فهد بن عبد العزيز آل سعود ( Fahd ibn- 'Abdul 'Aziz al- Su'ud )
خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية. |
نشأته وتعليمه:
وُلد الملك فهد بن عبدالعزيز في الرياض. وتلقى تعليمه الأولي بمدرسة الأمراء التي كان قد أنشأها والده داخل قصره لتعليم أبنائه في المرحلة الأولى، ثم بالمعهد السعودي بمكة المكرمة. وقد لقي الملك فهد ـ كغيره من أفراد بيت الملك عبدالعزيز ـ عناية أبيه الملك عبدالعزيز الذي ظل يراقب تربية أبنائه ونشأتهم على الرغم من كثرة مشاغله السياسية والإدارية.أهم أعماله ومنجزاته:
عين الأمير فهد بن عبدالعزيز أول وزير للمعارف في المملكة العربية السعودية وذلك عندما استحدثت وزارة المعارف في عهد أخيه الملك سعود عام 1373هـ، 1953م ؛ فهو ممن بنوا النهضة التعليمية في المملكة، ومن صانعي قراراتها. ★ تَصَفح: الدولة السعودية الثالثة. ثم عُيِّن وزيرًا للداخلية في عام 1382هـ، 1962م، ونائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء عام 1387هـ، 1967م، بالإضافة إلى منصبه وزيرًا للداخلية. ولما بويع أخوه خالد ملكًا عام 1395هـ، 1975م أصبح وليًا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء.الوفود. اشترك في العديد من وفود المملكة وترأس بعضها في مهمات رسمية للخارج. وقد أكسبه ذلك خبرة وتوفيقًا في اتخاذ القرار السديد والحكيم في الشؤون الداخلية والخارجية ؛ ومن هذه المشاركات اجتماع إنشاء هيئة الأمم المتحدة بمدينة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية في أبريل عام 1945م، وكان الوفد برئاسة الأمير فيصل بن عبدالعزيز، كما ترأس وفد المملكة الرسمي المشارك في احتفالات تتويج الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا عام 1373هـ، 1953م، ورأس وفد المملكة في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية في دورته الاستثنائية التي عقدت في بلدة شتورة اللبنانية عام 1380هـ، 1960م، وترأس الوفد الذي شارك في اجتماع جامعة الدول العربية الثاني والثلاثين الذي عقد بالدار البيضاء في المملكة المغربية عام 1385هـ، 1965م، وكذلك في الاجتماع الاستثنائي الثالث والثلاثين المنعقد في لبنان عام 1386هـ، 1966م. وترأس وفد المملكة العربية السعودية إلى بريطانيا لمناقشة أوضاع الخليج ومستقبله عام 1390هـ، 1970م، كما ترأس وفد بلاده لعقد اتفاقية التعاون الثقافي والتجاري مع الولايات المتحدة الأمريكية، ووفد المملكة في مؤتمر القمة الخاص بالدول المصدرة للنفظ عام 1395هـ، 1975م، وكذلك الوفد الذي شارك في مؤتمر القمة العربي التاسع المنعقد ببغداد عام 1398هـ، 1978م، ومؤتمر القمة العاشر المنعقد بتونس عام 1399هـ، 1979م، ومؤتمر القمة العربي الحادي عشر المنعقد بعمان عام 1400هـ، 1980م، ومؤتمر القمة العربي الثاني عشر المنعقد بمدينة فاس المغربية عام 1402هـ، 1982م، حيث قدمت في هذا المؤتمر وثيقة سعودية لحل القضية الفلسطينية، وغير ذلك من مؤتمرات عربية ودولية. هذا بالإضافة إلى عدد من الأمور السياسية الأخرى، التي شارك فيها أثناء حكم إخوته: سعود، وفيصل، وخالد، مما أثرى تجربته السياسية والإدارية.
أهم إنجازاته في المجال الإسلامي. تتمثل قمة إنجازاته الإسلامية في مشروع خادم الحرمين لعمارة الحرمين الشريفين، وتوسعتهما كي يستوعب الحرم المكي أكثر من مليون مصلّ، والحرم المدني أكثر من مليون ومائتي ألف، بالإضافة إلى حركة الإنشاء والتعمير التي شملت الأراضي المحيطة بالحرمين كي ينعم الحجاج والمعتمرون والزوار والمصلون والأهالي بالراحة والأمن والاستقرار ؛ ومن ثم كان أحب الألقاب إليه لقب خادم الحرمين الشريفين. وقد أعلن رسميًا استبدال لقب صاحب الجلالة ليكون اللقب الرسمي: خادم الحرمين الشريفين في الرابع والعشرين من صفر 1407هـ الموافق السابع والعشرين من أكتوبر 1986م، ★ تَصَفح: الدولة السعودية الثالثة. ولخادم الحرمين الشريفين أياد بيضاء ومواقف عربية وإسلامية نبيلة تجاه القضايا العربية والإسلامية، تأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية من حيث الدعم السياسي والمادي والمعنوي. وفي مجال التأثير الدولي والعالمي فقد تدخل لدى الدول الكبرى ـ خصوصًا الولايات المتحدة الأمريكية ـ لتخفيف حدة الألم والمعاناة التي واجهها الفلسطينيون في لبنان عام 1402هـ، 1982م، وعرض ورقة عمل سعودية في مؤتمر القمة العربية المنعقد بفاس عام 1402هـ، 1982م لحل القضية الفلسطينية وظل يؤكد على شرعية القضية ويدعمها في كل المجالات والمحافل الدولية. وأهدى سفارة فلسطين بالمملكة مبنى خاصًا بها. واهتم كذلك بالمشكلة اللبنانية، وبذل جهودًا كبيرة في حلها، والإسهام في تعمير لبنان. كما اهتم كثيرًا بدعم المجاهدين الأفغان بكل إمكانات المملكة على الصعيدين الحكومي والشعبي. ودعم قضية المجاهدين الأفغان في المحافل الدولية حتى كتب الله لهم النصر. كما ركز جهوده لنصرة المسلمين المجاهدين في البوسنة والهرسك، بالدعم المالي والسياسي والمعنوي، للشعب المسلم الذي يجاهد من أجل رفع راية الإسلام في أوروبا.
ومن إنجازاته على الصعيد الإسلامي أيضًا أنه أصدر توجيهاته بتوزيع نسخٍ من القرآن المجيد المطبوعة بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة على كثير من الهيئات والمؤسسات والمساجد داخل المملكة وخارجها لتشجيع حفظ القرآن الكريم وتلاوته.
الإنجازات الداخلية. على الصعيد الداخلي يبذل الملك فهد جهدًا كبيرًا لرفع مستوى التعليم في المملكة، خاصة أنه كان من الأوائل الذين عملوا في مجال التربية والتعليم في البلاد، وله جهد أساسي في هذا المجال ؛ فهو أول وزير لوزارة المعارف، وقد أرسى قواعد النهضة التعليمية في مختلف مراحل التعليم في البلاد السعودية. وظل الملك فهد حريصًا على متابعة سير التعليم وتقدمه في كل مجالاته ومراحله، فازداد عدد المدارس والكليات والجامعات وكليات البنات، وازداد عدد المبتعثين للدراسة في خارج البلاد، وازدادت ميزانية التعليم ؛ فتوسع وتنوع نشاطه وتعددت مدارسه ومعاهده ومؤسساته وتجهيزاته.
شهدت المملكة في عهده نهضة زراعية كبيرة ؛ إذ بذلت الدولة جهدًا كبيرًا لدعم وزارة الزراعة بحيث تطورت الزراعة خاصة في مجال زراعة القمح ؛ حيث دعمت الدولة المزارع السعودي وشجعته، وقدمت له الإعانات السخية. وكان من نتائج ذلك أن ساعدت هذه النهضة في توفير الرخاء للمواطن والاكتفاء الذاتي من القمح والخضراوات وغيرها.
قدمت الدولة في عهد خادم الحرمين كل ما في وسعها من أجل رفاهية المجتمع وتحسين أوضاع معيشته، فأوجدت سبل الضمان الاجتماعي، وأنشأت المؤسسات الاجتماعية كدور الرعاية الاجتماعية، ودور التربية الاجتماعية، والمراكز الاجتماعية الأخرى، ودعمت جمعيات البر والإعاشة وغيرها من الجمعيات الخيرية حتى تقوم بمهمتها خير قيام.
اهتم الملك فهد بالأمن والاستقرار ؛ فأصدر توجيهاته إلى وزارة الداخلية السعودية ـ التي سبق أن ترأسها ـ بعمل دراسات وتدريبات لإعداد كفاءات تقوم بأعباء الأمن العام ؛ من أجل تدعيم القدرة الأمنية للحفاظ على النظام والشريعة، وليعم الأمن والاستقرار كل أنحاء البلاد. ولذلك أصدر أوامره بإنشاء المعاهد والكليات الأمنية من أجل رفع مستوى كفاءة رجل الأمن وتدريبه. وزودت الدولة أجهزة الأمن في كل قطاعاتها بأحدث الوسائل الأمنية. ★ تَصَفح:الدولة السعودية الثالثة.
وسّعت الدولة في عهده دور أجهزة الدفاع والطيران وزودتها بالأسلحة العصرية المتطورة، كما تبنت نظام التدريب المتطور ليشمل الجيش بمختلف قطاعاته، والطيران، وقطاع الحرس الوطني، وخصصت ميزانيات كبيرة للقطاع العسكري العام، واهتم اهتمامًا فائقًا برجال الجيش والحرس الوطني بمختلف رتبهم العسكرية ؛ فزاد من رواتبهم وحسَّن أوضاع أسرهم المعيشية والسكنية، ونعم الجيش في عهده بالرخاء والقوة.
واعتنت الدولة في عهده بقطاع المواصلات ؛ فشقت الطرق الجديدة ومهدت آلاف الكيلومترات من الطرق المعبدة جيدًا كي تربط شمال البلاد بجنوبها، وغربها بشرقها. كما انتشرت شبكة المواصلات الجوية عن طريق زيادة خطوط الطيران الداخلية والخارجية، وعدد الطائرات العاملة على تلك الخطوط، وأنشأت الدولة عدة مطارات داخلية ودولية لتستوعب الأعداد الكبيرة من المغادرين والقادمين وليتناسب ذلك مع حركة التقدم والنهضة الكبيرة التي عمت البلاد. وبالإضافة إلى ذلك شقت الدولة عددًا من الأنفاق في الجبال، وأقامت الجسور الكبيرة والطويلة ليتماشى ذلك مع التقدم الاقتصادي وتسهيل حركة انتقال البضائع والمسافرين. بالإضافة إلى ذلك حدثت توسعة لمجموعة من الموانئ القديمة، وإنشاء موانئ صناعية جديدة لتستوعب الحركة التجارية الكبيرة المتنامية التي شهدتها البلاد العربية السعودية، ولتفي بعمليات تصدير النفط والصناعات النفطية في المشروعات الصناعية في كل من الجبيل وينبع.
يحفل سجل أعمال خادم الحرمين الشريفين بالعديد من المناقب والمنجزات الأخرى التي يأتي في مقدمتها صدور ثلاثة مراسيم ملكية برقم 9/90 وتاريخ 27/8/1412هـ يتعلق الأول منها بنظام الحكم في المملكة، والثاني بنظام الشورى (عدل في 3/3/1418هـ الموافق 9/7/1997م ليصبح عدد أعضاء مجلس الشورى تسعين عضوًا، وعدل في 1/3/1422هـ الموافق 25/5/2001م، ليصبح عدد أعضاء المجلس 120 عضواً)، والثالث بنظام المقاطعات.