وليام هرشل (1738- 1822 م) ولد في – هانوفر – ألمانيا فلكي بريطاني، -الألماني المنشأ- قدم مساهمات عديدة ومهمة في علم الفلك.
بعد أن بلغ التاسعة عشر من عمره أنتقل هرشل إلى إنكلترا ليعمل كعازف ومدرس للموسيقى، لكنه كرّس كل وقته وفراغه لعلم الفلك، والرياضيات. وقد قرأ كتابا في علم الفلك وهو في الخامسة والثلاثين من عمره، وأستمتع به جدا وبلغ من أهتمامه به أنه قرر الأتجاه لعلم الفلك، ثم عجز هرشل أن يحصّل آلات كافية فبنى مناظير خاصة به وقام بتحسينها. وفي عام 1774 وبمساعدة أخته كارولين –عالمة فلكية أيضاً- قام هرشل بمسح شامل ومنظم للسماء. ثم صنع مراقب (تلسكوبات) ضخمة لنفسه، وصرف وقتا كبيرا في النظر إلى السماء من خلال مراقبه (تلسكوباته)، وكان حصاد مثابرته تحقيقه لكثير من الأنجازات الفلكية ومنها وهو في الثالثة والأربعين من عمره أكتشافه لكوكب أورانوس (Uranous)، عام 1781م، وهو الكوكب السابع في بعده عن الشمس،سمّاه "جورجيوم سيدوس" نسبة للملك جورج الثالث ويعرف الآن عالمياً باسم أورانوس.
بعد سنة عُيِّن هرشل كفلكي خاص للملك مما ساعده في تكريس كل وقته إلى مساعيه الفلكية. ثم نصب هرشل منظاراً في مستنقع بيركشاير ومن خلال استعماله لهذا المنظار استطاع أن يكتشف قمرين لأورانوس والقمر السادس والسابع لزحل.
وكذلك أستطاع أن يحدد موقعنا من داخل مجرة درب التبانة. فمنذ عهد غاليلو أمكن أدراك أن الحزمة الضبابية المسماة درب التبانة ما هي إلا مجموعة من ملايين النجوم، التي تتخذ بمجموعها هذا القرص الفلكي الضخم، وبالتالي ساهم في تحديد موقعنا داخل المجرة، بطريقة بسيطة تقوم على أساس حساب أعداد النجوم في مختلف الأتجاهات، وفي عام 1785م قام بنشر نتائج حساباته لأعداد النجوم الواقعة في 683منطقة أختارها من السماء، وأستنتج أننا واقعون في مركز المجرة، وعلى الرغم من أن طريقته كانت مليئة بالأخطاء والموقع ليس صحيحا حيث تقع نجمتنا (الشمس) في طرف المجرة، إلا أن أفكاره كانت مثيرة وسابقة لأوانها.
وقام أيضا بدراسة دوران العديد من الكواكب وحركة النجوم المزدوجة، وفهرسة أكثر من 800 نجمة مزدوجة(نجم ثنائي). درس السدم وساهم في تقديم معلومات جديدة حول تكوينهم وارتفعت ملاحظاته لهذه السدم من 100 إلى 2500. وهو كان أول من افترض أن هذه السدم تكوّنت من النجوم. لقد أدرك وليام هيرشل أثناء مسحه للسماء أن هناك المئات من السدم الخافتة الضبابية الهيئة المنتشرة في معظم الأتجاهات، وخلال سبع سنوات من البحث والرصد تمكن من تسجيل أكثر من ألفي سديم لم يكن ملاحظا لها من قبل. وأدرجها بفهرس وضعه.
واستغرق مسح السماء عدة عقود وتتبع جون (John)، ابن وليام هيرشل خطى أبيه وأستمر بالبحث من النقطة التي توقف عندها أبيه، وهكذا نشر جون هيرشل الفهرس العام للسدم(The General Catalogue of Nebulae)، في عام 1864م، وضمنه 5079 جرما سماويا.