الرئيسيةبحث

السفينة الحربية ( Warship )



سفينة حربية أثناء العمليات. الفرقاطة الأمريكية يو. إس. إس لوكوود الموضحة أعلاه تختبر صاروخاً للاستخدام ضد سفن العدو العائمة وغواصاته، هذه السفينة مسلحة أيضاً بالمدفع 127ملم وقذائف طوربيد مضادة للغواصات. وهي تحمل طائرة مروحية لتحديد مواقع الغواصات ومهاجمتها.
السفينة الحربية هي سفينة القتال البحرية. ُتهاجم بعض أنواع هذه السفن طائرات العدو وسفنه العائمة وغواصاته. أسلحتها ثقيلة مثل المدافع والصواريخ والقذائف الصاروخية وقذائف الطوربيد. ُيستخدم بعضها كقواعد للطائرات أو الطائرات المروحية، كما لاتزال أنواع أخرى مستخدمة ناقلات للجنود، والأسلحة والمعدات إلى مناطق القتال.

يتراوح حجم السفن الحربية بين مراكب صغيرة بطاقم قليل وحاملات كبيرة للطائرات تحمل أكثر من 6,000 شخص. يوجد رادار وسونار (مسبار بحري) لكشف وتحديد مواقع طائرات العدو، وسفنه العائمة، وغواصاته. يكشف الرادار الطائرات والسفن العائمة بينما يحدد السونار مواقع الغواصات، كما تستطيع معدات الاعتراض الإلكترونية كشف لاسلكي وبث الرادار الخاص بسفن العدو وطائراته.

في الماضي وحتى القرن السابع عشر كانت السفن الحربية وسفن الشحن متشابهة تقريباً، لكن أصبحت السفن الحربية تدريجيَّاً مراكب عالية التخصص، وتستخدم فقط للأغراض العسكرية.

أنواع السفن الحربية

أيقونة تكبير تطور السفن الحربية
تملك القوات البحرية الحديثة الكبيرة عدة أنواع من السفن الحربية التي ُصممت لعمليات قتالية معينة. هنالك ستة أنواع رئيسية: 1- حاملات الطائرات 2- السفن الحربية البرمائية 3-الطرادات 4- المدمرات 5- الفرقاطات 6- الغواصات. كما يضم كثير من الأساطيل أنواعاً متعددة من السفن الحربية الصغيرة التي تسمى المقاتلات الصغيرة. تملك البحرية الأمريكية، على سبيل المثال، أربع سفن قتال كبيرة بنيت في الأربعينيات من القرن العشرين.

حاملات الطائرات:

ـ هي الأكبر والأكثر قوة في السفن الحربية. كما تُستخدم قواعد للطائرات قاذفة القنابل والمقاتلات، وتحمل أيضاً الطائرات المضادة للغواصات، والطائرات المروحية وأعداداً صغيرة من أنواع الطائرات الأخرى. توجد بها أسلحة دفاعية صغيرة، ولذلك فهي تعتمد على السفن الحربية الأخرى للحماية.

يوجد مهبط طيران كبير مسطح على ظهر الحاملة لإقلاع الطائرات وهبوطها. تقوم أربع آلات تعمل بالمنجنيق على إطلاق طائرة في الجو كل ثلاثين ثانية. تمتد الأسلاك الفولاذية عبر منطقة مهبط الطيران. يمسك الخطاف الموصل أسفل كل طائرة بالسلك مما يجعل الطائرة الهابطة تتوقف سريعاً.

لا تقوم الرادارات القوية لحاملة الطائرات بكشف طائرات العدو فقط، بل ُترشد طائرات الحاملة الأخرى أيضًا. تُستخدم الرادارات القصيرة المدى لكشف صواريخ العدو كما تساعد الطاقم أيضاً في الحفاظ على متابعة السفن القريبة ليلاً وتقود الحاملة عند اقترابها من الشاطئ.

طول حاملة الطائرات حوالي 335م، ويمكن أن تحمل من 85 إلى 95 طائرة، كما تتحرك بسرعة تتعدى الـ 30 عقدة (العقدة 1,58كم) في الساعة.

السفن الحربية البرمائية:

ُتستخدم لإنزال الجنود، والأسلحة والمركبات على السواحل التي احتلها العدو. تبقى بعض هذه السفن بعيدة عن الشاطئ، وتستخدم زوارق الإنزال الصغيرة والتراكتورات (الجرارات) البرمائية أو الطائرات المروحية لإسقاط الجنود والحمولة. ولهذه السفن مناطق مغلقة على مستوى البحر تسمى أحواض السفن. يتم غمر هذه الأحواض بالمياه، وُتفتح داخل البحر حتى تستطيع زوارق الإنزال أو الجرارات البرمائية الانتقال عبرها.

ُتستخدم بعض السفن الحربية البرمائية خصيصاً لحمل الطائرات المروحية، وتشبه في ذلك حاملات الطائرات الصغيرة، ولكنها لاتملك معدات الإطلاق والهبوط التي تحتاج إليها الطائرات التقليدية. تحمل هذه السفن من 20 إلى 30 طائرة مروحية بالإضافة إلى الجنود، والمركبات الصغيرة، كما تُستخدم أيضاً قواعد لطائرات ف. ستول التي تستطيع الإقلاع والهبوط عموديًّا أو على مدرج قصير جدًا. توجد مرافق للقيادة والاتصالات في بعض السفن الحربية البرمائية الأخرى لتنسيق عمليات الجو والشاطئ والسطح.

يصل طول هذه السفن إلى 250م، وتتحرك بسرعة 20 عقدة تقريبا،ً كما تحمل أسلحة دفاعية قليلة.

الطرادات:

وهي ترافق حاملات الطائرات وتدافع عنها ضد الهجمات الجوية والغواصات. تسمى الطرادات الحديثة طرادات القذائف الموجهة. تحمل هذه الطّرّادات الصواريخ الأسرع من الصوت، التي يمكن إطلاقها على طائرة تبعد من 24 إلى 137كم عن السفينة. تملك هذه الطرادات ـ أيضًا ـ قذائف صاروخية مضادة للغواصات وقذائف طوربيدية للاستخدام ضد غواصات العدو. تحمل بعض الطّرّادات طائرة أو طائرتين مروحيتين. بعد كشف السونار لغواصة العدو تقوم الطائرات المروحية بتحديد موقعها ومهاجمتها بزوارق الطوربيد أو قنابل الأعماق. طول الطرادات الحديثة حوالي 180م، وتتحرك بأكثر من 30 عقدة.

المدمرات:

ُتستخدم المدمرات خصيصاً للدفاع عن حاملات الطائرات، والسفن البرمائية والسفن التجارية، كما تؤدي أيضاً مهامَّ متعددة ومستقلة مثل قصف شواطئ العدو وإجراء عمليات البحث والإنقاذ في البحر.

توجد في المدمرات الحديثة المدافع 127ملم، والأسلحة المضادة للغواصات. يتراوح طول المدمرات بين 112,5 و 171م، كما تتراوح سرعتها بين 30 و 33 عقدة في الساعة.

الفرقاطات:

ُتستخدم الفرقاطات خصيصًا للدفاع عن السفن البرمائية والسفن التجارية ضد غواصات وطائرات العدو. تحمل الفرقاطات قذائف الطوربيد، وعبوات العمق، والأسلحة الأخرى المضادة للغواصات، كما توجد بها، أيضًا، طائرة مروحية لتحديد مواقع الغواصات ومهاجمتها، بالإضافة إلى ذلك تحمل أغلب هذه السفن الحربية صواريخ ومدافع قذف سريعة للدفاع ضد الهجمات الجوية والسطحية. طول الفرقاطة الحديثة يصل إلى 136م وتتحرك بسرعة 27 - 30 عقدة. تملك بعض القوات البحرية فرقاطات صغيرة تسمى الحراقة (كورفيت)، وطولها حوالى 46م.

الغواصات:

تبحث الغواصات عن غواصات العدو وسفنه العائمة وتهاجمها، كما يستطيع بعضها إطلاق الصواريخ على مدن العدو وقواعده العسكرية. والغواصات الحديثة بها نظام للطاقة الذرية يساعدها في البقاء تحت الماء عدة شهور. هنالك نوعان رئيسيان من الغواصات هما: الغواصات الهجومية وغواصات الصواريخ البالستية.

تملك الغواصات الهجومية أجهزة السونار الكبيرة لكشف الغواصات والسفن العائمة على بعد مسافات طويلة. َتحمل هذه الغواصات قذائف الُطوربيد التي تُطلق من سبطانات أنابيب داخل الهيكل. كما يمكن رمي الصواريخ المضادة للغواصات، أيضًا، من سبطانات القذائف الُطوربيدية. تحمل هذه السبطانات الألغام ـ أيضًا ـ لبثها على ساحل العدو. يتراوح طول الغواصات الهجومية بين 75 و110م، ويستطيع بعضها التحرك بسرعة تزيد على 30 عقدة تحت الماء.

أما غواصات الصواريخ القاذفة فتحمل الصواريخ الطويلة المدى التي تستطيع ضرب الأهداف على بعد 6,400كم. ُتصمم هذه الغواصات خصيصاً للهجوم على مدن العدو، كما تحمل أيضاً قذائف الطوربيد للدفاع ضد سفن العدو العائمة وغواصاته. يتراوح طول هذه الغواصات بين 115 و 168م، وتصل سرعتها لأكثر من 20 عقدة تحت الماء.

المقاتلات الصغيرة:

تشمل المقاتلات الصغيرة كاسحات الألغام وقوارب الدوريات. تقوم كاسحات الألغام بتحديد المتفجرات الموجودة تحت الماء ونزعها. تحمل المقاتلات الصغيرة أيضًا القوارب الصاروخية الموجهة التي تستطيع مهاجمة سفن العدو العائمة من مسافة 16 ـ 97كم. تقوم قوارب الدوريات بحراسة الأنهار والمياه الساحلية. وتعمل المقاتلات الصغيرة عمومًا بالقرب من السواحل.

القوات البحرية الكبيرة ومن بينها البحرية الأمريكية، لديها قليل من هذه السفن. أما القوات البحرية الأصغر فتعتمد على مثل هذه السفن.

نبذة تاريخية:

اسُتخدمت السفن في القتال منذ 3000 عام على الأقل. وحتى القرن السابع عشر الميلادي كانت الاختلافات قليلة بين السفن الحربية وسفن الشحن، لأن أي سفينة شاركت في القتال من المحتمل أيضًا نقلها لبضائع أو حملها لمكتشفين لرحلات طويلة.

السفن الحربية الأولى:

استخدمت بحرية قدماء الإغريق والرومان سفنًا خشبية طويلة وضيقة تسمى القادس. يحرك المجدفون هذه المراكب حيث يجلسون في صف واحد أو أكثر على كل جانب. كان بهذه السفن أيضًا شراعٌ مستطيلٌ يسمى الشراع المربع، ُيستخدم عندما تكون الرياح مواتية. كانت نهاية مقدمة السفينة طويلة وحادة لاختراق هيكل سفينة العدو.

طوَّر الفايكنج ـ غزاة أوروبا الشمالية ـ السفينة الطويلة خلال القرن الثامن الميلادي وكان يحركها المجدفون بالإضافة إلى الشراع المربع ولكن وزنها كان حوالي نصف القادس فقط. كانت السفن الطويلة قوية وملائمة للبحر وساعدت الغزاة في السيطرة على البحار حتى القرن الحادي عشر الميلادي.

استمر الأوروبيون الجنوبيون في استخدام سفن القادس في القتال، ولكن هجومها وقف تدريجياً بسبب استخدام العدو للمنجنيق، الأمر الذي جعل المجدفين يناورون بها قريباً من سفينة العدو حتى ينزلوا على ظهرها.

حملت أغلب السفن الحربية المدافع في القرن السادس عشر الميلادي، ولم تعد المعارك تجري على ظهر السفينة. بدأت البحرية في استخدام السفن الحربية منصات عائمة للمدافع، واستبدلت بسفن القادس سفنًا كبيرة أكثر تسليحاً.

عصر السفن الشراعية:

بدأت أوروبا في أثناء القرن السادس عشر الميلادي في بناء سفن شراعية كبيرة وثقيلة صممت لرحلات محيطية طويلة يقوم بها المكتشفون. شملت هذه السفن الجليون وهي تستخدم أيضًا سفنًا حربية.

بنت البحرية الأسبانية سفن الجليون الكبيرة التي أبحرت بعيدًا في المياه. كانت سفن الجليون الإنجليزية صغيرة منخفضة وسهلة المناورة. وفي عام 1588م حاولت البحرية الأسبانية غزو إنجلترا. أطلق الأسبان اسم أرمادا التي لا تقهر على أسطولهم لأنهم كانوا على يقين باستحالة هزيمته، ولكن الإنجليز انتصروا في المعركة، وذلك لأن سفنهم الجليون كانت أكثر قابلية للمناورة مقارنة بالسفن الأسبانية.

وبعد هزيمة أسبانيا بدأت القوات البحرية في بناء سفن قتال متخصصة كانت من بينها السفن كابتال، وهي نوع مهم من السفن الحربية أثناء القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين. كانت هذه السفن جيدة الإِبحار، كبيرة الحجم وتستطيع حمل أكثر من 100 مدفع. أصبحت هذه السفن معروفة بسفن خط القتال لأنها كانت تبحر في صفوف داخل المعركة.

السفن الحربية في القرن التاسع عشر:

في عام 1814م بنى الفنان والمخترع الأمريكي روبرت فولتن أول سفينة حربية تتحرك بالبخار، وبدأت القوات البحرية في استخدام هذا النوع من السفن تدريجياً، ولكن استمرت البحرية الملكية البريطانية وبعض القوات البحرية الأخرى تستخدم السفن الشراعية حتى منتصف القرن التاسع عشر.

تم تطوير المدافع البحرية التي ترمي القذائف المتفجرة خلافاً لقذائف المدفعية الجامدة في عشرينيات القرن التاسع عشر، فالقذائف يمكنها بسهولة إحداث الفتحات الكبيرة على جوانب السفن الخشبية، وكذلك بدأت القوات البحرية في بناء المراكب الحديدية والسفن المدرعة. ُصنعت هياكل هذه السفن من الحديد، أو الخشب المغطى بأنواع سميكة من الحديد، الأمر الذي جعل تحملها للهجوم أحسن من السفن الخشبية. وقد نشبت أول معركة بين هذه الأنواع الجديدة من السفن الحربية عام 1862م أثناء الحرب الأهلية الأمريكية. حيث حاربت سفينة الشمال الحديدية المونيتر سفينة الجنوب المدرعة مريماك (سميت فرجينيا بعد ذلك) في هامبتن رودس، بفرجينيا ولم تنتصر أي منهما، ولكن المعركة كانت بداية لعصر السفن المعدنية. وقد كانت أيضاً أولى المعارك بين السفن التي تعمل بالبخار فقط. تم اختراع أبراج المدفع الدائرة في منتصف القرن التاسع عشر، ولقد كانت السفينة المونيتر من أوائل السفن التي استخدمتها. مكنت الأبراج المدافع من الدوران في الاتجاهات المختلفة، وأنهت بالتالي الحاجة للمناورات المكثفة التي تقوم بها السفن الحربية. وأصبحت المدافع الكبيرة هي التسليح النموذجى في المراكب القتالية، كما تحسن مدى المدافع البحرية ودقتهاكثيراً.

بداية سفن القتال الحديثة:

أدخلت البحرية البريطانية البارجة عام 1906م، وهي أول سفينة قتال حديثة، وكانت نذيراً لسفن القتال الكثيرة التي سيطرت على البحار لمدة تزيد على 35 عامًا. كانت البارجة أسرع وأكبر وتسليحها أكثر ثقلاً مقارنة بسفينة القتال الأولى.

حسنت القوات البحرية التصميم الرئيسي للبارجة في أوائل ومنتصف القرن العشرين لزيادة حجم سفن القتال وسرعتها.كما أن تطور وسائل الاتصالات الجيدة داخل السفن قد زاد من كفاءة قيادتها. أصبحت سفينة القتال السفينة الحربية الرئيسية، وصارت قوة الدول عالمياً تقاس بعدد سفن القتال الموجودة في قواتها البحرية.

السفن الحربية في الحربين العالميتين:

كانت سفن القتال من أقوى السفن الحربية أثناء الحرب العالمية الأولى (1914-1918م) ومع ذلك برهنت البحرية الألمانية على أن الغواصات كانت، أيضاً، ذات فعالية عالية. استطاعت الغواصات الألمانية يو ـ بوت إغراق الآلاف من سفن الحلفاء التجارية، وأدت هذه الهجمات الرهيبة إلى تطور معدات السونار والسفن المختلفة المضادة للغواصات.

اكتمل تحسين الرادار قبل وقت قصير من الحرب العالمية الثانية في عام 1939م، الأمر الذي مكن السفن الحربية من تحديد مواقع طائرات العدو وسفنه ليلاً، وخلال السحب، وعلى بُعد مسافات كبيرة. كما تم تطوير أنظمة توجيه المدافع في الوقت نفسه تقريباً، واستطاعت وبسرعة تتبُّع طائرات العدو وتوجيه مدافعها عليها. استخدمت الصمامة التقاربية مع موجه المدفع حيث تقوم الصمامة التقاربية بتفجير القذيفة كلما اقتربت من الهدف، وألغيت بالتالي الحاجة إلى الضرب المباشر.

أصبح الطيران أكثر الأسلحة العسكرية أثرًا في الحرب العالمية الثانية، وانخفضت أهمية السفن الحربية، وبدأت القوات البحرية في التركيز على بناء حاملات الطائرات، كما تم بناء عدد كبير، أيضًا من الطرادات والمدمرات لحماية الحاملات، وُرِكبت الأسلحة المضادة للطائرات على جميع السفن الحربية.

استُخدمت آلاف من السفن الحربية البرمائية أثناء الحرب العالمية الثانية، ومنها سفينة إنزال ـ الدبابات أل. إس. تي (L.S.T) التي حملت الدبابات وأنزلتها على سواحل العدو. حملت السفن الحربية البرمائية الأخرى الجنود وطائرات الإنزال والمؤن العسكرية. وهناك سفن أخرى لاتزال تستخدم المدافع والهاونات والقذائف الصاروخية لقصف سواحل العدو قبل الغزو.

السفن الحربية في العصر النووي:

بدأت البحرية الأمريكية في تطوير السفن الحربية المحركة بالطاقة النووية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945م، وقد دُشنت أول غواصة نووية نوتيلَس في عام 1954م. كانت هذه الغواصة تتحرك بسرعة أكثر من غواصات الديزل التي كانت مستخدمة في ذلك الوقت. وقد مكن نظام الطاقة الذرية الغواصة من التحرك تحت الماء لمئات الآلاف من الكيلومترات دون احتياج للتزود بالوقود. وبعد زمن قصير من دخول نوتيلس البحر، أكمل الاتحاد السوفييتي أول غواصة نووية له، كما قامت القوات البحرية في كل من بريطانيا وفرنسا والصين ببناء غواصاتها النووية أيضًا.

إن تطور الصواريخ الموجهة الطويلة المدى القوية قد زاد من كفاءة السفن الحربية، حيث يمكن إطلاق هذه الصواريخ من أي نوع من السفن الحربية تقريباً. وفي أوائل الستينيات من القرن العشرين طورت البحرية الأمريكية أول غواصة صاروخية قذائفية باليستية.

بنيت أول سفن نووية عائمة خلال فترة الستينيات من القرن العشرين، وفي السبعينيات من نفس القرن ازداد استخدام آلات التوربينات الغازية، وقد نجحت هذه الآلات بفاعلية في السفن العائمة، مثلما قامت به أنظمة الطاقة النووية، كما أن تكلفتها أقل كثيراً. تقوم القوات البحرية حالياً ببناء السفن الحربية ذات الدروع والدفاعات الجيدة ضد هجوم الصواريخ.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية