الرئيسيةبحث

تشيكيا ( Czech Republic )



براغ عاصمة جمهورية تشيكيا وأكبر مدنها، وهي من أجمل مدن أوروبا الوسطى. تشاهد هنا جسر تشارلز وهو من المعالم السياحية المهمة.
تشيكيـا بلد من بلدان أوروبا الوسطى التي انفصلت في 1 يناير 1993م عن سلوفاكيا. تحدها بولندا من الشمال وسلوفاكيا من الشرق والنمسا من الجنوب وألمانيا من الغرب. عاصمتها براغ وهي أكبر مدنها. وهذه البلاد التي تُسمى الآن جمهورية تشيكيا كانت موحدة مع سلوفاكيا ضمن جمهورية تشيكوسلوفاكيا منذ عام 1918م إلى 31 ديسمبر 1992م.

ينتمي معظم سكان جمهورية تشيكيا إلى مجموعة سلافية تسمّى بالتشيكيين. وتؤلّف بوهيميا في الغرب ومورافيا في الشرق معظم أجزاء الجمهورية التي تضم أيضًا جزءًا صغيرًا من إقليم سيليزيا في شمالي البلاد ويقع معظمه داخل بولندا.

كانت هذه المنطقة التي تؤلف جمهورية تشيكيا مركزًا صناعيًا منذ القرن التاسع عشر الميلادي. وخلال فترة الحكم الشيوعي لتشيكوسلوفاكيا. من سنة 1948م إلى 1989م، كان سكان هذه المنطقة يتمتعون بأعلى مستوى للمعيشة في أوروبا الوسطى والشرقية التي كانت واقعة تحت الحكم الشيوعي. غير أن هذا المستوى قد تدنى في حقبة الثمانينيات من القرن العشرين حيث زاد استياء الشعب من الحكم الشيوعي. وعلى إثر الاحتجاجات الجماهيرية سنة 1989م، استقال الزعماء الشيوعيون من الحكومة وحل محلهم غير الشيوعيين.

إثر خروج الشيوعيين من الحكم بدأ التوتر بالظهور بين المجموعتين العرقيتين الرئيسيتين في تشيكوسلوفاكيا التشيك والسلوفاك. وفي منتصف عام 1992م، قرر زعماء المجموعتين تقسيم تشيكوسلوفاكيا إلى دولتين إحداهما للتشيك والأخرى للسلوفاك. وهكذا تشكلت الجمهوريتان التشيكية والسلوفاكية في الأول من يناير عام 1993م، بدلاً من جمهورية تشيكوسلوفاكيا السابقة.

تبحث هذه المقالة موضوع جمهورية تشيكيا الحالية منذ تاريخها القديم إلى الوقت الحاضر.

نظام الحكم

الحكومة الوطنية:

جمهورية تشيكيا دولة ديمقراطية برلمانية، ويتألف البرلمان من مجلسين تشريعيين ؛ المجلس الأصغر ويتألف من 81 عضوًا يسمى مجلس الشيوخ، ومدة العضوية فيه ست سنوات. وينتخب ثلث الأعضاء كل سنتين. أما مجلس النواب الأكبر عددًا فإنه يتألف من 200 عضو ومدة العضوية فيه أربع سنوات. وينتخب البرلمان رئيس الدولة، وهو بدوره يعين رئيس الوزراء الذي يرأس الحكومة ويشرف على الفعاليات اليومية. ويعيّن مجلس الوزراء الذي يقوم بالأنشطة التنفيذية للحكومة.

الحكومة المحلية:

تنقسم جمهورية تشيكيا إلى سبعة أقاليم باستثناء براغ التي تعتبر وحدة منفصلة. ويدير كل إقليم مجلس منتخب، ولكل مدينة وبلدة وقرية حكومتها المحلية.

الأحزاب السياسية:

توجد عدة أحزاب سياسية في هذه الجمهورية. ويؤلف كل من الحزب الديمقراطي واتحاد الديمقراطيين المسيحيين الائتلاف الحكومي وهما حزبان غير شيوعيين ومن أقوى الأحزاب. وتأتي بعدهما في الأهمية كتلة اليسار، وهي مجموعة تضم الشيوعيين السابقين. وهناك بعض الأحزاب الصغيرة الأخرى التي يمثلها عدد من الأعضاء في مجلس النواب. ويحق لكل مواطن تشيكي يبلغ الثامنة عشرة التصويت في الانتخابات.

المحاكم:

تمثل المحكمة العليا أعلى درجات المحاكم، كما أن لجمهورية تشيكيا محكمتها الدستورية ومحاكم إقليمية عليا ومحاكم مناطق.

القوات المسلحة:

يبلغ عدد أفراد الجيش التشيكي 27,000 فرد، أما القوات الجوية فتضم نحو 17,000 فرد. يؤدي الذكور الخدمة الإلزامية في القوات المسلحة لمدة سنة واحدة عند بلوغهم سن الثامنة عشرة. والنساء يخدمن في الجيش متطوعات.

السكان

عدد السكان:

للاطلاع على مجموع سكان جمهورية تشيكيا ؛ ★ تَصَفح: حقائق موجزة في هذه المقالة. يتألف السكان من 80% من التشيك و15% من المورافيين، ويؤلف السلوفاك أكبر الأقليات وهناك عدد قليل من الألمان والغجر والمجر، كما يعيش فيها عدد قليل من البولنديين.

أنماط المعيشة

حياة المدن:

يعيش أكثر سكان الجمهورية في المدن والمدن الكبيرة. وبراغ هي أكبر المدن ويربو عدد سكانها على مليون شخص، والمدن الأخرى التي يزيد عدد سكانها على 150,000 نسمة هي برنو و أوسترافا وبلزن.

تعاني جمهورية تشيكيا من نقص شديد في المساكن، ويعيش أكثر سكان المدن في عمارات تحتوي على شقق رديئة بنيت خلال عهد الحكم الشيوعي.

إن تلوث البيئة، وفي المدن خاصة، يُهدد سكان الجمهورية، كذلك توجد مشاكل كثيرة ناجمة عن الجرائم وإدمان الكحول والمخدرات.

تسعى حكومة تشيكيا حاليًا إلى تحويل الاقتصاد الذي كانت الدولة تتحكم فيه إلى اقتصاد حر يعتمد على القطاع الخاص. ورغم التشتت الناتج عن هذا التغيير، فلا يزال الناس هناك يتمتعون بمستوى معيشة أفضل مقارنة بالأقطار الأخرى التي كانت تقع تحت الحكم الشيوعي في أوروبا الوسطى والشرقية. ويملك معظم السكان السيارات والثلاجات وأجهزة التلفاز والغسالات، كما تمتلك بعض الأسر بيوتًا في الريف.

حياة الريف:

يعمل أهل الريف في الزراعة أو في المصانع القريبة، وهم يسكنون عادة في مساكن عائلية منفردة.

الطعام والشراب:

طعام التشيكيين شبيه بطعام الألمان. فشرائح لحم الخنزير تعتبر عندهم من الأطعمة الشعبية، كذلك اللهانة (الزلابية) والكرنب المخلل. وتُعدّ سلطة السمك مع البطاطس من الوجبات التقليدية التي تقدم في أعياد الميلاد، كما يصنعون الحلويات من التفاح، والجعة من المشروبات الرئيسية عند التشيكيين.

الترويح:

من وسائل الترويح المحببة لدى التشيكيين لعبة كرة القدم ومشاهدة مبارياتها بالإضافة إلى الألعاب الأخرى، ومشاهدة الأفلام والتلفاز. ويجتمع الكثيرون منهم في الحانات لقضاء الوقت واللعب. كما أنهم يقومون بأنشطة أخرى كالاعتناء بالحدائق والتجوال والاشتراك في ألعاب شتوية مثل التزلج على الجليد.

الدين:

حاول الحكام الشيوعيون في تشيكوسلوفاكيا السابقة أن يمنعوا السكان من ممارسة طقوسهم الدينية. أما حكام تشيكيا الجدد فقد منحوا السكان الحرية الدينية الكاملة عام 1990م. وينتمي حوالي 40% من السكان إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. ومن الكنائس الأخرى النشطة، الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة البروتستانتية. وفي تشيكوسلوفاكيا (سابقًا) عدد قليل من المسلمين لا يتجاوز أربعة آلاف نسمة حسب إحصاء 1989م.

التعليم:

يوجب القانون التشيكي دخول الأطفال المدارس الابتدائية نظام السنوات التسع، وقد ينتقل التلميذ بعد ذلك إلى مدرسة مهنية أو فنية أو دار للمعلمين أو مدرسة ثانوية عامة.

تُعدّ جامعة تشارلز من أقدم الجامعات الأوروبية، وقد تأسست سنة 1348م. وهناك جامعات أخرى معروفة في برنو و أولوموك و أوبانا، وتمتلك الحكومة معظم المدارس والجامعات.

الفنون:

يعتبر المؤلفان الموسيقيان أنتونين دفوراك وبدريخ سميتانا اللذان كتبا معظم أعمالهما في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي من مؤسسي مدرسة الموسيقى التشيكية الوطنية. وقد وضع المؤلف ليوس جاناسيك، في مستهل القرن العشرين، بعض الأوبرات التي أوضحت اهتمامه بالموسيقى المورافية الشعبية. ويستمتع كثير من السكان الآن في جمهورية تشيكيا بالموسيقى الريفية وموسيقى الجاز وموسيقى الروك.

كتبت أولى الأعمال الأدبية التشيكية المهمة في القرن الرابع عشر الميلادي. وازدهر الأدب التشيكي عندما بدأ الاهتمام بإبراز الهوية الوطنية في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي. واستمر هذا الازدهار حتى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. ومن الأدباء الجدد المشهورين كارل كابك وجاروسلاف هاسك وفرانزكافكا الذي كتب باللغة الألمانية.

حاولت الحكومة التشيكوسلوفاكية الشيوعية الاشراف على التعبير الفني، غير أن كثيرًا من الفنانين التشيك ومنتجي الأفلام والكتاب قاوموا السيطرة السياسية. وقد نال ميلوز فورمان وجيري منزل وغيرهما من منتجي أفلام الموجة الحديثة في ستينيات القرن العشرين تقديرًا كبيرًا على أفلامهم التي انتقدوا فيها الأوضاع الاجتماعية والسياسية. واشتهر العديد من الأدباء التشيكيين خارج تشيكوسلوفاكيا بإنتاجهم. من هؤلاء الروائي ميلان كونديرا وفاسلاف هافل الذي أصبح فيما بعد رئيسًا لتشيكوسلوفاكيا ومن ثم رئيسًا للجمهورية التشيكية، وكذلك الشاعر جاروسلاف سيفرت الذي حاز على جائزة نوبل للأدب عام 1984م، وقد حررت الحكومة غير الشيوعية الأدب من قيوده سنة 1990م.

ويتضمن فن العمارة التشيكية العديد من القلاع والقصور. وكان الكثير من هذه القلاع قد بُني على الطراز الباروكي الزخرفي المتقن. وهناك الكثير من طرز العمارة الشعبية الإقليمية التي تشاهد زخارفها في المنازل الخشبية وفي الكنائس.

السطح والمناخ

أيقونة تكبير خريطة جمهورية تشيكيا
تتألف جمهورية تشيكيا من خمسة أقاليم جغرافية وهي 1- جبال بوهيميا 2- جبال السوديت 3- حوض بوهيميا 4- مرتفعات بوهيميا ومورافيا 5- منخفضات مورافيا.

جبال بوهيميا:

وتتكون من عدد من السلاسل الجبلية في الجزء الغربي من البلاد، وتشتمل على جبال أور في الشمال الغربي وغابة بوهيميا في الغرب والجنوب الغربي. وهذا الإقليم الذي يرتفع أكثر من 750م فوق سطح البحر معروف بسفوحه الملائمة للتزلج ومصايفه الصحية. ويزور كثير من السكان هذه المصايف في كارلوفي فاري وتسمى أيضًا كارلسباد وماريانسكي لازن (تسمى كذلك ماريان باد)، ويشربون من مياه ينابيعها المعدنية أو يستحمون فيها. توجد مناجم الفحم الحجري في جبال أور حيث يلاحظ أن تلوث البيئة قد أضر بذلك الإقليم. وتؤلف غابة بوهيميا مصدرًا للألواح الخشبية والمنتجات الخشبية الأخرى.

جبال السوديت تشكل الحدود الشمالية لجمهورية تشيكيا، وتجذب المناظر الطبيعية للإقليم كثيرًا من الزائرين ومن متسلقي الجبال وغيرهم من عشاق الطبيعة.

جبال السوديت:

وتؤلف معظم الحدود الشمالية لجمهورية تشيكيا. وتعد جبال كوكونوز الواقعة ضمن سلسلة جبال السوديت منطقة غنية بالمصادر الطبيعية، غير أن الأمطار الحمضية وأنواعًا أخرى من التلوث تهدد حياة الحيوان والنبات في المنطقة.

حوض بوهيميا:

يقع في الجزء الشمالي الأوسط من بوهيميا، وهو سهول منخفضة وسفوح تلال ذات أرض خصبة. وتقع براغ وهراديك كرالوفا ضمن المراكز الصناعية لهذا الإقليم. ويوجد به عدد من الأنهار التي تجري خلال الحوض مثل ألبه و أوهر و فلتيفا.

مرتفعات بوهيميا ومورافيا:

تغطي جانبًا كبيرًا من الجزء الأوسط لجمهورية تشيكيا، وتشتمل على سهول مرتفعة وهضاب وتلال منخفضة تؤلف إقليمًا زراعيًا واسعًا. وأكبر مدن المنطقة هي مدينة بلزن التي تعتبر أيضًا مركزًا رئيسًيا للصناعات وتشتهر بصناعة السيارات وإنتاج الجعة.

منخفضات مورافيا:

تقع في جنوب شرقي البلاد. ويزرع الفلاحون أنواعًا مختلفة من المحاصيل في الأرض الخصبة الواقعة في وادي نهر مورافا. ويربي كثير منهم الماشية، كما تُعدّ مدينة أوسترافا مركز التعدين والصناعات، حيث تقع مناجم الفحم الحجري بالقرب منها. ويجري في المنطقة عدد من الأنهار كنهري مورافا وأودر وغيرهما.

المناخ:

تتميز جمهورية تشيكيا بجو دافئ في الصيف وبارد في الشتاء، وتتراوح درجات الحرارة على مدار السنة بين - 5 و20°م، ويتراوح معدل سقوط الأمطار والثلوج خلال السنة بين 45سم و 103سم.

الاقتصاد

بدأ الشيوعيون بعد استيلائهم على السلطة بإدارة المجالات الاقتصادية كافة وأمموا جميع المصانع والحقول. واستبدلوا الصناعات الثقيلة كصناعة الصلب والآلات بالصناعات الخفيفة ؛ كالزجاج والنسيج. وظل الاقتصاد مزدهرًا خلال الستينيات من القرن العشرين، ثم بدأ التدهور الاقتصادي نتيجة سوء التخطيط ونقص الأيدي العاملة ومشاكل أخرى. وفي عام 1989م، عندما استقالت الحكومة الشيوعية تحرك الزعماء الجدد وبسرعة نحو تطبيق نظام الاقتصاد الحر، بحيث تُدار المشروعات التجارية أو الصناعية دون تدخل من السلطات الحكومية.

الصناعات الخدمية:

يعمل حوالي 50% من الأيدي العاملة في الصناعات الخدمية، وتوجد الآن أعداد كبيرة من المؤسسات الخاصة بالتأمين والعقارات والخدمات الطبية والمهنية الأخرى، وورش التصليح ومخازن البيع بالتجزئة، والفنادق التي يمتلكها الأشخاص ويقومون بإدارتها.

مصنع للصلب (الفولاذ) يستخدم العديد من العمال الصناعيين من جمهورية تشيكيا. وتعد مدينتا كلادنو وأوسترافا من المراكز الرئيسية لإنتاج الصلب.

التصنيع والتعدين:

تستخدم الصناعات حوالي 40% من الأيدي العاملة في الجمهورية التشيكية. وبالرغم من أن الصناعات الثقيلة لا زالت محتفظة بأهميتها، فإن الصناعات الخفيفة ؛ كصناعة الأحذية والزجاج قد بدأت بالظهور ثانية، كمنتجات معدة للتصدير. وتضم مراكز التصنيع الرئيسية مدن برنو وهراديك كرالوفا وأُسترافا وبلزن وبراغ وأوستي ندولابم.

جمهورية تشيكيا غنية بمستودعات الفحم الحجري، ولا سيما البني منه. كما تحتوي جبال أور على كميات كبيرة من اليورانيوم وكميات قليلة من الأنتيمون والزئبق والقصدير.

الزراعة:

يعمل في هذا الحقل حوالي 10% من الأيدي العاملة في الجمهورية، وحوالي 40% من أراضي البلاد صالحة للزراعة. والمحاصيل الرئيسية هي الشعير والفواكه والذرة الشامية والشوفان والبطاطس وأنواع الخضراوات الأخرى، بالإضافة إلى بنجر السكر والقمح، كما يقوم المزارعون بتربية المواشي والأغنام والدواجن.

خلال حكم الشيوعيين لتشيكوسلوفاكيا، كانت المزارع كلها تقريبًا قد تحولت إلى مزارع حكومية أو مزارع تعاونية. وكان الفلاحون يتقاضون رواتبهم من الحكومة، بينما العاملون في المزارع الجماعية كانوا يتسلمون جزءًا من أرباح المزرعة وبعض الإنتاج مع أجور ضئيلة. وقد سمح القانون الذي صدر سنة 1991م، بإعادة المزارع إلى المزارعين، غير أن معظم الأراضي ظلت تحت إشراف الدولة.

التجارة:

الشركاء الرئيسيون للتجارة مع جمهورية تشيكيا هم فرنسا، وألمانيا، والمجر، وإيطاليا، وبولندا، وروسيا، والولايات المتحدة، والصادرات الأساسية هي السيارات، والفحم الحجري، والأحذية، والحديد والصلب، والآلات. وتستورد البلاد الغاز الطبيعي والنفط وخام الحديد وبعض الخامات الأخرى والسيارات.

النقل والاتصالات:

تمتلك جمهورية تشيكيا نظامًا متطورًا من الطرق البرية وخطوط السكك الحديدية ويبلغ طول الطرق الخارجية حوالي 56,000كم، وطول السكك الحديدية 9,500كم. وفي براغ نظام للسكك الحديدية تحت الأرض، ومطار دولي.

تصدر في البلاد نحو 30 صحيفة يومية و 1,800 مطبوعة من صحف ومجلات ونشرات. وتعمل محطات الإذاعة والتلفاز تحت إشراف الحكومة أو يديرها القطاع الخاص. وتوجد إذاعات موجهة إلى الخارج وشبكات إخبارية تعمل بنظام الكابل.

نبذة تاريخية

التاريخ القديم:

من المحتمل أن السلتيين قد عاشوا فيما يسمّى الآن جمهورية تشيكيا في القرن الخامس ق.م. وقد وصلت إليها القبائل الجرمانية في حوالي السنة العاشرة قبل الميلاد. واستقرت قبائل سلافية عديدة بمن فيهم جدود التشيكيين الحاليين في الإقليم وقد تغلب عليهم الأفاريون في القرن السادس الميلادي. وعاد السلاف وأخرجوا الأفاريين خلال القرن التاسع الميلادي، وبذلك أوجدوا الأساس الذي تحول إلى الإمبراطورية المورافية الكبرى التي ضمت إليها بعد ذلك كلاً من بوهيميا وجنوب بولندا وسلوفاكيا وجزءًا من غرب المجر. إلا أن المجريين تغلبوا على الإمبراطورية المورافية سنة 907م.

نهضة بوهيميا:

خلال القرن العاشر الميلادي، حكمت أسرة بريمسليد بوهيميا لمدة 400 عام تقريبًا، وقامت بوهيميا بتوسيع رقعة أراضيها خلال هذه الفترة، وأصبحت تحت حماية الإمبراطورية الرومانية المقدسة ذات القاعدة الألمانية التي ضمت كذلك أجزاء من بلجيكا وإيطاليا وهولندا. وفي عام 1212م، منح الإمبراطور الروماني فريدريك الثاني بوهيميا وضع مملكة شبه مستقلة ضمن الإمبراطورية. واستقر كثير من الألمان من المهنيين والتجار في بوهيميا خلال القرن الثالث عشر الميلادي، وساهموا بأعمالهم في ازدهار الإقليم. استمر نمو القوة السياسية والاقتصادية لبوهيميا خلال القرن الرابع عشر الميلادي، وازدهرت مدينة براغ تحت حكم تشارلز الرابع الذي أصبح ملكًا على بوهيميا سنة 1347م. وقد أسس تشارلز عام 1348م جامعة براغ التي سُميت باسمه، فكانت أول جامعة تؤسس في أوروبا الوسطى. كذلك جلب تشارلز بعض الفنانين الأجانب إلى براغ لكي يجعلها مركزًا رئيسيًا للثقافة الأوروبية.

تسبب إعدام القسيس جون هس سنة 1415م في اندلاع سلسلة من الحروب الدينية في بوهيميا. كان هس يقود حركة إصلاحية للكنيسة الرومانية الكاثوليكية. وقد أُعدم الرجل حرقًا بتهمة الهرطقة، وانتهت تلك الحروب سنة 1436م بحل وسط، وقام مؤيدو هس بانتخاب جيري البوديبرادي البروتستانتي ملكًا لبوهيميا سنة 1458م. وبذلك أصبح جيري أول ملك بروتستانتي في أوروبا. وبحلول أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، تحول معظم الأشراف التشيكيين إلى المذهب البروتستانتي وزاد نفوذهم.

حكم أسرة هابسبيرج:

بدأت أسرة هابسبيرج النمساوية الكاثوليكية بحكم بوهيميا سنة 1526م، وظلت بوهيميا مستقلة جزئىًا رغم أن النبلاء كانوا قد فقدوا بعض نفوذهم. وفي سنة 1618م، ثارت مجموعة من النبلاء التشيكيين البروتستانت ضد أسرة هابسبيرج، فكانت هذه الثورة بمثابة إطلاق شرارة حرب الثلاثين سنة.

وفي عام 1620م، استطاعت جيوش هابسبيرج أن تتغلب على النبلاء في معركة الجبل الأبيض، وقد قتل جميع النبلاء تقريبًا وفرّ بعضهم إلى المنفى، وبذلك فقدت بوهيميا جانبًا كبيرًا من نفوذها في الحكم الذاتي وأجبر آل هابسبيرج السكان على التحول إلى الكاثوليكية. كما فرضوا على معظم التشيكيين ترك لغتهم وتبني الثقافة الألمانية ولغتها.

سادت الثقافة الألمانية في بوهيميا حتى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، وبدأت الصناعات بالتطور في بوهيميا ومورافيا، وانتقل كثير من الفلاحين التشيك إلى داخل المدن، وقام الأدباء والمثقفون الآخرون ببعث الروح الوطنية بين التشيكيين. وظهرت في منتصف القرن التاسع عشر حركة قوية تدعو إلى الحكم الذاتي. بيد أن النمسا ظلت تحكم بوهيميا ومورافيا. وفي عام 1867م شكلت كل من النمسا والمجر ملكية نمساوية ـ مجرية.

قيام تشيكوسلوفاكيا:

خلال الحرب العالمية الأولى بحث توماس ماسريك وزعماء تشيكيون آخرون عن الدعم لفكرتهم حول تأسيس دولة مستقلة في التشيك والسلوفاك. وبسقوط دولة النمسا ـ المجر في نهاية الحرب نشأت دولة تشيكوسلوفاكيا في جزء من تلك الدولة وتأسست جمهورية ديمقراطية بموجب الدستور التشيكوسلوفاكي.

تقلد ماسريك رئاسة تشيكوسلوفاكيا من سنة 1918م إلى 1935م، وخلفه إدوارد بينيش. وقد تميزت عشرينيات القرن العشرين وأواخر الثلاثينيات منه، بكونها فترة استقرار سياسي وازدهار لتشيكوسلوفاكيا. غير أن الحكومة التي كان للتشيكيين فيها اليد العليا كانت أقل نجاحًا في الاهتمام بجماعات الأقلية داخل الدولة وبدأ السلوفاك بالدعوة إلى درجة أوسع من الحكم الذاتي، كما أن الألمان الذين كانوا يعيشون في إقليم السوديت في غربي تشيكوسلوفاكيا لم يكونوا راضين عن النفوذ التشيكي.

اتفاقية ميونيخ:

في عام 1938م، استغل الدكتاتور الألماني أدولف هتلر عدم الرضا الذي كان يشعر به الألمان في إقليم السوديت أداة للضغط على تشيكوسلوفاكيا لإلحاق الإقليم بألمانيا، وهدد بالحرب إذا لم تلب تشيكوسلوفاكيا مطلبه. وفي محاولة لتحاشي الحرب وافقت بريطانيا وفرنسا عل طلب هتلر ووقعتا على اتفاقية ميونيخ المشهورة التي تجبر تشيكوسلوفاكيا على التنازل عن الإقليم لألمانيا. وقد طالبت كل من النمسا والمجر بجزء من تشيكوسلوفاكيا. وفي مارس 1939م وقبل نشوب الحرب العالمية الثانية قامت ألمانيا بالاستيلاء على بقية أجزاء تشيكوسلوفاكيا، ثم أصبحت سلوفاكيا دولة منفصلة تحت الحكم الألماني، واستولت ألمانيا على بوهيميا ومورافيا وأسس بينيز الذي كان قد استقال من الرئاسة عام 1938م حكومة في المنفى بلندن.

لقد عانى الشعب في بوهيميا ومورافيا كثيرًا تحت الحكم الألماني. وفي سنة 1945م، كانت القوات السوفييتية (سابقاً) قد حررت معظم أجزاء تشيكوسلوفاكيا من أيدي الألمان وبعد انتهاء الحرب سنة 1945م، عادت الحكومة من المنفى.

الحكم الشيوعي:

ألّف بينيز حكومة ائتلافية تقوم بإدارة تشيكوسلوفاكيا لفترة ما بعد الحرب، وتولى زعماء الحزب الشيوعي كثيرًا من المناصب المهمة في الحكومة الجديدة، وخلال الانتخابات التي جرت سنة 1946م، حصل الشيوعيون على عدد من الأصوات أكثر مما حصل عليه أي حزب آخر. وفي عام 1948م، تسببوا في خلق أزمة استقال على إثرها الوزراء غير الشيوعيين من الحكومة. وهكذا شكل الشيوعيون حكومة يسيطرون عليها بأنفسهم، واستقال بينيز ليحل محله رئيس الحزب الشيوعي كلمنت جوتوالد.

قلّد الزعماء الشيوعيون في تشيكوسلوفاكيا النموذج الروسي للحكم الشيوعي، وأصبح الحزب الشيوعي هو الحزب السياسي الأقوى في البلاد. وقامت الحكومة بالتحكم في التخطيط، وفي إنتاج جميع أنواع السلع واستولت على أراضي البلاد جميعها وأجبرت معظم المزارعين على الالتحاق بالمزارع الحكومية أو المزارع الجماعية وانتشرت الرقابة في كل مكان، واشتد نفوذ الشرطة السرية وأصبحت تشيكوسلوفاكيا من أخلص حلفاء الاتحاد السوفييتي السابق.

حقبة الستينيات:

حدث تدهور في الاقتصاد التشيكوسلوفاكي خلال هذه الفترة، وأخذ السلوفاك يطالبون بنيل حقوق أكثر. وفي عام 1968م، أصبح ألكسندر دوبتشيك رئيسًا للحزب الشيوعي وأدخلت الحكومة منهجًا إصلاحيًا سُمي ربيع براغ (أو الاشتراكية ذات الوجه الإنساني). ومُنحت الصحف حرية أوسع كما تم منح المواطنين دورًا محدودًا في مجال السياسة، غير أن زعماء الاتحاد السوفييتي (السابق) ودول أوروبا الشرقية الأخرى كانوا يخشون من أن تؤدي إصلاحات دوبتشيك إلى إضعاف السيطرة الشيوعية على تشيكوسلوفاكيا وبالتالي مطالبة شعوب الدول الشيوعية الأخرى بنفس الإصلاحات. ونتيجة لذلك قامت قوات سوفييتية وبلغارية وألمانية شرقية ومجرية وبولندية باجتياح تشيكوسلوفاكيا في شهر أغسطس عام 1968م، وحل جوستاف هوساك محل دوبتشيك رئيسًا للحزب الشيوعي في إبريل 1969م، وقام بإلغاء معظم الإصلاحات وبقي هناك عدد قليل من المنشقين المعارضين للحكومة.

الثورة السلمية:

انخفض مستوى المعيشة في تشيكوسلوفاكيا في أواخر الثمانينيات من القرن العشرين. كما قلّ دعم الناس للنظام الشيوعي. وتصاعدت حركات المنشقين على إثر الإصلاحات الديمقراطية التي كانت تجري في الاتحاد السوفييتي (السابق) بزعامة ميخائيل جورباتشوف. وفي نوفمبر 1989م، تجمع عدد كبير من التشيك والسلوفاك في شوارع براغ وهم يطالبون بإنهاء الحكم الشيوعي. وقبل مرور شهر واحد على هذه الاحتجاجات استقالت الحكومة الشيوعية واستطاع الديمقراطيون تشكيل حكومة جديدة. وقام المجلس الفيدرالي بانتخاب فاسلاف هافل، وهو كاتب روائي غير شيوعي، خلفًا لرئيس الجمهورية هوساك. وقد انتهى دور الشيوعيين في الحكم بهدوء وسلام بحيث اشتهرت هذه الحركة باسم الثورة المخملية أو السلمية.

أجريت انتخابات حرة في يونيو 1990م وكان حزب المنبر الوطني وهو حزب تشيكي، قد تشكل عام 1989م لقيادة الثورة السلمية، مع حليفه السلوفاكي المسمى الجمهور ضد العنف قد حازا على أكثرية المقاعد في المجلس الفيدرالي الذي قام بإعادة انتخاب هافل رئيسًا للجمهورية في يوليو 1990م. وأطلق زعماء تشيكوسلوفاكيا الجدد الحريات المدنية كحرية الأديان والكلام والصحافة وسنّوا تشريعات جديدة أدت إلى تغيير النظام القانوني ومنح حق التملك وإنشاء نظام الاقتصاد الحر، كما أُعيد إنشاء علاقات الصداقة مع البلدان الغربية بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية.

انقسام تشيكوسلوفاكيا:

بعد استلام الديمقراطيين السُّلطة في البلاد ظهر الاختلاف في الآراء بين التشيك والسلوفاك حول عدد من القضايا السياسية والاقتصادية. وأدّى ذلك إلى إعاقة إصدار الدستور الجديد وإلى بطء الإصلاحات الاقتصادية. وفي منتصف عام 1992م، بدأ زعماء الطرفين بالتفكير في تقسيم البلاد إلى دولتين منفصلتين بعد أن استقال هافل.

وفي أول يناير من عام 1993م ظهرت إلى الوجود جمهوريتا تشيكيا وسلوفاكيا وحلتا محل تشيكوسلوفاكيا. وعلى إثر ذلك قامت الجمعية التشريعية التشيكية بانتخاب هافل رئيسًا لجمهورية تشيكيا. وفي عام 1997م، أعادت الجمعية انتخاب هافل لفترة رئاسية ثانية. وفي عام 1999م، انضمت جمهورية تشيكيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو).

إختبر معلوماتك :

  1. ما الحادثة التي مهدت لحرب الثلاثين سنة؟
  2. ما الصناعات التي تم التركيز عليها في عهد الشيوعيين؟
  3. ما المشروب الذي تشتهر به جمهورية التشيك؟
  4. ما هي الموجة الجديدة التي حصلت في بلاد التشيك؟
  5. من كان أول رئيس لجمهورية تشيكوسلوفاكيا ومن كان آخر رئيس لها؟
  6. ما التغييرات التي جاء بها زعماء تشيكوسلوفاكيا الجدد عندما تسلموا السلطة في سنة 1989م؟
  7. متى وكيف انتهى الحكم الشيوعي؟
  8. من الذين يعتبرون مؤسسي المدرسة الموسيقية الوطنية في بلاد التشيك؟
  9. لماذا اجتاحت القوات العسكرية تشيكوسلوفاكيا سنة 1968م.
  10. أي الأقاليم التشيكية يتميز بخصوبة أرضه؟
المصدر: الموسوعة العربية العالمية