الأرقام لعام 1996م.
المصدر: المكتب الإندونيسي لأنظمة المعلومات الإحصائية، ومكتب العمل الدولي.
|
حقول الأرز توفر الغذاء الرئيسي للإندونيسيين. يقع هذا الحقل وسط جاوة قرب جبل النار، البركان الذي ثار عام 1954م. |
الزراعة:
تُعَدُّ الزراعة النشاط الاقتصادي الرئيسي في إندونيسيا ويعمل بها أكثر من نصف سكان إندونيسيا. وتشمل المزارع الإندونيسية المزارع الكبيرة والتي تنتج البن وزيت النخيل والمطاط وقصب السكر والشاي والتبغ بهدف التصدير. ويُزرع الأرز وهو المحصول الغذائي الرئيسي في مزارع صغيرة، ويأتي معظمه من جاوة كما تنتج المزارع الصغيرة، الموز، والمينهوت (الكاسافا) وجوز الهند والذرة والفول السوداني والتوابل والبطاطا الحلوة. ويُعَدُّ المطاط المحصول النقدي الرئيسي. وهو رأس الصادرات الزراعية، كما يربي بعض المزارعين الجاموس المائي والأبقار والماعز والطيور. يمارس المزارعون في الكثير من الجزر الإندونيسية الأخرى نظام الزراعة المتنقلة، فيقطعون الغابة ويحرقونها، ويزرعون مكانها المحاصيل لبضع سنوات حتى تجهد التربة. فينتقلون إلى منطقة جديدة مكررين العملية نفسها.
التصنيع:
تطورت الصناعة في السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا، بعد أن ظلت لسنوات طويلة صناعات تحويلية تلبي احتياجات القطر من البضائع المصنعة. ونتيجة لذلك كان على إندونيسيا أن تعتمد بشكل كبير على المستوردات الصناعية. تصنع معظم المصانع الإندونيسية المنتجات الزراعية أو تنتج سلعًا استهلاكية كالسجائر والملابس القطنية والمنسوجات والزجاج والصابون. وهناك العديد من مصانع تجميع السيارات والشاحنات والطائرات، التي تستخدم القطع والآلات المستوردة.
كما تنتج إندونيسيا الإسمنت والمواد الكيميائية والورق ومشتقات النفط والسفن الصغيرة وإطارات السيارات والبضائع المطاطية والمنتجات الخشبية. ويعيش نحو 80% من عمال المصانع الإندونيسية في جزيرة جاوة.
التعدين:
إندونيسيا عضو في منظمة الدول المصدرة للنفـط أوبك وهي إحدى الدول الرئيسية المنتجة للنفط في الشرق الأقصى. وتتمثل الصادرات الرئيسية لإندونيسيا في النفط والغاز الطبيعي. ويأتي ثلثا النفط الإندونيسي من جزيرة سومطرة. وتعد إندونيسيا كذلك إحدى الدول الرئيسية المنتجة للقصدير. كما يستخرج من مناجم إندونيسيا خامات الألومنيوم والفحم الحجري والنحاس والمنجنيز والنيكل. وتعدن إندونيسيا بعض الذهب والفضة والكبريت. صيد الأسماك:
تحظى إندونيسيا بواحدة من أكبر الصناعات السمكية ؛ حيث يصطاد السكان أنواعًا مختلفة من الأسماك منها الأنشوفة والماكريل والسردين والتونة. كما يصطادون الروبيان في البرك الساحلية. صناعة الأخشاب:
تنتج إندونيسيا كميات كبيرة من الأخشاب الصلبة القيمة، بما في ذلك الأبنوس والتيك. وتأتي هذه الأخشاب غالبًا من بورنيو وسومطرة، لكن عدم توافر المواصلات يعرقل تطوير صناعة الأخشاب في الجزر الكبيرة. كما يشمل إنتاج إندونيسيا من الأخشاب الخيزران والروطان حيث يستخدمان في صناعة السلال والأثاث. ويستخدم قلف شجر المانجروف في دباغة الجلود وصناعة الأصباغ. كما يصنع دواء الكينين من قلف أشجار الكينا التي تنمو بشكل رئيسي في المزارع العلمية. |
وسط مدينة جاكرتا توجد فيه شوارع عريضة كثيرة بنيت على جوانبها مبان حديثة، ووسائل النقل تملأ الشوارع الرئيسية معظم الأوقات. |
النقل والمواصلات:
توصف طرق المواصلات في معظم إندونيسيا بأنها ضعيفة ؛ وذلك بسبب كثافة الغابات والسلاسل الجبلية والامتداد الواسع للبحر الذي يفصل جزرها. ويعتمد السكان في تنقلاتهم على الحافلات والمركبات الصغيرة التي يطلق عليها بيموس. تمتلك الحكومة السكك الحديدية التي تعمل فقط في جزر جاوة ومادورا وسومطرة. كما تمتلك الحكومة شركة سفن تقوم بالنقل بين الجزر، بالإضافة إلى الكثير من المـراكب التي تنقـل الركـاب والبضائع على امتداد الساحل وبين الجزر. ويعتبر تانجونجبريك الواقع قرب مدينة جاكرتا الميناء الرئيسي للبلاد. كما تمتلك الحكومة وتدير شركة طيران. ويقع المطار الرئيسي بالقرب من جاكرتا.
وسائل الاتصالات:
تدير الحكومة أنظمة البريد والبرق والهاتف، وكذلك الإذاعة والتلفاز. ويملك الإندونيسيون نحو جهاز مذياع واحد لكل سبعة أشخاص، وجهاز تلفاز واحد لكل 20 شخصًا. ويَصْدُر في إندونيسيا نحو 100 صحيفة يومية، أوسعها انتشارًا هي كومباس التي تصدر في جاكرتا. نبذة تاريخية
في معظم تاريخها، تألفت المنطقة المعروفة الآن بإندونيسيا من عدة ولايات بعضها كبير، وبعضها صغير. وقد عُرفت المنطقة سابقًا باسم جزر الهند الشرقية. وكان يطلق على الجزء المعروف الآن باسم إندونيسيا جزر الهند الهولندية. وقد استعملت تسمية إندونيسيا لأول مرة عام 1850م. ولم تتشكل الأمة الإندونيسية الحديثة حتى الأربعينيات من القرن العشرين، حيث أخذ سكانها بعد ذلك يسمون أنفسهم الإندونيسيين.
|
تواريخ مهمة |
|
2500-500 ق.م | هاجر السكان من البر الآسيوي إلى إندونيسيا. | من القرن السابع إلى القرن الثالث عشر الميلادي | امتدت مملكة سريفيجايا البوذية من سومطرة وأصبحت قوة بحرية عظمى. | القرن الرابع عشر الميلادي | حكمت مملكة ماجاباهيت الهندوسية كثيرًا من مناطق إندونيسيا. | القرن الخامس عشر الميلادي | بدأ انتشار الإسلام عبر الجزر الإندونيسية. | القرن السادس عشر الميلادي | سيطر البرتغاليون على الكثير من التجارة الإندونيسية. | 1602م | تكونت شركة الهند الشرقية الهولندية. | عشرينات القرن السابع عشر الميلادي | بدأ الهولنديون يسيطرون على مناطق في إندونيسيا. | 1799م | تولت الحكومة الهولندية السلطة على الأراضي التي كانت تسيطر عليها شركة الهند الشرقية الهولندية. | 1811-1816م | احتلت القوات البريطانية جزر الهند الشرقية الهولندية خلال الحروب النابليونية في أوروبا. | 1908 | بدأ الإندونيسيون يشكلون مجموعات وطنية. | 1942-1945م | احتلت القوات اليابانية إندونيسيا خلال الحرب العالمية الثانية. | 1945م | أعلنت إندونيسيا استقلالها، وأصبح سوكارنو رئيسًا لها. | 1949م | اعترف الهولنديون باستقلال إندونيسيا. | 1959م | اكتسب سوكارنو قوة عظمى وبدأ برنامجه للديمقراطية الموجهة. | 1963م | أصبح غينيا الغربية الجديدة (أريان جايا الحالية) تحت السيطرة الإندونيسية. | 1965م | قضى سوهارتو على ثورة قام بها بعض ضباط الجيش الذين اتهموا بأنهم جزء من مؤامرة شيوعية. | 1966م | قضى سوهارتو على الكثير من قوة الرئيس سوكارنو وبدأ إعادة تنظيم الحكومة. | 1968م | أصبح سوهارتو رئيسًا للدولة. | 1971م | أجرت إندونيسيا أول انتخابات نيابية لها منذ عام1955م. | 1976م | ضمت إندونيسيا المستعمرة البرتغالية تيمور الشرقية. | 1997-1998م | واجهت إندونيسيا أسوأ أزمة مالية في تاريخها. | 1998م | استقال سوهارتو بعد الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها جاكرتا وغيرها من المدن. | 1999م- | تعهدت إندونيسيا بعدم المطالبة بتيمور الشرقية. | 2001م | أقالت جمعية الشعب الاستشارية الرئيس وحيد، وعينت ميجاواتي سوكارنو رئيسة للبلاد. | 2002م | نالت تيمور الشرقية استقلالها. | |
العصور القديمة:
لا يعرف العلماء سوى القليل عن أصل الإندونيسيين. فقد وجد العلماء في جزيرة جاوة عظامًا لنوع مبكر من إنسان ما قبل التاريخ. فقد اكتشف في عام 1891م قرب بلدة ماياكيرتا في شرقي جاوه بقايا إنسان عاش قبل عصور التاريخ في إندونيسيا. كما اكتشف الجراح الهولندي يوجين دوبوا بقايا هيكل إنسان عاش قبل نصف مليون سنة. وقد عُرف هذا الهيكل بإنسان جاوة. لمزيد من التفاصيل، ★ تَصَفح: إنسان جاوة. ولم يجد العلماء أية أدلة تفيد أن إنسان جاوة هو الجد الأعلى للإندونيسيين. شعب الملايو:
جاء الملايويون، الذين يشكلون معظم أجداد الإندونيسيين من جنوب شرقي آسيا، في سلسلة من الهجرات في الفترة من 2500 إلى القرن الثاني ق.م، وعاش هؤلاء الملايويون في قرى، وتعلموا صناعة البرونز والحديد والنسيج وتسيير السفن عبر البحر. وكانوا يعبدون الرعد والأرواح التي تسكن الصخور، والجداول والأشجار، بالإضافة إلى آلهة المطر والتربة وغيرها من عناصر الطبيعة. النفوذ الهندي
وجد المؤرخون مؤشرات على النفوذ الهندي تعود إلى القرن الخامس الميلادي في إندونيسيا، مع أن النفوذ الهندي ربما يكون قد تطور في إندونيسيا قبل ذلك بمئات السنين. ولم يؤسس الهنود مستعمرات لهم في إندونيسيا. لكن بعض مظاهر الحضارة الهندية دخلت إندونيسيا عن طريق التجارة. فأخذ حكام الممالك الصغيرة في إندونيسيا الأفكار الهندية حول الملك وحول تنظيم المملكة. فكثير من الكلمات الإندونيسية المتعلقة بالملوك والحكومة جاءت من السنسكريتية وغيرها من اللغات الهندية فكلمة راجا الإندونيسية، على سبيل المثال تعني (ملك).
السلالات الحاكمة والمعابد:
تنافست الممالك التي نمت في جاوة وسومطرة تحت النفوذ الهندي لنحو 1,000 سنة ؛ فخلال القرن الثامن الميلادي تأسست مملكة هندوسية تُدعى ماتارام في وسط جاوة وكان يحكمها حاكم يُدعى سانجايا. وفي الوقت نفسه كانت في المنطقة أسرة بوذية تُدعى شيلندرا (سادة الجبال). وفي نحو عام 850م توحدت السلالتان بالزواج. انتشار التجارة:
اتسعت التجارة في جزر الملايو بفضل الهنود والعرب والفرس والصينين، الذين كانوا يبيعون بضائعهم حول ساحل آسيا. وامتدت هذه التجارة من الصين إلى شبه الجزيرة العربية. وفي ذروة قوتها، سيطرت مملكة سريفيجايا بأسطولها على التجارة في المياه الإندونيسية.
دب النزاع بين الممالك البحرية والممالك البرية كالنزاع الذي وقع بين مملكتي سريفيجايا وماتارام. وأخذت هذه الدول القوية الجديدة الكثير من الأفكار الهندية فيما يتعلق بتنظيم الحكم واللغة، كما أظهرت القرى بعض التأثر بالهنود إذ كانت الأساطير الهندية تتلى في الوايانج، أي مسرح الدمى المتحركة والتي كانت تعرض في القرى. ★ تَصَفح: وايانج.
وصول الإسلام
|
تأثير الإسلام وصل إلى إندونيسيا مع نهاية القرن الثالث عشر الميلادي، وانتشر الدين الإسلامي تدريجيًا عبر سومطرة وجاوة والكثير من الجزر الأخرى. نحو 85% من سكان إندونيسيا مسلمون. |
جاء الإسلام إلى إندونيسيا مع التجار المسلمين من الهند والجزيرة العربية. وقد انتشر الإسلام تدريجيًا بين الإندونيسيين ؛ إذ بدأ يمد جذوره في إندونيسيا قبل انتهاء فترة النفوذ الهندي بوقت طويل. وفي العقد الأخير من القرن الثالث عشر الميلادي اعتنق أحد الحكام الإندونيسيين المحليين في شمالي سومطرة، ويُدعى الملك الصالح الذي كان حاكمًا لباساي وأتباعه الإسلام. وقد وجد نقش على بلاط ضريحه يفيد بأنه توفي عام 1297م. وزار الرحالة ابن بطوطة باساي عام 1345م، فوجد سلطانها كريمًا، مولعًا بالحوار الديني، متواضعًا، يذهب للمسجد أيام الجمعة. وقام هذا السلطان بإرسال البعثات الدينية لتدعو الناس حول باساي إلى الإسلام. ★ تَصَفح: ابن بطوطة. ظهـور ملقـا:
أصبحت ملقـا وتنطــق (مـلاكـــا) على الساحـل الغـربي لشبـه جزيـرة المـلايو مركزًا للدين الإسلامي، وكذلك مركـزًا تجاريًـا في نحو عام 1400م. ويعتقـد سكـان الملايـو أن بـارامسْوارا، وهو أمير من سومطـرة، اتخـذ جزيـرة سنغافـورة ملجـأ عنـد هروبـه من الأعـداء. وبـعد ذلـك انتـقـل إلى ملقـا، التي كانت قريـة لصيـد السمـك، وقاعـدة للقراصنـــة الـذين كانـوا يعتـرضون السفن المارة عبر المضيق. وقد أصبحت ملقا مركـزًا تجــاريًا مهمًا تحت حكم بارامسوارا، فسيطرت على مضيق ملقا وصارت مركزًا لإمبراطورية تجارية جديـدة. ويعتقـد المـؤرخون أن بارامسوارا نفسه اعتنق الإسلام. وفي عهـد ابنـه المسلـم أصبحت ملقا قاعدة انتشر منها الإسلام ونما بسرعة. وقد انتشر الإسلام انتشارًا كبيرًا في شمالي سومطرة خلال القرن الخامس عشر الميــلادي. انتشر الإسلام على أيدي التجار العرب، وكان الإسلام أكثر نجاحًا من النصرانية في جزر الهند الشرقية ؛ فقد انتشر الدين الإسلامي غالبًا بوساطة لغة الملايو، التي كانت تكتب بحروف عربية، والتي أدخلها المسلمون إلى منطقة إندونيسيا. وانتشرت لغة الملايو لتصبح لغة إندونيسيا الحديثة. وانتشر الإسلام تدريجيًا عبر الجزر الإندونيسية، ولا يزال انتشاره مستمرًا، وبذلك تبلغ نسبة المسلمين في إندونيسيا في الوقت الحاضر 85% من مجموع السكان، أما عددهم فيفوق نظيره في أية دولة إسلامية أخرى.
وصول البرتغاليين
وصل أول التجار الأوروبيين إلى جزر الهند الشرقية في مطلع القرن السادس عشر الميلادي. ولم يزرها من الأوروبيين قبل ذلك التاريخ سوى بعض الرحالة، فقد زارها ماركو بولو عام 1292م. وكان البرتغاليون أوائل الأوروبيين الذين أسسوا أول اتصال مستمر ومباشر مع إندونيسيا. ففي عام 1497م، أبحر المكتشف البرتغالي فاسكو دي جاما حول رأس الرجاء الصالح، واتجه شرقًا عبر المحيط الهندي إلى مياه كاليكَتْ على ساحل مالابار الهندي. وقد تبعه مكتشفون آخرون للبحث عن طرق جديدة لما كان يسميه الأوروبيون آنذاك "إنديس" أي إندونيسيا، في مطلع القرن السادس عشر.
وفي عام 1509م أرسل البرتغاليون أربع سفن تجارية إلى ملقا. وقد استقبلهم في البداية سلطانها بلطف وترحاب، إلا أنه خاف من تهديدهم لتجارته، فهاجمهم وأسر بعضهم. استولى البرتغاليون عام 1510م على جوُا على ساحل الهند الغربي. وفي عام 1511م قاد نائب الملك الجديد في المحيط الهندي ألفونصودي ألبوكيرك أسطولاً من جُوا إلى ملقا واستولى عليها. وبذلك تمكن البرتغاليون من السيطرة على التجارة في غربي إندونيسيا، وبنو حصونًا لهم فيها.
سيطر المسلمون على معظم هذه التجارة. وكان البرتغاليون باستمرار في حرب معهم ؛ لأنهم كانوا يرون في الإسلام عدوًا للنصرانية. استمر النفوذ البرتغالي في إندونيسيا حتى مطلع القرن السابع عشر الميلادي، عندما تحدّى تجار أوروبيون قوة البرتغاليين في الجزر الإندونيسية. وقد أسهم العداء للبرتغاليين في نشر الإسلام في إندونيسيا إذ التف الإندونيسييون حوله لمقاومة الأوروبيين النصارى، هذا بالإضافة إلى ملاءمة الإسلام لفطرة الإنسان. فقدت البرتغال في وقت وجيز كافة مستعمراتها هناك ولم يتبق لها سوى تيمور التي احتفظت بها حتى عام 1975م.
شركة الهند الشرقية الهولندية
تأسست شركة الهند الشرقية البريطانية عام 1600م. وفي عام 1602م أسس التجار في أمستردام وغيرها من المدن الهولندية شركة الهند الشرقية الهولندية. وتنافست الشركتان الإنجليزية والهولندية للسيطرة على التجارة في جزر الهند الشرقية. وكسبتا مواطئ قدم تجارية في جاوة وسومطرة وسولاويسي. وحاول كل منهما أن يُبقي الطرف الآخر خارج تجارة التوابل، وذلك من خلال عقد اتفاقيات مع الحكام المحليين.
تأثيرات السيطرة الأوروبية:
أحدث وصول الأوروبيين إلى إندونيسيا تغيرات كبيرة في تاريخها ؛ رغم ما أكده المؤرخون عن وجود حضارة قديمة في إندونيسيا تعود إلى مئات السنين قبل وصول البرتغاليين والهولنديين إلى إندونيسيا. فقد جاء الهولنديون إلى إندونيسيا بأسطول كبير وجيش قوي وأجبروا الأمراء المحليين على التجارة معهم وفق شروطهم. وقد تدخلوا في النزاعات المحلية وحصلوا على نفوذ لدى من ناصروهم. وبمرور الزمن، فقد حكام المناطق القريبة من مراكز الشركة التجارية نفوذهم، إذ سيطرت عليها الشركة تمامًا. إمبراطورية هولندية:
خلال القرن السابع عشر اكتسبت شركة الهند الشرقية الهولندية قوة في جزر التوابل، واستولت على مكاسار. وحافظ الهولنديون على شرقي إندونيسيا من خلال سيطرتهم على الحكام المحليين. أما في جاوة فقد جُر الهولنديون إلى نزاع مع مملكة ماتارام المسلمة. ففي عام 1674م استنجد أمانجكورات الأول بالهولنديين لمقاومة المتمردين في ماتارام.وحصل الهولنديون مقابل ذلك على بعض المناطق من ماتارام في وسط وغربي جاوة. السيطرة الهولندية على التجارة:
لم يكن الاحتكار التجاري للشركة الهولندية كاملاً. فقد اخترقه المهربون والقراصنة إلى حد ما. ولتجنب محاولات التهريب حاولت الشركة أن تقصر إنتاج بعض البضائع على مناطق معينة ؛ فقُصر الاتجار بجوزة الطيب والقرنفل على جزر باندا وأمبون. ودمّروا أشجار القرنفل في تيرنيت وتيدور وطالبوا بالتسليم الإجباري، وأجبروا الإندونيسيين على إنتاج محاصيل معينة وبأسعار محددة. ورغم الأرباح الكبيرة التي جنتها الشركة، إلا أن عبء إدارة المناطق التجارية أثقل كاهلها، هذا بالإضافة إلى فساد موظفيها مما حدا بالحكومة الهولندية إلى السيطرة على الشركة وممتلكاتها في جزر الهند الهولندية عام 1799م. الإمبراطورية الهولندية
انهيار شركة الهند الشرقية الهولندية:
جاء هذا الانهيار خلال فترة مضطربة من التاريخ الأوروبي، ففي الفترة 1802-1815م كانت الحروب النابليونية مشتعلة. فقد استولت فرنسا على هولندا، وكانت بريطانيا في حرب مع فرنسا، ولذا استولت بريطانيا على الهند الشرقية الهولندية. وكان الحاكم العام في باتافيا، في الفترة 1808-1811م هيرمان ويلم دايندل وهو أحد قادة نابليون، فقام ببناء تحصينات لحمايتها من البريطانيين. وفي عام 1811م استولى البريطانيون على باتافيا واستسلمت القوات الهولندية والفرنسية في جاوة خلال 45 يومًا. وفي عام 1816م استولت هولندا ثانية على جاوه وجزر الهند الشرقية. وقامت بتطبيق أساليب جديدة لتنظيم الزراعة والضرائب.
نظام الاستزراع:
قدم الحاكم الهولندي جوهانز فان دين بوش نظامًا جديدًا للحصول على المنتجات الإندونيسية للتصدير سُمِّي نظام المزارعة. وبمقتضى هذا النظام فُرض على المزارعين أن يدفعوا خُمس إنتاجهم. فعلى المزارعين أن يتركوا 20% من أراضيهم الزراعية جانبًا لتُزرع بالمحاصيل التي تأمر بها الحكومة. وهذه المحاصيل هي البن والنيلة والسكر والشاي والتبغ. وقد وضعت الحكومة أسعارًا ثابتة لهذه المحاصيل التي كانت تبيعها بنفسها في أوروبا محققة بذلك أرباحًا كبيرة. الاستعمار:
ثار الأمير ديبونيجورو في وسط جاوة على الهولنديين عام 1825م، مع أن معظم سكان جاوة لم يشاركوه ثورته. وفي عام 1830م قبض عليه الهولنديون. ولم يستطع الهولنديون بسط سيطرتهم خارج جاوة وسومطرة إلا بعد عام 1870م، ونتيجة لعدم اتحاد الولايات الإندونيسية ضد الهولنديين، فقد سقطت هذه الولايات في أيدي الهولنديين واحدة تلو الأخرى. وقد عرفت سياسة تشجيع المشروعات الخاصة للهولنديين في إندونيسيا بالسياسة التحررية ؛ إذ أحدثت هذه السياسة تغيرات سياسية واقتصادية متعددة في إندونيسيا. فتغيرت سياسة الحكومة الهولندية منذ عام 1870م، حيث سمح للأشخاص بالاستثمار في الزراعة. السياسة الأخلاقية:
أدت السياسة التحررية إلى زيادة الثروة في إندونيسيا. لكن الإندونيسيين لم يأخذوا نصيبهم منها، بينما حقق الهولنديون أرباحًا كبيرة ؛ فهبط مستوى معيشة الإندونيسيين. وفي هولندا انتقدت جماعة حقوق الإنسان الهولندية السياسة الهولندية في إندونيسيا، واعتبروا أن على الهولنديين دينًا لأن ثراءهم استمدوه من المستعمرة. وفي عام 1900م استجابت الحكومة الهولندية لهذه الانتقادات. وقررت تشجيع التنمية الإندونيسية، فطبقت ما يُعرَف بالسياسة الأخلاقية، وفَّرت بموجبها الحكومة الأموال للتنمية الزراعية وللخدمات التعليمية والصحية، ولم تنجح هذه السياسة.
التغير الاجتماعي:
اعتقد الهولنديون أن السياسة الأخلاقية تجربة في التغير الاجتماعي، بحيث تدرب الإندونيسيين على حياة العالم الحديث. ولكن التغير الاجتماعي لم يحدث في إندونيسيا جنبًا إلى جنب مع المتغيرات الاقتصادية. وكانت الجزر لمئات السنين مأوى للمجتمعات الزراعية والتجارية. ومع نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، وقعت البلاد تحت قوة الثورة الصناعية الأوروبية ؛ حيث كانت المصانع الأوروبية بحاجة إلى لب جوز الهند المجفف والنفط والمطاط والقصدير. وبذلك أصبحت إندونيسيا جزءًا من الاقتصاد العالمي. فهجر كثير من الإندونيسيين قراهم وبدأوا حياة جديدة في المزارع الكبيرة. وبعضهم جاء للعمل في المدن مع الأوروبيين فنمت المدن باضطراد وتكونت فيها الأحياء الفقيرة المزدحمة. ولم يستطع كثير من الإندونيسيين التكيف مع المتغيرات الجديدة. وزاد النشاط التجاري للجالية الصينية فأصبح أغلب أصحاب المحال التجارية من الصينيين. نمو الوطنية
بزوغ الوطنية الإندونيسية:
أخذ المتعلمون الإندونيسيون يتساءلون لماذا يعيشون في مستعمرة يحكمها الهولنديون؟. لقد كان بإمكانهم قراءة الكتب الأوروبية التي تتحدث عن الاستقلال والديمقراطية. فبدأ عندهم إحساس أن عليهم إخراج الهولنديين والحصول على الاستقلال، كما فعل غيرهم من الشعوب، فبدأت المنظمات الوطنية تتشكل في الهند الشرقية منذ مطلع القرن العشرين وجميعها تطالب بالاستقلال التام. والبعض طالب فقط بمزيد من مشاركة الإندونيسيين في السلطة. وكان من أوائل رواد الحركة الوطنية رادن أجنغ كارتيني ابنة أحد أشراف جاوة. في عام 1908م حفّز طبيب من جاوة يُدعى واحيدين سوديروهوسودو تكوين أول تنظيم وطني إندونيسي أسماه بودي أوتومو أي (المسعى العالي). لم يكن هذا التنظيم قويًا بما فيه الكفاية ليتحدى السلطات الهولندية. وكانت أهدافه حضارية وليست سياسية.
وفي عام 1912م أسست مجموعة تجار من جاوة جمعية أصبحت تُسمى سركات إسلام أي (الاتحاد الإسلامي)، شكل تحدّيًا كبيرًا للهولنديين. ازداد اعتماد الجماعة على الدعم الإسلامي، لكنها واجهت تحدّيًا من الحزب الشيوعي حديث التشكيل. وقد دخلت جماعات من الشيوعيين في الاتحاد الإسلامي، وحاولت التأثير فيه.
وخلال عشرينيات القرن العشرين، استطاع الاتحاد الإسلامي طرد الشيوعيين من صفوفه، كما ظهرت أحزاب وجمعيات وطنية إندونيسية أخرى كالحزب الوطني الإندونيسي بقيادة سوكارنو والحزب الإندونيسي بارتندو وحزب الشعب الإندونيسي وحزب إندونيسيا الأعظم بارندرا ومجموعة الحرية والتي تقلد اثنان من أعضائها منصب رئيس الوزراء الإندونيسي، وهما محمد حاتا وسوتان سجاهرير.
رد الفعل الهولندي على الحركة الوطنية:
سمحت الحكومة الهولندية للحركة الوطنية أن تنمو ؛ فأدخلت مجالس البلدية عام 1905م لتحكم المدن والبلديات، والتي بلغ عددها 32 مجلسًا بحلول عام 1920م. ومع بداية عام 1918م أوجدت حكومة المستعمرة جمعية وطنية أو ما أطلق عليه اسم فولكِسْراد، أي مجلس الشعب. واشتمل في عضويته على ممثلين هولنديين وإندونيسيين وآسيويين بعضهم بالانتخاب وبعضهم الآخر بالتعيين. وأعلن الوطنيون الإندونيسيون الشباب دولة ذات أمة واحدة توحدها اللغة الإندونيسية، وذلك في مؤتمر عقدوه في جاكرتا عام 1928م. وظهر سوكارنو كأبرز القادة الوطنيين. وتم اعتقاله من قبل الهولنديين عام 1929م، وأُطلق سراحه عام 1931م. واعتُقِل ثانية عام 1933م مع محمد حاتا وسوتان سجاهرير.
ميلاد إندونيسيا المستقلة
الاحتلال الياباني:
احتل اليابانيون إندونيسيا في مارس 1942م. وأعطت سلطات الاحتلال الياباني للإندونيسيين أعمالاً مهمة، كان قد استثناهم منها الهولنديون. كما أعطى اليابانيون بعض الاعتراف بالقادة الوطنيين ليجعلوا حكمهم أكثر تقبلاً. فاستغل سوكارنو وضعه ليعمل وسيطًا بين الجيش الياباني والشعب الإندونيسي ليتحدث ضد الاستعمار. وفي 14 أغسطس 1945م استسلم اليابانيون للحلفاء. وفي 17 أغسطس من نفس العام أعلن سوكارنو وحاتا جمهورية إندونيسيا المستقلة، ولكن الهولنديين لم يعترفوا بهذا الإعلان. وصلت القوات البريطانية إلى إندونيسيا بعد استسلام اليابان ووجدوا أن الوطنيين الإندونيسيين قد شكلوا حكومتهم. وعندما رجع الهولنديون وجدوا أن الحكومة الوطنية قد توطدت. وقد غادرت القوات البريطانية بنهاية عام 1946م تاركين الإندونيسيين والهولنديين في صراع من أجل السيطرة.
|
الاستقلال تحيي إندونيسيا ذكراه بالنصب التذكاري الوطني في ميدان ميرديكا بجاكرتا. |
حرب الاستقلال:
شهدت السنوات الثلاث اللاحقة كفاحًا قاسيًا تزايد مع المفاوضات.فلم يستطع أي من الطرفين أن يكسب الحرب. فسيطر الهولنديون على الموانئ والمدن المهمة، بينما سيطر الثوار الجمهوريون على المناطق الواقعة خارج المدن. واستخدم الهولنديون في جيشهم الاستعماري جنودًا إندونيسيين، معظمهم من أمبون. وبعد خروج الهولنديين، شعر الإندونيسيون بمرارة نحو من قاتل منهم في صفوف الهولنديين. وقام الهولنديون بمساندة المتمردين الذين حاولوا إنشاء دولة مستقلة لهم في أمبون، ولذلك فقد استقرت عدة عائلات من أمبون في هولندا بعد فشل هذا التمرد. وفي عــام 1946م توصـل الإندونيسيون والهولنديون إلى اتفاقيـة، وعــد الهولنديــون بمـوجبها باستقلال محدود للإندونيسيين ضمن الاتحــاد الهولنـدي. وفي ديسمبر 1949م ولـدت جمهوريـة إندونيسيـا الفيدرالية، وكان رئيسها الأول سوكارنو ورئيس وزرائها محمد حاتا.
إندونيسيا في عهد سوكارنو
أصبحت إندونيسيا عضوًا في الأمم المتحدة في 28 سبتمبر 1950م، وبذلك حصلت على اعتراف دولي بها. وفي البداية عملت الحكومة تحت دستور اتحادي، لأن الاتحاد الفيدرالي في نظر الهولنديين هو الوسيلة الوحيدة لضمان وزن متساوٍ للجزر ذات الحجم السكاني الصغير مع الجزر الكثيفة السكان مثل جاوة التي يعيش فيها ثلثا سكان إندونيسيا. وقام حكام إندونيسيا بتغيير الدستور. وفي أغسطس 1950م أصبحت إندونيسيا، تُعرف باسم الولايات الاتحادية لجمهورية إندونيسيا.
وعندما أجريت الانتخابات البرلمانية عام 1955م، اشترك فيها مرشحو نحو 30 حزبًا. وكانت هذه الانتخابات البرلمانية الوحيدة في عهد سوكارنو.
وفي عامي1956و 1958م حدثت حالات تمرد في سومطرة وسولاويسي. وأعطت مثل هذه الأزمات الرئيس سوكارنو الفرصة ليأخذ دورًا قياديًا في السياسة النشطة.
سياسات سوكارنو:
أمّمت إندونيسيا عام 1957م الصناعات والمزارع التي كان يملكها الأجانب. وبعد أسابيع قليلة غادر إندونيسيا 40,000 هولندي. وفي عام 1958م فرضت الحكومة قيودًا على الصينيين من غير الإندونيسيين، فحرموا من التجارة في الأرياف. وعندما تشكلت ماليزيا في سبتمبر 1963م، اعترضت إندونيسيا على اشتمال ماليزيا على سرواك وصباح (شمالي بورنيو)، اللتين تعتبران من وجهة نظر الحكومة الإندونيسية جزءًا من أراضي إندونيسيا. وأعلن الرئيس سوكارنو فتح باب التطوع لاستعادة تلك الأجزاء، وأرسل جيشًا لتحقيق تلك الغاية. وقد فشلت هذه المحاولة الإندونيسية بفضل الدعم العسكري البريطاني لماليزيا، فانسحبت إندونيسيا من الأمم المتحدة عام 1965م احتجاجًا على انتخاب ماليزيا لعضوية مجلس الأمن الدولي. وتوقفت الاستثمارات الأجنبية. كما أصبح الناس في وضع أسوأ مما كانوا عليه في الخمسينيات.
|
سوكارنو (على اليسار) أُجبر على التخلّي عن الرئاسة لسوهارتو عام 1967م. |
سقوط سوكارنو:
في نهاية عام 1965م أصبح الفريق سوهارتو قائدًا للجيش دون رغبة سوكارنو بعد أن قضى على محاولة انقلاب قادها بعض الضباط الشيوعيين، ومنذ ذلك الوقت وسوهارتو يملك القوة الحقيقية. وخلال الشهور اللاحقة قتل آلاف الشيوعيين والصينين. ويعتقد بعض المؤرخين أن عدد القتلى وصل إلى 500,000 شخص. وفي عام 1966م عمل القادة الإندونيسيين على إنهاء الصراع مع ماليزيا وإعادة عضوية بلادهم في الأمم المتحدة وساعدوا (عام 1967م) في قيام رابطة شعوب جنوب شرقي آسيا. ★ تَصَفح: رابطة شعوب جنوب شرقي آسيا.
وفي عام 1967م نزعت جمعية الشعب الاستشارية المؤقتة لقب رئيس مدى الحياة عن سوكارنو وبقى رئيسًا للجمهورية ورئيسًا للوزراء. وفي مارس 1967م أُجْبِرَ سوكارنو على تسليم الرئاسة لسوهارتو.
إندونيسيا في عهد سوهارتو
المشكلات الاجتماعية:
كان هدف خطط التنمية الاقتصادية تحسين مستوى معيشة الإندونيسيين. فالتقدم في إنتاج الأرز والتصنيع والرعاية الصحية، قد حقق النفع للسكان، لكن الفقر بقي مشكلة. عصفت الأزمة الاقتصادية التي بدأت أوائل عام 1998م بسوهارتو وحكومته في مايو من نفس العام. فقد أدى انهيار الروبية الإندونيسية وما صاحبها من تضخم مالي كبير، وزيادة أسعار السلع الضرورية، الخبز والوقود وغيرهما، وانتقادات صندوق النقد الدولي إلى تظاهرات قادها الطلاب في كبريات المدن الإندونيسية، بل واحتل بعضهم مبنى البرلمان. وكان البرلمان قد أعاد انتخاب سوهارتو لفترة رئاسية سابعة قبل أقل من شهرين (مارس من نفس العام). وفي 20 مايو أعلن حزب جولكار الحاكم عن رغبته في تنحي سوهارتو، بل إن رئيس الحزب (رئيس البرلمان) هارموكو أمهل سوهارتو يومًا واحدًا للتنحي مما عنى من الناحية الدستورية تولي بشار الدين يوسف حبيبي، نائب سوهارتو، رئاسة البلاد.
قدم سوهارتو استقالته في 22 مايو 1998م بعد فترة حكم استمرت 30 عامًا. وتولى حبيبي المنصب إلى حين إجراء انتخابات عامة جديدة. احتفظ حبيبي بأغلب الوزراء الذين عملوا في إدارة سوهارتو، وفشل في استقطاب المعارضة إلي حكومته. ويعرف أن الحركة المحمدية التي يقودها أمين رئيس تعتبر من أكبر الحركات المعارضة (30 مليون عضو). من ناحية أخرى اتجهت الأنظار إلى الجنرال ويرانتو وزير الدفاع في عهدي سوهارتو وحبيبي الذي شكل مجلسًا للإصلاح الاقتصادي ضم كبار جنرالات الجيش وقيادات الحركات الإسلامية وبعض قادة الأحزاب العلمانية في محاولة للخروج بالبلاد من الأزمة الاقتصادية التي بدأت تقضي على عنفوان النمور الآسيوية واحدًا إثر آخر.
وبعد مضي 17 شهراً على رئاسته للبلاد حجبت جمعية الشعب الاستشارية الثقة عن حبيبي وحكومته. وفي يونيو 1999م، حصل الحزب الإندونيسي الديمقراطي للنضال بقيادة ميجاواتي سوكارنو على أغلب مقاعد جمعية الشعب الاستشارية. وفي 20 أكتوبر عينت الجمعية عبدالرحمن وحيد زعيم حزب الصحوة الوطني رئيسًا لإندونيسيا، كما عينت ميجاواتي نائبه للرئيس.
في 30 أغسطس 1999م صوت سكان إقليم تيمور الشرقية لصالح إستقلال الإقليم الذي ضمته إندونيسيا لأراضيها عام 1976م بعد خروج البرتغاليين منه. خضع الإقليم لإدارة الأمم المتحدة منذ إجراءات الإستفتاء، ولكن عناصر الميلشيات المسلحة المعارضة لإستقلال الإقليم والتي يدعمها الجيش الإندونيسي بدأت أعمال نهب واسعة في الإقليم مما اضطر نحو مائة ألف إلى النزوح إلى تيمور الغربية التابعة لإندونيسيا. وفي سبتمبر 2000م، وقعت الحكومة الإندونيسية على مذكرة تفاهم مع رئيس بعثة الأمم المتحدة في تيمور الشرقية شهدها شانانا جوسماو زعيم مجموعة الإستقلال الرئيسية في تيمور الشرقية. واتفق المشاركون على إعطاء اللاجئين حق الاختيار بين البقاء في إندونيسيا أو العودة إلى تيمور الشرقية.
وفي يوليو 2001م، حل الرئيس وحيد البرلمان الإندونيسي فردت جمعية الشعب الاستشارية باقالته، وعينت ميجاواتي رئيسة للبلاد. وانتخب البرلمان في الشهر نفسه الدكتور حمزة حاج نائبًا لرئيسة جمهورية إندونيسيا.
إختبر معلوماتك :
- ما أشهر معدنين تنتجهما إندونيسيا؟
- كيف انتشر الإسلام في إندونيسيا خلال القرن الخامس عشر الميلادي؟
- أين يعيش قرابة ثلثي سكان إندونيسيا؟
- ما الغذاء الرئيسي في إندونيسيا؟
- مِن كم جزيرة تتألف إندونيسيا؟
- ما أسباب صعوبة المواصلات في إندونيسيا؟
- متى توسعت سريفيجايا لتصبح قوة بحرية عظمى؟
- متى تأسست شركة الهند الشرقية الهولندية؟
- في أي سنة أعلنت إندونيسيا استقلالها؟
- متى اعترف الهولنديون باستقلال إندونيسيا؟
المصدر: الموسوعة العربية العالمية