يحيى بن محمد أحمد المتوكل (1942 - 2003) سياسي يمني ولد في مدينة شهارة، وتوفي في الطريق بين مدينة عدن ومدينة لحج بانقلاب لسيارته .التحق بكلية الطيران والمظلات فتخرج فيها عام 1961 ، وحصل على دورة أركان حرب من الاتحاد السوفيتي عام 1965 ، التحق بتنظيم (الضباط الأحرار) الثائرين على حكم (أحمد بن يحيى) عام 1961، وتولى قيادة المنطقة العسكرية الشمالية الغربية من بداية الثورة عام 1962.
((كذالك بقلم : كريم مروة)))
يحيى المتوكل هو واحد من الشخصيات السياسية المرموقة في تاريخ اليمن الحديث. بدأ نجمه يصعد خلال الثورة التي قادها الفريق عبد الله السلال في عام ،1962 حيث كان عضواً في حركة الضباط الأحرار التي خططت للثورة وقامت بتفجيرها، وهي الثورة التي أطاحت حكم الإمامة في اليمن وأعلنت قيام الجمهورية العربية اليمنية، وظل المتوكل يصعد وهو يتولى مواقع عسكرية وينفذ مهمات عسكرية ذات صلة بتوطيد دعائم الجمهورية ضد خصومها القدامى والجدد، إلى أن بدأ يتولى مناصب مدنية، في الحكومة وعلى تخومها، إلى أن استقر به المقام في موقع الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي، وهو الحزب الذي أسسه الرئيس علي عبد الله صالح ليكون حزب السلطة الحاكمة بقيادته، وكان هو، أي الرئيس صالح، الرئيس الدائم للحزب، في حين احتل لفترة طويلة موقع الأمين العام الدكتور عبد الكريم الأرياني، بعد أن تنقل في مناصب حكومية عديدة، كان أهمها منصب رئيس الحكومة ثم منصب وزير الخارجية.
في عهد الدكتور الأرياني في موقع الأمين العام للحزب أصبح المتوكل الأمين العام المساعد، وإذ تميز الدكتور الأرياني على الدوام باهتمامه الفائق بالفكر وبالثقافة عموماً، وهو معروف بأنه قارئ نهم، ويمتلك مكتبة مهمة، كان المتوكل أكثر اهتماماً بالسياسة، لكن على قاعدة ثقافية عامة، وبرز اسمه في الأعوام التي سبقت وفاته في حادث سيارة مفجع كواحد من الشخصيات السياسية اللامعة في اليمن المؤهلة للعب دور كبير في البلاد، وكان من أهم السمات التي عرف بها دماثة خلقه وسعة اطلاعه ومرونته في التعامل مع القضايا الشائكة، وهي سمات كانت تساعده على موقعه كأمين عام مساعد في حزب المؤتمر الشعبي، ومسؤول بشكل خاص عن كل ما يتصل بالعلاقات السياسية الداخلية والخارجية، وربما لهذه الأسباب سرت شائعة في اليمن وخارجه لدى وفاته في الحادث المشار إليه أن الحادث كان مدبراً للتخلص منه، لكن أحداً لم يحدد بدقة وبوضوح الجهة صاحبة المصلحة في التخلص منه، والأسباب الحقيقية لذلك، وهي الشائعة التي ترافقت مع حادث اغتيال الشخصية اليمنية المرموقة جار الله عمر، الذي كان أحد أبرز وجوه الحزب الاشتراكي اليمني، والذي كان من أبرز صفاته وسماته أنه كان المحاور الأساسي مع كل مكونات الحياة السياسية في اليمن، اليسارية منها والقومية والإسلامية، بما في ذلك مع أوساط الحكم، ومع الرئيس علي عبد الله صالح بالذات.
ولد اللواء يحيى المتوكل في عام 1942 في مدينة شهارة في محافظة حجة، وكان والده يعمل حاكما شرعيا في مدينة أخرى، ويقول المتوكل في حديث مطول معه يتناول سيرته أنه نشأ في بيئة غريبة، إذ كان معظم الرجال من سكان المدينة يعملون في مدن أخرى، إما جنوداً أو موظفين أو عمالاً، ولم يكن يعيش في المدينة إلا الأطفال والنساء والشيوخ.
أول علاقته بالتعليم كانت في أحد كتاتيب مدينته شهارة، واقتصر التعليم في ذلك الكتّاب كالعادة في كل الكتاتيب، على قراءة القرآن وتعلّم مبادئ الدين، وحين بلغ الثامنة من عمره انتقل إلى مدينة المحايثة التي كان يعمل فيها والده، وكانت الأجواء في هذه المدينة أكثر انفتاحاً من مدينة شهارة، الأمر الذي أسهم في بعض التعديل في حياته وفي تفكيره، ذلك أن المدينة كانت ميداناً لأعمال متعددة متنوعة بما في ذلك التجارة والزراعة فضلاً عن وجود موظفين في مؤسسات حكومية. في هذه المدينة بالذات تعرف المتوكل إلى العالم الأوسع من خلال الاستماع لأول مرة إلى الراديو، تلك الآلة التي كانت، كما يقول المتوكل، أشبه بمخلوق عجائبي، وكان علماء الدين المتزمتون ينهون أبناء المدينة عن الاقتراب من الراديو باعتباره أمراً خارج المألوف، أي خارج ما تنص عليه التعاليم الدينية.
ذهب يحيى مع أخيه الأكبر محمد إلى صنعاء في عام ،1954 حيث انتسب فيها إلى المدرسة التحضيرية، ووجد ضالته في المدرسة من خلال النقاشات التي كان يجريها المدرسون المصريون فيما بينهم ومع تلامذتهم، وكانت نقاشات ترمي إلى الانطلاق نحو العلوم الحديثة التي كان ينشد يحيى الوصول إلى امتلاكها.
وفي عام 1957 انتقل إلى المدرسة الثانوية، وفي هذه المدرسة بدأت تتكون اهتماماته العامة بالتدريج، وكان يساعده على ذلك اختلاطه بالطلاب المتقدمين عليه في السن وفي الدراسة، وكان هؤلاء يتناقشون فيما بينهم في كل ما يتصل بالقضايا العامة في اليمن وفي سائر البلدان العربية، لا سيما ما كان يجري في مصر من أحداث ومن تحولات كبرى، وكان أهم حدث بالنسبة إليه في تلك المرحلة هو العدوان الثلاثي على مصر، حيث شارك في أول مظاهرة احتجاجاً على اعتقال علي عبد الغني الذي صار في مرحلة لاحقة واحداً من الوجوه الوطنية الأساسية في البلاد، بصفته أحد أهم أركان حركة الضباط الأحرار.
واختار المتوكل بعد انتهاء دراسته الثانوية وبعد تردد كبير الانضمام إلى الكلية الحربية، وفي هذه الكلية، قسم الطيران، اتيحت له فرصة التعرف إلى الضباط السوفييت الذين كان الإمام قد استعان بهم في تأسيس وتدريب القوات المسلحة على الأسلحة التي عقدت صفقة مع تشيكوسلوفاكيا على شرائها في ذات المرحلة التي أقدم فيها الرئيس عبد الناصر على إتمام صفقة مثيلة لها، وساعد يحيى تعرفه إلى الضباط الروس على توسيع معارفه ومداركه حول ما كان يجري في العالم من أحداث، ثم بدأ نشاطه السياسي داخل القوات المسلحة، وأسهم في إنشاء خلية من عدد من زملائه للاهتمام بالشأن الوطني، وكانت تلك البداية الأولى في تشكيل حركة الضباط الأحرار التي قامت بالثورة في عام ،1962 كما أسلفت.
لم تكن كل الأمور الخاصة بالثورة واضحة عندما تقرر القيام بها في أعقاب الوفاة المفاجئة للإمام يحيى، واستلام ابنه بدر السلطة بعده، لكنها قامت، وواجهت صعوبات كبيرة بعد قيامها، وكان عليها أن تخوض معارك عديدة استمرت طويلاً، وتدخلت القوات المسلحة المصرية لدعم الثورة، التي كان التخطيط لها في الأساس يجري في مصر، الأمر الذي جعل الضباط المصريين، كما يقول المتوكل، يتدخلون في الصغيرة والكبيرة، فيما يشبه إبلاغ قادة الثورة أنهم ملزمون بالاستماع إلى إرشادات هؤلاء الضباط وتنفيذ ما يطلبونه منهم، ونشأت بعد ذلك حساسيات وصلت إلى حد اعتقال عدد من قادة الثورة في القاهرة عندما ذهبوا لتقديم شكوى من التدخلات التي كانت تجري. ويقول المتوكل، الذي كان بين المعتقلين، إن الرئيس عبد الناصر لم يكن على علم بكل ما كان يجري، وإن الذين كانوا مكلفين بدعم الثورة كانوا هم الذين يتصرفون على هواهم، كل منهم لأغراض تتعلق به، ولمصالح خاصة، من دون أن يكون همهم، وفق توجيهات الرئيس عبد الناصر، مساعدة أركان الثورة وأركان الجمهورية الجديدة على ترسيخ سلطتها، والقضاء على العناصر المعادية لها من بقايا جماعات الإمام، ومن القبائل التي كان يستنفر ابنه بدر غرائزها البسيطة ضد الثورة وقادتها.
وبعد استقرار النظام الجمهوري في البلاد، وبدء الحياة الطبيعية في ظل هذا النظام، بدأ المتوكل يتنقل أولاً في المناصب العسكرية، بعد أن كان في أعقاب الثورة مسؤولاً عن قيادة المنطقة الشمالية في البلاد، ثم مديراً للمنشآت التعليمية في القوات المسلحة حتى عام 1966. وفي العام التالي عُيّن عضواً في مجلس الدفاع ومديراً لمكتب القائد العام للقوات المسلحة، ثم نائباً للقائد الأعلى، إلا أنه بعد عام 1970 بدأ يغادر العمل في القوات المسلحة بعدما أصبح لواء، فتسلم وزارة الداخلية، ثم دخل السلك الدبلوماسي، وتنقل في منصبه كسفير بين عدة بلدان مهمة بالنسبة لليمن، لا سيما في الولايات المتحدة الأمريكية وفي مصر، ثم عاد إلى البلاد ليحتل مناصب أساسية في الإدارة السياسية، في وزارة الداخلية مرتين، ثم في المجلس الاستشاري، ثم في منصب مستشار لرئيس الجمهورية في عهد الرئيس علي عبد الله صالح، ثم عضواً في مجلس الشورى، لكن الموقع الذي استقر فيه حتى وفاته في عام 2003 كان المؤتمر الشعبي، في موقع الأمين العام المساعد.
سيرة نصف قرن من حياة يحيى المتوكل تلخص مسار تطور اليمن في تاريخه الحديث، قبيل انهيار سلطة الإمامة، وفي أعقاب انتصار الثورة التي أقامت نظاماً جمهورياً لأول مرة في تاريخ شبه الجزيرة العربية، وتلا قيام هذه الجمهورية في الشطر الشمالي من البلاد قيام جمهورية أخرى في الشطر الجنوبي بعد ذلك ببضعة أعوام، وهكذا يكون اليمن، بمعنى ما، “طليعة” في عملية التغيير التحديثية التي شهدتها تلك المنطقة من العالم العربي.
لم يكن المتوكل من الصناع الكبار لتلك التغيرات، لكنه كان من المساهمين في صنعها، منذ البدايات، وهو في ريعان شبابه في المرحلة الثانوية من دراسته، ولم يكن في الصف الأول من رجالات تلك النهضة، لكنه كان من بين مجموعة من العاملين على إنشاء الخلايا التي قادت، ببطء ومن دون ضجيج، تلك التحولات.
وكان طفلاً عندما قامت ثورة 1948 وفشلت وقمعت بشراسة، لكن سرعان ما جاءته انباؤها فتركت تأثيراتها القوية في مشاعره وأفكاره، وظلت تلك المشاعر والأفكار تتطور، وهو ينتقل من مرحلة إلى أخرى في دراسته، إلى أن تملكته ودخلت في نسيج حياته، وصارت جزءاً مكوّناً من شخصيته التي كانت تتنامى وتتطور مع الأحداث.
كانت التطورات الكبرى تتفاعل مع بداية الخمسينات، أي بعد بضعة أعوام من هزيمة ثورة ،1948 وكانت التحولات النوعية التي كانت تجري في مصر وسوريا ولبنان وفلسطين تعمق وعي القوى الجديدة في اليمن، لكن شروط الثورة بالمعنى الحديث لم تكن متوفرة كلها في هذا البلد الذي كانت تتنازعه الانقسامات القبلية القديمة، يضاف إلى ذلك أن عدداً من زعماء الحركة الوطنية الذين شارك بعضهم في ثورة ،1948 لم يكونوا على استعداد للمشاركة في حركة انقلابية يقودها عسكريون، ولذلك استنكف عدد منهم عن الالتحاق بالثورة في بدايتها، وتريثوا إلى أن تستقر، في حين أن عدداً آخر من هؤلاء الزعماء بادر إلى اغتنام الفرصة وأخذوا مواقع مهمة في قيادة البلاد بعد نجاح الثورة، واستند بعضهم مثل البضاني إلى دعم القيادة المصرية له، وجرت في قلب تلك التحولات والصراعات أحداث كثيرة، كان من بينها محاولة الاطاحة بالسلال، وهكذا فإن مجمل هذه الأحداث والصراعات التي كانت في أساس حدوثها أسهمت بأشكال مختلفة، في إعاقة عملية التغيير، وهذا ما يلاحظه المتوكل في حديثه عن ثورة 1962 التي قادها السلال وكان هو جزءاً منها داخل حركة الضباط الأحرار.
ظل المتوكل يحافظ على المواقع التي كان يحتلها مرحلة إثر مرحلة من حياة الجمهورية اليمنية برغم الأحداث الجسام التي عصفت بالبلاد، بعد وفاة السلال، إذ تعاقب على رئاسة اليمن ثلاثة عسكريين، الغشمي والحمدي وعلي عبد الله صالح، وإذ جرى الانقلاب على الاثنين الأولين وتم قتلهما، فإن الثالث، علي عبد الله صالح، هو الذي استمر في رئاسة اليمن منذ عام 1979. ويعتبر المتوكل أن الحمدي كان يحمل خطة حقيقية لتحديث اليمن، لكنه لم يوافق على الفكرة التي تقول ان تلك الخطة ماتت بموت الحمدي، من دون أن يغامر في القول إن الخطة التي شارك هو في تحقيقها في عهد الرئيس علي عبد الله صالح للنهوض باليمن هي ذاتها الخطة التي كان يحملها لليمن الحمدي. ويعتبر المتوكل أن قضية الوحدة اليمنية كانت على الدوام حلم اليمنيين في شطري البلاد، لكنه يرى، بالمقابل، أن الآراء والمواقف والخطط لتحقيق تلك الوحدة كانت تختلف دائماً باختلاف القوى السياسية في السلطة وخارجها، وباختلاف الاتجاهات التي تمثلها، سواء في صنعاء أو في عدن. ولا يقتصر هذا الاختلاف بالنسبة إليه بين يسار هنا ويمين هناك، إذا صحت التسمية وصح التوصيف، بل هو يتجاوز ذلك إلى ما يعتبره مصالح لم يوضح رأيه بالكامل في تحديدها، إلا أنه اعتبر أن تحقيق الوحدة بين عدن وصنعاء، في أول التسعينات، كان بمعنى ما مغامرة انخرط فيها الطرفان كل منهما لغرض عنده، وذلك تحت الشعار الشعبي العام المتمثل بضرورة السعي لتحقيق وحدة اليمن، إذ كانت هذه الوحدة في الشكل الذي تحققت فيه وفي الظروف العامة في كلا شطري البلاد، وكان قائماً على من الزغل! ربطاً غير محكم، وغير متوفرة شروطه، وهو ما دلّت عليه الانتكاسة التي وقعت للوحدة، ويحمّل المتوكل المسؤولية، في كلا الحالتين، للقيادة في عدن، ولعلي سالم البيض بالتحديد، أكثر مما يحملها للقيادة في صنعاء التي كان هو عملياً جزءاً منها، لكنه كان في مرحلة التوحيد التي تشكلت فيها حكومة الوحدة الائتلافية عضواً في تلك الحكومة، وكان في أفكاره يميل إلى الحزب الاشتراكي، برغم وجوده تنظيمياً وسياسياً في قيادة حزب المؤتمر، لكنه في كل الأحوال، كان يعتبر أن الحرب التي خيضت ضد الانفصال وضد الانفصاليين كانت واحدة من كبرى الكوارث التي عرفتها اليمن، رغم أنه ظل يؤيد فكرة الوحدة، ويدافع عنها، ويعمل لترسيخ قواعدها وأسسها.
من خلال متابعة سيرة يحيى المتوكل يتبين أن الرجل كان دائماً صادقاً في وطنيته، وأميناً لتاريخه، وملتزماً بالمواقف السياسية التي نشأ عليها، والتي قرر على أساس اقتناعه بها أن يختار مكانه السياسي للنضال دفاعاً عنها، وكان ذلك في حزب المؤتمر الشعبي الذي خدمه على امتداد وجوده فيه بكل طاقاته، ولأنه لم يكن موالياً لأشخاص، بل لقضية وطنه، وكان تاريخاً يمشي على قدمين، واستمر في مواقعه برغم كل الأحداث التي مرت في اليمن على امتداد حياته السياسية التي تجاوزت الأربعين عاماً، وإذ يتوجه إليه صادقاً صاحب الحوار معه، وهو يحاوره حول سيرته في آخر سؤال ضمن هذا الحوار، عما إذا كان نادماً على شيء فعله أو لم يفعله، يجيب المتوكل بالكلمات التالية: “إن ندمت على شيء فإنما أندم على الفرص التي أتيحت لي في مناسبات عديدة لأن أسهم في القيام بعمل من شأنه خدمة هذا الوطن، ولم أستطع ذلك، أو أنني ترددت وتراجعت فيه، ومهما بلغت شجاعة الإنسان أو عدم مبالاته لا يمكن أن يذكر بالتحديد نقاط ضعف عاشها، ولا شك في أن هناك مواقف ندمت عليها”.
هذا هو يحيى المتوكل، الذي تعرفت إليه قبل عام من وفاته في ذلك الحادث المروع الذي أنهى حياته، وكان ذلك في عام 2002 عندما زرت اليمن مع صديقي نديم عبد الصمد، بدعوة من المؤتمر الشعبي، وكانت لنا لقاءات عديدة مع الأمين العام للمؤتمر الدكتور عبد الكريم الأرياني ومع الأمين العام المساعد يحيى المتوكل، ومع العديد من شخصيات المؤتمر ومن قيادات الأحزاب اليمنية التي حرصت قيادة المؤتمر الشعبي أن تعد لنا لقاء واسعاً معها، وكان لنا لقاء طويل مع الرئيس علي عبد الله صالح تناولنا فيه مجمل القضايا العربية قديمها وحديثها، وأشهد أن لقاءنا مع المتوكل، وهو كان بالنسبة إليّ اللقاء الأول والأخير معه، ترك عندي أثراً بالغ العمق، وحين قرأت سيرته تأكد لي أن الانطباع الذي تركه عندي ذلك اللقاء كان يعبّر عن حقيقة الرجل، وعن المزايا الأساسية التي ظلت تحكم مواقفه على امتداد حياته، وتأكد لي ذلك مرة ثانية عندما علمت أن الشعب اليمني بقواه السياسية والشعبية قد شعر بالخسارة الكبيرة لفقده، فسار وراء نعشه وفاءً لتاريخه وحزناً على غيابه