الماعز ( Goat )
الماعز حيوان مجتر ظل يمد الإنسان بالحليب واللحم والصوف منذ عصور ما قبل التاريخ، وقد استؤنست الماعز لأول مرة على ما يبدو منذ 9,000 سنة في آسيا ، وفي منطقة شرقي البحر المتوسط، وتعيش الآن معظم الماعز البرية في آسيا. ولكن الماعز المستأنسة (الأليفة) تعد من حيوانات المزارع المهمة في جميع أنحاء العالم، وبخاصة في المناطق الجبلية الوعرة، أو في المناطق القاحلة، أو شبه الاستوائية. وتتحمل الماعز، على عكس معظم الأنواع الحيوانية الأخرى، العيش في هذه البيئات.
يبلغ عدد سلالات الماعز المستأنسة نحو ثلاثمائة سلالة وكثير منها ذو أهمية تجارية. وتعد سلالة الأنقورة من أهم السلالات التي تُربَّى من أجل صوفها الحريري، بينما تعدُّ سلالتا سانين وتوجنبرج من السلالات المتميزة من حيث إنتاج الحليب. ويحتل الماعز المرتبة الثالثة في إنتاج الحليب على مستوى العالم، بعد الأبقار والجاموس.
يتميز حليب الماعز بنكهة خاصة قوية كما يختلف قليلاً من حيث التركيب عن حليب الأبقار. فعلى سبيل المثال، يحتوي حليب الماعز على كميات من فيتامين (أ) تزيد على ما هو موجود في حليب الأبقار، وعلى كميات أقل من فيتامين (ج)، وبعض فيتامينات المجموعة (ب). وبسبب الاختلاف في التركيب بين نوعي الحليب، يمكن للناس المصابين بالحساسية لحليب البقر أن يشربوا حليب الماعز وهم مطمئنون، وبالإضافة إلى ذلك، فإن حليب الماعز أسهل هضماً من حليب الأبقار، ونتيجة لذلك، فقد أصبح حليب الماعز مصدراً مهماً لغذاء الأطفال وللمتقدمين في السن وللمصابين بأمراض المعدة.
وتُربَّى الماعز من أجل منتجاتها، وتعد تربية الماعز مهمة في كثير من الدول حيث تربي أستراليا ونيوزيلندا نحو مليون رأس من الماعز لأجل إنتاج أصواف الموهير والكشمير. ويعد حجم قطعان الماعز التي يملكها الفرد في بعض المجتمعات الإفريقية والآسيوية من الأدلة على ثرائه. وتعد الماعز القزم الصغيرة من الحيوانات الأليفة الجيدة، لكن العلماء يستخدمونها للتجارب المعملية. ويستخدم بعض مربي الأبقار والأغنام الماعز التي تأكل أي نوع من النباتات تقريباً لتنقية مراعيهم من النباتات غير المرغوب فيها، إلا أن الماعز يمكن أن تدمر الحياة النباتية في أي منطقة ما لم يُتحكم فيها.
وتُستخدم مصطلحات كثيرة لتصنيف الماعز حسب الجنس والعمر. فالماعز الذكر المكتمل النمو يسمى تيسًا والأنثى المكتملة النمو تسمى عَنْزة، ويطلق على الصغير الذي لم يبلغ عمره عاماً واحداً اسم الجدي ويطلق على الصغيرة التي لم تبلغ العام اسم سَخْلة.
جسم الماعز
هناك علاقة وثيقة بين الأغنام والماعز حيث إنهما يتشابهان في الكثير من الصفات الظاهرية، إلا أن هناك العديد من الاختلافات الجوهرية بينهما. فمن الصفات المشتركة أن كلا النوعين يمشي على أظلاف مشقوقة، بمعنى أن الظلف منقسم إلى جزءين، لكن لا تملك الماعز غدة بين شقي ظلفها كما عند الأغنام. والماعز لها ذقون على عكس الأغنام كما أن للتيوس رائحة مميزة قوية أثناء موسم التزاوج. وللماعز ذيول قصيرة منتصبة إلى أعلى عادة، بينما للأغنام ذيول طويلة متدلية لأسفل.
وتتباين الماعز في الحجم، فالماعز الباكستانية القزمية مثلاً قد لا يتعدى وزنها 9كجم، وارتفاع جسمها 45سم، بينما يصل وزن الماعز الهندي من نوع جامناباري إلى أكثر من 65كجم، وارتفاع الجسم قد يتعدى 1,2م. ويغطي جسم الماعز صوف قد يكون من لون واحد، أو من خليط من الألوان. وأكثر الألوان شيوعاً هي الأسْوَد، والبُنِّي والرمادي والأحمر والأبيض.
ولمعظم الماعز قرون تستخدمها في التناطح، وقد تكون القرون مقوسة للخلف، لكن بعضها الآخر قد يكون مستقيماً وحلزونياً. وتختلف آذان الماعز باختلاف السلالات، فمعظم الماعز الهندية والإفريقية لها آذان كبيرة متدلية، بينما نجد آذان الماعز من سلالتي سانين وتوجنبرج وغيرهما من السلالات الأوروبية قصيرة ومنتصبة إلى أعلى.
ولا تمضغ الماعز طعامها إلا قليلاً، ونجد في مقدمة فكها العلوي وسادة صلبة بدلاً من القواطع (أسنان العض). وتقوم الثمانية قواطع الموجودة في مقدمة الفك السفلي بمساعدة الوسادة الصلبة على الفك العلوي على تقطيع الطعام. وتمضغ الماعز الطعام بضروسها ؛ فلها 12 ضرساً من الضروس الطاحنة على مؤخرتي كل فك. وتنقسم معدة الماعز إلى أربعة تجاويف (غرف) لهضم الطعام. فبعد ابتلاع الطعام الممضوغ جزئيًا، يُختزن مؤقتاً في التجويف الأول من المعدة، ثم يمرر بعد قليل إلى التجويف الثاني حيث يليَّن ويتشكل في صورة شبه كروية تعرف باسم الجرة التي تعود للفم. وبعد مضغ الجرة، واجترارها ثم بلعها، تذهب للتجويفين الأخيرين، ثم إلى الأمعاء لإتمام هضمها. وتسمى الحيوانات التي تهضم طعامها بهذه الصورة حيوانات مجترة. ★ تَصَفح: المجتر، الحيوان.
ويعتمد موعد موسم تزاوج الماعز على المكان الذي تعيش فيه. ففي المناطق الاستوائية الحارة بالقرب من خط الاستواء مثلاً، تتزاوج الماعز على مدار العام، أما في المناطق المعتدلة التي تقع بين خط الاستواء والقطبين الشمالي والجنوبي، فتتزاوج في الفترة ما بين أواخر الصيف وأواخر الشتاء. وتفرز غدد التيس أثناء موسم التزاوج مادة زيتية تجذب رائحتها الإناث. وتلد المعزة صغيرين أو ثلاثة بعد حوالي خمسة أشهر من التزاوج. وتعيش معظم أنواع الماعز ما بين ثماني إلى عشر سنوات.
أنواع الماعز
الماعز البرية تعيش معظم أنواع الماعز البرية في المناطق الجبلية الصخرية في آسيا. وتشمل أنواع الماعز البرية الماعز البرية الحقيقية أو ماعز البيزور وكذا الوعل وتور داغستان والمارخور. |
الماعز البرية:
تستطيع الماعز البرية العيش في أي بيئة تقريبًا، لكنها تفضل العيش في المناطق الصخرية والجبلية. تنتقل أنثى الماعز مع صغارها في قطعان يتكون كل منها من 30 أو40 فرداً. ويعيش التيس في عزلة إلا أثناء موسم التزاوج عندما ينضم للقطيع. وتأكل الماعز البرية أي نوع من النباتات بما في ذلك الشجيرات والأوراق وقلف الأشجار.وهناك خمسة أنواع من الماعز البرية بما في ذلك النوع المعروف باسم الوعل، وتور داغستان، والمسمى كذلك وعل شرق القوقاز، وتور القوقاز، والمارخور. وتوجد الماعز البرية الحقيقية أو ماعز البيزور في الشرق الأدنى وفي الجزر اليونانية، وتقطن الماعز الأسبانية جبال البرانس، ويعيش الوعل في المناطق الجبلية في السودان وسيبريا وفي سلاسل جبال الألب والقوقاز، كما يستوطن تور داغستان في جبال القوقاز، ويتجول المارخور في جبال الهملايا وسلاسل جبال آسيا الأخرى.
ولا تعد ماعز جبال الروكي الموجودة في أجزاء من كندا والولايات المتحدة من سلالات الماعز الحقيقية، بل تصنف على أنها ظبي ماعزي. ★ تَصَفح: عنز جبال الروكي.
الماعز المستأنسة تعتبر الماعز المستأنسة من حيوانات المزارع المهمة في جميع أنحاء العالم. وتعتبر أنواع السانين وتوجنبرج والنوبية من أنواع الماعز الحلوب الرئيسية. وتربى الأنقورة من أجل صوفها المعروف باسم الموهير. |
الماعز المستأنسة:
يُحتمل أن تكون الماعز المستأنسة قد انحدرت من سلالة الماعز البرية في منطقة الشرق الأدنى. ويبلغ إنتاج الماعز المستأنسة من الحليب حوالي 6,5 بليون لتر، ومن اللحم حوالي 2 مليون طن متري سنوياً، كما أنها تعطينا كميات من الأسمدة الطبيعية والجلود والصوف. ومن سلالات الماعز الحلوب السانين، والتوجنبرج، والألبية، وقد هُجِّنَت كلها في سويسرا. ومن الماعز الحلوب كذلك الماعز النوبي الإنجليزي والمعروف أيضًا باسم الماعز النوبية، والتي نشأت بتهجين الماعز الحلوب الإنجليزية وماعز إفريقية وهندية معينة.ويعد الماعز مصدرًا مهمًا من مصادر اللحوم في العديد من الدول الآسيوية والإفريقية. ومن سلالات ماعز اللحم البوير في جنوب إفريقيا، والسوكوتو الأحمر في نيجيريا، كما يُربَّى النوع الأخير من أجل الحصول على جلده.
ومن السلالات الرئيسية التي تنتج الصوف سلالة الأنقورة والكشمير، وقد تطورت الأنقورة في محافظة أنقرة التركية (المعروفة قديماً باسم أنقورة) ويُطلق على صوفها اسم الموهير. ونشأت عنزة الكشمير في الهملايا ويعرف صوفها باسم صوف الكشمير. ويأتي صوف الموهير من طبقة الصوف الخارجي الأبيض الناعم الملبد، أما الصوف الكشميري فيأتي من ماعز الكشمير من فروة البطانة الداخلية الحريرية الناعمة التي تقع أسفل طبقة الشعر الطويل.
تربية الماعز
يوجد أكثر من 400 مليون رأس من الماعز المستأنس في العالم، وتربى الماعز المستأنسة إما في حظائر أو يُسمح لها بالرعي في العراء. ويُغذِّي المزارعون الماعز بالذرة الشامية، والشوفان وغيرهما من الحبوب المشابهة، بالإضافة للدريس والجذور والسيلاج والعلف التجاري ونواتج الصناعة الثانوية. كما تحب الماعز أكل الأوراق والعشب والنباتات المختلفة.
وقد تعاني الماعز التهاب المفاصل والالتهاب الرئوي وأمراض الجلد بالإضافة إلى العديد من الأمراض الأخرى، كما يمكن أن تهاجمها الطفيليات، وقد تصاب العنزة الحلوب بأمراض الضرع.