الرئيسيةبحث

غينيا الجديدة ( New Guinea )


بورت مورسباي عاصمة بابوا غينيا الجديدة تقع على الساحل الجنوبي الغربي لجزيرة غينيا الجديدة. وهي ميناء عميق ساعد في جعل المدينة مركزًا تجاريًا.
غينيا الجديدة جزيرة استوائية كبيرة، تقع في المحيط الهادئ إلى الشمال من أستراليا، وهي ثانية الجزر الكبرى في العالم بعد جزيرة جرينلاند التي تفوقها في المساحة.

تبلغ مساحة غينيا الجديدة ما يقرب من 818,000كم²، ويبلغ عدد سكانها ما يقرب من ستة ملايين نسمة. وتغطي المناطق الداخلية للجزيرة جبال متشعبة، وهي مناطق ذات مناخ معتدل. وعلى النقيض من ذلك نجد أن المناخ بالأراضي المنخفضة على امتداد الساحلين الشمالي والجنوبي للجزيرة حار ورطب.

ويقطن معظم سكان غينيا الجديدة في القرى والمناطق الريفية، بينما يقطن نصف السكان تقريبًا وديانًا جبلية معزولة.

ظلت اتصالات سكان غينيا الجديدة بالعالم الخارجي حتى منتصف الثلاثينيات من هذا القرن محدودة وفي نطاق ضيق.

وهناك وحدتان سياسيتان في غينيا الجديدة، هما أريان جايا وبابوا غينيا الجديدة، وتضم كل من هاتين الوحدتين الجزر المجاورة لها.

أريان جايا كانت تعرف سابقًا باسم أريان الغربية تقع في الجزء الغربي من غينيا الجديدة، وتعد ولاية من ولايات إندونيسيا وعاصمتها مدينة جيابورا التي تقع على الساحل الشمالي. ★ تَصَفح: إندونيسيا.

أما بابوا غينيا الجديدة فهي تقع في النصف الشرقي من غينيا الجديدة وكانت تابعة لأستراليا من قبل ولكنها أصبحت دولة مستقلة في عام 1975م. وعاصمتها بورت مورسباي التي تقع على الساحل الجنوبي الشرقي. ★ تَصَفح: بابوا غينيا الجديدة.

ومعظم سكان غينيا الجديدة من الميلانيزيين وهم شعب من شعوب المحيط الهادئ من ذوي البشرة السوداء والشعر الأسود الكثيف. ويعيش في هذه الجزيرة أيضًا مايقرب من 35,000 من الآسيويين والأستراليين والأوروبيين، ويقيم معظمهم في المدن الساحلية. ولقد استقرت أعداد كبيرة من سكان الجزر الأندونيسية الأخرى في إريان جايا.

ويقطن معظم القرويين في الأراضي المرتفعة في أكواخ من القش ويزرعون البطاطا الحلوة التي يعتمدون عليها كغذاء رئيسي، كما تمدهم الخنازير بالجزء الأكبر من حاجتهم للحوم. أما في الأراضي المنخفضة فيبني القرويون مساكنهم على ركائز ترتفع بها عن مستوى الأرض ؛ وذلك بهدف توفير البرودة والجفاف، وأهم المحاصيل الغذائية الرئيسية لديهم الموز والقلقاس واليام. ويعتمد السكان الذين يقطنون في منطقة المستنقعات بالساحل الشرقي في غذائهم على الساغو، وهو نوع من النشويات المستمدة من أشجار النخيل بأنواعها المختلفة.

أيقونة تكبير الخريطة السياسية لغينيا الجديدة
ويوجد في غينيا الجديدة أكثر من 700 لهجة محلية ونتيجة لهذا العدد الكبير من اللهجات فإن كثيرًا من الناس يصعب عليهم التفاهم، حتى مع جيرانهم الذين يعيشون على مسافة قريبة منهم. وتتحدث نسبة كبيرة من سكان الجزء الشرقي من غينيا الجديدة نوعًا من اللغة الإنجليزية يعرف باسم الإنجليزية الهجين أو توك بيسن، وهذه لغة مشتركة يستطيع المتحدثون من ذوي الألسنة المختلفة التفاهم بوساطتها، أما في الجزء الغربي، فيتحدث كثير من الناس لغة الملايو لغة ثانية.

وهناك سلسلة جبلية كبيرة تخترق غينيا الجديدة من الشرق إلى الغرب، وهي تضم سلسلة أوين ستانلي في الشرق، أما في الغرب فيوجد جبل بنكاك جايا الذي يبلغ ارتفاعه 5,030م وهو أعلى قمة في الجزيرة.

تغطي الجبال والهضاب المغطاة بالعشب والوديان ذات الأشجار الكثيفة معظم المناطق الداخلية والمراعي والأدغال على امتداد الأطراف الشمالية والجنوبية للجزيرة، وتحيط المستنقعات وأشجار المانجروف بعض مناطق غينيا الجديدة.

وينحدر العديد من الجداول والأنهار من سفوح الجبال إلى الأراضي المنخفضة مكونة مستنقعات كبيرة حول أكبر أنهار غينيا الجديدة، وهما نهر الفلاي ونهر سيبك عند وصولهما إلى المناطق المنخفضة.

ويتميز مناخ المناطق الساحلية المنخفضة بأنه حار ورطب. وتقل درجات الحرارة والرطوبة مع زيادة الارتفاع تجاه وسط الجزيرة، ويصل المتوسط السنوي للأمطار في بعض أجزاء غينيا الجديدة إلى أكثر من 510سم.

ومن أهم الحيوانات بغينيا الجديدة التماسيح وكنغر الأشجار. وأنواع من الثعابين، مثل أفعى الموت والبابوان الأسود وثعبان الطيبن، كما أن هناك العديد من الطيور والفراشات بألوانها الزاهية.

وتعد غينيا الجديدة من أكثر مناطق العالم تخلفًا من حيث النمو الاقتصادي. ومعظم السكان يزرعون الأرض لتوفير الجزء الأكبر من غذائهم بأنفسهم، وينتج كثير من الفلاحين سلعا للبيع منها: جوز الهند والبن والكاكاو. ويزرع الكاكاو وجوز الهند والبن أيضًا في المزارع الكبيرة.

يوجد بغينيا الجديدة منجمان كبيران للنحاس، يقع أحدهما بالقرب من نابير في إريان جايا، ويقع الآخر في بابوا غينيا الجديدة في منطقة جبلية يحدها من جهة الشرق إريان جايا، وينتج المنجمان أيضًا كميات قليلة من الذهب. وغينيا الجديدة لديها احتياطي من النفط والغاز الطبيعي.

ربما كان المستوطنون الأوائل بغينيا الجديدة قد هاجروا إليها قبل آلاف السنين من أواسط آسيا، عن طريق شبه جزيرة الملايو وإندونيسيا. ويُعد جورج دي مينيسيس الحاكم البرتغالي لجزر مولوكا من أوائل الأوروبيين الذين زاروا غينيا الجديدة، وكان ذلك في 1526م. وقد توقف بها بعض الرحالة الهولنديين والإنجليز والفرنسيين والأسبانيين خلال الثلاثمائة سنة التي تلت ذلك التاريخ. لقد ادعت هولندا ملكية غينيا الجديدة في عام 1828م. وخلال عام 1884م احتلت ألمانيا الجزء الشمالي الشرقي من الجزيرة، كما احتلت بريطانيا الجزء الجنوبي الغربي. ثم تنازلت بريطانيا عن هذا الإقليم لأستراليا في عام 1906م. وعلى إثر هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولي (1914 - 1918م) جعلت عصبة الأمم الجزء الشمالي الشرقي من غينيا الجديدة تحت الانتداب الأسترالي. ★ تَصَفح: إقليم تحت الانتداب.

وسيطر اليابانيون على غينيا الجديدة الشمالية في عام 1942م أثناء الحرب العالمية الثانية، غير أن الحلفاء عادوا واحتلوا هذه المنطقة عام 1944م. وبنهاية الحرب عام 1945م أصبح الجزء الشمالي الشرقي الذي يعرف بإقليم غينيا الجديدة تحت الوصاية الدولية ويتبع الإدارة الأسترالية. ووضعت أستراليا كلا الجزأين الشمالي الشرقي والجنوبي الشرقي (مايعرف الآن بابوا غينيا الجديدة) تحت إدارة واحدة وكان ذلك في عام 1949م.

نالت إندونيسيا استقلالها من هولندا في عام 1949م، وطالبت بضم الجزء الغربي من غينيا الجديدة. وفي عام 1962م، وافقت هولندا على تسليم الجزء الغربي من غينيا الجديدة للأمم المتحدة، وقامت الأمم المتحدة بوضع المنطقة تحت الإدارة الإندونيسية، وكان ذلك في عام 1963م وأعادت إندونيسيا تسمية المنطقة من جديد وأطلقت عليها اسم إريان الغربية، وقد أعيدت التسمية مرة أخرى في عام 1973م لتصبح إريان جايا. وفي عام 1973م نفسه منحت أستراليا بابوا غينيا الجديدة الحكم الذاتي التام وإدارة شؤونها الداخلية. وفي عام 1975م حصلت بابوا غينيا الجديدة على الاستقلال الكامل عن أستراليا.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية