الكتب المقدسة ( Holy Books )
☰ جدول المحتويات
الكتب المقدسة الكتب أو الدساتير الربانية التي أنزلها الحق تبارك وتعالى وألقاها وحـْـيـًا إلى أنبيائه ورسله المبتعثين إلى الخلق. والواجب على المسلمين أن يؤمنوا بها وبرسلها كما في قوله تعالى ﴿آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كلٌّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله﴾ البقرة: 285. أنزل الله كتبًا على أنبيائه ورسله، فيها الهداية والعلم والشريعة، وفيها الخير للبشر في دنياهم وأخراهم. ومن هذه الكتب ما سماه الله لنا في القرآن، والواجب علينا الإيمان بها، وهذه الكتب هي: 1- صحف إبراهيم عليه السلام ؛ وقد ورد ذكرها في قوله تعالى: ﴿إن هذا لفي الصحف الأولى ¦ صحف إبراهيم وموسى﴾ الأعلى: 18، 19. 2- التوراة ؛ وقد أنزلت على موسى، عليه السلام، قال تعالى: ﴿إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور...﴾ المائدة : 44. 3- الزبور ؛ وقد أُنزل على داود، عليه السلام، قال تعالى: ﴿وآتينا داوود زبورًا﴾ النساء : 163. 4- الإنجيل ؛ وقد أُنزل على عيسى، عليه السلام، قال تعالى: ﴿ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل﴾ الحديد: 27. 5- القرآن ؛ وقد أُنزل على محمد ﷺ خاتم الأنبياء والمرسلين، قال تعالى: ﴿تبارك الذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا﴾ الفرقان : 1.
حقيقة الإيمان بالكتب السماوية:
يؤمن المسلمون بالكتب السماوية التي ورد ذكرها في القرآن، كما يؤمنون بأن الله قد أنزل كتبًا غير التي ورد ذكرها في القرآن، ولكن الله لم يسمها، ولم يذكر على من نزلت، قال تعالى: ﴿كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه﴾ البقرة: 213.والإيمان بجميع الكتب التي ورد ذكرها في القرآن تفصيلاً وإجمالاً، ركن من أركان الإيمان، قال تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا آمِنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزِّل على رسوله والكتاب الذي أُنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيدًا﴾ النساء : 136.
هذه الكتب وصلت إلى الرسل عن طريق الوحي. ★ تَصَفح: النبوة.
الحقائق المتعلِّقة بالكتب السماوية:
هناك جملة من الحقائق المتعلقة بهذه الكتب، منها : 1- أنها نزلت بالحق والنور والهدى، وتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، وأن ما نُسب إليها مما يخالف ذلك إنما هو من تحريف البشر وصُنعهم، قال تعالى: ﴿وما أرسلنا قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون﴾ الأنبياء: 25. 2- أنها نزلت على أقوام مختلفين، وكان كل كتاب بلغة القوم الذين أنزل عليهم، قال تعالى: ﴿وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم﴾ إبراهيم : 4. 3- أنها اختلفت فيما حوته من شرائع، قال تعالى: ﴿لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجًا﴾ المائدة : 48.تحريف الكتب السماوية السابقة:
من الحقائق المهمة المتعلقة بالكتب السماوية السابقة على القرآن أنها قد حُرفت، ولم تبق على صورتها التي أنزل الله. لذا لا يجوز الاعتقاد أن هذه الكتب ـ بوضعها الحالي ـ هي كلام الله تعالى، وذلك لدلالة القرآن على وقوع التحريف في ذلك قال تعالى: ﴿يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرًا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير﴾ المائدة: 15. وقال: ﴿فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنًا قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون﴾ البقرة : 79.ثم إن واقع هذه الكتب دليل قاطع على وقوع التحريف فيها، ومن ذلك ما جاء في التوراة: (وفَرَغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل. فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل. وبارك الله اليوم السابع وقدَّسه، لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقًا) (سفر التكوين، الإصحاح الثاني 2-3)، ففي ذلك نسبة التعب إلى الله، تنزه الله عن ذلك. ومنها : أن الإنجيل المنزل على عيسى عليه السلام، واحد، فكيف صار أربعة أناجيل، معترفًا بها عند النصارى اليوم؟! وهي مختلفة فيما بينها اختلافًا واضحًا .... إلخ.
حفظ القرآن الكريم من التحريف:
أما القرآن الكريم فهو الكتاب الوحيد الذي بقي محفوظًا من التحريف والضياع ما يزيد على أربعة عشر قرنًا، وسيبقى محفوظًا إلى يوم القيامة، لأن الله تكفّل بذلك في قوله: ﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾ الحجر: 9. وواقع القرآن يشهد بسلامته من التحريف.ولمّا كان القرآن معجزة محمد عليه الصلاة والسلام، ورسالته لكل الناس في كل زمان، بقي التحدي به قائمًا إلى قيام الساعة. ومهما حاول البشر الإتيان بمثله، فلن يقدروا، لقوله سبحانه: ﴿قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا﴾ الإسراء : 88.
إضافة إلى ما تقدم ذكره من حفظ القرآن من الضياع، فإن الله قد خصَّه بمزايا على سائر الكتب السماوية قبله، ومنها: 1- أنه خلاصة التعاليم الإلهية، وجاء مؤيدًا ومصدقًا لما في الكتب السابقة من توحيد الله، وعبادته، ووجوب طاعته. 2- أنه جمع ما كان متفرقًا في تلك الكتب من الحسن ات والفضائل، ومهيمنًا ورقيبًا عليها، يقرُّ ما فيها من حق، ويبين ما دخل عليها من تحريف، قال تعالى: ﴿وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقًا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنًا عليه﴾ المائدة: 48. 3- أنه جاء بشريعة عامة للبشر، فيها كل ما يلزمهم لسعادتهم في الدنيا والآخرة، نسخ بها جميع الشرائع العملية الخاصة بالأمم السابقة، وأثبت فيها الأحكام النهائية الخالدة، الصالحة لكل زمان ومكان.