الرئيسيةبحث

سلوفاكيا ( Slovakia )



أيقونة تكبير خريطة سلــــوفـاكــــيا
سلوفاكيا دولة من دول أواسط أوروبا أصبحت مستقلة في أول يناير 1993م. تحدها بولندا شمالاً، وأوكرانيا شرقًا، والمجر جنوبًا، والنمسا وتشيكيا غربًا. ومنذ عام 1918م حتى 31 ديسمبر سنة 1992م، كانت كل من سلوفاكيا وتشيكيا شريكين في دولة أكبر عرفت باسم تشيكوسلوفاكيا. ومنذ عام 1948م حتى عام 1989م تولت حكم تشيكوسلوفاكيا حكومة شيوعية.

أما عاصمة سلوفاكيا فهي براتيسلافا، وهي أكبر مدن سلوفاكيا. يتكون معظم سكان البلاد من شعب سلافي الأصل يدعى السلوفاك، ويعيش في سلوفاكيا حوالي 600,000 مجري.

نظام الحكم

تتمتع سلوفاكيا بحكم ديمقراطي يقوم فيه البرلمان المكون من مجلس واحد يسمى المجلس الوطني، بسن قوانين البلاد. وينتخب أعضاء المجلس الذين يبلغ عددهم 150 عضوًا الناخبون، وتستمر عضويتهم للمجلس لفترة أربع سنوات. يتولى رئيس الجمهورية رئاسة الدولة ؛ ويجري انتخابه بوساطة البرلمان لفترة رئاسية مدتها خمس سنوات. ويتولى رئيس الجمهورية مسؤولية تعيين رئيس الوزراء الذي يتولى رئاسة الحكومة. وعادة ما يكون رئيس الوزارء هو رئيس الحزب الذي له أغلبية المقاعد في البرلمان. وكذلك فإن رئيس الجمهورية يعيِّن مجلس الوزراء بناءً على توصية رئيس الوزراء. ويقوم مجلس الوزراء بمساعدة رئيس الوزراء في تنفيذ أعمال الحكومة، ويتمتع رئيس الوزراء بسلطة تنفيذية في الحكومة.

هناك عدة أحزاب سياسية نشطة في سلوفاكيا. وأكثر الأحزاب السياسية شعبية الحركة من أجل سلوفاكيا الديمقراطية، وتقف مع جماعات يسار الوسط. وأما الحزب الثاني القوي فهو حزب اليسار الديمقراطي وهو خليفة الحزب الشيوعي السلوفاكي. وتعتبر المحكمة العليا أعلى محكمة في البلاد.

يبلغ تعداد جيش سلوفاكيا حوالي 50,000 جندي، وعلي كل واحد من هؤلاء أن يقضي فترة خدمة قدرها 12 شهرًا بعد بلوغ سن الثامنة عشرة. أما النساء فلهن أن يتطوعن في الجندية حسب رغبتهن.

السكان

الجماعات العرقية واللغات:

يشكل السلوفاكيون أغلبية سكان سلوفاكيا. ويأتي بعدهم في الأكثرية الجماعات المنحدرة من أصل مجري. وهناك أيضًا أقليات أخرى تعيش في سلوفاكيا منها الأوكرانيون والتشيكيون والألمان والغجر والبولنديون والروس. أما اللغة الرسمية في البلاد، فهي اللغة السلوفاكية. ولكن هناك من يتحدث باللغات التشيكية والألمانية والمجرية والبولندية. أما الغجر فإنهم يتحدثون اللغة الرومانية، وهي لغة تتشعب من مجموعة اللغات الهندية الفارسية. ومنذ نهاية الحكم الشيوعي في سنة 1989م، برز إلى السطح التوتر بين السلوفاك والأقلية المجرية حول المسائل الثقافية واللغوية.

براتيسلافا عاصمة سلوفاكيا، وهي مركز ثقافي وصناعي رئيسي. وفي قطاع المدينة القديم عدد كبير من الكنائس وغيرها من المباني التي يعود تاريخها إلى القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين.

أنماط المعيشة:

يعيش معظم السلوفاكيين في مدن كبرى وأخرى صغرى. وتأتي المدن الكبرى على الترتيب التالي في حجمها وهي: براتيسلافا، وكوشيتسي، وترنافا ونترا وبريسوف وزلينا. وتعاني سلوفاكيا قلة المساكن، ويقيم كثير من أهل المدن في شقق بعمارات سكنية عالية. أما العائلات التي تعيش في الريف فإنها تقيم في مساكن معدَّة للأسرة الواحدة. ويرتفع مستوى المعيشة في سلوفاكيا عن غيرها من الأقطار الأوروبية التي كانت شيوعية من قبل. وتمتلك معظم العائلات سيارات وثلاجات وأجهزة تلفاز وغسالات. ولكثير من العائلات التي تقطن في المدن أكواخ في الريف لتمضية عطلات نهاية الأسبوع فيها.

أدّى رفع الرقابة السياسية التي كانت مفروضة على البلاد، وفتح الحدود بعد الحكم الشيوعي إلى زيادة الجريمة وتعاطي المخدرات. ويشكل تلوث الهواء والماء مشكلات كبيرة في كثير من أنحاء البلاد.

الطعام والشراب:

تشكل وجبة البرندزوفيه هالوسكي أهم وجبة تقدم في سلوفاكيا، وهذه الوجبة تتكوّن من المكرونة مع الجبن المستخرج من حليب الأغنام. ومن بين الوجبات الأخرى المحببة إلى شهية السلوفاكيين تلك الأطعمة الهنغارية (المجرية) التي تتكون من المرق المتبّل الذي يطلق عليه جولاش مع تشكيلة أخرى من الأطعمة ذات النكهة المتبلة.


الترويح:

يتمتع الشعب السلوفاكي بعدد مختلف من الأنشطة الترفيهية. ويذهب عدد كبير منهم لمشاهدة مباريات كرة القدم وغيرها من الألعاب الرياضية الأخرى. كذلك فإن رياضة التزلج هي من الرياضة المحببة إلى النفوس. وكثيرًا ما يقضي بعض سكان المدن أمسياتهم بصحبة أصدقائهم في نواد أو في مشاهدة استعراض باليه أو سماع موسيقى أو أوبرا أو مسرحية. وتعشق كثير من العائلات حياة التخييم ورياضة المشي وتسلق الجبال.

الدين:

يدين معظم سكان سلوفاكيا بالمذهب الروماني الكاثوليكي. وهناك نشاط يبديه كل من أصحاب الكنيسة الأورثوذكسية والبروتستانتية.

التعليم:

يكاد يكون كل من بلغ سن الرشد في سلوفاكيا قادرًا على القراءة والكتابة. ويطلب من الأطفال أن يتلقوا تعليمهم في المدارس لمدة ثمانية أعوام في التعليم الابتدائي وعامين في التعليم الثانوي. أما جامعة سلوفاكيا الكبرى فهي جامعة كومينيوس في براتيسلافا. وهناك جامعتان أخريان في كوشيتسي وترنافا.

الفنون:

للفن الشعبي تقاليد عتيقة في سلوفاكيا. ولعل أهم ما يصنعه ذوو النزعة الفنية هناك في هذا المجال هو السلال واللوحات الفنية المرسومة على الزجاج، والأواني الخزفية والخشب المحفور. وتوجد في كثير من المناطق منازل خشبية ذات رسومات فنية وغير ذلك من أنواع المعمار الذي يصنعه الأهالي. وتمتد هذه الأعمال الفنية لتغطي أيضًا بعض القرى الأوكرانية الواقعة في شرقي سلوفاكيا.

السطح والمناخ

يغطي معظم أراضي سلوفاكيا جزءًا من الفرع الغربي لجبال كارباثيان. وتغطي جبال كارباثيان الصغرى والبيضاء معظم سلوفاكيا الغربية والشمالية الغربية. وهناك سلسلة جبال تسمى تاتراس العليا تمتد بامتداد جزء من حدود البلاد الشمالية. وتُعرف أعلى قمة في سلوفاكيا بجبل جيرلاكوفسكي ستيت، ويبلغ ارتفاعها 2,655م، وتقع في هذه السلسلة. ولما كانت هذه المنطقة تتمتع بمنظر جميل فإنها أصبحت منطقة سياحية محببة للنفوس بل قد جُعلت متنزهًا عامًا.

تشكل منخفضات الدانوب سلوفاكيا الجنوبية الغربية، ويجري نهر الدانوب في جنوبيها حيث يصبح حدودًا للإقليم. وتمثل هذه الأراضي المنخفضة منطقة زراعية خصبة.

تتعرج عدة أنهار في سريانها داخل أراضي سلوفاكيا، ومن بين تلك الأنهار المتعرجة نهر الدانوب ونهر هورناد، ونهر هرون ونهر فاه، ويغطي شجر التنوب وبعض أنواع الأشجار الراتينجية كثيرًا من جبال هذه البلاد، كما ينمو الزان والبلوط وشجر البتولا والزيزفون المناطق المنخفضة.

وتتفاوت درجة الحرارة في سلوفاكيا بين -10°م في يناير و20°م في شهر يوليو. وتهطل الأمطار في البلاد سنويًا بما يتفاوت بين 60 و100سم من الأمطار أو الجليد أو أي نوع آخر من أنواع الرطوبة.

الاقتصاد

كانت سلوفاكيا على مدى تاريخها بلادًا زراعية، ولكنها خلال الحكم الشيوعي انتقلت إلى الصناعة. وقد جعلت الحكومة الشيوعية التي كانت تحكم تشيكوسلوفاكيا اقتصاد البلاد اقتصادًا مركزيًا في سنة 1948م، وتولت إدارة جميع النشاطات التجارية والزراعية في البلاد. وركزت هذه الحكومة على الصناعات الثقيلة مثل صناعة الآلات والفولاذ. وأصبحت سلوفاكيا مركز صناعة الأسلحة في تشيكوسلوفاكيا. ومن بين الصناعات الأخرى التي نشأت في سلوفاكيا صناعة السيراميك والأحذية وتكرير النفط، وأخشاب الصناعة الخام والنسيج.

وبعد أن تركت الحكومة التشيكوسلوفاكية إدارة البلاد أخذ حكام تشيكوسلوفاكيا الحديثة في وضع سياسة اقتصادية مبنية على التجارة الحرة. وفي الاقتصاد الحر، فإن التجارة تعمل دون تدخل أو رقابة كبيرة من جانب الحكومة. وبذلك نشأت أعداد من الأعمال التجارية الخاصة في سلوفاكيا. وكان معظمها في ميدان البناء والصناعة وتجارة التجزئة وبعض صناعات الخدمات الأخرى. وبالإضافة إلى ذلك فإن كثيرًا من الأعمال التجارية الحكومية قد آلت إلى أعمال خاصة. واليوم أصبحت معظم الأعمال التجارية أعمالاً تجارية خاصة. غير أن هذا التغيير الاقتصادي قد أدّى إلى صعوبات في سلوفاكيا. ومن بين تلك الصعوبات كثرة البطالة في البلاد.

عامل يجمع أجزاء تراكتور في مصنع بمدينة مارتن، والصناعة أمر مهم لاقتصاد سلوفاكيا. ويعمل أكثر من ثلث عمال البلاد في المصانع.

صناعة الخدمات والتصنيع:

وهي تعتبر أهم مقومات الاقتصاد السلوفاكي. ويعمل في حقل صناعة الخدمات حوالي 44% من القوى العاملة في البلاد.

وتبلغ نسبة العمال الذين يعملون في حقل التصنيع في سلوفاكيا حوالي 33%. وتعتبر أهم الصناعات فيها السيراميك والمنتجات الكيميائية والآلات ومنتجات النفط والفولاذ والأسلحة. أما أهم المراكز الصناعية في البلاد، فهي براتيسلافا وكوشيتسي. وتتركز صناعة الأسلحة في مدينة مارتن.

الزراعة:

تستخدم الزراعة حوالي 12% من القوى العاملة في سلوفاكيا. ومن أهم منتجات سلوفاكيا الزراعية الشعير، والذرة الشامية والبطاطس، وبنجر السكر، والقمح. ويزرع العنب في المنحدرات الجنوبية من جبال تاتراس العالية والمنخفضة، وفي جنوبي سلوفاكيا أيضًا. وتنبت الفواكه والتبغ في وادي نهر فاه. كذلك فإن مزارعي سلوفاكيا يعتنون بتربية الأبقار والأغنام.

التعدين والطاقة:

أهم مصادر الثروة المعدنية في سلوفاكيا النحاس والحديد والرصاص والمنجنيز والزنك. وتعتبر المحطات الكهرومائية التي أقيمت على نهر الدانوب من أهم مصادر الطاقة هناك، كما توجد محطات كهرومائية في كل من نهر هورناد، وأورافا وسلانا ونهر فاه.

التجارة:

تشمل صادرات سلوفاكيا فيما تشمل المنتجات الكيميائية والنفطية والفولاذ والأسلحة، أما الزيت الخام والغاز الطبيعي والمنتجات الإلكترونية فإنها أهم وارداتها. وتتعامل سلوفاكيا في تجارتها بشكل رئيسي مع كل من النمسا وتشيكيا، وألمانيا، والمجر، وبولندا، وروسيا.

النقل والاتصالات:

في سلوفاكيا شبكة طرق يبلغ طولها حوالي 18,300كم، كما أن السكك الحديدية تربط الكثير من المدن الكبرى والصغرى بعضها ببعض، وفي براتيسلافا مطار دولي.

وتصدر في سلوفاكيا حوالي 20 صحيفة يومية وحوالي 570 مجلة وجريدة. أما محطة التلفاز فإنها ملك للدولة.

نبذة تاريخية

التاريخ القديم:

في حوالي القرنين الخامس والسادس الميلاديين، استقرت بعض القبائل السلافية بالقرب من نهر الدانوب فيما يعرف الآن بسلوفاكيا.

وفي عام 623م، أصبحت سلوفاكيا جزءًا من إمبراطورية أسسها سامو الذي كان في أول حياته تاجرًا ينتمي إلى شعب ألماني يُعرف باسم الفرنجة. وفي خلال القرن التاسع الميلادي، أصبحت سلوفاكيا جزءًا من الإمبراطورية المورافية الكبيرة التي أسسها حاكم يُدعى موجمير. وكانت هذه الإمبراطورية تضم بوهيميا ومورافيا وهما إقليمان رئيسيان فيما يُعرف الآن باسم تشيكيا. ثم جاءت القبائل المجرية واستولت على الإمبراطورية سنة 907م، ومن ثم حكمت المجر سلوفاكيا لفترة تقارب 1000 سنة.

الحكم المجري:

بدأت في القرن الخامس عشر فترة حرب دينية في بوهيميا ومورافيا فرّ خلالها كثير من نبلاء التشيك من بوهيميا ومورافيا واستقروا في سلوفاكيا. وفي الفترة ما بين سنة 1438 و 1453م، كان أحد النبلاء التشيكيين يحكم أجزاء كبيرة من جنوبي سلوفاكيا. وهزم الأتراك المجر في معركة موهاكس سنة 1526م واستولوا على أواسط وشرق المجر بعد ذلك بقليل. وأصبحت سلوفاكيا المركز الثقافي والسياسي لما تبقى من المجر.

وفي خلال الحكم المجري، كان السلوفاك تحت ضغط مستمر لكي يتركوا لغتهم وثقافتهم ويصبحوا مجريين، ومنذ بداية القرن الثامن عشر، كان رجال الدين يحاولون خلق انتماء وطني في السلوفاك. ونجح أنطون بيرنولاك السلوفاكي وهو من قساوسة الروم الكاثوليك، في ابتكار لغة سلوفاكية أدبية مبنية على اللهجات السلوفاكية الغربية. واستطاع كل من جان كولار وبافول سافاريك وهما سلوفاكيان من المذهب البروتستانتي أن يضعا صيغة للغة السلوفاكية التي كانت تجمع بين اللهجات التشيكية ولهجة أواسط سلوفاكيا. غير أن السلطات المجرية منعت نمو حركة قومية كبيرة بين السلوفاكيين. وفي عام 1867م، كونت النمسا والمجر معًا مملكة أُطلق عليها اسم إمبراطورية النمسا ـ المجر.

وفي نهاية الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918م)، انهارت إمبراطورية النمسا ـ والمجر، واتحد التشيكيون والسلوفاك وكونوا الدولة الجديدة المسماة تشيكوسلوفاكيا. وسيطر التشيكيون على اقتصاد تشيكوسلوفاكيا وحكومتها، وبدأ التذمر والسخط يدبَّان في نفوس السلوفاكيين بسبب السيطرة التشيكية، وازداد التأييد للحركة القومية المتطرفة قوة.

الحرب العالمية الثانية:

في سنة 1938م، أجبرت المجر تشيكوسلوفاكيا على التخلي عن مناطق عدة كانت تسكنها أغلبية مجرية بما في ذلك مدينة كوشيتسي. وكانت هذه المناطق على الحدود بين سلوفاكيا والمجر. وفي 14 مارس 1939م، عندما رأت سلوفاكيا أن هناك تهديدًا بتقسيم البلاد بين ألمانيا وبولندا والمجر، أعلنت سلوفاكيا استقلالها. واختير جوزيف تيسو الراهب الروماني الكاثوليكي رئيسًا. واحتل الجنود الألمان تشيكوسلوفاكيا في اليوم التالي، ووقعت سلوفاكيا تحت النفوذ الألماني. ونشبت الحرب العالمية الثانية في سبتمبر 1939م. وفي عام 1944م، حارب عدد من جماعات المقاومة السلوفاكية السلطات الألمانية كجزء من الثورة السلوفاكية الوطنية.

الحكم الشيوعي:

ومرة أخرى أصبحت، سلوفاكيا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية سنة 1945م جزءًا من تشيكوسلوفاكيا. وأُدين تيسو بجريمة الخيانة والتعاون مع الألمان، ثم أعدم شنقًا، وعوقب عدد من كبار المسؤولين معه. ومنذ سنة 1945م حتى سنة 1948م، كان عدد من أعضاء الحزب الشيوعي وغيرهم من الأحزاب السياسية الأخرى يحكمون تشيكوسلوفاكيا في حكومة ائتلافية. ولكن في 1948م، اختلق الشيوعيون أزمة سياسية واستولوا على الحكم بعد ذلك.

وفي أواخر الستينيات من هذا القرن أخذ كثير من قادة الحزب السلوفاكي الشيوعي وبعض المثقفين في إقامة حركة لإصلاح النظام الشيوعي. وتولى قيادة الحركة ألكسندر دوبشيك الذي كان من السلوفاك وأصبح رئيسًا للحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي في يناير 1968م. غير أن بعض قوات الاتحاد السوفييتي (السابق) قامت بغزو تشيكوسلوفاكيا في 21 أغسطس 1968م. وتولى رئاسة الحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي جوستاف هوساك، وهو أيضًا من السلوفاك، وذلك في إبريل سنة 1969م.

وفي نوفمبر عام 1989م، دعا التشيكيون والسلوفاك إلى إجراء تغييرات في الحكومة مع منح المواطن مزيدًا من الحريات السياسية والاقتصادية والمدنية. وقبل مضي شهر من ذلك، استقالت الحكومة التشيكوسلوفاكية، ثم أُجريت أول انتخابات حرة في البلاد منذ سنة 1946م، في يونيو سنة 1990م. وفي تلك الانتخابات، فازت الأحزاب غير الشيوعية بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي.

وفي الانتخابات البرلمانية التي عقدت في يونيو سنة 1992م، فازت بأغلبية مقاعد البرلمان الحركة من أجل سلوفاكيا الديمقراطية. وكان يقود هذه الحركة فلاديمير ميسيار. وكانت الحركة من أجل سلوفاكيا تقف سياسيًا بوصفها حزبًا في يسار الوسط. وفي أول يناير سنة 1993م، شُكلت جمهوريتا سلوفاكيا وتشيكيا لتحلا محل تشيكوسلوفاكيا. وفي فبراير، انتخب برلمان سلوفاكيا ميشال كوفاك رئيسًا للدولة الجديدة.

وفي مارس 1994م، حُجبت الثقة عن حكومة ميسيار بعد أن اتهمه الرئيس بعدم أهليته المالية. ولكن ميسيار فاز في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في نفس العام وعاد رئيسًا للوزراء. وبعد إنتهاء فترة الرئيس كوفاك عام 1998م، جرت عدة محاولات فاشلة لاختيار خلفه إذ كان لابد له من الحصول على ثلاثة أخماس أصوات البرلمان. وحسب نص الدستور، تولى ميسيار رئاسة البلاد. ولكن استطاع حزب الائتلاف الديمقراطي السلوفاكي من الحصول على أعلى نسبة في أصوات البرلمان خلال انتخابات سبتمبر 1998م، وسمي ميكولاس دزيرندا رئيساً للوزراء. وفي مايو 1999م تم اختيار رودلف شوستر، من الائتلاف الحاكم، رئيساً للبلاد بعد أن فاز في انتخابات شعبية مباشرة. وفي عام 2000م، بذلت الحكومة السلوفاكية جهوداً حثيثة للانضمام للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية