن قال إنه مخلوق ، فهو كافر ، وما نعرف اللفظ مخلوق ولا غير مخلوق ، ومن قال : إن لفظي بالقرآن غير مخلوق ، فلا نكلمه ونهجره . قلت له : فأدركت أحدا من العلماء يقول : لفظي بالقرآن غير مخلوق أو صوتي بالقرآن غير مخلوق ؟ قال : معاذ الله ، ثم قال : قد قال لي رجل بضده ، فقلت له : وعلينا أن نقول بضد الشيء ؟ ثم قال : أحمد بن حنبل في زمانه أو في مثل هذا الزمان مثل قوم علي لولا أن أحمد أنكر مثل هذه المواضيع من كنا نحن المساكين من هذا . أحمد بن محمد بن حنبل في هذا هجرناه ولا نكلمه . أحمد سيد أحمد.
2181- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت محمد بن عبد الله المخرمي الحافظ يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق على كل الجهات ، والقول من علم الله عز وجل ، ومن قال : إن علم الله مخلوق ، فهو كافر ، ومن قال : إن لفظي بالقرآن غير مخلوق ، فهو مبتدع ، وما أحد ممن أدركنا من العلماء قال هذا – يعني لفظي بالقرآن غير مخلوق – وأبو عبد الله ممن يقتدى به ، وما أنكره أبو عبد الله فنحن ننكره ، ونتبع أبا عبد الله فيما قال ولا نخالفه ، وما أدركت أحدا قال : لفظي بالقرآن مخلوق ولا غير مخلوق ، وقد أدركت يحيى بن سعيد القطان ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ووكيع بن الجراح ، ويزيد بن هارون ، وأبا أسامة ، ويحيى بن عيسى الرملي ، وغيرهم من العلماء .
2182- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت أبا الفضل العباس بن محمد الدوري يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق ، ومن قال : أنه مخلوق ، فهو كافر ، ومن قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، فهو جهمي ، ومن قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، فقد أحدث حدثا لم نسمعه ممن أدركنا من العلماء ، وأبو عبد الله عندنا الإمام الذي نقتدي به فمن خالف أبا عبد الله فنحن نهجره.
2183- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق الصاغاني يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق ، فمن قال : أنه مخلوق ، فهو كافر ، ومن قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، فهو جهمي ، ومن قال : إن لفظي بالقرآن غير مخلوق ، فهو مبتدع ، وما القول إلا قول أبي عبد الله ، فمن خالفه فنحن نهجره ولا نكلمه .
2184- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت هارون بن سفيان المستملي يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق ، وقال هارون سمعت أبا عبد الله يقول : اللفظية جهمية ، قلت لهارون : فمن ؟ قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق أي شيء هذا ؟ قال : هذه بدعة لا نعرفها .
2185- - أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت أبا علي بن الجروي يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق على كل جهة ما نعرف غير هذا ، قلت لابن الجروي : فسمعت أحدا يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق ، قال : معاذ الله ، قال ابن الجروي ، وقد قلت لهم – يعني لسليمان اللؤلؤي ، ولابن سالم الخلقاني - من قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، فهذه بدعة ، ونهيتهم عنها ، فقالوا : نقبل ، فقلت لابن الجروي ، فمن قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق أي شيء عندك ؟ قال : هذه بدعة يضرب رأس قائلها ويحبس ، فقلت له : فلم لا تهجرهم أنت ؟ فقال : لو سألني رجل له معرفة ومذهب لقلت اهجرهم حتى يراجعوا ، وقال ابن الجروي : ربما بليت بهم في جنازة ، وجعل يعتذر ، وقال : إنهم ليعرفون خلافي وإنكاري لهذه المقالة وما أقول إلا ليكشف عني .
2186- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : قلت لمحمد بن هشام المروذي : أدركت أحدا من العلماء يقول : لفظي بالقرآن غير مخلوق؟ قال : لا هذه بدعة ، وقد أدرك أبا علقمة الفروي ، وهشيما ، وأبا بكر بن عياش ، وابن إدريس ، وابن أبي زائدة ، ووكيعا ، والمحاربي ، وأبا خالد الأحمر ، والقاسم بن مالك المزني ، وقال : لقد شهدت إسماعيل – يعني ابن إبراهيم – إذا أقيمت الصلاة قال : ها هنا أحمد بن حنبل . قولوا له يتقدم يصلي بنا ، قال محمد بن هشام : ما نعرف اللفظ مخلوقا ولا غير مخلوق وهذه بدعة.
2187- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت أبا يوسف يعقوب ابن أخي معروف الكرخي – رحمه الله – يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق ، ومن قال : إنه مخلوق ، فهو كافر ، ومن قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، فهو جهمي ، ومن قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، فهو مبتدع ، أنا صاحب هذه المسألة ، أولا كتبوا إلي من الموصل فدرت على مشيختنا ، وكتبوا إلي من نصيبيين فقالوا لي : هذه بدعة . قال يعقوب : وأبو عبد الله أفضل من معروف الكرخي – رحمهما الله – نحن بمنزلة الأنصاري من أبي عبد الله ، قال النبي ﷺ : (لو سلكت الأنصار واديا أو قال شعبا لسلكت وادي الأنصار) ولو قال الناس قولا ، وقال أحمد بن محمد بن حنبل قولا ، لقلنا بقوله .
2188- أخبرنا أبو بكر المرذي ، قال : سمعت أبا جعفر ، وأبا الحسن محمدا وعليا ابني داود القنطري يقولان : القرآن كلام الله غير مخلوق وحيث تصرف ، ومن قال : لفظي بالقرآن مخلوق فنحن نهجره ولا نكلمه لخلافه لأبي عبد الله .
2189- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت أبا حمدون المقرئ يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق ، وسمعت وكيع بن الجراح يقول : من قال القرآن كلام الله مخلوق ، فهو كافر ، قال أبو حمدون : ومن قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، فهو جهمي ، ومن قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، فهو مبتدع ، ما أدركت أحدا من العلماء قال هذا ، أما العلماء فقد نحوهم ، فأما أهل القرآن فقد دفعوا قولهم ، وقالوا : ما نجد هذا في كتاب الله هذه بدعة ، فاذهبوا إلى أهل الكلام حتى يناظروكم ، أما أصحاب العلم والقرآن فقد دفعوكم .
2190- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سمعت أبا الحسن مثنى بن جامع يقول : من قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، فقد أحدث ، وقد صح عندنا أن أبا عبد الله نهى عنه ، فمن خالف أبا عبد الله فنحن نهجره .
2191- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : ورد علي كتاب عبد الله بن أبي زياد الكوفي بخطه : الكلام في هذا بدعة وإن القرآن كلام الله غير مخلوق .
2192- - أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : أخبرنا أبو السائب عن قوم زعموا أن ألفاظهم وأصواتهم التي يقرؤون بها القرآن غير مخلوق ، فكتب أبو السائب بخطه : هذه بدعة وما آمن أن يكون أكثر من ذلك ، والقرآن كلام الله غير مخلوق .
2193- وقال : حدثنا أبو أسامة ، عن جرير بن حازم ، قال : سمعت أبا رجاء عمران بن تيم ، قال : سمعت ابن عباس على منبر البصرة يقول : لا يزال الناس بخير ما لم يتكلموا في القرآن والقدر .
2194- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : كتب إلى هارون بن إسحاق الهمداني : ما رسمه أبو عبد الله فهو المرسوم ، وهذه بدعة لا نعرفها ، وكان في كتابه : ما بكم من حاجة أن يستوحشوا إلى قول أحد ما لم يكن لأبي عبد الله فيه قول .
2195- وأخبرنا أبو بكر المروذي ، أنه سأل أبا أحمد هارون بن حميد الواسطي فقال : القرآن كلام الله وليس بمخلوق ، وقال هارون : من قال : ألفاظنا بالقرآن غير مخلوقة فهذه بدعة لا نعرفها .
2196- أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : سألت أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد وكتب إلي بخطه : القرآن كلام الله غير مخلوق ، ومن قال : أنه مخلوق ، فهو كافر ، ومن قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، فهو جهمي ، ومن قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، فقد أحدث وابتدع ، ونحن متبعون لأبي عبد الله ننكر ما أنكر ، فمن حكى عني غير هذا فقد كذب .
آخر المجلد السابع من الأصل وهو آخر المجلد الأول منه
وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلم تسليما.