الرئيسيةبحث

سوق الأوراق المالية ( Stock exchange )



بورصة الأوراق المالية في نيويورك أكبر سوق للأوراق المالية في الولايات المتحدة، وثانية كبرى أسواق الأوراق المالية في العالم، بعد بورصة طوكيو. ومنذ تأسيسها عام 1792م نشأت حولها المصارف وأسواق المقاصة والسماسرة، والمؤسسات المالية. وتسمى شارع المال (وول ستريت) لأن ذلك هو عنوانها.
سوق الأوراق المالية سوقٌ يتمُّ فيها بيع وشراء الأسهم والسندات والأوراق والاستثمارات التي تصدرها الشركات أو الحكومات. وتُسمى أيضًا البورصة. تنقسم الأوراق المالية التي يتم تداولها في هذه السوق إلى مجموعتين: صكوك تعطي لمالكها حق ملكية جزء من الشركة التي استثمر فيها، وتُسَمّى هذه الأوراق أسهمًا أو صكوكًا ؛ أو تظهر إقراض حاملها أو مالكها وتُسَمّى تلك الصكوك سندات. ويتخذ المتعاملون بالسندات في سوق الأوراق المالية أسماء مختلفة كالسماسرة والوكلاء وصناع السوق. ويتعامل هؤلاء لصالح الشركات والحكومات والمؤسسات والأفراد.

تؤدي بورصة الأوراق المالية دورًا اقتصاديًا مهمًا يتمثل في تحويل مدخرات الأفراد واستثماراتهم إلى الشركات والحكومات، وهذه الاستثمارات تجمع التمويل اللازم لتمكن مشاريع الأعمال أو الحكومة من إنتاج السلع والخدمات التي يحتاجها الأفراد، كما تزود أسواق الأوراق المالية الشركات بالخدمات التي تساعدها على التوسع عندما تريد ذلك. ويتم تمويل التوسع بإصدار أسهم أو سندات تباع في أسواق الأوراق المالية. وتعتبر السندات الحكومية أكبر إصدار يباع في سوق الأوراق المالية. وغالبًا ما توصف هذه السندات بالسندات المذهّبة.

أنواع الأوراق المالية:

تشكل الأسهم أو حقوق الملكية غالبية ما يتم تداوله في السوق. والأسهم تُصدرها الشركات ويُسَمّى مالكوها مساهمين، والمساهمون مجتمعين هم ملاك الشركة ولهم تأثير على طريقة إدارتها. ويتمتعون بحّقٍ قانوني في التصويت على اختيار أعضاء مجلس الإدارة ولهم كذلك أن يُعيِّنوا الأعضاء الذين يُجرى بعد ذلك التصويت عليهم. وعندما تحقق الشركة أرباحاً فإنها توزع شيئًا منها على المساهمين. وهذا المبلغ يُسمّى أرباحًا موزعة. وتختلف الأرباح الموزعة من سنة لأخرى حسب القدر الذي يقرر أعضاء مجلس الإدارة الاحتفاظ به لصالح الشركة بدلاً من توزيعه على المساهمين. وتحتفظ الشركة ببعض أرباحها للتوسع أو لتمويل أبحاث تطوير منتجات جديدة. وقد يستفيد المساهمون عندما تمنحهم الشركة خصمًا خاصًا لما يشترونه منها من سلع أو خدمات.

السندات الحكومية المذهّبة:

تمثل هذه السندات ماتقترضه الحكومة من أموال تدفع عنها فوائد ثابتة ويطلق أحيانًا على القرض الحكومي اصطلاح قرض ذهبي طويل الأَجل يمكن المطالبة به (أي تسديده) بعد 15 سنة، وقد يكون قرضًا متوسط الأَجل يسدد على مدد تتراوح بين 5 و15 سنة، وقد يكون قرضًا قصير الأَجل يسدد خلال خمس سنوات، والفائدة ثابتة وتُدْفعُ سنويًا طوال مدة القرض. ويتم إصدار سندات أخرى على يد الحكومات المحلية أو المنشآت الاقتصادية الكبيرة سواء أكانت حكومية أم خاصة، ويطلق على هذه السندات اصطلاحات مختلفة.

سوق طوكيو للأوراق المالية أكبر أسواق الأوراق المالية في العالم ومن أكثرها نشاطًا، ويعود نجاحها جزئيًا إلى كونها تبدأ العمل في الصباح الباكر، وربما تؤثر أسعارها على بقية الأسواق العالمية التي تفتح فيما بعد. وقد اتصفت سوق الأوراق المالية في طوكيو بتأثرها بالأحداث العالمية تأثرًا ينعكس على أسعارها بسرعة وبشكل حاد.

المتاجرة في السوق:

يتحكّم العرض والطلب في تحديد أسعار الأسهم والسندات المعروضة في سوق الأوراق المالية كما هو الحال في أي سوق أخرى تعمل في ظل المنافسة الحرة. فعندما يكون الطلب على أسهم أو سندات شركة ما أكبر من عرض تلك الأسهم أو السندات فإن أسعارها ترتفع ويحدث العكس عندما تزداد الصكوك المعروضة عن الصكوك المطلوبة فتنخفض الأسعار. يتم الاعتماد بشكل متزايد على الحاسوب في سرعة تنفيذ عمليات شراء وبيع الأسهم. كما ساعد استخدام الحاسوب أيضًا على سرعة استجابة السوق للأحداث. فعندما تنخفض أسعار صكوك شركة ما بسبب زيادة المعروض منها فإن بعض أصحاب هذه الصكوك ربّما يعتريهم الخوف من انخفاض قيمة أسهمهم. وربّما حاول حملة الأسهم المتبقون الإسراع ببيع أسهمهم قبل أن يبدأ سعرها بالهبوط أكثر، مما يجعل الأسعار تنخفض أكثر. وقد تتسبب الشائعات في خفض أسعار الأسهم والسندات، كما قد تتأثر أسهم وسندات شركة ما بانخفاض أسعار أسهم وسندات شركة أخرى بدلاً من أن يكون السبب هو حدوث تغييرات حقيقية في قيمة الشركة المعنيّة، مما لا يجعل انخفاض أسهم شركة ما دليلاً على انخفاض أهمية الشركة.

الكلمات المتداولة في سوق الأوراق المالية:

تُسْتَخْدم الكلمات العادية في سوق الأوراق المالية بمدلولات خاصة، فمثلاً كلمات قوي وصلب وثابت تُسْتَخْدم كلها للدلالة على ارتفاع الأسعار. وكلمات أسهل وخامل وناعم ومستوٍ تُستَعمل للدلالة على انخفاض الأسعار. وتُستعمل بعض الكلمات الأخرى للدلالة على أنواع المستثمرين في السوق، فتستعمل كلمة الدب للدلالة على المستثمر الذي يبيع عندما ترتفع الأسعار على أمل شراء ما باعه عندما تنخفض الأسعار. ولذلك يُوصَف السّوقُ أحيانًا بأنه سوق الدببة عندما يحقق الدببة أرباحًا عند انخفاض الأسعار في السوق. وتستخدم كلمة الثور لوصف المستثمر الذي يشتري أوراقًا مالية على أمل أن يبيعها عندما ترتفع الأسعار ويوصف السوق بأنه سوق ثيران عندما ترتفع الأسعار ويحقّق الثيرانُ أرباحًا.

وتستخدم كلمة الوعل لوصف المستثمر الذي يساهم في شركة، على أمل أن يرتفع سعر أسهمها عندما تُطرح للتداول في السوق لأول مرة فيبيع أسهمه بسرعة ويحقق أرباحًا.

مؤشر سوق الأوراق المالية:

قد تتغيّر أسعار الأسهم بين يوم وآخر وقد لا تتغير، كما قد تتغير أسعار بعض الأسهم وتبقى أسعار أسهم أخرى ثابتة. إلا أن حركة السوق بصفة عامة مؤشر مهم للمستثمرين ؛ فعندما تزداد ثقة المستثمرين في سوق أوراق مالية فإنهم يشترون الأسهم وبالتالي ترتفع الأسعار والعكس صحيح، إذ تنخفض الأسعار عندما تقل الثقة في السوق. وتُقَاس الأسعار بما يعرف بالمؤشر، والمؤشر متوسط أسعار مجموعة من الأوراق المالية. وكل سوق مالية تُقَوّم بحساب مؤشر واحد على الأقل. ففي شارع المال (الوول ستريت) يُستخدم سوق الأوراق المالية في نيويورك معدّل داو جونز وهو أشهر مؤشر في أسواق الأوراق المالية في الولايات المتحدة الأمريكية. وكما هو الحال في أغلب مؤشرات الأسواق المالية فإن مؤشر داو جونز يعتبر مقياسًا للأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة. وفي سوق الأوراق المالية في هونج كونج يستخدم ما يُعرف بمؤشر هانج سنج، وفي سوق طوكيو للأوراق المالية يُستخدم مؤشر نيكاي لمعدَّل الأسعار وفي بورصة لندن الدولية للأوراق المالية يُستخدم مؤشر فيننشيال تايمز.

أغلب التعامل في سوق الأوراق المالية (البورصة) من شراء وبيع أصبح الآن هاتفياًًّ بعد أن كان يتم مباشرة. وفي الصورة، يظهر أحد مكاتب السمسرة في لندن يتابع الأسعار على شاشة الحاسوب، ثم يستعمل مفاتيح الحاسوب ليسجل الصفقات.

الشركات المسجَّلة:

تُعرف الشركات التي يتم قبولها للتَّداول في أي سوق للأوراق المالية بالشركات المسجلة. وتحدد القوانين في العديد من الدول الشروط الواجب توافرها في الشركة لتسجيلها ضمن الشركات التي تتداول أسهمها في سوق الأوراق المالية. وفي أسواق الأوراق المالية في بريطانيا وأيرلندا تقبل الشركات الجديدة والصغيرة تحت مايُسمّى سوق الشركات غير المسجلة. وعلى هذه الشركات أن تلتزم أيضًا بنفس المعايير. وفي كل دولة هناك جهة حكومية معنية بتنظيم أسواق الأوراق المالية والإشراف عليها ووضع الشروط الواجب توافرها في الشركات التي ترغب في تداول أوراقها المالية في السوق.

تاريخ أسواق الأوراق المالية:

تُعتبر سوق الأوراق المالية في أنتورب ببلجيكا أول سوق أوراق مالية أوروبية حيث بدأت نشاطها عام 1531م. وفي بريطانيا فإن سوق لندن للأوراق المالية التي كوّنها سماسرة لندن عام 1773م تعتبر أول سوق للأوراق المالية. وقبل ذلك التاريخ كان على من يريد التعامل في الأوراق المالية في لندن أن يبحث عن سمسار يقوم بتنفيذ ما يريد. وقد كانوا يبحثون عادةً عن السماسرة في المقاهي نظرًا لأن هؤلاء يرتادونها بكثرة. وفي نيويورك كان السماسرة يجتمعون تحت شجرة في شارع المال (الوول ستريت) وفي تلك الاجتماعات أنشأوا سوق نيويورك للأوراق المالية عام 1792م.

وفي الوقت الحالي فإن هناك أسواقًا مشهورة للأوراق المالية في أمستردام بهولندا وبروكسل ببلجيكا، وبوينس أيريس بالأرجنتين، وفرانكفورت بألمانيا، وهونج كونج، وجوهانسبرج بجنوب إفريقيا وكوالا لامبور بماليزيا ومدريد بأسبانيا وملبورن وسيدني بأستراليا، ومكسيكو سيتي بالمكسيك، وميلانو بإيطاليا، وباريس بفرنسا، وريودي جانيرو بالبرازيل، وسيؤول بكوريا الجنوبية وسنغافورة وتايبيه بتايوان وطوكيو باليابان. وتورونتو بكندا ووالنجتون بنيوزيلندا وزيوريخ بسويسرا.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية