(تقدير 2000م)
وفي المملكة المتحدة هناك حوالي 20% من السكان تقل أعمارهم عن 16 عامًا، وحوالي 64% تقع أعمارهم بين 16 و 64 عامًا ، وحوالي 16% تزيد أعمارهم عن 65 عامًا. وفي البلدان النامية تتزايد نسب صغار السن مقارنة بالبلدان الصناعية التي تقل فيها معدلات تزايد السكان. ففي الصين يقع حوالي 60% من السكان في الفئة التي تقل أعمارها عن 29 عامًا، وفي الهند تُشكِّل هذه الفئة زهاء 65%، وفي الفلبين نحو 70% أما في بريطانيا فإن نسبة من تقل أعمارهم عن 29 عامًا هي 40% فقط. وفي بعض البلدان الإفريقية تقل أعمار نصف عدد السكان تقريبًا عن 15 عامًا، بينما يشكِّل أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 64 عامًا نسبة 3% فقط.
يكون النمو السكاني أكثر سرعة في الدول ذات معدلات المواليد المرتفعة. ويُمكن لموجات الهجرة أن تؤثر على عدد السكان وذلك بتغيير نسب التوزيع بين الجنسين. فعلى سبيل المثال، في الولايات المتحدة، فاق الرجال النساء عددًا في معظم الحِقَب، وذلك لأن معظم المهاجرين إلى الولايات المتحدة كانوا رجالاً. وبتناقص الهجرة إلى الولايات المتحدة، تزايدت نسبة النساء. وبحلول عام 1950م كان عدد النساء أكثر من الرجال.
وتحتل المملكة المتحدة المرتبة الحادية والعشرين بين دول العالم حسب أعداد السكان، كما أن لديها بعضًا من أدق الإحصاءات الخاصة بنمو السكان. ومنذ العام 1801م يُجرى في بريطانيا تعداد للسكان كل عشرة أعوام. وقد حدثت الفجوة الوحيدة في هذه الإحصاءات خلال العام 1941م حينما لم يُجْر التعداد بسبب الحرب العالمية الثانية. وقد فُرض تسجيل المواليد والزيجات والوفيات في المملكة المتحدة منذ عام 1837م، وقد ساعد ذلك الأمر في إكساب الإحصاءات السكانية المزيد من الدقة. ويتزايد عدد السكان في المملكة المتحدة ببطء، فمن 57,1 مليونًا في سنة 1989م يتوقع تزايدهم إلى 59 مليونًا في عام 2001م ثم إلى 59,4 مليونا بحلول العام 2011م. وقد حدثت زيادة في نسبة كبار السن. وتُشكل حاليًا نسبة أولئك الذين فوق سن التقاعد الطبيعي (أي 65 عامًا للرجال و60 عامًا للنساء) حوالي 18% مقارنة بـ 15% عام 1961م. ولا يسري هذا الوضع في كل البلدان الأوروبية الأخرى وذلك لأن عدد السكان في أوروبا يتناقص بنسبة 0,1% سنوياً، أي أن معدل النمو -0,1%.
وفي أستراليا ونيوزيلندا، كان النمو السكاني مرتفعًا بصورة عامة منذ بدء الاستيطان الأوروبي بأستراليا عام 1788م وبنيوزيلندا عام 1840م.وخلال الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، شَكّلت الهجرة نصف النمو السكاني في أستراليا، وحوالي الثلث في نيوزيلندا. وتناقصت الهجرة إلى تلك البلدان في السبعينيات، إلا أنها عادت لسابق عهدها فيما بعد. على أن معدلات الولادة تبقى منخفضة في البلدين ـ حوالي 15 لكل ألف من السكان. وشهدت كل من أستراليا ونيوزيلندا نموًا سكانيًا بطيئًا خلال حقبة التسعينيات من القرن العشرين، حيث زادت أعداد الأستراليين فوصلت إلى 19,222,000 نسمة عام 2000م، وذلك بعد أن بقيت معدلات الهجرة على المستويات التي شهدتها في الثمانينيات.
ويشكل عدد سكان الدول النامية حوالي 75% من عدد سكان العالم. وتمثل الصين والهند نسبة تفوق 37% من سكان العالم. ويقارب معدل الولادة في الهند 30 لكل ألف نسمة، ويفوق هذا معدل الولادة في الصين حيث يبلغ هنالك حوالي 20 لكل ألف نسمة. وفي السنوات الأخيرة، اتبعت الحكومة الصينية سياسة متشددة لتحديد النسل، وذلك بتقييد عدد المواليد بطفل واحد لكل أسرة.وفي بعض أنحاء إفريقيا تفوق معدلات الولادة تلك الخاصة بالهند، إذ تبلغ 40 لكل ألف نسمة.
وقد تزايدت أعداد سكان العالم بأكثر مما كان مقدَّرًا لها في آواخر الثمانينيات من القرن العشرين. فقد تنبأت الأمم المتحدة في فترة سابقة بأن عدد سكان العالم سيزيد بمعدل سنوي يبلغ 1,6%. بينما بلغ معدل النمو الفعلي للسكان 1,7% في أواخر الثمانينيات وهذا الفارق في النسب والذي قد يبدو ضئيلاً، يؤدي إلى زيادة الأعداد بما يفوق خمسة ملايين نسمة كل عام. ولما كان النمو قد بلغ 1,4% عام 2000م، فإن عدد سكان العالم سيكون نحو 10 بلايين نسمة بحلول العام 2028م.
كثافة السكان في القارات |
وفي أستراليا ونيوزيلندا، فإن الفئات الأسرع تزايدًا بين السكان هم الأبورجين (الأستراليون الأصليون) في أستراليا والماووريون في نيوزيلندا. وهناك الآن حوالي الـ 300,000 من الماووريين النيوزيلنديين مقارنة مع 100,000 عام 1945م كما أن هنالك 200,000 من الأبورجين الأستراليين. وقد تزايدت أعدادهم بصورة سريعة خلال الثمانينيات، بمعدل عام يبلغ حوالي 5% وقد عزت السلطات الأسترالية ذلك التزايد المتسارع إلى تزايد أعداد السكان الذين أقروا بانتمائهم إلى الأبورجين وذلك لأول مرة في تعداد عام 1986م.
تجاوز عدد سكان العالم 6 بلايين نسمة بحلول عام 2000م. وتزايد العدد بحوالي 1,4% سنويًا. وحسب هذا المعدل فإن عدد سكان العالم سيصل إلى نحو 10 بلايين نسمة بحلول العام 2028م. وقد أُطلق على هذا التزايد المتسارع مصطلح الانفجار السكاني.
وفي البلدان الصناعية في أوروبا وأمريكا الشمالية، نزح الكثير من الناس للمدن وتولوا أعمالاً في المصانع، وفي المزارع، كان الحجم الكبير للأسر ضروريًا للمساعدة في الأعمال، غير أنه كان من الصعب إعالة الأسرة الكبيرة الحجم في المدينة. ونتيجة لذلك أخذت معدلات الولادة في التناقص في البلدان الصناعية، لكن في البلدان الزراعية في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية لم يحدث الهبوط في معدلات الوفاة إلا في منتصف القرن الحالي. ثم انحدرت معدلات الوفاة سريعًا دون أن يصاحبها انخفاض في معدلات الولادة. وتزايدت أعداد السكان في العالم بصورة سريعة، ولكنها تزايدت بمعدل أسرع في الدول النامية التي لا تستطيع مواجهة أعباء ذلك التزايد.
وقد طرح الاقتصادي البريطاني توماس روبرت مالتوس نظرية التكاثر، في أواخر القرن الثامن عشر، إذ قال إن السكان يتزايدون إلى حد يفوق إمكانات الأرض، وتنبأ بأن المجاعة والحرب وبقية الكوارث ستصبح أمرًا شائعًا إلا إذا اتخذ الناس خطوات لتخفيض معدل النمو. ويُعارض الكثيرون آراء مالتوس، ويعتقدون بأن الزيادة في إنتاج الغذاء، المصحوبة بتطورات أخرى، ستُجاري الزيادة المستقبلية في أعداد السكان. وخلال الستينيات على سبيل المثال، ساعدت طُرق الزراعة المُطوّرة واستخدام سلالات المحاصيل ذات الإنتاجية العالية، ساعدت الدول النامية في زيادة إنتاجها الزراعي بحوالي 25%، وقد حققت تلك الجهود نجاحًا منقطع النظير لدرجة أن أطلق عليها تسمية الثورة الخضراء. ويعتقد بعضهم الآخر ممن يختلفون مع مالتوس أن الأرض يُمكنها إعالة أعداد أكبر بكثير من عدد السكان وذلك في ظل توزيع أكثر عدالة للموارد. ويشير هؤلاء إلى أن بعض السكان لديهم ما يفوق حاجتهم من الغذاء بينما يتضور بعضهم الآخر جوعًا.
وقد شجعت العديد من حكومات البلدان برامج تنظيم النسل وذلك بهدف خفض معدل الولادة، غير أن هذه الجهود لاقت نجاحًا ضئيلاً في معظم المناطق حيث تبقى مستويات المعيشة متدنية. فعلى سبيل المثال، يرغب الكثير من الفقراء أن تكون لهم أسر كبيرة الحجم حتى يكون هناك من يرعاهم في كبرهم. ومن المحتمل أن تلاقي برامج تنظيم النسل نجاحًا بسيطًا مالم يتمكن التقدم الاجتماعي والاقتصادي من النهوض بمستويات المعيشة لغالبية الناس في تلك المناطق.