الرئيسيةبحث

النخلة ( Palm )



أشجار النخيل لمعظمها سيقان عديمة الفروع تنتهي من أعلى بتاج من الأوراق، ونخيل التمر (إلى اليمين) له تاج كثيف. أما نخيل واشنطونيا (في الوسط) فهو مغطى جزئيًا بتنورة من الأوراق الميتة. وللنخيل الملكي (إلى اليسار) جذع أبيض.
النخلة واحدة من مجموعة من الأشجار والشجيرات التي تنمو في الأجواء الدافئة خصوصًا المدارية. وترجع أهمية النخيل في المناطق المدارية إلى أنه مصدر للغذاء والكساء ومواد البناء للأهالي. وينتشر النخيل في جنوب شرقي آسيا وجزر المحيط الهادئ وأمريكا المدارية، وتنمو النخلة البرية شمالاً حتى الدول الأوروبية في شمال البحر الأبيض المتوسط وعلى امتداد ساحل ولاية كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة الأمريكية.

والنخيل مجموعة من النباتات القديمة. وقد وجدت أحافير لأوراق النخيل منذ عصر الزواحف (قبل حوالي 240 مليون إلى 63 مليون عامًا). ولقد نما النخيل في وقت ما في جميع أنحاء الكرة الأرضية حيث وجدت أحافير للنخيل شمالاً حتى في جرينلاند.

أنواع النخيل:

يوجد أكثر من 2,700 نوع من النخيل وتختلف هذه الأنواع كثيرًا في حجم الأشجار وشكل الأزهار والأوراق والثمار التي تنتجها. وينمو معظمه عاليًا بشكل مستقيم، لكن في بعض الأنواع قد تمتد الساق على الأرض، وفي أنواع أخرى قد تدفن السيقان في التربة. أما نخيل أسل الهند الذي يوجد في أدغال جنوب شرقي آسيا فله سيقان رفيعة تشبه سيقان العنب يترواح طولها بين 3 إلى 75م. وتزحف هذه السيقان على التربة في الأدغال أو تتسلق عاليًا على جذوع الأشجار. ومعظم أشجار النخيل لها ساق واحدة لكن كثيرًا منها أيضًا له سيقان متعددة تنمو من نفس قاعدة الجذور.

الساق:

عادة ما تكون الساق مستقيمة وأسطوانية ويتراوح سمكها ما بين 10 ـ 60 سم. وبعض النخيل يكون له ساق لا يزيد سُمكها عن سمك القلم الرصاص (المرسم)، بينما البعض الآخر يكون سمك ساقه 1,5م. كما يتراوح طول الساق ما بين بضعة سنتيمترات وأكثر من 30م. وقد يكون القلف ناعمًا أو خشنًا كما قد يحتوي القلف على أشواك في بعض الأنواع. تحدث تفرعات من الساق في القليل من أنواع النخيل. كما أن القليل أيضًا له تنورة قشية الشكل من الأوراق الميتة التي تتدلى إلى أسفل وعلى امتداد الساق. ومعظم النخيل له أوراق ريشية أو مروحية متجمعة على قمة الساق.

الأوراق:

تختلف الأوراق كثيرًا في الحجم والشكل. ويبلغ طول أصغر الأوراق أقل من 30سم. بينما يبلغ عرض الأوراق المروحية من 60 إلى 120سم، أما الأوراق الريشية فيصل طولها إلى ستة أمتار ويبلغ عرضها من 30 إلى 120 سم. وتنتج أكبر الأوراق حجمًا من نوعين. النوع الأول هو نخيل طاليب الهند ويبلغ عرض أوراقه المروحية 4,5م، والنوع الثاني هو نخيل الرّافية ويبلغ طول أوراقه المروحية 20م وعرضها 2,5م.

الثمار:

وتختلف الثمار كثيرًا في الحجم والشكل فبعض الثمار لا يزيد حجمها عن بذرة البازلاء بينما يبلغ قطر الثمار الكبيرة في أشجار نخيل جوز الهند المزدوجة حوالي 60سم. وتحتوي ثمرة النخيل على عدد من البذرات ما بين بذرة واحدة وسبع بذرات. وقد يكون نسيج الثمار طريًا كما في البلح أو صلبًا ويشبه الخيوط كما في جوز الهند. أما البذرة فقد تكون صلبة كما في حالة البلح أو تكون في حالات قليلة طرية أو حتى مجوفة وممتلئة (باللبن)، كما في حالة جوز الهند.

وتوجد أكبر البذور المعروفة في أشجار نخيل جوز الهند المزدوجة وفي أشجار جوز الهند الحقيقية. وتوجد الأزهار المذكرة والمؤنثة في كثير من أنواع النخيل على أشجار مختلفة وتعتمد في التلقيح على الإنسان أو الرياح أو الحشرات.

نخيل جوز الهند (أعلى) ينمو في جميع المناطق المدارية خصوصًا الساحلية ويبلغ ارتفاع هذه الأشجار الباسقة 30م. أما ثمرته، أي جوز الهند (أسفل إلى اليمين) فهي واحدة من أكبر الثمار. ويمكن أن تطفو ثمار جوز الهند حيث يستقر كثير منها على السواحل فتبدأ بذرتها في النمو (أسفل إلى اليسار).

منتجات النخيل:

يمدنا النخيل بالظل ومواد البناء (خشب الصناعة الخام والخوص) والوقود، كذلك تعتمد عليه صناعة الحبال والمكانس كما يمدنا بمواد التَّغْليف التي تمنع تسرب المياه بين ألواح السفن. كما تصنع الحصر والقبعات والسلال من شرائح سعف النخيل المجدولة، وتمدنا أشجار النخيل أيضًا بالزيت اللازم للطعام أو للإنارة. ويمكن أن يؤخذ السائل السكري المستخرج من نخيل مثل نخيل التال ويستعمل كغذاء أو يستعمل كمشروب سكري. ويستعمل النشا المستخرج من النبات في الأغذية، أما النوى فيتم تحويلها إلى أزرار ومنحوتات.

وللنخيل أهمية قصوى عند سكان المناطق المدارية. لكن معظم الناس في المناطق الأخرى من العالم يستفيدون أيضًا من منتجات النخيل. فيستخدم اللب المجفف الزيتي لثمر جوز الهند لإضافة نكهة إلى الحلوى، كما يستخدم زيتها الغني في صناعة الصابون وكزيت طعام للسلطة، وفي الطهو وفي عمل السمن النباتي. وثمار البلح هي أكثر المنتجات شهرة. أما دقيق النخيل (الساغو) فهو النشا الذي يؤخذ من السيقان. ويتم تصنيع الكثير من السلال ومقاعد الكراسي من شرائح الأوراق المجدولة وتستخدم سيقان نخيل الأسل الهندي في عمل الأثاث. وتصنع الرافية من أشرطة رفيعة من الخلايا يتم فصلها من أوراق نخيل مدغشقر، ويستعملها الأطفال في الصناعات اليدوية مثل صناعة السلال في المدارس. أما الشمع المأخوذ من أوراق النخيل الكرنوبي في البرازيل فيستعمل في بعض الصناعات مثل ورنيش الأحذية.

★ تَصَفح أيضًا: مركز أبحاث النخيل.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية