الرئيسيةبحث

النمسا ( Austria )



قرية مثيرة للإعجاب في أحد أودية الألب غربي النمسا. إلى اليمين، بقايا قلعة تطل على القرية والمزارع القريبة منها. تغطي قمم الألب الثلجية وسفوحها أغلب مساحة النمسا.
النمسا بلد صغير في وسط أوروبا معروف بمناظره الجبلية الجميلة ؛ فجبال الألب وتلالها المنخفضة تمتد عبر أجزائه الغربية والجنوبية والوسطى، وتفصل بينها الوديان الخضراء الواسعة، كما أن في النمسا بحيرات صافية، وتغطّي الغابات الكثيفة معظم أراضيها.

والنمسا تفتقر إلى خط ساحلي، ولها حدود مشتركة مع سويسرا ولختنشتاين، في الغرب، وألمانيا،وسلوفاكيا والجمهورية التشيكية في الشمال، والمجر في الشرق، وسلوفينيا، وإيطاليا في الجنوب. وعاصمة النمسا هي مدينة فيينّا الواقعة على نهر الدانوب في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد.

أهل النمسا حضريون يعيش معظمهم في المدن، وتضم فيينا العاصمة خُمس السكان، والنمساويون إلى جانب حبهم للطعام الجيد، والرياضة، والفن، فخورون جدًا بأن بلدهم كان ـ لوقت طويل ـ مركزًا ثقافيًا رائدًا في أوروبا، وأنه لازال يجذب إليه ملايين السياح كل عام وذلك بفضل منشآته الثقافية وإمكانات الرياضة الشتوية فيه، وفوق هذا وذاك، مناظره الطبيعية الخلابة.

تمتعت النمسا بمركز مرموق في أوروبا أيام حكم عائلة هابسبيرج، الذي بدأ في أواخر القرن الثالث عشر الميلادي، وانتهى بنهاية الحرب العالمية الأولى، حيث صارت النمسا بعد ذلك بلدًا جمهوريًا. وشهدت خلال حكمها الجمهوري فترة طويلة من المصاعب الاقتصادية، والقلاقل السياسية، انتهت بدخول الجيش الألماني فيها عام 1938م وجعلها جزءًا من ألمانيا، ولم تعد إلى وضعها الجمهوري إلاّ بعد نهاية الحرب العالمية الثانية (1939-1945م)، فشهدت في الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي نهضة صناعية، واقتصادية، واستقرارًا سياسيًا، وتقف اليوم بلدًا محايدًا، ومركزًا لالتقاء وتبادل الأفكار وملاذًا كان يلجأ إليه الفارون من الدول الشيوعية، مثل ألمانيا الشرقية (سابقًا)، أو المجر وهم في طريقهم إلى بلدان أخرى غير شيوعية.

نظام الحكم

النمسا جمهورية فيدرالية تضم تسعة أقاليم هي: بيرجينلاند، وكارنيثيا، والنمسا السفلى، وسالزبيرج، وستيريا، وتايرول، والنمسا العليا، ومدينة فيينا، وفورارلبيرج. ويحكم النمسا دستور أُجيز عام 1920م، ويقضى بحق كل شخص يبلغ سن التاسعة عشرة في التصويت.

الرئيس:

هو رأس الدولة، وينتخبه مجموع السكان لفترة ستة أعوام، ويجوز انتخابه لأكثر من فترة، ولكن ليس لأكثر من فترتين متتاليتين، وواجباته تشريفية، مثل تعيين السفراء، وهو القائد العام للقوات المسلحة، ولكن ليس له حق إعلان الحرب، وكذلك لا يحق له استعمال الفيتو ـ حق النقض ـ ضد القوانين التي يجيزها البرلمان.

مبنى البرلمان في فيينا مكان اجتماع المجلسين التشريعيين. يعود تاريخ المبنى المقام على النسق الإغريقي العتيق إلى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.

المستشار ومجلس الوزراء:

هما اللذان يديران الحكومة النمساوية، فالمستشار هو رئيس الوزراء، وهو رأس الحكومة، وزعيم الحزب الحائز على الأغلبية في المجلس الوطني، وعلى هذا الأساس، يتم تعيينه من قِبل الرئيس الذي يعين أيضًا الوزراء، ولكن بناءً على توصية رئيس الوزراء. ومجلس الوزراء مسؤول عن وضع وتنفيذ سياسات الحكومة، ويخضع لمساءلة المجلس الوطني الذي يتمتع بحق حجب الثقة عنه إذا رأى داعيًا لذلك، وتجرى انتخابات جديدة في مثل هذه الحالة غالبًا.

البرلمان:

يتكون البرلمان من مجلسين، المجلس الوطني، والمجلس الفيدرالي (البندسرات، الأول يتألف من 183 عضوًا منتخبًا من قِبل مجموع السكان ولمدة أربعة أعوام. وللمجلس الحق في أن يحل نفسه، كما لرئيس الجمهورية حق حله بتوصية من رئيس الوزراء.

أما المجلس الفيدرالي الأعلى، فيضم 63 عضوًا منتخبين من قبل المجالس التشريعية للأقاليم النمساوية التسعة، ويتم تمثيل كل مجلس بحسب عدد سكان إقليمه.

تنقسم النمسا إلى تسعة أقاليم.

الحكومة الإقليمية والحكومة المحلية:

لكل سكان إقليم الحق في انتخاب مجلس تشريعي لمدة أربع إلى ست سنوات، ويتم اختيار حاكم الإقليم من قِبل هذا المجلس. والإقليم مقسم إلى وحدات محلية (كوميونات)، قد تبلغ أحيانًا نحو 2,320 وحدة، ولكل وحدة الحق في انتخاب مجلسها الحاكم الذي ينتخب بدوره واحدًا منه ليكون عمدة لهذه الوحدة، يدير شؤونها. ولفيينّا وضع مميز، فهي إقليم ووحدة في الوقت نفسه، ومجلس وحدتها هو مجلسها التشريعي، وعمدتها هو حاكمها.

الأحزاب السياسية:

الحزبان الرئيسيان اللذان يتبادلان الأغلبية في المجلس الوطني هما: حزب الشعب المحافظ، وحزب الأحرار الاشتراكي، وهناك حزب ثالث هو حزب الحرية، ولكنه لا يحظى إلا بنسبة ضئيلة في المجلس.

المحاكم:

المحكمة العليا في النمسا هي أعلى هيئة قضائية، تنظر في الاستئناف في كل القضايا المدنية والجنائية التي تأتيها من محاكم الاستئناف الأربع في البلاد، كما أن في النمسا محاكم أخرى كمحاكم الأحداث، ومحاكم شؤون العمل، ومحاكم القضايا الإدارية والدستورية.

القوات المسلحة:

عددها 55 ألف مقاتل، ونظام الخدمة العسكرية الإلزامية مطبق في النمسا، إذ على كل الذكور البالغين من العمر 18 عامًا أداء تلك الخدمة لمدة لا تقل عن ستة أشهر.

السكان

مدينة فيينا القديمة العاصمة وأكبر المدن بها مبان جميلة. بني هذا النصب التذكاري تخليدًا لذكرى طاعون اجتاح فيينا في 1679م.

عدد السكان وأصولهم:

استوطنت النمسا عبر تاريخها مجموعات من السكان، اختلطت فيما بينها مكونة بذلك سلالة النمساويين الحاليين، فقد سكنها قديمًا السلتيّون، والرومان، ثم جاء من بعدهم الآسيويون، ومجموعات جرمانية، ومجريون. وفي القرن الرابع عشر الميلادي، أتاها الإيطاليون، والسلافيون، ثم تلتهم في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين مجموعات من الفارين من تشيكوسلوفاكيا (سابقًا) والمجر ونتج عن هذا الخليط من المهاجرين صعوبة وجود من يقال عنهم إنهم نمساويون أصليون، فهناك من النمساويين الطويل النحيف ذو البشرة البيضاء والعيون الزرقاء والشعر الأشقر، ومنهم القصير البدين ذو البشرة الداكنة، والعيون السوداء، والشعر الأسود، ومنهم غير هذا وذاك.

سكان النمسا نحو 8,148,000 نسمة، يعيش معظمهم في النمسا السفلى ـ أي في الجهات الواقعة شرقي وجنوبي نهر الدانوب، ويعيش أكثر من نصف السكان (65%) في المدن، ففي فيينا، يوجد نحو خُمس السكان (1,539,858نسمة)، وتضم كل واحدة من مدن النمسا الأربع الكبرى: جراز، وإنسبروك، ولينز، وسالزبيرج أكثر من 100 ألف نسمة.

اللغة:

الألمانية لغة البلاد الرسمية، ويتحدثها 98% من السكان، كما أن بعضهم يتحدث لهجات ألمانية مختلفة، ولغات أخرى، فمثلاً، يوجد في إقليم بيرجينلاند نحو 24,500 شخص يتحدثون اللغة الصربية ـ الكرواتية، وآخرون يتحدثون اللغة المجرية، ونحو 20 ألف نسمة في إقليم كارنيثيا يتحدثون اللغة السلوفينية، وهناك مجموعات صغيرة في فيينا تتحدث اللغة التشيكية، أو السلوفينية.

خبَّازون نمساويون يقومون بإعداد بعض الفطائر التي تشتهر بها النمسا.

أنماط المعيشة:

يعيش معظم النمساويين في عمارات سكنية من أربعة أو خمسة طوابق، أو في شقق، أو بيوت عائلية، وأحيانًا في شاليهات (خشبية)، أما معمار وهندسة هذه المباني فيختلف من منطقة لمنطقة.

لا يختلف ملبس أهل النمسا عن ملبس بقية أهل أوروبا الغربية، غير أنهم يلبسون في بعض المناسبات القومية ملابسهم الوطنية الزاهية الألوان، التي تسمى أحيانًا بالدرندل.

يتكون طعامهم من اللحم ومشتقاته أساسًا، والبطاطس والخبز، وطريقة طهيهم متأثرة بالطريقة التشيكية، وأحيانًا بالألمانية والمجرية. وقد اشتهروا بصنع الحلويات والكعك، وشرب الجعة مع وجباتهم.

لأهل النمسا أعيادهم وعطلاتهم الخاصة، ويرجع بعضها إلى ماقبل العهد النصراني، من ذلك الاحتفال الذي يقام في إقليم تايرول في بداية فصل الربيع بغرض طرد أرواح فصل الشتاء الشريرة في زعمهم، إذ يلبس الأهالي ملابس وأقنعة خاصة، ويسيرون في الطرقات وبأيديهم العصي يلوحون بها في الهواء لإخافة وطرد تلك الأرواح.

الرعاية الاجتماعية:

تقدِّم الحكومة عن طريق برنامج للتأمين الاجتماعي القومي خدمات عدة لمواطنيها، في حالات العجز عن العمل، والولادة، والشيخوخة، والمرض والبطالة، كما يتمتع النمساويون ببرنامج للضمان الصحي، وبساعات عمل محددة، وعطلات سنوية.

احتفال قديم في تايرول يقام في بداية فصل الربيع. في هذا الحفل، يرتدي الناس ملابس غريبة وأقنعة ويستخدمون العصي لطرد الأرواح الشريرة.

الترويح:

يحب النمساويون الحياة في الهواء الطلق، وقد وجدوا في غابات بلادهم الكثيرة، وبحيراتها، وجبالها، ومناخها فرصًا جيدة لممارسة عدد من ضروب الرياضة، مثل رياضة التزلج على الجليد، والتزحلق على الثلج، ولعب الهوكي وغير ذلك من صنوف الرياضة الشتوية. ويمارسون كذلك ضروبًا أخرى من الرياضة في فصل الصيف، مثل ركوب القوارب، والسباحة، وصيد السمك، والتزحلق على الماء، وكرة القدم... إلخ. وهم إلى جانب حبهم للرياضة، معروفون بحبهم للفن، ومشاهدة عروض الباليه، والحفلات.

التعليم:

يعرف كل النمساويين البالغين القراءة والكتابة، ويعتبر دخول الأطفال ـ من سن السادسة إلى الخامسة عشرة في المدارس ـ أمرًا إجباريًا، بعضهم يدخل المدارس الحكومية المجانية، وبعضهم يدخل المدارس الخاصة، والحد الأدنى في البرنامج الدراسي هو أن يقضي التلميذ ثماني سنوات في المدارس الأولية، وسنةً في المدارس المهنية أو الفنية، أما الطلاب الذين يودون الالتحاق بالجامعة فعليهم: 1- الدراسة أربع سنوات في المرحلة الأولية وتسع سنوات في المرحلة الثانوية ؛ أو 2- ثماني سنوات في المرحلة الأولية، وسنة تمهيدية وأربع سنوات في المرحلة الثانوية ؛ أو 3- ثماني سنوات في الابتدائية وخمس سنوات في المدارس المهنية. وبالنمسا اثنتا عشرة جامعة، أكبرها جامعة فيينا. كما أن بها ست كليات للفنون الجميلة.

الدين:

نحو 90% من سكان النمسا روم كاثوليك، ونحو 6% فقط بروتستانت، أما البقية فينتمون إلى ديانات أخرى، وليس في النمسا تضييق على ممارسة الشعائر الدينية، كما أن الحكومة تدفع للكنيسة إعانة مالية بموجب اتفاقية بينها وبين البابا في روما.

دار الأو برا في فيينا

الفنون:

كانت النمسا منذ عهد طويل أحد المراكز الثقافية الكبرى في أوروبا، ولها إنجازات بارزة في مجال المعمار، والأدب، وفن الرسم، ولعل أشهر وأهم إسهاماتها كان في مجال الموسيقى.

الموسيقى. أنجبت النمسا عدة مؤلفين موسيقيين بارزين، منهم جوزيف هايدن الذي أدى دورًا بارزًا في جعل السيمفونية إحدى أهم العناصر في التأليف الموسيقي في أواخر القرن الثامن عشر، وأوائل القرن التاسع عشر الميلاديين. ومنهم أيضًا فولفغانغ أماديوس موزارت الذي أبدع تحفًا موسيقية في مجالات عدة، إذ يعد الكثيرون مسرحيته الغنائية أوبرا دون جيوفاني، أشهر مسرحية غنائية شهدها العالم.

ومنهم أيضا فرانز شوبرت الذي ألف أكثر من 600 أغنية، أشهرها آفي ماريا، ومن هي سيلفيا اللتان تعدان من أجمل الأغنيات المكتوبة. وهناك مؤلفون موسيقيون آخرون، لعل من أهمهم أرنولد شوينبرج الذي صار من أكثر المؤلفين الموسيقين ثورية في أوائل القرن العشرين الميلادي لابتداعه أسلوبًا جديدًا في التأليف الموسيقي، وهو ماعرف بأسلوب الاثنتي عشرة نغمة.

ولازالت النمسا تسهم في مجال الموسيقى إسهامات جمة، فجوقة غلمان فيينا، ومسرحها الغنائي الكبير، ومهرجان سالزبيرج الموسيقى، وفرقها الموسيقية المتعددة أكسبتها شهرة عالمية.

المعمار. توجد في النمسا أحسن الأمثلة للمعمار المبهرج، ذي الطابع الزخرفي المعروف، وهو واضح في كنيسة القديس تشارلز في فيينا، وقد تطور هذا النوع من المعمار وازدادت الزخرفة فيه فيما عُرف بمعمار الروكوكو، وقد شهد القرن العشرون الميلادي محاولات لتبسيط الفن المعماري النمساوي، ولكنها لم تَرُق أهل النمسا، مثل محاولات أدولف لوس، التي أثرت في أماكن أخرى من أوروبا.

الأدب. النمساويون مولعون بالمسرح ـ ولذا كان معظم كتابهم من المسرحيين، من أمثالهم فرانز جريلباتزر الذي كتب في القرن التاسع عشر معتمدًا على تراث المسرح الألماني الكلاسيكي، وعلى حيوية الدراما الشعبية النمساوية. وقد اهتم كتاب القرن التاسع عشر والعشرين الميلاديين بإبراز الجانب النفسي للعواطف البشرية في كتاباتهم، من أمثال هوفشارد شنتزلر، ومن أهم كتاب النمسا في القرن العشرين استيفان زفايج.

التصوير التشكيلي. كان جوستاف كلمت في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين الميلاديين من أشهر رسامي النمسا، فقد حاول في معظم أعماله الفنية اكتشاف الطبيعة البشرية، وكذلك التعبير عن مشاعره الخاصة، وقد عكست أعماله تلك وأعمال تلاميذه من بعده مدرسة فنية عرفت في أوائل القرن العشرين الميلادي بالمدرسة التعبيرية.

السطح والمناخ

أيقونة تكبير خريطة النمسا
تغطي الجبال ثلاثة أرباع مساحة النمسا، فجبال الألب تمتد عبر الأجزاء الغربية والجنوبية والوسطى من البلاد، وتوجد في الشمال منطقة جبلية منفصلة تسمى هضبة الجرانيت، ويبلغ ارتفاع جبل جرو سجلوكنر، وهو أعلى قمة جبلية في النمسا 3,797م فوق سطح البحر.

نهر الدانوب هو أطول أنهار النمسا، إذ ينساب لمسافة 350 كم من الغرب إلى الشرق، وتصب فيه معظم الأنهار الأخرى، أما أكبر البحيرات فهي بحيرة نيوزيدلر التي تغطي نحو 132كم² من مساحة النمسا، ويقع جزؤها الباقي في المجر.

بحيرة جروندل تقع في جبال الألب الجيرية الشمالية.

الأقاليم الطبيعية:

في النمسا ستة أقاليم طبيعية:

هضبة الجرانيت. وتقع في أقصى الشمال، وهي تلال وجبال جرانيتية مغطاة جزئيًا بغابات كثيفة.

الأراضى الأمامية الشرقية. تقع جنوبي الهضبة الجرانيتية وهي في جزئها الشمالي أراض منخفضة تعرف بحوض فيينّا، وهي ذات أراض خصبة ومن ثم تشمل المنطقة الزراعية الرئيسية في البلاد، وجزؤها الجنوبي تلال وأودية فسيحة تنبسط في اتجاه الشرق.

أراضى الألب الأمامية. تقع جنوبي هضبة الجرانيت وغربي الأراضي الأمامية الشرقية، وهي في معظمها تلال وجبال منخفضة.

إقليم الألب الجيري الشمالي. يقع في الجنوب والجنوب الشرقي من أراضي الألب الأمامية وهو ذو جبال جيرية، وهضاب عالية، ومنحدرات مغطاة بالغابات، به بحيرات عدة.

إقليم الألب الأوسط. ذو جبال جرانيتية وشبه جرانيتية، وبه أعلى جبال النمسا التي تغطي قممها الثلوج.

إقليم الألب الجيري الجنوبي. يقع جنوبي الألب الأوسط، وتفصل بينهما سلسلة من الوديان، وهو شبيه في طبيعته الأرضية بإقليم الألب الجيري الشمالي.

المناخ:

في النمسا أربعة فصول مناخية واضحة المعالم، ومناخها يتأثر بالرياح الغربية والشرقية، فالمناطق الوسطى والغربية تتأثر بالرياح الدافئة والرطبة التي تهب شرقًا من المحيط الأطلسي وتسبب الأمطار والجليد والرطوبة، وتجعل درجات الحرارة معتدلة طوال أيام العام، أما الرياح التي تهب من السهول الآسيوية فهي جافة حارة صيفًا، وباردة شتاءً، وتؤثر على الجهات الشرقية من النمسا، كما أن المناخ يتأثر في بعض الأماكن بعلو أو انخفاض الأرض، وبهبوب الرياح المحلية، الجافة والدافئة. وتتراوح درجات الحرارة في النمسا بين -3°م في يناير، و19°م في يوليو، كما أن معدل الأمطار يبلغ نحو 65سم في العام.

الاقتصاد

الناتج الوطني الإجمالي للنمســـا بلغ الناتج الوطني الإجمالي للنمسا سنة 1994م 191,357,000,000 دولار أمريكي. والناتج الوطني الإجمالي هو مجموع قيمة السلع والخدمات المنتجة في بلد ما خلال سنة واحدة. وتشمل الخدمات، الخدمات الاجتماعية والفردية والمالية والتأمين والعقارات وخدمات الحكومة والتجارة والفنادق والنقل والاتصالات والمرافق العامة. وتشتمل الصناعة على الإنشاءات والتصنيع والتعدين. كما تشتمل على الزراعة والغابات وصيد الأسماك.
يقوم اقتصاد النمسا في الأغلب على الملكية الخاصة، إلا أن الحكومة تمتلك شركات في القطاع الصناعي، وفي قطاع النقل والمواصلات، وكذلك في قطاع التنقيب عن المعادن والفحم الحجري، وقطاع إنتاج الطاقة الكهربائية، وإنتاج الحديد والفولاذ. وقد استفادت الحكومة في بنائها لتلك الصناعات من المعونات العالمية التي تتلقاها، الأمر الذي جعل منها الآن دولة اقتصادية ذات اقتصاد مزدهر.

الموارد الطبيعية:

تستورد النمسا عددًا من المعادن، وإنتاجها من تلك المعادن قليل لايفي بحاجاتها، من ذلك الفحم الحجري، وخام الحديد، والنفط والغاز الطبيعي. والنمسا من الدول الرائدة في إنتاج الماغنيزيت (كربونات المغنسيوم) في العالم، وهو الذي يصنع منه الطوب المقاوم للحرارة، والحجر الصناعي، وهي أيضًا دوله منتجة للجرانيت، وبها أيضا كميات من النحاس، والرصاص، والملح، والزنك.كما أن غاباتها التي تغطي 40% من أراضيها، تنتج الشيء الوفير من أخشاب الصناعة الخام والورق، أما أنهارها السريعة الجريان فهي أهم مواردها الطبيعية، إذ إنها مصدر مهم للطاقة الكهربائية.


الإنتاج والعمال حسب النشاط الاقتصادي

النشاط الاقتصادي% للناتجعدد العمال المستخدمون% العمال المستخدمون
التصنيع25818,00022
الخدمـات الاجتماعيـة العامـة والخاصة19915,00024
التمويل، التأمين، العقارات20344,0007
التجارة والفنادق والمطاعم16773,00019
التشييد8353,0009
النقل والمواصلات والاتصالات7246,0007
المرافق العامة335,0001
الزراعة والغابات وصيد الأسماك2269,0007
التعدين*9,000*
المجموع 100 3,762,000 100
*أقل من 0,5 %
الأرقام لعام 1994م.
المصدر: منظمة العمل الدولية، صندوق النقد الدولي.

الصناعات الخدمية:

تشكل هذه الصناعات جزءًا كبيرًا من القيمة الكلية للإنتاج الاقتصادي السنوي في النمسا، ويعمل فيها نحو 24% من الأيدي العاملة، وأهم هذه الصناعات من حيث القيمة الإنتاجية الخدمات الحكومية والاجتماعية والشخصية وتمتلك الحكومة النمساوية عدة شركات كبرى. وتشمل الخدمات الحكومية والاجتماعية والشخصية إدارة المدارس والمستشفيات. وتساعد أقسام الاستثمار الأجنبي في المصارف النسماوية على جعل خدمات المال والأعمال والتأمين والأملاك رافدًا مهمًا لصناعة الخدمات. والصناعات الخدمية الأخرى هي: النقل والمواصلات، والاتصالات، والمرافق العامة.

الصناعات اليدوية تمثل جزء ًا مهمًا من اقتصاد النمسا. الصورة توضح صناعة الزجاج يدويًا.

التصنيع:

أهم صناعاتها، صناعة المعادن ومنتجاتها، وأهم تلك المعادن هو الحديد والفولاذ، أما منتجاتها فتشمل السيارات والقطارات والآلات والبواخر، وتشكل الصناعات الكيميائية جانبًا آخر مهمًا من صناعاتها، كذلك المعدات الكهربائية، والمواد الغذائية والمشروبات، والمنسوجات. وتنتج مصانعها أيضًا الإسمنت والزجاج والأثاث، والمنتجات الخزفية، وأخشاب الصناعة الخام، والأجهزة البصرية، وهناك مصانع صغيرة لإنتاج الأعمال اليدوية، والأواني، والمشغولات التطريزية.

الزراعة:

لأن معظم أراضي النمسا جبلية، فإن المساحة المستغلة للإنتاج الزراعي تبلغ نحو20% فقط، وتنتج المزارع ثلاثة أرباع احتياجات النمسا من الطعام وذلك بفضل استعمال الأساليب الحديثة والعصرية في الزراعة. فالنمسا مكتفية ذاتيًا من الألبان والبيض واللحوم. وتشمل المنتجات الزراعية البطاطس، وبنجر السكَّر، والشعير، والشوفان، والجاودار والقمح والذرة الشامية والتفاح والعنب والعلف والخضراوات... إلخ.

المتزلجون يأتون من دول عديدة كل شتاء إلى النمسا للاستمتاع بالتزلج على جبال الألب.

السياحة:

يزور النمسا كل عام ملايين السيّاح خاصة من ألمانيا. والسياحة من ثَمَّ مورد هام من موارد الدخل القومي. فمنتجات الرياضة الشتوية تجذب إليها محبي تلك الرياضة، وكذلك الصيفية، كما أن متاحفها، وصالات عرض الفنون ومسارحها تجذب إليها الكثير من السيّاح.

التجارة الخارجية:

تعتمد النمسا كلية على التجارة، خاصة تجارة البضائع المصنَّعة، المتبادلة مع الدول الأوروبية الصناعية، وتشمل صادراتها منتجات الغابات، مثل الأخشاب، والورق، ثم الحديد والفولاذ، وتفوق صادراتها وارداتها بفضل الدخل الذي تدره عليها السياحة. كانت النمسا من الدول المؤسسة لمنظمة الدول الأوروبية الست المسماة ـ اتحاد التجارة الحرة الأوروبي ـ عام 1960م التي عملت على إزلة الحواجز وغيرها عن واردات وصادرات أعضائها، وفي عام 1995م، انسحبت النمسا من اتحاد التجارة الحرة وانضمت إلى الاتحاد الأوروبي الذي كان يعرف في السابق بالمجموعة الأوربية. عمل الاتحاد الأوروبي على إلغاء التعرفة الجمركية بين أعضائه. وتبادل النمسا التجارة مع دول الاتحاد وبعض دول أوروبا الشرقية. وظلت النسما جزءًا من المنطقة الاقتصادية الأوروبية، الشريك التجاري الرئيسي للنمسا.

النقل والمواصلات:

تتمتع النمسا بشبكة طرق ممتازة، فالسيارات والسكك الحديدية تربط بين أجزائها المختلفة، وتمتلك الحكومة 90% من تلك السكك الحديدية، كما أن لها خطوطًا جوية تملك معظمها الحكومة الفيدرالية وحكومات الأقاليم، ويشكل نهر الدانوب طريقًا بحريًا وتجاريًا مهمًا.

الاتصالات:

في النمسا نحو30 جريدة يومية، وتملك الحكومة محطات الإذاعة والتلفاز وهي ـ أي الحكومة الفيدرالية ـ التي تدير الخدمات البريدية والبرقية والهاتفية.

نبذة تاريخية

السنوات الأولى:

بالرغم من أن النمسا كانت آهلة بالسكان منذ الآف السنين. إلا أن المؤرخين لا يعرفون الكثير عن أولئك المستوطنين الأوائل. ترجع المعلومات الأولى عن سكان النمسا إلى القرن التاسع قبل الميلاد، وتوضح الحقائق أن قومًا من السلتيين جاءوا إلى النمسا واستقروا في وسطها وشرقها في القرن الخامس قبل الميلاد.

بحلول عام 15 ق.م، كان الرومان قد سيطروا على النمسا جنوب نهر الدانوب، وجعلوها جزءًا من إمبراطوريتهم، ولكن تدهور السلطة الرومانية في القرن الثاني الميلادي جعل بعض القبائل المحاربة الآتية من الشمال تغزو النمسا الرومانية، ثم غزتها بعد ذلك مجموعات من الآسيويين والجرمان والسلاف، واستقرت فيها.

وفي أواخر القرن الثامن الميلادي، صارت النمسا تحت حكم شارلمان ملك الفرانكيين (الفرنجة)، وبانهيار حكم الفرنجة في القرن العاشر الميلادي، أغارت قبائل مجرية على النمسا واستقرت فيها أيضًا. وعام 955م، تحولت النمسا إلى حكم أوتو الأول ملك ألمانيا إذ إنه استطاع هزيمة تلك القبائل المجرية، وعام 962م، صار أوتو إمبراطورًا على مايعرف بالإمبراطورية الرومانية المقدسة، وظلت النمسا جزءًا منها حتى زوالها ـ أي زوال الإمبراطورية ـ عام 1806م.


تواريخ مهمة في النمسا

15 ق.م.سيطر الرومان على النمسا جنوب نهر الدانوب.
القرن الثاني الميلاديقبائل محاربة آتية من الشمال تغزو النمسا الرومانية.
476مانهيار الإمبراطورية الرومانية.
976مأعطى إمبراطور الإمبرطورية الرومانية المقدسة الأجزاء الشمالية الشرقية من النمسا إلى ليوبولد الأول من عائلة بابنبيرج.
1278مرودلف الأول من عائلة الهابسبيرج يبدأ في الاستيلاء على أراضي عائلة بابنبيرج.
1438-1806مالنمسا أهم بلاد الإمبراطورية الرومانية المقدسة.
1867مإقامة النمسا - المجر.
1914-1918مهزيمة النمسا ـ المجر في الحرب العالمية الأولى.
1918منهاية عائلة الهابسبيرج، إعلان النمسا جمهورية.
1938مهتلر يضم النمسا إلى ألمانيا.
1939-1945مالحلفاء يهزمون ألمانيا.
1945-1955مالحلفاء يحتلون النمسا.
1974مالنمسا تدخل في اتفاقيات مع دول المجموعة الأوروبية، اتفاقيات تجارة حرة.
1995مانضمت النمسا إلى الاتحاد الأوروبي وهو منظمة اقتصادية للأقطار الأوروبية.

أراضي هابسبيرج في سنة 1282م كانت الأراضي المحددة باللون الأحمر، في النمسا الحالية، جزءًا من الإمبراطورية الرومانية المقدسة. أما أراضي الهابسبيرج فهي المحددة باللون الأصفر. وقد شملت أراضي الهابسبيرج في سنة 1526م بوهيميا وجزءًا من المجر وغيرها.

عائلة هابسبيرج:

انتخب أمراء ألمانيا عام 1273م رودلف الأول ـ أحد أعضاء عائلة هابسبيرج السويسرية، إمبراطورًا للإمبراطورية الرومانية المقدسة وآلت النمسا إلى حكمه، بل إنها صارت جزءًا رئيسيًا من أراضي إمبراطورية الهابسبيرج الذين سرعان ماانقسموا إلى قسمين بحلول عام 1556م ـ إذ تنازل الإمبراطور تشارلز الخامس عن عرش أسبانيا، وعن لقب إمبراطور. فصار القسم الأسباني يحكمه ابن تشارلز الخامس، والقسم النمساوي يحكمه أخوه الإمبراطور فرديناند الأول، وهو الذي قضى معظم حكمه في حرب الأتراك العثمانيين الذين كانوا قد سيطروا على معظم المجر، وحاصروا فيينا مرتين.

كانت فترة القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين فترة حروب مستمرة في أراضي عائلة هابسبيرج. فهناك حروب حول تولي عرش أسبانيا، وحروب أندلعت لأسباب أخرى. واستطاعت النمسا أثناء تلك الحروب أن تفرض سلطاتها على بلجيكا، وبعض المواقع في إيطاليا، كما استطاع تشارلز، دوق النمسا عام 1711م أن يفرض نفسه إمبراطورًا على الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وأن يفرض ابنته ماريا تيريزا في 1724م وريثًة له رغم القوانين التي كانت تمنع حكم النساء، الأمر الذي أدى إلى مزيد من الحروب بين عامي 1740-1748م.

في عام 1806م، انتهت الإمبراطورية الرومانية المقدسة على يد نابليون، وصار إمبراطورها فرانسيس الثاني يحكم النمسا كإمبراطور لها.

ميترنيخ والثورة:

ميترنيخ وزير خارجية النمسا، وكان من أهم الشخصيات في أوروبا في الفترة من 1809 - 1848م، وهو الرجل الذي أدى دورًا بارزًا في مؤتمر فيينا الذي نظم أمر السلام في أوروبا بعد حروب نابليون فيها. واستطاع ميترنيخ أن يعيد للنمسا معظم الأراضى التي كانت قد فقدتها، مقابل تخليها عن بلجيكا، كما أن المؤتمر أقام الاتحاد الكونفدرالي الألماني الذي تنازعت قيادته بروسيا والنمسا. ★ تَصَفح: فيينا، مؤتمر.

اجتاحت أوروبا في القرن التاسع عشر الميلادي موجة من موجات القومية والديمقراطية، وكان ميترنيخ يخشى مثل هذه الموجات التي قد تؤدي إلى الثورة، وعَمِل من ثَمَّ على محاربتها وقمعها داخل الإمبراطورية النمساوية، ولكن ثورات عام 1848م اندلعت في معظم أصقاع أوروبا، وشملت فرنسا، وبوهيميا، والمجر، ووصلت حتى فيينا. وكانت مطالب الثوريين في النمسا هي إقالة ميترنيخ، وإقامة الحكم الدستوري، الأمر الذي أدّى إلى هروب ميترنيخ إلى إنجلترا، وامتدت الثورات حتى الأراضي الإيطالية الخاضعة لسطان النمسا، وبحلول عام 1851م، استطاع الجيش النمساوي قمع تلك الثورات.

تبع تلك الثورات عهد المطالبة بتوحيد ألمانيا وإيطاليا، أو ماعرف بحركة التوحيد التي أدت بدورها إلى إضعاف إمبراطورية النمسا، إذ إن إيطاليا كانت تنشد الوحدة تحت حكم ملك سردينيا، الأمر الذي أدى إلى اندلاع حرب بين النمسا وسردينيا، وإلى هزيمة النمسا بوساطة القوات الإيطالية والفرنسية وفقدانها لممتلكاتها الإيطالية، ثم إلى حل الاتحاد الكونفدرالي الألماني.

خريطه النمسا ـ المجر في عام 1914م. أسست النمسا ـ المجر في عام 1867م. وكانت مكونة من إمبراطورية النمسا ومملكة المجر ووصلت ذروتها في عام 1914م وانهارت في عام 1918م.

النمسا ـ المجر:

بدأت عام 1867م حركة في المجر تطالب الإمبراطور فرانسيس جوزيف بمنح المجر نفس حقوق النمسا في الحكم، وبإقامة دولة ثنائية من المجر والنمسا، تتمتع بحقوق وواجبات تساوي بين البلدين.

ثم تلت هذه الحركة حركة السلاف القومية بقيادة صربيا المطالبة بالحكم الذاتي. وفي غمرة هذه الحركة عام 1914م، اغتال أحد الصربيين ولي عهد الدولة النمساوية ـ المجرية، وكان ذلك بداية الحرب العالمية الأولى التي انحازت فيها النمسا إلى جانب ألمانيا ضد الحلفاء، ومعلوم أن تلك الحرب انتهت بهزيمة النمسا وألمانيا، وبإنهاء حكم الهابسبيرج، وإعلان الجمهورية النمساوية في 12 نوفمبر 1918م، وبحرمان النمسا من أمل الوحدة مع ألمانيا، وهو الأمل الذي كان يصبو إليه أكثر أهل النمسا.


هتلر أثناء زيارته للنمسا في أبريل 1938 وكانت قواته قد احتلت النمسا قبل شهر من زيارته لها. أعلن هتلر اتحاد النمسا مع ألمانيا الذي استمر حتى هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية.
عانت النمسا مصاعب جمة بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، أهمها النزاع الشديد بين حزبيها الرئيسيين: الحزب المسيحي الاشتراكي، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، إذ كان لكل منهما جيشه الخاص، الأمر الذي أدى إلى وقوع حروب بينهما وبين الحزب النازي النمساوي الذي كان يطالب بوحدة النمسا وألمانيا.

في فبراير 1934م، تغلب الحزب المسيحي الاشتراكي بقيادة دول فوس على خصمه، وحكم النمسا، وقد حكم دول فوس دكتاتورًا معارضًا للوحدة مع ألمانيا، ولكن النازيين اغتالوه في يوليو 1934م.

في عام 1938م، استولت القوات الألمانية على النمسا، وأعلن أدولف هتلر وحدة البلدين، فربط مصير النمسا بمصيره ومصير ألمانيا وذلك عندما أدخلها الحرب العالمية الثانية.


بعد الحرب العالمية الثانية:

قُسمت النمسا بعد الحرب إلى مناطق محتلة من قبل أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا وروسيا. وفي عام 1955م، أُنهي احتلال النمسا شريطة أن تبقى دومًا محايدة، وانضمت للأمم المتحدة.

تعاقبت أحزاب النمسا الرئيسية على حكمها حتى عام 1987م، أحيانًا منفردة، وأخرى مؤتلفة.

النمسا اليوم:

مازالت النمسا تمثل في وضعها الحيادي جسرًا لتبادل الأفكار بين شطري أوروبا ـ الغربية والشرقية. واكتسبت فيينا العاصمة أهمية عالمية جديدة بفضل موقعها الاستراتيجي، فصارت مثلاً مقرًا لعدة لجان ووكالات تابعة للأمم التحدة، من ذلك، الوكالة العالمية للطاقة الذرية، وقد أشار انتخاب كورت فالدهايم ـ السكرتير العام السابق لهيئة الأمم المتحدة ـ إلى نجاح السياسة الحيادية التي تتبعها النمسا. وكان فالدهايم قد انتخب رئيسًا للنمسا عام 1986م، إلا أنه واجه حملة كبيرة اتهمته بالتورط في بعض الأعمال الوحشية التي قام بها النازيون خلال الحرب العالمية الثانية. دفع فالدهايم هذا الاتهام واستمر رئيسًا حتى عام 1992م عندما خلفه فرانيتسكي. وكان الحزب الاشتراكي قد غيّر اسمه إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1991م. حافظ الاتئلاف المكون من الحزب الاشتراكي وحزب الشعب على تقدمه في الانتخابات التي أجريت في عامي 1990 و1994م. انضمت النمسا إلى الاتحاد الأوروبي في الأول من يناير عام 1995م، وقد كانت النمسا عضوًا في منظومة اتحاد التجارة الحرة الأوروبي في الفترة بين عامي 1960 و 1994م. وفي عام 1997م قدم المستشار فرانيتسكي استقالته، وأصبح زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي فكتور كليما مستشاراً للبلاد.

إختبر معلوماتك :

  1. ما المجموعة الدينية التي تحظى بالمساعدة المادية من حكومة النمسا الوطنية؟ ولماذا؟
  2. ما الأشياء التي تجذب أصحاب العطلات إلى النمسا؟
  3. لماذا يختلف مناخ غربي وأواسط النمسا عن مناخ شرقيها؟
  4. ما العائلة التي حكمت النمسا أكثر من ستمائة عام؟
  5. ما الفينر شنتنرل، وما الدرْندل؟
  6. من أشهر المؤلفين الموسيقيين النمساويين؟
  7. ما أهم مورد معدني في النمسا، وفيم يستعمل؟
  8. ما الرياضة المحببة في النمسا؟
  9. من يقف على رأس الدولة في النمسا؟ ومن هو رأس الحكومة؟
  10. ما الأمر الذي ارتضته النمسا شرطًا لاستقلالها بعد الحرب العالمية الثانية؟
المصدر: الموسوعة العربية العالمية