الضفدع يستعمل رجليه الخلفيتين القويتين للسباحة في الماء. وكثير من الأنواع المقيمة في الماء، مثل ضفدع الثور (أعلاه)، له أصابع كفية (ذات أغشية) على قدمه الخلفية أيضًا. |
الأرجــل الخلفيــة العضليـة على اليابســة تستعمـل للقفز. تؤكل أرجـل الضفــادع للأكل (أعلاه) في سائر أنحاء أوروبا. |
يستعمل اللسان اللاصق في فم الضفدع للإمساك بالفريسة. يظهر الضفدع الأخضر وهو على وشك التهام ذبابة. والقرص الذي يظهر خلف العين هو طبلة الأذن. |
ولكثير من الضفادع قرص جلدي خلف كل عين. ويسمى كل قرص طبلة الأذن. وتجعل الأمواج الصوتية غشاء الطبلة يتذبذب، فتنتقل الذبذبات إلى الأذن الداخلية المتصلة بالأعصاب إلى مركز السمع في الدماغ.
ومعظم الضفادع لها حاسة لمس مرهفة. وهي متطورة بشكل جيد خاصة في الأنواع التي تعيش في الماء. ويحوي اللسان والفم حلمات تذوق عديدة. وغالبًا ما يبصق الضفدع الطعام السيء المذاق. وتختلف حاسة الشم بين الضفادع من نوع لآخر. فالضفادع التي تصطاد بالليل بشكل رئيسي أو التي تعيش تحت الأرض لها حاسة شم أفضل.
ذكر الضفدع يطلق نداء التزاوج بنفخ حلقه ودفع الهواء عبر حباله الصوتية. ويُستعمل هذا النداء لجذب الأنثى. |
والذكور في كثير من الأنواع لها كيس صوتي ينتفخ بشدة أثناء عملية المناجاة ؛ مُصدرًا صوتًا أعلى من الضفادع التي ليس لها هذا الكيس. ولبعض الأنواع أيضًا كيس صوتي على جانبي الرأس، ولبعضها الآخر كيس واحد في منطقة الحلق. وكما أن لبعض أنواع الضفادع نداء تزاوج فإن لها أيضًا نداء منطقة، وهو نداء لتحذير الذكور الأخرى من النوع نفسه، وإخطارهم بأن المنطقة مسكونة ولا ترحب بالدخلاء.
الضفادع مثل جميع البرمائيات من ذوات الدم البارد ؛ ويعني ذلك أن درجة حرارة جسم الضفدع تميل إلى التساوي مع درجة حرارة الهواء أو الماء المحيط بها. لذا تلجأ ضفادع المناطق الباردة إلى السُّبات طوال فصل الشتاء. وتسبت بعض الأنواع في الجحور، وتقضي الأخرى الشتاء مدفونة في الوحل في قاع بركة أو جدول، بينما تتنفس من خلال جلدها. ويستهلك الضفدع المواد المخزونة في أنسجة جسمه خلال السُُّبات الشتوي (البيات الشتوي).
وتتزاوج أغلب الضفادع، بما فيها معظم الأنواع التي تعيش على الأرض، في الماء. فالبرك المستحبة تستقطب أعدادًا كبيرة من الضفادع سنة بعد سنة. ويحتاج ذلك إلى رحلة طويلة في الغالب، حيث إن البركة الجيدة التي لها قيعان موحلة صالحة للسبات الشتوي ليست بالضرورة أنسب الأماكن للتزاوج، بل إن البركة المناسبة هي تلك الغنية بالطحالب النامية. تدخل ذكور الضفادع عادة إلى الماء أولاً، وبعد ذلك تطلق النداءات لجذب الإناث. وتساعد هذه النداءات أيضًا على توجيه الذكور الأخرى إلى البركة الملائمة للتزاوج. ولكل نوع نداءاته الخاصة به. ويستطيع علماء الطبيعة التعرف على أنواع الضفادع من نداءاتها بسهولة أكثر من مظهرها. ولا تستجيب إناث الضفادع إلا إلى النداءات التي يطلقها الذكور من النوع نفسه. وفي بعض الأنواع تحدد الفروق الفردية بين نداءات التزاوج، أي أن بعضًا من الذكور تختار الأنثى للتزاوج، بعد دخولها إلى الماء، حيث يمسك بها الذكر ويثب على ظهرها. وفي هذا الوضع يخصب الذكر البيض لدى خروجه من جسم الأنثى. ويفقس البيض خلال مدة تتراوح بين ثلاثة أيام و25 يومًا، حسب النوع ودرجة حرارة الماء. فارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى سرعة الفقس، أما انخفاضها فيؤدي إلى بطئه. تفقس بيضة الضفدع في معظم الأنواع يرقة صغيرة مذنّبة تدعى أبا ذنيبة أو الشرغوف.
بيض الضفدع ووضع البيض |
وتضع بعض ضفادع المناطق الاستوائية بيضها في مياه المطر المتجمعة بين أوراق النباتات أو في تجاويف بالشجر. وبعض الأنواع الاستوائية الأخرى تلصق بيضها في الجانب الأسفل من الأوراق النامية على سطح الماء. وعندما يفقس البيض يسقط أبو ذنيبة في الماء.
وفي بعض أنواع الضفادع يحمل أحد الأبوين البيض حتى يفقس. فمثلاً تحمل أنثى ضفادع الشجر في أمريكا الجنوبية البيض على ظهرها. أما الضفدع المسمّى العلجوم، فإن ذكره يحمل البيض ملفوفًا حول رجليه الخلفيتين. وتحمل ذكور النوع المسمى بضفدع داروين البيض بداخل الأكياس الصوتية.
ومن بعض الضفادع الاستوائية أنواع تضع بيضها على الأرض تحت قطع الأخشاب أو الأوراق الميتة. ولا تمر هذه الضفادع بمرحلة أبي ذنيبة، حيث تفقس البيضة فيخرج ضفدع صغير ؛ يبدأ الحياة حيوانًا بريًا.
أبو ذنيبة حديث الفقس |
أبو ذنيبة أكبر أرجلاً |
يتغير شكل أبي ذنيبة مع النمو بحيث يكبر الذيل مما يمكِّنه من السباحة للحصول على الغذاء. ولأبي ذنيبة أجزاء فم ملائمة لالتهام طبقة الطحالب النامية على النباتات المائية. وهناك أنواع تتغذى ببيض الضفادع بل وتأكل أقرانها. ومع مرور الوقت يبدأ أبو ذنيبة في تكوين أرجل، ومن ثم تبدأ الرئتان بالتكوّن، وتظهر الرجلان الأماميتان، ويتغير الجهاز الهضمي لتمكين الضفدع من أكل فرائسه. وقبل التحول الشكلي إلى ضفدع يفقد أبو ذنيبة خياشيمه وأخيرًا يخرج من الماء كضفدع صغير يحمل أثراً لذيل. ثم يمتص ما تبقى من ذيله ليتخذ بذلك الشكل البالغ النهائي. وبعض أنواع أبي ذنيبة صغير جدًا بحيث يُرى بصعوبة، لكن أبا ذنيبة التابع لضفدع الثور كامل النمو، يصل طوله أحيانًا إلى 18 سم تقريبًا. وقد يستغرق عامين إلى ثلاثة أعوام قبل أن يصبح كامل النمو، إلا أن أبا ذنيبة في معظم الأنواع الأخرى يتحول إلى طور البلوغ خلال أشهر قليلة، بل قد تستغرق هذه العملية عند بعض الأنواع التي تتزاوج في برك مؤقتة أقل من أسبوعين.
ضفدع على وشك الانتهاء من التحول |
وتمتلك معظم الضفادع أسنانًا في الفك العلوي فقط، بينما يفتقد العلجوم الأسنان تمامًا. ونتيجة لذلك فإن الضفادع والعلاجيم تبتلع فريستها دفعة واحدة. ولتسهيل عملية الابتلاع، تغور عينا الضفدعة في فتحات موجودة بالجمجمة مما يدفع بالطعام إلى النزول من خلال الحلق ليتم هضمه.
يبلغ طول ضفدع الشجر الأخضر أقل من 5 سم. |
تؤلف إحدى فصائل اللاذيليات الضفادع الحقيقية. وتشكل العلاجيم الحقيقية فصيلة أخرى. وهذه الحيوانات بنوعيها موجودة في أجزاء العالم جميعها باستثناء قارة أنتاركتيكا. ومعظم العلاجيم الحقيقية تكون أعرض جسمًا وأكثر تفلطحًا وأجفّ جلدًا وأدكن لونًا من معظم الضفادع الحقيقية. وتغطي النتوءات جلد العلاجيم الحقيقية أما الضفادع الحقيقية فجلدها أملس. وبخلاف معظم الضفادع الحقيقية فإن أغلب العلاجيم الحقيقية تعيش على الأرض وتذهب البالغة منها إلى الماء للتزاوج فقط. وللمعلومات الإضافية عن العلاجيم الحقيقية. ★ تَصَفح: العلجوم. أما الفصائل الأخرى في رتبة اللاذيليات، فبعضها يشبه كثيرًا الضفادع الحقيقية وبعضها الآخر يشبه كثيرًا العلاجيم الحقيقية بينما تحتفظ بعض الأنواع بصفات كل من الضفادع الحقيقية والعلاجيم الحقيقية. وتحمل بعض فصائل اللاذيليات غير العلاجيم الحقيقية أيضًا كلمة علاجيم كجزء من اسمها الشائع.
وهناك 700 نوع تقريبًا من الضفادع الحقيقية في العالم. ومن بين تلك الأنواع الضفدع الأوروبي الشائع والضفدع الصالح للأكل، وضفدع الثور الأمريكي الشمالي، وضفدع النمر وهذه الأنواع توجد على الأرجح في البرك والقنوات. وتضم هذه الفصيلة أيضًا الضفدع العملاق وهو أكبر ضفدع في العالم. وتنتج هذه الضفادع كميات من السُّرء (البيض) في فصل الربيع.
وكثير من ضفادع الشجر خضراء أو بنية اللون مما يمكّنها من الاختباء بين الأشجار. ويوجد أكبر عدد من نوع ضفادع الشجر في أمريكا الوسطى والجنوبية. وبعض هذه الضفادع جرابي، أي أن الإناث لا تحمل فقط البيض وإنما تحمل أيضاً مجموعة من أبي ذنيبة في جيوب أو تجاويف على ظهرها. ويستطيع كثير من الأنواع الأسترالية تحمُّل الجفاف.
أما الأنواع الموجودة في العالم القديم فتشمل ضفدع جاوة المنزلق ذي الأطراف المتشعبة والأقدام الكفية (كثيرة الأغشية)، والذي تمكنه هذه الصفات من الانزلاق من شجرة لأخرى بطريقة مشابهة للسنجاب الطائر.
الضفادع نحيفة الأصابع.تمثل فصيلة كبيرة من الضفادع المستوطنة في أمريكا الجنوبية بشكل رئيسي ويعني اسمها أنها خفيفة الأصابع. ويدلّ الاسم كذلك على الأقدام الكفية ضعيفة التطور، وافتقادها للممصّات. يعيش الضفدع النابح وضفدع الجرف الصخري على صخور تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تضع هذه الضفادع بيضها تحت الصخور ثم تفقس الضفادع الصغيرة من البيض دون المرور بمرحلة أبي ذنيبة. وكثير من الأنواع تضع بيضها في حفرة بجانب الماء. وتخفق الأنثى هلام البيضة مكوّنة رغوة يعيش فيها أبو ذنيبة حتى يجرفه المطر إلى مياه قريبة.
الضفادع العضلية. وتدعى أيضًا الضفادع الجنوبية لكونها تعيش فقط في أستراليا وغينيا الجديدة. ومعظمها حفارة، بينما يعيش بعضها في جداول سريعة الجريان. ومن أكثر الأنواع المعروفة ضفدع الكربري الأسود والأصفر في مناطق الألب جنوب شرقي أستراليا. ولأنواع كثيرة من هذه الضفادع غدد سمية متطورة.
ضفادع الإبر السامة. تضم أكثر من 100 نوع، وتشتهر بأنواعها البراقة وبالسموم الجلدية التي تفرزها. ويستعمل الهنود في أمريكا الاستوائية هذه السموم لتسميم رؤوس سهامهم.
العلاجيم ضيقة الفم تعيش في معظم المناطق المدارية وشبه المدارية. وكما يدل الاسم فإن أفواه هذه الضفادع غاية في الضيق. وتعيش معظم الأنواع في الحفر أو بين أوراق الشجر المتساقطة.
العلاجيم مِعْوليّة القدم. تعيش في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وشمال غرب إفريقيا. وقد سميت بهذا الاسم لأن معظمها يملك نتوءًا حاد الحواف يشبه المِعْوَل على كل قدم خلفية. ويُستخدم هذا النتوء كأداة للحفر. وتقيم العلاجيم معولية القدم تحت الأرض ولا تُشَاهد عادة إلا بعد المطر. وتوجد منها أنواع أمريكية شمالية عدة في مناطق جافة من السهول العظمى وجنوب غربي الولايات المتحدة. وهي تمكث في جحورها لأسابيع متتالية لتبقى رطبة ثم تتزاوج بعد هطول الأمطار الغزيرة، وتضع بيضها غالبًا في برك غير دائمة. ويتطور أبو ذنيبة بسرعة. وقد تظهر الضفادع الصغيرة البالغة منها خلال 12 يومًا فقط إذا ما توفر لها الغذاء. وتعرف الضفادع معولية القدم الأوروبية بضفدعة الثوم لرائحتها.
الضفادع الذيلية.وتضم أقدم مجموعة معاصرة من الضفادع، إذ احتفظت ثلاثة أنواع منها تعيش في نيوزيلندا بالعضلات، والتي استعملت سابقًا للتحكم في الذيل. واستبقى نوع رابع طرفًا كاملاً يشبه الذيل. ويعيش هذا الضفدع في الجداول الجبلية سريعة الجريان في شمال غربي الولايات المتحدة وجنوب غرب كندا. ويجعل الماء المتحرك الإخصاب الخارجي للبيض صعبًا. وعوضًا عن ذلك يستعمل الذكر تركيبًا يشبه الذيل لإخصاب البيض وهو لا يزال داخل الأنثى. ويملك أبو ذنيبة من فصيلة الضفادع الذيلية ممصًا كبيرًا يمكنه من الإمساك بالصخور حتى في أعتى التيارات.
الضفادع مفيدة للإنسان من عدة نواحٍ، حيث تأكل أعدادًا كبيرة من الحشرات التي قد تسبب آفة خطرة، كما تزوّد بعض الناس بالغذاء حيث تعتبر الأرجل الخلفية اللَّحيمة للضفادع الكبيرة طبقًا شهيًا في كثير من الأقطار. وتستعمل الضفادع أيضًا بشكل واسع في المختبرات. كما يستخدمها الباحثون في الطب لاختبار الأدوية الجديدة. ويقوم الطلاب بتشريح الضفادع لتعلّم علم التشريح.
يعتبر الإنسان ألدّ أعداء الضفدع في الواقع، حيث يحصل الناس على معظم الضفادع الصالحة للغذاء أو للعمل في المختبرات من البراري. وبالإضافة لذلك فإن الناس يدمرون بيوت الضفادع وأماكن تزاوجها بتحويل المناطق الطبيعية إلى مدن ومزارع، كما يلوثون ويسمّمون المياه التي تعيش فيها الضفادع.