الرئيسيةبحث

إفريقيا الغربية الفرنسية ( French West Africa )


☰ جدول المحتويات


إفريقيا الغربية الفرنسية، تظهر باللون الأصفر، اتحاد من ثماني مناطق في غربي إفريقيا حتى عام 1958م، وتحتل هذه المنطقة الآن ثماني دول منفصلة ومستقلة.
إفريقيا الغربية الفرنسية اسمٌ أطلق على اتحاد مكون من ثماني مناطق في إفريقيا الغربية، وقد أدارت فرنسا هذه المناطق في الفترة من 1895 إلى 1958م. وكانت داكار، عاصمة السنغال الآن، هي العاصمة لهذا الاتحاد. وتشمل إفريقيا الغربية الفرنسية ثماني مناطق أصبحت الآن دولاً مستقلة وهي: داهومي (بنين) وغينيا الفرنسية (غينيا) والسودان الفرنسي (مالي) وساحل العاج وموريتانيا والنيجر والسنغال وفولتا العليا (بوركينافاسو). للمزيد من المعلومات عن هذه الدول، ★ تَصَفح مقالاتها الخاصة في هذه الموسوعة.

الأرض:

تمتد إفريقيا الغربية الفرنسية على مساحة 4,633,970كم² وتُغطي معظم الجزء الإفريقي الغربي الداخل في المحيط الأطلسي. وتحتل إفريقيا الغربية الفرنسية حوالي سُبع قارة إفريقيا وهي مساحة من السهول وبها غابات استوائية ممطرة على طول السواحل الجنوبية. وبها حزام من الأراضي الكثيفة المراعي في الوسط وتحدها صحراء جرداء من الشمال.

نبذة تاريخية:

قبل أن يسيطر الأوروبيون على هذه الأراضي ويطلقوا عليها اسم إفريقيا الغربية الفرنسية، كان شعب المنطقة مُقسّمًا إلى مجموعات عديدة. وبعض هذه المجموعات كان تجمعات لعائلات عاشت في مساحات صغيرة بدون سلطة مركزية. وشكلت بعض الجماعات دولاً أكثر تطورًا ولها حكومات مركزية وبها عدد كبير من السكان.

وقد قامت عدة إمبراطوريات كبيرة على حدود الصحارى، وقد بلغت إمبراطورية غانا قمة قوتها خلال القرن الحادي عشر الميلادي، ووصلت إمبراطورية مالي أوج عظمتها في القرن الرابع عشر الميلادي وازدهرت إمبراطورية صنغي في أوائل القرن السادس عشر الميلادي.

كان البرتغاليون هم أول الأوروبيين الذين اكتشفوا ساحل إفريقيا الغربية. فقد وصلوا في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، ثم جاء الفرنسيون، ثم الهولنديون، ثم الإنجليز. وكان اهتمام الإنجليز الرئيسي هو شراء العبيد الذين يمكن بيعهم في جزر الهند الغربية، وأمريكا. وفي عام 1624م، منح الملك لويس الثالث عشر ملك فرنسا شركة فرنسية تصريحًا للتجارة في السنغال. وأسس الفرنسيون سانت لويس الموجودة الآن في السنغال عام 1658م لتكون مركزًا تجاريًا محصنًا عند مدخل نهر السنغال.

وقد تصارعت بريطانيا وفرنسا على إدارة هذه المنطقة طوال القرن الثامن عشر الميلادي. وفي عام 1815م، اعترفت بريطانيا أخيرًا بالإدارة الفرنسية لسانت لويس، وجوري على حافة شبه جزيرة كيب فيرد ولكن فرنسا لم توسع سلطتها الإدارية على إفريقيا الغربية الفرنسية حتى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي. وفي عام 1895م، جمعت فرنسا مستعمراتها في إفريقيا الغربية تحت سلطة حاكم عام. وأصبحت داكار هي المقر الرسمي للحاكم العام عام 1902م.

وطالبت فرنسا بدستور لاتحاد إفريقيا الغربية عام 1904م، ولكن ظلت مناطق كثيرة غير تابعة تمامًا للسلطة الفرنسية. كما ظل بعضها تحت سلطة عسكرية حتى بعد عام 1945م. وأصبحت إفريقيا الغربية الفرنسية اتحادًا مكونًا من ثماني مناطق في إطار الاتحاد الفرنسي عام 1946م. ومنحت فرنسا حقوق المواطنة للأفارقة، ولكنها لم تمنحهم كلهم حق التصويت. وفي عام 1947م، بدأت فرنسا برنامج تنمية اقتصادية للاتحاد. وفي عام 1956م أعطت فرنسا جميع الأفارقة في الاتحاد حق التصويت.

وحينما أقرت فرنسا دستورًا جديدًا عام 1958م، صوتت غينيا الفرنسية لترك الاتحاد الفرنسي وأصبحت دولة مستقلة، وصوتت المناطق السبع الأخرى لصالح بقائها في الاتحاد الفرنسي في إطار الجماعة الفرنسية الجديدة. وفي نهاية عام 1958م، صوتت هذه المناطق لتصبح جمهوريات تتمتع بالحكم الذاتي.

وفي عام 1959م، اتحد السودان الفرنسي والسنغال، ليكوّنا اتحاد مالي. وتباحثا مع فرنسا من أجل الاستقلال الكامل، ولكنهما وافقا على أن يُصبحا في الجماعة الفرنسية. وانهار اتحاد مالي في أغسطس عام 1960م، وأصبح السودان الفرنسي جمهورية مالي.

وطالبت الجمهوريات الخمس الأخرى بالاستقلال التام وحصلت جميعها على حريتها بنهاية عام 1960م وأصبحت جميع الجمهوريات أعضاء في الأمم المتحدة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية