الرئيسيةبحث

بابوا غينيا الجديدة ( Papua New Guinea )



مزارع الشاي في المرتفعات الغربية من بابوا غينيا الجديدة، حيث يزرع الشاي للتصدير، ويوفر النقود للمزارعين الذين يظهر بعضهم في الصورة.
بَابُوا غِينيَا الجديدة دولة مستقلة، تقع شمالي أستراليا على المحيط الهادئ.كانت تخضع سابقًا لأستراليا، إلا أنها استقلت عنها منذ عام 1975م. وتحتل هذه الدولة النصف الشرقي من غينيا الجديدة التي تُعدّ ثانية أكبر الجزر في العالم. أما النصف الغربي من هذه الجزيرة فيطلق عليه اسم إريان جايا وهي إحدى مناطق إندونيسيا الإدارية.

تضم هذه الدولة كذلك عدة جزر مثل: أرخبيل بسمارك وجزر سليمان، وجزيرة تروبرياند وجزر أخرى. تقع بابوا غينيا الجديدة على بعد 160كم من أستراليا، وهي تتميز بتباين كبير في السطح والسكان.

إن سيرة بابوا غينيا الجديدة بالنسبة لمواطني الدول الخارجية تُذكر مقرونة بذكرى المعارك الطاحنة التي دارت رحاها على طول درب كوكودا إبان الحرب العالمية الثانية عندما دحرت القوات الأسترالية القوات اليابانية المغيرة المتجهة جنوبًا صوب بورت مورسباي. وتُعرف كذلك على مستوى العالم بطائر الفردوس الذي تظهر صورته على العلم الرسمي لبابوا غينيا الجديدة، ومن الجدير بالذكر أن أهم مصدر لثروة تلك الدولة هو خام النحاس الأحمر الموجود في جزيرة بوجنفيل.

يرجع معظم سكان بابوا غينيا الجديدة إلى أصول عرقية ميلانيزية. وهم عامة يتبعون النمط التقليدي في الإنتاج، حيث يعتمدون على أنفسهم في إنتاج ما يسد حاجتهم. وتنعكس هذه الحقيقة بكل وضوح عندما نرى أن خمس هؤلاء السكان يعيشون في قرى صغيرة. ومن أهم الأنشطة الاقتصادية هناك: زراعة البن والكاكاو وجوز الهند، وقَطْع الأخشاب، وصيد السمك، والتعدين.

معظم الأنشطة الاقتصادية في البلاد يسيطر عليها الأجانب، ويتكلم السكان أكثر من 700 لغة، لكن اللغة الإنجليزية ولغة هجين هما اللغتان الرسميتان.

نظام الحكم

الخريطة السياسية لبابوا غينيا الجديدة
دولة بابوا غينيا الجديدة ملكية دستورية، وعضو في مجموعة دول الكومنولث، وملكة بريطانيا هي رئيسة الدولة، ويمثلها حاكم عام للإشراف على الجزيرة. مقر المجلس الوطني (البرلمان) في بورت مورسباي وهو الهيئة التشريعية في البلاد، ويتكون من 109 أعضاء، يُنتخب 89 عضوًا منهم انتخابًا من دوائر انتخابية مفتوحة، بينما يُنتخب20 عضوًا من الأقاليم. وينتخب الأعضاء لمدة خمس سنوات. يحق لكل الذكور والإناث الذين تزيد أعمارهم على 18 عامًا الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات.

نظام الحكم في بابوا غينيا الجديدة يشبه نظام الحكم في كل من بريطانيا وأستراليا. حيث يحكم البلاد رئيس الوزراء ومجلس الوزراء المكون من 26 شخصًا، وتقر هذه الهيئة سياسة البلاد وتضع قوانينها.

تستقر الإدارة العامة في قبضة الوزراء الذين يرأسون الدوائر الرسمية في الدولة. والدولة مقسمة إلى تسع عشرة منطقة إدارية تدير كُلاًّ منها حكومة ولاية يرأسها رئيس وزراء ولاية. وتُعَدُّ العاصمة الوطنية للبلاد المنطقة الإدارية العشرين، وهي ليست لها حكومة ولاية كما هو الحال في المناطق الإدارية الأخرى.

وحكومات المناطق الإدارية مسؤولة عن الأمور المحلية مثل: التعليم والصحة، وتطوير الاقتصاد والصناعة، وتمهيد الطرق ويتوفر الدعم المالي لهذه الحكومات عن طريق أجور الأراضي والضرائب والمساعدات.

دار البرلمان في بورت مورسباي، مقر اجتماع الهيئة التشريعية لبابوا غينيا الجديدة.

القضاء:

يتكون النظام القضائي في بابوا غينيا الجديدة من المحاكم العليا والوطنية والمحلية والقروية. وتحرص الحكومة كل الحرص على تطبيق النظام والقانون. أما في المناطق التي لا شرطة بها، فتقوم حكومة الولاية بهذه المهمة.

الخدمات الاجتماعية:

تقدم الحكومة معظم الخدمات الاجتماعية في دولة بابوا غينيا الجديدة. وتقوم إدارة شؤون الوطن بالإشراف على تطوير وتنسيق وتحسين الخدمات الاجتماعية للمواطنين.

وتقوم إدارة الصحة العامة بتقديم خدمات طبية مجانية في المناطق الريفية. ولكن المستشفيات العامة والإقليمية تتقاضى أجورًا على خدماتها. وتوجد أربعة مستشفيات رئيسية ؛ في مدينة بورت مورسباي، وجوروكا، ولاي، ورابول، بالإضافة إلى ستة عشر مستشفى إقليميًا. ونحو 165 مركزًا طبيًا ونحو 219 مركزًا مساعدًا. وتقدم حكومة بابوا غينيا الجديدة خدمات لكل الأشخاص المعوزين والمحتاجين، وإن كانت الدولة لا تهتم بتقديم نظام الخدمات الاجتماعية مثل: نظام البطالة.

السكان

السكان وسلالاتهم:

يبلغ عدد سكان بابوا غينيا الجديدة نحو 5,015,000 نسمة يوزعون في البلاد بطريقة عشوائية. ويتركز السكان في أودية الأنهار وفي المرتفعات الوسطى وفي جبال توريسيللي وجبال برنس ألكسندر بالقرب من بوبونديتا ومادانج وبورت مورسباي وكريما وآراوا. وهناك بعض المناطق الجيرية ومناطق السبخات لا تجذب العديد من السكان.

معظم سكان بابوا غينيا الجديدة (98%) من أصل ميلانيزي، ونظرًا لحركات السكان الدائبة وتزاوجهم المختلف من الصعب التكلم عن شعب مميز.

في الأزمنة السابقة، كان السكان ينقسمون إلى عدة مجموعات، لكل مجموعة عاداتها ولغاتها، مثل التوليس في شبه جزيرة جازيل، وتروبرياند في شرقي غينيا الجديدة، وشعوب بينا بينا والجاهوكو والموتو. شعوب غينيا الجديدة ذوو بشرة قاتمة وشعر مجعد، ويطلق علم الأجناس عليهم الجنس الميلانيزي.

إحدى دور تامباران في مابريك، وهي بيوت مزينة ومقدسة يُحْظر على النساء دخولها.

أنماط المعيشة:

يعمل معظم السكان بالزراعة، فيزرعون قطعة الأرض حتى تفقد خصوبتها، ثم ينتقلون إلى قطعة أخرى، وهكذا تعتمد طبيعة الزراعة على التربة والمناخ.

تتميز أراضي غينيا الجديدة بالتنوع، وتختلف طرق المعيشة فيما بين مناطق الشواطئ الحارة والمناطق المرتفعة الباردة أو الجزر المرجانية ذات الصخور البركانية. ويبدو الاختلاف جليًّا بين حياة بدائية في الريف وحياة معقدة في المدن، ومع ذلك فهناك أبنية مرتفعة وحديثة يمكن مشاهدتها في المدن، حيث المحلات التجارية تعرض بضائع شتى من أسواق العالم المختلفة. حياة القرى ما تزال بدائية، والقرويون ما زالوا ينتجون حاجاتهم، إذ يملك كل منهم حديقة منزلية أمام منزله. وهناك مزارع كبيرة وحديثة يُصَدَّر كامل إنتاجها.

تأثير البيئة. باستثناء سكان المستنقعات السهلية في واديي نهر سبيك وفلاي، فإن معظم السكان يقطنون الجبال، وهذه المناطق لا تتصل ببعضها بعضًا بسهولة بسبب المنحدرات الصعبة. وقد يكون هذا السبب هو الذي منع اتصال السكان ببعضهم بعضًا.

تقع بابوا غينيا الجديدة ضمن المناطق الاستوائية، وتتمتع مدينة بورت مورسباي والمناطق الشاطئية بمناخ حار ورطب وجاف باختلاف الفصول. والمناخ حار على الشواطئ. أما في المناطق الداخلية فتنخفض درجة الحرارة كلما ارتفعنا عن سطح البحر، حيث تصل الحرارة إلى درجة البرودة فوق المرتفعات ولذا يشعل السكان النار حتى تظل درجة الحرارة ملائمة.

الغذاء. ينتج معظم السكان غذاءهم بأنفسهم. والطعام الحيواني مرتفع السعر. يزرع السكان في المناطق الحارة القلقاس، والبطاطس. ويُعدّ جوز الهند مصدرًا غذائيًا مهمًا. معظم السكان يأكلون جوز الهند والفواكه والخضراوات. وفي المناطق المرتفعة لا تنجح زراعة البطاطس والقلقاس، لكن السكان يزرعون البطاطا الحلوة. وقد جلب الأوروبيون بعض أصناف الغذاء مثل الطماطم والذرة والباباي. يحصل السكان على اللحوم من الدجاج والخنازير بالإضافة إلى الأسماك في المناطق الساحلية.

الملابس. تستخدم المرأة تنورة من الألياف ذات اللون الأخضر، أما الرجل فيلبس ثوبًا يغطي منطقة الوسط ويمر بين رجليه. ويلبس السكان كذلك أزياء مختلفة، حيث يتزيّنون بالزهور والبذور أو بالأصواف. ويلبس السكان ملابس فضفاضة في المناسبات، أو يتزينون ببعض أنواع ريش الطيور الفاخرة. وهناك من يلبس الملابس الأوروبية، لكن الزي التقليدي يُستخدم فقط في المناسبات.

المسكن. يقطن الكيواي الذين يعيشون عند مصب نهر فلاي في منازل كبيرة يصل طول كل منها إلى 150م، وهي ذات أرضية مرتفعة، وتقيم بالمبنى قرية بأكملها، ولكل عائلة قسمها الخاص. بعض السكان يسكنون في منازل منفصلة. ومعظم المساكن تفتقر إلى وسائل الزينة والتصاميم الجميلة. وتطل بعض المساكن على شاطئ بابوان أو في جزيرة مانوس، وبعض القرى شيدت على مقربة من المجاري المائية على الساحل. وتبنى المساكن في مناطق سبيك على أراضٍ مرتفعة لأنها سهلية ومعرضة للفيضانات.

توجد طريقة وحيدة في البناء، حيث تُستخدم المسامير من أجل تثبيت البناء وتُستخدم الأرضيات المرتفعة من خشب الصنوبر أو الخيزران، في حين تبنى سقوف المنازل من الأوراق والأعشاب وبعض أغصان الخيزران.

الأدوات والأسلحة. تُعَدُّ أدوات قطع الأشجار من الأدوات المهمة في المناطق الزراعية بشكل عام. ففي الأزمنة السابقة كان الجميع يستخدمون وسائل قديمة مثل المعاول والقاطعات. وكانت الأجزاء الحادة تستخدم من الحجارة، وما تزال المعاول التقليدية تباع للسياح.بالإضافة إلى المعول، هناك عصا ذات رأس حاد تُستخدم في الحدائق لتقليب التربة، والعصا مصنوعة من خشب الصنوبر أو الخيزران. وتستخدم السهام كذلك كسلاح في الحروب أو في الصيد. ويحتاج اقتناء الأسلحة النارية إلى ترخيص من الدولة. لكن القرويين يقومون بعملية الصيد باستخدام الشباك أو الفخاخ أو الصنانير. وتشجع الحكومة على استخدام وسائل بدائية في الصيد بدلاً من استخدام الأسلحة النارية.

العمل. سكان القرى عادة في حركة دائبة. الرجل والمرأة لكل منهما مهمة مختلفة. تقوم المرأة بتدبير أمور المنزل ورعاية الأطفال وتحضير الطعام والعمل في الحديقة، وقد تقوم بحياكة الملابس وصناعة بعض الأدوات مثل السلال أو الأواني المنزلية الفخارية. ويقوم الرجال بأعمال غير منتظمة ولديهم متسع من وقت الفراغ، لكن أعمالهم صعبة وخطيرة. في الماضي كانت وظيفة الرجال حماية القرى من الأعداء، أما اليوم فمعظم أعمالهم تتركز في إنشاء المنازل وتهيئة الأراضي الزراعية، كما يقومون بصيد الأسماك والحيوانات وقطع الأخشاب وصنع الأدوات، ويعمل اليوم في بابوا غينيا الجديدة نحو 200,000 مواطن في مهن يتقاضون عنها أجورًا، ويعمل معظمهم في الغالب في الوظائف الحكومية.

التنظيم الاجتماعي. يتجمع السكان عادة على شكل قرى، وبعض القرى كبيرة الحجم، لكن عدد سكان معظمها يقل عن 500 نسمة، وينتشر السكان في المناطق المرتفعة بشكل عشوائي نظرًا لضآلة الموارد.

يلتقي الأهالي كثيرًا بسبب صلة القرابة، ويتكون سكان القرية من مجموعتين أو أكثر من السكان، وتأتي صلة القرابة القوية بينهم من الأم لا من الأب، ويملك الأجداد الأرض ويقوم الأبناء والأحفاد على رعايتها.

الحياة الاجتماعية. العلاقات الاجتماعية قوية بين السكان، وحين يطلب المرء المساعدة في عملية البناء أو الزراعة، فإنه يطلب ذلك من أصدقائه وأقاربه. وإذا كانت الحاجة كبيرة فإن سكان قرى أخرى يأتون للمساعدة. إن صلة القرابة هي الأقوى بين السكان، بالإضافة إلى علاقة النوادي السائدة في الساحل، حيث يشعر أعضاء النادي بانتماء شديد لكل الأفراد المنتسبين. ويبرز في المجتمع بعض الأشخاص الذين يقومون بأعباء خاصة، ويظهرون كأشخاص مهمين، وهم مرشحون لتولي بعض المناصب الحكومية أو في البرلمان. ومن الواضح أن العادات والتقاليد تحكم الكثير من تصرفات السكان، ومن الصعب جدًا تجاوز هذه العادات، إلا إذا حدث تغير كبير في العلاقات يؤدي بالتالي إلى تغير بعض العادات والسلوك.

الحياة العائلية. تُعدّ العائلة أهم وحدة اجتماعية في بابوا غينيا الجديدة، ويتعاون أعضاء العائلة بشكل منظم في كل نواحي الحياة، وفي بعض المناطق المرتفعة يعيش الزوج والزوجة في منازل مختلفة تبعد عن بعضها بعضًا نحو كيلو متر واحد، ومع ذلك تبقى العلاقات العائلية قوية. والحدث السعيد في العائلة هو الزواج، حيث يتزوج الرجل والمرأة سرًا في بعض الأحيان أو بحضور الأهل، وأحيانًا تُترك عملية الزواج والاختيار للعائلات. تقام احتفالات العُرس، ويُطلب مهر للعروس، وفي الغالب يكون المهر من مواد ثمينة تقدمها العائلة والأقارب. وتكون هذه المواد هدية للعروس، وعندما تتزوج العروس تنتقل إلى بيت أهل زوجها وتصبح في خدمتهم. وفي السابق كان من المألوف أن يتزوج المرء أكثر من زوجة، لكن الأمر تقلص بمرور الأيام حتى كاد ينعدم تمامًا.

حياة الأطفال. الأطفال هم قلب العائلة، والوالدان يوليان أولادهما عناية كبيرة. وتحمل الأمهات أولادهن في حمالة تُربط برأس الأم. ويبقى الأولاد على مقربة من الأب والرجال، ويتعلم الإناث المهارات من الأمهات.

يعيش الأولاد حياة غير مقيدة، فهم يلعبون حيث يشاؤون، وغالبًا ما تفتح البيوت أبوابها أمام الأطفال ليلعبوا.

التجارة. في الماضي كانت الدولة ذات اكتفاء ذاتي، وقد كانت مادة الملح على سبيل المثال أغلى المواد لندرتها، ثم بدأت مرحلة التبادل التجاري بين القبائل والدول الأخرى عن طريق المقايضة، أما اليوم فتتم التجارة بالمال.

الحروب. قبل أن يستعمر الأوروبيون البلاد، كان سكان القرى يتعرضون لهجمات من القرى الأخرى بسبب السرقة أو الإهانة أو الاعتداء أو بقصد التوسع.

وتحدث الحروب بشكل فجائي وفي الغالب أثناء الليل، ولا تستمر الحروب أكثر من يوم واحد. وكان المنتصرون يضعون شارات من الدم دلالة على الفوز وكان قطع رأس الأعداء دليلاً على الشجاعة، وقد يُحتفظ بالرأس المقطوع. ومنذ عام 1977م صدر قانون يحرم عملية الاعتداء. ومن الأسلحة التي كانت تستخدم في الحروب المعاول والفؤوس والسهام والنشاب.

المنحوتات المطلية في بابوا غينيا الجديدة من بين الحرف التقليدية التي يمكن مشاهدتها في متحف بورت مورسباي.

اللغات:

يتكلم سكان بابوا غينيا الجديدة لغات عديدة، يتجاوز عددها 700 لغة مختلفة، بالإضافة إلى عدة مئات من اللهجات.

وتُعَدُّ اللغة الإنجليزية ولغة البدجن (الهجين) والهيري موتو اللغات الرسمية. والإنجليزية هي اللغة الرئيسية في المدارس، لكن أكثر اللغات استخدامًا هي البدجن التي كانت أصلاً لغة التجارة ثم أصبحت الأوسع انتشارًا، وقد دخلها الكثير من الكلمات الإنجليزية والميلانيزية.

الدين:

يؤمن أكثر السكان بالأرواح، ويفسرون الموت على أنه عقاب للنفس نتيجة ارتكاب المرء لبعض الأخطاء من عادات وتقاليد. بالإضافة إلى احترام الأرواح، وهناك تقديس للأشجار الكبيرة والبحيرات العميقة وغيرها. وهناك عناصر الطبيعة التي يؤمن بها السكان مثل الرياح.

يرجع اهتمام السكان الأكبر بالدين من أجل الخصوبة. يطلب القرويون المساعدة من الأرواح. ويلجأ بعض المتدينين إلى السحر. والأنشطة الدينية من شأن الرجال، لكن النساء لهن عاداتهن الخاصة.

دخلت النصرانية إلى البلاد، لكن ما زال الكثيرون يمارسون طقوسهم التقليدية، وأبرز طائفة نصرانية هم الكاثوليك ثم اللوثريون، والمتحدون، والإنجليكانيون. وربما دخل الإسلام إلى هذه المنطقة قبل دخول أستراليا التي كانت تحكمها بدليل هجرات كثير من المسلمين منها إلى أستراليا في حوالي 1334هـ، 1915م وقد استمرّت حتى بداية الحرب العالمية الثانية.

الراقصون الميلانيزيون يضعون فوق رؤوسهم أغطية تقليدية من ريش طائر الفردوس في الاحتفالات.
عادات الدفن. في الماضي كان القرويون يوسعون مدافنهم إحساسًا منهم بأن الأرواح تبقى قريبة من الجسد، والبعض يحرق الموتى، والبعض الآخر يترك الجسد الميت يجف فوق الأرض. وتترك كل الأشياء الثمينة مع الميت، ويترك له الطعام والشراب كي تأكل الأرواح، أما العظام وجمجمة الرأس فكان أهل الميت يأخذونها ويصنعون منها نموذجًا من الطين يحفظونه للذكرى.

الفن:

يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالدين. فالخيال والرقص والموسيقى والرسم ترتبط بالأرواح، وتتميز شعوب بابوا غينيا الجديدة بالحساسية الشديدة نحو الموسيقى والرقص. يحضر السكان ملابس فاخرة للرأس والجسم في الاحتفالات الخاصة. يعزف الناس الموسيقى من خلال الشفتين أو بوساطة الأنف والأيدي والأرجل.

في السابق كان الأشخاص يلونون أجسادهم برموز خاصة، واليوم يوجد رقص وطني، وهناك مدارس للفن تشجع على المحافظة على التراث.

التعليم

الحاسوب ساعد على جعل بابوا غينيا الجديدة بلدًا حديثًا.
ينصبُّ اهتمام الدولة على عقد برنامج تعليم يطور البلاد من خلال إنشاء جيل واعٍ. واللغة الإنجليزية هي لغة التعليم في كافة المدارس. فرص التعليم متوافرة لكافة السكان وتسعى لجنة التعليم العليا إلى وضع خطة تنموية للتعليم. كما تقوم بعض الكنائس بالإشراف على عملية التعليم.

يذهب إلى المدارس نحو 350,000 طالب، ويبدأ التعليم في سن السابعة. قبل الحرب العالمية الثانية كانت مسؤولية التعليم ملقاة على كاهل اللجان التنصيرية، لكن الدولة أسست قسمًا للتعليم بعد الحرب العالمية الثانية، وزاد عدد المدارس الابتدائية والثانوية.

في الستينيات من القرن العشرين كانت معظم المناهج التعليمية مستمدة من أستراليا. لكن الدولة وضعت عام 1970م مناهج خاصة تهم بابوا غينيا الجديدة وتركز على هموم البلد ومشاكلها.

يقضي التلميذ في المرحلة الابتدائية ست سنوات، تتلوها أربع سنوات ثانوية، وهناك ما يقرب من 40,000 طالب منتظم في 94 مدرسة ثانوية موزعة على كافة الأقاليم، بالإضافة إلى 98 مدرسة مهنية.

وهناك كليات متخصصة، يتعلم بها الطالب الطب العام وطب الأسنان والإدارة والشرطة والزراعة والغابات.

تأسست جامعة بابوا غينيا الجديدة في مدينة بورت مورسباي عام 1966م. وتمنح الطلاب درجات علمية في الآداب والعلوم والحقوق والطب والاقتصاد والتربية. وهناك جامعات تطبيقية تمنح الطلبة درجات علمية في الهندسة وإدارة الأعمال والآثار والكهرباء والآلات.

التغيرات الحضارية

التأثير الأوروبي:

تتغير الحضارة التقليدية في بابوا غينيا الجديدة من إقليم إلى آخر بنسب متفاوتة، وهناك مناطق محافظة ودرجة التغير بها بطيئة. والمستويات المعيشية لسكان المناطق القريبة من المدن عرضة للتطور بشكل سريع، إذ يستخدمون بضائع وآلات مستوردة من أوروبا بما فيها أجهزة الزراعة. ويؤدي هذا التطور إلى قلة الاهتمام بالأفكار والمهارات القديمة. فمثلاً عندما اعتنق السكان الديانة النصرانية أهمل كثير من الناس الاحتفالات القديمة الموروثة. ويبدو التغير أيضًا في ضعف العلاقات العائلية بين الأسر التي أصبحت أقل ترابطًا.

مصاعب التغير:

برغم التغيرات التي طرأت على شعب بابوا غينيا الجديدة فما يزال العديد من السكان يقطنون القرى ولا يسافرون بعيدًا عن منازلهم، وكل قبيلة تحاول أن تحافظ على عاداتها وتقاليدها ولغتها، وبعض الأطفال لا يذهبون إلى المدارس بسبب عدم وجود العدد الكافي من المدارس. وتساعد قلة الطرق ووعورتها وصعوبة الاتصال في المناطق الجبلية على مقاومتها للتغير، خاصة أنها لا ترتبط بأي علاقات مع القرى الأخرى.

العرض الزراعي في جوروكا أصبح عاملاً رئيسيًا لجذب السائحين، حيث يلبس الناس الملابس التقليدية ويشتركون في العروض. وتأتي مجموعات من أهل البلاد إلى جوروكا للمشاركة في الفعاليات.

نحو دولة حديثة:

في بداية السبعينيات من القرن العشرين، صرح رئيس الوزراء بمجموعة أفكار قبلها السكان من أجل تطوير البلاد. وأصبحت هذه الأفكار معروفة على شكل ثماني نقاط من أجل التطور وهي تشمل: 1- زيادة نسبة مساهمة الدولة في الاقتصاد 2- المساواة بين السكان في الدخل والخدمات 3- تقليل نمو المدن وفي المقابل تطوير القرى والصناعة والزراعة 4- الاهتمام بالأعمال الصغيرة والخدمات أكثر من الصناعات الكبيرة 5- الاعتماد على الذات في الإنتاج 6- أن تقوم الدولة بمشاريع لتوفير الدعم المحلي عوضًا عن الاعتماد على المساعدات الخارجية 7- مساعدة المرأة في الحصول على المساواة ورفع شأنها 8- تغيير شكل الحكومة وأسلوبها للوصول إلى الأهداف المنشودة.

تحاول الحكومة الاستفادة من المناظر الطبيعية لتشجيع السياحة ؛ إذ تشتهر بابوا غينيا الجديدة بالشواطئ المرجانية والجبال الكثيرة المتداخلة والأنهار العميقة والوديان الجميلة.

ومن أكثر الأشياء غير الطبيعية والجذابة للزوار في بابوا غينيا الجديدة عادات وتقاليد السكان. حيث يزور السياح كافة المناطق ـ وبخاصة الجبلية منها ـ ليتعرفوا على عالم مختلف سواء في البيوت أو اللغات أو الملابس أو العادات.

يشاهد السائح الأهالي وهم يلبسون الأزياء الشعبية وملابسهم الجذابة وريش الطيور الذي يعلو رؤوسهم، ويتجمع السكان في منطقة ما من أجل الرقص والاحتفالات، كما أنهم يمارسون الرقص أيضًا أثناء جني المحاصيل.

تُعدُّ منطقة بابوا غينيا الجديدة موقعًا متميزًا يجذب العديد من هواة جمع التحف والصور والأشياء الغريبة والفنانين لأن السكان يحتفظون بأدوات أسلافهم القديمة.

يُعدّ احتفال هيري الذي يقام في بورت مورسباي سنويًا في شهر سبتمبر مناسبة مهمة يحضرها معظم السكان من جميع المناطق، لمشاهدة الرقص والغناء وسباق القوارب وانتخاب ملكة الجمال.

السطح والمناخ

الموقع والمساحة:

تشمل بابوا غينيا الجديدة القسم الشرقي لجزيرة غينيا الجديدة وكذلك بسمارك والقسم الشمالي من جزر سليمان. تتكون هذه المجموعة من 600 جزيرة تمتد إلى إندونيسيا وماليزيا وتايلاند حتى جبال الهملايا في بورما.

تقع جزيرة غينيا الجديدة على أطراف قارة أستراليا. وتبلغ المساحة الكلية لبابوا غينيا الجديدة 2,275,000كم² منها نحو 462,840كم² يابسة والباقي مياه.

السطح:

تنقسم الأرض في بابوا غينيا الجديدة إلى ستة أقاليم. العمود الفقري في الجزيرة هي سلاسل الجبال ويتراوح عرضها ما بين 80 و 200كم. ويتجاوز ارتفاع الجبال 3,000م فوق مستوى سطح البحر، وتُعد جبال ويلهلم (4,509م) جبالاً شديدة الانحدار وذات غابات كثيفة.

تمتد الجبال الشمالية على طول الساحل الشمالي موازية لسلاسل الوسط. ويتراوح ارتفاع جبال بيواني وتوريسيللي بين 1,000 و1,200م، وتصل أعلى قمة جبلية في شبه جزيرة هون إلى نحو4,000م.

معظم جزر بابوا غينيا الجديدة ذات طابع جبلي وبها براكين نشطة، وقد تحدث الزلازل في العديد من الأماكن.

الأنهار:

تسقط على البلاد أمطار غزيرة تصل في المتوسط إلى نحو 250سم، لذلك تجري في المناطق المرتفعة أنهار ذات تيارات مائية عالية. تمتاز الأنهار بسرعتها وتجرف معها الغِرْين من أعلى إلى أسفل.

من الأنهار الرئيسية نهر فلاي الذي يبلغ طوله 1,100كم، ويستخدم للملاحة بسفن صغيرة لمسافة 800كم. وهناك نهر سيبيك بطول 1,100كم أيضًا، ويمكن استخدام 500كم منه للملاحة. وهناك أنهار أخرى مثل: نهر واهجي وإريف وكيكوري وماركهام وموسى.

المناخ:

باستثناء المناطق التي ترتفع 2,000م فوق سطح البحر، فإن بقية المناطق حارة وذات رطوبة عالية. وتهب الرياح بين شهري مايو وأكتوبر. وتسقط في المناطق الجبلية أمطار تصل إلى 250سم. تتراوح درجة الحرارة في المناطق المنخفضة ما بين 28°م في النهار ونحو 18°م أثناء الليل، أما في المناطق المرتفعة فتصل درجة حرارة النهار إلى 18°م، أما في أثناء الليل فتصل درجة الحرارة إلى خمس درجات مئوية.

الموارد الطبيعية:

من الموارد الطبعية المهمة الماء والتربة والأعشاب والغابات، أما الموارد المعدنية فمتغيرة من حيث الحجم والنوع.

المياه. يساعد تساقط الأمطار الغزيرة في نمو النباتات والمحاصيل بسرعة. ولكن تذبذب كمية الأمطار يحد من الزراعة في بعض الأقاليم.

ويسبب جفاف المناخ أو زيادة رطوبته كارثة للبلاد، وكان بالإمكان استخدام الأنهار التي تنبع من الجبال لتوليد الطاقة، لكن العوائق الطبيعية وزيادة تكاليف بناء السدود ومحطات الطاقة وخطوط القوى الكهربائية ما تزال تمثل مشكلة كبيرة.

التربة. لا تتمتع غير 5% من مساحة البلاد بتربة خصبة. كما أن الأرض والتربة الملائمة للزراعة تشكل 25% من المساحة. والتربة الخصبة تتوزع عند مجاري الأنهار والمناطق البركانية.

الأعشاب. تتكون مناطق الأعشاب نتيجة لحرق بعض الغابات، وتنمو الأعشاب بغزارة. وتُستخدم لإطعام قطعان الماشية. يساعد سقوط الأمطار بانتظام في استمرار نمو النباتات والأعشاب.

المعادن. يتوافر في البلاد عدة معادن مثل: الذهب والنحاس والغاز الطبيعي. بعض المعادن لم تستغل في المناطق الجبلية نظرًا لوعورة المناطق.

النباتات والحيوانات. تغطي الغابات أكثر من80% من مساحة البلاد، بعض الأشجار يصل ارتفاعها إلى 40م. ويوجد في البلاد أكثر من 100 نوع من الثدييات والجرابيات (الحيوانات الكيسية) التي تحمل صغارها في جيوبها مثل الكنغر، والبوسوم والبندقوط والداسيور، وتربى فيها الخنازير والكلاب. وهناك أنواع عديدة من الزواحف والأفاعي البرية والبحرية.

تعيش التماسيح في الأنهار قريبًا من الشاطئ. ويصل طول بعض التماسيح إلى ستة أمتار. وهناك أنواع مختلفة من الطيور التي تسمى طيور الفردوس.

تعيش في كل أنحاء بابوا غينيا الجديدة تقريبًا أنواع كثيرة وجميلة من الفراشات. وهناك مزارع خاصة لتربية فراشات مميزة، تباع بأسعار عالية إلى هواة جمع الأحياء البرية.

الاقتصاد

العملة الرئيسية في البلاد هي الكينا، وتقسم إلى 100 توي، وكلاهما أسماء تقليدية للأصداف وهي عملات يلبسها السكان في الاحتفالات. وتؤدي النقود دورًا مهمًا في حياة السكان الذين يقومون بعملية الشراء أو البيع، وقد أدت زيادة الحاجة للنقود إلى حدوث تغيرات اجتماعية كبيرة.

البن من المنتجات الزراعية في البلاد. ويمثل البن صناعة مهمة حول جوروكا والمقاطعات الأخرى في الأراضي المرتفعة.

الزراعة والغابات:

يزرع الأهالي في المناطق الخصبة القلقاس والموز والبطاطس وثمرة الخبز وجوز الهند. وفي المناطق المرتفعة تزرع البطاطا الحلوة والموز. ومعظم السكان يربون الخنازير ليس من أجل الغذاء بل، لأنها ـ في رأيهم ـ ترمز إلى العز والرفاهية. وتنتج البلاد نحو 100,000 طن من جوز الهند، ويزرع كذلك الكاكاو، حيث تنتج البلاد نحو 30,000 طن تنتجها مزارع صغيرة.

كما يُزرع البُن في المناطق المرتفعة، وتنتج البلاد نحو 50,000 طن من البن سنويًا، ويزرع كذلك الشاي وزيت النخيل والفستق والتبغ والفلفل الحار وحب الهيل والفواكه والخضراوات. ويُعَدُّ المطاط الطبيعي من المحاصيل المهمة التي تزرع في المناطق الرطبة. وتشرف الدولة على تربية قطعان الماشية، مثل العجول والخنازير التي تُعَدُّ ذات أهمية لتوفير منتجات الحليب واللحوم.

تمتلك البلاد نحو 4,4 مليون هكتار من الغابات، وهناك ثمانية ملايين أخرى تصلح لاستزراع الغابات، بالإضافة إلى 24 مليون هكتار مناطق جبلية. تُعَدُّ صناعة صيد الأسماك ذات أهمية خاصة ؛ لأن أنواعها ثمينة وخاصة سمك التونة الوثاب.

عمليات التعدين تَنْصَبُّ على استخراج النحاس من رواسبه الغنية جدًا في بانجونا على جزيرة بوجنفيل.

التعدين:

يتزايد إنتاج الذهب، بالإضافة إلى خامات الحديد والنيكل والمنجنيز. وقد تم العثور على خامات النفط والغاز الطبيعي.

في عام 1972م بدأ العمل في إقامة مصنع النحاس في بانجونا الذي تكلَّف نحو500 مليون دولار أسترالي بطاقة إنتاجية تبلغ 175,000طن سنويًا، ويُعَدُّ إنتاجه أكبر إنتاج للنحاس في العالم، وهو يُصدَّر إلى اليابان وألمانيا وأسبانيا، وفي عام 1984م بدأ إنتاج الذهب في منطقة أوك تدي قريبًا من حدود إندونيسيا.

الصناعة:

يتم تصنيع المواد الزراعية والغابات والأسماك والأسمنت والأثاث والملابس. ويوجد في البلاد نحو 700 مصنع تستخدم أكثر من 25,000 عامل، يعملون على الآلات وفي الإصلاح وقطع الأشجار والغابات، وتصنيع الغذاء. وأهم المراكز الصناعية مدينة بورت مورسباي، ولاي، وما دانج، وجوروكا.

التجارة:

تستورد البلاد ضعفي ما تصدره إذا ما استثنينا صادرات النحاس. وتعادل صادرات البلاد من النحاس القيمة نفسها للواردات، ومن أبرز الصادرات بالإضافة إلى النحاس، الكاكاو، والبن، وزيت النخيل، والأخشاب، والمطاط، والشاي، والأسماك. في حين تتمثل الواردات في الآلات والسيارات والغذاء والنفط والمواد الكيميائية.

النقل والاتصالات:

يوجد في البلاد أكثر من 400 مهبط للطائرات. تقوم شركة الطيران المحلية برحلات إلى كل دول العالم وخاصة أستراليا وإندونيسيا والفلبين وسنغافورة بالإضافة إلى الطيران المحلي في جميع الأقاليم.

جميع المدن ترتبط معًا بأجهزة هاتفية تعمل بالطاقة الشمسية. وهناك اتصال آلي بأستراليا ودول أخرى. أما المناطق الريفية فهي موصولة بتردد المذياع. كما أن الدولة تشرف على جميع محطات الإذاعة في البلاد. أما بالنسبة للتلفاز فقد دخل البلاد فقط عام 1987م.

نبذة تاريخية

المعلومات عن أصل سكان البلاد قليلة، ويُعتقد أنها كانت معمورة بالسكان منذ أكثر من 27,000سنة. وقد استخدم السكان الأوائل الحجارة والخشب من أجل الصيد، ثم تعلموا الزراعة. وعندما تعلموا زراعة البطاطس أصبحوا يكفون حاجات السكان بشكل أكبر، ثم بدأت عملية هجرة من السواحل إلى جزر أخرى.

المد الأوروبي:

تم أول اتصال أوروبي عام 1526م، ولكن الأوروبيين لم يستقروا في البلاد حتى عام 1870م. في عام 1526م أطلق البرتغالي مينيسيس اسم بابوا وهو مصطلح ملايوي يعني الرجل ذا الشَّعَر المجعَّد، على سكان البلاد. وفي عام 1545م أطلق عليها اسم النجم الساطع.كما قام بحار أسباني بالإبحار قريبًا من الشاطئ عام 1607م. وقام الهولنديون بالاستيلاء على البلاد بدلاً من إندونيسيا لمنع الأوروبيين الآخرين من التوغل فيها.

الاستيطان الأوروبي:

في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي بدأ التجار الأوروبيون وأصحاب الصناعات والعلماء وأفراد الطاقم التنصيري بالاستيطان في بابوا غينيا الجديدة. ومنذ عام 1900م دخلت النصرانية بوساطة اللجان التنصيرية، كما أسهموا في نشر الوعي التعليمي والصحي كوسيلة من وسائل التنصير.

الحكم الذاتي تطور بالتدريج من خلال العمل الدؤوب للجمعية التشريعية بين عامي 1964م و1973م. واستقلت البلاد عام 1975م.

النفوذ الأوروبي:

أنشأ الألمان تجارة لهم في مدينة بسمارك، وزاد نفوذ الألمان على شاطئ المحيط، وهددوا المستعمرات الأسترالية، وادعت بريطانيا أنها المسؤولة عن حماية البلاد. لكن البلاد بقيت تحت وصاية ألمانيا حتى الحرب العالمية الأولى، ثم عادت البلاد إلى حماية أستراليا عام 1921م.

في عام 1942م قامت الطائرات اليابانية بضرب مدينة رابول. وبعد سبعة عشر يومًا قام 3,000 جندي ياباني بالاستيلاء على رابول. ثم قبلت الأمم المتحدة مشروعًا من أستراليا بوجوب الوصاية على بابوا غينيا الجديدة، وطُبق ذلك منذ عام 1945م. وقامت أستراليا بتطوير برامج التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية والزراعية.

أُسِّس مجلس قانوني عام 1951م، وأُسس أول مجلس نيابي عام 1964م ويضم 38 عضوًا.

في 1971م تم تعديل الحدود وزاد عدد أعضاء البرلمان إلى 100 عضو، وظهرت الأحزاب وأبرزها الحزب التقدمي والحزب الوطني. وأول حكومة محلية أنشئت عام 1973م، وحصلت البلاد على الاستقلال عام 1975م. وحصل ميشيل سومر على عدة مناصب منها رئيس الوزراء وخلفه باياس وينجتي. وفي عام 1988م أصبح ناماليو رئيسًا للوزراء. وفي عام 1992م أعيد انتخاب باياس وينجتي رئيسًا للوزراء. وخلفه السير يوليوس تشان الذي انتخب عام 1994م.

أعلنت جزيرة بوجنفيل استقلالها عن بابوا غينيا الجديدة في نهاية 1975م، إلا أنها عادت وانضمت للجزيرة الأم في مطلع عام 1976م. ثم بدأ متمردو الجزيرة حرب استقلال جديدة عام 1988م. توصل الأطراف إلى اتفاق بوقف إطلاق النار في عام 1998م، وإلى معاهدة سلام في عام 2001م. منحت بابوا غينيا الجديدة، بمقتضى بنود الاتفاقية، مزيداً من الحكم الذاتي لجزيرة بوجنفيل، كما وافقت على إجراء استفتاء على استقلال الجزيرة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية