جوينج سميريو يبلغ ارتفاعه 3,676م، وهو أعلى جبل في جاوه. وهو أيضاً بركان نشط دائماً يراقبه السكان لأنه ثار مرتين في العصور الحديثة. |
جزيرة جاوه بها خمس وحدات إدارية: 1- المنطقة الخاصة بـ جاكرتا رايا، 2- جاوه بارات أو غرب جاوه، 3- جاوه تنجه أو وسط جاوه، 4- المنطقة الخاصة بـ يوجياكارتا، 5- جاوه تيمور أو شرق جاوه.
تمتد سلسلة من الجبال البركانية على طول الجزيرة من الغرب إلى الشرق. وهذه الجبال جزء من ثنية في القشرة الأرضية، تمتد من البر الرئيسي لجنوب شرقي آسيا، عبر سومطرة وجاوه إلى جزر سوندا الصغرى. أما جاوه نفسها فيوجد بها قرابة 112 قمة. الأجزاء البركانية من الجزيرة شديدة الخصوبة، ويعيش في هذه المنطقة عددٌ كبير من السكان.
تانغكوبان براهو بركان نشط في غربي جاوه ويزوره كثير من السائحين. وهناك جبل مشابه في مضايق سوندا هو كراكاتوا وترجع شهرته إلى ثورانه الأخير عام 1883م، الذي تسبَّب في أن الجزء الشمالي بأكمله ونصف القمة تطايرت وسمع صوت الانفجار على بعد 700 كم. وقد تسبَّبت الأمواج البحرية الناتجة عنه في موت أكثر من 36,000 من الإندونيسيين في المناطق المنخفضة في غربي وجنوبي جاكرتا.
الأسماك المحلية تُعَدُّ طعامًا لمعظم الجاويين.هذه السوق، توجد في مدينة لابوهان في غربي جاوه. |
معظم سكان غربي جاوه من السوندانيين ولهم لغتهم الخاصة، التي تختلف تمامًا عن الجاوية. أما وسط جاوه فهو الموطن الثقافي للشعب الجاوي، الذي يتحدث اللغة الجاوية. نحو 96% من الجاويين مسلمون، ومدينتا سولو أو (سورا كارتا ويوجياكارتا) هما المركز الرئيسي للثقافة التقليدية.
وصناعة باتيك وهو نوع من القماش المصبوغ، متطورة جدًا في جاوه. الأشكال المسرحية المهمة تشمل الـ وايانج كوليت أو مسرحيات الظل و وايانج أورانج وهي مسرحيات يمثل فيها أشخاص.
الأرز أهم محصول غذائي في جاوه. يزرع في الحقول المروية. قرى الأرز (يميناً) على الساحل الشمالي لجاوه، محاطة بالحقول. تنتج جاوه أكثر من 25 مليون طن من الأرز سنوياً وأكثر من 60% من إجمالي محصول الأرز في إندونيسيا. |
الشاي محصول تجاري مهم في جاوه. جامعو الشاي (أعلاه)، يعملون في مزرعة في بنكاك. |
النفط المنتج المعدني الرئيسي في جاوه. مصفاة تكرير النفط في سيلاكاب، (أعلاه)، في وسط جاوه، واحدة من أحدث المصافي. |
الصناعة تنمو باطراد، وتوجد مشاريع للصلب وأعمال الإسمنت، ومصانع الطائرات. والمنسوجات أيضاً من أهم المنتجات المصنعة.
من المناظر السياحية المفضلة في غرب جاوه منطقة البنكاك باس وينابيع سيباناس الساخنة والحديقة النباتية في سيبوداس ومتنزه الحيوانات البرية في أوجنغ كولون، وجزيرة كراكاتوا وكثير من الشواطئ وتغطي الحدائق النباتية في بوغور نحو 300 هكتار، وبها قرابة 10,000 نوع من النباتات. وتوجد أيضاً مكتبة كبيرة. وجالان بزاغا هو مركز الشراء الرئيسي في باندونج. ومن السهل أن يصل المسافرون إلى معظم المناطق في جاكرتا عن طريق البر.
في وسط جاوه تجد مناطق سياحية رئيسية، مثل: المعابد في بوروبودر وبرامبانان ومتحف مانغكونيغاران في سوراكارتا، وهضبة دينغ التي بها بعض آثار المعابد الهندوسية. يجذب متحف بانغران ديبو نيغورو التذكاري الكثير من الزوار. ويعد متحف سودرمان التذكاري العام أيضاً من المتاحف المهمة. والأماكن السياحية الرئيسية في شرق جاوه، هي الشواطئ الموجودة في نغليب وباسربوته وبحيرة ونديت وحديقة حيوانات سورابايا ومتنزه بالوران جام ومتاحف ام. بي. يو تانتولر ترينيل وبراويجابا.
ثلثا الجزيرة الشرقيان بالإضافة إلى جزيرة بالي الصغيرة أراض خصبة جداً، وذلك يرجع إلى تربتها البركانية، وتختلف عن الأجزاء الأخرى من إندونيسيا. وبسبب قلويتها أي أنها غير حمضية، تعدُّ هذه الأرض مثالية لزراعة الأرز. وهذه الأرض الخصبة التي يعيش على محاصيلها كثير من سكان المساحات الكبيرة في البر الجاوي المزدحم بالسكان، تشبه الأراضي المسماة بآنية الأرز في أرض الهند الصينية. كان الجاويون قادرين على إنتاج كثير من الطعام، لدرجة تكفي لإطعام كل الفلاحين وأسرهم، والفائض يطعمون منه مستخدمي المحكمة والجنود. ونتيجة لذلك تأسست ممالك كثيرة على الأرض.
وموقع جاوه بالقرب من الطرق البحرية الرئيسية، من الهند إلى جزر التوابل والصين، جعلها تتأثر بثقافات بلاد أخرى كثيرة. ففي خلال الأعوام المائة الأولى من الفترة النصرانية، بدأ التأثير الهندي يصل أرخبيل إندونيسيا بما في ذلك جاوه. وأقدم النقوش الموجودة على الجزيرة مكتوبة باللغة السنسكريتية ويرجع تاريخها إلى عام 450م. وتحكي هذه النقوش عن أكثر الممالك تأثراً بالهند، واسمها تارومة التي كانت تقع في منطقة جاكرتا اليوم. وفي القرون التالية، تأصلت الثقافة الهندية وقويت، جالبة معها الهندوسية والبوذية، وبخاصة في الأرض الخصبة في وسط وشرق جاوه وفي بالي. نشأت أول الممالك الهندية ـ الجاوية في وسط جاوه، وتمخَّضت عن آثار بارزة مثل المعبد البوذي في بوروبودر ومعبد برامبانان الهندوسي. ففي سومطرة وكاليمنتان والأقاليم الخارجية، كانت توجد المباني العامة الخشبية والتي لاتقارن بالآثار الحجرية في جاوه.
وتحكي النقوش التي اكتشفت بعد ذلك، والمكتوبة باللغة الجاوية القديمة على أطباق من النحاس، عن الممالك المتأخرة في وسط جاوه. في منتصف القرن الثامن الميلادي، حكمت سانجايا مملكة ماتارام. وفي أوائل القرن العاشر الميلادي، سيطر حاكم اسمه باليتونغ، على وسط وشرق جاوه. وبعد سنوات قليلة هجر الحكام وسط جاوه وانتقلوا إلى شرقها، ربما بسبب الموقع الجيد للشرق، الذي يعطيهم الحرية في الوصول إلى البحر والتجارة. وفي عام 1294م قامت إمبراطورية ماجاباهيت في شرقي جاوه وأصبحت قوة بحرية، تسيطر على تجارة البهارات والتوابل.
في بعض الحالات انضوى الحكام المحليون، تحت سيطرة الهولنديين. وفي حالات أخرى قام الهولنديون، بعزل الحكام وتعيين حكام أو قائمين بالوصاية آخرين. في عام 1755م، قسموا ولاية ماتاران إلى قسمين، عُين لكل منهما حاكم، يعترف بسيادة الهولنديين المطلقة وهذا الإجراء تم بموجبه تكوين إقليمي سوراكارتا ويوجياكارتا. وبالتدريج تحوَّلت شركة الهند الشرقية الهولندية إلى قوة برية في جاوه. وأجبرت الحروب المحلية الهولنديين على إنفاق مبالغ ضخمة على بناء وصيانة الحاميات العسكرية ومواقع الجنود على الجزر.
في البداية لم يكن هناك صراع يذكر بين المستوطنين الصينيين والهولنديين ولكن مع ازدياد أعداد الصينيين في باتافيا، التي أصبحت جاكرتا فيما بعد أصبح الهولنديون قلقين. وفي عام 1740م أمرت الحكومة الهولندية باعتقال كل الصينيين الذين ليس لديهم مصدر جيد للعيش. وسرت شائعة بين الصينيين أن الهولنديين سيرحلونهم على سفن متجهة إلى سيلان (سريلانكا)، وفي الطريق عندما يبتعدون عن جاوه سيلقون بهم في البحر. قام الصينيون في باتافيا بتكوين فرق مسلحة. وخاف السكان الهولنديون من اندلاع انتفاضة صينية مسلحة، فبدأ الهولنديون والجاويون في قتل الصينيين في أنحاء منطقة باتافيا وحرق منازلهم وإتلاف بضائعهم. وراح ضحية هذه المذبحة نحو 10,000 صيني، وهرب الكثيرون إلى جاوه، حيث وجدوا بعض الجاويين الذين تعاطفوا معهم وساندوهم في حربهم ضد الهولنديين. ولم يمض وقت طويل، حتى انتشرت مقاومة الهولنديين في أنحاء جاوه. استعان الهولنديون بالمرتزقة لاستعادة النظام في جاوه، وتحقق لهم ذلك خلال سنوات قليلة.
وباستثناء حقبة قصيرة من السيطرة البريطانية، فقد حكم الهولنديون جاوه طوال السنوات المائتين التالية. وفي عام 1811م في أثناء الحروب النابوليونية، استولى البريطانيون على جاوه وحكموها لمدة خمس سنوات قبل أن يسلِّموها مرة ثانية للهولنديين.
كانت حرب جاوه من عام 1825 إلى عام 1830م ثورة كبرى ضد حكم الهولنديين. في عام 1830م، انتهجت هولندا نظاماً للزراعة سيئ السمعة لتستطيع من خلاله تغطية نفقات الحرب، وقضى هذا النظام أن يقوم الجاويون بزراعة المحاصيل التي يحتاجها الهولنديون واستمر حتى عام 1860م.
وقعت حرب الاستقلال بين الهولنديين والإندونيسيين من 1945م - 1949م في كل أنحاء إندونيسيا، غير أن جاوه كانت دائمًا مركز النضال. ضمت الجزيرة الحكومة الإندونيسية ومركز القيادة الهولندي. وآلت السيادة لإندونيسيا من الهولنديين في 27 من ديسمبر عام 1949م، غير أن هولندا أصرت أن تصبح إندونيسيا جمهورية فيدرالية. وكان هدفها من ذلك، هو منع الأغلبية الجاوية من السيطرة على مقدرات الحكم في البلاد على حساب الأقاليم الأخرى. وفي أغسطس عام 1950م غيَّرت الحكومة الإندونيسية المستقلة الدستور وتركَّزت القوة المركزية في جاوه. وأصبحت البلاد دولة واحدة هي جمهورية إندونيسيا.