القذافي، معمر محمد ( al- Qadhafi, Mu'ammar Muhammad )
العقيد معمر القذافي |
كان معمر محمد القذافي على رأس تنظيم الضباط الوحدويين الأحرار الذي أنهى الملكية في ليبيا وأعلن عن قيام الجمهورية العربية الليبية. رقي القذافي إلى رتبة عقيد ثم عين رئيسًا لمجلس الثورة ورئيسًا للوزراء وقائدًا عامًا للقوات المسلحة حتى مارس 1977م حين عيّنه مجلس الشعب العام المنعقد في سبها أمينًا عامًا لمؤتمر الشعب العام، وأعلن عن تغيير اسم الجمهورية العربية الليبية إلى الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية. وطرح القذافي ما أطلق عليه النظرية العالمية الثالثة التي أورد شرحها في الكتاب الأخضر، وأعلن أن الهدف من الكتاب الأخضر هو تقديم الحلول للمشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها المجتمع الليبي.
عمل القذافي على تنمية ليبيا في قطاعات الزراعة والإصلاح الزراعي واستغل عائدات النفط في إنشاء كثير من المدارس والمستشفيات وتقديم الخدمات المجانية لكل المواطنين وتنفيذ مشروع النهر العظيم وهو خطة طموحة لنقل الماء العذب من قلب الصحراء إلى مدن الساحل.
عمل القذافي منذ بداية الثورة على إزالة القواعد الأجنبية ؛ ففي مارس 1970م، دخل في مفاوضات مع المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين كانت نتيجتها إزالة القواعد البريطانية من بنغازي وقاعدة العظم وطبرق كما سلّم الأمريكيون قاعدة هويلس بعد ثلاثة شهور.
وفي المجال العربي، أُعلن عن قيام القذافي بمحاولات وحدوية مع العديد من الدول العربية ولكن تلك المحاولات لم تترجم إلى واقع عملي. ومن تلك المحاولات على سبيل المثال: 1- ميثاق طرابلس (ديسمبر 1969م) وكان هدفه التنسيق الوحدوي بين ليبيا ومصر والسودان. 2- إعلان بنغازي (سبتمبر 1971م) وكان هدفه إقامة اتحاد الجمهوريات العربية بين ليبيا ومصر وسوريا. 3- إعلان الوحدة بين مصر وليبيا (1972م). 4- إعلان الوحدة مع سوريا (1980م). 5 - إعلان الاتحاد بين المغرب وليبيا. 6- الاتحاد المغاربي مع دول المغرب العربي (1989م).
وفي المجال الدولي، وقفت ليبيا عام 1980م إلى جانب حكومة جيكونو عويدي في تشاد وأرسلت جيشها لتقديم الدعم له، إلا أن هذه القوات انسحبت من تشاد عام 1981م بطلب من الرئيس التشادي. أما علاقات ليبيا مع الولايات المتحدة فقد زادت توترًا عام 1980م عندما قامت القوات الأمريكية باستفزازات في خليج سرت فقامت القوات الليبية بإطلاق قذائفها عليها. وردت الولايات المتحدة على هذا الحادث وعلى حادث انفجار في أحد النوادي الليلية في برلين ادعت تورط ليبيا فيه. وتجدد النزاع في أوائل 1989م حين اتهمت الولايات المتحدة ليبيا بالتورط في إسقاط طائرتين أمريكيتين فوق البحر المتوسط. وبلغ التوتر بين الدولتين أوجه إثر اتهامات الولايات المتحدة لليبيا بتفجير الطائرة الأمريكية التي سقطت عام 1988م فوق لوكربي بأسكتلندا. ونتج عن ذلك فرض عقوبات دولية على ليبيا، ومحاصرتها اقتصاديًا مما ترك أثرًا سيئًا على الوضع الاقتصادي الليبي، وبالتالي على مجمل مسيرة التنمية في هذا القطر، مما أوجد وضعًا مأساويًا لا يزال يلقي بظله على حياة الشعب العربي الليبي. وبعد أن أصدرت محكمة العدل الدولية بلاهاي في فبراير 1998م تأكيد اختصاصها بالنظر في قضية لوكربي، تبين للعالم تسرع مجلس الأمن في اتخاذ قرارات العقوبات ضد ليبيا بل وتبين، أيضًا، عدم التنسيق بين مؤسسات الأمم المتحدة وهذا ما ظلت تؤكده ليبيا منذ عام 1989م. وفي أبريل 1999م، سلمت ليبيا مواطنيها المتهمين في عملية تفجير الطائرة الأمريكية الأمين خليفة فحيمة وعبد الباسط المقراحي وتمت محاكمتهما في هولندا بوساطة محكمة أسكتلندية خاصة. وفي يناير 2001م، برأت المحكمة فحيمة وحكمت على المقراحي بالسجن مدى الحياة، وقد استأنف المقراحي الحكم. رفعت الأمم المتحدة عقوباتها على ليبيا مؤقتاً في العام نفسه.
نادى القذافي بالوحدة العربية وأعلن عن تمسكه بالدين الإسلامي وانتقد الشيوعية والرأسمالية على حد سواء وساند بعض الحركات الثورية في العالم وخاصة منظمة التحرير الفلسطينية.
وطد القذافي علاقاته بالدول الإفريقية خاصة بعد موقفها الجماعي من العقوبات الدولية، ونادى بقيام الولايات المتحدة الإفريقية عام 2000م. وفي القمة الإفريقية الاستثنائية التي عقدت في سرت بليبيا بدعوة من الرئيس القذافي أعلن عن قيام الاتحاد الإفريقي في الأول من مارس 2001م.