الرئيسيةبحث

هونج كونج ( Hong Kong )



مدينة هونج كونج تقع على الجانب الآخر من المنطقة الحضرية الكبرى في كاولون (خلفية الصورة). ويعبر المتنقلون يوميًا الميناء في عبارات صغيرة تغادر الشاطئ كل بضع دقائق.
هونج كونج كانت مستعمرة بريطانية تتمتع بنظام حكم داخلي حر وعادت لسيادة الصين في 1 يوليو 1997م. تقع على الساحل الجنوبي للصين، ويبلغ عدد سكانها 6,566,000 نسمة. اعتبرت بريطانيا هونج كونج مستعمرة للتاج البريطاني منذ سنوات عديدة، وقد تنازلت الصين لبريطانيا عنها سنة 1842م.

أعادت بريطانيا تصنيف مستعمراتها إلى تبعيات منذ السبعينيات من القرن العشرين غير أن هونج كونج ظلت تسمى مستعمرة حتى عام 1997م. تقع هونج كونج بالقرب من مصب نهر زهو جيانغ أو نهر اللؤلؤ، على بعد حوالي 140 كم جنوب شرقي غوانغزهاو الصين والذي تسمى أيضًا كانتون الصين.

هونج كونج من المراكز التي تعج بالنشاط الاقتصادي وإحدى أكثر المناطق ازدحامًا بالسكان في العالم. وتعد من أهم موانئ آسيا وأيضًا من أهم مراكز التجارة، والمال والتصنيع والسياحة. وعلى حين تبلغ مساحة هونج كونج 1,075كم² فقط، فإنه يعيش على كل كيلو متر مربع حوالي 6,100 نسمة.

تتكون هونج كونج من شبه جزيرة متصلة بالجزء الرئيسي من الصين وأكثر من 235 جزيرة. والجزء الرئيسي من هونج كونج له قسمان ـ المناطق الجديدة في الشمال وشبه جزيرة كاولون في الجنوب. الجزيرة الرئيسية ـ جزيرة هونج كونج ـ تقع إلى الجنوب من شبه الجزيرة.

يتركز معظم النشاط الاقتصادي في هونج كونج في منطقتين حضريتين، حيث يعيش معظم السكان. والمنطقتان هما الجزء الشمالي من جزيرة هونج كونج، والجزء الجنوبي من البر. الجزء الشمالي من جزيرة هونج كونج يسمى أحيانًا مدينة هونج كونج. يقع مركز المال والسياسة في جزء من مدينة هونج كونج، وكان يسمى هذا الجزء فكتوريا، وأحيانًا أخرى يطلق عليه اسم المنطقة الوسطى. عاصمة هونج كونج هي فكتوريا وأكبر مناطقها الحضرية هي كاولون. يفصل بين هاتين المنطقتين ما كان يعرف باسم ميناء فكتوريا. ويسمي الصينيون هذه المنطقة الجميلة هونج كونج وتعني المرفأ العطري.

كانت هونج كونج الحالية جزءًا من الصين منذ أقدم العصور وحتى القرن التاسع عشر الميلادي. سيطرت بريطانيا على جزيرة هونج كونج في سنة 1842م، وعلى شبه جزيرة كاولون سنة 1860م عن طريق اتفاقات مع الصين. في عام 1898م استأجرت بريطانيا المناطق الجديدة من الصين لمدة 99 عامًا. وفي أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين كانت هونج كونج ميناء للتجارة البريطانية مع الصين. ومنذ منتصف القرن التاسع عشر أصبحت هونج كونج مركزًا للتجارة العالمية والمال، واستطاعت أيضًا أن تطور كثيرًا من صناعاتها. وطبقًًا لمعاهدة 1984م بين الصين وبريطانيا فقد عادت إلى الصين في يوليو 1997م.

كل سكان هونج كونج تقريبًا صينيون، وعلى مر السنين انتقل ملايين من الناس من الصين إلى هونج كونج بحثًا عن فرص عمل. ومنذ الغزو الشيوعي للصين فرّ الكثير من الصينيين إلى هونج كونج هربًا من الحكم الشيوعي.

نظام الحكم

خريطة هونج كونج
رأس حكومة هونج كونج حتى يوليو 1997م حاكم كان يُعيِّنه ملك أو ملكة بريطانيا لمدة غير محددة، أما الآن فإن هونج كونج يحكمها حاكم صيني. كان يُعاون الحاكم على إدارة الحكومة مجلس تنفيذي يتكون من 15 عضوًا يعينهم ملك أو ملكة بريطانيا بناء على ترشيح الحاكم لهم. ويقوم المجلس التشريعي بسن القوانين في هونج كونج. ومن قبل عودة هونج كونج للسيادة الصينية، كان المجلس التشريعي يتكون من 60 عضوًا ينتخب الشعب 10 منهم، ويتم انتخاب 30 بوساطة دوائر انتخابية مهنية بينما يتم انتخاب العشرة الباقين عن طريق دوائر انتخابية، ويترأس الحاكم المجلس التشريعي. شغل منصب الحاكم والمناصب الأخرى العامة مسؤولون بريطانيون، أما المواطنون الصينيون في هونج كونج فشغلوا المناصب الدنيا.

على الرغم من أن بريطانيا كانت تسيطر على الحكومة في هونج كونج إلا أنها تميزت بالطابع الصيني. وقد حاول البريطانيون أن يقلصوا من نفوذهم ودورهم في هذه التبعية. من وظائف الحكومة المحافظة على تنفيذ القوانين والنظام في البلاد بالإضافة إلى توفير الطرق والمرافق الصحية. وعملت الحكومة السابقة على توفير السكن للمحتاجين، والتعليم بالمجان لكل الأطفال ورعاية المسنين. وقد سعت الحكومة إلى تشجيع اقتصاد هونج كونج لكنها كانت تحاول جاهدة عدم التدخل في الأنشطة الاقتصادية وفي حياة الناس. وعد تونج شي هو، الصيني الذي انتخب رئيسًا للسلطة التنفيذية في هونج كونج بعدم إحداث أي تغييرات كبيرة في السياسات السابقة.

تحكم هونج كونج بموجب القانون الأساسي الذي أصبح نافذاً منذ الأول من يوليو عام 1997م، عندما انتقلت من السيادة البريطانية إلى مظلة الحكم الصيني. ويكرس القانون الأساسي مبدأ "وطن واحد بنظامين" الذي يعطي هونج كونج حكماً ذاتياً موسعاً. يصدق المؤتمر الوطني الشعبي الصيني على الترشيحات للوظائف الحكومية والقوانين التي تستنها هونج كونج. وتنتخب هونج كونج بموجب القانون الأساسي نوابها في المؤتمر.

ويترأس الرئيس التنفيذي، الذي تختاره لجنة انتخابية، حكومة هونج كونج لفترة خمس سنوات. وتتكون اللجنة من 400 عضو يختارهم المؤتمر الصيني. وينص القانون الأساسي على أن تنتخب لجنة مكونة من 800 عضو يمثلون كافة القطاعات الاجتماعية والاقتصادية بمختلف مستوياتها الرئيس التنفيذي التالي. ويساعد المجلس التنفيذي الذي يعينه الرئيس في تصريف شؤون الحكم.

يسن المجلس التشريعي الذي يتكون من 60 عضواً قوانين البلاد. وينتخب الشعب 20 عضواً من أعضاء المجلس التشريعي انتخاباً مباشراً، بينما ينتخب المهنيون 30 عضواً في الدوائر الانتخابية المهنية، وتنتخب اللجنة الانتخابية المكونة من 800 عضو عشرة أعضاء. وتمتد فترة المجلس التشريعي لسنتين.

السكان

كاولون في الليل إحدى أكثر المناطق جاذبية للسائحين. حيث تظل المحلات التجارية مفتوحة حتى ساعات متأخرة من الليل.

السكان وأسلافهم:

يقدر سكان هونج كونج بحوالي 6,566,000 نسمة، 98% منهم صينيون. ومعظم السكان مهاجرون من جنوبي الصين أو سلالة مهاجرين من تلك المنطقة. والأقلية النسبية من سكان هونج كونج تشمل سكانًا من أستراليا، وبريطانيا، والهند، واليابان، والولايات المتحدة الأمريكية، وفيتنام.

اللغات:

توجد لغتان رسميتان لهونج كونج هما الإنجليزية والصينية. كانت اللغة الإنجليزية اللغة الرسمية الوحيدة حتى عام 1974م، بالرغم من أن معظم سكان هونج كونج الصينيين لا يتكلمون ولا يفهمون اللغة الإنجليزية جيدًا، أو حتى على الإطلاق. وغالبيتهم يتحدثون لهجة تسمى يُووي، وهي اللهجة الكانتونية للغة الصينية. لهذا فقط جعلت الحكومة اللغة الصينية لغة رسمية.

نمط الحياة:

يعيش 96% من سكان هونج كونج في المناطق الحضرية. يعمل كثير منهم في المصانع، وآخرون يعملون في الوظائف الحكومية أو في صناعة الشحن. يعيش معظم الحضر في مدينتي هونج كونج (نحو مليون ونصف الميون نسمة) وكاولون (2,5 مليون نسمة). هناك مستوطنات حضرية أخرى في هونج كونج وتشمل تسون وان، توين من وشاتن.

في المناطق الريفية من هونج كونج يعيش الناس في قرى زراعية صغيرة ويزرعون المحاصيل ويربون الحيوانات المنزلية والطيور والدواجن. وما زال بعض الفلاحين يزرعون المحاصيل ويحصدونها بأيديهم أو بأدوات يدوية. غير أن طرق الزراعة الحديثة والميكنة ساعدت الكثير منهم على زيادة إنتاجهم.

يأكل شعب هونج كونج كميات كبيرة من الخضراوات الطازجة والسمك والأرز وبعض الدجاج، ويرتدي الكثير منهم الأزياء الغربية. أما البعض الآخر فيرتدي الملابس الصينية مثل البنطلونات والقمصان ذات الألوان الداكنة والأرواب الطويلة. والديانات الرئيسية في هونج كونج هي البوذية والطاوية. بالإضافة إلى مجموعات صغيرة من المسلمين والنصارى، واليهود والهندوس.

أسواق الشارع في هونج كونج تبيع الملابس والحلي والمجوهرات، والمنسوجات ومجموعة كبيرة ومتنوعة من الأشياء الأخرى.تخدم هذه الأسواق سكان هونج كونج بالإضافة إلى السائحين. يزور هونج كونج كل عام أكثر من مليوني سائح تقريبًا.

الإسكان:

يختلف الإسكان في المناطق الحضرية اختلافًا حادًا. معظم الأثرياء يعيشون في وحدات سكنية فاخرة وبعضهم يعيش في منازل جميلة ذات حدائق. ويحتل ذوو الدخول المتوسطة والمحدودة شقق البنايات العالية المزدحمة، التي يلتصق بعضها بالبعض الآخر في مساحات ضيقة. وفي حالات كثيرة تشترك عدة أسر في حجرة صغيرة أو حجرتين. كانت أعداد كثيرة من اللاجئين من الصين تعيش في أكواخ من الخشب أو الصفيح التي كانت تبنى على جوانب التلال، أو تحت الجسور أو حتى فوق أسطح بعض المباني. آلاف الأسر اتخذوا من القوارب في الموانئ بيوتًا لهم. وما زالت بعض هذه المنازل موجودة حتى الآن غير أنها قليلة جدًا مقارنة بما كانت عليه في الماضي.

في منتصف الخمسينيات من القرن العشرين بدأت حكومة هونج كونج في تنفيذ برنامج للمساكن العامة بهدف تحسين المرافق السكنية. ومنذ ذلك الوقت استطاعت الحكومة أن تشيد شققًا منخفضة الإيجارات لما يقرب من مليوني شخص. معظم هذه الشقق في مجمعات سكنية هائلة تسمى مستعمرات سكنية.

يعيش غالبية سكان المناطق الريفية من هونج كونج في منازل من طابق واحد أو طابقين مصنوعة من الطوب أو الحجر. معظم البيوت ذات أسطح من البلاط أو الصفيح. بعض هذه القرى في هونج كونج كانت آهلة بالسكان منذ أكثر من ألف سنة.

التعليم:

يذهب كل الأطفال في هونج كونج حسب القانون إلى المدرسة لمدة تسع سنوات ـ ست منها في المدرسة الابتدائية وثلاث في المدرسة الثانوية. وتمول الحكومة مدارس الدولة التي يُدَرَّس فيها التعليم باللغة الصينية. ولغة التعليم في بعض المدارس الخاصة القليلة هي اللغة الإنجليزية. حوالي 75% من سكان هونج كونج يعرفون القراءة والكتابة.

في هونج كونج سبع جامعات، وبها أربع كليات للمعلمين، وكثير من المدارس الفنية. أكبر جامعة هي جامعة هونج كونج التي أسست سنة 1911م، وبها نحو خمسة آلاف طالب. أما جامعة هونج كونج الصينية، فقد تأسست سنة 1963م. ومن الجامعات الأخرى: جامعة هونج كونج للعلوم والتقنية وجامعة هونج كونج التقنية وجامعة هونج كونج البابوية وغيرها من الجامعات.

مدينتا هونج كونج وكاولون مركزا التجارة، والمال، والصناعة، والسياحة في هونج كونج. كثير من المحلات الصغيرة، الأسواق المفتوحة، والمباني العالية توجد على جانبي الشوارع الضيِّقة في هذه المناطق المزدحمة.

تقع مدينتا هونج كونج وكاولون على جانبي ميناء فكتوريا. يعبر الآلاف من الناس يوميًا الميناء في سفن صغيرة للذهاب إلى أعمالهم أو للتسوق. ويسافر يوميًا حوالي 85 ألف سيارة بين شبه جزيرة كاولون وجزيرة هونج كونج عبر نفق تحت الميناء. وتربط خطوط السكك الحديدية خلال نفق تحت الماء أيضًا، بين مدينة هونج كونج وكاولون.

مدينة هونج كونج هي منطقة حضرية بها نحو مليون نسمة. ومنطقة فكتوريا في هونج كونج هي مقر الحكومة والمركز التجاري. فيوجد في فكتوريا المباني الحكومية والبنوك والمنشآت المالية الأخرى. يمتلك بعض السكان المحليين عددًا من البنوك. أما البنوك الأخرى فهي فروع لبنوك كبيرة في الصين، وبريطانيا، واليابان، والولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى. تطل المباني التجارية الشامخة والفنادق الحديثة على الواجهة المائية لمدينة هونج كونج.

ويرتفع غربي فكتوريا جبل جميل يُسمى قمة فكتوريا حيث توجد المباني السكنية الفخمة والمنازل البديعة على الجوانب المنحدرة للجبل. وتقوم خطوط السكك الحديدية بنقل المسافرين بين فكتوريا وقمة هذا الجبل. كثير من الناس يعيشون في شقق ومساكن مزدحمة في منطقة وانتشاي بمدينة هونج كونج شرقي فكتوريا.

وكاولون أكبر وأكثر ازدحامًا من مدينة هونج كونج. يعيش نحو 2,500,000 نسمة في هذه المنطقة الحضرية. يوجد في هذه المنطقة قسم قديم و قسم جديد يسمى كاولون الجديدة. القسم القديم من كاولون، يقع على امتداد ميناء فكتوريا، به حوالي 750,000 نسمة. تقع كاولون الجديدة شمالي القسم القديم وبها حوالي مليون ونصف مليون نسمة.

القسم القديم به كثير من المحلات، والفنادق والمطاعم. ويتدفق السياح على المحلات على طول طريق ناثان في قلب كاولون ليشتروا الكاميرات، والمجوهرات، والملابس المصنوعة حسب الطلب والمنتجات الأخرى. يبيع كثير من التجار بضائعهم في الشوارع أو في الأسواق المفتوحة أو أسواق الهواء الطلق. هذه الأسواق تعرض الخضراوات الطازجة، والأسماك، والدجاج، ومختلف البضائع المنزلية. كثير من المستعمرات السكنية والمصانع توجد في كاولون الجديدة.

يصل معظم زوار هونج كونج أولاً إلى مطار كاي تاك الدولي في كاولون. ترسو سفن الركاب في محطات المحيط في كاولون وهي من أكبر الأرصفة الممتدة في البحر في قارة آسيا. تربط خطوط السكك الحديدية ـ التي تمر عبر المناطق الجديدة ـ بين كاولون وغوانجزهو في الصين. وتقوم المعديات أيضًا بنقل الركاب والبضائع بين كاولون وغوانجزهو.

السطح والمناخ

الواجهة المائية لهونج كونج دائمًا مزدحمة. سفن الركاب ترسو في رصيف المحيط، والعبارات تعبر إلى الجزر الأخرى وكثير من الناس يعيشون في مراكب معدة للسكن في الموانئ.
تبلغ مساحة هونج كونج الكلية 2,916كم² منها 1,075كم² فقط أرض يابسة.

الأرض:

تغطي معظم أراضي هونج كونج جبال وعرة وتلال ممتدة. ترتفع بعض الجبال في المناطق الجديدة إلى أكثر من 910م فوق مستوى سطح البحر. تبلغ ارتفاع قمة فكتوريا، في جزيرة هونج كونج، 554م.

تشكل السواحل الصخرية المتعرجة لجزر هونج كونج وأراضيها الرئيسية موانئ صغيرة لقرى الصيد. بعض أجزاء من ميناء فكتوريا امتلأت بالتربة مما سيحولها إلى أرض يابسة، فمطار كاي تاك الدولي وكثير من المباني قائمة على أرض يابسة كانت أساسًا جزءًا من الميناء.

تفصل الجبال القاحلة بين المناطق التجارية في شبه جزيرة كاولون والأراضي الزراعية في المناطق الجديدة. وتمثل الأراضي الصالحة للزراعة في هونج كونج فقط نحو 10% من مساحة الأرض. تقع حقول الأرز والخضراوات والزهور في أنحاء متفرقة من المناطق الجديدة وهذه الحقول محشورة بين مساحات قليلة النباتات وبين جوانب التلال. ويعتبر نهر شام تشن الصغير هو الحدود بين هونج كونج والصين.

المناخ:

مناخ هونج كونج شبه استوائي. الجو حار رطب في الصيف وتبلغ درجة الحرارة 35°م أو أعلى، ويبلغ متوسط سقوط الأمطار 225 سم سنويًا. يسقط في الصيف نسبة 75% من إجمالي المطر محدثة الفياضانات وانهيارات لبعض أجزاء من شواطئ الأنهار.

الشتاء في هونج كونج بارد وجاف، ونادرًا ما تقل درجة الحرارة عن 4°م مئوية. كما يمتاز الجو بقلة سقوط الأمطار في الشتاء بالإضافة إلى بعض العوامل الأخرى التي تسبب نقص المياه، ولذا فإن هونج كونج تشتري ملايين اللترات من المياه من الصين سنويًا.

الاقتصاد

أصحاب المحلات في هونج كونج يبيعون السمك من سامبان (قارب صغير). ويشكل السمك مع الخضراوات والأرز جزءًا كبيرًا من غذاء سكان هونج كونج.
اقتصاد هونج كونج من أقوى وأكثر النظم الاقتصادية تنوعًا في قارة آسيا. هونج كونج تعد مركزًا للمال والتجارة والسياحة. يعمل حوالي نصف سكان هونج كونج في الشركات الصناعية بينما يعمل حوالي 40% منهم بالتجارة أو في الوظائف الحكومية.يمثل الصيادون والفلاحون أقل من 3% من مجموع سكان هونج كونج.

هونج كونج منطقة حرة وهذا يعني أنها لا تحصِّل رسومًا جمركية على البضائع التي تدخلها من البلاد الأخرى. ونتيجة لذلك، فإن كثيرًا من المنتجات تُباع وتشترى هناك بأثمان رخيصة عن مثيلاتها في كثير من بلدان العالم. وتعمل في هونج كونج شركات تجارية من دول عديدة.

في هونج كونج أكثر من مائة بنك وأربعة أسواق للأوراق المالية. تمول البنوك مشروعات الإسكان، والصناعة، والتجارة هناك وفي أجزاء أخرى من العالم. يزور هونج كونج أكثر من مليوني سائح سنويًا. والأموال التي تدرها السياحة تدعم الاقتصاد دعمًا قويًا.

أصبحت هونج كونج مركزًا صناعيًا مهمًا منذ الخمسينيات من هذا القرن. يوجد فيها 38 ألف مصنع تقدم منتجات كثيرة ومتنوعة. وتُصدر كل منتجاتها تقريبًا ـ والتي تشكل الملابس والمنسوجات نحو 50% منها. وتُصدر أيضًا كميات كبيرة من المعدات الإلكترونية، والسلع المعدنية، ومنتجات البلاستيك.

وتُصدر هونج كونج منتجاتها بصفة رئيسية، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا، وبريطانيا، واليابان مرتبة حسب أهميتها. وتستورد كميات كبيرة من الأطعمة، والآلات، والصلب، والحديد والمواد الخام الأخرى. تستورد هذه المنتجات بصفة رئيسية من اليابان، والصين، والولايات المتحدة الأمريكية وتايوان.

تعد الزراعة نشاطًا اقتصاديًا ثانويًا في هونج كونج لذا كان عليها أن تستورد كميات كبيرة من الأطعمة لسد احتياجاتها. المنتجات الزراعية تشمل الخضراوات والطيور الداجنة والأرز. وتصطاد أساطيل الصيد في هونج كونج سمك الأنقليس، والسردين، وأنواعًا أخرى من الأسماك البحرية.

نبذة تاريخية

الأيام الأولى:

عاش الناس فيما يعرف الآن بهونج كونج منذ أقدم العصور. خضعت المنطقة للنفوذ الصيني منذ حوالي سنة 220 ق.م. وحتى القرن التاسع عشر الميلادي، كانت تتكون من مجموعة صغيرة من قرى الزراعة والصيد. استخدم القراصنة هونج كونج قاعـدة برية لهم.

السيطرة البريطانية:

حاولت الحكومة الصينية في القرن التاسع عشر أن تمنع التجار البريطانيين من تهريب الأفيون إلى الصين. وقد أدى هذا الموضوع إلى حرب الأفيون بين بريطانيا والصين في عام 1839م. وكسبت بريطانيا الحرب وتسلمت هونج كونج كجزء من معاهدة نانجنغ سنة 1842م. وفي نزاع تجاري آخر مع الصين سيطرت بريطانيا على شبه جزيرة كاولون في سنة 1860م في إطار اتفاقية أخرى لفض النزاع. وفي سنة 1898م استأجرت بريطانيا المناطق الجديدة وهي جزء من هونج كونج ـ من الصين لمدة 99 عامًا.

النمو السكاني:

كان عدد سكان هونج كونج في سنة 1842م لا يتعدى خمسة آلاف نسمة. وقد تسببت موجات الهجرة الخمس الرئيسية في الازدياد الهائل المفاجئ للسكان. بدأت الموجة الأولى للمهاجرين في سنة 1911م، أثناء الحركة التي قادها الثوريون الصينيون وأطاحوا فيها بأسرة مانشو الحاكمة وأرسوا دعائم جمهورية الصين. هاجر الكثير من الصينيين إلى هونج كونج، وبحلول عام 1915م، زاد عدد السكان إلى 500,000 نسمة.

بدأت الموجة الثانية من المهاجرين في سنة 1937م، عندما غََزَت اليابان الصين. وقتها هاجر كثير من الصينيين إلى هونج كونج حتى وصل عدد سكانها إلى 1,600,000 نسمة في عام 1939م. احتلت القوات اليابانية هونج كونج من عام 1941م إلى 1945م، وأثناء هذه الفترة انخفض عدد السكان إلى 600,000 نسمة فقط، وذلك بسبب عودة كثير من الصينيين إلى الصين.

بدأت الموجة الثالثة للهجرة سنة 1949م، عندما سيطر الشيوعيون على الصين. وأدت هذه الموجة إلى ارتفاع عدد سكان هونج كونج إلى مليونين وفي عام 1962م، وتحت تهديد خطر مجاعة عارمة في الصين، بدأت الموجة الرابعة من المهاجرين إلى هونج كونج. وبحلول سنة 1965م ارتفع عدد السكان فيها إلى أكثر من ثلاثة ملايين نسمة. اطردت الزيادة في أعداد السكان فيما بين الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين. وبالإضافة إلى ذلك حدثت الموجة الخامسة للمهاجرين في أواخر 1970م عندما فرَّ آلاف من الفيتناميين إلى هونج كونج، وقدمت الحكومة إغراءات للاجئين الفيتناميين لتقنعهم بالعودة إلى فيتنام، وبدأت بالفعل برنامجًا لترحيلهم في 1989م. واليوم يبلغ تعداد سكان هونج كونج حوالي ستة ملايين نسمة.

العلاقات مع الصين:

لم تعترف الحكومة الشيوعية رسميًا أبدًا بالسيطرة البريطانية على هونج كونج. غير أنها لم تعارض الحكم البريطاني معارضة نشطة، ربما يرجع ذلك إلى الأهمية الكبيرة لهونج كونج في الاقتصاد الصيني. فالصين تربح الكثير من بيع الأطعمة، والمياه، والمواد الخام والمواد المصنعة لهونج كونج. وتمتلك الحكومة الصينية كثيرًا من البنوك، والمحلات ذات الأقسام المتعددة والفنادق في هونج كونج. وفي الستينيات من القرن العشرين قام بعض سكان هونج كونج الصينية بمظاهرات عنيفة ضد السيطرة البريطانية، غير أن الحكومة الصينية لم تحاول استغلال هذه المظاهرات لفرض سيطرتها على هونج كونج، وانتهت حالات الشغب دون طائل.

وفي أواخر السبعينيات من القرن العشرين بدأت الصين في استثمار مبالغ كبيرة من المال في هونج كونج وذلك للمساعدة في تقوية الاقتصاد الصيني. في سنة 1984م، وبعد عامين من المفاوضات، نجحت الصين وبريطانيا في عقد اتفاق تعود بمقتضاه هونج كونج إلى الحكم الصيني بعد انتهاء فترة استئجار بريطانيا للمناطق الجديدة وذلك بحلول عام 1997م، ونص الاتفاق أيضًا على أن تصبح هونج كونج منطقة إدارية صينية ذات طابع خاص، وتكون لها السيطرة على مقدرات الحكم على أراضيها فيما عدا ما يختص بالسياسة الخارجية والدفاع اللذين تقررهما حكومة الصين. وستحتفظ هونج كونج بنظامها الاقتصادي الرأسمالي داخل النظام الاشتراكي الصيني، وأصبحت هذه الاتفاقات سارية المفعول ولمدة 50 سنة بحلول سنة 1997م. تولى تونج شي هوا رئاسة السلطة التنفيذية في هونج كونج ليصبح أول مسؤول صيني بعد فترة الاستئجار البريطانية. وكان تونج قد انتخب لهذا المنصب في 11 ديسمبر 1996م.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية