الرئيسيةبحث

حاملة الطائرات ( Aircraft carrier )



حاملة الطائراتسفينة حربية تعمل قاعدة متحركة للقاذفات النفاثة والمقاتلات والأنواع الأخرى من الطائرات الحربية. والحاملة كارل فينسون (يسار) هي جزء من فئة نيميتز من حاملات البحرية الأمريكية.
حاملة الطائرات سفينة تُستَخدم قاعدة متحركة للطائرات. وهي بقوتها الضاربة من الطائرات تعتبر أقوى سفينة حربية، وكثيرًا ماتسمى حاملات الطائرات القمم المسطحة بسبب سطوحها الواسعة المسطحة. وناقلات النفط هي السفن الوحيدة الأكبر من حاملات الطائرات.

تحمل حاملات الطائرات عددًا محدودًا من المدافع المضادة للطائرات أو القذائف الدفاعية للحماية ضد طائرات العدو وقذائفه. وتُبحر حاملات الطائرات عادة مع السفن الأخرى. وتقوم الطرادات، والمدمرات، والغواصات بحماية حاملات الطائرات من الطائرات والسفن الحربية والغواصات المعادية. ويسمى مثل هذا الأسطول قوة واجب حاملة الطائرات أو مجموعة قتالية.

تُقلع الطائرات وتهبط على مكان يسمى سطح الطيران، كما يتم إصلاحها وتخزينها في حظيرة الطائرات تحت السطح مباشرة. وتوجد مصاعد كبيرة تنقل الطائرات من سطح إلى آخر. وتسمى جميع أجزاء السفينة التي فوق السطح الرئيسي بالجزيرة، وتشمل أبراج القيادة والملاحة، ومعدات الاتصالات، وهوائيات الرادار، والمدخنة، مالم تكن السفينة تعمل بالطاقة النووية. تكون الجزيرة على ميمنة سطح الطيران (الجانب الأيمن المواجه للأمام). ويُترَك باقي السطح خالىًا للطائرات. كما توجد بالسفينة ورشُ صيانة للطائرات، وغرف للسكن والمعيشة، وصالاتٌ للطهي والطعام للطيارين وأفراد أطقم الطائرات والسفينة. كما أن بها مخازن للقنابل، والذخيرة، والوقود، والطعام.

أجزاء حاملة الطائرات تقوم الطائرة بالإقلاع والهبوط من على سطح حاملة الطائرات. وهذا السطح مزود بمنجنيق أسلاك خاصة للإقلاع والإيقاف. وتقوم المصاعد برفع الطائرة من الحظيرة وإنزالها إليها لتستقر فيها. وتحتوي الجزيرة على معدات الرادار والاتصالات.

عمليات الطيران:

تنطلق الطائرات التقليدية، والطائرات المروحية، وطائرات الإقلاع والهبوط الرأسي القصير (ف. ستول) من حاملات الطائرات. إلا أن الطائرات التقليدية الثقيلة الوزن جدَّا تحتاج إلى سرعة هوائية ضخمة لكي تقلع من حاملة الطائرات بقوتها الخاصة. ولهذا السبب تُطلق الطائرات من منطقة الإقلاع بآلة تشبه المنجنيق. ★ تَصَفح: المنجنيق.

تُبحر حاملة الطائرات بسرعة عالية أثناء الإقلاع، مما يزيد من سرعة الرياح بالمقارنة مع سرعة السفينة ويساعد ذلك في رفع الطائرات أثناء إقلاعها.

كذلك فإن حاملة الطائرات تنطلق في الرياح عندما تهبط الطائرات. فإذا كانت حاملة الطائرات تسير بسرعة 25 عقدة (ميلاًّ بحريًّا في الساعة) في رياح تهب بسرعة 25 عقدة، فإن سرعة الرياح فوق سطح السفينة تكون 50 عقدة. وعليه فإن طائرة تطير بسرعة 100 عُقدة في الرياح تكون لها سرعة هبوط 50 عقدة فقط بالنسبة لسطح الحاملة. وتمسك أسلاك الكبح (الإيقاف) المكوَّنة من أربعة حبال فولاذية ممتدة عبر الجزء الخلفي من منطقة الهبوط على السطح، بخُطَّاف خلفي يتدلى من الطائرة. وتتوقف الطائرة تماما على مسافة حوالي 91م.

لدى حاملات الطائرات الحديثة أقسام هبوط مائلة على سطوح طيرانها. يشغل قسم الهبوط ثلثي السطح من الخلف ويميل نحو الجانب الأيسر المواجه للأمام ويمتد فوق الماء. وأي طائرة تقوم باقتراب خاطئ أو تُخطئ حبال الإمساك بخطافها الخلفي يمكنها أن تواصل التقدم وتحلق بعيدًا عن السطح. وفي حاملات الطائرات القديمة يوجد حاجز يفصل قسم الهبوط عن قسم الإقلاع. غير أن الطائرة التي تهبط قد تخترق الحاجز، وتصطدم بالطائرات التي في قسم الإقلاع فتتحطم.

تحمل حاملة الطائرات مقاتلات نفاثة وقاذفات قنابل نفاثة. كما أنها تحمل طائرات رادارية، وطائرات استطلاع، وطائرات وقود، وطائرات مضادة للغواصات. ويقسم سلاح البحرية حاملاته إلى فئات. وتأخذ كل فئة اسمها من أول سفينة بنيت من تلك الفئة. فعلى سبيل المثال يقسم سلاح البحرية الأمريكي حاملاته إلى فئات خمس هي من الأحدث إلى الأقدم: نِيميْتز، كيِتي هوك، وإنتربرايز، وفوريستال، وميدواي. وتعمل السفن من فئتي نيميتز وإنتربرايز بالطاقة النووية. وجميع حاملات الفئات الأخرى تعمل بالنفط.

تضم فئة نيميتز الحاملة تشيستر دبليو نيميتز، ودوايت دي أيزنهاور، وكارل فينسون، وتيودور روزفلت، وجون ستنيس، وهاري ترومان. وتعتبر نيميتز أكبر سفينة حربية في العالم بمقياس الوزن المزاح بالطن. وهذا المقياس يشير إلى عدد أطنان الماء المزاحة بوساطة السفينة أو التي تشغلها السفينة. فالحاملة من فئة نيميتز تُزيح 94,900 طنٍّ متري من الماء عندما تكون كاملة الحمولة. ويبلغ طولها 333م وعرضها 77م، كما تستطيع أن تحمل حوالي 85 طائرة، وطاقمًا مكونًا من حوالي 5,700 شخص.

مقاتلة تستعد للهبوط على سطح حاملة الطائرات الأمريكية كونستليشن من فئة كيتي هوك، التي يمكنها أن تحمل 90 طائرة.
تضم فئة كيتي هوك الحاملة كيتي هوك، وكنستليشن، وأمريكا وجون ف. كنيدي. وتُزيح الحاملة كنيدي 88,400 طن ماء عندما تكون كاملة الحمولة ؛ كما تزيح الأخريات 82,100 طنٍّ. وتستطيع السفن من فئة كيتي هوك أن تحمل من 85 إلى 90 طائرة وحوإلي 5,400 شخص.

تضم فئة إنتربرايز سفينة واحدة هي إنتربرايز فقط. وحيث إن بناءها اكتمل عام 1961م، فقد كانت أول حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية في العالم. وهي تُزيح 91,040 طنًا عندما تكون كاملة الحمولة. كما أنها تستطيع حمل 90 طائرة و 5,700 شخصٍ.

تضم فئة فوريستال الحاملة فوريستال، وساراتوغا، ورينجر، وإنديبندانس وتزيح كل سفينة من هذه الفئة 79,300 طنٍّ عندما تكون كاملة الحمولة، كما تستطيع حمل 85 طائرة وحوالي5,300 شخصٍ.

تضم فئة ميدواي الحاملة ميدواي، وكورال سي وتزيح كل منهما 52,800 طنٍّ متريٍّ عندما تكون كاملة الحمولة. كما تستطيع حمل 75 طائرة وحوالي 4,500 شخص.

نبذة تاريخية:

كانت أول حاملة طائرات في العالم هي إتش إم إس أرجوس. وقد كانت سفينة تجارية أخذها سلاح البحرية البريطاني في عام 1916م. حدث أول هبوط لطائرة على سطح سفينة على الطرَّاد البريطاني المحول إتش إم إس فيوريوس. أما أول حاملة طائرات في سلاح البحرية الأمريكي فهي لانجلي، وهي سفينة فحم حجري تم تحويلها. وقد دخلت تلك الحاملة الخدمة عام 1922م.

خلال الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945م) قامت الدول المتحاربة ببناء أكثر من 150 حاملة طائرات، وكانت أهم السفن في الحرب. وقامت الطائرات التي انطلقت من الحاملات اليابانية بمهاجمة قاعدة بيرل هاربر الأمريكية، كما أن أول غارة جوية أمريكية على اليابان قامت بها قاذفات من حاملة الطائرات هورنيت. كذلك قامت حاملات الطائرات البريطانية بحراسة قوافل الإمدادات في المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. كما أنها شاركت في أعمال الأسطول مثل إغراق السفينة الحربية الألمانية بسمارك.

في الستينيات من القرن العشرين كانت الولايات المتحدة فقط هي التي تحتفظ بأسطول كبير من حاملات الطائرات. وبلغت قوة حاملات الطائرات الأمريكية أوجها خلال الحرب الفيتنامية. وبين عامي 1968م و 1969م كان سلاح البحرية الأمريكي يملك 23 حاملة طائرات. وقد تخلصت البحرية الأمريكية من الحاملات القديمة، بينما أدخلت الحاملات العملاقة العالية التكاليف من فئة نيميتز إلى الخدمة خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين. وبعد الحرب الفيتنامية تم التخلص من كثير من الحاملات. وللبحرية الأمريكية الآن 12 حاملة طائرات. ويملك سلاح البحرية لكل من فرنسا والأرجنتين والبرازيل بالإضافة إلى الولايات المتحدة، حاملات طائرات للطائرات التقليدية. وقد طور سلاح البحرية السوفييتي السابق أسطولا من حاملات الطائرات، وكان موضوع خلاف بين كل من روسيا وأوكرانيا. ولكن اتفقت الدولتان، عام 1997م، على تقسيم أسطول البحر الأسود، حيث احتفظت أوكرانيا بخمس الأسطول مقابل السماح لروسيا بتأجير بعض أحواض السفن في ميناء سيفاستوبول الأوكراني. وأنزلت فرنسا حاملات طائرات تعمل بالطاقة النووية في أواسط التسعينيات من القرن العشرين. كما تملك كلٌّ من بريطانيا، والهند، وإيطاليا، وأسبانيا، والولايات المتحدة حاملات طائرات للطائرات ذوات الإقلاع الرأسي القصير (ف. ستول) والطائرات المروحية.

★ تَصَفح أيضًا: البحرية ؛ الحرب العالمية الثانية.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية