الرئيسيةبحث

الكاميرون ( Cameroon )



أيقونة تكبير خريطة الكاميرون
الكاميرونبلد يقعُ على الساحل الغربي لإفريقيا. تبلُغُ مساحته 475,442كم²، ويبلغ عدد سكانه 15,245,000 نسمة يمثلون نحو 200 مجموعة عرقية. وعاصمة الكاميرون هي ياوندي وتُعدّ مدينة دوالا أكبر مدنها. حكمت بريطانيا وفرنسا الكاميرون في الفترة الواقعة بين عامي 1919م و1960م، حيث نالت استقلالها.

نظام الحكم:

يتولى رئاسة الحكم في الكاميرون رئيس البلاد، وتمثل السلطة التشريعية التي تسن القوانين جمعية وطنية مكونة من 180 عضوًا، ويُنْتَخَب الرئيس وأعضاء الجمعية لمدة خمسة أعوام، ويقوم الرئيس باختيار رئيس الوزراء والوزراء وكبار الموظفين لتصريف أمور الحكم، والحزب الرئيسي بالبلاد هو حزب التجمع الديمقراطي الشعبي الكاميروني.

وتنقسم الكاميرون إلى عشر محافظات يرأس كلاً منها حاكم (محافظ) يعينه الرئيس.

السكان:

يُعد كل من الباميليكي الذين يقطنون المنطقة الجبلية الغربية، والفولاني الذين يقطنون الشمال، إلى جانب الدوالا والأيوندو والفانج الذين يقطنون المناطق الوسطى والشمالية ؛ أهم المجموعات العرقية بالكاميرون. وتُعدّ الإنجليزية والفرنسية اللغتين الرسميتين في الكاميرون، إلا أن معظم أهلها يتحدثون واحدة من 54 لغة إفريقية منتشرة. يعتنق ما يقرب من 45% من السكان الديانات الإفريقية التقليدية، بينما يعتنق 35% منهم النصرانية، و20% الإسلام.

يسكن أكثر من نصف شعب الكاميرون تقريبًا (56%) في المناطق الريفية، ويعمل معظمهم بالزراعة والرعي. يقطن أغلبية السكان الريفيين في قرى أو مدن صغيرة، وتوفر المصانع وصناعات الخدمات فرص العمل لسكان المناطق الحضرية، حيث يعيش أكثر من ثلث السكان (44%)، وتهاجر أعداد كبيرة من السكان الريفيين كل عام إلى المناطق الحضرية بحثًا عن العمل. توجد في دوالا وياوندي ـ المدينتين الرئيسيتين ـ فنادق فخمة ومبان حكومية أنيقة ومنازل مشيّدة على النمط الحديث، وتوجد أيضًا أحياء فقيرة يعيش فيها العديد من السكان. تواجه المدن مشكلة إسكان الأعداد الكبيرة من الريفيين الذين ينتقلون إلى المدن، ومعظم المنازل في المدن والقرى الشمالية أكواخ مربعة الشكل بُنيت من اللَّبِن (الطين قبل حرقه) أو منازل مستطيلة الشكل من الطوب.

يشيّد الرعاة الشماليون الرحّل منازلهم من الحصير والأعمدة الخشبية، وفي المناطق الجبلية الغربية، تكون المنازل عادة مستديرة الشكل وتُشيّد من الطوب، أما في مناطق الغابات الجنوبية فتشيّد المنازل من الخشب وسعف النخيل واللَّبِن. أما سكان السواحل فيشيّدون منازلهم من الخشب المغطّى بألواح معدنية، أو قلف الأشجار. أما المدن الكبرى فتوجد بها مبانٍ سكنية حديثة إضافة إلى الأكواخ التي يسكنها الفقراء.

توفر الحكومة التعليم المجاني بالمدارس والجامعات. وتقدم المساعدات المالية للمدارس الخاصة، وهناك نقص كبير في المباني المدرسية والمعلمين، مما جعل العديد من التلاميذ لا يجدون فرصة للتعليم وتبلغ نسبة التعليم بين السكان أكثر من 50% ممن تزيد أعمارهم على الخامسة عشرة.

واشتهر فنانون عديدون من أنحاء الكاميرون المختلفة بأعمال النحت الخشبية التي يصنعونها، ومنها التماثيل وأقنعة الاحتفالات وزخرفة المنازل. وقد اشتهر سكان البامون في الماضي بصناعة الأقنعة الجميلة من النحاس الأصفر التي يحاول الفنانون اليوم تقليدها.

السطح والمناخ:

تمتد الجبال والتلال على طول حدود الكاميرون الغربية، من بحيرة تشاد في الشمال إلى جبل الكاميرون بالقرب من الساحل في الجنوب، وأعلى قمة يبلغ ارتفاعها 4,070م. وتفصل هضبة تكسوها الغابات في وسط الكاميرون، بين سهل السافانا في الشمال، والأراضي المدارية المنخفضة على ساحل خليج غينيا في الجنوب. وتجري في البلاد ثلاثة أنهار رئيسية هي: البَينوي، الوري والساناجا.

ظلت أعداد كبيرة من الحيوانات البرية في الماضي تجوب المناطق الجنوبية من الكاميرون إلا أن وجودها أضحى نادرًا الآن، حيث قتل الصيادون الكثير منها، كما أباد المزارعون أعدادًا كبيرة أيضًا مع اتساع الرقعة الزراعية، ولا يزال العديد من الحيوانات البرية كالأفيال والزراف والقردة وأنواع من الظباء تجوب محمية وازا الوطنية في الشمال.

تتميّز منطقة السافانا شمالي الكاميرون بالجفاف وارتفاع الحرارة، حيث تبلغ درجة حرارتها نحو 28°م، غير أنها قد تصل خلال النهار إلى 49°م، بينما تكون الهضبة الوسطى معتدلة البرودة. ويبلغ متوسط درجة الحرارة فيها نحو 24°م، أما المنطقة الساحلية فهي حارة رطبة، حيث تبلغ كمية الأمطار السنوية أكثر من 500سم، ويبلغ متوسط درجة الحرارة نحو 27°م.

ياوندي عاصمة دولة الكاميرون ومركزها التجاري وملتقى لطرق النقل والمواصلات. ويبدو في الصورة متجر ضخم للملابس الجاهزة مكون من ثلاثة طوابق، ويقع في الحي التجاري في المدينة.

الاقتصاد:

تتمتع الكاميرون باقتصاد نامٍ يعتمد أساسًا على الزراعة، إذ يعمل بها نحو 75% من السكان، ويزرع السكان: المنيهوت، الذرة الشامية، الدخن، اليام، البطاطا الحلوة لتلبية احتياجاتهم الخاصة. أما محاصيل التصدير فتشمل: الموز، الكاكاو، الفاصوليا، الشاي، القطن، الفول السوداني.

ويُعَدُّ النفط والبوكسيت (الذي يصنع منه الألومنيوم) من أهم الموارد الطبيعية في الكاميرون. ويوجد بالكاميرون الكثير من أشجار زيت النخيل والمطاط والأخشاب. ويوجد أيضًا عدد قليل من الصناعات منها: تصنيع المحاصيل الزراعية وصناعة منتجات الألومنيوم، والجعة والسجائر ومشتقات النفط والأحذية والصابون والمياه الغازية.

من أهم الصادرات الرئيسية للكاميرون، النفط، الكاكاو، الألومنيوم، القطن، البن. وتشمل وارداتها: الآلات الميكانيكية، ووسائل النقل. وتُعَدُّ فرنسا والولايات المتحدة أهم شريكين تجاريين للكاميرون، ويلاحظ أن معظم الطرق غير معبدة، وتربط خطوط السكك الحديدية المدن والمراكز الحضرية الكبرى، كما تخدم مطارات دولية مدن دوالا وجاروا وياوندي.

تَصْدُر بالكاميرون صحيفة يومية واحدة. وتسيطر الحكومة على وسائل الإعلام (الإذاعة والتلفاز).

نبذة تاريخية:

تشير أعمال النحت والنقوش الصخرية والأدوات الحجرية التي تم اكتشافها في الكاميرون إلى أن شعوبًا قد عاشت في هذه المنطقة منذ عصور ما قبل التاريخ، وكانت تتحدث لغة البانتو، وسكنت المرتفعات الشمالية في نحو القرن الخامس قبل الميلاد.ووصف المكتشف الأسباني هانو، ثورة أحد البراكين بجبل الكاميرون. نشأت دولة كانم في القرن التاسع الميلادي وامتدت حتى وصلت إلى الجزء الأوسط من الكاميرون الحالية.

كان المكتشفون البرتغاليون أول من وصل من الأوروبيين إلى الكاميرون، وقد اشتُق اسم الكاميرون من كلمة كاميرو التي تعني في البرتغالية نوعًا من القشريات. عثر البرتغاليون في نهر وري على حيوانات تشبه الروبيان، وفي الفترة الواقعة ما بين القرنين الخامس عشر والتاسع عشر الميلاديين، وفد أوروبيون آخرون إلى الكاميرون للعمل في تجارة الرقيق.

وفي أوائل القرن التاسع عشر، أصبح العاج وزيت النخيل أهم المنتجات التجارية في الكاميرون. وفي عام 1858م، أنشأت البعثات التنصيرية البريطانية مستوطنة فكتوريا في الكاميرون كأول مستوطنة أوروبية دائمة تحت سفح جبل الكاميرون.

وخلال القرن التاسع عشر تنازعت الدول الأوروبية، (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) السيطرة على الكاميرون. وفي عام 1884م، وقَّع زعيمان من زعماء الدوالا على معاهدة مع ألمانيا جعلت من الكاميرون محمية ألمـانية، وخلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918م)، فقدت ألمانيا السيطرة على الكاميرون، فآلت السيطرة إلى فرنسا وبريطانيا اللتين قسمتاها عام 1922م إلى قسمين، وفي عام 1946م تعهدت بريطانيا وفرنسا بمنح الكاميرون استقلالاً أو حُكمًا ذاتيًا.

وفي الأول من يناير عام 1960م، أصبحت الكاميرون الفرنسية جمهورية مستقلة. وفي انتخابات فبراير 1961م، أتيح للشعب الكاميروني في الجزء البريطاني فرصة الاختيار بين انضمام إقليمهم إلى الجمهورية الجديدة، أو إلى نيجيريا المجاورة. فاختار الناخبون في الجزء الشمالي من الكاميرون الانضمام إلى نيجيريا، وصارت منطقتهم جزءًا من ذلك القطر، وكان ذلك في الأول من يونيو عام 1961م، بينما اختار الناخبون في الجزء الجنوبي الانضمام إلى جمهورية الكاميرون. ثم حدث اتحاد بين شمالي الكاميرون وجنوبيه في الأول من أكتوبر 1961م، ومنذ ذلك الحين وحتى مطلع عام 1972م، ظلت الكاميرون مكونة اتحادًا فيدراليًا يجمع دولتي الكاميرون الشرقية والكاميرون الغربية. وفي مايو 1972م، أُقِرَّ دستور جديد وحّد الدولتين المنفصلتين.

انتخب أحمد أهيدجو رئيسًا للجمهورية لمدة خمسة أعوام في سنة 1980م ولكنه استقال في سنة 1982م وسلم سلطاته إلى رئيس الوزراء بول بيبا الذي أعيد انتخابه سنة 1990م. وبعد السماح بالتعددية الحزبية في مارس 1992م، ظل بول بيبا رئيسًا للكاميرون.

بدأت الكاميرون في السبعينيات من القرن العشرين إنتاج النفط من حقول خليج غينيا. وقد ساعد النفط وتطوير القوى الكهرومائية جمهورية الكاميرون على توفير احتياجاتها من الطاقة، كما ساعدت الصادرات النفطية اقتصاد الكاميرون مساعدة كبيرة. ★ تَصَفح: إفريقيا ؛ الأقزام ؛ الفولانيون ؛ منظمة الوحدة الإفريقية ؛ المنظمات الإسلامية.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية