الرئيسيةبحث

الاغتسال ( Bath )



الاغتسال عملية غسل الجسد، وهناك أربعة أنواع رئيسية مــن الاغتســال: 1- الاغتــسال للنظافــة. 2- الاغتسال الطبيّ. 3- الاغتسال للاسترخاء أو المتعة. 4- الاغتسال الدينيّ.

الاغتسال للنظافة:

يعتبر الاغتسال بالماء والصابون أكثر الطرق شيوعًا، وبإمكان المغتسلين أن يجلسوا في مغطس يحتوي على الماء أو أن يقفوا تحت دش ويدَعوا الماء ينهمر على أجسامهم. ويتَّحد الماء بالصابون لإزالة البكتيريا والجلد الميت والأوساخ والنُسالَة والمواد الزيتية من الجسد. ويكِّون الصابون طبقة رقيقة حول جزيئات الأوساخ ومن ثم تعلق الجزيئات في الماء إلى أن تنزلق بعيدًا.

وتُستخدم حمامات البخار التي تعرف أيضًا باسم الحمَّامات التركية أو الحمامات الروسية في أنحاء كثيرة من العالم، حيث يجلس المغتسلون في حجرة معبأة بالبخار إلى أن يتصببوا عرقًا وبشكل طلق. وتُنظف عملية التعرق هذه مسام الجلد. بعد ذلك ينضح المغتسلون الماء البارد على أجسامهم وذلك لإزالة العرق ولقفل المسام.

والسَاونَا نوع آخر من أنواع الحمَّام تُستخدم فيه الحرارة الجافة. ويتكون حمام السَاوْنا التقليدي من حجرة أو من حمَّام عمومي جداره مكسو بألواح خشبية وفيه فرن توضع فوقه حجارة ساخنة ومزود بمقاعد خشبية. ويجلس المغتسلون أو يستلقون على المقاعد الخشبية، ومن حين لآخر يسكبون بعض الماء فوق الحجارة الساخنة للحصول على البخار. ويظل الساوَنا جافًا حيث إن الجدران الخشبية تقوم بامتصاص الرطوبة. وتتراوح درجة الحرار ة في حجرة السَاوْنَا بين 80° و100°م. ويمكن أن يضرب المغتسلون أنفسهم برفق بمخْفقة خشبية وذلك للتخلص من الجلد الميت ولتنشيط الدورة الدموية. وبعد ذلك يشطفون أجسادهم بماء بارد.

ويُستخدم البيديهْ لغسل تلك المناطق من الجسد التي تقع بين العجزين. ويجلس المغتسل فوق البيديه ويغتسل بالماء الذي يخرج من الفتحة على شكل رشاش إلى أعلى.

الاغتسال الطبي:

للاغتسال فوائد كثيرة في معالجته للأمراض، فالاغتسال في ماء ساخن تتراوح درجة حرارته بين 37° و44°م يُرخي العضلات ويوسع الأوعية الدموية القريبة من سطح الجلد كما أنه يُحَسِّن الدورة الدموية. أما الحمَّام الدافئ الذي تتراوح درجة حرارته بين ما يقارب 32° و36°م، فهو قد يخفف من حدة الأرق ومن حدة التوتر العصبي. أما الحمَّام البارد تحت 24°م، فهو يقلل من حدة الأورام.

وتستخدم الحمامات الدوَّاميَة وحمامات التدليك بالماء لمعالجة التهاب المفاصل وشلل الأطفال والروماتيزم وجروح العظام والعضلات.

ولمئات السنين، ظل الناس يرتادون منتجعات صحية عرفت باسم الحامّات سعيًا وراء الاغتسال الطبيّ. وتطل معظم منتجعات الحامات على موقع ينبوع طبيعي يصدر ماءً معدنيًا وافرًا. كان كثير من الأطباء يرسلون مرضاهم خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر إلى الحامَّات للاستحمام أو للشرب من ذلك الماء الذي كان يُعتقد بأنه كان يحتوي على فوائد طبية. كذلك كانت منتجعات الحامّات مشهورة بوصفها مكانًا لقضاء الإجازات. ويذهب كثير من الناس في الوقت الحاضر إلى منتجعات الحامّات لقضاء عطلة صحية أكثر من كونها طلبًا للعلاج الطبيّ. ويُقَدِّم كثير من هذه المنتجعات عمليات التدليك والسَاوْنَا وحمَّامات البخار كما تقدم برامج تشمل التمارين الرياضية والتغذية. وتتضمن أشهر منتجعات الحامات الأوروبية منتجعات مثل فِيِشِي بفرنسا وبادن ـ بادن بألمانيا وكارلوفي فارِيِ (كَارْلُسْ بَادْ سابقًا) بتشيكوسلوفاكيا.

أما منتجعات الحامات الشهيرة في الولايات المتحدة، فهي تضم كلاًّ من ينابيع هوايِتْ سيلفر بغرب فِرجيِنيا وينابيع ساراتوجا بنيويورك والينابيع الحارة في أركنساس وهي ينابيع تحولت الآن إلى حديقة عامة. أما في أستراليا، فإن كثيرًا ممن يعانون من مرض الروماتيزم يذهبون إلى مُوُرِيِ في شمال نيوساوث وِيْلْز حيث توجد هناك المياه الارتوازية الساخنة التي تحتوي أيضا على نسبة عالية من المعادن. كما تقدم مدينة روتورووا في الجزيرة الشمالية في نيوزيلندا علاجًا للروماتيزم في حمَّامات مُغَذَاة بمياه ينابيع طبيعية.

الحمامات الرومانية تستهوي كثيرًا من الناس في الغرب.

الاغتسال للاسترخاء والمتعة:

مشهور في كثير من البلدان، ففي اليابان يغتسل الناس قبل أن يغمروا أجسادهم في مغطس يحتوي على ماء ساخن وذلك لأن المغطس هنا يُستخدم في عملية الاسترخاء فقط. وذاعت شهرة المغاطس الساخنة في الولايات المتحدة خلال السبعينيات من القرن العشرين. وهذه المغاطس عبارة عن مغاطس خشبية كبيرة يغطس بداخلها شخصان أو أكثر، حيث ينقعون أجسادهم في ماء ساخن بالبخار.وغالبا ما نجد أن معظم المغاطس الساخنة تكون في العراء. ويمكن لمغطس يبلغ طوله 1,8م أن يضم بين جوانبه ثلاثة عشر شخصًا. وتحتوي معظم المغاطس الساخنة على جهاز سخان للحرارة ومصفاة ومضخة. وتعمل المضخة على دوران الماء.

الاغتسال الدينيّ:

تدعو كثير من الأديان إلى الاغتسال قبل أو خلال أداء الشعائر الدينية. فقد أوجب الدين الإسلامي الغُسْل (الاغتسال) ـ بتعمـيم البدن بالماء ـ على كل مسلم في حالات كثيرة منها خروج المني والإيلاج وانقطاع دم الحيض والنفاس والموت، والكافـر إذا أسلم. والغــسل أيضًا مستــحب في أشياء كثيرة. ★ تَصَفح: الصلاة.

ومن المحتمل أن يكون القدماء هم الذين بدأوا بعادة التنظيف الدينيّ، وكانوا يؤمنون بأنهم يجب أن يتطهروا بالاغتسال بعد ملامستهم للميت أو فاقد العقل، اللذين كان يُعتقد بأنهما غير نظيفين. أما الهندوس فهم ينظرون إلى نهر الجانج على أنه نهرٌ مقدسُ ولذا فهم يغتسلون في مائه لتطهير أنفسهم. أما المرضى منهم، فيرتادون النهر آملين في أن تشفيهم مياهه.

ويحتفل النصارى بدخول شخص ما إلى الديانة النصرانية باحتفال يطلق عليه اسم التعميد. ويُعَمَّدُ الشخص بتغطيسه في الماء أو بِرَشِّه به كرمز لغسل الذنوب.

الحمامات العامة كانت شائعة في روما القديمة لأن الأثرياء فقط هم الذين كانوا يملكون القدرة على حيازة حمَّامات خاصة. ويحتوي الحمَّام الشعبي النموذجي في الإمبراطورية الرومانية على غرف للحمَّامات الدافئة والباردة.

نبذة تاريخية:

عثر علماء الآثار على بقايا حمَّامات بين أنقاض كثير من الحضارات القديمة بما في ذلك الحضارة البابلية والحضارة المصرية. وساد الاعتقاد بأن أنقاض الحمَّامات العامة التي تم اكتشافها في موهنِْجُو ـ دَارُو وهي قريبة من لاَرْكَانَا بالباكستان تعود في تاريخها إلى نحو 4,500 سنة مضت. ★ تَصَفح: حضارة وادي السند.

وفي روما القديمة، كان الأثرياء فقط هم الذين يمكنهم اقتناء حمَّامات خاصة بهم، إلا أن الرومان شيدوا حمَّامات عامة في كل مدينة من مدن الإمبراطورية تقريبًا. وكانت مباني الحمَّامات تحتوي على مرافق لحمامات دافئة وباردة، ولحمّامات البخار ولعمليات التدليك. وبحلول العشرينيات قبل الميلاد، أصبحت تلك الحمَّامات مكانًا للتجمعات الاجتماعية وكانت أرضياتها مغطاة بالرخام و بها أعمدة وأسقف محلاة بالصور، وكذلك الكثير من التماثيل. كما ضمت الحمَّامات العامة بين جنباتها الحدائق وصالات الألعاب والمكتبات وقاعات الاجتماعات والمسارح. وكان بإمكان حمامات كاراكالا في روما التي بنيت في السنوات الأولى من القرن الثالث الميلادي أن تستوعب 1,600 مغتسل في المرة الواحدة.

وفي أوروبا خلال العصور الوسطى، تراجعت شهرة الحمَّامات، وكانت الحمَّامات العامة تُدعى بالقِدْر الساخن وكانت عملية الاغتسال تُدعى بالغليان في القدر وذلك لأن المغتسلين يجلسون في ماء ساخن.

وبحلول القرن الخامس عشر الميلادي، تحولت الحمَّامات العامة في أوروبا لتصبح مركزًا للبغاء. ولهذا تبدل معنى الحمَّام الساخن وأصبح يرمز إلى بيت الدعارة. ولذلك أصدرت كل من الكنيسة والسلطات الرسمية قوانين تُحرِّم الاغتسال العام، وكان الناس نادرًا ما يغتسلون في البيوت أيضًا. وكانوا يستخدمون العطور لإخفاء روائح الجسد الكريهة.

كذلك حَرَّمت جماعة البيوريتان (التطهيريون) وهي جماعة من أصل إنجليزي بروتستانتي أسست مستعمرات نيوإنجلاند في أمريكا، حَرمَّت هذه الجماعة الاغتسال أيضًا وكانوا يؤمنون بأن التعرّي يقود إلى الرذيلة حتى ولو كان ذلك التعري للاغتسال. إلا أنه مع نهاية القرن الثامن عشر الميلادي وبداية القرن التاسع عشر استعاد الاغتسال شهرته في أوروبا وفي شمال أمريكا. وقد أحضر رجل الدولة بنيامين فرانكلينْ معه من أوروبا إلى الولايات المتحدة حمّامًا للاغتسال يعرف باسم حمَّام الخُفْ وقد صمم هذا الحمام بشكل بسيط كما صمم ليخفي جسد المغتسل عن الناظرين. وفي القرن التاسع عشر الميلادي، كان قليل من البيوت مزوّدًا بمياه جارية أو كانت تمتلك حمَّامًا منفصلاً، رغم أنه كان لبعض العائلات حمَّامات من المعدن وكان يمكن ملؤها باليد. وكذلك بدأ الناس استخدام الدُّش الذي كان يعمل بطريقة يدوية.

كان المغتسلون يجلسون على كرسي بلا ظهر أو ذراعَين ويبدأون في تحريك رافعة يدوية أو دواسة قدمية تضخ الماء فوق الرأس، وكان بالإمكان في بعض الحالات القيام بتحريك فرشاة غسيل للظهر.

ولكن حتى هذه الإمكانات البدائية للاغتسال في البيت كان يُنظر إليها على أنها تَرَف إلى بداية القرن العشرين الميلادي. أما المغاطس ذات الصنابير الذاتية التي كانت أسطحها مغطاة بالخزف الصيني المطلي المحلى، فقد بدأ إنتاجها بشكل تجاريّ نحو عام 1920م. وفي الوقت الحاضر، فإن المغاطس تُصنع وبشكل متزايد من مواد بلاستيكية خفيفة إلا أن لها قدرة على التحمل أيضًا. يعتبر الحمَّام اليوم عنصرا مهما من عناصر البيت العصري.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية