الرئيسيةبحث

تشاد ( Chad )



تشـاد دولة إفريقية إسلامية قليلة السكان تقع في شمالي وسط إفريقيا.وهي تغطي 1,284,000 كم²، ويبلغ عدد سكانها حوالي سبعة ملايين نسمة. وعاصمتها إنجمينا وهي أيضًا أكبر مدينة.

استعمرت فرنسا تشاد عام 1920م، إلى أن نالت استقلالها عام 1960م.

تشاد دولة مغلقة لا منفذ لها على البحر. ويعيش أغلب السكان في الجزء الجنوبي الخصيب، أما معظم الجزء الشمالي من تشاد فصحراء. إن الفروق السياسية والاجتماعية والدينية بين قبائل الشمال وقبائل الجنوب، جعلت الدولة في حالة حروب أهلية مستمرة منذ منتصف الستينيات. وبسبب الحروب الأهلية، ونقص الكثير من الموارد الاقتصادية، فإنها تعدّ إحدى أكثر الدول المتخلفة في العالم.

نظام الحكم:

رئيس الجمهورية التشادي هو رأس الدولة، وينتخب الشعب الرئيس لفترة خمس سنوات. يعين رئيس الجمهورية رئيس الوزراء، ويضطلع مجلس الوزراء بتصريف أعمال الحكومة. وتسن الجمعية الوطنية (البرلمان) التي تتكون من 125 عضواً التشريعات والقوانين. ينتخب الشعب نواب البرلمان لفترة أربع سنوات. أعلى محكمة في تشاد هي المحكمة العليا. وتشاد مقسمة إلى 14 ولاية أو مقاطعة يحكم كُلا منها والٍ. والسلطة المحلية في يد الزعماء المحليين أو موظفين تعينهم الحكومة الوطنية.

واحة في صحراء تشاد الشمالية توفر الماء للبدو الرحالة وقطعان ماشيتهم. وتغطي الصحراء غالبية مساحة تشاد الشمالية، وعلى النقيض من ذلك تتوفر في الجنوب مزارع خصبة.

السكان:

ينتمي التشاديون إلى مجموعات عرقية متنوعة. والعربية والفرنسية هما اللغتان الرسميتان للدولة. ومع ذلك فإن معظم سكان تشاد يتحدثون لغاتهم المحلية، ولا يعرف القراءة والكتابة إلاّ حوالي سُدس البالغين.

يعيش ما يزيد على ثلاثة أرباع سكان تشاد في الريف (78%) ويعملون مزارعين أو رعاة. ويعيش الباقون في إنجمينا والمدن الأخرى، حيث يعمل أكثرهم مزارعين.

أغلب السكان في شمالي تشاد من العرب ذوي البشرة السمراء، أو أعضاء في مجموعة توبو العرقية الإفريقية ويعمل معظمهم في تجارة الماشية. ويسافرون في الصحراء في فرق صغيرة مع قطعان مواشيهم، ويصنعون الخيام من العصي والسجاد المنسوج.

يرتدي الرجال في شمالي تشاد ملابس فضفاضة وأغطية للرأس غالبًا، كما يلف بعض الرجال قطعًا من القماش الأبيض على وجوههم للحماية من العواصف الرملية. كما تلف النساء، أنفسهن بقطع من القماش زرقاء فاتحة أو سوداء. وأهل الشمال يربون الماشية والجمال والماعز والأغنام. واللبن واللحم أهم عناصر الغذاء الرئيسية. كما يأكل الشماليون التمور والخضراوات التي تزرع في الواحات والقرى. واللغة العربية أكثر اللغات انتشارًا في الشمال كما أن معظم السكان مسلمون. ويلتحق بالمدارس أقل من عُشر الأطفال في سن المدرسة. ومعظم السكان في جنوبي تشاد إفريقيون سود من مجموعات عرقية متنوعة. أكبر هذه المجموعات، السارا وتعيش أساسًا في أقصى الجنوب.

قرية في تشاد الجنوبية فيها أكواخ دائرية بنيت من القش وأغلب الناس الذين يقطنون في الجنوب هم من المزارعين الذين يزرعون القطن وأنواعًا مختلفة من المحاصيل الغذائية.
يزرع سكان الجنوب القطن وأنواعًا عديدة من المحاصيل الغذائية. ومعظمهم مزارعون مستقرون، والمحصول الرئيسي النقدي هو القطن. ويعيش المزارعون في أكواخ دائرية مبنية إما من الطوب اللبِن أو الطين المجفف وتُسقف بالقش. وبعض الأكواخ مبنية من القش فقط. يرتدي الرجال عادة سراويل من القطن أو سراويل قصيرة وقمصانًا فضفاضة. ولكن النساء عادة يرتدين ملابس ذات ألوان زاهية وثوبًا هو عبارة عن قطعة واحدة من القماش.

تتكون وجبة سكان الجنوب أساسًا من الدخن والذرة الرفيعة والأرز. وقد تحتوي الوجبات أحيانًا على الخضراوات والسمك أو اللحوم.

وتعتبر لغة سارا، أكثر اللغات انتشارا في الجنوب، ولكن هناك لغات أخرى كثيرة. ويعتنق أغلب السكان في الجنوب ديانات إفريقية تقليدية، لكن كثيرًا منهم اعتنق النصرانية على أيدي المنصِّرين، الذين أدخلوا النصرانية في البلاد، وبدأوا أيضاً النظام التعليمي في المدارس.

ساعد انتشار التعليم في الجنوب على أن يكون لسكان هذا الإقليم السيطرة والسيادة في تشاد. ويتركز حوالي 80% من مدارس تشاد الابتدائية والثانوية في مناطق يعيش فيها الذين يتكلمون لغة السارا. وأغلب رجال الأعمال والمدرسين والحرفيين وموظفي الحكومة، يأتون أيضا من تلك المنطقة. كما يحتوي الجنوب أيضا على معظم مدن تشاد ومصانعها.

لقد أدت الفجوة في التعليم، والنمو الاقتصادي بين سكان الشمال وسكان الجنوب إلى زيادة الصراع بينهما.

يعتقد سكان الشمال، بأنهم لايحظون بنفس الفرص التي تتوافر لدى سكان الجنوب.

أيقونة تكبير خريطة تشاد

السَّطح والمناخ:

يتكون معظم القطر من أرض صحراء جافة، وهضاب صخرية. وسلسلة جبال تبستي في شمال غربي تشاد بها أعلى قمة في البلاد وهي قمة جبل إمي كوسي. ويبلغ ارتفاع الجبل 3,415م فوق مستوى سطح البحر. وتعزل مساحة كبيرة من السافانا في وسط تشاد الصحراء الشاسعة في الشمال، والتي تشكل جزءًا من الصحراء الكبرى عن منطقة صغيرة خصيبة جدًّا في الجنوب.

الاقتصاد:

تشاد دولة نامية، بها مصادر طبيعية قليلة، ومعظم الأراضي شمالي تشاد غير صالحة للزراعة. ومع ذلك، فإن مستودعات النطرون الطبيعي غربي البحيرة واليورانيوم في الشمال، لهما قيمة اقتصادية. ومخزون البترول في منطقة البحيرة وفي الجنوب ربما يكفي يومًا ما للوفاء بمعظم متطلبات الدولة من الطاقة. يعمل 90% من التشاديين في الزراعة التقليدية والصيد وتربية الماشية. ويشكل الرعاة في الشمال 20% من هذه النسبة.

تشكل زراعة القطن المحصول الرئيسي في البلاد بالإضافة إلى الدخن، والذرة الرفيعة والفول السوداني والأرز. ولقد تسببت المواسم الجافة القاسية في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات وبداية الثمانينيات في تدمير المحاصيل والمواشي، وفي كثير من الوفيات. كما أن الصيد في نهري شاري ولوجون وبحيرة تشاد يعد نشاطًا موسميًا.


سوق في إنجمينا يعرض ملابس بألوان جذابة للبيع، وإنجمينا عاصمة تشاد وكبرى مدنها، وأيضًا مركز لمعظم أنشطة البلاد التجارية.
ليس في تشاد إلا القليل من الصناعات، فهناك مصانع للمشروبات والمنسوجات ومصانع للسجائر، والصابون، وشركات للبناء، والطواحين التي تصنّع الفول السوداني والقطن وزيت بذور القطن، وتتركز هذه الصناعات في إنجمينا والمدن الجنوبية البعيدة، إلا أن الحرب الأهلية عطلت معظم هذه الصناعات عن العمل الأمر الذي أدى إلى تناقص صادرات البلاد بصورة كبيرة. وظل الاقتصاد ضعيفًا حتى بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في 1987م. ومن عوائق التقدم الاقتصادي في تشاد، سوء سبل النقل والمواصلات بحيث لايوجد سكك حديدية، كما أن أغلب الطرق البرية غير مرصوفة. ويمتلك أقل من 1% من السكان سيارة. ويوجد في إنجمينا مطار دولي، كما توجد خدمات هاتفية وبرقية وبريدية محدودة. أما بالنسبة للصحف فتوجد صحيفتان: الوطني الأسبوعية، والنشرة الحكومية. يمتلك كل أربعة من التشاديين جهاز مذياع (راديو) واحد، بينما يمتلك، في المتوسط، كل 850 تشاديًا جهاز تلفاز واحد.

تستورد تشاد معظم بضائعها من فرنسا. وتقدم فرنسا وأمريكا مساعدات اقتصادية ومعونات غذائية لتشاد. بالإضافة إلى دول ومنظمات أخرى مهتمة بتشاد.

نبذة تاريخية:

لايُعرَف إلا القليل عن التاريخ القديم لتشاد، وقد اكتُشِفَت بقايا لحضارات قبل التاريخ في بعض المناطق مثل تبستي، وبوركوا، وإنيدي في شمالي تشاد. إن النقوش الصخرية والرسوم التي ترجع إلى 5000 ق.م، توضح مناظر عن الصيد والرعي. والأدوات البدائية التي وجدت حول بحيرة تشاد تشير إلى وجود شعوب سكنت المنطقة وكانت تعتمد على تربية الماشية وذلك نحو سنة 500 ق.م. أدى تطوير طرق التجارة الإفريقية إلى وجود مملكة تسمى كانم شمال شرقي بحيرة تشاد في عام 700م. وقد حكمت مجموعة من الملوك من أسرة صفوا تشاد هذه المملكة لمدة 1000 عام. وقد دخل الإسلام تشاد حوالي عام 1100م.

ولقد نمت وتطورت مملكتا باغِرمي وودّاي. بالقرب من كانم في القرن السادس عشر والسابع عشر الميلاديين. أصبحت الممالك الثلاث قوية ومزدهرة بالمتاجرة في البضائع والرقيق.

طالب الفرنسيون بتشاد، وتجولوا في أرجائها في أثناء ثمانينيات و تسعينيات القرن التاسع عشر. ثم أصبحت مستعمرة فرنسية عام 1920م. وكانت جزءًا من منطقة تسمى إفريقيا الاستوائية الفرنسية.

عانى شعب سارا أكثر من أي مجموعة أخرى تحت الحكم الاستعماري، وقتل الكثير منهم في الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918م)، والثانية (1939 - 1945م). وأُرسل الآلاف للعمل في السكك الحديدية فيما يعرف الآن بالكونغو، ولم يرجع منهم أحد. وعندما صارت تشاد مستقلة عام 1960م، تولَّت السلطة حكومة يسيطر عليها السارا، وأصبح أول رئيس لتشاد فرانسوا طمبلباي، الذي ينتمي إلى مجموعة قبائل السارا.

وفي عام 1962م، شكلت مجموعة من الشماليين منظمة ثورية تسمى جبهة التحرير الوطنية، كان أغلب قادتها من المسلمين. واندلعت الحرب بينها وبين الحكومة في منتصف الستينيات مما دعا الحكومة لأن تستنجد بفرنسا عسكريًا. وفي عام 1971م، بدأت المنظمة تتلقى مساعدات عسكرية من ليبيا. وفي عام 1973م، احتلت القوات الليبية منطقة تسمى شريط أوزو على حدود تشاد الشمالية وهي منطقة يُعتقد أن بها يورانيوم، واعيدت المنطقة إلى تشاد عام 1994م.

قُتل الرئيس طمبلباي في عام 1975م. علي يد الوحدات العسكرية. وأصبح فيليكس مالوم رئيسًا للنظام العسكري الجديد. استمرت الحرب إلى أن استولى الثوار على نصف الجيش التشادي عام 1978م. ثم تشكلت عندئذ حكومة جديدة بها عدد متساٍو، يمثلون الشمال والجنوب وأصبح فيها حسين حبري رئيسا للوزراء.

لم تحل الحكومة الجديدة مشاكل تشاد، لذلك هرب الرئيس مالوم عام 1979م.، وتصارعت بعد ذلك مجموعتان من القوات الثائرة علي السلطة، تنتمي إحداها لحبري الذي كان في ذلك الوقت وزيرًا للدفاع. ورأس المجموعة الأخرى الرئيس الجديد جيكوني عويضي. الذي تلقى دعمًا من ليبيا. وفي عام 1980م، هُزم الجيش بقيادة حبري واستولى جيكوني على السلطة، وظلت القوات الليبية في تشاد حتى عام 1981م، عندما طالبها جيكوني بالرحيل. وقد حلت قوات حفظ السلام من منظمة الوحدة الإفريقية محل القوات الليبية، ولكنها فشلت في أن تمنع قوات حبري من الدخول ثانية إلى إنجمينا.

وفي يونيو 1982م، أطاح الجيش بقيادة حبري بحكومة جيكوني الذي هرب، كما انسحبت قوات حفظ السلام الإفريقية وصار حبري رئيساً، ولكن جيكوني عاد مع قوات من ليبيا.

وفي عام 1983م، أرسلت فرنسا قوات ومعدات عسكرية لدعم حكومة حبري. ولكن قوات جيكوني والقوات الليبية أحتلت شمالي تشاد بينما سيطرت قوات حبري على إنجمينا.

وفي عام 1986م، اندلع الصراع بين قوات جيكوني وحلفائهم الليبيين. واتحدت قوات جيكوني مع قوات حبري، وهاجم حبري الليبيين. وفي عام 1987م، انسحب الليبيون من كل تشاد فيما عدا شريط أوزو، ووافقت الدولتان على الهدنة في أواخر عام 1987م. لكن استمر الصراع قائمًا بينهما على ذلك الشريط حتى فصلت محكمة العدل النزاع لصالح تشاد، وأعيد الشريط في 1994م لتشاد.

في ديسمبر 1990م، استطاعت مجموعة ثورية تسمى حركة الإنقاذ الوطنية من إقصاء حكومة حبري. وقامت هذه المجموعة بتشكيل حكومة جديدة برئاسة إدريس دبي. وفي عام 1993م، عقد مؤتمر ضم كافة الأحزاب والفعاليات السياسية، وتم تشكيل حكومة مؤقتة. وفي عام 1996م، أقرت تشاد دستوراً جديداً، وأجريت انتخابات رئاسية. وفي عام 1997م، أجريت انتخابات برلمانية، وظل إدريس دبي رئيساً للبلاد.

★ تَصَفح أيضًا: الإسلام ؛ القذافي، معمر محمد ؛ تشاد، بحيرة ؛ إنجمينا ؛ منظمة الوحدة الإفريقية.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية